عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree97Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-26-2014, 01:15 PM
 
اللَّحْن المٌخَضَّب بِالدَّم ْ / رِوايَة قَصيرَة ~ *

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www7.0zz0.com/2014/02/26/09/529029521.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www7.0zz0.com/2014/02/26/09/381980972.png');"][cell="filter:;"][align=center].














.[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www7.0zz0.com/2014/02/26/09/529029521.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

أنت ، يا من تقف هناك !
أعدني الى الماضي .. ،

لأستحدثه بالأسباب .. فأكون بها متفادٍ للأخطاء .. ،
ويحول الوقت والقدر أمام مشيئة الآن لأصبح ، كالأنس الأخيار .. !

ولكن أستدرك الامر دونما سؤال ، فالصبح قد لاح .. أسوداً فوق الأفق ،
منتحباً يشع النور بلون فريد ، تعجز عن إيضاح وصفه لما يخفي في سره .. من شبهات!!

يالك من ساخرٍ منصاع لبوح وريقات الأشجار .. ،
أمعن عن كثب .. !
فالخرير سيلٌ من دماء نقية .. تدفقت .. وسالت من هشيم هياكلهم ،
والمرجان في القاع ، يتخضب كل فجرٍ بفورانِ دم من ضحية ألفها بأصفاد .. ،
والشمس نجمٌ تهلل في كسوفٍ ، غرقت سمائه في لجة هائجة حمرآء .. ،
وساق الوردة الممزق قد حفرلقبره تحت التراب، بقعة ضئيلة قرب زهرها المنسي .. يلفظ ندى الصباح على ثناياه كودقٍ قرمزي ..
ويهرت التراب بزحفه على ذكريات الضيآع .. وغبرة الماضي الملّوث،
فتلوث .. وتلوثت !
حتى تصلبّت ساقها ، وجفّت رطوبة زهرها .. ،
وحال الريح المطوي مع الثرى .. جمالها الدمويّ ، في غيبوبة أبدية .. قد تكون لها صحوة .. من جديد !
أنها .. روحي ،
في جثّة حيّة ، أسير بها .. !









[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
Baka-, SOMEONE #, Prismy and 16 others like this.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

  #2  
قديم 02-26-2014, 02:20 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www7.0zz0.com/2014/02/26/11/556347947.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
Baka-, SOMEONE #, Prismy and 12 others like this.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة ميـآر ; 02-26-2014 الساعة 02:59 PM
  #3  
قديم 02-26-2014, 02:46 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www7.0zz0.com/2014/02/26/11/866009898.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


يلتف الكون متسربلاً بلحافٍ من رمادٍ أسود .. ، يختلط الغيم الرمادي مع دجى الليلك في صفحة السماء ، لتصطك بالأعين لوحةٌ غرقت في لجّة من الظلمة الثائرة .. !
وبثناياها التي تشتد عنوة محتضنة تفرّعات الطرق .. في ضباب يغشي البصيرة ، يحيط بأذرعه حيّز المكان .. بلا رؤى بيّنة قد تعتلي السطح ، سوى حركة الظلال .. وأضواء مصابيح الإنارة الباهتة على مدى الطريق
ورائحة .. لاذعة .. ! ،
تستثير العقل بهاجسٍ مريب !
تنبعث تحت مصباح إنارة ينطفأ ..و يضيء ، ثم ينطفئ
كل مضي ثانيةٍ ، .. كاشفاً بغموض تهتاج منها النفس .. عن حركةٍ مجهولة الهوّية .. قد يتبدد كنهها إن أرتخى المصباح بإضاءته من فوقها لأجزاءٍ من الزمن .. حتى ينزاح الحاجز الحاجب للظلام الآسر .. !!

شيءٌ يفقد إتزانه العقلي بستدراجٍ عشوائي ..!
يغوص المعنى مستوطناً رؤيا تتضارب مع المنطق والفِكر السليم .. ،ويتلاشى ستار القضية مرتهباً من مكوثه على منظرٍ يجازف الواقع ولو أنحرف بشتى الظروف .. !

