عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 06-11-2014, 08:41 PM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]توقفت سيارة التاكسي أمام البيت فنزلت .. واستدرت لأشاهد بيت الأشباح !! ..
اسم مبتذل سخيف لعشرات القصص والأفلام .. ولكن ما باليد حيلة فهو بالفعل منزل أشباح وأي أشباح !!
مشيت نحو البيت وانا اشعر وكأنني ثابت وهو يقترب مني باستمرار .. إن هذا المنزل مسرح ستؤدي عليه ليلا مسرحية شديدة البشاعة والهول .. ستكون ليلة طويلة حقا .. اعلم إن الأشباح لن تقتلني .. لكنهم يثيرون الرعب وهذا كاف جدا لجعلهم مؤذيين .. إنهم يخالفون نواميس العالم الذي نعرفه وهذا يكفي لجعلي اقشعر خوفا وهذا أسوأ بكثير من الموت يارفاق .. الرعب !!
إنني أفضل إن أموت ألف مرة على إن أرى ما رأيته في الأمس وما سأراه اليوم .. اشعر إن حكم الإعدام قد صدر بحقي ولا أمل لي في استئناف ولا معارضة ولا هرب .. كنت دائما أقول إن الخطر المعنوي اشد إيذاء بكثير من الخطر المادي ..
وقفت لفترة خارج المنزل وساقاي لم تعودان على حملي من السهر المتواصل .. دخلت إلى المنزل وأنا اردد المعوذتين .. ولكن هذا لم يكن كافيا لتزول كل أثار الرعب من نفسي .. ابذل جهدا خارقا للسيطرة على توتري .. إن هذه الأشياء الملعونة لم تظهر لي إلا ليلا .. أما ألان والساعة لم تتجاوز الرابعة عصرا فلا اعتقد إن شيئا سيحدث .. لكن هذا لم يكن كافيا للتخفيف من حدة توتري وخوفي .. شعور مروعا كان يداهمني إنني لست وحيدا بالمنزل .. الحضور القوي الذي لا ينكر لتلك الأشياء التي شاهدتها جعلني التفت يمينا وشمالا وانظر خلفي كل ثانية تقريبا تأكدت إن الباب موصد بإحكام .. تفقدت خزينة الثياب وألقيت نظرة تحت الفراش وأخذت مصحف جدتي الصغير .. ووضعته تحت وسادتي ..
وبرغم مئات الخواطر السوداء القلقة .. غرقت في نوم عميق جدا متوقعا ومتمنيا إلا استيقظ منه قبل حلول نهار الغد .. ولكن هذا لم يحدث مع الأسف !!
فقد استيقظت ليلا ... كم من الوقت نمت ؟! .. لا ادري لكني فتحت عيني لسبب لا اعرفه .. ذلك الحافز الخلفي المجهول الذي يوقظنا حين ينظر شخص بإمعان لوجوهنا ونحن نيام !! .. ولكني لم ارى شيئا حين استيقظت .. فلم يكن هناك سوى الظلام .. الكهرباء كانت مقطوعة لليله الثالثة على التوالي !! . .
اللعنة !! .
قلتها بصوت مسموع مرتفع بدا لي مخيفا فخرست وأنا أعض على شفتي قهرا .. فانقطاع التيار الكهربائي يعني إنني لست وحدي .. احد ( الأشياء ) المريعة التي ظهرت لي بالأمس ستظهر الليلة أيضا . .
ظللت مستيقظا في فراشي وقد عجزت تماما عن العودة إلى النوم .. إن هذه الليلة لن تنتهي أبدا .. قررت النهوض من فراشي لإشعال شمعة .. فذلك الظلام سيصيبني بالجنون .. أخرجت رأسي من تحت الغطاء بهدوء وقلق شديدين لأجلب شمعه من احد أدراج مكتبي .. فقد اتخذت احتياطي هذه المرة وجلبت عددا من الشموع ووضعتها هناك تحسبا لظرف كهذا ..
التفت يمينا وشمالا !! .. عيناي قد اعتادتا الظلام قليلا كوني ظللت مستيقظا في فراشي أكثر من عشر دقائق .. لكن صبرا .. ثمة شيء ما غير مريح . . هناك جسم في زاوية غرفتي بجوار المرآة لم يكن هناك في السابق .. جسم له أبعاد وحدود و . . كاد قلبي إن يتوقف عن الخفقان !!
فعندما دققت النظر وجدت قطة سوداء واقفة على قدميها الخلفيتين في زاوية غرفتي وكأنها تمثال فرعون مقدس .. وفي عينيها ذلك البريق المخيف ... نظرة صامته لعدة ثوان .. وبعدها ضحكت القطة ضحكة بشرية واضحة !! .. واختفت تماما ولم أرها ثانية لحسن الحظ ..
رحت أتواثب قفزا كحيوان الكنغر إلى فراشي وأنا ارتجف رعبا .. لن استطيع إن أعيش هكذا رحت اردد المعوذتين وارتجف .. أسناني تصطك هلعا ودموعي تنهمر بغزارة دون إن ابكي بصوت مسموع فحتى صوتي بدا لي مخيفا .. أنا لا افهم شيئا .. لا افهم حرفا مما يحدث .
أغمض عيناي بقوة وأنا مندس تحت اللحاف لأنني اعرف ما سأراه سيثري كوابيسي ..
يتهددني خطر لا يجدي معه إبلاغ الشرطة ولا امتلك سلاح .. ولا تربية كلب .. ولا تحصين النوافذ .. أليس هذا مريعا ؟!
