عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2014, 08:32 PM
 
مكتملة ~ قصة يوميات مراهق كويتي

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

.
. konan

جبت لكم اليوم قصه اعجز عن وصف مدى روعتها ولا تخلو من الاحداث الشيقه صدقوني
عندما تقراونها لن تشعروا بمرور الوقت حتى
تحمل من الرعب والخوف الكثير
انها قصه ولكن ليست قصه انها ضرب من الجنون نعم انها قصه مجنونه
اعذروني على الاطاله احب اقول ايضا ان القصه منقوله وحبيت انقلها لكم حتى تستمتعون بها معي

البـــــــــــــــــــــــــدايه:


بسم الله الرحمن الرحيم

( بدايه لابد منها )

كتابة مذكراتي خطوة صعبة ترددت قبل ان اقدم عليها .. فانا اعلم جيدا ان مذكراتي لن تكون شيئا راقيا كمذكرات ( مالكولم اكس ) المناظل الامريكي المسلم .. او ( نابليون ) .. او غيرهما من العظماء حيث تشكل الحوادث الصغيرة في حياتهم تاريخا حقيقيا تسترشد به البشرية ..
اذا ما الذي يجعلني اقدم على هذة الخطوة ؟! ...
يقال انه لا احد يولد اديبا .. ومن يصبح اديبا يكون قد قرأ اطنان من الكتب حتى اصبح لدية فكرا مستقلا يشعر بامس الحاجة ان يشاطر به الناس ...
او قد عاش تجارب قاسية جدا وراى من الاهوال ما راى حتى اصبح من الظروري ان يكتب عنها والا احرقت محركات روحة !! ..
واعتقد انني اتبع النوع الثاني من الادباء .. فقد مررت بتجارب واهوال لا يصدقها عقل ستسبب لك عزيزي القاريء صدمات متلاحقة وستحبس انفاسك كما حبست انفاسي .. ستجعلك في نهاية الامر في حالة ذهول شديد كون ان كل هذة الاحداث قد جرت في ( الكويت ) ولي انا على وجه التحديد .. والاهوال التي رايتها لم تكن من طراز زوجة اب قاسية اسرفت في تعذيبي .. او تعاطي المخدرات او .. الخ .. من القصص التي قتلتها الافلام والمسلسلات العربية قتلا .
الغريب انني عشت طوال سنوات عمري ايام هادئة جدا لم يكن فيها ما يستحق الذكر وحتى بلوغي سن السادسة عشر .. ولكن بعد ذلك بدأت حياتي تتخذ منحنى اخر بسرعة رهيبة لارى ما لم يره شيخ تجاوز المائة !!
يجب ان اعرفكم على نفسي .. اسمي ( خالد ) ابلغ التاسعة عشر من العمر لحظة كتابة هذة السطور .. اعيش مع احب واطيب امرأة عرفتها في حياتي والتي بذلت الغالي والنفيس من اجلي .. جدتي الحبيبة ( فاطمه ) واعتقد ان كل الجدات الطيبات يحملن هذا الاسم .. وهي بالمناسبة امرأة مسالمة وديعة طيبة القلب ترتدي غطاء الرأس الابيض المزركش الشهير الذي تشتهر به الجدات في ( الكويت ) ولها ضحكة فاتنة حتى لتتمنى ان تريح رأسك على ركبتها وتقول لها ( يما ) باللهجة الكويتيه طبعا .. وعلى الرغم من سنوات عمرها التي تجاوزت الستين وتجاعيد وجهها الا انها ولله الحمد بصحة جيدة ..
والواقع ان جدتي هي كل ما تبقى لي من عائلتي .. فقد توفي والدي قبل ان اولد لسبب ستعرفونه لا حقا .. وتوفيت بعده امي في حادث سير بعد ولادتي بشهرين تقريبا !!
لتتولى جدتي الحبيبة رعايتي وتربيتي لذا فانا ادين لها بكل شيء .
اما عن حالتنا المادية فلا بأس بها على الاطلاق .. اذ نملك عمارة سكنية اشتراها ابي لجدتي قبل وفاته لحسن الحظ ونعيش من دخلها الشهري .. ولانني كل ما تبقى لجدتي الحبيبة .. فهي لم تقصر معي ابدا .. اذ الحقتني باحد افضل وارقى المدارس الخاصة في ( الكويت ) كي احصل على افضل مستوى تعليمي .. ولم اكن اخيب املها بعد كل هذا فكنت طالبا متفوقا لامعا وتوضع صورتي في لوحة الشرف بشكل دائم .. وكثير ما سمعت اساتذتي يقولون بانني نابغة .. وعبقري .. و .. الخ .. ليس هذا غرور بل هو راي اساتذتي بي .. وبالطبع فان هذا قد ادى الى تخرجي من المرحلة الثانوية بمعدل مرتفع للغاية اهلني للالتحاق بكلية الطب في جامعة الكويت مع بداية العام الدراسي القادم بأذن الله .
اما عن صفاتي الشخصية .. فلك ان تعرف عزيزي القاريء انني قصير القامة نسبيا .. هزيل البنية .. ملامحي عادية جدا لا يوجد ما يميزها او يجعلك تنفر منها .. ولولا بعض التحفظ لقلت انني اقرب الى القبح من الجمال ... انا قاريء من الطراز الاول .. اقرأ كل شيء تقريبا .. ومثقف الى درجة تثير كل من يتحدث معي .
واما عن شخصيتي فانني انسان هاديء الطباع املك عالما ذاتيا ثريا .. ومرهف الحس الى اقصى درجة .. وقد علمتني القراءة المستمرة حب الهدوء المتواضع وجعلتني اعيش صراعا رهيبا بين ما يريدة المجتمع للشباب من ثرثرة فارغة وسوقية وضحالة فكر .. وبين ما ارسمة لنفسي
كانسان مثقف متزن احلم بالحصول على شهادة علمية عليا .. هذا الصراع بالغربة جعلاني شخصا انطوائيا مكتئبا متشائما .. لست انسانا تعيسا الى الحد الذي قد تظنونه .. ولمنني قطعا لست انسانا سعيدا ..
