عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree93Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2014, 12:36 AM
 
[ أبـقـي بـجـانـبـي ] ♪

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة L Y D I A ◊ ; 04-06-2014 الساعة 03:14 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-06-2014, 12:37 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im55.gulfup.com/WO6fE3.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~


كيف الحال جميعاً؟ و كيف مدارسكم؟ أن شاء الله كل شيء تمام يارب
زي ما أنتوا شايفين رواية جديدة طلعت للنور و حابة أعرف ارائكم بها :a7eh:
ذي المرة مو عن هيناتا و ساسكي و لا ناروتو
بل هي عن شخصيات من خيالي :a7eh:

أترككم مع الفصل الأول ~


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-06-2014, 12:38 AM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://im55.gulfup.com/wo6fe3.png');"][cell="filter:;"][align=right]

[1]


أخذت نارين تضغط أزرار الكيبورد بأصابع مرتجفة عندما سمعت خطوات المدير الرتيبة تقترب
من الغرفة التي تعمل بها, كانت خائفة و مرتعبه منه خصوصاً وأنها زيارته الأولى لهذه الغرفة
التي تعد دون المستوى, و ما زاد من خوفها هو السبب في هذه الزيارة المفاجئة, حسنا!
ليست مفاجئة تماماً فقد كانت تعلم بها.

سمعت من بعض الموظفين قبل يومين بأن مدير قسمهم العجوز قد استقال لعجزة و كبر سنه
و أنهم قد عينوا مديراً جديداً صغيراً في السن, شعرت بالحزن لمديرهم السابق فقد كان محبوباً
و لطيف مع الموظفين و معها خصوصاً على عكس ما سمعته عن الحالي و عن كيف أنه متعجرف,
مستبد و زير نساء, ليست قلقه حيال الأخيرة فهي ليست من النوع الذي يجذب الرجل عادتاً,
لا من ناحية المظهر ولا الشخصية, و لأول مرة تحمد الله على هذه الميزة.

همست لها الفتاة على المكتب المجاور: نارين برفق يا عزيزتي, الكيبورد ليس بعدوك!!

تركت نارين ما تفعله فور ما أنهت الفتاة بجانبها جملتها وشعرت بأنها قد بالغت بمشاعرها المتوترة
فما هي سوى زيارة بسيطة ليتعرف فيها على أحوال العمل في قسمة و ليتأقلم مع موظفيه على ما تأمل,
تنهدت ليسترخي عقلها وجسدها عندما دخل المدير الصغير الغرفة المليئة بالمكاتب ليصبح في وسطها,
وقف الجميع بمن فيهم نارين و حيّوه بإرباك فرد لهم التحية بودية و ألقى خطاباً سريعاً عن العمل
و أشياء أخرى رفض عقلها التركيز فيها و شعرت نارين بالراحة قليلاً عندما رأت ابتسامته الحيوية
و تعامله اللطيف مع الجميع و ظنّت بأنه سيستمر هكذا

و لكن كل هذا تغير و أنقلب عندما أتت للعمل باكراً في صباح اليوم التالي و كانت على وشك صنع القهوة
لنفسها كما العادة إلا أن صوت الفتاة اللاهث أستوقفها عند باب المطبخ الصغير قائلاً بفزع:

_ هل سمعتي الأخبار؟!
_ أي أخبار؟
_ أنتِ لم تري القائمة إذا؟!
_ أي قائمة؟

بدأت الفتاة تشرح لها بغضب:
_ لا أصدق ما فعله ذلك المدير الحقير, جميعناً ظننا زيارته بالأمس عفوية ولكنه كان يخطط لكل ذلك
منذ البداية!!


هتفت نارين بنفاذ صبر وهي تشعر بالفضول: ما الذي تعنينه بحق الإله أخبريني؟!
ألقت الفتاة عليها نظرات شفقة و استغربت نارين: لقد وضع قائمة بأسماء موظفين قام بطردهم,
ظننت بأنك قد رايتيها!