لقد سمعت اصواتا عديدة في تلك الليلة الملعونة وأنا جالس متكور على نفسي في فراشي لكني لن أخبركم ما هي هذه الأصوات !! .. لأنكم لم تصدقوني أولا .. ولان جزءا منها اختلط بالكوابيس التي كنت أراها حين أغيب عن الوجود .. فلم اعد أميز بين الكابوس والواقع !!
وفي لحظة فقدت قدرتي على الصمود أكثر من ذلك .. سأبيت في الشارع .. أو سأرتكب جريمة حتى أبيت في المخفر ولكني لن أبقى لحظة واحدة في ذلك المنزل الملعون ..
اتخذت قراري .. لقد انتهى العقل .. وجاء وقت الجنون !! .. نهضت من فراشي كالملسوع واندفعت نحو الطابق الأسفل للخروج من المنزل .. وتكرر مشهد الصراخ .. والنهوض .. فالركض والاصطدام بالأثاث .. والصراخ مرة أخرى الصراخ الذي يمكنه إيقاظ الديناصورات المنقرضة التي شبعت موتا منذ ملاين السنين .. فتحت الباب وأنا الهث وابكي .. واصطدمت بشيء ما .. فأجفلت وشرعت أوجه لكمات خرقاء وأنا اصرخ في هستيريا .. فسمعت صوتا مألوفا يبسمل ويهتف بي بجزع :
( خالد ) . . هذا أنا . . جدتك .
عندها ارتميت بأحضانها وأنا ابكي .. انفجرت ببكاء هستيري جدير بالفتيات ..
لحظات لم تنطق بها جدتي بحرف واحد وهي مذهولة من منظري وأنا خارج من البيت وكل علامات الخوف على وجهي .. لكن .. يبدو أنها استمعت أفكارها .. حيث سألتني بقلق شديد :
( خالد ) .. ما الذي يجري يا بني ؟؟
لم استطع إن أرد .. لا ادري لماذا عادت قبل موعدها بأسبوع لكني سعيد جدا بذلك .. قبلت يدها الحبيبة وأنا ابكي بحرارة ..
تكلم يا ( خالد ) . . انك تخيفني يا بني ..
قالتها بانفعال وهي على وشك البكاء .. فهي لم ترني بهذا الحال من قبل !! .. ولكني لم اقدر على النطق إلا بعد فترة من البكاء .. وقد انتبهت جدتي بالطبع إلى إن التيار الكهربائي مقطوع .. فقامت بجلب بعض الشموع لتنير المنزل .. عندها فقط استطعت إن أتحدث .. قلت لها كل شيء لكني تجاوزت الحديث عن لوحة ( اويجا ) .. ويكفيها إن تعلم إن البيت مسكون بالجن والشياطين .
رحت أتوسل إليها إن نبيع البيت :
ما الذي يدعونا إن نعيش في بيت كهذا يا أمي انه كبير جدا وقديم .. اعلم انك تحبينه كثيرا ولكن لا بد من التغير .. خاصة بعد ما شاهدت .
أنا لا أمانع بيع المنزل يا ولدي .. ولكن لا ادري .. لقد كنا نعيش فيه فحسب ولم أفكر ببيعه .
استجمعت أنفاسي وقلت لها بلهفة :
هناك الكثير من المكاتب العقارية التي ستعرض البيت للبيع وأنا واثق إننا سنجد من يشتريه .
صمتت قليلا ثم قالت :
سأترك الأمر لك يا بني . . لتفعل ما تريد ..
وكان هذا الرد يكفيني ... يكفيني تماما ..
لقد عرفت من جدتي بعدها إنها عادت قبل موعدها المحدد لأنها اتصلت أكثر من مرة لتطمئن علي .. وكنت لا أرد على الهاتف أو الاتصال بجدتي على الأقل لأطمئنها .. الأمر الذي أشعرها بقلق شديد وجعلها تعود في أسرع وقت لتطمئن وقد استقلت سيارة أجرة من المطار إلى المنزل الم أخبركم إنها امرأة باسلة رائعة ؟! ..
ولم يفتها بالطبع سماع الأصوات الغريبة في المنزل في الأيام القليلة التي تلت عودتها من السفر ..ولكنها أثارت إعجابي بشدة .. كانت تذكر الله وتقرأ بعض الآيات القرآنية بثبات وشجاعة تحسد عليهما .. أطال الله في عمرها .
لقد حصل كل شيء بسرعة لا تصدق .. ففي اقل من أسبوعين كانت صفقة بيع البيت قد تمت ..قمنا ببيعه بمبلغ لا بأس به إطلاقا .. ففي الكويت تباع المنازل حتى وان كانت متهالكة بمبالغ هائلة .. وقد كانت سعادتي لاتوصف لأننا سنبتعد عن تلك الأهوال التي شاهدتها وكادت إن تصيبني بسكتة قلبية أكثر من مرة .. ولا أنسى إن أقول لكم إنني قضيت الأسبوعين الأخيرين في غرفة جدتي .. ولكن شيئا لم يحدث .. سوى بعض الأصوات المخيفة الغامضة التي كانت تجيبها أصوات أخرى أكثر غموضا ... ولا ننسى الستائر التي كانت تتموج ليلا وكأن هناك من يختفي ورائها .. ولا حاجة لي بالطبع إن اكشف عن الستارة لأعرف ماذا يوجد خلفها ..
فقد شاهدت ما يكفي ..
قمنا ببيع البيت كما ذكرت سالفا وسكنا بعدها بشقة راقية .. المنطقة ؟ .. ( الرميثية ) طبعا .. فـ ( الرميثية ) هي جزء من روحي كما أخبرتكم في المقدمة ..