أنه متكيء .. على أحدى ساقيه ،
يرهش بكفّه مرغماً العنف عاملاً يعينه.. ، بسكينٍ رفيعة تلتوي في إنغراسٍ مشبوه ، على همس إحتكاك يولد كشرارة في الصمت المطبق مع لهيث المستصرخ بخيط نجاة .. يعلو صوت شيء أسفنجي يتقطع !!

تتسلى انامله من الوقت في أوج الليل ، تنزلق صيحات الخليط الأحمر على حراره لهيث أنفاس الضحية ، فينجلي المكنون المخبأ من عمق القضية ليتراءى شاب مبهم تلتف ذراعه حول عنق رجلٍ في الثلاثينات .. ،
تعتلي حدقتاه طرف السماء بإتساع تكاد فيه تفلت من محجريهما .. وفجوة أستوطنت الحيّز من قلبه .. إنساب منها فيض من الدماء مكتسيةً سترته الزرقاء الثمينة .. وياقته الذهبية ، وهي تلفظ القطرات الحمر بتتابع بينما تدور يداه في الفراغ مناديةً بعويلٍ كاتمٍ تهتز له الأبدان قبل الآذان .. !!

وتمضي عقارب الزمن ناخرةً الوقت أمام بحيرة قرمزية تعكس بسطحها ما تراه بخفاء .. ما برح الجسم في مرآتها يرفع كفّه ثم ينزل به مخترقاً أضلعاً نابضة .. بطعنات متتالية .. حتى يستأصل بهذا الفعل بغيته .. !!

له وجهٌ بقسماتٍ غير بيّنة .. غطّت خصل شعره الرفيعة على عيناه ، وأرتخت الظلال جاثية على حدود وجهه لينجلي فقط جانبٍ من وجنته الملطّخة ببقعة حمرآء .. وأطراف خصلاته السوداء التي تقطر كلما أرتد برأسه للأدنى .. !

ويهتزّ ذلك الجسد المرتعب بخضوعٍ صامد تحت وطئه إنسلاخ الروح عن جوفه في آخر مشهد.. يحكي اللاعودة من جديد الى دنياه المشبّعة بإغراءات الحياة ، فتسقط يده التي أرسلت محاولات شديدة للتشبث بخيط النجاة على الأرض .. وتفتر همّة أهتزازات جسده العنيفة ، ليثقل ! .. ويتصلّب في موضعه ساكناً ،
بعد أن تحرر حس الحياة المتبقي منه مغادراً .. تاركاً جثّة رجلٍ مرموق الحال .. كان يوماً يترأس احدى الشركات الذائعة صيتها في المنطقة .. !

سكنت قوّته عن المواصلة بعد أن أستيقن بعلامة من موت الرجل الهامدة أوصاله بين يديه، تحرّك سلاحه مرة أخرى في آخر خطوة من عمله ليدوي صوت إنقطاع أحدى الأوردة .. فأنفجرت كمية من الدماء المتدفقة حوله في أجزاء من الثانية مطلقةً خريراً يحرّك الصمت !!
لم يأبه لهذا الامر ..!
وتابع مباشراً مهمته .. حتى قبضت كفّه على قطعة القلب الميّتة منتزعاً أياها بين أحشائه ،
فأفلته من قبضته ، ليرتطم رأسه بالسطح .. !

تدلت السكين بين أنامله الرفيعة الملوّثة وهو يقوم من موقعه منتصباً .. ويخطو خطاه بترّيثٍ بينما عيناه الباردة ما برحتا ترمق قسمات الضحيّة المتصلّبة .. بجمودٍ رهيب ! .. وكأنها تداعبها بمتعةٍ توارت خلف هيئته ، .. وهو ينصت الى صوت إنزلاق الدم من يده ليلامس الأرض مكوّناً البقع على مدى طريقه .. !

