عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree93Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 04-07-2014, 02:45 PM
 
ما هذه الروعة يا فتاه..
لقد اخجلتي من نفسي ...واتا التي كنت اظن نفسي كاتبه:a7eh:
المهم....انا اعججبت بقصتك العبقريه هذه ..بداية من الوصف والاحداث انتهاء بالشخصيات الاستثنائيه...كل شيئ كان بالمستوى المطلوب واكثر...
رجااااء لا تعملي مثل الكتاب الذين يطلعون روحنا قبل البارتات.يعني نزليهم بسرعه...لانني من النوع الذي يغوص في الكتاب بكل تفاصيله
اخييرا...في امان الله ...وشكرا ثانية على الروايه الروعه
L Y D I A ◊ likes this.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-07-2014, 07:54 PM
 
مساء الخير عليكي حبيبتي

روايتك جميلة جداُ ورائعة

أعجبتني جداٌ شخصية البطلة رائعة بالفعل

ارجو ألا تنسيني في البارت القادم
Baka- likes this.
__________________






رد مع اقتباس
  #13  
قديم 04-08-2014, 12:10 AM
 

مرحبا ...
آخبارك ان شاء الله في تمام الصحه والعافيه

-آسمحي لي بآن آكون متابعه لروايتك البطله فعلاً لقد
آسرتني بين شباكها فانا في العاده لا انجذب الا لروايات
ناروتو لكن روايتك جميله وآظن ان كلمه جميله قليله لها
فعلاً ابدعتي بطرح الشخصيات ووصفك كان ممتآز لاشيئ
خطاء كل شي مرتب متناسق ورائـــع ايضا اتمنى ان تكمليها
بآقرب بوقت فآنا فتاة لاتعرف معنى الصبـر

في حفض الرحمـن ~
Baka- likes this.
__________________

عندما تحزن فأبكي
عندما تغضب أصرخ
عندما تفرح أضحك
عندما تستاء تحدث لأحدهم
عندما تحُب اخلص


فما الدنيا سوى بضعه دقائق ولحظات عشها بكل معانيها
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04-10-2014, 10:16 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im76.gulfup.com/nXOKYo.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





#the BosS

وعليكم السلام ~
الحمدلله :$
يياه سعيدة أنها عجبتك و ان شاء الله الاجزاء القادمة برضوا تعجبك.
أيوه في شخصيات راح تظهر قريب.
حتى أنا حزنت عليها :"( بس ريو مش قاسي هو حيوان شوي بس حنون :$
*حنون بطريقته*
المهم أنك رديت و هذا شيء فرحني حب3
عنجد متشكرة لك أخوي و أن شاء الله أشوفك قريب ههيهي
أبشر (:2
دمت في حفظه



Mystic River

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~
و ردك الأروع أخي حب7
هذا من ذوقك الرائع سلمت
أتشرف بمتابعتك و لا تحرمني من حضورك (:2
دمت في حفظه :a7eh:



Hina

أهلين حبيبتي :a7eh:
ردك الأروع والله, تسلمين حب3
هههههه شر
شكراً على ردك وان شاء الله القادم يعجبك حب7
دمتِ في حفظه



هيمينو اميرة الضوء

وعليكم السلام ~
الحمدلله تمام التمام " class="inlineimg" />
يييييياه ردك فرحني مرا مرا و ربي يسعدك :a7eh:
تصدقي أني كنت بحط تعريف بس غيرت رأيي أخر لحظة
المدير مش شخصية رئيسيه أنا حتى أسمه له ما فكرت له يعني أرتاحي ماراح تقابلي
ملاغته في المستقبل
نارين هبله و تفكيرها سلبي لكن ان شاءالله تتغير
ريو الحمدلله أحد حبه هههههه
ولو راح انتظرك لو بعد أيش المهم شفت ردك الجمييييل
أتشرف بمتابعة مثلك حبيبتي و أبشري
دمتِ في حفظه



ناغيتا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ~
الحمدلله حب7
يختي أنتِ الجمال و ردك الرهيبو تصميمك الأرهب من الرهيب
أول ما قريته غرزت في البداية ههه و جلست أستوعب كمية الحشيش الموجودة
بجد ردك عجبني حتى مع الفهاوه اللي فيه
تسلمي والله و أيوه نارين فقيرة و مش جذابة حيل لكن أكيد فيها خصال جميلة حب7
تقولين كلام يذوب وما تبغيني أخجل وخ بس *---ح8---*
مرا تسلمي على المجاملة و أنا أحاول أسير زيهم و لسا في بداياتي
هنيئا لزوجك الوسيم بكِ *حتى أنا طايحة عنده*
أتشرف بمتابعة مثلك حبيبتي وان شاءالله أشوفك قريب
دمتِ في حفظه



saprena

أهلاً أختي
يالله
بجد أحرجتيني و متشكرة لردك الرائع :a7eh:
أن شاءالله أنزل وقت ما أنتهي من كتابة الجزء و ما أطول عليكم
أتشرف بمتابعتك
دمتِ في حفطه



ابرار ياسين

صباح النور ~
تسلمي هذا من ذوقك أختي
تشرفت بمتابعتك , أبشري :a7eh:
دمتِ في حفطه



H U D A -

أهلاً
الحمدلله تمام ~
و اتشرف بمتابعه رائعة مثلك أختي :a7eh:
الله الله :a7eh: أن شاءالله يكون القادم بمثل توقعاتك يارب
شكراً على ردك الجميل
دمتِ في حفظه





مرحبا مرة أخرى :a7eh:
رجعت لكم بالجزء الثاني من روايتي
أشكر كل من وضع بصمته هنا و حابه أقولك ترا قريت ردودكم عشر مرات يومياً هيههي :a7eh:
شكراً على التقييمات حب7

ليتس قو

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 04-10-2014, 11:29 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im76.gulfup.com/nXOKYo.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






[2]



توسطت الشمس المشرقة السماء الزرقاء الصافية لتبعث بدفئها على سكان الأرض
في حين وقف ريوجي أمام باب شقة نارين الخشبي و ملامحه تعلوها التعاسة, فكر بصوت مشوب بالصدمة:
_ كيف لها أن تعيش في مكان كهذه الخردة؟
أنه مشوش تماماً فنارين التي يعرفها اعتادت أن تعيش مع والديها في منزل عادي و مقبول, أخرج يده
من جيب بنطالة و ببطء و قرف واضح دق الباب بخفة, أظهر تعبيراً مشمئزاً و تشجع أكثر ليطرقه بأقوى,
فُتح الباب على مصراعيه مُصدراً صريراً قوي و المفاجئة أنه لم يُفتح بفعل شخص ما بل من نفسه.

اتسعت عيناه بخوف و أول شيء فكر به هو جثتها مرمية على الأرض, دخل الشقة مفزوعاً و أخذ يبحث
عن الجثة, يعرف بأن تفكيره سوداوي ولكن ما الذي يتوقعه من فتاة حاولت الانتحار البارحة, لأول مرة
في حياته يشعر بهكذا راحة عندما وجدها مستلقية على سرير خشبي صغير وحولها الكثير
من الشراشف المبعثرة, تنهد وهو يتأمل ملابسها بالأمس و قد رفع جزء من بلوزتها إلى الأعلى ليتضح جلدها الأبيض.