شحب وجه نارين عندما تخيلت أسمها مع هؤلاء الأشخاص:
_ انا بخير فلم أجد أسمي بينهم, و لكن أنتِ ....

قالت الفتاة هذا بشفقة فسقط قلب نارين, لقد أكدت لها شكوكها, هي واحدة من اللذين طردوا,
أستغرق منها الأمر ثواني لتصل إلى العريضة المعلقة, وقفت بخمول أمامها تبحث عن أسمها و تمنت
بأن تلك الفتاة كانت مصابة بالحول و أنها لم تقرأ أسمها من بينهم ولكن لا شيء من ما تمنته تحقق
وها هي ذا ترى أسمها مكتوب بوضوح, و لكن لماذا؟

أفزعها صوت ضربة على الجدار فالتفتت لترى نائب المدير غاضباً يبدو أنه طرد هو الأخر,
أقترب رجل أخر ليسأله:
_ هل قال لماذا؟
ليجيبه النائب بقهر و غيظ: قال بأننا قمنا بالكثير من الأخطاء! و أنه لن يتحملنا!

ولكن أليس الإنسان غير معصوم عن الخطأ كما أنها لا تتذكر بأنها أخطئت كثيراً, هي فتره فقط التي
كانت تخطئ بكتابة الرسائل و الإملاء ولكن هذا كان منذ زمن طويل و هي كانت تحت ضغوطات
و قد أبدا المدير السابق تفهمه و عادت لتصحيح أخطاءها فيما بعد و لكن المدير الحالي غير متسامح
على ما يبدو.

سمعت الأنين و النحيب بجانبها, أشخاص فقدوا وظائهم هذا اليوم, على الأرجح أنهم يملكون عائلات
ينفقون عليها و طردوا اليوم من المكان الذي يجنون فيه رزقهم, هي أيضا تريد تسديد دين والديها
المتوفيين و تسديد إيجار شقتها و لكنها طردت, لها كامل الحق في أن تبكي و تشتم مثلهم ولكن
الدموع لا تنزل, و هذا ما يزيدها وجعاً في قلبها.

خرجت نارين من بوابة الشركة بلا عودة و استقبلتها نسمات الهواء و ضوضاء المدينة المزعج فشعرت
فوراً بالحنين للجو الهادئ داخل الشركة و افتقدته, لا زالت محتفظة بذكرى أول يوم لها في العمل,
مشاعرها المتخبطة ذاك الوقت, عدم تصديق و سرور, كان الحصول على عمل في هذه الشركة
أفضل شيء حصل في حياتها المنحوسة, و جعلها ذلك تشعر بأن جهودها قد أتت بنفع و ها هي
الآن طردت منه بدم بارد, كتفت ذراعيها عند صدرها و سارت متخطية الناس, أخذت تفكر بما ستفعله
بعد أن طردت.

هي لا تملك حتى مالاً لتسدد إيجار هذا الشهر, و الراتب الذي استلمته قبل قليل لا يكفي سوى لإطعامها,
و ما الذي ستفعله بالرجال الذين يطالبون بدفع الدين, لا تستطيع أن تقضي حياتها كلها بالهرب منهم و أيضا
لا تستطيع الدفع لهم, و لا يمكنها حتى لوم والديها المتوفيين على وضعها بمثل هذه الحياة البائسة,
إنها حتى لا تبكي! ولا تشتكي لأحد! حياتها لا تسمى حياة!!
ما كان عليها تقبل فكرة طردها بكل بساطة, كان عليها أن تقاتل.

بعدها بدقائق عدة وقفت نارين أمام صيدلية و أخذت تحدق بالفراغ, لابد وأنها جنت لتفكيرها بهذا,
و لكن ما الذي تفعله! أنه أفضل من أن تجعل طالبي الديون يقتلوها حتى أنه أسهل, أن قامت بقتل
نفسها لن تشعر بالألم بعد الآن و لن يضايقها أي شيء لأنها لن تفكر بأي شيء, هي لا تملك أشخاصاً
يبكون على موتها لذا لن تقلق لحزنهم, و أفضل شيء بهذه الفكرة أنها ستقابل والديها في السماء,
ازدردت نارين ريقها و ظهرت ابتسامة مجبره على فاها تحولت بعدها إلى ضحكة هستيرية جعلت المارة
من حولها يبتعدون عنها باستنكار, صمتت فجأة لتتحول نبرتها إلى الفزع و تمسكت بظرف المال:

_ لقد جننت رسمياً, هيّا يا نارين أنتِ الآن لست بكامل قواك العقلية!! فكري جيداً .. لقد طردتِ لتوك
لابد وأنك تشعرين بالقهر و الخوف في أن واحد لذا أنتِ لا تفكرين بمنطقية!! هيّا هيّا يا فتاة أطلقي
العنان لقدميك و أرمي تلك الفكرة المجنونة!


صمتت لبرهه ثم عاودت القول رداً على كلامها السابق:
_ و لكن حياتك مقرفه, و أنتِ لست جذابة لتتزوجي شخصاُ مرموقاً و هذا ما يزيد حياتك قرفاً!

لا تدري نارين ما الذي أقحمت نفسها فيه و لكن أخر ما تتذكره هو خروجها من تلك الصيدلية
مع الدواء الذي سيصبح داء عوضاً عن علاج, اتجهت إلى المكتبة العامة التي ترتادها عادتاً
و كانت طوال الطريق تتجنب أعين الناس و كأنها مجرمة, و لسبب ما شعرت بأن الناس يحدقون
بها و كأنهم يدركون ما تفكر به, فكرت بحزن بأن أحداّ لن يلومها أن انتحرت, فلو كانوا مكانها
لن يكونوا قادرين على تحمل العبء الثقيل, و لا الهم و الغم الذي يضيق على قلبها ويزيدها ألماً.

دخلت المكتبة التي كانت مكتظة بالناس و راحت بأرجل مرتجفة لتجلس على أول مقعد قابلها,
وضعت رأسها على الطاولة و همست لنفسها: هل علي العيش هكذا, حتى عندما اقتربت
من النهاية أنا ما زلت أتردد!!


رفعت رأسها ببطء و جالت بنظرها حول المكان الهادئ بشكل مربك و لكنه يعجبها, مليء
بالرفوف المرصوصة و الكتب المتنوعة, و الأناس الهادئين المملين الذين تحبهم, ستفتقدهم على الأقل!

استقرت عيناها السوداء على أصابعها القصيرة الممتلئة و قالت بصوت يائس وهي ترفع يدها للسماء:
_ إلهي إن كنت تعتقد أنني أستحق العيش فأرسل لي شخصاً أو قم بأي أشارة الآن!!!

رفعت رأسها بترقب و انتظرت بضع دقائق و لكن لا شيء قادم نحوها, فكرت: آآه لا مهرب من هذا!!

أخرجت علبة الدواء و حدقت بها لبرهة, تخيلت كيف سيكون الوضع بعد موتها, سيجدون فتاة بالرابعة والعشرين,
رثة الملابس و المظهر ملقاة على أرضية المكتبة!
رائع!!

استعدت نارين لتناول مجموعة من الحبوب التي أخرجتها, قربت الحبوب من فمها ببطء شديد و أعين دامعة ..

سمعت صدى ينادي من بعيد فتوقفت في أخر لحظة, تماما في اللحظة الأخيرة استجاب الآلة لدعوتها
و أتى بشخص ما لينتشلها من ما ترمي إليه , رأت نور يشع أمامها يتبعه صوت ساحر ينادي باسمها,
بأعين نصف مغلقة بقيت تنظر للشخص الذي غطاه ضوء ساطع من مخيلتها,
لا تعرف هل تشعر بالفرح في هذه اللحظة أم خيبة الأمل.

أعاد الشاب سؤالها متسائلاً: أنتِ .. نارين!!!

تلاشى الضوء عن وجهه بالتدريج و اتضحت ملامحه لنارين, أنه بشر بالتأكيد,
ظلّت تدرسه للحظات إلى أن أصيبت بالدهشة تماماً عندما ميزته! أنه شخص تعرفه
و أخر شخص تتمنى رؤيته حتى في أخر لحظات حياتها!! لماذا على الحظ السيئ أن يلازمها!!

