الساعة الثامنة صباحا
ضباب كثيف عم شواريع باريس و يحمل قطرات مائية باردة جدا ،كان طقسا كما لو أنه شتائي و الشمس مغطاة كليا و لا فرصة لها للتسلل .
توقفت تلك العربة أمام منزل كالفاكانتي الكبير و بقي السائق ينتظر أمر سيده للسماح له بالنزول و إعلام الحارس بسبب مجيئهم
السائق:"سيدي ، سأنزل و أطلب من الحارس أن ينادي الآنسة من أجلك"
ويليام:"لا يا بيير لا داعي ستأتي بمفردها"و حقا لم تمض دقائق حتى خرجت أليكس بثوب فيروزي يظاهي لون عينيها ، كان شديد التفاصيل و يبدو عليه الغلاء فابتسم ويليام نصف ابتسامة...
ويليام:"صباح الخير"
ألليكس:"صباح الخير كيف حالك؟"
ويليام:"أنا بخير ، الجو بارد كان عليك ارتداء شيء أثقل"
أليكس:"لا بأس ، ستشرق الشمس بعد قليل " ثم أردفت بعدما ركبت العربة:"ويليام!!!"
ويليام:"نعم"
أليكس:"لم طلبت أن نلتقي باكرا"
ويليام:"لأننا سنذهب إلى مكان بعيد"
أليكس بقلق:"بعيد؟؟"
ويليام:"لا تخافي سنصل في غضون ساعة واحدة فقط"
ألأيكس:"حسنُُ"
و سارت العربة ساعة تقريبا و كانت الشمس قد ملكت السماء أخيرا
أليكس:"ألم أقل لك إن الشمس ستشرق؟"
ويليام:"كنت محقة ،آه لقد وصلنا"
أليكس:"أين نحن؟"
ويليام:"مازلنا في باريس لكن في الجهة الجنوبية"
أليكس:"رائع ، يبدو انها منطقة ريفية"
ويليام:"لا و لكن يقل ضجيجها عن مكاننا و بناياتها صغيرة و متفرقة تقريبا قرية"
أليكس:"حسن ، و ماذا سنفعل فيها؟"
ويليام:"نضيع الوقت ، ألم تملي من روتينك الممل كل يوم"
فكرت اليكس ثم قالت:"صدقني لم أنتبه أنني أفعل الشيء نفسه يوميا"
ويليام:"ههههـ أنت حقا غريبة تعالي معي"

ماري:"هل أساعدك في شيء آخر؟"
الأم:"بما أنك سألت أريد منك شيئا أخيرا"
ماري:"نعم ما هو؟"
الأم:"أنا سأذهب للعمل بعد قليل لنذهب معا للسوق ونشتري بعض الحاجيات، بعدها عودي وحدك ، لن يكفيني الوقت لأذهب و أعود ثم أذهب مجددا"
ماري:"حسن هيا بنا"
سارت ماري مع أمها بعض الوقت ثم افترقتا و عادت ماري بمفردها
.....:"اهلا"
ماري بتفاجأ:"مارسال؟؟؟"
مارسال:"وأخير نطقت اسمي" لكنها عادت لأسلوبها القديم "البرود"
مارسال:"ما هذا ؟لقد كنت سعيدة مع أمك لم عدت لوجهك العابس"
ماري بهدوء و برود:"لأنني رأيتك"
مارسال:"اممم مارك ليس هكذا بالمرة ، رغم الشبه الكبير"
ماري:"........"
مارسال:"على أي حال أنا هنا من أجل شيئ و لن أذهب قبل أن أتأكد من الحصول عليه"
تسللت تلك الفكرة الخبيثة إلى رأس ماري و بدأت ترتجف لا إراديا و احمرت كثيرا خوفا فما كان منها غير الانطلاق بأقصى سرعة....
مارسال:"لحظة لحظة انتظريني..."
فلم تبال به و اتجهت لحي يعج بالناس و اختلطت بينهم فأضاعها مارسال غير أنها بقيت تنظر خلفها و تتابعه حتى تيقنت من انه أضاعها فاطمأنت و عادت قريرة العين مرتاحة البال

....:"جيسيكاااا ، سأخرج الآن"
جسيكا:"حسن يا شانتي و لا تتأخري"
شانتي :" و اتنمى حين اعود ان أراك في منزلك"
جيسيكا:"أيتها الـ..."و أسرعت شانتي بالخروج
جاين:"هههههـ شكلك مضحك و انت غاضبة جيسيكا"
جسيكا:"هذه الفتاة ستسبب لي جلطة"
جاين:"إنها مراهقة و تحب المرح ، دعيها فقط"
جيسيكا:"لكنني سأجن أتمنى ان تتزوج بسرعة و نتخلص منها"
الأم:"أنا واثقة من أن هذا سيكون قريبا هههههـ "
أما عند شانتي فقد كانت سعيدة و لم تنتبه أنها لا تزال تركض فاصطدمت بشخص
شانتي:"أنا حقا آسفة دعني أساعدك"
.....:"لا داعي يمكنني النهوض شكرا لك"
شانتي:"لا عليك ، هيا استند على يدي" ووضع يده في يديها و نهض بفضلها لكن ما إن رفع رأسه و رأى وجهها حتى....

