عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree1249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 04-06-2014, 08:24 PM
 
بارت جميل جدا يا مبدعه
جزء أعجبكم؟
بينما أنا أقلب في قنوات التلفاز، فجأة سمعت صوت الجرس، للأقفز من مكاني أركض من خلال البهو إلى الباب، و كأنني كنت أنتظر أحدهم لكي يخرجني من حالتي التي لم أعد أطيقها بتاتاً! فتحت الباب فرأيت كايلي و السيدة إيزابيلا..
ظللت فترة صامتة لكي أستوعب الموضوع، أقصد، فأنا لم اراهم منذ مدة طويلة، فقلت بعد أن إسترجعت حواسي: مساء الخير.
و هما عند الباب، إقتربت كايلي مني و إبتسم ثم ردت التحية، لكن السيدة إيزابيلا كانت لا تزال واقفة مكانها و إبتسامة عريضة على محياها، فقلت لها و أنا أحاول الابتسام مثلها لكن عبثاً قائلة: ه-هل هناك شئ في وجهي؟
إعتدلت الابتسامة و تحولت لثقة فجأة، ثم مالت في وقفتها قليلاً بإغراء، ثم قالت لي و هي تشعل سيجارة في فمها: كاثرين، هل تعلمين أين يعمل لوي؟
ترددت قليلاً بالاجابة، أو بالاحرى خجلت من الاجابة نفسها! هل أقول لها بكل مافي جوفي من هواجس "لا" مع انني بدأت أعيش مع لوي منذ أكثر من شهر تقريباً، و في النهاية لا أعلم عنه شئ، لا.. فأنا لم أعلم عنه شئ منذ البداية.. منذ أن إلتقيته للأول مرة في المدرسة الثانوية.. و أنا لا أعلم عنه سوى اسمه..!
عندما نظرت لكايلي و السيدة إيزابيلا، رأيتهما ينتظران الاجابة، فالسيدة إيزابيلا كانت لا تزال مائلة في وقفتها بشكل يغري أي رجل ضال، و هي تنفذ الدخان من جوفها، أما كايلي فقد كانت متخصرة و هي توجه نظرها للأسفل و هي تعتمر تلك القبعة التي تخفي هويتها، لكن مع هذا كانت ترمقني بين الحين و الآخر بنظرة قد أسكتتني!
لم تكن هنالك أي حيلة في جعبتي، فإعتدلت السيدة إيزابيلا في وقفتها، و قالت و هي تنفض السيجارة بطرف إصبعها لكي يسقط الرماد على الارض: في الحقيقة، رأيت لوي في أحد الأيام الفائتة و هو يدخل إلى أحد الشقق التي في نفس العمارة التي أسكن بها.
ظللت أنظر لها بنظرة تقول "أنت ساذجة"، فقالت كايلي بإشمئزاز: ما خطب هذه النظرة فجأة؟
فقلت لها بصراحة:لا، أنا أعترف بأنني لست ذكية بمقدار ذكاء لوي و السيدة إيزابيلا، و حتى أنت يا كايلي، لكنني متأكدة بأن لوي لم يغفل على حقيقة أنك تعيشين في ذلك المبنى السكني..
ثم قلت لها: إن كنت تحاولين مداهمته أو ماشابه، فإنسي هذه الفكرة، للأنني أعتقد بأن لوي قد تعمد أن يريك نفسه.
فقالت كايلي بنوع من الدهشة: حقاً؟ قالت لي إيزابيلا شئ آخر عن الذي أنت تقولينه!
بينما السيدة إيزابيلا إبتسمت بثقة، و قالت بنوع من الدعابة لكايلي: كنت أختبر ذكائك يا فتاة! لكن للأسف فأنت غبية.
أمسكت كايلي أعصابها و إنتفخت أوداجها و إحمرت وجنتاها، بينما السيدة إيزابيلا تقدمت لي و قالت بتشوق :على كل، ما رأيك بأن نذهب لتلك الشقة التي دخلها لوي؟
إختلجت ملامح وجهي و قلت لها :و لماذا أنت متشوقة هكذا؟
إبتسمت إبتسامة كبيرة، من الواضح بأن عنوانها مزيف، فأنا أجيد أن أقرأ لغة العيون و الابتسامات، ماعدا لوي بالطبع، فقالت لي: فضول! فأنا لا أملك أي عمل لكي أنجزه الآن!
تظاهرت بأنني أصدقها، و لكي أكون صريحة فأنا لم أصدقها، "فضول".. هل هذا سبب مقنع لكي تأتي كل هذه المسافة لكي تقول لي هذا الكلام ؟
على كل، حاولت مجارتها في الكلام، لينتهي بي المطاف للأذهب حيث المكان الذي تزعم بأن لوي فيه، و قد إقترحت نظرية اخرى و هي بأنه يؤدي عمله المجهول ذاك هناك، على كل! عندما وصلنا للطابق المنشود.. إختلسنا نظرة من بعيد على تلك الغرفة التي من المفترض بأن لوي داخلها.. فرأينا رجل بملابس سوادء يمر على تلك الغرفة ذهاباً و إياباً.. و كأنه موجة مد و جزر..
فقلت متمتمة: يبدو أنه يحرس المكان ..
أصدرت السيدة إيزابيلا صوت يدل على الانزعاج و هي تنظر لذلك الرجل على مضض، فجأة سمعنا صوت كايلي و هي تشهق بخوف و دهشة في نفس الوقت، فإلتفتنا كلانا لها لنراها تقابل شاب قصير القامة، أو بالاحرى قصير بالنسبة لمعالم وجه، أعين عسلية مذهبة، و شعر مموج مصبوغ باللون البرتقالي، ملابسه غريبة نوعاً ما، و قد كان يعتمر بقبعة كلاسيكية على رأسه.. و هو ينظر لكايلي بنوع من الدهشة و عدم التصديق و هو يحمل كوب شاي مصنوع من الكارتون و يحتسيه، ما إن رأى كايلي، حتى بزق ما في ثغره من شراب على الارض و أسقط الكوب على الارض بدون أن ينتبه من إثر الصدمة، ثم قال و هو يضع ذراعه على ثغره لكي يمسح أثر الشراب على فمه :مالذي تفعلينه هنا بالضبط؟! ظننت أنك قد مُتِ!
تراجعت كايلي للوراء، بينما إعتدلت السيدة إيزابيلا في وقفتها بعد أن كانت مائلة قليلاً لكي تختلس النظر ،بينما أنا بقيت مثلما أنا..
.
.
توقعات، إنتقادات، إقتراحات؟
لا يوجد
وشكرا على مجهودك
بانتظارك
.
.
__________________
وكأن السماء تعلم بحزني وبكائي فبكت معي كي لا تشعرني بأني وحيده
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 04-07-2014, 06:44 PM
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/22.gif');background-color:white;"][cell="filter:;"][align=center][size="6"]السلام عليكم

[size="4"]كيف حالك ..؟؟

الله يوفقك بالاختبارات

كان البارت جميل وأكشن وغامض ..يوم عن يوم عم يزيد الغموض

جزء أعجبكم؟

يبدو على كيفين بأنه كان تائهاً في أفكاره، لذا صفقت بيدي لكي يستعيد وعيي، ما إن فتح عينيه بشكل واسع، حتى أنكس رأسه لتتدلى خصلات شعره الذهبية على وجه، و قال بحزن و ندم: أنا أحمق، أليس كذلك؟
فجأة شد على ملابسه بقبضه يده، و كأن سرطان تأنيب الضمير كان ينهش فيه، هذا ما رأيته من مشهد في تلك اللحظة، ثم قال: كل ما أريده هو بأن أثبت نفسي، لكن من كان يتوقع بأنني سوف أنتهي بإصابة نفسي.