أبتسم بلطف و لكن ابتسامته سرعان ما زالت عندما أدرك بأن شقتها في فوضى عارمة, من بدايتها
وهو المطبخ المكشوف الذي رميت في مغسلته صحون طعام قذرة و علب رامين فارغة و بقايا أكل قديم,
ثم إلى الصالة الشبة فارغة من الأثاث عدا أريكة توسطته و كانت الملابس تغطيها هذا أن غض البصر
عن كومة القمامة الموضوعة في ركن الصالة الصغيرة.

حتى أعضاء فرقته وهم فتيان قذرين لم يقوموا بما قامت به هذه الفتاة, و ما زاد جنانه هو الباب المكسور!!
أنها حقا ليست بعقلها لتجعل باباها مكسوراً و هي تعيش في مثل هذا الحي الفقير, أمسك برأسه بقوة
و قاوم رغبته في ضربها, عاد متجهاَ إلى غرفتها و على وجهه تعبير لا يبشر بالخير, أعترض طريقة جبل من
الملابس المرمية, رفع قطعة بطرف قدمه وكانت ملابسها الداخلية, كان ليبتسم بخجل و لكن الوقت
و المكان لا يساعد فأبتسم بغير نفس ورماه بعيداً ليكمل طريقة ناحيتها.

عندما أصبح فوقها أخذ بتفحص وجهها المنتفخ و بدت له بأنها نائمة حتى الصميم, في حين أخذ
هو يفكر بمشكلتها طوال الليل ولم ينم سوى بضع ساعات, تنفس بهدوء و قفز من فوقها للجهة
الأخرى حيث يوجد نافذة تغطيها ستارة زرقاء, فتحها لتلقي الشمس بخيوطها الدافئة على جسدها
و عيناها, تحركت نارين في السرير بانزعاج فقال ريوجي بنبرة عالية:

_ أجل يا عزيزتي حان وقت الاستيقاظ!
_ من .. أنت؟!
سألته نارين و هي نصف نائمة, قرّب وجهه من وجهها و قال وهو يشير إلى وجهه: هذا وجهه لا يُنسى!
ضاقت عيناها تتفحصه وعندما ميزته ونبرة صوته عادت لتريح رأسها على الوسادة قائلة ببرود: كيف دخلت إلى هنا؟
_ لا لا .. من أنتِ بحق الإله!!! ردة فعلك هذه خاطئة, كان يجب أن تصرخي فزعة فمن المحتمل أن أكون سارقاً أو مغتصباً!!
تثاءبت و هي تقول بغير اهتمام: لكنه أنت, ريوجي! كما أن المغتصبون لا يقتحمون المنازل ..
أنهم يمسكون الضحايا المتواجدين في الخارج حتى وقت متأخر و تعلم ....

بدأ ريوجي مدهوشاً حقاً الآن, عجز عن التعبير بلسانه ولكن ملامحه كانت كافية, عدلت نارين
من بلوزتها بخجل وهي تتحاشى نظراته المتهكمة, أعادت سؤالها وهي تقاوم ترنح جسدها:
_ بجدية كيف دخلت؟
تقدمت لتخرج إلى غرفة المعيشة بخمول فتبعها و أشار بيده إلى الباب المكسور, همهمت بتفهم و همست بصوت يُسمع:
_ كُسر مرة أخرى!
صاح بها: هذه ليست المرة الأولى!!!!
كان يسير خلفها طوال الوقت و عندما همّت نارين بدخول دورة المياه أوقفته بنظرات نارية فتراجع إلى الخلف
وهو يبتسم رافعاً يديه باستسلام, أقفلت الباب خلفها و من ثم أجابته من الداخل وهي تغسل وجهها:
_ أجل, في المرة الأولى كسره الدائنون.... اوه سحقاً!

كانت زلة لن تعيدها, هي شاكره لما فعله البارحة لن تنكر و لكنها لا تريد منه أن يعرف تفاصيل
حياتها التعيسة و لا تريده أن يشعر بالشفقة نحوها لا تريده أن يتدخل بأي شيء يخص حياتها
بعد الآن في الحقيقة هي متعجبة منه لقد ظنت بالأمس أنه سيكون أخر لقاء لهم, كان ريوجي
يتفحص الثلاجة الشبة فارغة بأريحية و كأنه منزله بينما يستمع إليها
و عندما توقفت نارين عن الكلام هتف متسائلاً: ماذا هناك؟!

خرجت نارين من دورة المياه و بيدها منشفه تمسح بها وجهها, قالت:
_ سأطلب من صديق لي إصلاح الباب المكسور, لاحقاً! المهم الآن, ما الذي جاء بك إلى هنا؟
وقف ينظر إليها مطولاً بنظرات صارمة.. قال بهدوء يسبق العاصفة:
_ لاحقاً متى؟
وتقدم ليقف في وسط الغرفة .. رفعت حاجباً لتقول له:
_ لايهم متى, ثم هل ستستمر بتجاهل سؤالي؟ لا تقل لي !!هل تريد مقابل مالي لمساعدتك لي !!!أنا لا أملك ش....
أصبح ريوجي أمامها مباشرتًا و قطعت لورين جملتها وهي تشعر بالارتباك لقربة الشديد, جاهدت لأن
تجعل نظراتها حادة علّه يجيب عن سؤالها, أخذ ريوجي يتفحصها بتمعن و حاجبين مرفوعين, ثم أجابها بعد تفكير:
_ لقد حاولتِ الانتحار أليس هذا سبباً مقنعاً!
تفاجئت مما قاله و أنكست رأسها في حزن, أردف ريوجي سائلاً ببرود: لماذا حاولتي ذلك, نارين؟
وجدت صعوبة في الرد عليه ولكنها جاهدت لتقول وسط ضحكات متقطعة متهربة:
_ هذا ليس مهماً, فأنت في النهاية ستعتقد أنه سبب تافه!
كانت تتحاشى النظر إليه و تلعب بأصابعها في ربكة, أمسك يديها بنعومة مما جعلها ترفع رأسها
و تحدق بعينيه الفضيّتين, قال بثقة:
_ جربي!

بعد ثوانٍ ازدردت ريقها وفتحت فمها لتقول بارتباك: واتتني بعض الأفكار السوداوية!
لدي الكثير من الديون المالية, وحياتي كانت تعتمد بشكل كبير على العمل الذي كنت أعمل به
و شقيت لأن أحصل عليه ولكن الآن و بعد أن طردت منه يئست تماماً في إيجاد مخرج من مشاكلي
ففكرت بأنه من الأسهل لي أن .. أموت.

صمتت لبرهة ثم عادت لتقول بصوت منفعل على وشك البكاء: أنت تعلم!! أنا ذلك النوع من الأشخاص,
الذين لا يفكرون بمنطقية وعقلانية...


عجيب كيف أنه أستخلص منها الكلام الذي يريده, مع أنها قررت أن لا تقحمه في حياتها ولكنه بشخصيته
تلك أستطاع أن يكسر قرارها, ظلّت تنظر إليه علّها تعرف ما يفكر به, ولكن هذا مستحيل فطوال السنوات
التي قضتها معه لم تعرف نارين ماذا يدور في عقل ريوجي من قرارات و استنتاجات, كان غامضاً بالنسبة لها,
و صعب التكهن في أفعاله.

