عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree1249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #251  
قديم 07-23-2014, 12:27 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/02_04_14139644246450751.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/02_04_14139644246450751.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/02_04_14139644246450751.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



مســـــــاآء الخيـــــــر ريما .. كيف حالك ؟ ؟ حب1 ..
اتمنى انك بخير غلاتي
آسسفـــــــةة ع التأخيـــــــــر ، بس انشغــــلت شوي

البارت روعــــــــةة زي كــــل مرة .. تفاعلــــــت معــاآه عز
تسلم دياتك على البـــــــارت و ان كان قصير شوي > > 500 كلمة زيادة ما تكفي بنوب > بـــــــــــــرآ :nop:



# اخــــــــــر شي كان ببـــــــــالي انو لويس و والــــــد لوي يشرفوا بزيـــــــارتهم >> كانت زيارة غير متوقعة بحق >> البنت انصدمت تخيلت انو شخص تاني الي عم يطرق الباب > كـــــــف -_-2

# هنري و نيكولاس شخصيات حـــــلوة .. خــــــــاصة نيكولاس ظريف كتير و طفولي
و احـــــــمق نوعا ما > > حبيتو

# يــــــاي كنت على حق لما علقت بالبارت الســـــابق انو كاثرين لا علاقـــــةة لها بعالـم النباتات > > لا تسحبين عليا البنت فرحانة طلع توقعها صحيح عز


# افضـل خصيةة ثــــــــاناوية بالنسبة عندي هانتــــــــــر >> ترا شخصية مسلية و افكارو محدودة " class="inlineimg" />

# افضــــــــل مقطع كــــــاآن ::
إنتهى بي المطاف بإدخال نيكولاس للغرفة بعد إلحاح شديد جداً جعلني أفقد أعصابي بحق! عندما دخل أخذ ينظر للمكان و يقول: لا يوجد سوى لوحتان لا أكثر، لماذا قد يقفل الانسان قفلاً كهذا على لوحتان ؟ بجانب لما هذه الغرفة فقط أرضيتها من خشب؟!
توجه للوحة القاتمة التي كانت بها حبال مشنقة و أشياء غريبة، أخذ ينظر فيها بتمعن ثم قال بإندفاع: ماهذا الذوق ؟
بعدها توجه للوحة الاخرى المسندة على الجدار ،حملها بين ذراعيه و أخذ يتمعن بها، هذه المرة أخذ وقتاً طويلاً ،ربما للأنها اعجبته، إلى أن سمعته يكلم نفسه قائلاً: حديقة ديسكانسو ؟
أملت رأسي جهة اليمين و أنا مسندة ظهري على الجدار و قلت له: ماذا قلت ؟
فنظر لي و هو يرفع أحد حواجبه للأعلى و قال: أنا أتحدث عن اللوحة.
توجهت له عندها و نظرت للوحة معه، حيث كان الولد الصغير الذي أعتقد بأنه لوي يضع إكليل من الورود على رأس والدته الشقراء، و البستان الذي كانوا فيه مليئ بالخضرة و أنواع الزهور، فقال لي نيكولاس: إن كانت هذه اللوحة مستواحة من الواقع، فهذه الحديقة التي هم فيها هي حديقة ديسكانسو التي هي هنا في كاليفورنيا بالطبع.
فقلت له بإعجاب: حقاً؟ كيف عرفت؟
نظر لي بأعين نصف مفتوحة، فتنهد و قال بضجر: أنت لم تهتمي بالنباتات قط حتى عندما كنت صغيرة.
ثم أشار بإصبعه على إكليل الورد الذي على رأس المرأة حيث كان يأخذ لون زهري فاتح جميل، و الزهور كانت كبيرة و بتلاتها متوزعة بشكل منظم و رقيق، فقال لي نيكولاس: هذه زهور الكاميليا، و حديقة ديسكانسو تشتهر بوجود تشكيلة من هذه الزهور فيها.
فقلت له بدهشة: كيف تعلم كل هذه المعلومات ؟!
أجابني بعد أن إحمر وجه: يمكنك أن تقولي بأنني قد زرت هذه الحديقة مرة واحدة في حياتي قبل أن تُولدي أنت.
أعدت النظر للوحة، حيث كانت والدة لوي مبتسمة برقة و بهجة، أتسائل إن كانت لهذه اللوحة علاقة بالواقع أم هي مجرد ألوان قد لطخت لوحة الرسم هذه

# لماذا انتم هناآ ؟ >> ليه توقفتي بدا المقطع > تراكي شريرة

المهم لا تطولين علينا بالبـــارت الجـاآي .. متحمسة للشخصيــــــــة الجديدة .. و كمـــــان الفلاش باكـ >> كــــاأن لازم تخليه مفاجـــــــأة ما راح اقدر اصبر عليه

تم دفـــــــــــع ثمن التذكرة $.$ > > >

في امان الله و رعايته




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]


R i m a#! and KEMOCHI like this.
__________________


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُولِي النُّهَى }

مدونتي
مطلوب متابعين



رد مع اقتباس
  #252  
قديم 07-24-2014, 02:00 AM
 
مرحباا
البارت بجنننن
عجبوني نيكولاس وهنري بضحكو هههه
ابدعتي جدا
بانتظار القادم
شكرا عالرابط
سلام
R i m a#! likes this.
رد مع اقتباس
  #253  
قديم 07-27-2014, 09:24 PM
 