إنعقد لساني و لم أعرف كيف أزيل هالة الهم من حوله، فهذه أول مرة أراه هو بالذات بهذه الحالة النفسية الوهنة و السلبية، فجأة قال لوي و قد أسند ظهره على أقرب جدار: أرأيت ما قلته لك ذاك اليوم كان صحيحاً؟
فجأة إجتاح شبح غضب مجهول على كيفين و أستحوذه لينطلق لسانه في غير محله على ما يبدو، فقال و قد إنتفخت أوداجه: إخرس! فأنت مجرد-
لم يكمل كيفين جملته، بل قاطعه لوي و قد ظهر الحزم و الصرامة في نبرته هذه المرة قائلاً لي: كاثرين، إنتظريني بالخارج.
فقلت له مغمغمة: ل-لكن..
قالها عندها بحدة و عينه العسلية تلمع: لا أريد أن أكرر كلامي.
كنت أستطيع إقناعه بان ابقى هنا، لكن بعدما رأيت ملامح وجه تخلو من التعابير الانسانية، أدركت بأن الشخص الذي رأيته بعد أن عاد بعد سنة سوف يعود مرة اخرى و يتلبسه، لذا قررت أن أخرج، و أنا أخرج احسست بأن رجلي ثقيلة، لكنني كنت مجبرة! فأنا لا أريد أن ارى ذلك الشخص مرة اخرى!! بل تمنيت لو انني لم أراه! صورته المرعبة تلك لا تزال منقوشة في ذاكرتي ،إبتسامة قد أدمت كياني، و أعين ذهبية تبرق بين عرصات الظلام تنظر لي و كأنني سجينة عذراء سوف يستولي عليها، هذا كان الكابوس الذي واجهته و صراعته في تلك الليلة!

توقعات، إنتقادات، إقتراحات؟

اممم ربما صاحب الشعر البرتقالي هو صديق لوي ويعمل معه
بالنسبة لالسيدة إيزابيلا تعرف شيء عن لوي أو لريد ان تعرف

أنا بنتظار البارت القادم
[/size]

[size="6[color="rgb(255, 0, 255)"]"]في أمان الله
[/size][/align][/color][/size]
[/cell][/tabletext][/align]
Baka- likes this.
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 04-12-2014, 11:12 AM
 
متى رح تنزلي البارت الجديد كتييييير متشوقة:
Baka- likes this.
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 04-13-2014, 05:19 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im53.gulfup.com/HA0Lxe.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

تراجعت كايلي للوراء، بينما إعتدلت السيدة إيزابيلا في وقفتها بعد أن كانت مائلة قليلاً لكي تختلس النظر ،بينما أنا بقيت مثلما أنا.. لكنني سرعان ما إنتصبت على رجلي و أخذت أحدق في الشاب، شعر مصبوغ باللون البرتقالي.. قبعة كلاسيكية.. هل هو ذاك الذي كان يلاحق كايلي في ذاك اليوم؟!
مال الشاب قليلاً في طريقة وقوفه، ثم قال لنا: إذن، من مظهركم لا أعتقد بأنكم هنا لسبب عادي، ماذا تريدون؟
إلتزمت كل واحدة منا الصمت، فقال الشاب مكملاً على كلامه: كايلي ويلستون، و سكارليت دانييل التي يبدو بأنها قد غيرت مظهرها لكنني لا أزال أميزك، و..
ثم نظر لي مباشرة و قال بنبرة ساخرة: و من أنتِ؟
تراجعت للوراء قليلاً، عندها أكمل كلامه و قال: من خلال وجهك لا تبدين مجرمة، فلماذا أنت هنا؟
قطعت السيدة إيزابيلا الحديث و قالت و هي تصفق: هذا يكفي!
ثم نظرت للشاب بحدة و قالت: ماذا تخطط أن تفعله الآن ايها الشاب.
فأجابها و هو يعبث بأظافره: اولاً يمكنك مناداتي هانتر..
ثم اردف و قد رمق كل منا بنظرة تفحص: أما عن جواب سؤالك، فجوابه هو لا شئ.
نظرنا له بدهشة، ثم قال و هو يهز أكتافه بضجر: ما اقصده، هو بأن ليس لدي شأن بموضوع تهريب المساجين هذا، فأنا بيدق قد استخدم لهذه العملية على كل حال، لذا لا تقلقوا فأنا لا انوي تحقيق العدالة أو ماشابه.
إستجمعت قواي و سألته عندها: إذن، من الرأس الذي دبر هذا؟
ظل ينظر لي لفترة من الزمن، لكنه سرعان ما إبتسم و إقترب مني و قال بإبتسامة ماكرة: هل تريدين أن تعرفي؟
ثم مدد ذراعيه للأعلى لكي يشد جسمه، لكنه سرعان ما إعتدل في وقفته و قال لنا: راقبوا فقط.
ثم توجه لذلك الحارس الذي يحرس تلك الغرفة المنشودة، ألقى عليه التحية بمرح و قال له: يمكنك الذهاب الآن، سوف اتولى أنا الحراسة هنا.
وافق ذلك الحارس و رحل بالفعل، كنا نحن نختلس النظر من تلك الزاوية و نرى جميع ما قد حدث، إلى أن إنصرف ذلك الحارس اخيراً، اعطانا هانتر إشارة بأن نأتي له، و بالفعل إنصعنا للأمره! ما إن وصلنا له حتى وقفنا أمام تلك الغرفة! لسبب ما أحسست بضربات قلبي تتسارع فجأة! أخذت نفساً عميقاً و أخرجته من جسمي، هكذا إستمر تنفسي في تلك اللحظة!
إلى أن وضع هانتر إصبعه الخنصر في اذنه و قال لنا: إذن، ماذا تريدون أن تفعلوا الآن؟
فقالت له كايلي بنوع من الغضب المكتوم: أنا من عليه قول هذا!
إرتسمت إبتسامة خفيفة على وجه في تلك اللحظة، ثم قال لنا :أنت تريدون أن تعرفوا من دبر قضية تهريب المساجين، أليس كذلك؟
فجأة، مد يده لنا و ظل يحرك أصابعه و كأنه يطلب مالاً، بل هو بالفعل يطلب مالاً! فقالت له كايلي على مضض: ماذا تريد؟
أطلق ضحكة خفيفة، ثم وضع كلتا يديه في جيبه و قال لكايلي: لكنني لا أزال مندهشاً، كيف بقيتي على قيد الحياة بعد أن دخلتي شقة لوي؟
ما إن انتهى من جملته، حتى أطبق شبح الصمت و الدهشة على أفواهنا ثلاثتنا! أما أنا فلم أصبح خرساء فقط، بل شُلت أطرافي و لم اقوى على الحركة، كيف له أن يعرف لوي؟ هل للوي خيط بهذه القضية؟ أو ربما هو يقصد شخص آخر بإسم "لوي".. لكن ليس هنالك أناس كثيرون بهذا الاسم بالجوار على ما أعتقد!
