عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree24Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-23-2014, 09:53 PM
 
~♥قَلم ذَهبيّ~♥بين الخيال والواقع ~

[frame="7 10"]
**الجزء الأول :-
((هي ))



هي ليست مختلفه عن البقيه..سوا انها كلما تألمت أكثر..
زاد اتقانها لفن التمثيل..تضحك كما لو أن الأرض قد لا تسع لفرط سعادتها..ولكن..لا احد..
لا احد قط..استطاع تميز فرحها الصادق بين حشد الأبتسامات الزائفه تلك !
تجيد ارتداءالأقنعه..وترقص في حفل الحياه ! ..شربت من كأس التعاسه..حتي أسكرها..وما عاد قلبها يحتمل !..فهجرته..
تركت له مهمته الفسيولوجيه الأساسيه فقط ..الا وهي ضخ الدماء..مع الكذب..مهما كانت تعيسه..لن تُري العالم ذلك الوجه الباكي قط..هي تماماً..مثل المهرج الذي يضحك الجمهور وينشر البهجه..ثم يختلي بنفسه ليبكي بمراره ..
لم تكن من النوعا لنشيط..لكنها تظاهرت بذلك..تظاهرت بالحيويه المفرطه..بأنها مشغوله بكل شئ..من دراسه..اجتماعيات..جمعيات خيريه !..واصدقاء تنتهي حدود صدقاتها بهم..عند بوابه الجامعه..كانت وحيده..رغم الذين يحيطون بها ..
..عاديه للغايه..في مظهرها..مشيتها..كلامها وشخصيتها ! ..فقط انيقه بحزنها وغموضها ..كصندوق بلامفتاح...يجعلك تتسائل عما يوجد بداخله ..
تعود الي المنزل..بعد يوم طويل..متعب..قضت اخر ساعته في انتظار *مواصلات* لم تأتي..لتقرر السماء ان تمطر بعدها..ولسخريه القدر..يقود احدهم سيارته بسرعه..فيعطيها حمام طين !! ...
دخلت بهذاالمنظر..لتجد حفل استقبال في انتظارها..تنهدت..فقد سرد لها عقلها مسبقاً..ما اوشك ان يحدث..فغالباً
ستعاتبها والدتهالانها لم تجب علي المئه مكالمه.. تصرخ بأعلي صوتها لتسمع الجيران..انها لم تجب علي الهاتف اللعين ! ..
وربما يود والدها ان يفرض هيبته في المنزل.. فتتلقي صفعه..او اثنتين لترمقهما..بنظرات من الكراهيه" الباديه للعيان"...تنهض..تكر حقيبتها علي الدرج..لتصفع باب الغرفه خلفها..بينما تتمني لهما الموت من أعماقها ! ..
هي..لم تكن بهذاالسوء ..ولكن الأيام القاسيه..القت بها الي الدرك الأسفل من الكراهيه..صار الحاضر باهت بلا ألوان..والمستقبل..اتمزحون اي مستقبل هذا..وفكره الأنتحار..تداعب خيالها كل يوم ! ..تمسكت بحبل صلاتها..بحبل ايمانها..ان الله معها..وان هجرها العالم..فكانت تهز رأسها كلما روادتها هذه الأفكار السوداء ..
لم تبح لأحد من قبل بالحقيقه..بل اكتفت بهمس همومها..لأذن الأرض..علي يقين ان دعواتها ستطرق ابوابالسماء..كلما أحست بأن الدنيا تضيق..تتذكر..بأنها من ابناء ادم..ولم تكن تنتمي يوماً..للأرض..ستبقي متمسكه بخيط امل رفيع..انه ربما..هناك سعاده في اخر النفق ..
يطرق بابها بعنف.." المسمي بأخيها الأكبر" ..العشاء..من الأفضل لكي ان تنزلي..او سيأتيوالدي لجرك ! ...كانت تتسائل دوماً...لماذا عناء الجلوس حول طاوله..ان كان الروتين اليومي هو شجار..صراخ...ثم اندلاق ما علي المائده !..