السلام عليكم ...
كيفك حبيبتي!؟
الباااارت حلووو كتييير وطبعا مشوق واطول من العادة
نروح للاسئلة
شخصيتك الثانوية المفضلة؟
هانتر ولورين
جزء أعجبك ؟
توجه للوحة الاخرى المسندة على الجدار ،حملها بين ذراعيه و أخذ يتمعن بها، هذه المرة أخذ وقتاً طويلاً ،ربما للأنها اعجبته، إلى أن سمعته يكلم نفسه قائلاً: حديقة ديسكانسو ؟
أملت رأسي جهة اليمين و أنا مسندة ظهري على الجدار و قلت له: ماذا قلت ؟
فنظر لي و هو يرفع أحد حواجبه للأعلى و قال: أنا أتحدث عن اللوحة.
توجهت له عندها و نظرت للوحة معه، حيث كان الولد الصغير الذي أعتقد بأنه لوي يضع إكليل من الورود على رأس والدته الشقراء، و البستان الذي كانوا فيه مليئ بالخضرة و أنواع الزهور، فقال لي نيكولاس: إن كانت هذه اللوحة مستواحة من الواقع، فهذه الحديقة التي هم فيها هي حديقة ديسكانسو التي هي هنا في كاليفورنيا بالطبع.
فقلت له بإعجاب: حقاً؟ كيف عرفت؟
نظر لي بأعين نصف مفتوحة، فتنهد و قال بضجر: أنت لم تهتمي بالنباتات قط حتى عندما كنت صغيرة.
ثم أشار بإصبعه على إكليل الورد الذي على رأس المرأة حيث كان يأخذ لون زهري فاتح جميل، و الزهور كانت كبيرة و بتلاتها متوزعة بشكل منظم و رقيق، فقال لي نيكولاس: هذه زهور الكاميليا، و حديقة ديسكانسو تشتهر بوجود تشكيلة من هذه الزهور فيها.
فقلت له بدهشة: كيف تعلم كل هذه المعلومات ؟!
أجابني بعد أن إحمر وجه: يمكنك أن تقولي بأنني قد زرت هذه الحديقة مرة واحدة في حياتي قبل أن تُولدي أنت.
أعدت النظر للوحة، حيث كانت والدة لوي مبتسمة برقة و بهجة، أتسائل إن كانت لهذه اللوحة علاقة بالواقع أم هي مجرد ألوان قد لطخت لوحة الرسم هذه.
الله يعطيكي العافية
بانتظار البارت القادم
بالسلامة
R i m a#! likes this.
__________________
رد مع اقتباس
  #254  
قديم 07-28-2014, 04:14 AM
 
-
العيدية في الرد الجاي !!
♥ ற!ss Đlo3a and KEMOCHI like this.
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #255  
قديم 07-28-2014, 04:39 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im46.gulfup.com/x5KVSg.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