لا أنسى إن أخبركم إنني عرفت فيما بعد إن البيت قد نجح بطرد ثلاث اسر ظنت أنها لا تعبأ بكل هذا الهراء !!
كنت أظن إن الأزمة التي مررت بها ستنتهي .. لكني كنت واهما .. كنت واهما إلى أقصى حد .
فالقصة الفعلية ( وأرجو إلا يثير هذا غيظكم ) .. لم تبدأ بعد !!
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:26 AM
  #7  
قديم 06-11-2014, 08:42 PM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]يسلموووووو والتكملة لعيونكم

لقد قضينا بضعة أيام ونحن نجمع أشياءنا من المنزل محاولين الخرaوج في أسرع وقت ممكن وكنت اذهب إلى المدرسة بعد إن انتهت العطلة منهيا فروضي بسرعة .. وبعدها ابدأ بجمع أغراضي الخاصة بحماس شديد .. كما إنني كنت أقوم بمساعدة جدتي لتوضيب كل أغراضها من غرفتها ووضعها في صندوق تمهيدا لنقلها وذلك حتى نخرج من البيت بأسرع وقت ..
وفي هذه الإثناء .. وجدت خزانة حديدية صغيرة الحجم شبيهة بالخزانات الحديدية الصغيرة التي نراها في السينما .. لم انتبه قط إلى وجودها من قبل !! .. فقد كانت موجودة في دولاب جدتي الذي لا أفتحة أبدا بطبيعة الحال ..
سألت جدتي بدهشة :
منذ متى وأنتي تملكين هذه الخزنة الصغيرة يا أمي ؟!
إنها قديمة جدا يا ولدي .. لقد اشتراها جدك في فترة الستينيات ووضعها بالغرفة .. كان يحفظ فيها أوراقنا الرسمية وبعض المصوغات .
وما الذي تحويه ألان ؟!
قالت دون اهتمام :
لا ادري .. إنني لم افتحها منذ عشرون عاما .. لقد كان والدك يستخدمها بعد وفاة جدك رحمهما الله .. ولم يستعملها احد بعده ..
أثار هذا الشيء استغرابي فسألت جدتي بلاإهتمام :
ولكن .. الم يثير هذا فضولك يا أمي ؟
في الواقع .. لا .. فلا اعتقد إنها تحوي شيئا هاما .. كما إنني لا اعلم أين مفتاحها أصلا ..
هل تمانعين لوقمت بفتحها أو كسرها يا أمي ؟
بالطبع يا بني .. افعل ما يحلو لك .
وهكذا قمت بكسر الخزينة بعد جهد جهيد .. فتحتها ملهوفا لأرى ما فيها !! ...
أوراق كثيرة .. سندات وشروط جزائية وعقود .. الخ .. كلها قديمة جدا تعود إلى ما قبل ولادتي .. أي عمرها أكثر من 17 عاما .. كما وجدت النقود الكويتية القديمة التي قبل الاجتياح الصدامي الغاشم على ( الكويت ) .. تحتاج هذه الأوراق إلى مزاج لقراءتها رائق وسأفعل ذلك لاحقا بعد الانتقال إلى السكن الجديد ..
وبعد يومين انتهينا من كل شيء .. وخرجنا من المنزل المشئوم الذي كان وداعنا له متباين المشاعر .. فجدتي الحبيبة لم تنس سنوات عمرها الطويلة التي قضتها هنا .. إما أنا .. فانتم تستطيعون تخمين مشاعري جيدا بعد الأهوال التي رأيتها ...
شقتنا الجديدة فقد كانت عمارة راقية حديثة البناء تبعد عنك فكرة الجن والأشباح .. وقد احتاج منا الأمر أسبوعا كاملا لنتأقلم مع السكن الجديد بعد إن قمنا بإيصال خط الهاتف وكابل التلفزيون مع باقي الخدمات الأخرى . . و . . فرغت تمام من كل المسؤوليات حتى جاء يوم ( الخميس ) وهو من الأيام السعيدة والمفضلة لدي ولدى الكثيرين ففي هذا اليوم لا أعمال ولا دراسة .. ولا فروض منزلية .. ولا أي شيء من أي نوع .
من جهاز التسجيل ينبعث صوت موسيقي هادئة جدا ... وذلك المذاق الحزين للهواء المغسول الذي يدخل عبر شرفة غرفتي ويشتهر بع فصل الشتاء .. شعرت إن الوقت مناسبا والمزاج رائق للاطلاع على الأوراق التي وجدتها في الخزنة الحديدية .. وهذا ما حدث بالفعل فقد أخرجت كل الأوراق والمستندات القديمة التي تعود عمرها إلى ما قبل ولادتي كما ذكرت لكم .. أريد إن اعرف ما تحويه بالضبط بدافع الفضول لا أكثر .. وليتني لم افعل !!
فقد أثارت هذه الأوراق في نفسي حزنا شديدا جدا مع مرارة غصة في الحلق لماس ومصائب لم أعيشها لحسن الحظ .. لكنها أثرت على حياتي بشكل كبير !! ..
هنا يجب إن أعود بكم إلى الوراء .. إلى الماضي .. لاكتشف أسرار حياتي العائلية التي كنت أحاول إن أتجنب الحديث عنها قدر المستطاع .. ولكن لا بد من ذلك حتى تعيشون معي أجواء القصة !! ..