اشعر ان لي في هذا العالم وجود جغرافي فحسب .. وليس لي وجود نفسي او معنوي .. تماما كما يحدث عندما تذهب الى مطعم وحيدا .. الناس معك لكنك لست واحد منهم .. فالبرد يطل من كل ركن من حياتي .. لانها حياة بلا اهل سوى جدتي وبلا صديق حميم اثق به واسلم له رقبتي دون تردد ..
نسيت ان اخبركم انني اسكن منطقة ( الرميثية ) .. اول حب في حياتي .. فهي المنطقة التي عشت بها منذ ولادتي واعرفها عن ظهر قلب وكل جزء منها له عبق الماضي الجميل وان لم اعشه قبل ان يصبح العالم قاس ومرعب كما هو عليه الان من انتشار الجرائم وارتفاع معدل البطالة وانتشار المخدرات .. واعيش حاليا في حي هاديء جدا كحال معظم احياء ( الرميثية ) وعلاقتنا مع جيراننا لا تتعدى القاء التحية في الصباح من زحمة الحياة وضغوط العمل والدراسة .
تسألوني عن اقاربنا ؟! .. اقول :
انهم قليلين جدا وعلاقتنا معهم مقطوعه تماما لاسباب سأذكرها لاحقا .. في حين يوجد لجدتي اقارب في دولة ( الامارات ) تزورهم بين الحين والاخر وتقضي معهم فترة لا تتجاوز في اغلب الاحيان الاسبوعين .
اما بالنسبة لطموحاتي واحلامي فهي كثيرة .. احلم ان اكون مليونيرا .. وان اتزوج فتاة اسطورية وان ارى العالم واجيد عدة لغات واكون طبيبا .. واحلم بالهروب .. الهروب من الحياة الروتينية المملة .. والهروب من الايام التي تكرر نفسها .. الهروب من المحبطات التي تلف حولي وتكاد ان تخنقني .. الهروب الى عالم جديد وحياة جديدة .ز فانا لم اجد ذاتي في هذا العالم القاسي اريد البحث عنه في علم اخر .
لا ادري جدوى التعبير عن مشاعري بهذة الدقه بالنسبة لكم .. لكني اشعر ان هذا سيريم الجو المحيط بي كاملا وتجعلكم تروني بدلا من ان تستمعوني فحسب ...
ارجوا الا تكونوا قد مللتم من هذة المقدمة .
سأبدا الان بسرد مذكراتي باحداثها الغريبة المثيرة ومواقفها المدهشة الرهيبة حتى انني اتساءل وانا اخطها اليكم ان كانت قابلة للتصديق ام لا .. ولكني سارويها .. ويبقى التصديق او عدمه خيار لكم انتم .
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:18 AM
  #2  
قديم 06-11-2014, 08:33 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قشعريرة ( 1 )
سأحكي لكم قصتي الاولى .. وهي رهيبة غريبة مقبضة كابوسية بكل المقايس .. وستحبس انفاسكم حتى اخر كلمة فيها .. وليس لي فضل في ذلك .. بل هو حظي الذي اوقعني بتجربة شنيعه غيرت تضاريس روحي ..
انصحكم بقراءة هذة القصة ليلا .. فهي تحتاج الى سعة صدر وهدوء .. كما ان لها طابعا باردا قاتما يجعل من قراءتها ليلا افضل بكثير .. حيث تتجسد الخيلات .. وتزداد لذة القراءة ومتعة الاثارة ..
بدأ كل شيء في عطلة منتصف العام الدراسي .. او عطلة الربيع كما نطلق عليها في الكويت عام 2002 بعد نهاية اختبارات الفصل الدراسي الاول للصف الثالث الثانوي وحصولي ولله الحمد على درجات نهائية تقريبا ..
قابلته في جمعية الرميثيه .. شخصا ممتلئ الجسم له ملامح طفولية يرتدي قميصا واسعا وبنطلون جينز .. سد امامي الطريق ورسم على وجهه ابتسامة ود .. فرفعت عيني نحوة متسائلا عما يريد ثم تأملته للحظة .. وبدأت اتذكر ..
س .. ( سعد ) ؟ ... الست ( سعد ) .. زميلي في الصف الثاني متوسط ؟ ..
( خالد ) .. اخيرا تذكرتني يا رجل ..
لقد كان هذا الفتى في المرحلة المتوسطة اقرب زملائي الى قلبي .. فقد كان يجلس بجانبي في الفصل لسنتين متتاليتين .. وهو انسان طيب القلب وساذج الى حد كبير لا يوصف , حتى لو انك وصفت له صراعك مع ديناصور وقتلته لصدق كل حرف من كلامك دون تفكير ..
وبدأ كل منا يروي ماحدث له بالسنوات الخمس التي تلت .. فقد انتقل ( سعد ) منذ الصف الثالث متوسط الى احدى المدارس الحكومية .. وكان سبب انتقالة هو عدم قدرة والدة على دفع مصاريف المدرسة الباهظة في المدارس الخاصة .. ولم يفتني بالطبع ان اسألة عن الفارق الشاسع بكل تاكيد الذي وجدة بين التعليم في القطاع الخاص والحكومي ..
فرد بحسرة :
انك تثير شجوني يا خالد .. المدارس الحكوميه مخجله .. مخجلة بشكل لا تتصورة .. بدءا من عدد الطلبه الكبير في الفصل الواحد وانتهاء بالمستوى العلمي لشريحة كبيرة من المدرسين مع الاسف ..
ثم قال مازحا محاولا تغير دفة الحديث :
لا شك اننا المخبولان الوحيدان اللذان سيقضيان العطلة في ( الكويت ) .. بدلا من السفر او الذهاب الى البر في اسوأ الاحوال .
قلت مبتسما :
في الواقع ان الجو في هذا الوقت جيد لا يشجع على السفر .. كما انني لا احب التخيم في البر .. واجد الذهاب الى السينما او البقاء في البيت للقراءة ومشاهدة التلفاز اكثر متعه.
قال بلهفة :
اذن لماذا لا نلتقي ؟ .. هناك الكثير من الامور التي من الممكن ان نفعلها لقتل وقت الفراغ .. اليك رقم هاتفي ..