إبتلعت ريقي، حاولت أن اسأله، لكنني لم أستطع، فقد كنت أفكر في لاشئ في تلك اللحظة! فقامت السيدة إيزابيلا بهذا العمل عني و سألت هذا الشاب: كيف تعرف لوي؟
وضع يده على خصره و قال و قد رفع أحد حواجبه للأعلى: هو يعمل معي بالطبع، أحد البيادق.
صمت للحظة، ثم قال بإستغراب: لحظة، كيف تعرفون لوي؟
فنظرت كل من كايلي و السيدة إيزابيلا لي ، و كأنهما ينتظراني أن أتكلم على الاقل! فوجه هانتر نظره لي هو ايضاً، و سألني بإستغراب: هل تعرفين لوي؟ ما هي علاقتك به؟
لم أجبه، فإقترب مني و قال بنوع من الاستنكار: لا تبدين طائشة لكي ترتبطي بشاب مثله بالنسبة لي..
فجأة قال بإبتسامة كبيرة: لكن لا عجب بأن رائحتك مثل رائحة لوي!
جمدت كل من كايلي و السيدة إيزابيلا في مكانهما بسبب الصدمة مما يقوله هذا الشاب، بينما أنا أحسست بأن شرايني تحمل دم محمل بحمى حارة بسبب موجة الخجل التي أخذت تعصف بي تلك اللحظة، ما إن إقترب أكثر، حتى دفعته لكي يصدم ظهره بالباب مما أحدث صوت لصدمة قوية سمعناها نحن و من كان داخل الغرفة !!
وضع هانتر يده خلف ظهره و قال بنوع من المزاح: أنت اقوى مما كنت أتوقع.
فسمعت السيدة إيزابيلا تقول لكايلي متمتمة: هذا سئ..!!
فسألتها كايلي بنوع من السذاجة: لماذا؟
فجأة! فتح الباب الذي كان هانتر قد أسند نفسه عليه، فسقط هانتر على الارض بمجرد أن ينفح الباب، ليكون رأسه داخل الغرفة و رجليه ممدة خارجاً! كنت أنظر له، لكنني وجهت نظري للأمام للأرى من فتح الباب، فرأيت مالم أكن أتوقعه! لا.. بالاحرى كانت هذه الحقيقة أمامي لكنني تظاهرت بأنني لم ألاحظها.. كان لوي آنذاك واقفاً بجانب الباب و هو يقابلني، لم تكن نظراته تدل على أي دهشة أو إستغراب من رؤيتي، كما توقعت.
ظللنا نتبادل النظرات طول تلك الفترة، كانت عيني الزرقاء قد اغرورقت بقطرة من حبر أزرق قاتم قد جعل عيني تقول "لماذا أنت هنا؟".. بينما عينه الذهبية مثل شذوذ الذهب كانت تقول "اهلاً بك".. هذا ما قرأته بين ألوان عينه الذهبية تلك، التي لطالما سحرتني كلما نظرت لها، لطالما كانت مليئة بالحزن و هواجس مكبوتة داخل ضميره لا تزال مجهولة حتى لي!
قطع حاجز الصمت و قراءة لغة العيون، قدوم إمرأة في الثلاثينات من عمرها، ذات شعر أشقر، لا، كان ذهبياً لامعاً، متدلياً من على كتفيها حيث كان يتمتع بطول شديد، أعين واسعة ذات لون أخضر زاهية مثل براعم الربيع الصغيرة، قوام ممشوقة و جسم رشيق، شفتان مطليتان بأحمر شفاه، و بشرتها كانت مجلس لمستحضرات التجميل، أظافرها الطويلة مطلية بلون أحمر لاذع، و نحرها و كفها ممتلئتان بحلي من زمرد و ياقوت، لكن مع كل منظرها الذي يدل على الترف هذا! لفت إنتباهي قفاز أسود كانت ترتديه مما كان دخيلاً على مظهرها الانيق ذاك!
ما إن ظهرت هذه المرأة، حتى أمسكت السيدة إيزابيلا يد كايلي و هربت بعيداً! بينما أنا تجمدت مكاني بسبب تسارع الاحداث فجأة أمام عيني..!
نظرت هذه المرأة للجانب الذي هربت فيه السيدة إيزابيلا و كايلي، بعدها قابلت هانتر الذي لا يزال مستلقياً على الارض و قالت له: هل هذا خيالي، أم اللتان هربتا للتو كانتا كايلي ويلستون و إمرأة اخرى معها، أعتقد بأنها سكارليت أو ليليان، أليس كذلك؟
فقال هانتر بإبتسامة غريبة تحاول التغطية على الامر قائلاً: لا، دعيني أشرح يا سيدة كارولينا، هذا-
قطعت جملته عندما داست على وجه و هو لا يزال مستلقياً و أخذت تدخل حذائها في وجه أكثر و أكثر، ثم قالت بغضب له: سوف تعطيني تفسيراً الآن!
فجأة نظرت لي و قالت و النظرة الغاضبة لا تزال على وجهها: و من أنت ؟!
إنعقد لساني بمجرد النظر لعينها الواسعة بشكل مخيف! فجأة إقترب لوي مني و جعلني ألاصق جسمه و قال لها و قد وضع يده على رأسي: إنها معي، كارولينا.
ظلت هذه المرأة تنظر لي لفترة من الزمن، ثم وضعت يدها على رأسها و أخذت تحركها بطريقة تدل على انها نالت كفايتها من أمر معين بضجر! ثم قالت للوي و هانتر: يمكنكما الذهاب إلى الجحيم انتما الاثنان اليوم !
8:30 ليلاً
عندما وصلنا للشقة، توجه لوي إلى الاريكة المعتادة التي يستلقي عليها، إرتمى عليها بشكل لا إرادي، ثم خلع سترته الرسمية، و جعل رباط ربطة العنق أوسع، و فتح أزرار قميصه العلوية، بينما أنا وقفت مكاني و أنظر له بنظرات لم يعتدها مني! و كأن شيئاً لم يحدث..!!
قوس لوي ظهره، و قال و قد أدخل أصابعه بين خصلات شعره السوداء :ما خطب نظراتك هذه؟
لم أجبه، ثم إبتسم و قال و قد أخرج علبة السجائر من جيبه: أعلم ماذا تريدين، "أريد تفسيراً" هذا ما تريدينه.
فتوجهت له و جلست بقربه، و قلت له :إن كنت تعلم ما أريد فهذا يجعل الموضوع أسهل.. !
أشعل سيجارته ووضعها في فمه، ثم قال لي: أيجب علي إعطائك تفسيراً الآن؟
صمتُ للحظات ،ثم قلت له و أنا أتفادى النظر لوجه: أنا أعلم ماذا تفعل بصفة عامة، لكن ما أريد معرفته هو لماذا؟ لا اعتقد بأن المال هو سببك.
نفذ الدخان من جوفه، ثم قال لي: أنا من إخترق نظام الامن في السجن في جريمة تهريب المجرمين، هذا ما كنت أفعله بصفة خاصة، لم أشارك في عمليات قتل أو ماشابه.
نظرت له بدهشة، ثم أدخلت هواءاً إلى جوفي لكي أعيد ترتيب أفكاري، فقال لي: هانتر هو من كان يقوم بهذه المهمة، و أنا أعني قتل رجال الامن و المجرمين –
قاطعته و قلت له بإلحاح: لكن لماذا يقتل المجرمين بعد تهريبهم؟!
