بقلم الطير الحر (( عاصي و مات أجمل ميتة )) عاصي و مات أجمل ميتة بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد المصطفى الأمين أما بعد بذات ليلة مكحولة موشحة بوشاح ليل حالك الظلمة لا يعرف الرجل كف يده من شدت ظلمتها ، نظر احد الفتية إلى القمر ليناجيه ، ظناً منه انه سوف يجيبه عن ما يحدث له ، و بلحظة بزوغ يوم جديد ، نظر الفتى إلى أصحابه فدهش منهم ، دهش من نظراتهم إليه ، النظرات التي تخيف أي قلب ، أتعرفون لما كانوا ينظرون إليه و هو يناجي القمر ، كانوا يتفكرون بما به ، هل ضاقت الأرض عليه ليناجي غيرها ، هل ذهب عقله لهذه الدرجة ليناجي القمر . قال لهم ما بكم يا أصحاب ، قالوا أنت ما بك أتناجي قمراً ، قال نعم . رد عليه احدهم لما ، قال لم أجد على الأرض شخصاً تفيدني مناجاته . قالوا تناجي إذاً قمر ، قال إن القمر بعيد و أنا احلم بالوصول إليه . فرد عليه احدهم و هو يضحك قائلاً إيه الأبله نحن بعصر التطور و صار الحلم حقيقة فناجي غير القمر . قال ماذا أناجي إذاً . قالوا حين نفيق من سكرتنا نفكر . فسمع احدهم صوتاً غريباً لم يعرفه . صوتاً تخشع له القلوب . إنه نعم هو . إنه صوت أذان الفجر . فقال احدهم هل تسمعون ما اسمع . قال أصغرهم من لم يصل على درجات السكر العليا قال بلله عليك اسكت اصمت حتى يكمل . فحينما أكمل المؤذن . بكوا جميعاً . أتعرفون لما . فقال من ناجى القمر ، لماذا تبكون . قالوا الم تسمع نداء الله ، الله ينادينا لنعبده . قال و الله أنكم بأشد حالات السكر . قالوا لا و الله إن الله ينادينا لنترك المعصية . كيف هذا ، سبحان الله . قال هل أنصت للمؤذن ، قال بلا . هل سمعته ماذا كان يقول ، قال نعم . قالوا له هل بعت عقلك للشيطان ، قال العياذ بالله . إذاً ماذا بك لا تعقل . قالوا لذهب إلى المؤذن فهو قريب من هذا المكان اللعين . فذهبوا جميعاً إلى إمام المسجد . بعد السلام و التحية قال لهم ، ماذا بكم ، قالوا بنا السوء يا إمام ، قالوا ناجينا غير الله . قال هل ناجيتم مخلوق و تركتم الخالق ، هل ناجيتم مخلوق و تركتم الخالق . قال أي و الله فعلنا . قال اذهبوا إلى بيوتكم و اغتسلوا و عودوا بعد إن تفيقوا من سكرتكم . لم يستطيعوا الانتظار. ذهبوا مسرعين و كأنهم يركبون أسرع السيارات ليصلوا إلى بيوتهم ، و منهم من دخل على المرفق الذي بالمسجد و اغتسل هناك ليسبق الجميع . فحينما اجتمعوا . قرء عليهم القرآن الكريم ، قرء عليهم ما كانت أنفسهم غافلة عنه . بعد أن أنتها هذا الشيخ سؤله احدهم كم عمرك يا شيخ . قال لهم عمري ست عشر سنه فبكوا . قال ما بكم . قالوا نحن متقاربين بالأعمار ، يقصدون أنفسهم . و جميعنا قد تجاوز الثلاثين من العمر ، و لم نسمع هذه الآيات من قبل و لم نقرأها . قال و لما هذا الجحود و العصيان و قسوة القلب . قالوا كنا نسكر من الليل أخره . و يدركنا أذان الفجر و نحن سكارى ، لا يعرف الشخص منا من يكون من شدة سكره و مجونه . حتى جاءت هذه الليلة التي سمعنا بها صوتك ، صوتك و أنت تأذن لأذان الفجر و نحن كنا نتجادل ما أحسن الخلق لكي نناجيه بهذا الوقت . قال سبحان الله . قال و هل عرفتم الآن من هو أفضل من تناجونه . قالوا نعم و الله انه خالق الخلق . الله سبحانه و تعالى . قال الهداية ليس من الفرد بل من الخالق عز و جل . فحينما أراد الخالق أن يهديكم فعل . و لكن أسئل الله لكم الثبات . و بعد أيام قليلة أحب هذا الإمام أن يزور احدهم . فعلاً قد فعل و ذهب لزيارة من كان يناجي القمر . لكن للأسف لم يجده . سؤل أمه . قالت يا ولدي بالليلة الماضية و فلان يصلي و يعبد ربه بالثلث الأخير من الليل مات . قال كيف يا أماه . قالت و هو ساجد لربه . قال ونعم الميتة و نعم الميتة . قالت من متى تعرفه يا ولدي، فسرد لها قصته . قالت هو أنت ، قال نعم . فقبلت يداه و هي تبكي و تشكره . قال ما بك يا أماه و الدهشة تملئ عيناه. قالت لو لاك لما مات فلان هذه الميتة . سبحان الله عاش طوال حياته عاصي و مات أجمل ميتة . أسئل الله لكم الثبات على هذا الدين و اسأله من فضله أن يحي بنا طاعته و يرزقنا الشهادة |
الساعة الآن 12:03 AM. |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011