لقد كان والدي إنسانا عاديا جدا إلا انه مقطوع من شجرة فلم يكن له في هذه الدنيا سوى والدته التي هي جدتي .. وكان موظفا عاديا في احد الدوائر الحكومية .. ودون إن اعرف أي تفاصيل أخرى ... وقع في حب امرأة من عائلة ثرية جدا ومعروفة في ( الكويت ) .. هذه المرأة هي أمي وبادلته أمي الحب .. إلا إن المشكلة التي تواجههما هي المشكلة الأزلية في الكويت ودول الخليج عموما : عدم التكافؤ لأسباب قبلية أو اجتماعية أو مالية .. الخ .. فهناك تقسيمات كثيرة جدا بين المواطنين على الرغم من إن عدد سكان ( الكويت ) لم يتجاوز المليون حتى ألان .. وبالنسبة لوالدي فقد كان عدم التكافؤ واضحا جدا بينهما وكانت أسرة والدتي ترى في أبي شخصا استقلاليا يريد الوصول إلى طموحة من خلال الزواج من امرأة ثرية .. بينما كان أبي يحاول جاهدا إقناعهم بحبة لامي وانه لا يهتم لثروتها .. أما أمي فقد قاتلت أهلها بشراسة واستماتة من اجل حبيبها .. حتى أنهم لم يملكوا بعدها سوى الموافقة وان كانوا لم يبتلعوا الفكرة ..
وتزوج الحبيبين .. انتم تعرفون كيف تحدث هذه الأمور يسمونه ( النصيب )
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:31 AM
  #8  
قديم 06-11-2014, 08:42 PM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]مرت أربع سنوات دون إن يرزقهما الله بأطفال .. ومع مرور الوقت تغيرت والدتي كثيرا .. وبدأت تعامل أبي بكبرياء شديد ولسان حالها يقول : أنت لا شيء من دوني ..
وفتر حبها له بصورة واضحة .. قد يكون السبب هو تأثير أهلها عليها .. وقد رسخوا في دماغها طوال سنوات زواجهما فكرة إن والدي إنسان وصولي يريد إن يصل إلى طريق الثراء من خلالها .. لذا بدأت معاملة أمي لأبي تتغير شيئا فشيئا بعد عملية غسيل المخ هذه .. وبدأت توجه له اهانات كثيرة خصوصا بعد إن افتتحت له – وبناء على طلبه – شركة كبر اسمها مع مرور الوقت بجهد أبي ومساعدات أمي المالية .. وأصبحت أمي مع مرور الوقت نموذجا جيدا للزوجة التي تصنع من زوجها رجلا عظيما في عملة .. ولكن بالصورة التي لا تتوقعونها .. فقد كانت تصنع منه ذلك عن طريق تعذيبه وارغامة على إن يغرق همومه في العمل .. ومزيد من العمل .. ولم تكف عن إشعار أبي بالفشل وبأنها منحته أكثر بكثير مما يستحق .. وكبرت المشاكل بينهما وأصبحت حياتهما لا تطاق .. فإذا تحدث والدي تثاءبت والدتي .. وإذا لم يتحدث اتهمته بأنه لا يرغب في استمرار هذا الزواج !! .. وإذا كانت الأخطاء بلا عدد والقرف بلا حدود .. فان الصبر له حدود والاحتمال له حدود .. لذا فقد طفح الكيل بوالدي .. ولكنه لم يقم بأي رد فعل ايجابي
يظهر إن حالة أبي النفسية أثرت كثيرا على عملة على الرغم من أخلاصة وتفانيه .. فبدأ شيئا فشيئا بإهمال الشركة .. وبدأ وكأن مشاكلة الأسرية قد جعلت حاسة الكسب عنده اقل رهافة .. حتى انه خسر مبالغ هائلة في فترة قصيرة وتراكمت عليه الديون فكان الحل الأخير هو السفر إلى ( أوروبا ) للملمة شتاته ومحاولة الحصول على مساعدة من بعض شركاءه هناك ولكن يبدو إن الأمور لم تسر بالشكل المطلوب .. فبعد أسبوع من سفرة .. وجد انه سيقضي عمرة في السجن بسبب تراكم الديون التي عجز عن سدادها وكان واثقا إن أسرة زوجته لن تقف بجانبه .. لذا فقد اختار حلا رهيبا .. الانتحار !! .. فقد وجدوا ثيابه على احد شواطئ ( هولندا ) .. وقال شهود عيان أنهم شاهدوا رجلا يجتاز الأمواج العاتية في جو شديدة البرودة مما اثأر استقراب الناس الذين تجمعوا حول الشاطئ مناجين به العودة إلا إن أبي اجتاز الأمواج غير عابئ بصرخات المنذرين واختفى بعدها تماما .. وأعيدت ثيابه إلى ( الكويت ) مع خطابا مكتوب بخط يده في جيب بذلته وموجها إلى والدتي يقول فيه :
(( اغفري لي يا ( . . . . ) .. حياتي معك أصبحت مستحيلة .. لا املك شيئا ألان .. ولا جدوى من الحياة بعد إن خسرت . . خسرت حبي . . وخسرت ثروتي بعد إن فاضت بي الديون )) .