فقال لي مباشرة: للأن كارولينا هي من تريد هذا..
إنعقد لساني، ثم أردف لوي قائلاً: هي رأس هذه القضية التي لا تزال مبهمة لدى العالم بأكمله، أنا و هانتر مجرد بيادق نحصل على راتب من خلال فعل ما تريد.
فسألته على مضض: لكن لماذا تفعل هذا؟
سحق لوي السيجارة قبل أن تتحول لرماد بأكملها حتى! و قال بعدها بهدوء غريب: ربما تريد أن تحقق العدالة أو ماشابه.
إلتزمت الصمت لعجزي عن ما يقوله لوي، تحقيق العدالة؟ تحقق العدالة بقتل المجرمين؟ ..قطع حبل أفكاري لوي و هو يقول لي: قال بليز باسكال "العدالة محل نقاش، بينما القوة واضحة، لذلك لم يستطع البشر منح القوة للعدالة"
ثم رفع لوي كفه اليمنى و قال لي و هو يأشر عليها بسبابته: هل رأيتي القفاز الذي ترتديه كارولينا بيدها اليمنى؟ مظهره يخالف جميع الحلي الزاهية التي ترتديها ،أليس كذلك؟ أي إنسان عادي سوف يلاحظ هذا الشئ.
هززت رأسي بخفة، فقال لي لوي :عندما سألتها عن هذا القفاز، أخبرتني بأنها عندما كانت صغيرة إقتحم لصوص منزلها هي و عائلتها، تمت سرقة جميع الممتلكات الثمينة، و إختطاف أحد إخوتها، و حرق يدها لهذا هي ترتدي القفاز لتخفي يدها المشوه، مع انني لا أعرف التفاصيل.
ثم اردف: أعتقد بأنها من هذا النوع من الناس، الذين لا ينسون ما مروا به من مشاكل حتى لو كانت بسيطة، و يظلون يحملون ذكرياتها في ذاكرتهم.
فقلت له :لكن هذا ليس سبباً مقنعاً لكي تفعل ما تفعله!
فقال لي لوي بهدوء: سوف أكذب لو قلت لك بأنني لا أوافقك الرأي..
بعدها لاذ بالصمت فجأة، لكنه سرعان ما إبتسم إبتسامة غريبة و قال بثقة: لكن سرعان ما ستكون كارولينا خلف القضبان.
فقلت له بإستغراب: مالذي يجعلك متأكداً من هذا؟
فقال لي: إيزابيلا و كايلي، لدي إحساس بأن إيزابيلا سوف تبلغ عنها.
فقلت له بإنزعاج: كما قلت، كيف تكون متأكداً هكذا؟!
إختلجت ملامحه و قال لي: تلك المرأة، سكارليت. على أي حال لا تصدقي كل ما تقوله.
تنهدت بسبب عدم مقدرتي على مجاراة الحديث و قلت له بعدها: لكن، إذا تم القبض على كارولينا، ألم يتم القبض عليك أنت ايضاً؟ لماذا أنت واثق لهذه الدرجة؟
إبتسم إبتسامته التي لطالما ارعبتني! و قال بثقة أكثر من قبل: لم تفعل هذا.
10 سبتمبر، الساعة 10:00 صباحاً
فتحت عيني عندما تسللت أشعة الشمس للغرفة، فتحتها ليكون أول ما رأيته هو وجه لوي النائم، حيث كنت سجينة أحضانه فجأة، و وعاءاً ليصب فيه انفاسه الساخنة الهادئة، مباشرة أحسست بموجة حارة غريبة تصب جام غضبها على جسمي، كنت على وشك أن أقفز من مكاني! لكنني توقفت عندما رأيت وجه لوي و هو مستغرق في النوم، لطالما كان ينام معظم الوقت على الاريكة أو في العمل في الليل، لهذا يبدو بأن مرتاح في نومه هذه المرة، لكن، كيف جاء هنا؟
فجأة تحرك قليلاً، فعاودت موجة الحر لتضرب جسدي بصوتها، فأخذته و جعلته يسقط من على السرير! وقع على الارض حتى أن صوت إرتطام رأسه بالارض كان مسموعاً بوضوح!
نظرت له و هو على الارض لا يزال ممداً جسمه، فرأيته ينظر لي بعينيه الذهبيتان ،ثم قال لي بهدوء: لماذا فعلتي هذا؟
إحمر وجهي و شعرت بالخجل! و قلت له بنوع من الغضب: إنها غلطتك للأنك أتيت هنا!
أغمض عينيه و قال و هو يتنهد: لعلمك بأن هذا سريري.
إنعقد لساني و لم أستطع أن أرد عليه في تلك اللحظة، و ماذا عساي أقول؟! فجأة، أطلق لوي ضحكةً خفيفة، ثم عدل جلسته و قال لي: جهزي نفسك، سوف نخرج.
فسألته: إلى أين؟
فأجابني بثقة: لزيارة كارولينا، في السجن.
ظللت أردد ما قاله للتو في عقلي لكي أستوعب الموضوع، كيف يقول أشياء كهذه بدون أن تتغير ملامح وجه؟! ..إختلجت ملامح وجهي و قلت له :لحظة! أعيد سؤالي هذا لك! من أين لك هذه الثقة بكل شئ تقوله؟
نظر للسقف و قد غطت خصلات شعره السوداء عينيه، و قال لي: يمكنك القول بأن الموضوع اشبه بأنني أملك الحاسة السادسة.
نظرت له على مضض، ثم قلت مغمغمة: اتمنى لو كنت أملك هذه الثقة التي تمتلكها أنت.
فجأة! وضع يده على رأسي و أخذ يربت عليه بلطف، ثم قال لي بهدوء: الثقة بالنفس لا تأتي إن كنت دائماً على صواب، بل تأتي إن كنت مصرة على أن ما تقولينه ليس خطأ.
توسعت عيني و هي تبرق بمجرد مقابلة عينيه الذهبيتان، جميع الجروح التي كانت تشوه روحي في تلك اللحظة قد إختفت، و أخذت أتمعن في كلماته العميقة تلك، فلوي كان قليل الكلام في أيام الثانوية قبل أن أتعرف عليه، بعدها إختفى، ما إن عاد حتى إنقلبت شخصيته إلى شخص آخر، لكن هذه أول مرة أسمع كلام شخص يهتم بي حقاُ يخرج من حنجرته لي ..!
قطع حبل أفكاري و قد إنتصب على رجليه، قال لي و هو يمشط شعره بأنامله: على كل، جهزي نفسك.
إستوقفته و أنا أسأله عندها: لحظة! ألم تذهب لتلك الشقة لكي تتأكد إن كانت هناك اولاً أم لا؟
فأجابني: لا، لقد مرت عدة أيام منذ أن رأيت كارولينا و أنت كنت هناك، و أنا لم اتلقى منها أي اتصال، بجانب..
ثم أردف:أنا اؤمن بمقولة "المجرم يعود لمسرح الجريمة"، لذا سيكون خيار غير صائب إن ذهبت إلى هناك.
عندها إنصرف لكي يغير ملابسه، بينما أنا وضع يدي على قلبي حيث إنسل ضوء الشمس في وسط الغرفة كالسيف الذي شق قلبي بخروج لوي من الغرفة، الشئ الوحيد الذي يزعجني أنا هو سبب فعل لوي لهذا.