وقلت وقد شعرت انني قد وقعت في مأزق :
ي .. يشرفني هذا ..
فالواقع انني لم اكن ارغب في هذا اطلاقا .. نعم .. انا ارتاح لهذا الفتى ولكن ليس الى درجة ان التقي به واقضي معه بعض اوقات الفراغ .. لكني .. ومع حماسه ولهفتة .. لم اكن املك الرفض !!
كتب لي رقم هاتفة المحمول وكتبت له بالمقابل رقم المنزل .. لانني لا املك هاتفا محمولا ولا احتاج واحدا اصلا ..
وهذة هي الحقيقة على الرغم انه من النادر ان تجد شخصا في مثل عمري في ( الكويت ) لا يملك هاتفا محمولا ..
تبادلنا ارقام الهواتف .. ووعدني بالاتصال بي قريبا لزيارتي في المنزل او للخروج معا .
زارني سعد بالفعل اكثر من مرة وقضينا اوقاتا لا باس بها عندي في المنزل .. وبيتنا بالمناسبة عادي جدا لا يوجد ما يميزة يتكون من طابقين كشأن البيوت القديمة والحديثة في ( الكويت ) .. كنا انا وسعد نسهر معا في غرفتي لغاية منتصف الليل خاصة ان جدتي كانت قد سافرت لزيارة اقاربها في دولة ( الامارات ) .
الحقيقة ان ( سعد ) فتى سعيد لا توجد لديه مشاكل .. وهو انسان عادي جدا لا يوجد ما يقال بشأنه ينام ويأكل ويشرب جيدا .. ويذهب الى السينما ويستمع الى الاغاني .. الا انه شديد السذاجة والبساطة كما اخبرتكم .. كما انه ثرثار لدرجة تثير غيظي احيانا .. فهو لا يسمح لي بان افتح فمي لاقول شيئا واحدا وافكارة سطحية جدا .. لماذا اتحملة ؟ ..
لانني بين نارين .. نار الوحدة .. ونار ثرثرته .. نعم احب الوحدة واخترتها لنفسي كما اخبرتكم بالبداية .. لكنني اولا واخيرا بشر واحتاج في بعض الاوقات ان اكون برفقة احد ..
كان في كل مرة يحضر شيئا من منزلة لاشاركة فية .. احضر في احد المرات واحدة من العاب الفيديو .. وفي يوم اخر احضر شريطا لاحد الافلام الاجنبيه لنشاهدة معا ... وهكذا ..
وقد كنت متحفظا جدا في حديثي معه .. كعادتي مع الناس .. ولم اكشف له أي جانب من حياتي الخاصة فلم يكن يعرف عني شيئا سوى انني يتيم الابوين ..
لم يتغير شيء ولم يحدث أي جديد الا بعد خمسة ايام من زيارات سعد المتكررة لي .. وكان ذلك عندما زارني وهو يحمل علبة كبيرة الحجم لم اعرف كنهها .. تبادلنا التحية ودعوته للدخول
ما هذا الذي تحملة بيدك ؟
قال بابتسامه عريضة :
انها لعبة اشتريتها من ( اسكتلندا ) منذ قرابة العامين .. واردت ان نلعبها معا .. فانا لم المسها قط .
وماهي تلك اللعبة ؟
انها لوحة اويجا ..
ولوحة اويجا هذة ان كنت لا تعلم عزيزي القارئ .. هي واحدة من الالعاب التي يقال انها تستخدم للاتصال بالارواح لسؤالها اسئلة اخرى تتعلق بالموتى .. والواقع انني لم ارى هذة اللعبة من قبل لكني قرأت عنها في بعض الكتب .. تلك اللعبة التي تحتوي على لوحة مسطرة عليها جميع الاحرف الابجدية والارقام ( 0- 9) .. وثمة كوب مقلوب نضع اصابعنا عليه لتقوم الروح التي طلبناها بواسطة تعاويذ معينه ... بالاجابة على اسئلتنا من خلال تحريك الكوب ناحية الاحرف لتكون كلمات تكون هي الاجابة على الاسئلة !!
ولكن ما كان يميز هذة اللعبة بالذات هو انها فاخرة الصنع بشكل ملحوظ .. حيث كانت مصنوعة من الخشب الفاخر ثقيل الوزن بما يشي بقيمتها المادية العالية !!
قلت بانبهار :
ولكن اللعبة تبدو فاحرة جدا !! كم دفعت ثمنا لها ؟!
قال ببساطة :
لقد دفعت فيها ما يعادل ثلاثمائة دينار هي كل مدخراتي .
صحت قائلا بدهشة :
ولماذا ؟؟!
لقد اغرتني كثيرا واحببت ان اقتنيها .. لقد قلت بنفسك للتو انها تبدو فاخرة الصنع بشكل واضح .
كما انها تبدو لي بالغة القدم .. وتذكرني نوعا ما بتلك اللعبة الخيالية ( جومانجي ) ( jumanji )
في الفيلم الشهير الذي يحمل نفس اسمها .. لقد ابتعتها من احد الباعة المتجولين في ( اسكتلندا )
سالته ودهشتي لم تزول بعد :
الم تجد أي شئ غريب في هذا ؟!
قال في غباء وهو يمط شفتية :
وما الغريب في الامر ؟!
من اين تظن لبائع متجول كما تقول بلعبة ثمينه كهذة ؟! ..
الحقيقة انني لم افكر بذلك ..
لو اردت رايي فهذة اللعبة اثمن بكثير من المبلغ الذي دفعته للحصول عليها .. ويظهر ان هذا البائع المتجول قد سرقها من مكان مجهول وباعها اليك ظنا منه انه قد حدعك .. في حين انك انت الذي خدعة دون ان تقصد .. واشتريتها بثمن بخس كون اللعبة تحفة اثرية ثمنها من المؤكد اكبر بكثير من مجرد ثلاثمائة دينار .
سكت قليلا .. ولم يرد على كلامي ثم قال بحماس مفاجئ :
المهم انني قد اشتريتها الان .. هه ؟ .. هل تريد ان نجربها ؟ ..