ضغط على يدها و همس بحنو: لقد واجهتي الكثير..
شعرت نارين برغبة ملحة في البكاء عند سماعها صوته الهامس بودّ, تلاشت رغبتها تماماً بل أصيبت
بالدهشة و أخذت تحدق به عندما ضربها ريوجي على رأسها ضربة خفيفة غير مؤلمة و هتف بخشونة:
_ و لكنه ليس سبباً يجعلك ترغبين في التخلص من الحياة, صدقيني لقد عرفت أناس عاشوا أسوء
من حياتك لذا كوني ممتنة وسعيدة فأنتِ على الأقل مازلتِ تحتفظين بشقتك, أسمعي يا نارين
أنتِ لم تعودي مراهقة بعد الآن, أنتِ راشدة و أنا متأكد بأنك تستطيعين التفكير في حلّ أن جلستي
لوحدك وراجعت نفسك!


تركها بسرعة و من ثم ذهب إلى الباب و أخذ يتفحصه باهتمام , راقبته نارين بأعين دامعة مصدومة مما قاله,
شهقت بخفة عندما ألتف إليها ليقول بنبرة مرتبكة:
_ عليكِ حقاَ التفكير فيما قلته و إلا فأنتِ هالكة ! أنا ذاهب الآن.
و غاب عن ناظريها بكل سرعة, نزلت دموعها مرة أخرى و راحت ترمي جسدها على الأريكة .

مرّت ساعة منذ أن تركها و نارين لم تبرح من مكانها, كانت منبطحة على ظهرها تتأمل السقف الخشبي
بتفكير متعب, لقد فاجئها بتلك المحاضرة حقاً, و قد كان محقاً فهي راشدة و كان تصرفها غير ناضج البتة
تقر بهذا و لكنه مخطئ بأمر واحد عندما قال "مازلت تحتفظين بشقتك" فهي ستطرد من الشقة
عاجلاً أم أجلاً فصاحبة البناية لن تنتظر منها أي تأخير في الدفع, أغمضت عيناها عندما أحست بالحرارة
تتجمع فيهما و لم تكن مستعدة لسيل أخر من الدموع المتدفقة, فجاءه سمعت صوت طرق على
بابها المكسور يتبعه صوت رجل عجوز قائلاً:

_ المعذرة !
وقفت نارين و رتبت من شعرها وهي تقترب منه وعلى وجهها تعبير مندهش:
_ هل يمكنني مساعدتك سيدي ؟
_ آه في الحقيقة أنا من خدمة صيانة الأثاث و قد أتيت إلى هنا بناء على طلب السيد ريوجي ! هل أبدأ بعملي؟.
وقفت مذهولة هل حقاً أتصل بأحدهم ليبدل بابها المكسور و لكن لماذا؟ هل هو قلق عليها؟
هذا يبدو مستحيلاً تقريباً و لكنه التفسير الوحيد, سمعت نارين الرجل يقول بينما يقوم بتفكيك مسامير
بابها القديم المتهرئ ثم بدأ بتركيب باب جديد يبدو أكثر صلابة:
_ كان ليكون خطر على آنسة صغيره مثلك فهذا دعوة واضحة للسارقين !
همست هازئة: لا شيء مثير ليتم سرقته!
أكمل الرجل المسن كلامه و لم يبدو عليه أنه سمع ما تقوله: تملكين صديقاً جيداً لأنه يفكر في حمايتك يا آنستي !
صديق ؟ تتساءل حول ذلك!! استندت على الجدار و هي منغمسة في أفكارها إلى أن أدركت أن المسن
قد انتهى من عمله و ها هو الآن يجمع أدواته داخل صندوقه الحديدي, قال بصوته الهادئ:
_ هذا الباب أكثر أماناً ستكونين بخير .
سألته بسرعة وهي تعتدل بوقفتها: كم حسابك يا سيدي ؟
_ أوه لا داعٍ لقد أهتم الشاب الذي طلبني بكل شيء, أتمنى لكِ يوماً طيب !
ضاقت عيناها بانزعاج بينما قال الرجل ما قاله و من ثم تركها وحيدة كما كانت, خرجت خلفه
و أخذت تتأمل بابها المكسور موضوع بجانب الشقة, يا ترى كيف ستكون ردة فعل صاحبة البناية؟.

انتهى هذا اليوم و نارين لم تخرج من منزلها, ظلّت تفكر طوال الوقت بماذا ستفعل لتمضي بحياتها؟
أرادت أن تعيد ترتيب جدول لما ستفعله و أول شيء هو أن تبحث عن عمل جديد!! آآه القول أسهل
من الفعل و لكنها ستحاول, لقد أثر بها كلام ريوجي على الأقل.

استيقظت السابعة صباحاً و هي تشعر بالكسل كالعادة و لكنها تذكرت فوراً قرارها بالأمس و كيف
أنها ستحاول إيجاد عمل يقيها من المبيت في الشوارع كالمشردين لبقية حياتها, دخلت دورة المياه
وهي تنوي الاستحمام ولكنها تفاجئت عندما فتحت الصنبور ولم ينزل الماء, تنهدت بتعب و همست:
_ لا يمكن أن يحدث هذا!
ارتدت ملابسها و من ثم خرجت من شقتها و نزلت إلى الطابق الأرضي و سارت إلى باب الشقة
التي في الزاوية, عندما وقفت أمامها أخذت تطرق الباب بقوه و بلا توقف إلى أن سمعت صوت غاضب أتي من الداخل:
_ أنا قادمة .. اللعنة عليك .
لقد اعتادت نارين على هذه الألفاظ من صاحبة البناية سيئة الطباع و لم تعد كلماتها تزعجها كما كانت في السابق.
_ أنظروا من حظر إلى هنا؟ الآنسة المدللة ! أمل أن يكون مالي بحوزتك هذه المرة!
تأملت نارين بعينين متململتين السيدة قصيرة القامة بشعرها الأشيب و وجهها المليء بالتجاعيد ثم تنهدت لتقول بأسى:
_ في الحقيقة لا! أتيت لأسال عن الماء المقطوع..
_ إذا تعالي عندما يكون المال بحوزتك!
كانت على وشك إغلاق الباب في وجهها و لكن نارين سبقتها و سارعت بوضع قدمها حتى
لا تستطيع ذلك, تجاهلت الألم الذي أصابها و صاحت مترجية:
_ أرجوكِ سيدتي أريد بعض الوقت, لقد طردت من عملي و لا ....
قاطعتها العجوز بابتسامة منتصرة و هي تقول و كأنها كانت تنتظر هذا الشيء منذ زمن بعيد:
_ آها هكذا إذاً, أنا لن أسمح لكِ بالمكوث أكثر في شقتي إن لم تدفعي على الأقل إيجار الشهر الفائت
و أنا لن أقبل بأي أعذار لقد أعطيتك الوقت الذي تردينه ولكن يبدو أنك بدأتِ بالاستهانة بي لأني رأفت بحالك
.. قطع الماء هو أبسط شيء أستطيع فعله أيتها الصغيرة ضعي هذا في ذهنك.

ومن ثم أغلقت الباب بكل قوة في وجهها, تنهدت نارين بأسى على حالها هذا ما كان ينقصها, استدارت مغادرة المكان.

سارت في الحي الذي حفظت كل ركن من أركانه و كل قطة تعيش في زواياه المظلمة بتفكير مهموم
بما قالته السيدة لها قبل قليل, توقفت فجاءه عندما لمحت آلة بيع القهوة موضوعة
على جانب الطريق, بحثت بجيبها عن المال ثم راحت و أشترت لنفسها كوباً دافئاً, ارتشفت القليل منه بتلذذ,
رائحتها الزكية أراحتها قليلاً و جعلتها تشعر ببعض الأمل و القدرة على أن تكمل هذا اليوم بانتعاش و تعثر على وظيفة.