ورغم ذلك..فهي لم تتجرأ قط علي تفويت العشاء..خوفاً من ان تنفذ والدتها تهديدها الدائم لها ..بنزع القفل عن بابها..وهذا قطعاً..اسوأ كوابيسها..فهي لا تجد الهدوء الا في ركن غرفتها..ان تحرم من ذلك الجدار الفاصل..عنهم..هو فكره ..تفزع دواخلها وبشده..
أمسكت بالملعقه بتضجر..بينما نظرت اليهم..
*والدي* ذو ال 55عاماً..شعر أشيب..ملامح جافه..وتجاعيد رسمت شقاء أعوام مضت ! ..صارم وحازم.. فقد تطبع بطباع الجيش..ولديه وهم في دماغه..اننا مجندوه..الذين سيجعلهم يعملون حد الأغماء !
*والدتي* التي تصغره بعشره اعوام..ما تزال جميله..ورده تفتحت للتو..لولا طبقات المكياج المتراكمه علي وجهها..لكانت حقاً مضرب مثل في الجمال ..يقولون انني أخذت من ملامحها..لو كنت شخص اخر..لأعتبرت هذه مجامله..ولكني لا اريد اطلاقاً ان اشبه بشخص لا يتجاوز عمق تفكيره.. " ماذا سأرتدي اليوم ؟!" ..
*أخي الأكبر*..ذو ال26 عاماً ..لا يختلف عن شباب العصر الطائش في شئ ..تسريحه غريبه..احذيه ذات الوان لم يسمع بها احد قط..وبنطال ضيق عند القدم ! ..ابتسمت ساخره " ان حجم دماغه لا يتجاوز فتحت كبايته ! " ..
لطالما ساعدتها هذه النظره الدونيه..علي اكمال يومها..علها تجد..في الدعس علي صورهم لديها..دافعاً..لتصبح شخصاً أفضل..ولا ينتهي بها الأمر مثلهم ! ..
تكمل عشائها علي عجل..تصعد الدرج بسرعه..بينما تحمد ربها كثيراً..ان والدتها تخاف علي طلاء اظافرها من الزوال..فقامت باحضار –حبشيه- ..وهذاما حررها من مهام ما بعد العشاء من - غسيل عده ! -..
تغلق الباب بالمفتاح..لتأخذ نفساً عميقاً..لتلقي بجسدها المنهك علي السرير..يستفزها وميض هاتفها المزعج..تلقي نظره علي شاشته..فترميه ممتعضه ! ..
فلم يكن اي من هؤلاء يهمها امره بشئ ! ..-أصدقاء مرحله-..هي تعلم..ذلك..وكذلك هم..فلماذا اذن التظاهراكثر من اللازم .." عدتي الي المنزل بعد ؟! " ..اسكون ذهبت للقمرمثلاً..اكملت سخريتها بينما نهضت من السرير..لتتجه الي حاسوبها..
تفتح الشاشه..لتضئ الغرفه..المعتمه..فهي لا توقد انوارها قط !..فهكذا ان اتت والدتها..ستظنها نائمه !..لا تتعجبوا علي مدي هذه الأعوام..استطاعت ان تبتكر الكثير من الأستراتجيات الفعاله"..لحد التعامل معهم لأقصي حد !.."-فهي لا تراهم سوا تذكرتها نحو الجنه- ستصبر عليهم..الا ان يأتيها الموت..لتحضتنه بذراعين مفتوحتين ! ..ولكن الأن..بعيداً..عن أفكارها السوداويه هذه..ارتسمت علي شفيتها ابتسامه خفيفه...
ما ان لمحت ذاك الأسم..