وجدت نفسي و بدون سابق إنذار أمام السجن، كان اشبه بمبنى ضخم البنيان ذو ألوان باهتة! و شعارات الشرطة تغطيه في كل مكان، الحراس يشكلون أسراب خارجة و داخلة له بشكل مستمر غير منقطع! إزدرأت ريقي و قلت للوي: هل تريد شيئاً من عند تلك المدعوة كارولينا هنا؟
نظر لي و قال: لا، لكنك أنت تريدين أجوبة، أليس كذلك؟
فقلت له بتردد: هذا صحيح، لكن..
فجأة دفعني بشكل خفيف للأمام و قال لي: هي تستطيع إعطائك أجوبة للأسئلتك المبهمة على عكسي أنا.
ظللت فترة واقفة مكاني، ثم قلت له: ل-لكن..
شددت على قبضتي حينها و أردفت: أنا متأكدة بأنك تملك أجوبة أسئلتي، فلماذا لا تجاوبني فحسب؟!
فجأة إقترب حيث كنت أقف، لامس جسمه جسمي، فطوق يده حول خصري و جعل يده الاخرى تبعد خصلات شعري المذهبة عن عيني، و قال لي: هنالك أشياء لا تستطيع قولها لشخص تحبه، حتى لكنه يريده أن يعلمها من أناس آخرين.
إغرورقت عيناي بالدموع عندها، للأنه لا يريد أن يفتح لي كيانه الغامض هذا مع انه قد إعترف بحبه لي، لم أكن أريد أن أريه عبراتي الحارقة، فأعطيته ظهري مباشرة و قلت له و أنا أحاول جعل صوتي طبيعياً بما في الكفاية، مع هذا أعرف بأنني لا أستطيع خداعه :ف-فهمت! إذن سوف أذهب!
تقدمت لكي أدخل لهذا المكان، و أنا أذرف دمعي الحارق ، متمنية أن يصل معناه للوي الذي كان يقف خلفي، فهو مثل الروح التي تسري في جسدي! أليس هذا كافياً لكي يثق بي؟
جلست على ذلك الكرسي للأقابل تلك الطاولة الصماء، كانت غرفة مطلية بألوان باهتة تجلب لمن فيها الاكتئاب، مع هذا فهي مملوئة بالضوء من المصابيح، و النافذة ،حيث كان الضوء يخفف من كآبة المكان..
قطع حبل أفكاري صوت صرير الباب عندما فتح، ليدخل شرطي و تدخل ورائه السيدة كارولينا، كانت ملامح وجهها هادئة بشكل غريب، و كأنها كانت راضية بقدرها المحتم هذا، رفعت نظرها لي لتكسوا الدهشة وجهها الانثوي الفاتن ذاك، تقدمت و جلست على الكرسي ، ثم قالت و قد شبكت أصابعها: أنت.. تلك الفتاة التي كانت مع لوي..
فقلت لها بثقة مصطنعة: اسمي كاثرين.
إبتسم و قالت لي: إذن كاثرين، مالذي جلبتك هنا؟
قضبت حاجبي، و تسارعت ضربات قلبي و أنا أقول لها: أريد أجوبة على أسئلتي.
في البداية نظرت لي بدهشة، لكنها سرعان ما تبددت وراء تلك الابتسامة التي تدل على كرامة نفسها، ثم قالت لي: سوف أسألك أنا اولاً..
ثم ادرفت: هل تحبين لوي؟
سوف أكذب عليكم لو قلت لكم بأنني كنت أعرف كيف أجاوبها في تلك اللحظة، أقصد، لا أعرف كيف أصيغ مشاعري لها عن طريق الكلمات، أغوار عميقة داخل كياني كانت تتصارع و السبب لوي ،حتى أنا لا أعرف أين أجد مفتاح لكي يفتح لي الحقيقة بشأن هذا الشخص!
فجأة كررت سؤالها علي، فرفعت يدي ووضعتها على قلبي الذي بدأت ضرباته تتسارع فجأة و كانت ترفض التوقف! هذه المرأة ..سؤالها أشبه بلطمة على رأسي جعلني أواجه الواقع الذي لطالما أدرت ظهري له و أبيت أن أنظر له حتى!
سألتني السيدة كارولينا بعدها: إذن، هل تكرهينه؟
فقلت لها فوراً: لا!
نظرت لي بتعجب، هدأت أعصابي أنا الاخرى و قلت لها و أنا أنظر للأسفل و بقايا العبرات التي أخرجها لوي كانت لا تزال في مقلتي قد فاضت من عيني مؤخراً: أنا.. أنا لا أعلم..
ثم أردفت: صحيح بأن لوي غامض، لا يتكلم لأي شخص، عنيد، صعب في التعامل، حتى إخوته يستغربون مني للأنني أقرب شخص له، هو كذلك يرفض أن يفتح لي قلبه أو يعلمني عن ماضيه أو أفكاره الحالية، مع انني سمعت كلمة "احبك" منه، إلا انه يبعدني عن عالمه كلما حاولت أن أقترب منه، مع هذا..
سقطت دموعي عندها على حضني لكي تبلل ملابسي، و اردفت قائلة: مع هذا هو شخص لا أستطيع تركه وحيداً.
فسألتني :لماذا؟
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 04-13-2014, 05:32 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im53.gulfup.com/HA0Lxe.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

سقطت دموعي عندها على حضني لكي تبلل ملابسي، و اردفت قائلة: مع هذا هو شخص لا أستطيع تركه وحيداً.
فسألتني :لماذا؟
جفت دموعي فجأة مع أن آثارها لا زالت منحوتة على قسماتي، فأخذت نفساً عميقاً و قلت لها: صحيح بأنه يتصرف بتعالي و يبعث الرعب في من امامه غالباً، لكن قلبه قلب إنسان منكسر، أستطيع أن أحس بهذا الشئ، قلب قد اثقلته الآثام و الاخطاء، سرطان ندم يدمر جسده، أستطيع أن ارى هذا، فهو ليس إنساناً شريراً بعد كل شئ.
رفعت رأسي بعد أن أنهيت كلامي، للأرى السيدة كارولينا تنظر لي و هي تبتسم بإرتياح، ثم قالت بحزم: فهمت، أنا سعيدة للأن شخص مثلك بجانب لوي.
صمت للحظة، ثم سألتها: هل لوي شئ مهم بالنسبة لك؟
شبكت أصابعها بنوع من الجدية، لكن في نفس الوقت كانت إبتسامة أم حنون على محياها و هي تقول: صحيح انني إلتقيت لوي منذ شهر تقريباً، إلا أنني اعتبره مثل إبني.
فجأة إبتسمت إبتسامة كساها الزيف تخفي وراء قناعها حزن مدفون منذ سنوات و قالت: بجانب انني لا أملك أي أبناء.
ثم أردف بجدية: أقصد، كان دائماً هادئاً أو يقرأ كتاباً، الكلام الحكيم دائماً على طرف لسانه، و مظهره يدل على أنه رجل و ليس شاباً في العشرين ربيعاً من عمره، لذا سألت نفسي، لماذا شاب صغير مثله يكون بمثل هذا المظهر و الشخصية؟ حاولت أن أفهمه لكن يبدو بأنني مثلك ،فقد كانت جميع محاولاتي لمحاولة معرفة أغواره عبثاً، حاولت على الاقل أن أعرف إن كان يملك أصدقاء أم لا، فأوصلني لطريق مسدود، حتى أنا الذي أكبره بسنوات لا يمكنني مجاراة حديثه احياناً، لذا شعرت بالشفقة عليه للأن نفسة عميقة غير أي شاب عادي، و بما أنني لم أتزوج و لن أتزوج ابداً في حياتي، كان لوي مثل ابني، لكن..