و أنا أنظر للوحة، سمعنا صوتاً قد جعلنا ننتفض في مكاننا يقول: لماذا أنتم هنا؟
إنتفضنا أنا و نيكولاس في مكاننا بذعر، لكنني عندما أدركت بأنه ليس صوت لوي هدأت أعصابي، إلتفت للخلف للأرى هنري واقفاً عند المدخل و هو ينظر بإستغراب، فأجابه نيكولاس: هذه الغرفة مقفلة، كل ما في الامر بأن كاثرين قد أدخلتني هنا للأرى ما فيها.
ليقول له هنري بنبرة غير راضية: حتى لو كانت الغرفة فارغة، بما أن الشاب قد أقفلها يعني بأنه لا يريد أن يدخلها أحد، لا يجب التطفل .
فضرب نيكولاس الارض الخشبية برجله بقوة و قال بغضب لهنري: تطفل ماذا؟ الغرفة فارغة و كل مافيها هما لوحتان سخيفتان!
في اللحظة التي ضرب بها نيكولاس الارض الخشبية، توقفت رجله للحظة من الزمن و هي تتلمس الارضية، قطب حاجبيه بحيرة، ثم جثا على ركبتيه و هو يتلمس الخشبة التي قد ضربها برجله، فسألته: ماذا هناك؟
ليجيبني و هو يميل رأسه لليمين: لا، كل ما في الامر بأنني إستشعرت شيئاً غريباً تحت هذه الخشبة، شئ ما تحته مثلاً، بجانب لماذا هذه الغرفة هي الوحيدة التي أرضيتها من خشب؟
فجأة سمعت صوت لوي و هو يقول لنا: آسف على الازعاج.
نظرت له و أنا منتصبة على أطراف رجلي بخوف، فإنتصب نيكولاس على رجليه و سأل لوي: لماذا تقفل هذه الغرفة؟ ليس فيها شئ مميز أو خطير.
بينما ضربات قلبي كانت تتسارع رويداً رويداً، جاوب لوي قائلاً وهو يتقدم لداخل الغرفة: لا، كل ما في الامر بأنني أعتبر هاتان اللوحتان كشئ ثمين، لذا أقفلت عليهما .
قطب نيكولاس حاجبيه و قال: هل تتوقع مني أن أصدق ما تقوله ايها الصبي؟
أخذ لوي يرمقه بنظرات حادة آنذاك، لكنه تنهد و قال: ناس مثلك لا يستطيعون أن يفهموا الفن.
بينما كان نيكولاس يشتعل غضباً، تقدم هنري لداخل الغرفة و ألقى نظرة على تلك اللوحة التي كانت عبارة عن حبل مشنقة أو شئ من هذا القبيل، فأخذ يتأمل فيها بهدوء ثم قال: هل أنت من رسمها؟
أومأ لوي موافقاً، ثم قال: رسمتها في إحدى المسابقات عندما كان عمري 12 عشر سنة.
توسعت عين هنري بدهشة، فضرب لوي على ظهره كتعبير على انه مدهش و قال: حقاً؟! لم أكن أعلم بأنك فنان !
بعد هذا ظل نيكولاس يتناقش مع هنري بشأن اللوحة بأنها لا تستحق هذا الاعجاب، بينما لوي تقدم لي و ضرب جبهتي بإصبعه السبابة و قال بعد أن تنهد: لو لم أقفل الغرفة لما أعرتيها أي إهتمام أصلاً.
أطلقت ضحكة خفيفة لكي أتماشى معه.
في اليوم التالي ،الساعة 1:00 ظهراً
كنا في تلك الساعة في المقبرة حيث قبر والدي بعد أن ذكرني هنري بالموضوع، عندما قدتهم للقبر ظل كل من هنري و نيكولاس واقفان أمامه يحدقان بصمت، بينما أنا كنت بجانب لوي الذي قد أشعل سيجارته للتو، فجأة قال و هو ينفذ الدخان من جوفه: ألا تشعرين بالملل؟
أومأت موافقة، فبعد كل تلك الاحداث المتتالية و المغامرات المستمرة و القصص العاطفية ،أشعر وبعد فترة من الزمن بحياة طبيعية تزورني بعد غياب، لكنها ضيف غير مرحب به بالنسبة لي، فمهما كانت صعوبة الظروف التي يمر بها الانسان سوف يعتاد عليها إن تكررت أو إستمرت، لذا بعد أن عم الهدوء في أرجاء حياتي أشعر بملل فظيع !!
تنهدت بضجر، ثم أخذت أجوب بنظري على أرجاء المكان، كانت المقبرة شبه خالية من الناس، فالاغلبية كانت للقبور الصماء، هناك عائلة مجتمعة على أحد القبور، و هنا نحن واقفون على قبر والدي، و في تلك الجهة إمرأة تبكي أمام أحد القبور كذلك..
تنهدت مرة اخرى، ثم أعدت النظر للمكان، لكن لوي أخذ ينبهني بإصبعه السبابة و هو ينقر على كتفي، عندما إلتفت له رأيته يشير بإصبعه الاخرى على الجهة الاخرى بهدوء، فنظرت للجهة التي يشير لها فرأيت كيفين و هو واقف أمام أحد القبور و بين يده باقة من زهور بنفسجية اللون ذات بتلال رشيقة طويلة، أخذ كيفين يتأمل بالقبر لفترة طويلة من الزمن و حتى أنني شعرت بأنه يكلم صاحبه للحظات! لكنه سرعان ما وضع الباقة بالقرب من القبر و عاد للتأمل!
فقلت للوي: لماذا هو هنا؟ و لماذا قد وضع هذه الزهور على القبر؟ أليس من المفترض أن يختار زهوراً رسمية ؟
فجأة نفذ لوي الدخان في وجهي و قال مغمغماً: يبدو بأنك لا تفقهين شئ في علم الازهار.