وفي غمرة السكون الصارخ ، أهتز جهازٌ ما من محجره ، لينتبه .. ،
فوقف وهو ينتزعه من جيب بنطاله الأيسر .. ويضعه على أذنه منصتاً الى المتصل ، بعد أن أتاح المكالمة بضغطة على الزر الأخضر .. ،
فانكشف صوت تعتليه الغلظة ، يحادثه بهدوء مطلق في لهجةٍ معتادة متيّقنة للإجابة المعهودة ،

- هل أنهيت المهمة ؟

أستدار الشاب ناظراً الى الجثة الغارقة في الدم لثوانٍ .. وأخذ يقترب بمحاذاتها حتى انجلى صوته الرخيم الجامد متمتماً ،
- للتو ، سيدي ..

وأطلق السؤال الذي يهدف الى مراده ،
- ماذا عن القلب ؟

أسترق نظرةً خاطفة رافعاً كفّه ، ليتمعن في كتلة العضل ثم نطق ،
- انه معي ، سيدي ..

فمتد ثغره عن بسمة أنجلت بها ضحكة تعبّر عن نشوة الإنتصار وتحقيق الغاية .. ضحكة شيطان يرتوي بقطع ما يشائه من بني البشر عن الحياة .. ،
- أحسنت ، تمت مهمتك .. هيا عد الآن وأترك تلك الادلة كالعادة لمحو أي شبهة توجّه لنا .

أجاب بإنصياعٍ تام يختليه أي تردد ،
- حاضر .

ثم أغلق الخط .. ! ،

أدخل هاتفه في جيبه الخلفي من جديد ..
#
لاتزال عيناه ثابتة في زاوية رؤياها ، تبصر فعلاً بات جزءً طبيعياً من حياته ، بل أساسي منذ أن تفتحت مدركاته وأصبح قادراً على التحكّم في عقله بيسر .. دون حدوث خللٍ في إستقرار فكره أو طبيعة عيشه ،
أنه عمله الذي يجب أن يؤديه على أكمل وجه .. دون أدنى خطأ .. !!

أتكئ مخرجاً قطعة قماشٍ حريرية ذات زخارف ، .. ألقاها بجوار الجثة ، وسحب ياقتها حتى ألتوت تضغط على العنق ،
ليضع سكينه الملطّخة على قماشها ، يقلّبها مرات ، يمسح آثار الدم .. ، ثم أستقام بقامته ومشى مستديراً ناحية وجهته .. تاركاً المكان غائصاً في هالة دامسة .. !!

وهو يخطو هادئاً صامتاً .. لاعلامات تدل على أضطراب داخلي يعيقه ، أو رهبةٍ مما أفتعله .. !
يدرك إدراكاً تاماً ، ويفهم الوضع الذي أنتجه، بأنها جريمة كاملة أرتكبها كأمرٍ وكّل أليه لتنفيذه بآلية،
دون ضميرٍ حي يؤنبه ..
دون مشاعر بشرية .. !!


تلك المشاعر ،
التي أُلقيت في مكانٍ ما ..


،

[ السادس والعشرون من سبتمبر ، 1998م ، مدينة أورليون ، محطة القطارات ، السابعة صباحاً ]

صوت عجلات القطار يعلو على السكة.. ،
تصطك المحطة بالأحذية.. والمكان يكتظ بالكثيرين ،
كلٌّ له وجهته .. سيره .. غايته ، وسطٌ يعجُّ بأصوات مختلفة .. مبعثرة حول أذنيك ، تلتقط أحرف البعض صدفة ، وتتمازج الأخرى لترى النداءات شتاتاً في جوِّ باردٍ مشبّع بانفاس المارة .. ورائحة دخانٍ ينبعث على بعد مسافة في الهواء لعلّه يسهم في تدفئة المناخ من قبل أحد المتشردين اللذين يقطنون بين أزقة المدينة .. !