مرّ اليوم طويلاً و متعباً بالنسبة لنارين التي لم تكف عن البحث في كل شركة تعرفها أو رأت أسمها في الجريدة
وقامت ببعض المقابلات و الاختبارات البسيطة, ما عليها سوى انتظار الاتصال منهم ليعلموها بالنتائج.
عادت إلى حيّها في المساء وهي تترنح بفعل الجوع, لم تذهب إلى شقتها و عوضاً عن هذا دخلت السوبر الماركت
و جلست بإرهاق على الكرسي في انتظار الرامين الذي أشترته أن يجهز, تشعر بالجوع الشديد منذ الصباح
و زادها جوعاً البحث المتواصل طوال اليوم, كوب رامين سيصمت معدتها على الأقل.
عندما جهز الكوب راحت تأكل بنهم متجاهلة أنظار طلاب الثانوية الموجة نحوها باستنكار و استهزاء لمنظرها.

_ لقد اشتريت ألبوم "بلو" الجديد أنه مدهش بحق, عليك الإسراع بشرائه.
_ حقاً ؟ يااه أنا أحسدك .. والدي لن يعطيني المال و أنا مفلسة تماماً .. ما هذا الحظ .
_ أنسي أنا لن أعيرك أياه حتى لو نظرتي لي بأعين الجراء هذه.

ارتشفت نارين من ماء الرامين بتلذذ و هي تستمع لحديث الفتاتين خلفها بلا اهتمام, أن مراهقي
هذه الأيام مبذرين بشكل لا يصدق, أي شخص عاقل سيقبل بأن ينفق ماله على ألبوم أغاني على فرقة!!
حسناً ليست هي بالطبع, لحظة هل قالت الفتاة "بلو" لماذا يبدو الاسم مألوفاً لعقلها؟

_ المعذرة أيتها الصغيرة؟ هل قلتِ "بلو" ؟
نظرت الفتاة لها بتعجب و قرف و لكن ملامحها تبدلت فوراً إلى السعادة عندما أتى ذكر الفرقة
الذي يبدو أنها من أشد معجبيها, قالت بفخر:
_ أجل, أنه البومهم الخامس و هو الأفضل عالمياً, هل أنتِ من معجبة يا آنسة؟
ضحكت نارين بارتباك و هي لا تعلم لما ورطت نفسها, ستجاريها و ترى ما يحدث, همست وهي تتصنع المعرفة:
_ أعرف دراغون!
_ مستحيل, أنا ايضاً أشد معجبيه في الحقيقة أنه الشخص الذي جعلني أقع لفرقة "بلو" و أشتري جميع ألبوماتهم,
أنتِ تملكين عينان جيدة فريوجي حقاً عبقري.


تفاجئت من حماسة الطالبة و سرعتها في ذكر أمجاد تلك الفرقة منذ اللحظة الأولى التي ترسموا
فيها إلى يومنا الحاضر, استطاعت على الأقل أن تلحق بكم جملة تقولها و فهمت عليها, لم تتوقع
أن يكونوا بتلك الشهرة لقد شككت بالبداية عندما أخبرها ريوجي و لم تكن مهتمة ولكنها الآن تعرف
حجم شهرته بفضل تلك المعجبة.

بالتفكير بالأمر و عندما تعود بذكرياتها لأيام الثانوية حيث كان هو أسوء كوابيسها, كانت ترى جانبه
المحب للغناء لطيفاً و مثيراً, كانت تستمع إليه خلسةً عندما يقوم بالعزف على القيثارة لفتيات فصله
و تشعر بشعور رقيق يدغدغ قلبها عندما يأتي صوته الدافئ إلى أذنها, بالتأكيد لم تخبره بهذا
و لن تتجرأ و تخبره مهما حدث.

عادت إلى شقتها بعد انتهت من وجبتها البسيطة و بعد أن ودعت المعجبة المتحمسة,
لقد اكتشفت حقائق جديدة عن ريوجي لم تكن تتوقع يوماً أنها قد تعرفها أو تهتم للحظة بها,
عرفت أنه مؤلف و منتج و مغني, و كم هو موهوب و معروف في مجاله, تذكرت وجهه عندما قابلته,
لقد تغير مظهره كثيراً و أصبح أكثر جاذبية, هو بالأساس جذاب ووسيم و لكنه أزداد سحراً,
و عن شخصيته فهو لم يتغير عما كانت تعرفه, مازال ريوجي اللعوب و اللئيم الذي يعشق تعذيبها
في أي فرصة تسنح له, سابقاً و حتى مع تعذيبه المستمر كانت تحمل مشاعر دفينة له و تساءلت
نارين في نفسها ما إذا كانت تحتفظ بهذه المشاعر في مكان ما في قلبها.

استيقظت اليوم التالي باكراً و بدلاً من الخروج من الشقة قررت أن تقوم ببعض التنظيف المستعجل
لشقتها التي باتت و كأنها مكب للنفايات برائحتها النتنة, ستخرج بعدها إلى الحمام العام لتأخذ
حماماً بما أن الماء ما زال مقطوعاً عنها, تذكرت قول السيدة القاسية فكشرت: سحقاً لها.

انتهت نارين تقريباً من ترتيب غرفتها و الصالة و بقي عليها المطبخ و هو المهمة الأصعب
على ما يبدو, كانت على وشك البدء و لكن صوت هدير السيارة العالٍ الأتي من أسفل العمارة
في الباحة ادخل الرعب في قلبها, تراءى شريط حياتها أمام عيناها عندما فكرت باحتمال أن يكونوا
جامعوا الديون أتوا ليسلبوها حياتها, تجاهلت ارتجاف ساقيها و أطفئت الإضاءة و أخذت قدر من
المطبخ تتخذه كسلاح لتحمي نفسها في حال هاجموها.

أختبئت خلف الباب و بيدها تحمل القدر, كان هذا حالها طوال الثلاث السنوات الماضية حين توفى
والدها تاركاً ديون مهولة حملاً ثقيلاً على ظهر والدتها التي سرعان ما لحقته بعد فترة ليست بالطويلة
حزناً و همّا على زوجها و هكذا بقيت هي الوحيدة لينتقل الحمل على أكتافها, و على الرغم من أنها
دفعت القليل لهم إلا أن ما دفعته لم يكن ربع الديون مع الفائدة, كرهت هذه اللحظات عندما تضطر
للهرب منهم أو الأختباء في مكان غير شقتها حتى يملّوا منها و يتركوها.

سمعت أقدام تقترب من الخارج فتأكدت شكوكها, شعرت بدقات قلبها تعلو مع كل خطة يخطوها مقترباً,
عضت على شفتيها بتوتر واضح عندما سمعت طرق رتيب على الباب, على صوت الطرق و أصبح أكثر خشونة ثم توقف فجاءه,
فتحت عيناها على وسعها و هي تتخيل أن يقوم بكسر الباب الجديد و لكنها فوجئت بصوت المفتاح يدار في أكره
بابها, شتمت بسرها العجوز صاحبة البناية وهي تتوقع أنها من أعطتهم مفتاح الشقة.