وهل تصدق هذا الهراء ؟ ..
ضحك سعد ضحكة قصيرة .. وقال :
فلنجرب اللعبة .. ولنر ان كان ما يقال حولها صحيحا .. فانا اشتريتها واخفيتها في غرفتي خوفا من ان يكتشف والدي انني قد انفقت مدخراتي كلها على لعبة كهذة .. خطرت في بالي في الامس فقط .. الامر الذي اغراني كي احضرها اليك ونلعبها سويا .. هه .. ماذا قلت ؟؟
رفضت بالبداية .. الا انني وبعد الحاحة وافقت .. وافقت فقط كي اسكته !! .. كما انني لم اجد سببا لرفضي لانني لا اصدق تلك التفاهات .. اصلا
وقد كنت احمقا !! .. اذ لم اكن اتوقع ان ابواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها ..
المهم قمت باطفاء النور واضاءة مصباح احمر صغير بناء على طلب سعد لان الضوء الاحمر يعطي جوا للعبة على حد قولة .. الا ان الجو الذي اعطاه هذا المصباح كان كريها خانقا وكاننا متنا وذهبنا الى الجحيم حيث تمرح الشياطين حولنا ..
جلسنا بجانب بعضنا البعض .. وبدأ سعد بقراءة بعض التعاويذ الغريبة المكتوبة على جانب اللعبة باللغة الانجليزية بصوت حاول ان يجعلة مخيفا .. ثم قال :
خالد .. سيضع كل منا اصبعا على قاعدة الكوب .. ومن المفترض ان نشعر بالكوب وهو يتحرك .. لا تقاومة .. اتركة يذهب الى الحروف التي ستشكل كلمات ما .. والتي ستكون الاجابة عن اسألتنا للارواح .. وهكذا ..
هنا تذكرت شيئا :
روح من نطلب ؟ ..
اه فعلا .. لقد نسيت .. من هي الروح التي تود استحضارها ؟ ..
قلت له بلا مبالاه :
من هي الشخصيه التي تشعر انها ماتت تاركة ورائها الكثير من الالغاز والتساؤلات ؟! .. اذ ليس هناك أي حكمة من تحضير روح شخصية عادية ..
وبدا بحماس يذكر اسماء اشهر الموتى الا ان اسقر بنا الرأي اخيرا على تحضير روح ( الحاكم بامر الله ) .. الحاكم الفاطمي الذي يعتبر المؤرخون اختفائة لغز من الغاز التاريخ .
حسنا لنبدأ ..
قرأ سعد مرة اخرى وطلبنا روح ( الحاكم بامر الله ) .. وجلسنا ننتظر .. ولكن الكوب لم يتحرك اطلاقا .. وانتظرنا مزيدا من الوقت دون جدوى .. وطلبنا ارواح موتى اخرين واخرين .. ولا نتيجة على الاطلاق !! .. حتى اصابني الملل .. كانت التجربة فاشلة تماما كما هو واضح .. وقلت له وانا في طريقي لاضاءة الصالة من الضوء الاحمر المقيت :
يضهر ان ثمن لوحة ( اويجا ) الباهظ كان في جودة صناعتها وقدمها ولا شيء غير ذلك .
قال متظاهرا بالامبالاة وان كانت خيبة الامل واضحة على ملامحة :
ومن قال انني كنت اتوقع ان يحدث شيئا اصلا .. لقد اشتريت اللعبة للسبب الذي ذكرته لك ولاشيء غير ذلك .
كان العشاء كبابا ساخنا طلبته جاهزا من احد المطاعم .. وكان هذا كافيا لتكون هذة اللعبة في غياهب النسيان .
جلسنا نتناول العشاء في غرفتي وتحدثنا بعدها في امور اخرى واخرى ..
لقد تأخر الوقت على الاستيقاظ مبكرا غدا للذهاب مع والدتي الى سوق الخضار .
قالها وهو يتثاءب كفرس النهر .. ونهض بتكاسل ..
فصحبته الى الباب مودعا بفتور :
اراك لاحقا ..
لقد بدأت امل صحبة هذا الفتى حقا .. فهو لا يكف عن الاتصال بي حتى حرمني تماما من الوحدة التي احبها كثيرا ... نعم – وكما ذكرت لكم – احتاج الى الصحبة الادمية احيانا ... ولكن ليس الى هذة الدرجة .. سأبدأ شيئا فشيئا بالتنصل منه وتقليل اتصالاتي معه ..
كنت غارقا في هذة الخواطر وانا اقوم بتنظيف غرفة نومي من بقابا العشاء .. نظرة سريعه الى صالة المنزل من خلال باب غرفتي المفتوح .. مهلا .. رأيت شيئا غير عادي قطع علي حبل افكاري !! لقد نسي ( سعد ) لعبته عندي حيث تركناها في الصالة وليس هذا هو الغريب في الامر ..




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:14 AM
  #3  
قديم 06-11-2014, 08:38 PM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]هل انا واهم ؟! .. لا .. انا لا اتخيل شيئا .. عندما تركنا اللعبة كان الكوب الذي استخدمناه في وضع مقلوب .. ولم يحركة احد بعدها .. بل ولم نقترب من اللعبة اطلاقا منذ تركناها .. انا واثق من ذلك .. فكيف ؟! ..
لم اكمل عبارتي فقد هرعت الى الهاتف لاطلب رقم سعد :
الو .. سعد ؟!
نعم ؟
هل كان كوب لعبة ( اويجا ) في وضع مقلوب حين تركاناها ؟!
قال بحيرة :
بالطبع لا اذكر ... لماذا تسأل ؟؟
قلت له بشيء من التوتر :
لقد نسيت لعبتك عندي في صالة المنزل .. والغريب انني وجدت الكوب في وضع معتدل وفوهته الى اعلى !!
تساءل بغباء اثار اعصابي :
وماذا في هذا ؟!
قلت له بعصبية :
الاتفهم ؟؟ .. لقد تركنا اللعبة والكوب مغلوب .. وانا لم المسة وانت لم تلمسة ايضا .. وهذا يعني ان هناك من قلبة !! ..