إنها غريزة المنتحرين الشهيرة : كل منتحر يحاول جاهدا إن يبرر نفسه لعالم .. برغم انه فارقة باختياره إلى عالم لا يحتاج إلى هذه المبررات !! … وطبعا كان لابد من بعض الصراخ والبكاء وانهارت جدتي تماما وقتها.. فقد كان أبي هو ولدها الوحيد الذي ربته على أفضل القيم لكنه بفعلته الشنيعة هذه قد خذلها كثيرا .. وقامت والدتي بتسديد ديون أبي فهي زوجته أولا وأخيرا .. وليتها اختارت إن تسدد له ديونه قبل إن يقدم على الانتحار .. ولكنها لم تتوقع منه شيئا كهذا .. الأمر الذي جعلها تفيق من سباتها وتعرف كم كانت قاسية معه .. وما زاد القصة تعقيدا هو إن والدتي اكتشفت بعد أيام قليلة من انتحار أبي أنها حامل بطفلها الأول !! .. الذي هو أنا واكتملت بعدها المأساة .. فبعد ولادتها لي بشهرين تقريبا توفيت والدتي بحادث سيارة .. وأصرت جدتي على إن تتولى تربيتي .. وكان لها ما أرادت فلم تكن أسرة أمي متحمسة كثيرا لتربيتي ولا استغرب هذا من والدها – جدي – المتغطرس الذي لازلت أرى صوره في الصحف بين فترة وأخرى فهو شخصية مرموقة جدا في ( الكويت ) لتنتهي الأمور بهذه الصورة ..
أعيش مع جدتي في منزلها ونحصل على دخل شهري من إيراد عمارة سكنيه اشتراها والدي وسجلها باسم جدتي قبل تعرضه للخسارة وهذه العمارة هي كل ما نملك ألان بعد بيع المنزل .
قطع حبل أفكاري شيئا هاما .. فقد وجدت أوراق ومستندات رسمية تتحدث عن أسهم يمتلكها والدي في شركة أوروبية وفي ( هولندا ) على وجه التحديد .. أسهم تبلغ قيمتها ما يعادل عشرة ملايين دولار !! .. وتاريخ الأوراق يعود إلى قبل انتحار أبي بفترة بسيطة للغاية .
وما أثار حيرتي هو عدم ذكر اسم الشركة في تلك الأوراق .. وكأن المستندات ناقصة إن هذه الأموال كفيلة بإنقاذ أبي من ديونه .. فلماذا لم يستغلها ؟! ..
لقد استوقفني الأمر كثيرا فهرعت لأسأل جدتي عن الأمر :
أمي هل هناك أي أموال أو ممتلكات تركها أبي بعد وفاته ؟
ولماذا تسأل يا بني ؟
لا شيء .. مجرد تساؤل ..
أنت تعلم إن والدك قد توفي معدما لا يملك شيئا وان والدتك تولت دفع كل ديونه وعند وفاتها رفض أهلها إن يتولوا رعايتك وأنا بالطبع لا أجرؤ إن أقاضي جدك كي احصل منه على أي حق لك بالميراث فنحن أناس بسطاء ولا نستطيع مواجهة هؤلاء الجبابرة .
اعلم تماما إنها صادقة .. ولكن شيئا في أعماقي جعلني اخفي عنها ما عرفته عن تلك الأوراق والأسهم .. حافز خفي لا أدريه جعلني افعل هذا !!
أكملت قراءة كل المستندات الأخرى الموجودة علني اعثر على طرف خيط يكشف لي هذا اللغز الغريب .. ولكن دون جدوى .. أين ذهب هذا المبلغ الهائل ؟؟ …
عرضت تلك الأوراق على محامي وقال لي ما توقعته :
الأوراق التي لديك تقول إن والدك كان يملك أسهما في شركة هولندية وتعادل عشرة ملاين دولار بالفعل .. لا اعلم بالطبع إن كان لازال يملك هذه الأسهم فالأوراق قديمة جدا وناقصة ولا تدلنا على مكان تلك الأسهم !!
ذهبت إلى أكثر من محام وجميعهم أجابوا نفس الإجابة وجميعهم أكدوا على إن الأوراق الأهم والتي تبين مكان الأسهم غير موجودة .. ما هو اسم الشركة ؟
لماذا لم يستغل أبي تلك الأموال لتسديد ديونه ؟! .. ظل السؤال يؤرقني كثيرا فلا يمكن إن أتجاهل مبلغا كهذا !!
ظللت أفكر وأفكر بأمر تلك الأوراق والمال المفقود حتى جاءتني فكرة مجنونة .. ولكني طرحتها جانبا سريعا .. فلا يمكن إن أقدم على شيء كهذا !!
ومع مرور الأيام فقدت الأمل تماما بمعرفة مكان الأموال .. وانغمست في حياتي المملة حتى جاء ذلك اليوم
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:32 AM
  #9  
قديم 06-11-2014, 08:43 PM
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-color:silver;"][cell="filter:;"][align=center]فيما كنت أتصفح إحدى مواقع الانترنت .. وجدت بالصدفة موقعا لإحدى جمعيات الوسطاء الروحانيين .. تماما كما توجد جمعية للسحرة .. وغيرها من الجمعيات الأخرى الغريبة !!
وقد أعاد موقع الانترنت تلك الفكرة المجنونة إلى ذهني !! .. لقد كنت اداريها .. وفجأة خرجت إلى السطح .. وصارت تلح علي بشكل غير مسبوق !! ..
تريدون معرفة ماهية الفكرة ؟ !
حسنا .. لقد تلاعبت أنا بالأرواح وكنت جاهلا بالأمر … فأصابني ما أصابني ولكن ماذا لو طلبت استشارة وسيط روحي ؟
أي شخص يفهم بمثل هذه الأمور كي اطلب منه أن يقوم بتحضير روح والدي للاستفسار عن مكان الأموال !! راقت لي هذه الفكرة بشدة .. والذي أغراني بشكل اكبر هو أنني وجدت في هذا الموقع وسيطا روحيا من ( الكويت ) !! ..
تصورا هذا .. اعلم أن النصابين في هذا المجال لم يتركوا للصادقين مجال إن وجدوا أصلا ولكن الأمر يستحق المحاولة إنها عشرة ملاين دولار.