أخذت ألوح بيدي أمام وجهي لكي أبعد الدخان، بينما لوي أكمل كلامه قائلاً: هذه الزهور تدعى "أستر"، حسناً، يمكنك أن تقولي بأن معناها هو الصبر و الاحتمال.
فقلت له: أنا مندهشة للأنك تعرف كل هذه المعلومات.
على كل، بعد هذا توجهت حيث كيفين ،عندما وصلت له أخذت أنقر بإصبعي على ظهره، فإلتفت إلي ثم قال بدهشة: كاثرين؟ ماذا تفعلين هنا؟
إبتسمت بإصطناع و قلت له: أنا هنا لزيارة والدي.
فجأة جاء لوي ،و معه نيكولاس و هنري، بينما كان كيفين يحدق في لوي بنظرات دهشة، ربما للأنه قد نزع العدسات، سألني نيكولاس بريبة: من هذا؟
فأجبته :إنه أخ لوي الاكبر، كيفين.
ليقول لوي لكيفين بإبتسامة مزيفة: ألم تلقي التحية على أخوي كاثرين؟ أم أنك سوف تظل تحدق بي؟
عندما إستعاد كيفين حواسه، صافح هنري و قدم كل واحد منهم للآخر، ثم سألت كيفين: لماذا أنت هنا؟
أنكس رأسه للأسفل و قال: لزيارة أمي.
شهقت شهقة خفيفة، كدت أن أعتذر منه لكن نيكولاس تكلم قائلاً: لحظة! أعتقد بأنني رأيت هذا الشاب في مكان ما.
فأجابه لوي و هو لا يزال يدخن تلك السيجارة: بالطبع، فهو لاعب كرة سلة، ربما رأيته في التلفاز.
ليقول نيكولاس بصوت عال: نعم هذا صحيح! في التلفاز!
قطع جو الحوار هنري و هو يقول: المعذرة، لكن إلى متى سوف تبقون هنا تتحدثون؟
فقال كيفين لنا فجأة:حسناً، أنا سوف أنصرف الآن.
فقلت له بإلحاح: لماذا تذهب؟ لم أرك منذ مدة لذا إبقى أكثر معنا.
لكنه رفض أن يبقى و قال لي :آسف، لدي شئ للأفعله.
ثم ودعنا و إنصرف، لنشق طريقنا نحن ايضاً خارجين من المقبرة، و نحن في الطريق سأل نيكولاس: أتسائل ماهو الشئ الذي يجب أن يفعله؟
أجابه لوي بهدوء: جواب سؤالك هذا هو "لاشئ".
فسأله هنري :ماذا تقصد؟
إبتسم لوي من طرف فمه ثم أجابه: هو لا يريد أن يكون بالارجاء التي أكون موجوداً فيها فحسب.
أعاد هنري نفس السؤال و إنتظر إجابة مختلفة، فاجابه لوي: لاشئ مميز، فقط هنالك إختلاف مبادئ بيننا.
ليقول نيكولاس مغيراً الموضوع: على كل حال! لا تقولوا لي بأنكم سوف تعودون للشقة الآن ؟! من المستحيل أن أعود لها!
بعد أن أنهى نيكولاس جملته، جائت يد من مكان ما و ضربت لوي على ظهره لتجعله يتقدم بضع خطوات للأمام، عندما إلتفت للخلف رأيت كارل و إبتسامة كبيرة على محياه، فعدل لوي ظهره و قال: لماذا أنت هنا؟
فأجابه بعد أن أطلق ضحكة رنانة: لماذا؟ هذا الشارع العام لا تستطيع أن تملكه.
ثم نظر لي و ألقى التحية بطريقته المرحة، ثم نظر لنيكولاس و هنري و قال لهما: من انتما؟
ليقول له نيكولاس مغمغماً: أنا من عليه قول هذا.
ثم أردف بصوت عال: بجانب، هل كل من تعرفت عليهم كاثرين في هذه المدينة هم شباب؟! و لماذا هذا الشاب أعينه نفس لوي؟!
فأجابه كارل: لماذا أعيني مثله؟ للأنني إبن خالته، إسمي كارل.
بعد أن أنهى جملته، توجه للوي ووضع ذراعه على كتفه بقوة، بينما لوي لم ينظر له بل سأله و هو يوجه نظره للأمام: ماذا تريد؟
فقال له كارل بسخرية: سوف تأتي معي قليلاً يا إبن خالتي، لدي شئ لكي أخبرك به.
ثم أخذ يدفعه على الرغم منه و الابتسامة الساخرة لا تفارقه، وقف بالقرب من الرصيف و هو لا يزال يضع ذراعه على كتفه لكي يثبته، ثم رفع ذراعه الاخرى لاعلى للتوقف سيارة أجرة أمامهما، فتح كارل الباب و أدخل لوي بالقوة !ثم قال لي و هو يلوح مودعاً: سوف أعيده لك لذا لا تقلقي!
ثم دخل هو الآخر و أغلق باب السيارة، بعدها بثوان إنطلقت السيارة ،فقال نيكولاس مغمغماً: ماكان هذا، للتو؟
فتبعه هنري قائلاً: الاهم من هذا، أليس الاتجاه الذي سكلته السيارة يؤدي للملاهي؟
لم يكن عقلي مستعداً لشئ جديد آخر، لكنه توقف كلياً عندما ظهر شخص جديد في عالمي عندما ذهب لوي، نعم، إمرأة صهباء قصيرة القامة، ربما كانت في نفس طولي أو أطول بقليل، شعرها ذهبي قد فقد بريقه و تخللته شعيرات بيضاء يصل لنصف ظهرها، بعض خصلاته منسدلة على كتفيها و الاخرى تغطي جبهتها، بشرتها بيضاء و عيناها مستديرة ذات لون مختلف، ملابسها كانت كأي إمرأة في عمرها، لم تبدو فخمة أو شئ من هذا القبيل، بتعبير آخر يمكنك أن ترى أي إمرأة تتمشى في شوارع لوس انجلوس ترتدي هذه الملابس، معالم وجها تدل على الوقار، أشعر بأنها قد فقدت جمالها بسبب تقدم السن بها، حيث كانت تقف أمامي و إبتسامة ثابتة على محياها .