كانا يتجولان في كل مكان و كان ويليام يشرح لأليكس كل شيئ دون أن تمل أو تسأم من السؤال و هو يجيب بسرور و ابتسامة كبيرة و في نفس الوقت يلقى التحية على الكل فاستغربت أليكس
أليكس:"أتعرف الكل؟"
ويليام:"هههههـ نعم لقد ولدت و نشأت هنا و الكل يعرفني و لم أنس أحدا و لكنني لم أعد منذ سنوات "
أليكس:"جميل،و هل تنوي العودة أعني غير اليوم؟"
ويليام:" هل يعجبك المكان؟"
أليكس:"كثيرا لا تقدر مدى سعادتي هنا"
ويليام:"إذن سنعود لنعيش هنا "
احمرت بعض الشيئ و لكنها سرعان ما ادركت أنه يفعل بها هذا ليراها تحمر كل مرة
أليكس:"لن تنطلي علي هذه الحيل مجددا"
ويليام:"لاحظت ذلك و لكنني كنت جادا "
أليكس:"حقا؟؟أليس لديك حلم في السفر خارجا"
ويليام:"اممم ..لا لا رغبة لي في الذهاب لأي مكان و لكن سأذهب إلى أين يريدني قلبي أن أكون"
أليكس:"لم أفهم"
ويليام:"ستعرفين هذا قريبا و ماذا عنك؟"
أليكس:"أنا في الحقيقة ارغب في تعلم الإيطالية و كون والدي دائم السفر إلى هناك سيكون فرصة لي و لكنني غير متاكدة من قدرتي على الذهاب"
ويليام:"و لم لا؟؟"
أليكس:"لا أعرف و لكن إن لم يسمح لي فإنني سأبذل جهدي لأحصل على المنحة و لكن لدي أمل في أن يسمح لي مجرد ذرة أمل طفييفة"
ويليام:"إذن سأذهب إلى إيطاليا"
ألايكس:"لا زلت لا أفهمك"
ويليام:"قلت بأنني سأذهب إلى حيث يريدني قلبي ان أكون"
أليكس:"آآآآآه لم أفهم عليك حرف ارحمني"
ويليام:"هههههههههههههـ"

شانتي:"لا عليك ، هيا استند على يدي" ووضع يده في يديها و نهض بفضلها لكن ما إن رأى وجهها حتى....
.....:"شـ..شانتي!!!!!!"
شانتي:"نعم لم تبدو و كأنك رأيت شبحا؟ "
....:"لأأنني...أنا..أنا أقصد تفأجات"
شانتي:"هههههـ إنه يوم جميل لنتجول يا أندريه"
أندريه:" أأنا أحلم؟"
شانتي:"هيا فلنسرع أريد الركض مجددا إنه ممتع"
أندريه:"أنا فقط أحلم غير أني لا أذكر أنني نمت"و بدآ يمشيان معا
شانتي:"هل سمعت بحفل ابن البارون بعد أيام؟"
أندريه:"نعم عائلتي مدعوة"
شانتي :"و هل ستذهب؟"
أندريه:"أنا مجبر"
شانتي:"أنت محظوظ يا آندي"
أندريه:"و لم؟"
شانتي:"لأنه يمكنك حضور الحفل"
أندريه :"و هل تريدين حضوره؟"
شانتي:" بالطبع أرغب لكنه للنبلاء فقط و أيضا الدعوات خاصة لكل فرد"
أندريه:"صدقني أنت لا تريدين فعل هذا"
شانتي:"و لم لا؟"
أندريه:" لن تستطيعي رفض الدعوة أبدا و إلا سيكرهك أهل الحفلة خاصة إذا كنت قريبة منهم و سيكون عليك الرقص مع أشخاص قد تمقنيتهم وعليك التصرف بلباقة و الإقرار بأن الحفل كان رائعا ووو صدقيني لا ترغبين بهذا"
شانتي:"ههههـ لا أصدق أنك جعلتني أغير رأيي"
أندريه:"لأن الكل يظنون أن النبلاء يعيشون حياة سهلة لكنها في الحقيقة مملة جدا خاصة إذا كنت فتاة"
شانتي:"أنت مذهل ،أقنعتني"
أندريه في نفسه:"انتظري حتى يعرف ويليام ، لن يدعوك بذات الثقوب مجددا"
شانتي:"لم تبتسم بلا سبب"
أندريه"لا شيئ ، لنركض هيا"