لقد كان اسمه الأول مكتوب مع بريده الالكتروني وملاحظة نقول انه وسيط روحي يملك خبرة طويلة وأبحاث ودراسات كثيرة وسبب ممارسته لهذا النشاط الغريب انه يريد استكشاف المجهول أو للمعرفة من اجل المعرفة … كما هو مذكور في الموقع .
كنت متردد في البداية .. ولكني تذكرت المبلغ الهائل المفقود .. فحسمت أمري وتجرأت بإرسال رسالة الكترونية إلى هذا الوسيط طلباً منه لقائه لسؤاله بعض الاسألة عن تحضير الأرواح .
وما أثار استغرابي هو رده السريع !! … فبعد يوم واحد فقط .. وجدت في صندوق بريدي الالكتروني رداً منه يخبرني فيه برقم هاتفه الخلوي .. هكذا بكل بساطة !! .. وبكل بساطه أيضا اتصلت به ..
كان صوته هادئاً واثقاً .. رحب بي وسألني عما اريد .. فأغرقته بسيل من الأسلة – بعد أن عرفت أن اسمه ( حسن ) - :
كيف وثقت بي وأعطيتني رقم هاتفك من خلال الرسائل الالكترونية ؟ .. الم تفكر بلحظة بأن الأمر كميناً معد من رجال الشرطة ؟! .. من أنت بالضبط ؟! .. وكيف عرفت ما عرفته ؟! .. ولماذا لم تقبض عليك الشرطة ؟! . . . و . . .
قاطعني وهو يضحك بثقة :
تريد أن تعرف هذا كله بالهاتف .
قلت بثبات أريد أن اعرف ولا يهمني أين :
قبل كل شيء .. ما الذي يجعلك تتحدث عن الشرطة ؟ ..
عادة ما يقبض رجال الشرطة على من يقوم بهذه الانشطه بتهمة النصب والاحتيال .
قال بنبرة واثقة :
أنا لا ارتكب جريمة ولا أطالب بأي مبلغ مادي جراء خدمتي .. وهذا ينفي عني هذه التهم فأنا أقوم بهذا العمل حبا فيه ولدي أبحاث ودراسات كثيرة في الاتصال بالأرواح .. أي إنني لست نصاباً وما أمارس بعيد تماما عن السحر والشعوذة .. ولا توجد أصلا قوانين في ( الكويت ) تمنع ما افعله .
قلت له محاولا الدخول بصلب الموضوع :
إن لي تجربة الاتصال مع الأرواح ولكنها انتهت نهاية شنيعة لأنني لعبت بالنار .. ولهذا فأنا ألان استعين بخبير بهذه الأمور إن كنت حقا خبير .
قال بتواضع :
أنا لست خبيرا .. لست سوى احد المتعمقين في هذا العلم الذي يطلقون عليه ( علم الاتصال بالأرواح ) وقد قمت بتحضير العديد من الأرواح بالفعل .. وعلى كل حال لن القي عليك اللوم إن لم تصدقني .. فتحضير الأرواح كالمنجم الواسع المليء بالألماس ..
قلت له :
اغفر لي جهلي ياسيد حسن ..
أخبرته بعد ذلك بين مكذب ومصدق .. إنني ابغي سؤال روح أبي عن شيء ما .. فأعطاني موعد لزيارته في اليوم التالي .
كان السيد ( حسن ) رجل كبير بالسن شكله غريب نحيف الجسم نامي اللحية مبعثر الثياب وجهه مجعد كضبع عجوز وجهه اكتسب مسحة من الجمود وفي عينه نظرة غامضة .. باختصار كان مخيفا بعض الشيء كالمجنون تقريبا .
كانت شقته بعكس ما تصورت خاليه من الزبائن لأنه يعتبر نفسه باحثا وليس نصابا ويأخذ من تحضير الأرواح مهنه .. وكان أثاثه راقي .. كنت بصراحة أتوقع مكانا تقشعر له الأبدان وتفوح منه رائحة السحر والشعوذة إلا إنني لم أجد شيئا من هذا .
قضيت معه بعض الوقت في الحديث عن الاتصال بالأرواح ولا زلت اجهل إن كانت له عائلة لأنه يبدو لي إن السيد( حسن ) يعيش وحدة .
يقول :
هناك ثغره في هذا العالم المادي .. هذه الثغره هي ما يتسلل إليه الروحانيون الاتصال بالموتى وانه أسلوب الوسيط الروحي والأنسب للاتصال بالأرواح في مثل حالتك هذه !!
لم افهم ما يعنيه فطلبت منه مزيد من التوضيح ..
أنت قمت بتحضير الأرواح عن طريق لوحة ( اويجا ) .. كما أخبرتني وما سأفعله هو أن أكون أنا نفسي وسيلة لتحضير روح والدك لتسأله ما شئت دون الحاجة إلى لوحة ( اويجا ) أو غيرها فالوسيط يجعل الروح والملتقي على اتصال مباشر .. أي تستطيع أن ترى والدك وتكلمه !!
قلت له بدهشة :
الموتى لا يعودون يا سيد ( حسن ) لقد لقي والدي ربه منذ ثمانية عشر سنة .
قال لي :
من قال لك بأننا سنعيد ميتا للحياة ؟! .. كل ما سنفعله هو الاتصال بروحة فحسب ..
قلت له بحسم :
فلنبدأ ألان اذا
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:33 AM
  #10  
قديم 06-11-2014, 08:43 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]دخلت معه إلى غرفة صغيرة خاليه من الأثاث سوى منضده مستديرة فجلست إلى المنضدة وقام هو ليطفئ الإنارة وأضاء مصباحا احمر صغير .. وقام بتجهيز شريط تسجيل ونظرت إليه مستفهما .. فقال :
إنها تجربه تستحق التوثيق .. فهي أول تجربة تحضير أرواح أقوم بها بناء على طلب شخص .