إبتلعت ريقي و قلت متمتمة: سيدة.. لا..
إقتربت مني ووقفت أمامي مباشرة، ثم مدت يدها للمصافحة و قالت: هل أنت كاثرين؟
أومأت موافقة و أنا أصافحها، فقالت لي: إسمي لوكا، والدة لوي.
رفع نيكولاس أحد حاجبيه و قال بإستغراب: لوكا؟ أليس هذا إسماً للذكور؟
فقال له هنري بهدوء: يمكن أن يستعمل للإناث ايضاً.
لتقول لي المرأة بإبتسامة :اولاً، دعينا نذهب لمكان و نجلس فيه، أريد أن أتحدث معك.
بعد أن قادتنا إلى أحد المقاهي و طلبت لنا قهوة على حسابها، كنت أجلس بقربها أما نيكولاس و هنري أمامنا، فوضع نيكولاس يده على خده و قال لها: إذن، ماذا تريدين؟
فقال له هنري مقطباً حاجبيه: لعلمك فهي تريد أن تتحدث مع كاثرين و ليس نحن، أو ربما يجب أن تكون ممتناً للأنها قد طلبت القهوة على حسابها.
إلتزم نيكولاس الصمت بعد هزيمة صامتة من هنري، بينما أنا حاولت أن أفتح الحوار و قلت لها: لكن، كيف توافق ظهورك مع رحيل لوي؟
فاجابتني: أنا من قالت لكارل بأن يأخذ لوي بعيداً، للأنني أريد التحدث معك فقط.
يمكنكم القول بأنني في السابق كنت أملك كثيراً من الكلام لكي اقوله لوالدة لوي، لكن بعدما واجهت الواقع و قابلتها بالفعل، لا أعلم ما السبب لكن لساني قد إنعقد من تلقاء نفسه و بدون سبب مقنع! أقصد.. كنت أتوقعها أن تكون ذات شخصية مختلفة.. لكن تعاملها طبيعي لحد الآن ..
إبتلعت ريقي، عندها سألتني: منذ متى و أنت تعرفين لوي؟
فأجبتها: في سنتنا الاولى في المدرسة الثانوية، حيث إنتقلت لنفس مدرسته في الاسبوع الثاني في المدرسة للأنني من منطقة اخرى.
فجأة جاء النادل و هو يحمل أربعة أكواب من القهوة على صينية فضية، فوضعهم على الطاولة برفق ثم إنصرف، فتناولت السيدة لوكا الكوب و أخذت تحدق فيه و إبتسامة خفيفة على محياها، ثم سألتني مرة اخرى:جاوبيني إذن، هل أصبحت صديقة لوي مباشرة أم واجهت صعوبات في التعرف عليه؟
إبتسمت بإصطناع و قلت لها: إنها قصة طويلة .
أخذت رشفة من القهوة، ثم وضعت الكوب على الطاولة بحزم و قالت: هل يمكنك أن تخبريني بهذه القصة الطويلة.
ليقول نيكولاس بإندفاع آنذاك: صحيح، قلت بأنك سوف تحكيها لي البارحة!
. .عودة للماضي. .
ها أنا أقف أمام صف كامل كطالبة جديدة للأول مرة في حياتي، ألم يكن بمقدوري أن آتي قبل أسبوع ؟! كم أنا حمقاء!
حاولت تهدئة أعصابي مع انني كنت متوترة بشكل كبير في تلك اللحظة للأنني لم أكن أتكلم مع الطلاب في أيام المدرسة الاعدادية و الابتدائية، لذا أخذت نظرة عامة على الصف، كان حجمه أكبر قليلاً من المدرسة الاعدادية، الطاولات موزعين بنظام حيث يجلس عليهم الطلاب، و في مقدمة الصف طاولة المعلم و خلفها السبورة، كان مثل أي صف طبيعي، لكن المدرسة كانت واسعة بحق، حيث تشمل مبنى لكل سنة دراسية، و في كل مبنى كانت تقبع غرف المعلمين الخاصين بهذه السنة المعينة، مسبح و صالة رياضية واسعة، و مبنى آخر لغرف الفن و الموسيقى و الطبخ و النجارة و أشياء من هذا القبيل! بجانب أن هنالك كافتيريا ،ناهيك عن المساحة الشاسعة التي كانت تعتبر كمقدمة عندما تدخل للمدرسة، آه! و مسكن الطلبة يكون خلف المدرسة حيث ينقسم لقسمين، للأولاد و الفتيات.
على كل، و أنا واقفة أمام ذلك الصف قال لي المعلم: هيا، عرفي بنفسك.
كدت أن أعض لساني عن طريق الخطأ، لكنني تجاوزت هذه المحنة و تكلمت اخيراً بعد إستنشاق جميع الهواء المحيط بي: إ-إسمي كاثرين، سعيدة لمقابلتكم.
كنت منكسة رأسي للأسفل عندما تكملت، لكنني عندما إنتهيت رفعته لكي أرى الصف يصفق بحرارة و قد كان هذا كترحيب قد هدأ أعصابي، فتنفست الصعداء ليقول لي المعلم و هو يشير بإصبعه حيث آخر مقعد فارغ في الصف: يمكنك الجلوس هناك.
فتوجهت لذلك المقعد المنشود حيث آخر الصف، كان المقعد بالقرب من الصفة القريبة من النافذة، على كل! و أنا أشق طريقي لمقعدي كان الجميع يحدق بي و كأنني شئ غريب، حسناً هذا شئ مألوف لكل طالب جديد! عندما وصلت اخيراً نظرت للشخص الذي كان بالقرب مني، أي بالقرب من النافذة، كان صبياً ذو شعر أسود مخملي و أعين عسلية حادة، لم أستطع أن أحدد طوله للأنه كان جالساً، و قد كان على عكس جميع الطلاب، بينما جميع الطلاب كانوا يحدقون بي، كان هو ينظر من خلال النافذة وهو يضع يده على خده ..و كأنه قد قطع إتصاله بالعالم أو شئ من هذا القبيل..