وقفت بلا أرادة منها على الأرجح ردة فعل طبيعيه ورددت باسمه مصدومة: ري .. ريوجي!!!!
أقترب الشاب منها لتتضح ملامحه الوسيمة أكثر فأكثر, شعره الأسود المرفوع للأعلى
بتمرد و عيناه الفضيتين اللامعة بحدة, كان مبتسماً برقة عندما أجابها:
_ ما زلتِ تذكرينني إذاً؟ هذا رائع! لم أسمع أخبارك منذ الثانوية! هل كنتِ بخير تلك المدة؟
هي ليست سعيدة برؤيته حتماً!! ثم ماذا ستجيبه! لم أكن سعيدة؟ عشت بجحيم؟ و أنا على وشك الانتحار!!!!
كانت ملجمة و شفتاها لا تنطبقان من الصدمة, أعادها صوت الصراخ الخافت من خلفها إلى الواقع:

_دراغون ... أنه دراغون!!

جالت نارين بنظراتها إلى الناس الذين تركوا ما بأيديهم و بدئوا بالانتباه لهم و كأن تلك الفتاة
قد قامت بالإنذار على شيء مهم, كانوا يحدقون ناحيتها بنظرات متسائلة و أخرى معجبة
وقد رُفعت الجوالات بالهواء و تعالت أصوات الفلاشات, شدها منظره القلق في حين أخذ
يتجنب ألآت التصوير بانزعاج, يبدو أنها الوحيدة التي لا تفهم الحاصل هنا!! لماذا يصورنها
أو بالأحرى يصورنه! و من هو دراغون هذا؟ تنين؟؟!!

_ هشش نحن في مكتبة!!
رددت أمينة المكتبة المسكينة هذه الكلمات و لكن لا حياة لمن تنادي, تفاجئت نارين أكثر عندما
أصبح ريوجي يقف أمامها مباشرة لا يفصل بينهما سوى بضع سنتمترات, سألته بسرعة:
_ من هو دراغون؟
وقف يتأملها لبرهة من الوقت و كأنة يدرسها, ابتسم بجاذبية ليقول: أنتِ لا تملكين تلفازاً صحيح؟

كيف عرف؟ لم تسنح لها الفرصة للرد فقد أمسك بيدها و أخذ يجري إلى الخارج متفادياً الاصطدام بالناس,
صاحت بفزع: ما الذي تفعله؟
أجابها متهكماً : أركض!!
حاولت مجاراة سرعته خوفاً من السقوط و صاحت: أعرف ذلك, و لكن لماذا؟؟

ألتفتت إلى الخلف لترى الفتيات يلاحقونهم بلهفة قوية, يبدون و كأنهم جامعوا الديون الذين يطاردونها,
اتسعت عيناها أكثر فصاحت مرة أخرى مفزوعة:
_ و لما بحق الإله يطاردوننا؟!!

اوه يالهي, كيف تغير حالها بتلك السرعة, من فتاة سئمت من حياتها البائسة و قررت الانتحار ببساطة إلى فتاة مارثون!

_ أقفزي عند ثلاثة؟
صرخت خائفة: هل جننت!!!!!

كانت تنظر مباشرة إلى الحفرة الطويلة بوسط الطريق و حولها عمال حفر بدأ و أنهم يأخذون استراحة,
فكرت نارين بأنه مستحيل عليها فبحياتها أصعب شيء قامت به هو القفز من فوق سريرها للجهة الأخرى,
لم يكن في نية ريوجي التوقف و لا حتى الفتيات المخيفات خلفهم, فأغمضت عيناها و استسلمت للأمر الواقع,
صاحت لتعزية نفسها و قفزت عندما سمعت صوته يهتف بثلاثة, فتحتهما عندما شعرت بقدميها تطأ الأرض مرة أخرى!!