ماري:"ههههـ تخلصت منه ووصلت لمنزل سالمة ذكية ماري ذكية"
مارسال:"اممم ليس تماما "
ماري:"كيف ؟ و أنا؟أعني أنت؟؟ كيييف؟"
مارسال:"ههه صحيح أنك كنت ذكية حين اختلطت بالناس لكنني عرفت أنك ستعودين للمنزل لتعيدي المشتريات"
ماري:"ماذا تريد؟"
مارسال:"أنت"
ماري:"لكنني لا أستطيع"
مارسال:"و لم لا؟"
ماري:"أنا..أنا.."
مارسال:"لا يهمني ،ستكونين لي و انتهى" و غادر المكان

ويليام:"ابقي هنا ، عندما أعطيك إشارة ادخلي"
أليكس:"حسنا لكن لا تتأخر"
ويليام:"أعدك"
أليكس في نفسها :أتمنى أن لا يطيل الغياب"
ويليام:"bonjour"
....:"bon...wiliam!!!!"
ويليام:"أظنط عرفتني يا خالة"
السيدة:"بالطبع عرفتك يا ويليام ، تلك العيون الرمادية لا أنساها أبدا ،لقد مضى زمن طويل"
ويليام:"أعرف أعرف لكنني لم أجد سببا يدفعني للمجيئ"
السيدة:"و هل وجدت الآن؟"
ويلييام:"في الحقيقة نعم ...هذه"ثم التفت و لوح لأليكس فدخلت
السيدة:"آآآه من الآنسة الجميلة يا ويلي ؟ أهي مخطوبتك؟"
فغمز ويليام للسيدة و قال بهدوء شدييييد:"قريبا"فضحكت السيدة
ويليام:"هذه الآنسة تدعى أليكس و أريد منك يا خالة أن تخيطي لها أفضل ثوب"
أليكس:"مـ.ماذا؟"
ويليام:"و لا تستمعي لها أبدا فهي معقدة و ترتدي الملابس الزرقاء دوما ، أريد شيئا بسيطا يناسبها ويبرز جمالها و اختاري الألوان"
أنزلت أليكس رأسها أرضا و قالت في نفسها:"لم يتحكم بي هكذا ؟ "
السيدة:"حااضر ، عد إلي في غضون يومين و ستجده جاهزا"
ويليام:"يومين كاملين؟سيوافق ذلك يوم الرحلة تماما"
السيدة:"نعم نعم هيا نفذ الأمر و كفاك تذمرا"
ويليام:"كالعادة ...حسن سأعود بعد يومين"
السيدة:"و أبلغ أمك تحياتي"
ويليام:" حسن "إلى اللقاء"
أليكس:"لمن الثوب يا ويليام؟"
ويليام:"لجدتي....بالطبع لك لم تتصرفين بغباء؟"
أليكس:"لا أتصرف بغباء و لكنها لم تأخذ قياساتي"
ويليام:"ههههـ الخالة تويست كانت خياطة أمي عندما سكنا هنا و أذكر أنها كانت مراهقة صغيرة عند بدإها العمل لذا فهي لن تحتاج أخذ شيئ و عملها دقيق و منظم ثم قررت بعدها فتح متجر خاص بها"
أليكس:"آه فهمت"
و بعد صمت قصير
ويليام:"أليكس؟؟أريد سؤالك"
أليكس:"تفضل"
ويليام:"لم انت حزينة؟ أخبريني"
ابتسمت أليكس و قالت :"أنا لست حزينة لكنني هادئة جدا"
يليام:"أنا لا أرى ذلك لأنني أراك سعيدة مع صديقاتك، هل الأمر متعلق بي؟"
أليكس:"صدقني انا بخير و لكن هذه الأيام صار ينتابني شعور غريب"
ويليام:"حسنا كما تشائين و لكن اعلمي أنني حقا أتعذب أكثر منك لأن ضميري أنا الآخر يؤنبني"
أليكس في نفسها:"لن تخدعني هذه التمثيلية أبدا"ثم أكملت جهرا بضحكة مصطنعة:"ههههـ لا داعي لكل هذا القلق علي أنا بخير حقا"
ويليام في نفسه:"لن تخدعني هذه الضحكة المزيفة"ثم أردف هو الآخر جهرا أبدا:"حسن سرني أنك ضحكت أخيرا"