طعم نكهة الفاصولياء داخل الفطيرة يدخل الى نفسه الحبور ، أنها محببة أليه .. !

كان يتذوق قطعة ضئيلة منها ، لأن رائحتها الشهيّة تنساب عبر مستقبلاته الشميّة لتفور الى عقله مسيلةً لعابه .. !
وهي للتو أُعِدّت خصيصا له من بائع الفطائر الذي يتجوّل قرب المحطة .. أو يوقف عربته بعض الأوقات ليستجلب الناس حوله في فصلٍ مناسب لتناول فطائره الساخنة ،
لذا لم يصمد أمامها طويلاً ! ، فأستسلم لمنظرها المغري .. وتناول قطعة أكبر بقليل ..

وأرغم الجوع سبباً وجيهاً حتى يستطيع ألتهامها كلها بإستمتاع ، فأخذ يتناولها بينما يستند على الحائط بمعطفه القطني المتين .. وحذائه الجلدي ، يبتسم وهو يأكل .. وعيناه تدوران في الأرجاء .. تبحثان عنهما ، كي لا يفوته موعد المغادرة فيقع كالمرة السابقة في ذات الموقف العصيب !!

مضت عشر دقائق بعد إنتهائه من الفطيرة ، بدى متأملاً بعيناه التائهتان .. !
ضِعفَ لهفته للفطيرة الثانية التي يحملها بعناية في يده اليمنى لشخصٍ ما .. ،

أخذ يتمتم في سرّه بعنفوانٍ ،
- أسرع يا أبي وإلا ألتهمت فطيرة أليسا قبل وصولكما !

واغلق عيناه تحت وقتٍ بطيء ، يتريّث الميعاد قبل إنقضاء الزمن المحدد لوصول القطار الثاني من المحطة الأخرى .. !
#
لم يمضي الكثير ، حتى ازال الغلاف الشفاف من عليها .. !


[ السابعة وخمسة عشر دقيقة ، صباحاً ]

يأكل ببطء و يرمق الآخرين .. من هب ودب .. ، نشاطه أنخفض قليلاً .. !
الكل يخطو في مختلف الإتجاهات .. ! ، بينما هو واقف منذ ربع ساعة تقريباً ينتظر وصولهما ،
هل صادف وإن رحلا قبله ؟ .. ولكن من المحال وقوع هذا وهو أستيقظ مبكراً آملا رؤيتهما !!

فتنهد ، وأضاف كميّة من الصبر .. !


[ السابعة وعشرون دقيقة ، صباحاً ]

تبقت عشر دقائق على موعد وصول القطار ، القلق بدأ يطرق راسه .. !

في حين ، كان جسدها النحيف الصغير مقيّداً بحبلٍ سميك ، وفمها محجوب بلاصق بلاستيكي .. ،
تجوب أحداقها بفزعٍ نحو المشهد .. ، ترتعش اوصالها .. وتفيض دموعها ، وهي تبصر عُنق والدها مقطعاً بفعل شخصٍ يرتدي السواد .. يبتسم بمكر تشوبها تسلية.. !!
فتصدح بأنين قوي .. ترجوه أن يوصل ندائها الى أحدٍ كي تستنجد به .. !!


[السابعة وخمس وعشرون دقيقة ، صباحاً ]

ساد الحزن منتزعاً بريق عينه .. ! ، نسي فكره المنشغل بهم أن الفطيرة أمست عالقة بين كفيّه المحمرين من فرط صعيق الأجواء ! ، منكساً برأسه الى الأرض .. !
هالة القلق أحتضنت وجهه الطفولي .. ، تُشحِب لونه

- ما الأمر .. ؟ .. لم يصلا بعد ؟!