الا يمكن ان يكون احدنا قد قلبة وهو شارد الذهن ؟.
قلت بصوت مرتجف :
لم يفعل احدا منا ذلك .. اؤكد لك .. انني خـ .. !!
لم اكمل الكلمة .. كنت اريد ان اقول له انني خائف .. لكني اثرت الصمت .. فهذا الاحمق لن يفعل سوى انه سيخاف اكثر مني .. لذا فضلت ان انهي المكالمة .. قلت له بانني ساكون على مايرام وان عليه ان يأتي غدا ليأخذ لعبته ..
حاولت ان اقنع نفسي بان احدنا قد قام بقلب الكوب وهو شارد الذهن .. مع انني رايت الكوب قبل ان نتناول العشاء في وضعه المقلوب كما تركناه .
ثم مللت من تعقيد الامر حتى انني صحت في نفسي بحنق :
كف عن هذا الجبن يا خالد .. الامر لا يستحق كل هذا لقد رايت الكوب مقلوب فلنقل انني اصطدمت به دون قصد .. فلنقل انني احمق .. فلنقل أي شيء ..
فجلست بحجرتي قلقا متوترا بعض الوقت بفعل تأثير اللعبة .. التقطت احدى الكتب وقمت بتشغيل التلفاز .. احتاج الى صوت بشري ..
وبالفعل بدأ القلق والخوف يزولان شيئا فشيئا ونسيت كل ما يتعلق بتلك اللعبة السخيفة .. فلست انا اول من يلعبها .. ولا اعتقد ان الارواح والاشباح والشياطين ستترك العالم وتأتي الي .
اندمجت بالقراءة كما افعل دائما قبل النوم الى ان شعرت بان جفوني قد ثقلت .. فقمت باطفاء النور وجهاز التلفاز واضات مصباح النوم الصغير لانام بعدها ملء جفوني .
برووووووووم !! .. صوت هزيم الرعد القوي ايقظني مرتين تقريبا لاسمع بعدها صوت الامطار الغزيرة في الخارج .. الا انني كنت اعود الى النوم شاعرا بالامان والدفء تحت اغطيتي الثقيلة بعيدا عن البرد والامطار وكل هذا الزمهرير .. وفي المرة الثالثة لسماعي لصوت الرعد المدوي .. صحوت مفزوعا .. لارى الظلام .. الظلام فقط !! .. وادركت ان التيار الكهربائي قد انقطع .. فحتى اضاءة الصالة التي كنت اراها من تحت الباب كانت مطفئة ... لا احب الظلام .. لا احبة اطلاقا !! ..
حاولت ان انام مرة اخرى وانا مندس تماما تحت الاغطية الثقيلة ..وبالفعل اصبحت قريبا جدا من النوم .. او كما يقولون بين النوم واليقظة .. الارض غافية ملتفة في الظلام .. وصوت محرك الساعة الرتيب .. اشعر وكأنني الوحيد المتيقظ في هذا العالم .. النجوم .. وانا ... و ..ماذا هل انا احلم ؟! .. لا هذا ليس بحلم .. لقد ايقظني شيء ما .. لم تكن الامطار او هزيم الرعد هذة المرة .. بل هو ذلك الصوت الغريب .. في البداية استغرق الامر دقيقة كي افهم اين انا .. ومن انا .. وماذا افعل بالفراش .. لا ادري كم من الوقت قضيته راقد في الفراش مذهولا من ذلك الصوت .. كان هناك شيء يصطدم في الباب باصرار مريب !! ... ليس بقوة ولكن باصرار كأنك حبست قطة خارج غرفتك .. هرعت حافي القدمين الى باب الغرفة لارهف السمع .. لص ؟! .. لاشك انه لص شعرت بتوتر ورعب .. هرعت بهدوء شديد خلفه الخوف الى الهاتف الموجود بغرفتي للاتصال على الشرطه .. وضغط على الرقم 777 ولكن لم يجب احد وكما هو معتاد واقفلت السماعة وتوتري قد بلغ مبلغا .. وحمدت الله الف مرة بانني اعتدت منذ فترة طويلة على ان اقفل باب حجرتي عندما اكون داخلها .. الا ان هذا لم يطمئنني تماما ..
فالشخص الذي في الخارج لم يحاول اقتحام الباب .. بل ذلك الاصطدام الخافت المخيف بالباب وكانه لا يريد شيئا سوى ايقاظي فحسب !! .. ولكن بعد حوالي دقيقتين توقف ذلك الصوت تماما وحاولت الاتصال بالشرطه بعدها اكثر من مرة .. ولكن لارد هناك .. طبعا لكم ان تتخيلوا كيف قضيت هذة الليله ... كانت خيوط الفجر تتسرب عبر الستائر وكان النوم قد خاصمني تماما ..
وفجأة .. عاد نورمصباح النوم مرة اخرى .. واصبحت ارى الخط الضوئي الرفيع يمر من تحت باب غرفتي .. عندها عرفت ان التيار الكهربائي قد عاد .. وقد ازال هذا الكثير من خوفي .. الى ان هذا لم يمنعني من معاودة الاتصال بالشرطه مرة اخرى .
واخيرا ..
الو ..
مرحبا اسمي ( خالد ... ) وعنواني هو ( ..... ) اعتقد ان احدهم اقتحم منزلنا قبل قليل ..
سألني الشرطي :
وهل هو موجود الان ؟!
لا يبدو انه موجود في هذة اللحظة .
وذكرت له ما كان يحدث عند باب حجرتي خاصة بعد انقطاع التيار الكهربائي و ..
لحظة يا اخ .. ولكن التيار الكهربائي لم ينقطع اطلاقا بالساعات الماضية في أي مكان بالمنطقة ولا حتى في حيكم والا لعلمنا بذلك .. يظهر انك كنت تحلم !! .
هذا غريب تخاذل صوتي حتى انني لم اجد ما اقولة
فاقفلت السماعة وانا افكر .. خرجت الى الصاله متوجسا .. كل شيء بمكانه وقد يكون عطلا كهربائي نزلت الى الدور الارضي ولكن كل شيئا يبدو طبيعيا ..