كانت مصدومة لصمودها و تشعر ببعض الخدر بقدمها, سرعان ما انفرجت أساريرها و أخذت تضحك
بقوه و هما يجريان سامحان للهواء البارد بالخبط على وجهيهما, استدار ريوجي ناحيتها وهو يضحك لضحكها,
تلك لحظة لن تنساها نارين و ستكون ذكرى ممتعة ستتذكرها كلما أرادت أن تصبح سعيدة.

توقفا بعد دقائق طويلة في أحد الدهاليز, جلست نارين على الأرض وهي تلهث بتعب في حين
أمسك ريوجي قلبه و قال وهو يحاول التقاط أنفاسه:
_ اوه يا رجل كان ذلك مؤلماً ... أظنني تقيأت في فمي!
بعد برهه راح يتفحص الأرجاء بنظره, وعندما أدرك أن لا أحد قد لحقه همس بأرتياح:
_ أظننا أضعناهم! جيد! هل أنتِ بخير ؟

لم ترد نارين و بقيت صامته تحدق في الأرض مما جعل من الصعب على ريوجي معرفة مشاعرها
في هذه اللحظة, هل هي غاضبة؟ بالتأكيد ستغضب فهو أول لقاء لهما بعد مرور سنوات طويلة
و كاد يوقعها بمشكلة, تنهد باستسلام:
_ أسف! لم أتوقع أن يتعرف علي أحد!
صمت عندما سمع صوت أنين صادر من الجسد الصغير أمامه, اتسعت عيناه و أدرك بأنها تبكي,
شعر بالتوتر و أخذ يقترب منها ثم يبتعد بتردد:
_ هيي, هل أنتِ مستاءة لأنني أخذتك من المكتبة لدرجة البكاء؟
وقفت نارين وهي تحاول مقاومة دموعها التي أغرقت كُم بلوزتها, جاهدت لأن تخبره من بين شهقاتها:
_ أنت منقذي!
شهقت بألم: شكرا إلهي , أنا حقاً لم أرد أن أموت هكذا!
_ ماذا تعنين بموت؟
نظرت إليه بذبول فسألها باستنكار عندما تذكر الوضعية التي وجدها عليها حيث كانت على
وشك ابتلاع شيء لم يعرف ما هيته:
_ هل كنتِ تخططين للانتحار؟!

سألها وهو يتوقع أن تكون أجابتها النفي و لكنها عوضاً عن ذلك أخذت نفساً طويلاً وثم أومأت
برأسها علامة نعم, عاد الصمت يسود أرجاء المكان ولم تعلم نارين ما ردة فعله, رفع عيناها
لتراه الآن رافعهاً حاجبيه مع ابتسامة هازئة تداعب شفتاه, اعتقدت بأنها أخبرته نكته فها هو يضحك بشدة,
مسحت أنفها و هي تسأله بعفوية:

_ ما المضحك؟
تنحنح ثم قال: الناس عادة يقفزون من فوق الجسر و أنتِ أردتِ الانتحار في المكتبة؟ لماذا؟
أجابته ببراءة: أردت أن أموت في أكثر مكان أحبة!
أجابها لا إراديا و ببلاهة: لكن أكثر مكان تحبينه هو محل الايس كريم!!
عادت دموع نارين بالانهمار عندما تخيلت نفسها ميتة الآن وقالت من بين دموعها بصوت هزيل:
_ كان محل الايس كريم مغلق!
_ أنتِ حمقاء!
_ أخبرني شيئاً لا أعرفه!

رجع ريوجي للخلف و أسند ظهره على الجدار واضعاً يديه في جيوب بنطاله, سمحت له الوقفة
بأن يتفحص صديقه مراهقته أن صح القول, لقد تغيرت كثيراً عما قبل, ليس للأفضل بل للأسوأ,
ملابسها رثه و تبدو قديمة و تسريحة شعرها المبعثرة, أنها غير مبالية بمظهرها على ما يبدو,
و لكن هناك شيء فيها أيقض ذكرياته و الحنين, تصرفاتها البريئة, شخصيتها المتناقضة,
سذاجتها المعتادة ما زالت كما هي.

