عيون العرب - ملتقى العالم العربي - رواية واعدة ~شُعلةُ انتقامٍـ في عيونِ البراآءة~

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_08_14140905655903131.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].

.
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5655925593.png

ما من تاريخ يمر دون أن يتحدث عنه الناس و ما من ماض يُنسى مهما حاولنا نسيان تلك الذكريات فلن نستطيع لأنه يستحيل نسيان الماضي

من يقول لك نسيت فهو يكذب على نفسه قبل أن يكذب على الآخرين

و قد كذبتُ على نفسي كثيرا..

~~~

حاولت أن أجد لنفسي ملجأً مهربا من كل تلك الذكريات التي تهاجمني بلا رحمة تطعنني على حين غفلة و تتسلل إلى أحلامي محولة إياها إلى كوابيس الرعب المطلق

من أنا ؟ ...ادعى "جوليا".. ,هذا ما اعرفه فلم أحظى بأبٍ احمل كنيته , جل ما اعلمه مذ بدأت أعي ما حولي هو أنني لطالما وُجِدْتُ مع أختي الكبرى "نتاشا"

شابة جميلة ببشرة بيضاء نظرة و عيون بنية ثاقبة ,انف مدبب ناعم مع بعض النمش الخفيف و شفتين رقيقتين صغيرتين تتناسبان مع ملامح وجهها البريئة

لم أكن أشبهها أبدا لكننا تشاركنا شكل العينين و اللون ما عدا ذلك فلا , فلقد كنت سمراء بشعر بني قصير يصل لرقبتي

يعرفني الآخرون باسم "سلينا" احد اخطر أفراد المنظمة الإجرامية الأكثر شهرة في البلاد

أما هنا فادعى السجينة (0-13) صفر- ثلاثة عشر و المحكوم عليها بالسجن المؤبد

مضت حتى الآن ثلاثة اشهر !

ثلاثة اشهر و أنا اقبع في هذه الزنزانة المظلمة بجدرانها الإسمنتية التي ملأتها بخطوط عبرت عن كل يوم تعفنت فيه هنا ...

غرفتي هادئة بها صف طويل من الأسرة المتراصة جنبا الى جنب و التي تشبه أسرة الأقزام السبعة في قصة بياض الثلج التي ترويها لي "نتاشا" كل ليلة

و يقابل هذا الصف صف أخر مثله..... هذا ليس منزلنا إنما دار للأيتام

أو لنقل دارا للمتشردين الذين لا مأوى لهم !

المكان الذي كنت أعيش فيه سيئ جدا يوفرون لنا المأكل و مكانا للنوم و فور بلوغنا سن العاشرة يخرجوننا لجني المال بأية طريقة من تسولَ تسولْ, و من باع الزهور باع و من عمِل عبدا عمَل ,حتى مد الأيدي إلى جيوب المارة و اختلاس حافظات نقودهم كان مباحا المهم أن نعود إلى الدار بحزمة من النقود و إلا فسنَبِيتُ في الخارج سواء في برد الشتاء أو لتنهشنا كلاب الشوارع

الجميع كان يحضر بضع دريهمات إلا أختي فهي الوحيدة التي كانت تأتي بكيس مليء بالنقود تذهب منذ طلوع الفجر إلى أخر المساء و كثيرا ما شعرت بها تتسل ليلا و تكون قد جنت مبلغا لن أوفره لو جمعت ما اجنيه خلال عام !!

و هذا كان يحيرني ...!

و ذات يوم رايتها كنت أسير متجهة إلى الدار كعادتي في وقت ما بعد الظهر احمل كيس ما جنيته ارمي به في الهواء ثم التقطه مرة أخرى تعاركت مع فتى أراد سرقة مالي لذلك كنت ابدوا كالمتشردة ملابسي كلها غبار و شعري غير مرتب في حين أن سروالي تمزق عند ركبتي فوقفت أحاول ترتيب نفسي كي لا اسمع توبيخا من صاحب الدار ذلك السمين الكسول بعينيه الغائرتين في وجهه الذي يبدو كالرغيف

و هناك لمحت تلك السيارة السوداء الفخمة ذات الزجاج المعتم و العجلات الكبيرة , تركن بالقرب من الدار و تنزل منها "نات"

رحت ألوّح بيدي و أنادي "نتاشا" راكضة نحوها ,فور سماعها صوتي استدارت, ملامح وجهها أثارت تساؤلي كانت تقف بحزم و أنا اقترب منها ومن الرجل الشاب الذي يكلمها تمكنت من رؤية تقطيبة حاجبيها لم افهم حينها ما سر تلك النظرة الغاضبة

لم اهتم أبدا شغلي الشاغل هو تلك السيارة الرائعة التي يملكها هذا الرجل المتأنق الوسيم الذي بدوره لاحظ إعجابي بها و قال:

- تعجبك صحيح, يمكنك الحصول على أفضل منها إذا أردت

- أحقا استطيع

قلتها و قد برقت عيناي بإعجاب , كنت حينها على وشك إكمال عامي الثالث عشر.

يدٌ ما تتشبث بقميصي الرثْ و سحبة قوية إلى الوراء شعرت حقا بذراع نتاشا الملتفة حولي بقوة..

لتهاجمه بكلامها و هي تضغط على الحروف بغضب و تهديد شرس

ـ إياك والتفكير في ذلك

تراجع قليلا إلى الوراء و رفع كفيه المبسوطتين

ـ على رسلك أنا لن آكلها =_="

ثم أضاف بلهجة جادة :

.إذن هل ستقومين بذلك أم لا

لترد بحزم : ـ سبق و أعطيتك ردا

قال و هو متوجه نحو سيارته و فتح الباب :

ـ تعلمين أن الرئيس لا يحب كلمة" لا" , لن يروقه الأمر

ركب السيارة و شغلها ثم رحل مودعا

ـ سبق وحذرتك من الاقتراب من الغرباء لكنكِ غبية

هكذا راحت تصرخ في وجهي و أنا انظر إليها باستغراب لم يسبق لها أن عاملتني بهذه الطريقة

حاولت فهم الأمر يعني أنا كنت غبية بعض الشيء و معها حق في ذلك فقلت

ـ لقد كنت معه إذن فهو ليس غريبا

نفذ صبرها مني

ـ لماذا تُصعبين الأمور لا تقتربي منهم وحسب ابتعدي إذا رأيتني مع شخص غريب ابتعدي مُري من أمامي ولا تلقي التحية، لا تنادني ....تصرفي كأنك لم تعرفيني يوما.

و انصرفت من أمامي..

أختي...تلفظ هذه الجمل القاسية في وجهي أتصَرف كمن لم يعرفها يوما كانت هذه الجملة كخنجر ينغرز في قلبي

مضى اليوم رغم انه كان مملا خاصة وان "نتاشا" لا تزال منزعجة

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...6279813051.png

صباح اليوم التالي

"سآتي مع.." لفظتها محاولةً استمالتها بينما تُوضب حقيبة يدها
توقعت الرفض ،فأتاني الجواب غير ذلك:

ـ جهزي نفسك و أنا سأنتظرك في الأسفل أسرعي لا أود أن نتأخر.

ارتاح قلبي ورسمتُ ابتسامة عريضة

ضجيج ....باعة .....سيارات.....أشخاص....

مضت قرابة الساعة ونحن ننتظر قدوم هذه المجهولة "اميلي" إلى أن صفّتْ أمامنا سيارة بسقف متحرك رمادية اللون

يقودها ش-ا-ب

أشقر ذو عيون مخملية بدا من شكله و سيارته انه فاحش الثراء

بقيت انظر إليه باستغراب ثم نقلت تلك النظرات إلى نتاشا:

ـ إيميلي اسم جميل لكنه لا يليق بفتى

ردت من بين أسنانها المتراصة و شفتاها لا تكادان تتحركان بصوت خفيض كي لا يسمعها المعني:

ـماذا كنت تريدين أن أقول لك أعرفُكِ جيدا ستبقين تسألين و تسألين من هو و ..و..

نادى الشاب داعيا:

ـ هيا فلتصعدا

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...6279813051.png

سار في رواق طليت جدرانه بالرمادي و شعور بالخوف يعتريه

كيف سيطْلعه على ما يحمله من أخبار؟

كيف سيقول للرئيس صعب المراس و عديم الرحمة و الخشن أن نتاشا لن تنفذ ما طُلِب منها؟

طرق على باب مكتبه ثم أدار المقبض و فتحه يبطئ

الرجل جالس على الكرسي الدوار يقابله بظهره و قال :

ـ أتوقع أخبارا جيدة

ـ سـ...سيدي

لم يقدر على لفظ الكلمات في أية لحظة كان يتوقع أن تأتيه رصاصة في منتصف رأسه

فأكمل بارتجاف:

ـ لقد حاولت معها ....لـ...كن ...هي...

ابتلع ما وجد من ريق في جوفه وقد بدأ طعم الملح في فمه يجفف شفتيه:

ـ لقد رفضت, لن تقوم بذلك

استدار الرئيس بكرسيه و أعطى الأمر:

ـ إذن تخلصوا منها لا حاجة لي بها

أرخى الشاب رأسه و لم يكن أمامه سوى الطاعة ..!!!

تم و الحمد لله ~

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5655956347.png

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:110%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/26_08_14140905655915542.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

.

.

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]