هُنا في هذه البقعة السحرية والتي تخصني وحدي وقفت وأنظاري معلقة لتلك السماء الزاهية ونجومها اللامعةأراقبها بهدوء وغبطة , كم هي مشعة تنير دروب الآخرين وتبعث الدفء والأمان , تمحوا الألم واليأس من قلوب البشر , لمعانها ينعكس على البحيرة المظلمة لينيرها و يزيد من جمالها وغموضها , وتلك الشجرة العملاقة ازدادت صلابة خلال الأعوام وأصبحت تسند المرهقين من تعب الحياة تحت ظلها و أغصانها المتشابكة وكأنما تهون عليه مصاعب الحياة , أغمضت عيناي وتمنيت أن أصبح مثل هذه الطبيعة أنير دروب الآخرين و أشعرهم بالدفء وأزيل اليأس من قلوبهم , أن أسند المتعب منهم و اربت عليه بلطف , وتزامنا مع انتهائي من البوح بأمنيتي حلقت تلك الشهب من فوقي وكأنما تعدني بأنها ستأخذ بيدي إلى أحلامي وكم كان شعورا مُبهجاً حينها.

تلاقت السماء و الأرض بلون حلم طفولي كلون الأحجار الكريمة المتوهجة ، كأن السماء لبست رداء الفضاء الواسع المزين بالنجوم، تلون الليل بلون البحر الصافي و انعكست اللآلئ على سطحه لتلمع كأنها جروم تسبح في أعماقه ،هذا المشهد تسجو له روح و ينفرج له قلب و يجلي عنك كل الهموم ، تحت أوراق الأشجار مشعة بلون زبرجد ، تقف امام هذه البحيرة ناظرا لأفق الشاسع المشرق بالأحلام ، فاتحا يدك لتمسك بأمل ساقط كالشهب ، كم يبدوا الخيال شاحب بدون ألوان امام هذه ألوان الأخاذ !! سبحان الله الخالق !!