أبتسم بحنو وهو يتفحصها ترتب من شكلها المدمر تماماً, حدقت به هي الأخرى بأعين متفحصة
فتنحنح ببطء و هتف بتهكم:
_ طوال حياتي تمنيت رؤية هؤلاء الأشخاص اللذين يعيشون بلا تلفاز, الشكر لك لقد تحققت أمنيتي!
_ لابد و أنك سعيد فكل شيء تتمناه يتحقق!
قالت جملتها بهمس حزين و انتكاسه بسيطة لرأسها مما جعل قلبه يتكسر عليها,
هل حياتها تعيسة لتلك الدرجة!, شعر بأنه يزيدها همّا بسخريته العقيمة, بلع ريقه
ثم قال بعد تردد:
_ ما الذي حصل معك يا نارين؟

رفعت رأسها ناحيته, و ظهر شبح ابتسامة على فاها, مضى زمن على سماعه يناديها باسمها بتلك النبرة,
طردت الأفكار من رأسها و استدارت بجسدها لتغادره فهي لا تملك أي نية في أخباره عن مشاكلها,
نادى عليها و عندما تجاهلته لحقها منزعجاً, عندما أصبح يمشي بجانبها, سألته وهي تحاول ألا تذكر أحداث قبل قليل:

_ لما كنا نركض؟ و من هو دراغون!

عندما أصبحوا يسيرون في الشارع العام قام ريوجي برفع سترته الجميلة مغطياً وجهه
ليصعب التعرف عليه ثم قام بارتداء نظاراته الشمسية:
_ أشعر بالغرابة و أنا أعرّف بنفسي!
_ همم؟
تنهد ليردف شارحاً: يبدو و أنك تعيشين في كهف حتى أنك لا تعرفين ماذا جرى في حياة صديق لك,
لقد أصبحت فناناً مشهوراً؟

و أردف وهو ينظر في السماء: دراغون هو أسمي الحركي, أليس مدهشاً؟
_ اهاه!
تمتمت متعجبة فتنهد ليكمل متسائلاً: ألا تعرفين فرقة بلو؟!
_ لا, هل هم مشهورين!
نظر إليها بغيظ ثم قال: و هل كنتِ ستعرفينهم أن كانوا؟!!
أجابت ببرود: ربما!
_ أنها فرقتي و أنا قائدها, أسسنا الفرقة قبل ست سنوات لا أصدق بأنك لا تعلمين بشأننا!
سبقته ببضع خطوات وهي تهتف برتابة: أجل أجل أنا أتيت من العصر الحجري, لا داعي لتذكيري.

خطى بسرعة ليمشي بجانبها, أختلس النظر إليها و هي تحدق في الأرض بفراغ, يراهن على
أنها لا تدري إلي أين تتجه, جاراها فيما تفعل و أخذ يقلد مشيتها بتململ, يشعر بالأسى لكل
شيء سيء سبق و فعله لتلك الصغيرة سواء قصده أم لا, لن يكذب على نفسه فقد كان لئيماً
في المرحلة الثانوية, كان في سنته الأخيرة وهي فتاة حمقاء في السنة الثانية, كانت تصرفاتها
الغريبة هي التي تجذبه لأن يسيء إليها, أحب مداعبتها كثيراً و هو متأكد بأنها لا تدعوا ذلك مداعبة
بل تنمراً ولكن لحظها لم يكن يقوم بالتنمر عليها علناً بل ينتظر حتى يخلو لهما الجو و يصبحان لوحدهما,
ما زال يذكر تلك المرة التي صرخت به بشدة و ترجته بأن يوقف ما يفعله, كانت تتصنع القوة أمامه
و كان يضحك لإرتجافة شفتيها و ساقيها.. تلك الصغيرة.