“Only Black ! “
فهذا اللقب..ينتمي لقلم كاتبه..كانت تجد في كلماتها قليل من السعاده..التي تفتقدها في أرض الواقع !..مازالت حتي الأن لا تعلم..لماذا تعشق كتاباتها الي هذا الحد..ربما للغموض الذي دوما يغلفها بتلك النهايات المفتوحه ...وربما ايضاً..لانها تجد شيئاً من شخصيتها منثوراً..علي أبطال قصصها..فما ان تتعلق عيناها..بتلك الشاشه..تلك الكلمات التي كتبت بعنايه..وخيال واسع !..تسبح في أفق اللاوعي..تعيش بجميع حواسها..وفجأه تصطدم بأرض الواقع..حين تقرأ كلمه -النهايه- ..وبجانبها..-وليست النهايات سوا بدايات اخري !- ...تحس في تلك اللحظه ان احدهم سحب من تحت قدميها بساط السعاده..لترتطم بأرض الواقع المرير..تتمني سراً..لو تستطيع ان تدخل احدي هذه القصص..او ان قلم تلك الفتاه..يكتب تفاصيل حياتها بهذه الروعه !
..ولكن هيهات..كفاك احلاماً يا فتاه – تهمس بها لنفسها..بينما تسارع بفتح صندوق بريدها..لتكتب احدي معلقاتها الطويله...التي تصف فيها بأسهاب..كل احساس لها مع كل كلمه...وكم انها تعشق كلماتها...تعبر عن امتنانها وسعادتها..لبرهه من الزمن..تنسي ارتداء الأقنعه..لتتسلل روحها الطفله..عبر حروفها المفعمه ببرائه حبيسه للحظاتها تلك..وتضغط بعدها علي زر ارسال ! ..
تحدق كثيراً بشاشتها..نصف ساعه..ساعه..ساعتين..لا تمل ابداً من انتظار الرد..تلك الجمله الصغيره المقتضبه..كافيه لتنسيها هموم يومها بالكامل ! ..
وكما لو ان كاتبتها هذه مثل -سندريلا-..لا تحضر الا عندما توشك الساعه علي الأشاره الي الثانيه عشره منتصف الليل..بالفعل.."كلن"..يأتي الصوت..مالئً فضائتها بالبهجه..لتفحتها بلهفه...
" سعيده انها نالت اعجابك..القادمه ستكون بعنوان..- بين الخيال والواقع-..انتظر بلهفه تعليقك عليها ..تحياتي "
تقرأها مراراًوتكراراً..تتبسم كالبلهاء..ثم اخيراً تفكر بالخلود الي النوم..بالنسبه اليها..كان هذا مثل حلم تعيشه كل ليله..تعشق الفتيات قلم – دان براون-..اما هي فلم تعشق سوا قلم
–Only black !-
((هو))
هو ليس بمختلف عن البقيه..ليس بغامض..ولا وحيد..لم يشتري من الدنيا سوا السعاده..اجتماعي للغايه..مرح..ذو تفاصيل وجه وسيمه ..تتخلها البشاشه واللطف ..يعشق اثنين لا غير في هذا العالم ! ..
هاتفه..وهذه التي يمسك بها برقه..
يعشقها مثل قهوته الصباحيه...لا يكتمل يومه بدونها..
يردد دوماً..كلماعاتبه احدهم علي حبها " ومن الحب ما قتل ! "..
يستنشقها ببطأ..بينما يتصاعد دخانها الأسود...مالئ حيزاً ضئيلاً في الفراغ !!..
وسرعان ما ينتهي الأمر بها تحت حذائه...
يحدق من الشرفه..
ومره اخري يتسائل..عن سر تلك الغرفه..
التي لا توقد انوارها قط ! ..رغم انه كل تاره واخري..يلمح ظلها من خلف الستائر المخمليه...يبدو انها لفتاه يافعه...لماذا اذن..لا اري ضوئها قط ؟! ..
غلفته حيرته ..مع دخان سجائره...ليتنهد...
يطفأها علي عجل..ثم يدلف الي الداخل..يقوم بفرقعه اصابعه..
ليستعد لكتابه قطعته الفنيه التاليه ! ..ولكن قبل ذلك..يريد حقنه المورفين الخاصه به..مهلاً..لا تشطحوبتفكيركم بعيداً..فبطلنا هذا لا يتعاطي..سوا ..