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:15 AM
  #4  
قديم 06-11-2014, 08:39 PM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]ما الذي يحدث هنا ؟!
قلتها بصوت مسموع .. فقد بدا لي انقطاع التيار الكهربائي بهذه الصورة
امراه غريب بالفعل !!
كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة والنصف فجرا بقليل ..
حاولت أن أنام لكني لم استطع إطلاقا !!
وقد زارني سعد بعد الظهر ليأخذ لعبته .. ولم انس أن اكذب عليه كذبتي الصغيرة
.. فقد أخبرته إنني لم استطيع قضاء أي وقت معه في الأيام القادمة لارتباطي
ببعض الالتزامات العائلية التي ظهرت على السطح فجأة .. كنت مضطرا للكذب
.. لقد اشتقت كثيرا للوحدة .. ولا أريد صديقا لحوحا يتصل بي يوميا .
سارت الأمور بعدها بشكل عادي .. إلى أن بدأت أخيرا اشعر بالنعاس
في العاشرة والنصف مساء .. فانا لم أذق طعم النوم منذ استيقاظي المبكر جدا
.. حيث أصابني ارق شديد بعد الصوت الذي سمعته قرب باب غرفتي ..
ذهبت إلى الفراش وغبت عن الكون .. و.. كيف عرفتم أن هذا سيحدث ؟! ..
استيقظت بعد اقل من ساعتين لأجد التيار الكهربائي مقطوعا مرة أخرى !! ..
لا يمكن أن تتكرر الصدفة بهذه الصورة .. والمصيبة إن الذي أيقظني
هذه المرة ذلك الصوت نفسه الذي يوحي وكأن احد يصطدم بالباب
بإصرار هادئ مريب !!
لا ادري لماذا شعرت هذه المرة بان الأمر يتجاوز الماديات ..
العرق بدأ ينحدر على جبيني .. والصراع في داخلي قد بلغ الذروة بلحظات ..
قلبي يخفق كالطبل .. ودمي يفور ..
وهنا قررت أن افعل أحمق شيء قد تتصورونه .. نهضت من فراشي لأرى ذلك أو
( الشيء ) الذي يصطدم بالباب !! لم تكن هذه شجاعة مني كما قد يتصور البعض
.. بل هو فضول .. فضول غبي وما إن اتخذت هذا القرار حتى بدأت اشعر
بيدي وكان وزنها قد ازداد وكأنني عاجز عن رفعها بسبب وزنها الثقيل ..
تحركي يا يدي ولكن صوتا في أعماقي كان يصرخ بي :
لا تفعل .. بالله لا تفعل !! .. حاستي السادسة تصرخ مهيبة أن أتراجع ..
لا تلعب بالنار .. فيجيب صوت العقل برأسي :
ولكن ماذا لو تكرر الأمر غدا وبعد غد ؟! .. يجب أن اعرف مصدر هذا الصوت !!
ولكن .. عندما خرجت من الغرفة لم أجد شيئا إطلاقا !! .. هذا غريب ..
كان هناك نور بسيط في الصالة بسبب الشباك الكبير الذي تسلل
إليه نور مصباح الشارع .. تشجعت قليلا وقررت النزول إلى الطابق الارضيى
لأحضر بعض الشموع إلى غرفتي لإ ناره المكان بدلا من هذا الظلام المخيف ..
فقد نسيت أن افعل هذا في الصباح .
شعور غريب ينتابني بأنني مراقب .. الحذر والتوتر يحرق أطراف أصابعي حرقا ..
ولو أن عصفور غرد لوثبت مترين بالهواء ..
ثم حدث شيئا كاد أن يصيبني بسكتة قلبية .... ففي طريقي إلى الدرج للنزول إلى الدور الأرضي .. لمحت خيالا في صالة المنزل .. فوثبت للوراء – برد فعل غريزي –
لأرى القادم .. صحيح أن الرؤية غير واضحة بفعل الظلام .. لكني استطعت أن أرى ..
لقد كان خيال امرأة !!
هل أنا أخرف بفعل الخوف والظلام !! .. لا أنا لا أخرف ولا أتخيل شيئا ..
إنني أرى امرأة عجوز بيضاء الشعر طويلة مسربلة بثوب اسود طويل
تجوب صالة المنزل بهدوء شديد وبحركة انسيابية رشيقة لا تصدر من عجوز ..
بل لا تصدق من إنسان أصلا !! لا يوجد أي نوع من الانبعاج تحت ثوبها يوحي بحركة القدمين ... وكأنها لا تمشي لكنها تمشي إن فهمتم ما اعنيه !!
لم تكن المرأة تبدو وكأنها انتبهت لوجودي ..
تنحنحت لأبدأ الكلام .. فقد انحشرت الحروف في حلقي ..
قلت بصعوبة وأنا ارتجف وأسناني تصطك :
م .. مـ ... مـ .... ماذا تـ ... تفعلين هنا أيتها المرأة .... !!
لم أكمل عبارتي .. فقد التفتت لي ... ورأيت وجهها !! ..
وكدت أصاب بالشلل من هول ما رأيت .. إذ لم أتخيل قط وجها مريعا كهذا ..
أرجو أن تعفوني من وصف وجهها الذي سيظل يؤرق أحلامي ما حييت !! ..
لقد كان وجها بشعا رهيبا لو وصفته لكم لحرمتم من النوم لفترة طويلة ..
يكفي أن تعلموا انه لم يكن في وجهها ما يمت بصلة لوجوه البشر ..
وقبل أن افهم أنا نفسي ما يحدث .. صرخت وصرخت حتى وثبت عيناي من محجريهما
فالذعر الذي غمرني كان أعمق من أي تعقل .. ثم أطلقت ساقي للريح ..
جريت كما لم اجر في حياتي .. نزلت مسرعا إلى الدور الأرضي وكأن شياطين العالم تطاردني .. الردهة .. الظلام الدامس جعلني اصطدم مئات المرات بأشياء مجهولة ..
اصطدمت ساقي بقطعة أثاث حتى كادت أن تتحطم قصبتها .. وسقطت ... ونهضت وأنا اشهق وقلبي يتواثب كالحصان .... أتعثر مرة أخرى .. وانهض ... وأتعثر .. وتفكيري كله قد تبدد .. هرعت إلى باب المنزل .. يا للهول !!