أنتبه ريوجي لعمود الإشارة أمامها فابتسم بخبث و لم يتعب نفسه بتنبيهها هي الغارقة في تأملاتها,
كانت نارين تفكر بعمق شديد إلى شعرت بأن مخها يهتز داخل جمجمتها, تراجعت للخلف جراء الصدام
و أمسكت برأسها و هي تتأوه بألم, أخذ الناس يراقبونها بشفقة في حين انتابت ريوجي ضحكة هستيرية,
رمقته بعصبية فأصمت نفسه بجهد:

_ لماذا لم تنبهني؟
رفع يديه معتذراً وهو يكتم ضحكاته, تابعت طريقها بخطوات قوية و همست:
_ أنت لئيم!
ضحك مرة أخرى فأصمتته بنظره أقوى من الأولى, تنهدت وهي تعاود النظر إلى الطريق: لماذا تتبعني بالأساس!
لوى شفتيه بتفكير ثم قال: سأتأكد من وصولك إلى المنزل بأمان!
ضحكت هازئة: أمضيت سنوات عمري وحيدة و لم يعتدي علي أحد, لذا لا داعي لقلقك.
تمتم بصوت مسموع: ما أنا قلق بشأنه هو انفرادك بنفسك بعد ما قدمتِ على فعله قبل قليل!

صمتت نارين ولم تتجرأ على الرد, سمحت له بلحاقها فهي المستفيدة, فلو أنه ليس موجوداً
الآن لانتهى بها الأمر في منطقة أخرى لا تعرفها من شدة سرحانها, وصلت إلى العمارة المتهرئة
و وقفت في الباحة الترابية القديمة, استدارت ناحيته فرأته يتفحص المكان بقرف, سألها:

_ أين شقتك؟
رفعت أصبعها مشيرة إلى الشقة الثانية في الطابق الثاني, أومأ برأسه متفهماً, شعر بأن الجو غريب
فلا شيء ليقال , استدار مغادراً إلا أن صوتها الخفيض أوقفة:
_ شكراً .... على اليوم!
ألتفت إليها بتعجب, كانت تعبث بأصابعها في خجل وهي تمتم ببضع كلمات غير مفهومة,
ظل يتأملها لبرهة من الوقت إلى أن أغمض عينيه هامساً:
_ هل ستكونين بخير؟
أومأت برأسها بالإيجاب فأبتسم ببرود: جيد إذاً.
ثم أكمل طريقه مغادراً, دخلت نارين شقتها و ضربت الباب بشدة, أسرعت إلى غرفتها
و ألقت بنفسها على السرير, لم تغير ملابس العمل الغير مريحة, كان جلّ ما تفكر فيه هو
الاحتماء بسريرها هرباً من أحداث هذا اليوم القاسي.

انتهى [/align]
[/cell][/tabletext][/align]
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-06-2014, 02:58 PM
 
حجز
Baka- and L Y D I A ◊ like this.
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-06-2014, 08:47 PM
 
سلام عليكم
كيفك؟؟
القصة ابدااع
التنسيق عجبني
في شخصياات ثانية بتظهر؟؟
حزنت على ناارين
وريووجي قاسي من صدق -_-2
لكن لمن صدمت بالعموود ما ألوم ريوجي على ضحكته
آسف على ردي القلييل
لكن باقي هذا اول بارت ما أعرف ايش اقول عنه

لاتنسي ترسلي الرابط حق البارت
شكرا على الدعوة
L Y D I A ◊ likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
|♪ ا ♪| الدنيا علبة من الالوان والبشر اقلامها |♪ ا ♪| الاميرة نانامي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 08-13-2014 04:10 PM
بدايه تألق: ♪♪♪ عند تساقط اوراق♪♪♪ تسقط معها الاقنعه ♪♪♪ الكيان الغامض أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 16 03-11-2014 01:18 AM
قلوبنا تُزهر بإمتنان للذين يمنحوننا السعادة ♪♪ فعاليات الأقسام + القوانين ♪♪ ♪ Āηĝøøℓ تعلم اللغة الانجليزيه 1 04-09-2013 07:06 PM
نقــــــــــ♪ـــــــــاش جاد جــ♪ـــدا عن الثنـــ♪ـــائي ♪ sakura ☆ sasuke ♪ LoLa Senbay أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 11-29-2012 09:20 PM


الساعة الآن 07:23 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011