عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-02-2007, 08:49 PM
 
لا يا قيود الذل

أختي... أما إذا وفقكِ الله للتوبة إليه، فاحذري أن تقعي مرة أخرى أسيرة لقيود الذنوب، فإن للذنوب أغلالاً وقيوداً، تقيد صاحبها، وأسراً وجاذبية لمن أدمن عليها، تدفعه دوماً للالتصاق بها، والحنين إليها والإصرار عليها، حتى يتعلق قلب العبد بها، ولا يستطيع فكاكاً من أسرها، إلا أن تداركه رحمة من ربه.
وإليك إيتها الحبيبة الغالية، هذه الوصايا الذهبية، التي تقيكي شر النكوص على عقبيكي، وتذهب من قلبك تعلقه بالذنب، بإذن من مقلب القلوب.
1- إياك ومحنة الفراغ:
فالفراغ والبطالة سبب مباشر للانحراف، فإذا اشتغلت بما ينفعك في دينك ودنياك، قلت بطالتكِ، ولم تجد فرصة للفساد والإفساد، ونفسك أيتها الغالية، إن لم تشغليها بما ينفعها، شغلتكِ بما يضركِ
2- أغلقي أبواب المعاصي:
فكل ما من شأنه أن يثير فيكِ دواعي المعصية، ونوازع الشر، ويحركِ فيكِ الغريزة لمزاولة الحرام، قولاً وعملاً، سواء كان ذلك سماعاً أو مشاهدة، أو قراءة، ابتعدي عنه، واقطعي صلتكِ به.
كأشخاص يفتحون لكِ أبواب المعاصي أو أصحاب يحركون فيكِ نوازع الشر، وهكذا الرجال الأجانب عنكِ والأماكن التي يكثر ارتيادها، وتضعف إيمانكِ النوادي والملاهي وهكذا الابتعاد عن مجالس اللغو واللغط، والابتعاد عن الفتن، وضبط النفس فيها، ومن ذلك إخراج كل معصية تبت منها، وعدم إبقائها معكِ في منزلكِ أو مدرستكِ أو عملكِ.
3- الزمي حاملات المسك:
فإذا صاحبتِ جليسه صالحه، حيا قلبك، وانشرح صدرك، واستنار فكرك، وبصرتك بعيوبك، وأعانتك على الطاعة، وجليسة الخير تذكركِ بالله، وتخفظك في حضرتكِ وغيبتكِ، وتحافظ على سمعتكِ، واعلمي أن مجالس الخير تغشاها الرحمة، وتحفها الملائكة، وتتنزل عليها السكينة، فاحرصي على رفقة الطيبات المستقيمات، ولا تعدي عيناكِ عنهم فإنهم أمناء.
4- تجنبي نافخي الكير.
فاحذري رفيقة السوء، فإنها تفسد عليك دينك، وتخفي عنك عيوبك، تحسن لكِ القبيح، وتقبح لكِ الحسن، تجركِ إلى الرذيلة، وتباعدكِ من كل فضيلة، حتى تُجرئكِ على فعل الموبقات والآثام، والصاحب ساحب، فقد تقودك إلى الفضيحة والخزي والعار.
وليست الخطورة فقط في إيقاعك في علاقات محرمة مع الشباب أو غيرها من من المعاصي، بل الخطورة كل الخطورة في الأفكار المنحرفة والعقائد الضالة، فهذه أخطر وأشد من طغيان الشهوة.
لأن زائغ العقيدة قد يستهين بشعائر الإسلام، ومحاسن الآداب، فهي لا تتورع عن المناكر، ولا تؤتمن على المصالح، بل تلبس الحق بالباطل، فهي ليست عضو أشل، بل عضوم مسموم يسري فساده كالنار في الهشيم.
5- تذكري عزة الانتصار:
فكلما همت نفسكِ باقتراف منكر أو مزاولة شر، تذكري أنكِ أن أعرضتِ عنها، واجتهدتي في إجتنابها، ولم تقربي أسبابها، فسوف تنالي قوة القلب، وراحة البدن، وطيب النفس، ونعيم القلب، وانشراح الصدر، وقلة الهم والغم، والحزن وصلاح المعاش، ومحبة الخلق، وحفظ الجاه، وصون العرض، وبقاء المروءة.