أن الباب موصد والمفتاح في غرفتي .. لقد أصابني هلع افقدني كل قدرة على التركيز ..
لكن ما جدوى التركيز والتفكير المنطقي في ظرف كهذه ؟! ..
رعب وحشني دفعني أن أهشم قبضتي على الباب تهشيما .. اصرخ واصرخ
. . و .. فقدت الوعي !! .
صحوت بعد فترة بدت لي قصيرة والظمأ يحرق حلقي ..
ومن جديد أدرك إنني هنا بالقرب من باب الخروج وان الرعب يقتلني ..
وليته يقتلني فعليا ليريحني .. كانت واحدة من أشنع لحظات حياتي ..
ولو أن أحدكم يعرف علاج يساعدني على نسيان الذكريات المريرة فليساعدني به.
وقفت مشدوها مصدوما ملتصقا بالباب .. لا ادري ما افعل ..
حتى لو ركلت الباب ركلا وملأت الدنيا صراخا فلا اعتقد أن احد من الجيران سينتبه
.... وبينما كنت غارقا في هذا الجو المرعب وملصقا ظهري بباب الخروج
عاجز عن اتخاذ أي رد فعل .. رأيت شيئا أخر جعلني أصاب بشلل لحظي !!
.. خيال رجل جالس في ركن صالة الدور الأرضي !! .. كان وجهه خارج دائرة الضوء
والواقع أن هذا قد أخافني أكثر بكثير مما لو كنت أراه بوضوح .. لان الخيال مخيف
أكثر من الواقع بمراحل ..هنا اتخذت قراري .. فقد تذكرت بأنني لم أشاهد شيء
في غرفتي .. فلأعد إليها .. بدأت لي أنها أكثر أمنا من أي مكان أخر بالمنزل ..
هرعت راكضا إلى غرفتي وفؤادي لا يكف عن الوثب .. لا يكف عن الخفقان بقوة
لم انتبه إلى وجود المرأة العجوز أو أي احد أخر دخلت إلى غرفتي وقفلت الباب
ودسست نفسي تحت الغطاء وأنا الهث بقوة من هول الموقف وسمعت بعد لحظات قليلة
... صوتا جمد الدم بعروقي .. صراخ طويل شنيع منبعث من الدور الأرضي وكأنه قادم من أعماق الجحيم .. كاد قلبي أن يتوقف عن الخفقان ..
بدأت بقراءة أية الكرسي .. شاعر بخوف لا حدود له من تخيل مجرد تخيل شكل
ذلك الشيء الذي يصرخ .. لا يمكن أن تصدقوا مدى الرعب الذي شعرت به
في هذه الليلة مندسا تحت اللحاف متكورا كهر رضيع ابكي وارتجف بقوة
حتى لساني عجز عن ترديد آية قرآنية لقد كان إيماني ضعيفا للأسف ..
تخيلوا إنني ظللت هكذا لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن اشعر بنور الشمس الحبيب
يدخل غرفتي على استحياء .. عندها فقط جرؤت على الخروج من تحت اللحاف
ارتديت ثيابي ولم اسم أي شيء غير عادي ولم انس هذه المرة مفتاح باب المنزل
لأهرع بعدها إلى الخارج حيث الفجر والصحبة الآدمية التي بدت لي وكأنها أروع شيء في الكون .لا ادري أين اذهب شعرت بمرارة لا حدود لها .. هل أنا وحيد إلى هذه الدرجة ؟
.. لا يوجد لي أقارب ولا أصدقاء فأنا دائما ما أكون سمجا قليل الكلام معدوم
الدعابة بطيئا في ردود الأفعال .. مما جعلني جديرا بهذا السجن الانفرادي الذي
اخترته لنفسي .. سأطلب من جدتي حين تعود ألا تتركني أبدا مرة أخرى ..
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:22 AM
  #5  
قديم 06-11-2014, 08:40 PM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]رحت أجوب الطرقات دون هدى لا اعرف أين اذهب إلا إنني في النهاية
اعتزمت الذهاب إلى احد المقاهي لتناول الغدا على الأقل ومن ثم الجلوس
والتفكير لما حدث لي في الأمس ..وجلست وطلبت .. كان المقهى عامرا بالزبائن
واغلبهم من الشباب .. جلست لتناول الطعام وذهني مشغول تماما ..
فطلبت من احد عمال المقهى ورقة وقلم لأرتب أفكاري .. يجب أن ارتب أفكاري
كما افعل دائما عندما أكون مشوش الذهن .. ورحت اسطر النقاط التالية :
1- لقد بدأ كل شيء بسبب لوحة ( اويجا ) اللعينة هذه ..
يصعب هنا ألا اربط بينها وبين تلك الأشياء الشنيعة التي ظهرت فالأمر يبدو واضح .
2- مصدر هذه اللعبة مجهول ويظهر أن الذي باعها لـ ( سعد )
كان قد سرقها من مكان ما ولم يعرف قيمتها الحقيقية وان خلاصة الكلام
احدهم استخدمها قديما بواسطة السحر للاتصال بالأرواح أو ما شابه ذلك ..
كما اعرف حق المعرفة إن ( اسكتلندا ) وهي المكان الذي اشترى منه
( سعد ) اللعبة تعج بالقلاع التاريخية التي نسجت
حولها قصص الأشباح حتى إن بعض الساخرين اعتبروا الأشباح اسكتلندية الجنسية !!
.. أن ربط السحر بالأمر أمر وارد جدا ..
3- الأشياء المريعة التي ظهرت لي قد تكون أشباح أو .. جن ..
أو شياطين .. لا اعلم بالضبط .. ولن اعرف الإجابة على هذا السؤال أيضا
4- ما سبب انقطاع التيار الكهربائي ؟؟ .... أيضا لا اعلم ..
إلا إنني عرفت فيما بعد أن الأمر قد يكون مرتبطا بالأشباح الضاجة .
5- بدأت اكره ( سعد ) كثيرا وسأنهي علاقتي معه منذ هذه اللحظة .