ثم قالت و قد أغمضت عينيها: أحسست الآن بالارتياح للأن شخص مثلك معه.
فقلت في نفسي: يبدو بأنها طيبة القلب، كيف لها أن تكون رأس قضية تهريب المجرمين و قتلهم؟!
قطعت حبل أفكاري عندما قالت لي: دعينا نترك موضوع لوي جانباً، و ما هي الاسئلة التي تريدين أن تسأليني إياها؟ هل هي بشأن القضية التي أنا مدبرتها؟
هززت رأسي بخفة، و قلت لها: إن كنت تعرفين فهذا يجعل الموضوع أسهل.
فسألتني عندها: لماذا تريدين أن تعرفي بشأن هذا؟
ترددت قليلاً بالاجابة، لكنني سرعان ما قلت لها: للأنني لا أريد أن ابقى جاهلة هكذا عن ما يحدث في هذال العالم!
إبتسمت و قالت لي عندها: حسناً، سوف أخبرك..
ثم اردفت بإبتسامة ساخرة: مالذي تريدينه بالضبط؟
فقلت لها بغضب: أريد القصة من بدايتها!
فجأة تلاشت إبتسامتها، و قالت لي مغمغمة و خصلات شعرها الذهبية قد إنسدلت على وجهها ناصع البياض: من بدايتها ..
أنكست رأسها للأرض و قالت بوقار و إحترام: كان هذا عندما كنت في عمر الخامسة عشر سنة، يمكنك القول بأن أمي و أبي متوفيان منذ أن كنت في ذلك العمر، و قد كان لدي من الاخوة واحد صغير ذو ثمان سنوات، لم أكن أعيش عند أحد أقربائي مع انهم كثيرون، بل عشت وحدي مع أخي، كان أقرباء أمي و أبي يأتون لزيارتي و تفقد أحوالي كل يوم إن إستطاعوا..
ثم أردفت: مع انني لم أكن أملك أم أو أب، إلا انني كنت سعيدة للأنني قد حظيت بذكريات معهما أكثر من أخي الصغير الذي كنت دائماً أشفق عليه، فوضعته أسفل جناحي و كنت له الام و الاب بقدر ما أستطيع، كنت أريد أن أملأ فراغ فقد الوالدين في قلبه الصغير هذا..
رفعت رأسها حينها و قالت لي و قد بدأت الهالة حولها تكثف بشكل ثقيل، نفس الهالة التي إستشعرتها حول ليليان عندما كانت تقول لنا قصتها: لكن في يوم من أيام العطلة، كنت كعادتي أساعد أخي في أمور مدرسته و حياته، فجأة سمعت صوت فتح الباب بشكل همجي قد زلزل الارض التي تحتي، كنت آنذاك في الطابق العلوي، نزلت أنا و أخي للطابق السفلي لنرى ماذا يحدث، لنرى ثلاثة رجال ،من منظرهم عرفت بأنهم لم يأتوا هنا لخير.
فجأة! ضربت على الطاولة التي أمامنا بقبضتها و قالت لي بغضب: كنت أستطيع الهرب في تلك اللحظة! حيث كنت أنظر للصوص من أعلى الدرج بينما هم أسفلاً بالقرب من الباب! لكنني خشيت على أخي! خشيت أن يتصدع جرحي أكثر! حيث بأن الوسيلة الوحيدة للهرب منهم كانت القفز من النافذة التي بالطابق العلوي! فرفعت يدي إلى الاعلى مباشرة و جلست على الارض، بينما أخي فعل مثلي غير مدرك لما كان يحدث..
فجأة! هدأت أعصابها و قالت لي ببرود قاتل: لو كنت مكاني ماذا كنت سوف تفعلين؟
صمت للحظات معدودة أفكر في جواب، ثم قلت لها مغمغمة: سوف أهرب مع أخي إلى أحد الغرف، ثم أوصد الباب و أتصل بالشرطة.
إبتسمت و قالت لي و قد أسندت ظهرها على الكرسي: و متى كنت تعتقدين بأن الشرطة سوف تصل آنذاك؟
لذت بالصمت، فقالت لي بعدها: كوني حذرة من البشر الذين يقولون لك "ثِق بنا"، الشرطة هم أبسط مثال.
ثم اردفت عائدة لقصتها: إستسلمت لهم كما علمتي من قبل، أخذونا أنا و أخي و قيدونا، ثم سألوني عن مكان أمي و أبي، فأجبتهم بأنهم ليسو هنا، بعدها قالوا لي بأن أحضر اغلى شئ في هذا المنزل و إلا..
ثم لاذت بالصمت فجأة، أكاد ارى دموعاً تتجمع في مقلتها التي بهتت ألوانها آنذاك فجأة، عجباً! كايلي كنت أستشعر منها هدوئاَ و هي كانت تتكلم، ليليان كنت أستشعر منها غضباً، أما السيدة كارولينا أستشعر منها حزن دفين منذ سنوات قد أعدت إنعاشه! لكنها سرعان ما تكلمت قائلاً: و إلا سوف يبيعون أخي، فقد كان طفلاً صغيراً، بشرته ناصعة البياض و شعره ذهبي لامع حريري، عينه خضراء زمردية واسعة بشكل ساحر، ربما كان يفوقني من ناحية الجمال، و هو لشئ طبيعي أن يتم بيعه على أحد الاغنياء المنحرفين.
ثم قالت: إنتصبت على رجلي في تلك اللحظة باحثة عن شئ ثمين يرضي هؤلاء الحيوانات، شئ ما! لم أجد شيئاً للأن حالتنا المادية كانت مقبولة، إلى أن تذكرت موضوع مزهرية كانت في غرفة أمي و أبي القديمة، ربحها أبي في أحد مسابقاته، كانت مزهرية مزخرفة و كنت ادرك بأنها باهظة الثمن، حملتها و نزلت الدرج لكي أحضرها لهم! ما إن جئت أنزل حتى تعثرت على الدرج و سقطت المزهرية الملعونة تلك و تحطمت إلى هباب!
ثم قالت بهدوء: ماذا تتوقعين انه قد حدث بعد هذا؟ تم إختطاف أخي أمام عيني، لكن قبل هذا، كنت أرتدي في معصمي سوار من ذهب نقي كانت ترتديه أمي، لم أكن للأفرط به لو بحياتي! وضع اللصوص أعينهم عليه لكنني رفضت أن أعطيهم إياه، فما كان أمامهم إلا و أن هددوني بحرق يدي، لم أخف منهم في تلك اللحظة، فأحرقوها بالفعل و السبب عنادي، في نهاية الطريق أخذوا أخي و السوار، بينما أنا كنت أتلوى من جراء ألسنة النيران التي كانت تشتعل على يدي و داخل قلبي!
رفعت يديها على الطاولة و شبكت أصابعها و قالت بإبتسامة هادئة: هذا العالم قاسي، أصبح على هذا الشكل منذ أن سيطرت التقنية عليه، فكل علاقة تجد لها بديل، حتى القانون قد أصبح لديه عدة بدائل، فمنذ ذلك اليوم، و كل قضية جنائية جديدة تصدر كنت أغضب منها، و الشئ الذي يغضبني أكثر هو بأن ليس هنالك حل لسلسلة الجرائم اللامتناهية هذه، ليس هنالك أحد قادر على الحكم على المجرمين، و السبب إما الخوف، أو تم إغرائهم من قبل شئ ما..