والمخرج من كل شيء، مما ضاق على الفساق والفجار، وتيسير الرزق عليكِ من حيث لا تحتسبي، وتيسير ما عسر علي أرباب الفسوق والمعاصي، وتسهيل الطاعات عليكِ، وتيسير العلم فضلاً عن أن تسمعي الثناء الحسن من الناس، وكثرة الدعاء لكِ، والحلاوة التي يكتسبها وجهكِ، والمهابة التي تلقى لك في قلوب الناس، وسرعة إجابة دعائكِ، وزوال الوحشة التي بينك وبين الله، وقرب الملائكة منك، وبعد شياطين الإنس والجن عنكِ.
هذا في الدنيا، أما في الآخرة فإذا متِ تلقتكِ الملائكة بالبشرى من ربكِ بالجنة، وأنه لا خوف عليك ولا حزن، تنتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة، تنعم فيها إلى يوم القيامة.
فإن كان يوم القيامة وكان الناس في الحر والعرق، كنت في ظل العرش، فإذا انصرفوا من بين يدي الله تبارك وتعالى، أخذ الله بكِ ذات اليمين مع أوليائه المتقين، وحزبه المفلحين
إنكِ أن استحضرتي ذلك كله، فأيقني بالخلاص من الولوغ في مستنقع الرذيلة.
6- تذكري آلام الأشواك:
فكلما أردتِ مزاولة الحرام، ذكري نفسكِ أنكِ إن فعلتِ شيئاً من ذلك، فسوف تحرمي من العلم والرزق، وسوف تلقي وحشة في قلبكِ بينك وبين ربكِ، وبينك وبين الناس.
وأن المعصية تلو المعصية تجلب لك التعسير في الأمور، وسواد الوجه، ووهن البدن، وحرمان الطاعة، وتقصير العمر، ومحق بركته، وأنها سبب رئيسي لظلمة القلب، وضيقه، وحزنه، وألمه، وانحصاره وشدة قلقه، واضطرابه، وتمزق شمله، وضعفه عن مقاومة عدوه، وتُعريه من زينه.
استحضريِ أن المعصية تورث الذل، وتفسد العقل، وتقوي إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة، وتزرع أمثالها، وتدخلك تحت اللعنة، وتحرمك من دعوة الرسول r، ودعوة المؤمنين، ودعوة الملائكة.
بل هي سبب لهوانك على الله، وتضعف سيرك إلى الله والدار الآخرة وأن المعصية تطفئ نار الغيرة من قلبك وتذهب بالحياء، وتضعف في قلبك تعظيم ربك، وتستدعي نسيان الله لك، وأن شؤم المعصية لا يقتصر عليك، بل يعود على غيرك من الناس والدواب.
استحضري أنك إن كنتِ مصاحبة المعصية، فالله ينزل الرعب في قلبكِ ويزيل آمنك ويبدل به مخافة، فلا تري نفسكِ إلا خائفة مروعوبة، تذكري ذلك جيداً قبل أقترافك للسيئة.


منقول للعبرة
__________________

الوقت يداهمني والعمر يسرقني

لكن لا املك سوى شكر لكل من تقبلني في هذا المنتدى
واتمنى من الله ان يجمعنا في الجنان العليا




اخوكم


سامر البطاوي




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عشرة قيود عقلية ضد التفكير بــو راكـــــان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 07-10-2007 07:23 AM
يا للعجب أسير بلا قيود ولا خفير الداعية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 12 07-06-2007 04:18 AM
'إذا انتهكت مساجدنا خلال اربعة سنوات ولم تغضب؛ فمتى تغضب؟!. ABUMOHANAD حوارات و نقاشات جاده 3 05-31-2007 03:22 PM
ما هذا الذل ( ليس هناك ماهو أسوء منه ) نبيل المجهول أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 03-19-2007 09:58 PM
هل ترضى ان تكون بهذا الذل والاهانه >( صوورة )< قطري أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 16 12-14-2006 01:36 AM


الساعة الآن 12:53 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011