وكيف ؟ إن بريدك الالكتروني موجود في موقع تلك الجمعية على الإنترنت ..
بريدي الالكتروني حديث عمرة اقل من ستة شهور كما أن عدد الذين يعرفون عنوان الجمعية على الانترنت محدودين .. لا تنسى أن هناك أكثر من جمعية من الوسطاء الروحانيين واسمي ليس مسجل في جمعيه واحدة فحسب .
قمت بهز رأسي عموديا كناية عن الفهم ..
إن ما أفعلة هو لعب بالنار .. لكن النار لا تحرق دائما .. أحيانا نلعب بالنار وننجو !!
بعد هذا بدأت إعدادات الـ ( séance ) كما يطلق عليها السيد ( حسن ) أو جلست تحضير الأرواح .. أما عن سبب تفضيله للاسم الغربي .. فهو يرى أن هذا يعطي الأمر طابعا من العلم الجاد ..
راح السيد ( حسن ) يتلو بعض الآيات القرائية .. ثم أغمض عينيه .. وبصوت عميق كأنه يأتي من جب ساحق !! .. راح يردد اسم أبي باستمرار بعد أن أخبرته به مع كلمات غير مفهومه أو مفهومه لكني لا ارغب بذكرها كي لا انقل لكم تفاصيل تلك التجربة المروعة ..
تحشرج صوت السيد ( حسن ) بشكل واضح .. وظهر الألم على وجهه بقوة .. العرق يحتشد على جبهته على الرغم من البرودة الشديدة بفعل جهاز التكييف .. عيناه انفتحتا .. لكني لم ارى حدقتيه التين كانتا في مكان ما أعلى محجريه .. كان مظهرة مخيف وهو ينظر إلى سقف الغرفة بعينين بيضاوين .. واستمر الحال بهذه الصورة لأكثر من خمس دقائق حتى كاد أن يغمى عليه ثم توقف عن كل هذا وهو يلهث بقوة وكأنه قد بذل جهد جبار !! ..
قال لي وهو يلهث :
لم ارى شيئا كهذا .. أن الروح تأبى أن تستجيب لي .. إنها ذائبة بالأثير إن كنت تفهم ما أقول !!
هززت رأسي بلا مبالاة ..
نهضت بعدها من مكاني بهدوء وأضأت الأنوار وسط استغرابه :
لم يكن هناك داع لإضاعة وقتي !! .. قلتها له وكأنني ابصق بوجهه ..
يبدو أن النصابين هم أكثر الناس إيحاء بالثقة .. وإلا فكيف ينجحون بعملهم ؟!
انتبه إلى طريقة كلامي إليه فقال وهو ما زال يلهث بشدة :
هل تتهمني بالكذب ؟ .. لماذا أضيع وقتي معك برأيك ؟
قلت له بغضب :
يظهر انك تعاني من عقدة النقص .. الأمر الذي يجعلك تريد جذب انتباه الناس ..
رد بكبرياء :
أنا إنسان متعلم ولن أضيع وقتي الثمين مع طفل مثلك محاولا إبهارك .. إنني أقوم بمساعدتك فقط لأنني أحب هذا العمل واعشقه حتى النخاع .. وأحب أن أعيش تجارب تحضير الأرواح وادرسها بعناية .. إن كنت ترى إنني أضيع وقتك فأرحل ألان لو سمحت ..
عدت اسأله في عناد :
الم تقل بأنك نادرا ما تفشل في تحضير الأرواح فلماذا فشلت في تحضير روح والدي بالذات ؟!
رد قائلا بعصبية :
لم يكن فشلا .. أعطني فرصة أخرى .. ولكن ليس ألان فقد بذلت مجهودا جبارا ولن استطيع تحضير أي روح اليوم .. تستطيع أن تزورني غدا .. فربما استطيع تحضير روح والدك .
وقد كان إصراره هذا هو ما جعلني أثق به وأعود إليه في اليوم التالي !! ..
وكما حدث في زيارتي الأولى .. كنت جالساً معه في ذات الغرفة الخالية .. وكان مصمما هذه المرة أكثر مني على تحضير روح أبي والدي .. بدا وكأن الأمر بالنسبة له اختيار صعب وتحديا يريد مواجهته واجتيازه .. أما بالنسبة لي فالأمر يتعلق بالحصول على معلومات هامة جداً أكاد أن اجن لمعرفتها …
بدأ بترديد التعاويذ ذاتها .. العرق يحتشد على جبهته مرة أخرى .. باختصار شديد : نفس تفاصيل الجلسة الأولى .. عدا شيء واحداً .. لقد بدا وكأن السيد ( حسن ) يواجه صراعاً شديد هذه المرة فتغيرت ملامحه كثيراً وبدا لي وكأنه يختنق !! .. وبدأ يرتجف بقوة .. فانكمشت على نفسي وأنا انظر إليه بذعر .. واصدر حشرجة مؤلمه .. وجحظت عيناه على حين غرة .. وشعرت بضباب خفيف يحيط بالغرفة .. لم يلبث أن تكاثف ببطء!! ..
هل أنت خائف ؟! .. لا ألومك كثيرا .. فانا مثلك .. هل أنت مشمئز ؟! .. بالطبع .. إن هذا الجو الملوث لا يناسب الأشخاص الحساسين مثلي ومثلك ..