تعاليق قرائه التي..تجعل يومه يزداد بهجه وجمالاً...
منذ الصغر وهو يحلم بأن يصير كاتباً...
وفي غمضه عين صارحلمه حقيقه !..تحت اسم مزيف بدأ يكتب..فهو للاسف..يملك اصدقاء..يجيدون تاليف القصص الخياليه ثم تدويره بها ..تخيلو كلما كتب عن فتاه..ولنقل مثلاً اسماها -رؤي- ..."رؤي دي منو ؟؟! "..." من وراانا يا واطي !" ..الخ..تجاوز لتشغيلاتهم الغير مرغوبفيها..كتب اول أسم خطر علي باله...المقتبس من قميصه الذي كان يرتديه ذاك اليوم
-Only Black ! -
ولكنه أخطأ خطأً شنيعاً..حين ضغط علي خيار – فتاه- دون قصد..تأخر حين ادرك انه فعل ذلك..امتلأ صندوقه برسائل القراء...
نكش شعره..ضحك...ثم قرر ان يترك الأمر علي حاله ..شاب ام فتاه...فالقلم هو القلم ! ..
في أيام قليله..تحولت المئه لايك..الي الف..ثم الففين..ثم مئات الألاف !! ..اصبح صندوقه البريدي يفيض بالرسائل...وغروره لا يسع لسعادته ! ..لطالما حطمه الجميع.." فستقتك هذه لاتصلح للكتابه" ..اه كم اريد ان اخبرهم..ان فستقتي هذه..صارت مشهوره للغايه...ولكني سأمتنع عن هذا الأن...فاسمي المزيف ..اضفي الي كتاباتي نوع من الغموض..
وكعادته اليوميه..يقلب عينيه في اكوام الرسائل تلك ..بينما يجيب عليها واحده تلوه الأخري...يعتريه الملل احياناً..ولكن سرعان ما يتذكر..ان هذا الشخص قضي دقائق من وقته يكتب هذا الكلام..من اللائق ان يقضي هو الأخر..نفس الدقائق في الأجابه عنه !....
تشابهت جميعها..مابين " ان قلمك رائع " "انا اعشق كتاباتك " ...الاواحده...لطالما كان لها رونقها الخاص ..تمتاز بأسهاب..وصياغه رتبت حروفها بعنايه..لتصف كل احساس انتابها مع كل مشهد ! ..كان يستمتع بشده..وهو يقرأ في معلقتها هذه..التي سرعان ما تنتهي ..ساحبه بساط السعاده من تحت قدميه..مره اخري..يدفعه الفضول الي دخول حسابها..
ليجده خالي من كل شئ! ..ولا كلمه..كما لو انها لا تدخل هذه الشبكه الأجتماعيه..الا لقراء قصصه ثم الخروج !! ..
تنهد بعدها..ليكتب رده الدبلماسي المعتاد..فلطالما كان يترك رسالتها المميزه للنهايه..كتحيله يتلذذ بها بعد انتهاء الوليمه..لذلك يتأخر في الأجابه..وسرعان ما تشير الساعه الي ال12منتصف الليل..ليبدأ قصته الجديده..وكله شوق ولهفه..لقراءه تعليقها في الغد..
اكملها..وقد علت وجهه ابتسامه رضي..بينما القي بجسده المنهك علي الفراش.. ليبدأ لا وعيه يردد غيباً..انت اصبحت..تعشق ثلاثه اشياء في هذا العالم..
"هاتفك..سيجارتك..و..." ...ليداعب التكيف خصل شعره الأسود..وسرعان ما يغرق في نوم عميق ..
يتبع
[/frame]
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	484684_598180180214346_1113706645_n.jpg‏
المشاهدات:	31
الحجـــم:	29.0 كيلوبايت
الرقم:	7326  

التعديل الأخير تم بواسطة • ćhañŸèol ; 01-29-2015 الساعة 02:06 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-25-2014, 05:48 PM
 
مرحبا
كيف حالك
اتمنى ان تكوني في تمام الصحه والعافيه
اسمحي لي بأن ابدي اعجابي بقلمك المميز
ابدعتي في صياغة الاحداث
عندما وصلت الى نهاية الجزء الاول حزنت بشده لاني اود ان اعرف ما حصل بعد ذلك
اتمنى ان لا تتأخري بأنزال الجزء الثاني واعلميني بذلك
الى اللقاء
linlan22 likes this.
