أيا رجلَ الهُطول الأول.. منذُ ذاكَ الحين وانا تَحت الغَيث أتجوّل أتراقصٌ مع حبّات المطر كتلكَ الطّفلة التائهة واتأمّل أيُّ شتاءِ هذا.. الذي أشتهي فيه الجَسَد المُبلّل دونَ إكتراثٍ لِعواقبٍ.. يُمكنها أن تكون لي نُقطة تحوّل سأشرعُ نوافذي في كل ليلةٍ وأترقّب ميلادَ المَطر من ثُغر الغيمِ حتّى يَرشُقني...فَيوقظُني وَ تأتيني أنت وتمدُّ لي يدكَ .. وعلى قَطَراتهِ تُراقِصُني..!! |
في غِيابِك ..تَغيبُ كلّ الأشياء .. وتَختفي الألوان.. وتُهجَرُ الأماكِن.. وتَنسدِلُ ستائِر الّليل قبلَ حُلول المَساء ويَحلُّ الظّلامُ في غيرِ أوانِه.. وكلُّ شيءٍ يُصبحُ ساكِنْ..!! |
نَعَم أنا أُنثى..ولَكن لَيسَ لِمَن يَشاء.. لَيسَ لِمن تُراوِدُهُ الأهواء.. أُنثى تأبَى الإنحناء.. إلاّ لِمن عَرَفَ الوّفاء.. أنا أُنثى لِمن يَزرعني في بساتينهِ ويَسقيني الحَنانَ والأمان.. ويُبلّل أَوردتي بِفيضِ حبّه ويَفوحُ شَذى عِطري لهُ وَحده.. ويَقطفُ حُسني بِشفاوةٍ.. فأَكونُ لهُ كَما يَشاءْ..!! |
لَم أَعُد بَذاكَ التّوازن المَعهود.. أراني أتخبّط وأتعثّر على غَير عادَتي.. هُناكَ خللٌ ما..خَطبٌ ما.. ربّما علاماتُ الشّيخوخة في غَير أوانِها تَظهر.. وتُرسلَ لي إشارات بأن أحذَر.. أَيُعقلُ أنّي هَرِمت وأصابَني الخَرَف..! وذاكِرتي سَيَغزوها التّلَف.. الأفضلُ أن أختفي دونَ ترك أثَر.. على أن أتّكِئ على عُكّازٍ .. ويقولونَ نال منها الكَبَر..!! |
أنا الحَقيقةُ والسّراب.. يَتوهُ في عالَمي كلُّ مَن يَهوى الإقتراب.. سيظنّون بأنّني وطنٌ يُسكَنْ.. وسَيملؤُهم شعورُ الإغتِراب.. فليسَ الظّاهرُ هوَ الحُكم الصائِب.. رُبَّ شيئاً مَخفياً في ثناياهُ المصائب.. وَإيّاكم أن تملؤُكم الدّهشة.. فكلٌ لهُ أشياءٌ تُخفى.. فلا تَكترثوا لتصريحِ أُنثى.. هي مُجرّدُ ظلٍّ في مَنفَى...!! |
الساعة الآن 10:11 AM. |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011