[ السابعة وعشرون دقيقة ، صباحاً ]

أرتفعت أصوات عجلات القطار على السكة الحديدية ،

أحدى المارات تهمس لصديقتها وهي تشير لها بوكزة من مرفقها ، ثم تهز رأسها بإتجاه مكانه صدفةً :
- أنظري الى ذاك الصبي ، ما باله هكذا ؟

كان متكئاً على قدميه ، ملقياً ظهره على الحائط الصلب ، ادرك أن القطار وصل وهما تأخرا .. تأخرا كثيراً !!
أنه يستصيخ جميع الأصوات التي تُقذَف الى أذنه فيكون قادراً على الأنصات لها .. ، وأمست له حاله بهذه الهيئة على مقربة من شعورٍ وحداني مريب .. يسبح بين طيّات عقله .. يستضيق منه صدره .. !!

- أين أنتما .. ؟

في مكانٍ على ذات الثانية ،
يقبض على شعرها التالف من الخلف .. ،
تفتر أسنانه عن ضحكة وهو يراقبها بإمعان .
يجرّها خارج الشقة .. ، وخطّان عريضان أحمران ينجليان من تحت ساقيها العاريتين .. !!
لم تدخل في غيبوبة بعد ، ولكن عقلها فقد عمله جزئياً .. !
وجفناها شارفا على الوصول الى نهاية طريقهما .. ، بديا عالقان في المنتصف ليفسحا بحيّز صغير من الرؤيا المشوشة ،
ملامح هامدة .. !!


[ السابعة وستٍ وثلاثون دقيقة ، صباحاً ]

قطعة من الفطيرة ، جلّ ما تبقى منها بغلافها الشفافي المفتوح .. مرمية في إهمال بمحاذاته ،
بينما كان يضغط على نفسه متكوراً تحت وطئة الصمت .. وخطوات عدة لأقدام الناس .. !

ذات السؤال يزحف بألمٍ داخله ،
- ماذا حدث لكي تتأخرا عن المجيء ، أغادرتما دون إعلامي حتى .. ؟!

يعصر رأسه بين رضفتيه .. ، وخصله الناعمة ساقطةُ عليها .. يجيب بهمس ،
- رُبَّما ...


[العاشرة والنصف ، صباحاً ]

يتلقّى النظرات في المحطة شيئاً فشيئاً ، تبدأ علامات التساؤل مع مزيجٍ من الغرابة النافذة من أعين الآخرين حوله .. بالإضافة الى همسٍ يرتفع من أحدى الزوايا .. ،
إهتمام أعينهم الثاقبة شيء يقتله ببطء ، يستشيطه وهو على مشارف نهايات يقظته .. !!

أنزلقت ساقه منبسطة على الأرض .. ، ورؤياه ترمق الفراغ .. !
صغير مثله لا يستطيع الصمود طويلاً.. ،
الشمس تميل من إتجاه الشرق لتستوطن كبد السماء .. ! ولكن شعاعها قد توارى خلف أشكال الغيم الرمادي الذي توافق متداخلاً مع بعضه .. مشكلاً حصن محكم أضعف وهجها ليسقط على السطح خافتاً ،
وريح الشتاء الباردة تحرّك خصله الأمامية .. لتكشف عن جبهته الصغيرة المتعرّقة ! .. تلمع عليها حبّات باردة .. ،
ثم تنزلق منها واحدة.. !

غرقٌ في الزمن اللّا مرئي داخل قوقعة تستصيخ بألف سؤال صامت .. جمود يجثم على قسماته ذات البهاء الرباني ، و التنفس البطيء الأقرب الى لهيث المحتضر يبقيه نابضاً بالحياة .. رغم هيئته التي أصبح لونها كالأموات .. !!
عقلٌ باطني يحلل المدركات في معنى يغوص للمجهول ، .. ونفس ضائعة أمام سرابٍ رمادي مدلهم .. !
أين الطريق .. ؟