جلست على الكرسي و أخرجت كتبي ،كانت مخيلتي تعصف بشأن هذا الشاب، ربما هو من هؤلاء! أصحاب العصابات أو شئ من هذا القبيل! على كل، بدأت الحصة، و إنتهت لتبدأ الحصة التي بعدها و هكذا، و هذا الشاب لم يتكلم مع أي أحد بل كان يواصل النظر من خلال النافذة!
إلى أن حان وقت الاستراحة، فأخذت نفساً عميقاً لتتناولني فتاة اخرى كانت جالسة أمامي، بشرتها سمراء ،مع بشرتها السمراء تلك كانت تملك شعراً أسوداً مموج و أعين داكنة، فقالت لي و هي لا تزال جالسة على كرسيها بمرح: أنا لورين، ما إسمك؟
ثم قالت و هي تضع يدها على رأسها بإبتسامة كبيرة: اوه نسيت بأن إسمك كاثرين.
لم أنطق بكلمة، بينما هي قالت لي بشغف: هل تريدين الذهاب للكافيتيريا؟
أومأت موافقة بتردد، فترجلت من على الكرسي و أمسكت يدي ثم سحبتي معها حيث الكافيتيريا، هناك جلسنا على أحد الكراسي و معنا الطعام الذي قد إشتريناه، ما إن جلسنا حتى فتحت فمها للتكلم مرة اخرى قائلة: كاثرين، صحيح؟ لماذا لم تأتي منذ أول يوم في المدرسة؟
فأجبتها بصوت خافت: لقد واجهت مشكلة في الحصول على قطار في ذلك الوقت.
فسألتني مرة اخرى: هل أنت من منطقة اخرى؟
أومأت موافقة، ثم قالت لي :أنت لا تتكلمين كثيراً، بجانب أن صوتك منخفض!
إبتسمت بإصطناع و قلت لها: للأنني لم أكن أملك أي أصدقاء في السابق، لذا من الصعب علي أن أتكلم مع شخص غريب هكذا ..
أمالت برأسها لجهة اليمين بحيرة، لكنها عدلته و قالت: إذن، هل تكونين صديقتي؟
أطلقت شهقة مسموعة، فقالت لي بإبتسامة مصطنعة كانت عكس إبتسامتها المرحة تماماً: كما ترين، هناك قضية تمييز بين البيض و السود في صفنا، صفنا معظمه من البيض، هناك سود ايضاً لكنهم شباب، و أنا أريد أن أصادق فتاة، لذا..
كادت عيني أن تفيض بالعبرات آنذاك، لكنني حبستها و إبتسمت إبتسامة أشعر بأنني لم أبتسمها منذ مدة و قلت لها: نعم!
قطع حديثنا قدوم شاب ما، كان مظهره طبيعي لكن ما لفت إنتباهي كان طول قامته، فجلس بالقرب من لورين و قال لها: ماذا؟ هل تعرفت على الطالبة الجديدة؟
فقالت لي لورين بشغف: هذا جاك، يمكنك القول بأن أستاذ الرياضيات قد عينه ليكون معلمي الخاص، فأنا كما تعلمين رديئة في هذه المادة!
أخذت أهز رأسي بخفة، ليقول لي جاك مغمغماً: لا تهزي رأسك هكذا، أنا في نفس صفك ألا تتذكريني؟!
فقالت له لورين بعد أن أطلقت ضحكة رنانة: من المستحيل أن تتذكرك في أول يوم لها، صحيح؟
فقلت لهما و أنا أنظر للأسفل: كان الجميع ينظر لي لذا إجتنبت النظر لهم، لكن..
ثم إلتزمت الصمت، فسألتي لورين: لكن ماذا؟
رفعت رأسي و أجبتها بحيرة: الشاب الذي كان يجلس بالقرب من النافذة، كان على جهتي اليسار، كان طول الوقت ينظر من خلال النافذة و لا يتكلم مع أحد بين الحصص، هل هو بخير؟ هل يعاني من مرض نفسي أو ماشابه؟
فوضعت لورين يدها على ذقنها و كأنها تحاول التذكر قائلة: الشخص الذي بالقرب من النافذة.. بجانب كاثرين على جهة اليسار..
ثم قالت فجأة بصوت عال: آآه! أتقصدين لوي ؟!
قطب جاك حاجبيه و قال لها: أخفضي صوتك.
أطلقت ضحكة خفيفة، ثم قالت لي و هي تلوح بيدها بضجر :مع أن قد مر أسبوع على المدرسة، لكنه كان دائماً منعزلاً عن الفصل بأكمله، لكن لا تغتري بهذا..!
ثم أردفت بشغف: في الحقيقة هو عبقري! بجانب انه من عائلة غنية!
أكمل جاك كلامها بهدوء: كان الاستاذ سوف يعينه هو كمعلم للورين، لكنه كما ترين، كيف أقولها، يصعب التحدث معه أو بالاحرى كلامه غير مفهوم لذا إختارني أنا.
فسألته: كان سوف يختاره؟ هل هو عبقري لهذه الدرجة؟
أومأ موافقاً ثم قال: كان من الاوائل على البلاد في آخر سنة له في الاعدادية، و من المتوقع بأن يكون الاول في الثانوية كذلك، لكن إن جئنا لتصنيف الصف بحسب علامات الاعدادية أكون أنا الثاني، و أنت الثالثة.
لتتابع لورين الكلام عن هذا المدعو لوي قائلة: ليس هذا فقط، عائلته تملك سلسلة شركات مشهورة لصناعة السيارات و يقولون بأن أخاه الاكبر لاعب كرة سلة، و ايضاً..