__________________
وكأن السماء تعلم بحزني وبكائي فبكت معي كي لا تشعرني بأني وحيده
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-26-2014, 06:11 PM
 

[frame="7 80"]
الجزء الثاني :- ~
*((هي))*
تشابهت الأيام والتواريخ..ودوائر المعاناه المفرغه بالنسبه اليها..اليوم مثل
الأمس..وكذلك سيكون الغد..لا شئ تتوق اليه..سوا ساعات المساء ! ..
سوا حروف تسحبها من ارض الواقع..تهديها..مشاعر..ما عادت تحس بها في حياتها اليوميه..."محبه..صداقه..اخوه..ذكريات..سعاده وحزن " جميعها تجسدت في نص كتابي ..
ما ان ينتهي..حتي تسكب قلبها في رساله..وتضغط زر الأرسال..
ولكن هذا اليوم كان مختلف عن غيره !..
طرق بابها..مره..مرتان..والثالثه..دخل غاضباً..
والدها وهو يصرخ...فقد ارتكبت جريمه شنيعه ! ..ولم تنل هذا السمستر المرتبه الأولي..تدنت علاماتها قليلاً.." ليس بسبب الأهمال ! بل المرض" ولكن من ذا الذي سيسمعها..
أطلق العنان لاحكامه..مقيداً لعقله..وفي ثوره غضبه تلك التي زادتها هي .. ببرودها..وصمتها المطبق..
دفعها..دفعها لتسقط علي الحاسب خلفها..فيتحطم الي قطع صغيره...اشلاء..مبعثره..خرج بعدها صافعاً الباب خلفه...ظلت تجمع اجزائه..بصمت..وقد
قيدت دموعها..بأصفاد كبريائها..همست لنفسها كذباً
" ان كل شئ سيكون بخير !" ...بخير ؟! ..متي ؟؟
متي سيأتي هذا اليوم..فمنذ أعوام طويله..والحال علي حاله !
..لا تذكر متي وصلت هذه المرحله من التعاسه..كما لو انها لم تذق يوما غيرها لتعرف الاجابه ..في محاوله يأسه..لتذكر الماضي السحيق..جلست علي الكرسي..لتعلق ناظريها بالسقف..بينما بدأت تلك الصوره الضبابيه تضح شيئاً فشيئاً..
" كنت طفله لم يتجاوز عمرها الثلاث اعوام..ألعب بدميه صغيره...فجأه تغير منزلي..وتغيرت حياتي..لأكبروأنا أعلم ان هناك خطب ما.. اسئله بلا اجابه..ووالدين يتهربان من الحديث عن الماضي..كلما اوشكت علي تذكر ما حدث..حتي تسلل من بين يدي كحبات رمليه..انا لم أجد تلك القطعه الناقصه من حياتي..الا مصادفه...كنت ما أزال حينها في الصف الثامن..سمعت احدي جارتنا الثرثارات..تتحدث مع والدتي بهمس...عن عمي وزوجته اللذين توفيا في حادث سياره..وكيف انه كان قرار صائب ان قاما بتبني ابنتهما الوحيده..دون اخبارها بما حدث ! ..كنت حينها اكرههما..ولكن..هذا ما اشعل الفتيل..وادي بي الي الأنفجار..
ان ينتزعا من طفله..(حق التعرف بوالديها الحقيقين).. عمل في قمه الحقاره..لم اتوقع منهما – وان كانا بتلك القسوه- ان يفعلا بي ذلك ! ...
ومن يومها..أصبحت تلك النقطه السوداء في قلبي..تكبر شيئاً فشيئاً..حتي ابتلعت حبي لهما تماماً.. – هذا ان حدث واحببتهما قط ! - ...مسحت دموعها علي عجل..