أغمضت عيناها و بلعت ريقها و هي عازمة على طرحه أرضاً حتى يتسنى لها الوقت لأن تهرب بعيداً,
فُتح الباب سامحاً لضوء الشمس بتنوير الجزء لمظلم أمامها, دخل منه الشخص ببطء شديد إلى أن
أصبح داخل الغرفة نسبياً, لم تتعب نارين نفسها بالتدقيق في ملامح الشخص و بالأساس كانت لا ترى
سوى ظهره, صرخت لتعزيز نفسها عندما أنقضت عليه, فزع الأخر من صراخها و فوراً أدرك الموقف
الذي هو فيه إلا أن الأوان قد فات على تصديها و هذه الضربة ستصيبه لا محالة فما كان أمامه سوى الاستسلام لها.

_ هـــذا مـــؤلم .. تبّا !!!!
ميّزت نارين من فورها صاحب هذه الصوت النادر فصاحت باسمه فزعة: ريـــوجـــي!!!!
امتدت يدها بسرعة لتشغيل الإضاءة ورأته يتأوه بألم على الأرض الخشبية, غطت فمها و شعرت ببعض الندم
و تأنيب الضمير لأنها آذته:
_ ستجن معجباتي إن عرفوا بفعلتك آيتها الطفلة المتوحشة!!
تجاهلته و هتفت بارتباك و توبيخ: كيف .. و لماذا .. تحمل مفاتيح شقتي؟
همس متأوها وقد بدأ يشعر بالصداع: هل يمكنك أن تتأملي للحظة في الموقف الذي أنا فيه؟
_ أنا أسفه .. كل ما في ألأمر أني لم أتوقع أن أراك مجدداً!!
رد عليها بسرعة ليتلاشى منها أي شعور بتأنيب الضمير: هل اشتقتِ لي؟
_ أنت تحلم بهذا.
قالتها نارين بخدين متوردين وقد فاجئها سؤاله الذي ليس بمحله فابتسم ريوجي ابتسامة جذابة
وهو يتأمل توردها: جسدكِ يقول غير هذا!
_ ما الذي تتفوه به بحق الخالق؟ لماذا قد أشتاق إليك! من تظن نفسك أيها .. الأحمق!
وقف ببطء قائلاً بنفس الابتسامة الساحرة: حبك الأول؟
نظرت إليه نارين مصدومة و محرجة و كانت على وشك الاعتراض لولا رؤيتها للدماء تنزل من أعلى جبهته,
شعرت مره أخرى بالقلق و همست مشيرة إلى رأسه:
_ أنت تنزف!!
_ أوه ...
همهم بلا اهتمام فقامت نارين بالتقاط معطفها من فوق الأريكة بعجلة و أمسكت بقطعة قماش نظيفة
و مدته لريوجي وهي تقول بأمر:
_ ضع هذا على جرحك حتى يوقف النزيف إلى أن نصل إلى الصيدلية القريبة!
أختلس النظر إليها من خلف ظهره بينما هي تدفعه بلطف ليخرج من الشقة: ألا تملكين علبة الإسعافات الأولية؟
_ لا .. لم أظن أني سأحتاجها.
سمعته يقول بسخرية: بالطبع فأنتِ المرأة الخارقة.
ظهر عرق الغضب على جبينها بينما كانت تمشي خلفه على السلم, دفعته بشدة و هتفت بخشونة:
_ حاول أن تسرع و سنتحدث بعدها عن السبب الذي يجعلك تنسخ مفاتيحي!
_ ألم يكفيك رأسي .. تحاولين كسر عظامي الآن!
_ أتمنى...

بعد لحظات كان ريوجي يستند على عامود أناره الشارع و هو ينتظر من نارين أن تخرج من الصيدلية,
كان يرتدي جاكيت جلدي قام بإغلاق سحابه حتى النهاية و حاول أن يستر وجهه بها حتى لا يتعرف عليه
أحد ويتسبب له في مشكلة, في الحقيقة السبب الذي جاء من أجلة سيوقعه في مشكلة كبيره على الأحرى
ولكنه مازال يريد فعلها, لأجلها فقط, أنه حقاً قلق عليها لطالما كان و لكنه يرفض الاعتراف بهذا, بالأمس منع
نفسه من التهور و الآيتان إلى شقتها في منتصف الليل و حتى وهو يعمل لم يقدر على التركيز لأنه يفكر في مشكلتها,
لسبب ما أراد أن يحمي تلك الفتاة!

رفع رأسه عندما سمع صوت الباب يفتح و تخرج منه نارين ممسكة بيدها علبة من الكرتون و بعض القطع
النقدية قدمتها له عندما أصبحت تقف بجانبه:
_ هذا الباقي!
قال فوراً بتهكم: أنتِ حقاً بلا أخلاق, أولاً تهاجميني بالقدر و تجعلينني أنزف ثم تطلبين مالي لتشتري لي المرهم و اللاصق!
ضيقت عيناها وهي تنظر إليه, يحدثها و كأنها المخطئة الوحيدة هنا:
_ لقد كدت أموت خوفاً عندما تسللت من الباب, من غير المعقول أن أخسر مالي عليك .
_ أجل .. أجل أنا المخطئ لأني قلقت عليك و رغبت في مساعدتك.
تنهدت لبرهة وهي تتذكر حجته الذي شرحها لها وهم بالطريق ثم قالت بنبرة حاولت أن تجعلها حازمة:
_ أسمع, لا أريدك أن تسيء الفهم أنا حقاً شاكرة لك, و لكني شهدت في حياتي ما يجعلني
أكره أن أصبح مديونه لأحد, لذا أظن أن ما فعلته لي كان كافياً, أنا لا أريد أن أصبح مدينة لك أكثر من ذلك!

ظهر الاستنكار على وجهه و أخذ ينظر إليها بحاجب مرفوع, قابلته بنظرات جدية فقال بلا اهتمام:
_ هراء, أنا لا أقوم بكل هذا لأجعلك مدينه لي أو شيء من هذا القبيل.
ضغطت على قبضتها عند سماعها كلامه الهادئ, لماذا يرفض الابتعاد عنها! بما ستفيده! تنهدت
و أرادت أن تغير الموضوع فقالت بارتباك:
_على كُل لقد أستحقيت هذا الجرح, و أنت لا تملك أي حق لأن تنسخ مفاتيح شقتي فقط لأنك *قلق* أستطيع أن أقاضيك على هذا أتعلم؟.
قالت جملتها الأخيرة باشمئزاز مصطنع فضحك بقوة ليقول بعدها بإعجاب:
_ لقد تغيرتِ كثيراً يا نارين سابقاً لم تتجرئي على تركيب جملة كاملة أمامي والآن .. أنتِ حتى تشتمين.
_ الظروف تجبرك على التغيير.
أجابها موافقاً وهو يفتح العلبة ليخرج لاصق جروح: أجل معك حق.
_ ما الذي تفعله؟
أوقفته نارين عندما رأته يرفع يده ليضع اللاصق, نظر إليها باستغراب و أشار بإيماء بسيطة برأسه: ألا ترين؟
أنزلت يده: و لماذا إذاً اشتريت المرهم!! هات سأقوم بهذا.

