عيون العرب - ملتقى العالم العربي - °°°-ألوم الازرق -°°°

[align=center][tabletext="width:90%;border:5px double black;"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/03/27/17/430898230.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]

:قلب أسود:ألوم الأزرقق5

__________________________________

أتذكر حينما كنت صغيرة,أتذكر جدي الراجل المتوسط القامة و الذي يمشي ببطء ما زلت استطيع رأيت لون شعره الذي غلب الشيب على مظهره و عينيه اللامعتين تعكسان وهجهما على نظارته فضية الجوانب و تلك الكنزة البنية الذي يضعها اغلب الأحيان .
الذكريات تعود للحياة و تمر من أمامي كشريط قديم كلما ألقيت نظرة على منزله المهجور.. كلما خرجت من الباب و رأيت تلك النباتات المتسلقة تغلف المنزل بأكمله فتكسبه طلت خضراء أراه حيا أمامي في بعض الأحيان يبتسم ويلوح لي بيديه الهزيلتين و عينيه تختفيان وراء تجاعيد وجهه عندما يبتسم و بشرته الداكنة التي لوحتها الشمس و أهملتها السنين تبرز لونها أكثر عندما يطيل لحيته البيضاء...
________________________

لعلى الذكرى التي لا تفارقني هي ذكرى وفاته المؤلمة... دائما اعزي نفسي وأقول انه مات بسبب شيء يحبه ولم يمت هباء منثورا بالنسبة لي بدأ القدر يرسم له خطة وفاته عندما كنت في السابعة عندها أهداني مجسما للكرة الأرضية كنت دائمة اللعب بها ,أحركها ذهابا وإيابا اعتقدت في ذلك الوقت أنها مجرد لعبة و الدوران هو عملها الوحيد و ذات يوم شرح لي ما تعنيه اخبرني أنها المكان الذي نعيش فيه و أنها تحتوي على يابسة وبحار كما اخبرني بأسماء تلك البقع البنية إفريقيا. أسيا ,أمريكا...وغيرها كنت فضولية جدا لذا لم اتركه يهنئ بنومه أو بطعامه إلا و سألته سؤالا عن هذه الكرة .كانت تلك البقع الزرقاء تثير في الرغبة في المعرفة التي تغزو ذهني كلما رأيت مالا اعرفه سألته عنها بشغف ,انتظرت إجابته بأحر من الجمر كنت أريد أن أتعلم أكثر عنها و كنت صادقة في ذلك

كل هذه الأسئلة أردت من جدي أن يجيب عنها ما هذا الأزرق؟ ماذا يكون؟ لما لم أره ؟هل سأستطيع رأيته ؟ أدرك جدي رغبتي هذه فابتسم برقة ولمعت عيناه قائلا : انه المحيط كانت تلك الكلمة غريبة عني ليست أول مر اسمعها فيها لكني لا اعرف معناها تماما نظرت نحوه بتمعن انتظر أن يكمل كلامه عن هذا الأزرق فقال لي انه مكان جميل وواسع فيه الكثير من الماء نصطاد فيه الأسماك التي نأكلها و نصنع من المرجان الذي يحتويه حلي جميلة ,كما اخبرني الكثير الكثير عن الأزرق مما جعلني ارغب في رؤيته.....

بعد مدة طويلة في الصيف الذي كان أول مرة يأخذني فيها أبي إلي البحر ذهب معنا جدي وفور

وصلنا للمكان المنشود لم انتظر ليخبرونا عن مكان الأزرق لأني كنت أول من رآه من نافذة السيارة قلت في نفسي حينها " هذا هو المحيط الذي انتظرته" , ذهبت ركضا نحوه بعدما نزلنا من السيارة فتبعني جدي لعبنا بمياهه الباردة و انتعشنا بها حتى حل المساء و رأيت الشمس بحلة جديد لم أعهدها كانت كالبيضة التي تعدها أمي على الفطور كما أن الأزرق أصبح يميل للحمرة على غير عادته كان المنظر بهيجا جدا حتى جدي كان غارقا في تفكيره يضع يدا على الرمل الناعم و اليد الأخرى استند عليها قلدته و تابعت الشمس حتى اختفت تحت الأزرق بهدوء ونعومة ببطء شديد..... لم أعي لنفسي حتى الصباح استيقظت في غرفة غريبة عني لم تكن غرفتي و لا غرفة أمي نظرت حولي و كانت غرفتا بسيطة بسرير خشبي و خزانة ببابين و هي من الخشب البني كذلك لم تكن كثيرة الأثاث كغرفتي إنها فقط بسيطة جدا لا جدران وردية و لا ستائر حريرية فقط البساطة أمعنت النظر فيها حتى التقطت صوتا يشبه حفيف الأشجار نوعا ما فتحت النافذة بصعوبة لأنها كانت عالقة فشعرت بشيء من الهواء المنعش يملئ رئتي فتحت عيناي فلمحت الأزرق صرخت بأعلى صوتي من شدت السعادة يبدو أني لم أكن احلم فتحت أمي الباب بعد أن سمعت صرختي و كان قلقة لكن سرعان ما ابتسمت وقالت : هل أعجبك المكان

ابتسمت لها وقلت: جميل...لكن غرفتي أجمل ..ألا تعتقدين ذلك

_ سنزينها معا فيما بعد

التفت لها بخبث وقلت : بالزينة الوردية ..و القطع اللامعة ؟؟

أخذتني في حضنها وقالت : اجل بكل شيء جميل

سألتها بسرعة: هل سيساعدنا أبي و جدي

_ أباكي ..نعم ..جدك لا

تعجبت من ما قلته: لما لا تعرفين انه سيحب مساعدتي

_ اجل بالتأكيد لكنه ذهب مع مجموعة من الصيادين المحليين ليمضي بعض الوقت الممتع

عبست بشدة لم أرد أن يذهب معهم أردت أن يبقى ليزين معي غرفتي استأذنت أمي للخروج

و أمضيت ذلك اليوم في ملل شديد و انأ أراقب الأزرق انتظر أن يعود جدي بصيده الوفير ذاك ..

ساعات طويلة مرت وأنا انتظر ظهور زورقه الأحمر كما وصفته لي أمي ولم يأتي نادتني أمي و أمرتني بالعودة مرات كثير لكني لم استجب لها بقيت انتظره إلي أن حل المساء عندها رأيت والدي من بعيد مع رجل ما كان يضع يديه على رأسه وهو يبدو منزعجا جدا و رأيت مجموع أخرى من الأشخاص يجتمعون حوله ركضت نحو أمي بسرعة لأخبرها أن أبي يبدو غاضبا .. فرايتها تبكي في المنزل معها عدة من النساء نظرت نحوي للوهلة ثم أشاحت بوجهها عني لم افهم شيء مما يحدث فخرجت من المنزل و بقيت أمام الأزرق انتظر جدي.....
أملتا عودته لنلعب معا في الأزرق...لكن كل ما وجدته هو تلك القطعة الحمراء من الخشب تقذفها الأمواج نحوي.
"أكرهك أيها الأزرق "

:قلب أسود:ق5:قلب أسود:

[/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align]