لترتمي بعدها علي الفراش..امسكت بهاتفها..فبرغم من تحطم حاسوبها..يظل الهاتف هو الخيط الذي يربطها بقلم بلاك...يا تري ..الي اي عالم سيأخذني قلمها هذه المره ؟! ..تسائلت متناسيتاً ما حدث قبل قليل..لتعلق عيناها بنافذتها الي السعاده ! ..
أما ((هو))..
كعادته يقف علي الشرفه..يطل علي غرفتها..وقد اثار صوت التحطم قبل قليل حاسه الشمارات العاليه لديه ...لوهله تمني لو انه قطه..لتسلل الي هناك..والقي نظره.." ماذا يحدث خلف الجدران المغلقه يا تري ؟! " ..تسائل ليبتسم..فها قد وجد عنوان قصته الجديده..سرعان ما بعثره صوت والدته وهي تصرخ ..مهدده اياه بان كان يدخن..فلن يحدث خير !..فيكذب قائلاً..انه يستنشق الهواء فقط..لتجيب بعنادها المعتاد " مااا عافيه ليك ! وانت حتقتلني قبل يومي ! .." ..ليجيبها مطمئناً..انه لا يدخن..وقد تركها منذ وقت طويل !! ..
" تعلم انه اكتسب هذه العاده بعد موت والده..ورغم ذلك..اخر ما تريد رؤيته ان يسرق المرض ابنها هو الاخر "..
اخرج علبه سجائره من جيبه..ليلقي بها علي الأرض..يحدق بصفحه السماء..بهدوء لم يعكس صخب افكاره وضجيجها..ما ان بدأت الفكره تتضح بداخل رأسه..حتي قاطعه صوت والدته مره اخري" يا ولد..انت اليوم كلو متنح من البلكونه دي..نعرس ليك بت الجيران ؟!"..قالتها مازحه..ليطلق هو ضحكه مدويه...عاد صداها بدعاء صادق..بدوام صحتها وعافيتها...فوالدته العزيزه...كان بالنسبه له الطريق الي الجنه ! ..قرر ان يبرها ما استطاع ..
-وشتان ما بين حياته وحياتها -
نظر الي علبه السجائرعلي الأرض..وبدأ يصارع في نفسه..ليستسلم ويلتقطها..فتدعس علي كبريائه..ليلقيها غاضباً..من الشرفه..ثم تجحظ عيناه ..فقد ارتطمت خطئاً..بنافذه الغرفه الغامضه –كما يسميها هو ..
لفتت الطرقه نظرها..فقامت بفتح النافذه..ثوان واغلقتها مره اخري ..
أما هو فأحمر وجهه ..ومثل طفل صغير وجد نفسه قد اختبا تحت السور –لا شعورياً - ...عاتب نفسه قليلاً..بينما قام بتهدئه دقات قلبه المتسارعه..قلبه الذي لم ينبض هكذا منذ الأمس..فبالأمس ..اخيراً...تجرأوفعلها...
" باح لها بكل شئ..اخبرها كيف يضيع في حروف كلماتها..بل ان قلبه يتوقف بين فاصله واخري !..لايعلم..ان كان الحب يعتبر حباً من خلف الشاشات..ولكن ايا كان هذا الشعور..فهو قطعاً..لن يتكرر في حياته قط.."
بالتأكيد..لم يملك الشجاعه الكافيه..لارساله اليها كرساله..فاكتفي بتغليفها كنص كتابي ! ..كان عنوانه
-Only Black ! –
غلف حروفه بغموض شديد..جعل من قصته شيفره..لن يستطيع احد غيرها تفكيك ما فيها...احزنه وبشده..فكره انها غالباً..ستتوقف بعد هذا عن ارسال تعليقاتها اليه..