أخذت الأغراض من يده ولم يبدو أنه يمانع هذا, عصرت على أصبعها بعضاً من المرهم الأبيض وثم رفعت
رأسها لتنظر إليه لقد كان طويلاً بشكل لافت حتى أنها لوت عنقها,عقدت حاجبتها,
بدأ و كأنها تخبره بنظراتها *ألن تنحني حتى أستطيع مساعدتك؟* نزل ببطء شديد
و حاول أخفاء ابتسامة شقية على شفتيه, أمسكت برأسه وقربته إليها أكثر حتى
تستطيع أن تهف على الجرح .. أنها عادة, قامت بوضع المرهم بلطف شديد حتى لا تؤلمه
و عندما انتهت أمسكت باللاصق ووضعته على الجرح, كانت تشعر بنظراته متوجه ناحية
وجهها الذي كان قريباً منه و حاولت أن تهدئ من روعها حتى تنتهي و ها هي انتهت
ولكنه مازال ينظر إليها بطريقة مخجلة, ازدردت ريقها وسألته بحذر:

_ ماذا؟
_ أكره أن أقول هذا يا نارين و لكن .. رائحة شعرك حقاً نتنه.

هذا أخر شيء توقعت أنه تسمعه, حسناً أنها تعرف شخصيته الحقيرة و لكنها لم تتوقع
أن يكون هكذا بعد أن ساعدته, ياله من أحمق كبير, شعرت و كأن الأرض تتموج من تحتها
و تحارب لأن تجعها تسقط على رأسها, احتقن وجهها و تلون باللون الأحمر وهي تشعر
بالإحراج الشديد, لن تقول له أي شيء و لن تبرر لأنه لا يستحق إي اهتماما منها, استدارت
بجسدها و عادت أدراجها بهدوء لا يعكس العاصفة في قلبها.

كانت تسير بسرعة و كأنها تجري بينما أخذ ريوجي يسير خلفها ضاحكاً بسخرية:
_ هيّا يا نارين كنت أمزح معك ليس إلا.
_ لم تكن مضحكاً على الإطلاق.
_ حقاً؟ هذا غريب لأن أصدقائي يجدون نكاتي مضحكة عادتاً.
_ أنهم يجاملونك على الأرجح و الحقيقة المؤلمة أنك أحمق كبير.
زاد من ضحكة و شعرت هي بدخان الغضب يخرج من أنفها: أرحل عني.
_ قولي لي نارين! هل توقعتي أن أعطيك قبلة أو شيء من هذا القبيل؟
_ هـــــاه!!

توقفت الآن وقد تبدد خجلها ليتحول إلى صدمة ودهشة, استدارت ناحيته بينما توقف
هو على مقربة منها فلم يكن يثق بمزاجها الآن, من الممكن أن تكسر له عظماً, أشارت
نارين بأصبعها إلى رأسها و قالت بصوت خالٍ من الهدوء:
_ هل جننت؟ أنك معتل بنفسك جداً.
سمعته يضحك عليها للمرة الثالثة و هذا جعلها تكرهه أكثر من أي وقت, دخلت من البوابة
إلى الباحة الترابية و قالت بصوت خشن وهي مازالت تسير بنفس السرعة:
_ أنا لن أدعوك إلى شقتـ....
توقفت نارين مصدومة وهي تنظر بفزع إلى شيء أمامها, أستغرب ريوجي فأمال برأسه
ليرى ما الذي جعلها تقف بجمود هكذا, ضاقت عيناه وهو يرى رجلين بالبدل السوداء ينزلان
من السلم, كان أحدهما عجوز كبير ملئت التجاعيد وجهه و غزى الشيب رأسه و الأخر شاب
في العشرينيات بدأ متوتراً وهو يشرح شيئاً للعجوز المنزعج ولكن كلاهما توقفا و أخذا ينظران
إلى نارين بعدائية, كشر ريوجي و شعور سيء يراوده عن هاذين الاثنين, فتح فمه ليسأل نارين:
_ هل تعرفينهما؟

كان صوته كالمنبه الذي أيقظها من صدمتها فاستدارت بفزع و هرعت إليه لتمسك بيده صارخة:
_ الشرح ينتظر .. الآن أجري بأقصى سرعتك.
لحق بها الرجلين بسرعة و لم تتوقع نارين أن يكون العجوز بتلك الرشاقة, كانا يصرخان بها للتوقف
بينما هي تجرّ ريوجي الذي قال بنبرة عالية:
_ هل أنتِ راضية عني الآن؟
صرخت بتعب وهي لا تملك إي فكرة عما يتحدث: ما الذي تتفوه به!
لم يكن عقلها يفكر في هذه اللحظة سوى بالهرب, كان بإمكانها ترك يد ريوجي منذ اللحظة
الذي أخذ يجري معها و لكن عوضاً عن هذا تشبثت به و كأنها تتمنى أن لا يترك يدها هو أيضاً,
و كأنه سمع ما تفكر به, شدّ على قبضتها و أسرع بخطواته ليصبح هو من يجرها, قال بضحك:
_ نحن متعادلان.

تذكرت ذلك اليوم عندما سحبها من المكتبة للهرب من المعجبات, أن الموقف مشابه تماماً,
أخذ يجريان حول الحي لمدة طويلة و لم يبدو على الرجلين أي نية للتوقف أو الاستسلام,
دخل ريوجي في زقاق ضيق و تبعته نارين بإرهاق إلا أنهما توقفا عند نهاية مغلقة, عض على شفتيه بقهر:
_ اللعنة.
انحنت نارين لالتقاط أنفاسها وكانت تعلم أن الرجلين قد دخلا الزقاق خلفهما و بعد لحظات سيجدونها هنا:
_ من هم على كل حال؟
رفعت نظرها إليه وأجابته بنفس متقطع: جام..جامعو الديون!
انهت جملتها ليأتيها صوت غاضب من الخلف:
_ تجعلين الأمر أكثر صعوبة أيتها اللعينة.
ألتفت بجسدها ناحية الصوت وهي تشعر بخمول في أطرافها, سارعت بالقول بخوف:
_ سأشرح لك ...
قاطعها العجوز بعدائية: اخرسي, تجرئين على الهرب مني و أنا الذي كنت لطيفاً معك.

صرّت نارين على أسنانها و قد فهمت مقصده عندما قال "لطيف" لقد كان يتحرش بها و يخبرها
بأنه سيدفع دينها أن قامت بما يطلبه منها, أنه عجوز متعفن و كاذب.
رفع العجوز نظره نحو ريوجي الواقف بمكانه بصمت غريب, قال العجوز بحقد:
_ أرى أنك تتسكعين مع الرجال, يبدو أننا قاطعنا شيئاً مهما كان على وشك الحدوث!!
تجاهلت نارين ما يقوله وهرعت لتقف بين نظراته و تقول برجاء:
_ الأمر بيني و بينك, لا تدخله رجاءً.