فقلت لها :لذا أصبحت أنت من يحكم على المجرمين.
ثم قلت لها: أنا أعترف بأن ما مررت به كان صعب، و الاصعب بان أشعر بما كنت تشعرينه، لكنني أعلم شئ واحد..
ثم قلت لها بحدة: ما فعلته كان خطأ، القتل لا يؤدي لشئ سوى الاحقاد!
فقالت لي و قد أسندت ذراعها على ظهر الكرسي بإبتسامة: ما رأيك في مقولة "الاحقاد لا تزول، بل تستطيع محو نفسها بنفسها"؟
فقالت بعدها: قالها لي لوي، لكنه ليس شخص قد تملكته الاحقاد في نظري.
ثم قالت لي عائدة للموضوع: إن كنت تحاولين القول بأن شخصية هذا المجرم من المحتمل أن تتغير، فأنت مخطأة! لا تحاولي أن تفهمي عقلية المجرمين للأنها بعيدة عن منالك، بجانب أن معدن الانسان الحقيقي لا يتغير في النهاية.
صمت للحظة، ترددت في قول ما بقوله الآن لكنني في النهاية قلته بهدوء: إذن، ما رأيك في مقولة "من أجل هزيمة الشر يجب أن تكون شراً أعظم"؟
توسعت عينها عندما أكملت جملتي، فأكملت كلامي قائلة لها و أنا أعدل مظهري لكي أخرج من هنا: أنت تظنين بأنك إذا فعلت هذا سوف تحققين العدالة، لكن ما تفعلينه هو العكس.
إنتصبت على رجلي و قلت لها بإبتسامة حزينة: لكنني كنت سعيدة لتعرف على إنسانة مثلك، تشرفت بمعرفتك.
و أنا أسير لكي أخرج ،إستوقفتني و هي تقول لي: أبلغي تحياتي للوي.
شققت طريقي خلال الممرات الواسعة لكي أخرج من هذا المكان، و أنا أمشي، أصبحت فجأة أمشي بمحاذاة شاب ما، بجانب أن المكان لم يكن فيه أناس يمرون به في تلك اللحظة، فالصوت الوحيد المسموع هو صوت خطواتي و خطواته، فأخذت أختلس النظر لشكله، كان فارع الطول و عريض المنكبين، يرتدي قميصاً أبيض اللون و سروال جينز أسود، و قد كان يحمل حقيبة مثل الكيس على كتفه الايسر، شعره أسود مائل للرمادي، أما عيناه كانتا فارغتان، لونهما أسود بالطبع، لكنني أحسست بالضيق منذ أن نظرت لعينه، كانت فارغة بشكل غريب!
فجأة توقفت مكاني عندما تذكرت شخصاً ما! بينما الشخص الذي كان يسير في محاذاتي واصل المشي بهدوء قاتل، و كأنه لا يشعر بالعالم الذي حوله! فإستوقفته و أنا أصرخ بتعجب: جاك! أنت جاك، أليس كذلك؟!
توقف و إلتفت لي ، هو بالفعل جاك! هو مثل لورين، صديقي في أيام الثانوية! تقدمت له و قلت له بإبتسامة: مضى وقت لم أراك فيه!
لكنني سرعان ما شعرت بالضيق بمجرد النظر لوجه، كان شاحباً بشكل غريب، و كأنه يذوي في فراش الموت، و أعينه السوداء تلك كانت فارغة بشكل مرعب، و كأنها أعين شخص قد خرجت منه روحه، فقال لي بهدوء: ربما أنت مخطأة في الشخص، المعذرة.
ثم أعطاني ظهره وواصل في السير، بينما أنا وقفت مكاني ،لم أعرف كيف كان وجهي حتى في تلك اللحظة، أحسست بالاحراج، الحزن و الضيق، لكن هاجس الغضب كان هو المهيمن على عقلي و روحي، لكنني سيطرت على غضبي بصعوبة، لدرجة انني أحسست للحظات بأنني سوف أخلع حذائي و أرميه به! لكنني في النهاية تراجعت عن هذا القرار المتهور و خرجت من هذا المكان.
عندما خرجت، رأيت لوي و قد كان قد أسند ظهره على أحد الاشجار و قد أخذ يحدق بالفراغ الذي أمامه بشكل غريب، فتوجهت له، فأعدته للحياة ثم نظر إلي و قال: هل إنتهيت من عملك هنا؟
هززت رأسي بخفة، لكنني سرعان ما وجهت نظري للأسفل، و قلت له بأسف: السيدة كارولينا قالت بأنها تعتبرك مثل إبنها، ألست تشعر بالاسف نحوها؟
نظر لي بهدوء، ثم إبتسم و قال لي: هل تعلمين ما هي قمة العذاب؟
أملت رأسي لليمين و قلت له بإستغراب: ماذا؟
كانت الابتسامة لا تزال منحوتة على محياه، ثم كرر سؤاله، فأجبته بالنفي، عندها أجابني :قمة العذاب هي أن تواسي إنساناً به قليل من الذي فيك.
توسعت عيني بتعجب، هل يقول بأنه قد تعرض لشقاء أكثر على سبيل المثال؟ للأن هذا الذي فهمته من قوله هذا، لطالما كانت الحكمة على طرف لسان لوي، مما يجعل التفاهم معه أصعب و معرفة ما يفكر به أصعب و أصعب، لكن ما يقوله الآن على مسامعي واضح كوضوح الشمس، لكن عقلي هو الذي يبدد هذا الوضوح، لماذا؟!
ربت على رأسي و قال لي: دعينا نرجع للمنزل على أي حال.
في شقة لوي، كان هو يخلع سترته الرسمية تلك ،بينما أنا كنت شاردة في عالمي الخاص، لكن لوي أنتشلني منه عندما جلس على الكرسي الذي كان في غرفة النوم و مقابل للسرير و قال لي: لماذا أنت شاردة الذهن؟
فقلت له بصوت خافت خجول: هل تتذكر جاك؟
ظل يحدق في السقف لثوان، ثم قال لي: نعم، و لقد رأيته يخرج من السجن اليوم، لقد خرج قبلك.
فقلت له بلهفة: هل تكلمت معه؟
إبتسم عندها و قال لي: شخصية البشر ليست بهذه البساطة، فقد كان مظهره يدل على انه قد خرج من السجن لتوه، لذا لم أعذب نفسي لكي احظى بمحادثة معه.
ثم أردف: لكنه رأني، و عرفت من عينه الفارغة تلك بأنه قد تذكرني و عرفني، و هذا السبب في انه تحاشى الكلام معي.
ثم قال لي: من عينيك، يبدو بأنك قد قابلتيه.
فقلت له بحياء: نعم، لكنه تظاهر بأنه لا يعرفني.
ظل لوي ينظر لي بصمت قاتل للحظات، لكنه سرعان ما تنهد و قال لي: حسناً، هذا شئ طبيعي.
فقلت له بدهشة: لكنني لم أفعل شيئاً قد أزعجه في أيام الثانوية، و بصفة عامة هو كان يحبني كصديقة !
فقال لي لوي بإبتسامة: ليس هذا ما قصدته..