وربما حتي ستكرهه..هو لم يكذب..لكنه اخفي الحقيقه..وكلاهما وجهان لعمله واحده.. أخذ نفساً عميقاً ..ليردد بسخريه " حقاً ..من الحب ما قتل ! " ..قالها ليزفر..مطلقاً سراح احزانه...فلطالما كان يردد.." يكمن سر روعه اللقاء الاول..في اناقه الفراق لاحقاً " .. –ليستنكر صديقه دوماً– وما جمال النهايات الحزينه ؟! ...فيجيبه بنصف ابتسامه..
" انت حتماً ستنسي انك ابتسمت اليوم..ولكن..هل يمكن لدموع ذرفتها يوماً..ان تغادر ذاكرتك؟! ..
هبت رياح بارده..لتعبث بشعره الأسود..أحس بالبرد..فدخل..مغلقاً الباب خلفه..ومن سخريه القدر..انه لوانتظر قليلاً بعد..لأبصر للمره الأولي..غرفه تلك الفتاه..بأنوار موقده ! ..
((هي))
لم تصدق..ما قرأته عيناها للتو..صارت..تمشط الغرفه جيئه وذهاباً..تجلس وتنهض..توقد الأنوارلتطفئها..تتحدث وتصمت ! ..اصابتها حاله من الهستريا..تضحك..وتضحك..وتضحك...تريد ان تصدق ما قراته وفي نفس الوقت يبدو لها كقصه خياليه !..وسرعان ما تحول الضحك..الي احمرار وجهها..ما ان تذكرت رسائلها..تلك..هي حينها لم تكن تفكر كثيراً..فقط تسكب كل ما جال بخاطرها وترسله..احست بالجدران تضيق..برئتيها تصغران..وقلبها يضخ بدماءاكثرمن اللازم !...
ردد عقلها – اكرهه ياله من وغد حقير ! – بينما اجاب قلبها هامساً –كاذبه ! -...ارتمت بعدها علي الفراش..علقت ناظريها مطولاً ..وقد كتب امامها في شاشه هاتفها ..
“Delete acount ?! Yes\No”
لم تحس بالوقت يمضي..حدقت بالشاشه ما يقارب الساعه..وما ان اشارت عقارب الوقت الي منتصف الليل..حتي ضغطت علي زر الموافقه !..كان هذا اصعب قرار اتخذته في حياتها..فهاهي تودع..دقائق السعاده...وسبب عودتها الي المنزل كل يوم ! ..
مرت الأيام..الأشهر...ثم عام كامل !! ..
ومثل اي يوم أخر..عادت تكر حقيبتها في الدرج..الا ان والدتها استوقفتها..
طالبه منها ان ترتدي ملابس انيقه..وان تحرص علي النزول عندما تطلب منها ذلك..
لم تسأل..فهي كان تتعلم السيناريو الذي اوشك ان يحدث..منذ مده..ووالدها يردد انه قد حان الوقت لتتخلص منها..وانه ينوي تزويجها..لاول شاب ميسور الحال..يطرق باب منزله ! ..
ولابد ان –ميسور الحال– هذا قد اتي اخيراً..انا لا انوي ان اعترض..قطعاً لن افعل...قالتها وهي ترتدي في اجمل فساتينها ..مع ساعه انيقه..وهي تردد " ربما سيكون هو خلاصي اخيراً..ربما تجسدت دعواتي تلك..في شخص سيأخذ بيدي ليرحل بي من هذا العذاب..وربما ..انا حالمه لا غير ! .." ايا كان ما سيحدث..فليس اسوأ من الذي اعيشه...سأبتسم..سأتظارف..سأتظاهر بالسعاده..سأرتدي قناعي المعتاد...وان لم يعجبني...لاحقاً... سأتصنع امامه الجنون..وقد اروي له بضع قصص خياليه...وان اضطررت لن اتواني حتي بتهديده بالقتل ...لقد عشت بتعاسه ما يكفي..ان لم يكن سيدخل السعاده الي حياتي من اوسع ابوابها..فمن الأجدر له ان يغادر من حيث دخل ! ..
ما ان سمعت صوتوالدتها...حتي تسلحت بسوره –يس- بينما نزلت الدرج بخطي بطيئه..اتجهت الي المطبخ...حملت كؤوس العصير الكريستاليه...وقدمتها اليهم..بلطف..