ليس بإبن ألبرتين أحوج من أن يرفع ناظريه برجاء حارٍ يستعين من خلاله مساعدة من إنسان ، فلطالما أحب إظهار مقدرته على التحمّل في أكثر الأوقات تعقيداً .. وحتى هذه اللحظة المقطوعة عن زمن العالم الخارجي ، تنهار قدرته الجسدية والعقلية في آن واحد .. ويطرف بحدقتاه للأعلى مخاطباً
لتهتز شفتاه بوهن ، وهو يستعصي التلفظ بمخرجات الحروف .. ،


وتتلاشى الدقائق كالعادة دون خبر يتضح من قدومهما الذي أمسى ضرباً من الخيال .. لربما هذا ما أعتقده في سرّه .. بينما يذعن للتعب الذي أرهقه .. ويستسلم له رويداً حتى يصل الى حالة إغشاء .. !!
وكل فرد موّكل الى نفسه فقط .. يسيرون في ذات المكان دون أعطاء أهمية الى الملقى على الحائط وهو يلفظ الهواء من رئتيه بظمأ ،
وحتى إن أكتسب ألتفافه واحدة .. فلا أحد سيتوقف له طبعاً .. !!

وتحت هذه الظروف .. ، تدّخل واحد جعل رأسه يرتد للأمام .. رافعاً أحداقه ليبصر .. !

تراءت له قدمان واقفتان بجواره .. جامدتان عند موضعه !
سرى السؤال في خلده ولكن هذه المرة ، ردد
- من .. أنت ؟

أستقر صاحبها ساكناً دونما نطق ، وبعد شيء من الوقت أنزل رأسه .. وأنحنى منخفضاً حتى أستقام ناظريه أمامه .. وهو في المقابل كان يحاول التمعن بحيطةأليه .. !
كل ما أستطاع رؤيته كان معطفاً طويلاً بدى من ماركة نادرة ، ووجه تغطت عيناه بنظارة شمسية غالية الثمن .. !


- أنت ألكسيوس ألبرتين ، صحيح ؟

صمت ينتظر إجابته ، لكن المعني لم ينطق .. كان يود الإمساك بكمية ولو ضئيلة من الإستيعاب نتيجة إعيائه الذي أفقده إتزاناً في فكره ورؤياه .. وبالأخص بما انه يمتلك جهازاً مناعياً ضعيفاً قد ينقلب ضده في أية لحظة .. !!

وحاول تحركة شفاهه ، قليلاً فحسب ..
بينما خلع الرجل المجهول الهوية نظارته لتنجلي عيناه الغائصتان في هدوء مريب .. !
وامسك بذقن ألكسيوس دانياً منه وهو يطلب الإنصات

فاجاب أخيراً بعد مدة قصيرة من الوقت،

- أجل ، أنا هو ..

وأنسابت إبتسامة صفراء على ثغر الرجل الذي بدى في منتصف الثلاثينات من عمره .. رغم هيبته الباعثة للوَجل ، جعل يمسح على شعره الكثيف بعناية .. بينما يخضع الصغير له بإستماتة ليده التي أفرغت كياناً خفي تدفق الى رأسه حتى
دخل في حالة أشبه بالسكينة الخانقة ،
فأرتخى جسده الصغير ..

- أتنتظر أختك ووالدك ؟

أتسع نطاق عيناه ، ما إن سمع عنهما أرتفعت الدهشة تعتليه قلقاً .. متمتماً ،
- إذن أنت صديق والدي ؟.. أين ذهبا ؟ .. وتركاني هنا بمفردي ؟! .. هل تعرف مكانهما ؟ .. أحدث وإن لقيتهما صدفة ؟ .. ماذا قالا ؟!

وأنطلق يوجّه سيلاً من الاسئلة بعد أن انشرح لسانه بذكرهما .. يبتغي إجاباتها الشافية حتى تطمأن دواخله .. فلم يكن يطغى عليه سوى شعور فردي ، وهو القلق الذي يزداد لينهش تفكيره .. !
على الرغم من أنه كان لا بد أن يتبرهن بعقله اولاً عن هذا الدخيل !