_ أوه يا الهـــي....
توجهت الأنظار إلى الشاب الذي كان صامتاً منذ البداية ينظر إلى ريوجي بصدمة, كان يشير بسبابته
إلى حيث يقف ريوجي و ينظر إليه بأعين متسعة و كأنه رأى شبحاً, عاود لأن يقول:
_ أنه دراغون .. ظننت أني أشبه عليه و لكنه حقاً هو!!!
تحولت نظرات نارين إلى القلق و رمقت ريوجي الواقف بنفس الصمت و البرود, سأل العجوز
شريكة باستغراب:
_ من هو؟
_ أنه شخص مشهور سيدي! كما أنه الموضوع الرائج حالياً.
_حقاً؟
رفع العجوز حاجبه و عاد لينظر إليه بتفحص, قال بعدها موجهاً حديثة إلى نارين و على شفتيه ابتسامة مقرفة:
_ بالنهاية أنتِ لم تكوني تلك البريئة التي توقعناها, تعرفين جيداً كيف تلعبين بذيلك, لكني أتوق
لأن أعرف السبب الذي يجعله يميل لشخص وضيع مثلك! لابد و أنه خدع فيكِ

أردف بهمس و بابتسامة حقيرة: هل يدفع لكِ جيداً؟
بلعت نارين ريقها و أرادت أن تصرخ في وجهه بأن يخرس ويوقف قول الهراء و لكنها لم تستطع, همست بتوتر:
_ الأمر ليس كما تعتقد.
_ أوه عزيزتي أنه تماماً كما أعتقد..
أقترب منها و هو يردف: ما لا أفهمه لما تهربين منا؟ تملكين شيك مفتوح و تهربين من دينك!!!
صمت لبرهة ثم قال و كأنه أدرك شيئاً: يبدو أنك لا تخططين للدفع من الأساس!! ياله من عار.
أمسك فجاءه بكتفها بشدة ألمتها, قال بخشونة: لم تتركي أمامي خيار أخر, سأجبرك على الدفع حتى
لو استخدمت جسدك الحقير هذا فكما أرى أنكِ لا تمانعين هذه الطرق القذرة.

قرصت يده بفزع و حاولت المقاومة بصعوبة: أتركني, قلت أني سأدفع..
_ أوه أجل سمعت هذا ألاف المرات و لم أرى أي فعل...

_ أظن أنني سمعت ما يكفي.
أخيراً تحرك ريوجي من مكانه و بسرعة خاطفة وجه لكمة إلى وجه ذلك العجوز ليرتد جسده للخلف و يتهاوى
على الأرض القاسية متأوها بألم.
شهقت نارين و غطت فمها وهي تدور بعينيها بين الرجلين بصدمة و خوف, لم تتوقع منه أن يقوم بشيء كهذا.

_ ستندم على هذا.
قالها الشاب و هو يتقدم ليمسك بياقة ريوجي و يستعد لأن يضربه, تأمله ريوجي بضجر و بدأ مرتاحاً بشكل مربك,
بلع الشاب ريقه لهدوء منافسه و لم يقدر على لكمة, قال ريوجي أخيراً مع ابتسامة مستفزة:
_ أنت لا تريد تشويه وجهي صدقني.
تأمل الشاب تقاسيم وجهه مرة أخرى و عندما أحس بغباء ما كان سيفعله تركه بخوف و تراجع إلى الوراء:
_ هل جننت؟ هل تعرف حجم المصيبة التي أدخلتني بها الآن؟؟؟
قالتها نارين بتذمر بعد استيقظت من دهشتها, لقد زاد الطين بله, الآن هؤلاء الرجال لن يسامحوها,
لماذا قامت بجره خلفها يالهي.
بعد أن سمع كلامها المزعج صرّ ريوجي على أسنانه و هتف بغضب وهو يدفعها: أبقي خلفي !!

قام العجوز من على الأرض و هو يمسح أنفه, نظر إلى يده الملطخة بالدم فهمس بحقد: أيها الوغد الحقير..
أخرج من جيب سترته سكيناً صغيره فشهقت نارين بخوف أكبر و كذلك كان الشاب الذي أختبئ خلف شريكة
بتوتر واضح و بدأ متردداً, ابتسم العجوز بقرف لتتضح أسنانه المصفرّة:
_ لا يهمني أن كنت موضوع رائج أو أن كنت تظهر على التلفاز, أنا سأسحقك و كأنك حشرة.
تقدم ريوجي خطوة بثقة فأمسكته نارين من ذارعة وهي تهمس بغير تصديق:
_ ألا ترى السكين؟ سيقوم بإيذائك أنا متأكدة, أرجوك.. لا تتدخل فيما يخصني و دعني أتصرف.
أبعد ريوجي يدها بلطف و قال بصوت خفيض: الأمر يخصني منذ اللحظة التي قابلتك بها في المكتبة,
لا تتوقعي مني أن أدير ظهري لصديقة عزيزة.


تركها و تقدم إلى العجوز الذي زادت اتساع ابتسامته و تجهز لقتاله, توقف ريوجي فجاءه
بمسافة قريبة منه و رفع يده دلاله على الاستسلام, تعجبت نارين و أخذ العجوز ينظر إليه بغباوة:
_ أنا لست شخصاً أحمق لأن أعيد ما فعلته قبل قليل, و بتأكيد لست أعمى البصيرة حتى أقاتل شخص مسلح..
_ هاه؟ ما الذي تتفوه به؟
_ .. و لكني أعرف طريقة أستطيع بها التخلص منك بطريقة أقل خطورة و للأبد.
_ ماذا تعني؟
أخرج ريوجي محفظته و قال بابتسامة ساحرة: بكم تدين صديقتي لكم؟

جرى الأمر بسرعة و وقفت نارين خلف الرجال وهي تراقب هذا المشهد الرهيب, كانت تضحك بسرها بغباء,
لقد قام ريوجي بتسديد دينها الهائل و لم يبدو على وجهه إي تفاجئ بالرقم الذي تلاه عليه العجوز,
آه .. العجوز الذي كان حانقاً على ريوجي و نوى سحقه كالحشرة تغير حاله فوراً رؤيته للأموال التي
رماها عليه ريوجي و كأنها أوراق عادية.

تركهم الرجلين بعد أن قال هلا العجوز بعض الكلام لم تركز فيه, أصبحت الآن وحيدة مع ريوجي,
شعرت بالخمول بعد هذا المشهد الغريب لقد انتهى الأمر مع جامعي الديون بعد كل هذه السنين بفضله,
شعرت بالندم لأنها لم تقم بإيقافه, جزء منها شعر بالفرحة لأن دينها قد سدد و الجزء الأخر كان مستاءً
لأن الدين تحول الآن إلى الشخص الذي كان يستحوذ على تفكيرها طوال الأيام الفائتة,
الشخص الذي كانت تكرهه أكثر من أي شيء ظهر اليوم لكونه وقحاً, الشخص المتهور الذي يفكر بمفرده.

صحت من أفكارها و نظرت إليه بغضب, كان يتأملها بعينين هادئتين حينما كانت تفكر بعمق,
لم تهتم كثيراً و عادت تشعر بالسخط عليه, تقدمت منه و دفعته من صدره بخفة لتقول:
_ أنت لست مجنون بل مخبول.
هز ريوجي كتفيه باستغراب: ما الذي تعنينه؟ لقد انتهى الأمر.
_ هل تنتظر مني شكراً؟ أنت تحلم أنا لم أطلب منك التدخل, يا الهي أنت تثير سخطي,
ماذا لو أصابك ذلك العجوز بالسكين...!! آآآه لقد كنت أعيش بسلام عقلي قبل أن تظهر في حياتي..

تحولت نظرات ريوجي إلى الجمود و شعرت نارين بأطرافها ترتجف في كل مرة ينظر إليها هكذا, قال ببرود:
_ أن كنتِ تعنين بسلام عقلي محاولتك الأنتحار؟ فمعلومات عن السلام العقلي تحتاج لحذف نهائي با عزيزتي
كما أني لا أجد سبب مقنع لغضبك! .. أعرف أنكِ لم تطلبي مساعدتي, أنا من همّ بها و لم أفكر للحظة بما أن كنتِ
راضية عنها أو لا.. و أؤكد لكِ أني لم أهتم..