6- الأمر الأهم من كل ذلك : يجب إن أجد مكانا أبيت فيه اليوم !!
هل تظنون إنني استطيع المبيت في المنزل بعد كل ما رأيت ؟!
لوكانت جدتي ستعود غدا مثلا لقضيت اليوم كله في الشارع ..
أما عودتها لن تكون قبل أسبوع فما الذي سأفعله طول تلك الفترة ؟!
عند النقطة السادسة بالذات كنت أحاول إن اطمئن نفسي بأنني سأجد مخرجا ...
فالشوارع ترحب بمن هم في مثل سني بعد منتصف الليل ..
ووجدت إن أكثر الحلول منطقية هو إن أبيت في احد الفنادق طوال فترة غياب جدتي ..
وارتحت كثيرا لهذه الفكرة فهي بالفعل حلا ً مناسبا .. إنني امتلك المال الكافي
للمبيت في الفندق أسبوعا كاملا .. كما إنني على وشك إن يغمى علي من شدة الإرهاق
.. فانا لم انم سوى ما يعادل الثلاث ساعات تقريبا في اليومين الماضيين ..
كما إن القلق والتوتر والرعب الذي شهدته قد أنهك كل قواي ..
هرعت مسرعا إلى هاتف المقهى .. وطلبت البدالة
للحصول على رقم احد الفنادق فإعطاني موظف البدالة رقم الهاتف ..
فاتصلت ملهوفا بالفندق
.الو . .
مرحبا .. أود إن استئجار غرفة ..
قال لي موظف الاستقبال بلهجة مهذبة :
نتشرف ياسيدي .. كل ما عليك احظارة هو عقد الزواج وحضور الزوجة .. والخ ..
صعقت لهذا القول .. وقلت بضراعة :
ولكن أنا .. غير متزوج وأريد المبيت وحدي .. وسأدفع أي مبلغ تطلبونه .. أرجوك !! ..
ولكن رده كان واضحا :
عفوا سيدي .. ممنوع منعا باتا استضافة الشباب العزب .. وهذا يسري على جميع فنادق
( الكويت ) ..
أقفلت السماعة بوجهه .. فقد اغرورقت عيناي بالدموع من شدة القهر
ليتني لم التق بـ ( سعد ) .. لقد كانت حياتي هادئة بعيدة عن كل هذه الأهوال
قبل إن التقي بهذا الأبله ..
وجدت نفسي فجأة اتصل برقم ( سعد ) دون إن أجد سببا لذلك ..
وإذا به يجيب ببساطة وبصوت يوحي وكأنه نائم أو مسترخيا :
الوووووه
ولم احتمل إن أجدة بهذا الاسترخاء بينما أنا في هذا الجحيم ..
فانفجر البركان من فمي قاذفا حمما كلاميه :
يا أحمق .. يا أغبى مخلوقات الأرض ..
لقد كان يوم لقاؤنا يوما اسود لم تشرق له شمس والاسوء
منه يوم جعلتك تدخل منزلي أنت ولعبتك اللعينة .. هل تعلم مافعلت .. هل .. ؟
فتلعثم بالكلام وتحدث بارتباك شديد .. ثم شرع يسألني عما جرى
لأنه لا يعرف سبب عصبيتي .. وينصحني بان اهدأ ..
لم أرد عليه .. فقد وجدت إنني أقوم بعمل اخرق لا طائل منه ..
لذا قفلت السماعة في وجهه دون إن أخبرة بشيء ..
عدت لأجلس مرة أخرى في المقهى محاولا إن أظل مستيقظا وعالما إن هذا يكاد
يكون مستحيلا شربت أقداح لاحصر لها من القهوة حتى التهبت معدتي ..
ولكن دون جدوى من يستطيع إن يظل مستيقظا لثلاثة ليال متواصلة .
أحاول إن ابحث عن حلا منطقيا .. في البداية فكرت بالسهر حتى شروق الشمس
لأذهب بعدها إلى البيت لأنام .. ومن ثم استيقظ مساء لأخرج ...
فالأهوال التي رأيتها لم تكن تظهر سوى في المساء ؟!
ولكن المشكلة إنني لا استطيع إن أظل مستيقظا ثلاثة أيام متواصلة
إن هذا مستحيل تماما .. إنني بالكاد استطيع إن افتح عيني ألان
فما بالكم في الانتظار يوما أخر .
جلست أفكر بحل أخر .. النوم بالمقاهي ؟! .. غير مسموح به بالطبع ..
ولو فعلت لأيقظني احد العمال ليخبرني بعدم جواز النوم بالمقهى ..
وبعد ثلاث ساعات من التفكير والتوتر .. اتخذت قرار قد يبدو غريبا ..
فقد قررت العودة إلى المنزل !! ... لايوجد حل أخر لدي ؟! ...
اعرف ما سيصيبني ولكن هل لديكم حلا أخر ؟!
أدركت هنا كم إن مقولة : ( النوم سلطان ) صادقة ..
صادقة إلى حد يثير الغيظ .. فالنوم بالفعل سلطان ينحني له أكثر الناس هيبة وقوة ..طلبت بالهاتف سيارة أجرة لتوصلني إلى البيت الذي أصبحت اخشاة أكثر من أي شيء
أخر في هذا العالم .. كنت طوال الطريق أتخيل نفسي كالمحكوم علية بالإعدام
الذاهب إلى حبل المشنقة ولكن فليذهب كل هذا إلى الجحيم أريد إن أنام وليحدث ما يحدث
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:23 AM
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
^يوميات مراهق ^ علي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 45 04-20-2015 01:41 PM
مكتملة : سنظل صديقات حتى لو فرقنا الزمان ¦₪¦╣• قلم الأحساس مودة •╠¦₪¦ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 40 02-28-2015 10:28 AM
{ الحب الابدي } >> كاااااملة و مكتملة Usui Takumi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 29 12-01-2014 10:03 AM
نيران فى القلب((مميزة)) ... مكتملة Ặñâ EšRąâ CO0L ^_^ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 06-04-2013 01:17 PM
روايا غير مكتملة spirit Creativity أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-01-2013 05:55 PM


الساعة الآن 05:36 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011