ثم أردفت و هي تضع يدها على جانب يدها الايمن و كأنها تهمس: هناك إشاعات تقول بأنه متبنى.
توسعت عيني للحظة، فقال لها جاك مغمغماً: لكن الاشاعات تظل إشاعات، لا تصدقيها.
نظرت له لورين و قالت بشغف: لكن ماذا لو كانت الاشاعات حقيقة! ربما يفسر سبب نظره للسماء و إنعزاله عن الفصل! و هكذا تتولد قصة مأساوية يقصها التاريخ كل عقد!
تنهد جاك بضجر و قال لها: في أي عالم أنت؟
إنتهى اليوم الدراسي اخيراً، فأرشدتني لورين لمسكن الطالبات، حيث كانت في الغرفة المجاورة لغرفتي، ظلت فترة من الزمن جالسة في غرفتي تتحدث عن قصة حياتها مع انني لم أكن أسمعها، بل كنت أرتب أشيائي التي في الصناديق من ملابس و هكذا، لكن عندما شعرت بالنعاس خرجت بعد أن ودعتني، مع هذا أشعر بالراحة للأن فتاة طيبة القلب قد أصبحت صديقتي.
بعد أن إنتهيت من إخراج ما في الصناديق، أخذت نظرة خاطفة على الغرفة مرة اخرى، كانت مساحتها مرضية لي فهي تظل أكبر من غرفتي في السابق، بالقرب من النافذة كان يوجد السرير، و في زاوية معينة كانت توجد الخزانة، أما في الزاوية الاخرى كانت توجد مكتبة للدراسة، على كل! أخذت حماماً سريعاً و إرتديت رداء النوم ثم خلدت للنوم بسرعة!
الساعة 5:00
في اليوم التالي، إستيقظت قبل أن يرن المنبه حتى، يبدو انني متوترة أكثر من اللازم مع انه يومي الثاني، على كل، بما انني مبكرة إرتديت ملابسي و حملت حقيبتي و غادرت، حيث كان المسكن لا يزال ساكناً و هادئاً، دليل على أن بعضهن لن تستيقظ بعد مثل لورين مثلاً، على كل! خرجت من المسكن متوجه للمدرسة، كان هناك القليل من الطلاب في الممرات و الفصول، كنت أخطط أن أضع الحقيبة في الفصل و أتجول في الارجاء، لكنني عندما كدت أن أدخل للصف إصطدمت بأحدهم، تراجعت بضع خطوات للوراء ثم نظرت أمامي للأرى هذا الشاب المدعو لوي، كانت ملامح وجه فارغة لا توحي بشئ، لكن عندما رأني قال: آه، أنت الطالبة الجديدة.
ألقيت عليه تحية الصباح، لكنه لم يردها بل دخل لداخل الفصل بصمت! لسبب ما جعلني هذا أشعر بغضب شديد للأنه قد تجاهلني، ألم يستطع أن يقول "صباح الخير" على الاقل؟!
تنهدت بضجر ثم دخلت للفصل أنا الاخرى، فرأيته بصورته مثل يوم أمس، جالس يحدق في السماء، فتوجهت لمقعدي و جلست و هو لا يزال صامتاً، كنت أريد أن أفتح موضوعاً معه بشدة! إلا أنني لم أجد موضوع مناسب لذا مر الوقت بصمت يثير الاعصاب لتبدأ الحصص بعد هذا!
كان الاستاذ اللغات يتلكم باللغة الفرنسية وهو يقرأ من الكتاب المدرسي، بينما أنا كنت أترجم الجملة في دفتر ملاحظاتي بصعوبة، لكنني ترجمت ربعها حيث كان يقول "إذا تتبعت صوت الآلهة .."ثم توقفت قليلاً لكي أفكر في تكملة الجملة، فأنا كما تعلمون لست جيدة في تعلم اللغات بل أتعلمها بصعوبة، أنا متخصصة في مادة واحدة فقط و هي الرياضيات لا غير، أما باقي المواد لولا أنني أبذل جهد كبير جداً لما نجحت فيهم!
بينما أنا أفكر، قال الاستاذ سائلاً الفصل: من سوف يترجم هذه الجملة؟
في تلك اللحظة من كان ينظر للأسفل، و من كان يحاول أن يترجم الجملة بسرعة خوفاً من أن يختاره الاستاذ، و ايضاً من كان يضع رقائق البطاطس في درجه و يلتهم واحدة تلو الاخرى غير مهتم بالحصة، بجانب من كان نائماً و لعابه قد أغرق الطاولة، بينما الاستاذ كان يتصفح وجوه الطلبة بضجر، ثم تنهد و قال: لوي، ترجمها من فضلك.
عندها نظرت للوي الذي كان لا يزال يحدق بالسماء! عندما إختاره الاستاذ إنتصب على رجله بهدوء و قال: "إن تتبعت صوت الآلهة و أطعته، ستكون البحار وفيرة و لم تعصف الريح".
عندها إبتسم الاستاذ برضى و قال: كما هو المتوقع منك.
فجلس لوي على مقعده مرة اخرى وواصل تأمله للسماء، فأخذت أرمق الصف بنظرات متفحصة، كانت كتبه على الطاولة حتى أنه لم يفتحهم، أو حتى أنه لم يفتح دفتر ملاحظات، بل كان يواصل تحديقه للسماء طول الوقت، هل من المعقول بأنه إلتقط الجملة من لسان المعلم و ترجمها هكذا بشكل مباشر؟! هل هو آلة أم ماذا؟! و أنا من كنت أظنه شخصاً رومنسياً ينظر للسماء فقط!