ثم أردف :أنا من كان يخشى مقابلته.
توسعت عيني و قلت له: ل-لكن، كيف له أن يعلم بأنك كنت معي؟ و لماذا يخشاك في المقام الاول؟
فتح لوي أزرار قميصه واحد تلو الآخر و هو يقول: هو لا "يخشاني" بالمعنى الاصلي، بكلمة اخرى هو يحاول أن يتفادى مقابلتي..
ثم أردف: أعتقد بأن جاك قد عرف بأنك إن كنت هنا، فمن المؤكد بأنني معك.
شعرت بالخجل في تلك اللحظة، و قلت للوي و أنا أنظر للجانب الآخر: ل-لكن، لم يكن هناك دليل قاطع على هذا، فعندما قابلته كنت لا أزال داخل مبنى السجن، بينما أنت خارجه.
بعد أن أنهيت جملتي، انهى لوي فتح أزرار قميصه و فتحه و كأنه كان يشعر بالحر أو ماشابه، ثم أخرج علبة سيجارة من جيبه و قال لي: ربما اعتمد على الحدس، لكن لا تهتمي للتفاصيل الصغيرة.
فسألته و أنا لا أزال أنظر للجانب الآخر: إذن، لماذا كان يحاول أن يتفادى مقابلتك؟
سمعت صوت الولاعة و هي تشعل السيجارة، وضعها لوي في فمه و قال لي: ما هو الدافع في رأيك؟
فقلت له بعد تفكير: لا أدري..
سمعت صوت ضحكة لوي في تلك اللحظة، عندما إلتفت له رأيته يبتسم، ثم قال لي: حسناً، إذن في تلك الحالة دعي جاك هو الذي يخبرك بنفسه.
ثم قال لي و قد أمسك السيجارة بطرف إصبعيه: هذه المدينة صغيرة و لا تعج بالكثير من السكان، يمكنك أن تجديه إن كان سوف يبقى هنا.
فجأة رن هاتف لوي، فأخرجه من جيبه و أخذ يحدق في الشاشة المضيئة، ثم قال بنوع من الانزعاج: إنه هانتر.
لذت بالصمت، بينما لوي أغلق المكالمة ثم ألقى بالهاتف على المنضدة التي كانت بقربه، عندما سألته عن السبب، قال لي و قد بهدوء: الازعاج هو الشئ الوحيد الذي يصدر من هانتر، لا بد انه يريد أن يسألني عن كارولينا.
بعد ان انهى جملته، سمعنا صوت الجرس، إنتصبت على رجلي و توجهت للباب من حيث البهو، عندما فتحته رأيت هانتر و هو يخفي وجه بقبعته المعتادة، ما إن فتحت الباب حتى دخل مباشرة و أغلق الباب ورائه، فأول ما جاء لتفكيري هو بأنه ملاحق من قبل الشرطة، لذا إرتسمت ملامح الخوف على وجهي.
فجأة رفع رأسه و هو يبتسم و قال لي: هل أخفتك؟ كنت أمزح!
جاء لوي حيث كنا نحن، و قال لهانتر بحدة: ماذا تريد؟
فقال له بنبرة طفولية: سمعت بأن كارولينا قد تم إعتقالها، هل هذا صحيح؟
هز لوي رأسه بخفة، فمدد هانتر ظهره و قال بإنزعاج: إذن يجب أن أبحث عن عميل جديد..!
ثم أردف بإبتسامة كبيرة: إلى حين ذلك الوقت سوف أعيش هنا!
فقال لوي لي :عامليه مثل الهواء!
فجأة رن هاتفه مرة اخرى، اخرجه من جيبه و ظل يحدق في الشاشة، و بين أنصاص الثوان توسعت عينه فجأة! و كأنه قد قرأ شيئاً في تلك الرسالة قد زعزعت كيانه الهادئ، و قلبه المتوفى، و لسانه الحكيم! فوقفت جامدة في مكاني أحدق في منظر لوي الذي اراه للأول و آخر مرة في حياتي، بينما هانتر قال بإبتسامة مصطنعة: لوي، هل حدث شئ؟ لماذا وجهك هكذا؟
أغلق الهاتف فجأة ووضعه في جيبه، ثم قال بهدوء مزيف: لاشئ.
توجه لغرفة النوم و هو يغلق أزرار قميصه، و بعد مرور نصف ساعة رجع حيث لا نزال أنا و هانتر واقفان نتبادل أطراف الحديث عن ما حدث، كان قد إرتدى بدلته الرسمية السوداء، عندما سألته إلى أين سوف يذهب، قال لي بهدوء: لدي عمل.
فقال له هانتر بشغف ساذج: حقاً؟! أشركني معك.
فقال له لوي بحدة: إهتم في شؤونك.
ثم طبع قبلة وداع على جبيني و إنصرف، بينما أنا ظللت أصارع ألف فكرة و فكرة كانت تتصارع في كياني المزعزع و المهشم، قطع حبل أفكاري صوت هانتر و هو يقول: ماباله هكذا؟ صحيح بأنني لم اعرفه إلا من مدة بسيطة، إلا انها أول مرة ارى وجه هكذا.
على كل، بعد أن أدركنا بأن لا جدوى من التفكير، توجه هانتر لغرفة التلفاز و إضطجع على أحد الكراسي واضعاً يديه أسفل رأسه، ما إن حاولت أن أذهب و أجلس معه، حتى سمعت صوت طرق الباب مرة اخرى، فتحته للأرى ليليان و هي تنظر لجهة اليمين، ما إن فتحت الباب حتى قالت لي: مابال لوي؟ يبدو مستعجلاً.
ألقيت عليها التحية متجاهلة سؤالها ، فإنتبهت هي الاخرى و ردت التحية، لا أعرف لماذا لكنني أحسست بها شعور أنوثة مفقودة قد تم العثور عليها عندما ردت التحية علي.
قدتها إلى غرفة التلفاز، لترى هانتر مضطجعاً على الكرسي، عندما رأى ليليان رفع يده و قال لها بمرح: مرحباً!
نظرت له ليليان على مضض، ثم قالت بنوع من الاشمئزاز: من هذا الشاب؟
فأجبتها بإبتسامة مصطنعة: قصته طويلة، يمكنك القول بأنه أحد معارف لوي، إسمه هانتر.
جلسنا أنا و ليليان على أحد الكراسي قرب بعضنا، فسألتها: لماذا أنت هنا؟
فقالت لي ووجها شبه أحمر: كما تعلمين، لا أملك شيئاً افعله الآن، لذا جئت لديك.
ثم ساد الصمت، فكسره هانتر و هو يقول لي بهدوء: كاثرين ،أليس كذلك؟ ألديك أي قصص مؤثرة عن نفسك.
نظرت له بدهشة و تعجب، عندما سألته عن سبب سؤاله المفاجئ هذا، قال لي: أنا لا أعلم الكثير عن لوي سوى اسمه فقط، لكن من مظهره و شخصيته أدرك بأن حياته ليست طبيعية، لذا كنت أعتقد بأن حبيبته ربما تكون مثله.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبگ بقلمي خـبـلات لـلابـد❤ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 7 07-23-2012 09:32 PM
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه/ الامام علي بن أبي طالب فــهــد أحمـد الــحقيـل قصائد منقوله من هنا وهناك 2 04-09-2010 02:41 PM
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-07-2009 11:31 AM


الساعة الآن 11:37 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011