عضت على شفتها في محاولة كبح لغضبها في حين أردف ريوجي:
_ و ليكن بعلمك أن دينك ما زال قائماً كل ما في الأمر أنه أنتقل إلي..
ضحكت بغضب لتعيد كلامه لها هذا اليوم مقلدة صوته بهزء: *أنا لا أقوم بكل هذا لأجعلك مدينه لي أو شيء من هذا القبيل.*
صرّ على أسنانه بغيض و قال: الأمر مختلف الآن, أنه عن المال.
شعر ريوجي فوراً بالندم لقوله هذه الكلمات الخارجة عن أرادته, لقد أجبرته على قولها,
أنها حقاً شخصية متناقضة و غريبة لقد بات فهمها صعباً بالنسبة له.
_ جيّد, أنا لم أكن أخطط لأن أتركك تذهب قبل أن أسدد لك ما أدين به.
_ عليكِ أن تكون ممتنه على الأقل فقد خلصتك من اولئك الحثالة ولن تكوني مجبرة على التعامل معهم مره أخرى.
شددت على كل حرف بخشونة وعرف ريوجي أنها لم تعنيها حقاً: شكراً جزيلاً.

استدارت لأن تخرج من الزقاق و تجد الطريق إلى شقتها, شعرت فوراً بخطوات ريوجي
خلفها فالتفتت إلية صارخة بغضب: توقف عن اللحاق بي.
تعداها بخطواته وهو يهمس ببرود و كلمات مختصرة جعلتها تشعر بالغباء: أوقفت سيارتي عند شقتك!
تنهدت ولم ترد عليه بل أخذت تمشي خلفه بخطوات رتيبة, سمح لها الصمت الذي ساد بينها لنارين لتراجع بذهنها ما قالته
و فوراً أحست برغبة شديدة بقطع لسانها, قالت كلام بطريقة خاطئه .. كل هذا بسبب أنها كانت لقد كانت خائفة
لأن يصيبه مكروه عندما يكون بقربها, فكرت لحظتها بأسوأ ما يمكن أن يحدث له, كأن يطعن,
لم تعتقد أنها ستكون قادرة على تحمل حمل كهذا, لن تكون قادرة على العيش بالندم لأنها سمحت لشخص
مثله أمامه الكثير لأن يقدمه للعالم و لأحلامه بأن ينتهي بسببها.

بعد لحظات من الصمت قطعه ريوجي بنبرة هادئة شبيهه بالهمس: أنا أعتذر.
رفعت نارين رأسها لتنظر إلى ظهره الطويل بدهشة طفيفة, ضاقت عيناها و شعرت بالسوء
و هي تسمعه يعتذر, لقد قام بشيء خاطئ في نظرها ربما لا يجده خاطئاً و لكنها كذلك,
تشعر بالسوء أيضاً لأنه يواجه شخصية متناقضة مثلها:
_ أنا أسفه أيضاً.
استأنفت: سأقوم بالتأكيد بالدفع..
_ لا, لا يهمني المال حقاً..
قاطعته بسرعة: أرجوك, عليّ أن أرده.
ترائ لها أنها ترى شبح ابتسامة على وجهه ولكنها في النهاية تجاهلت الأمر.

كانت الشمس على وشك الغروب حينما وصلت نارين إلى شقتها و بقيت لبرهة تتأمل سيارة
ريوجي الفاخرة التي كانت مركونة طوال الوقت على جانب الطريق ولم تنتبه لها بسبب الأحداث
التي حدثت بسرعة, كانت سيارة رياضية بيضاء فخمة كل قطعة منها تقول أنا الأغلى, وقف ريوجي
بهدوء بجانب السيارة و أخذ يراقبها بأعين قلقة, تعرف أنه يريد مساعدتها بصدق و لكنها لن تسمح
بالمزيد فما فعله كان كثيراً, استدارت لأن تدخل إلى الباحة ولكن ما رأته صدمها, حقاً ياله من يوم
مليء بالصدمات.

_ مـــا الـــذي يحــدث هنــا؟!!!!!
صاحت نارين بهذه الجملة وهي تهرع إلى مجموعة من الرجال كانوا يلقون بأغراض تخصها أخرجوها
من شقتها و على رأسهم تقف صاحبة البناية العجوز أسفل السلم و تضم ذراعها أمام صدرها,
وقفت نارين أمام أحد الرجال و أمسك بحقيبة الملابس و انتشلتها من يده وهي تصيح بيأس:
_ لــماذا تفــعلون هــذا؟!! هــذه الأغراض تخصني لماذا تقومون بإخراجها؟!
اقتربت السيدة و هي تومئ للرجل بأن يكمل عملة, واجهت أعين نارين المليئة بالأسئلة بأعين صارمة:
_ لقد أتى الرجال المخيفون مرة أخرى إلى هنا وقاموا بتهديدي! لقد سئمت الوضع أنا لن أقف مكتوفة الأيدي..
تركت نارين ما بيدها و همّت بمسك يد السيدة قائلة بترجي:
_ سيدتي, لقد تمّ حل الأمر, أرجوكِ توقفي عن هذا...
أشاحت السيدة برأسها و أبعدت يد نارين عنها بخشونة وهي تقول:
_ لقد فات الأوان و قد أتى بالفعل مستأجر جديد, لقد قمت باستئجار العمّال ليفرغوا المنزل بدلاً عنك
و أيضاً ليس عليك الاهتمام بالإيجار من الآن وصاعداً, فقط أتركي المكان و لا تدعيني أرى وجهك,
يكفي الرعب الذي شهدناه أنا و بقية الجيران من ورائك.

سالت دمعه على خدها مسحتها بسرعة و همست يصوت باكٍ: س..سيدتي, أرجوك أنا لا أملك مكان أخر..!!!
هتفت السيدة العجوز تأمر العمّال بأن يقوموا بنقل الأغراض بعيداً عن الباحة وتجاهلت وجود نارين تماماً,
سقطت الفتاة على الأرض الترابية و سقطت معها دموعها الحارقة, لقد كان اليوم كثيراً عليها ومتعباً
أكثر من أي يوم أخر, شعرت بخطوات تقف خلفها مباشرة و استنتجت لمن تكون, امتدت يده لتساعدها
على النهوض و استسلمت نارين له, التفتت بهدوء و نظرت إليه بتركيز فقد كانت رؤيتها مشوشة بسبب
الدموع, لكنه كان ينظر إليها هو الأخر, سمعته يقول ببساطه:
_ تعالي للعيش معي, نارين.


أنتهى

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
|♪ ا ♪| الدنيا علبة من الالوان والبشر اقلامها |♪ ا ♪| الاميرة نانامي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 08-13-2014 04:10 PM
بدايه تألق: ♪♪♪ عند تساقط اوراق♪♪♪ تسقط معها الاقنعه ♪♪♪ الكيان الغامض أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 16 03-11-2014 01:18 AM
قلوبنا تُزهر بإمتنان للذين يمنحوننا السعادة ♪♪ فعاليات الأقسام + القوانين ♪♪ ♪ Āηĝøøℓ تعلم اللغة الانجليزيه 1 04-09-2013 07:06 PM
نقــــــــــ♪ـــــــــاش جاد جــ♪ـــدا عن الثنـــ♪ـــائي ♪ sakura ☆ sasuke ♪ LoLa Senbay أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 11-29-2012 09:20 PM


الساعة الآن 04:43 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011