في فترة الاستراحة، ذهبت أنا و لورين مع جاك للكافتيريا، فطلبنا ما طلبناه يوم أمس، بينما أنا كنت أكل بصمت، كان جاك يعلم لورين درس الهندسة الذي أخذناه قبل قليل، إلى أن طفح كيله منها و أغلق الدفتر الذي كان يشرح فيه بغضب و قال: بعد المدرسة! في المكتبة! سوف تأتين معي لكي أشرحه لك!
قطبت حاجبيها و قالت و هي تمد فمها بطريقة توحي بأنها غير راضية: لكنني كنت أخطط بأن أذهب مع كاثرين للسوق بعد المدرسة!
فأمسك جاك الشطيرة التي كانت في يده بعنف و قال و هو يأكل منها بوحشية: يمكنكما تأجيل هذا الشئ! لديكم أيام العطلة الاسبوعية!
إبتسمت بإصطناع وقلت للورين: كلام جاك صحيح، بجانب إن كان جاك لا يستطيع أن يشرح لك سوف أفعل أنا.
فكتف جاك بذراعيه و قال بحزم: لا، من خلال آخر حصة رياضيات قد حضرناها إكتشفت بأنك تحبين هذه المادة بالفطرة..
ثم أردف: لذا، شخص يحل المسائل بالفطرة من المستحيل أن يجعل هذه الحمقاء تفهم !
ظلت لورين تتذمر آنذاك بينما جاك كان يواصل تجاهلها، فقلت له بإندفاع: إذن، سوف آتي معكما للمكتبة بعد المدرسة، فليس لدي شئ للأفعله بعد كل شئ.
بعد المدرسة، ذهبنا حيث مبنى المكتبة الخاص المنفرد حيث كان يقبع خلف مباني الصفوف الرئيسية، عندما دخلت أخذت أحدق للمكان بدهشة و ذهول، كانت مكتبة كبيرة بحق حيث كانت تتكون من طابقين، الطابق الارضي الذي نحن فيه و طابق آخر تركب له من حيث درج، في الطابق الارضي كان المكان مملوئاً بمكاتب خشبية تحتوي على رفوف قد صفت بها الكتب بنظام !
الكتب القديمة في جهة، و الكتب الثقافية في جهة اخرى، القصص و الروايات في جهة اخرى، و هكذا كان الترتيب حيث كل مجموعة لها قاسم مشترك في مكان لوحدها بحيث يسهل العثور عليها، أما بجانب مكتب أمين المكتبة الذي كان قرب المدخل بعض الجرائد و المجلات، أما وسط المكتبة كانت الطاولات التي يجلس عليها الطلاب و رواد هذه المكتبة، في جهة مخصصة كان يوجد مجموعة من الحواسيب لمن يريد إستخدامهم كذلك.
كان المكان هادئ بالفعل مما جعلني أشعر بأن الضجة التي حدثت في جوفي من الذهول قد صدحت للعالم الخارجي، فهذه أول مرة لي أكون فيها في مكتبة بهذه المساحة و الكتب الوفيرة.
على كل، ذهب جاك ليجلس بلورين على أحد الكراسي لكي يشرح لها، بينما أنا قلت لهم بإبتسامة: إذن، أنا سوف آخذ جولة هنا.
تركتهم و إنصرف، أخذت جولة سريعة في المكان ثم ركبت الدرج للطابق الثاني، هناك كانت الانوار خافتة نوعاً ما مما جعل المكان مظلماً، لكن هذا لم يمنعني من التجول في المكان، بجانب أن هنالك بعض الطلاب المنتشرين في المكان كذلك، فدخلت بين المكاتب لكي ارى الكتب، و بالتحديد في قسم الروايات الطويلة، فأنا كنت أقرأها في السابق لقتل الوقت لا أكثر، ليس و كأنني معجبة كبيرة بالقراءة أو ماشابه ..
أخذت أرمق الرفوف بنظرة تفحص، عندما شعرت بالملل فكرت بالانصراف للأكمل جولتي أو أجد كتاباً ممتعاً أقرأه، لكن فجأة رأيت أمامي شاباً ما كان بنفس طولي أو أقصر بقليل، مظهره مثل أي شاب في عمر المراهقة، أي إنه لم يكن محترماً بشكل مبالغ أو جامحاً بشكل مبالغ، فقال لي و هو يشير على أعلى رف قائلاً: هل يمكنك أن تحضري هذه الرواية لي؟
أومأت موافقة، ثم نظرت حيث كان يشير لكنني لم أستطع أن أميز أي واحدة يريد، فسألته: أي واحدة تريد؟
فأجابني بإندفاع: عالم صوفي.
عندها أخذت أقف على أطراف أصابعي لكي تطال يدي تلك الرواية، كادت أن تصل لكنني في النهاية عدت فارغة اليدين، لكنني حاولت و حاولت إلى أن فجأة رأيت يداً قد تطاولت الرواية و سحبتها بهدوء، عندما نظرت للشخص رأيته ذلك الشاب المدعو لوي و هو يمسك الرواية بيده، تجاهلني و خاطب ذلك الشاب قائلاً: هذه الافعال لا تليق بالمكتبة.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبگ بقلمي خـبـلات لـلابـد❤ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 7 07-23-2012 09:32 PM
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه/ الامام علي بن أبي طالب فــهــد أحمـد الــحقيـل قصائد منقوله من هنا وهناك 2 04-09-2010 02:41 PM
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-07-2009 11:31 AM


الساعة الآن 07:53 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011