وحاك الرجل قناعاً في منتهى الغموض ، مردداً في لحظة مثيرة للشك ! ، مبستماً :

- نعم ، أنهما يريدان رؤيتك .. فقد أعدا لك مفاجأة جميلة ترضيك ..!


،



لا ترسل رؤياك الى جانبٍ من السماء ، وقت انبلاج الليل المغطَّى بالدجى .. !
فالروح تقنط خلف الحجب .. ما بين طيّةِ في مكنونها .. وجدتها تهجأ كواكب النجوم .. !
وتمتطي قزح السماء .. إلى لقاء منسي .. !
لقاءُ .. ليس له صحبة بين الدروب .. !




تسقط قطرات الماء فاترةً مرويةً أياه .. ، يتلألئ منها عالقاً بين أهدابه الداكنة .. وينصب من فوق رأسه المبلل ليمحي كل أثر أرتبط به بعد إنتهائه من أي عمل.. !
فيسيل ما جَلَبَ من الدم المتبقي منساباً مع مجرى المياه .. مختلطاً مع جزيئاته حتى يبهت لونه .. ويغطس سابحاً على ذكريات ضائعة أفتقدت هويّتها .. والنسيان المحتم .. بلا عودة .. !

ودغفه الحر من تكثّف خيوط البخار التي تتشكل حوله .. و إنعدام الحسِّ بوجوده ، تضحى عيناه في تأمل مجوّف .. خاوي .. ! .. داخل شرودٍ هابطٍ بإستكانة في عمقها دونما تزحزح .. !!



[الحادية عشر وأربعُ وعشرون دقيقة ]

صوت جهاز التكييف يعمل .. !

أغلق الباب ورائه ، وخطى الى زاوية السرير المندثر بالبياض ،
حيث صفّ على الفراش رداءٌ مغلّف .. وهاتفٌ خلوي ،

دنى حتى أمسى بمحاذاته ، وجلس عليه ، ثم أستلقى على ظهره وقطرات الماء تبلل الفراش نابتةً من أطراف شعره .. كانت المنشفة على رأسه .. وقميص أبيض يرتديه مع بِنطالٍ كحلي لا يقي برودة الغرفة،
مسدلاً كفّه على جبهته ، يناهز ثنايا روحه الثقيلة .. ، يحاول الإنتشال بذاته الى الجزء المهجور من فكره .. ويلقي بها بين أغلال تابوت العالم الباطني ،مكبلاً تمرّدها حتى لا تطفو على سطح الواقع من جديد ..
هذه المرة ، أخذ يرنو الى مهجع روحه المنطفئة .. !
فهو قد كان في حيادٍ متضاربٍ معها .. ولازال مستمراً بخفاء .. !!

ولمحة خانها القدر .. تتمايل على العيش المحتضر بفقد هويّة اليقين ، والإعتقاد بالوجود .







[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة ميـآر ; 02-26-2014 الساعة 04:47 PM
  #4  
قديم 02-26-2014, 02:56 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www7.0zz0.com/2014/02/26/11/905907333.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


صباحكم / مسائكم نورٌ وخير ،
كيف حال الجميع ؟ .. ان شاءالله كل فرد منكم بصحة وعافية

هذه هي مشاركتي في مسابقة العزيزة أسطورة زمن
أقدمها بين أيديكم ،
أتمنى لكم قراءة ممتعة =)






[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

  #5  
قديم 02-26-2014, 06:44 PM
 
حجزز و انشاء الله لي عودة يا مبدعة
ميـآر likes this.
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رَقْصَةُ قَلْبٍ ملْتآعْ عَلَى حُطَامِ مرْآةٍ سَوْداءْ ~/ قِصَّة قَصيرَة ميـآر روايات الأنيمي المكتملة 14 06-27-2014 04:09 PM
اللَّحْن المٌخَضَّب بالدَّم / رِوايَة قَصيرَة ~ * ميـآر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 03-01-2014 01:59 PM


الساعة الآن 06:40 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011