وما ان حمل الكوب..حتي همست والدته ب شئ ما ..حاول كبح جماح ضحكه..لم يرد لمنظره ان يكون بيشاً..فبلع ابتساماته مع رشفات العصير..اختلس النظر اليها..بدت مختلفه..عما تخيلها..تصغره بأربعه اعوام وربما خمس..بدت لطيفه..ولكن عاده ما تاتي الملامح الجميله مع سلاطه اللسان..اسرها..لنفسه...ليبتسم..منذ مده والدته تلح عليه بالزواج..رأته يقف علي الشرفه كثيراً..فظنته معجباً بأبنه جيرانهم..كانوا من اسره مرموقه لهم سمعه طيبه ! ..الحت عليه بخطبتها..استعملت اسلحتها السريه من " عاوزه اشوف احفادي قبل اموت..انت ما ناوي تفرحني قريب ؟!" وما الي ذلك..كما انه وجد من السخافه..ان يتمسك..بصوره وهميه لفتاه غادرت حياته منذ أكثر من عام ! ..فقبل ..
هاهو الأن يتقدم لفتاه لم يرها قط ..ينوي التعرف بها اولاً..ثم ان وافقت..ان يتزوج بها نهايه هذاالعام الجاري..تحديداً..في عيد الفطر المبارك ! ..
لم تكن مثل فتياتا لعصر..لم تهتم بترهات مثل الحب..وتلك الأحلام الوهميه..التي رسمتها المسلسلات التركيه في مخيله الكثيرات ..وجدت فيه الشاب المناسب..مرح لطيف..وذو خلق عالي..ماذا يمكنها ان تطلب اكثر ؟! ..ثم الا يكفي انه سيخرجها من هذا السجن..سيكون الفارس الذي يكسر قيودها..ويحررها من البرج العالي ..
مضي العام علي عجل..
اتي العيد بفرحه وصخبه..
وفي يومه الثالث..
تزوجا..
وفي طريقهما الي ايطاليا...
علي متن الطائره التي كتب عليها بخط احمر
" الخطوط الجويه الأمارتيه"..
جلس قرب النافذه يعبث بهاتفه...
وهي بجانبه كعلبه صلصه ..اثار غضبها..
فخطفت الهاتف من بين يديه..
لتلمح..في حسابه..كلمتان..
-Only Black ! –
لتضحك بعدها بهستريا..وتجعل كل من في الطائره ينظر اليهما بدهشه..
احمر وجهه وهو يطلب منها ان تصمت..ما المضحك ؟! ..
رددها كثيراً...
واتعلمون ما حدث ؟!..
هي لم تخبره قط !...
فقد كان هذا انتقامها لما فعل ..
وكما تنتهي القصص الخياليه.. انتهت قصتنا هذه ب
" عاشا بعدها بسعاده للأبد ! "
النهايه ~
[/frame]
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-02-2015, 03:39 PM
 
روووووووووعه بجد
نهايه كتير حلوه
ولكن لماذا لم تخبره بالحقيقه ؟؟
__________________
وكأن السماء تعلم بحزني وبكائي فبكت معي كي لا تشعرني بأني وحيده
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-02-2015, 07:27 PM
 
عشان تغيظه لانو كذب عليها زمان وتسلمي سعيده انها عجبتك ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشاركتي في مسابقة القسم (بين الخيال والواقع وجدت موهبتي) Magane dream قسم أخبار و أحوال الأعضاء و نشاطاتهم 2 08-26-2014 11:09 PM
رحلة الحياة بين الخيال والواقع كريم فوزي مواضيع عامة 2 03-08-2010 08:04 PM
السحر والحسد الحقيقة والواقع nadyaa موضوع مخالف أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 07-25-2009 04:35 PM
بين الحب والواقع maarmaar11 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-04-2009 10:06 PM
الحقيقه والواقع..... تعبت احبك مواضيع عامة 8 01-09-2008 07:07 PM


الساعة الآن 06:13 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011