كنت لحظتها أحدق بخوف وذهول بالسيد حسن ولكن فجأة استكانت ملامحه .. وبدأ ينظر إلى ناحية أخرى من الغرفة بجمود وبنظرة خاوية بنفس الوقت .. وكأنه لا ينظر إلى شيء إن كنت تفهم ما اعني .
رفعت رأسيي ببطء من موضعي لأنظر إلى الناحية التي ينظر لها السيد ( حسن ) .. فرأيت مشهداً لن أنساه مدى الحياة !! .. مشهداً كاد قلبي أن يتوقف بسببه !! .
أبي !!!! .
قلتها وأنا اصرخ من هول المفاجأة .. بل الصدمة .. كان تأثير رايتي له اقرب إلى تأثير المشي فوق كابل من الكابلات الجهد العالي .. فقد اقشعر جلدي .. وشهقت من فرط الدهشة والانفعال وأنا أرى أبي واقفا على بعد ثلاث أمتار مني مرتديا منامة .. كان مشهداً يفوق الوصف .. جعلني ارتجف ..
مرت لحظات كأنها دهرا وأنا أحدق بوالدي الذي كان واقفا وقفة مهيبة مخيفة وكان بدوره يحدق بي .. اعرف كيف يبدو والدي فانا املك الكثير من صوره .. ولدي صوره له تم التقاطها قبل انتحاره بشهر تقريبا .. وأكاد أن اقسم أن الذي يقف هو والدي فعلا .. ولكن هناك شيئا غريب في كل هذا .. فقد كان يبدو مخيفا نوعا ما .. نعم إن الرجل يشبه والدي إلى أقصى حد .. ولكنه يبدو مختلفا قليلا .. لم افهم سبب ذلك .. والأغرب من هذا هو انه كان يبدو مضطربا بشده بشكل واضح بسبب مجهول !! .
تحدث أبي باضطراب شديد وبصوت جمد الدم في عروقي :
ما الذي يجري ؟! ..
قالها بتوتر ملحوظ ..
ثم قال لي السيد ( حسن ) بصوت عميق وبنظرة خاوية وكأنه في حالة تنويم مغناطيسي كالتي نراها في السينما-:
هذا هو والدك .. اسأله ما شئت ….
حاولت جاهدا أن أخرج الكلمات من فمي من هول الموقف :
أ….أ….أبي لقد قمت بتحضير روحك لأسألك سؤالا هاما ….
ثم ازدردت لعابي بصعوبة بالغة:
أ…أ…أريد أن أعرف..هـ..هـ..هناك مستندات تخصك وجدتها في المنزل وتدل على وجود مبلغ هائل من المال …ولكنها ناقصة …فهل هناك أموال أو ممتلكات تركتها لنا ؟!…
وهل تعرف مكانها؟…
بدا وكأنه لم يسمعني …فهو مازال واقفا ينظر إلي باضطراب شديد ولا أبالغ إن قلت بأنه كان يبدو مندهشا…إن هذا أمرا غريبا يفوق المقاييس المادية فعلا…ولكن …
حدث شيئا آخر أثار انتباهي …لقد تغيرت نظرة الاضطراب التي رأيتها في عين والدي …لتحل محلها بعد لحظات نظرة حقد وكراهية شديدة لم أجد مبررا لها !!.. لماذا يرمقني أبي بهذه النظرة
لم يقل لي بعدها سوى شيئا واحدا…وبصوت عميق كأنه يتحدث من بئر:
ولم يكمل عبارته …فقد تلاشت صورته ..وشهق السيد ( حسن ) مرة أخرى بقوة .. نظرت إليه مذعورا فوجدته يتنفس بقوة وكأنه يحاول إدخال أكبر قدر من الهواء إلى رئتيه … وظل على هذا الحال حتى راح يسترد عافيته تدريجيا ويجفف عرقه الغزير !!…
قال بعدها بحيره شديدة :
لم أواجه شيئا كهذا .. كدت القى حتفي !! .. لقد قمت بتحضير أرواح العديدين .. ولكني لم أواجه موقفا كهذا .. لقد كان هناك أمر غير مفهوم يعوق أمر هذه التجربة وكأن شيئا قويا يمنعني من استمرار الاتصال الروحي .. لن اكرر هذه التجربة أبدا مع والدك .. كان هناك شيئا يحاول استرداد والدك .. شيئا مجهولا مرعب لا استطيع وصفه لم أتعرض له من قبل ! .
طلبت منه أن يقوم بتحضير روح أبي على أن يسأله بنفسه ذات السؤال المتعلق بمكان الأموال ولكنه رفض بقوة :
أسف … لا مجال للمناقشة في هذا الأمر .. أرجوك أن ترحل وانسي أمري تماما .. لا أريد الموت .. لقد كدت أن القى حتفي بالفعل .. لا يمكن أن تفهم ما شعرت به .. كان شعوراً رهيبا لا يوصف .. أرجوك أن ترحل ألان .
نهضت متثاقلا .. وخرجت من شقة السيد ( حسن ) .. وفي ذهني ألف سؤال وسؤال
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 04-04-2015 الساعة 05:36 AM
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
^يوميات مراهق ^ علي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 45 04-20-2015 01:41 PM
مكتملة : سنظل صديقات حتى لو فرقنا الزمان ¦₪¦╣• قلم الأحساس مودة •╠¦₪¦ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 40 02-28-2015 10:28 AM
{ الحب الابدي } >> كاااااملة و مكتملة Usui Takumi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 29 12-01-2014 10:03 AM
نيران فى القلب((مميزة)) ... مكتملة Ặñâ EšRąâ CO0L ^_^ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 06-04-2013 01:17 PM
روايا غير مكتملة spirit Creativity أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-01-2013 05:55 PM


الساعة الآن 10:57 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011