عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree30Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 02-10-2014, 01:28 PM
 
البارت الثالث

***اختفاء!! أين ستذهب؟؟***
..
..
توقفت السيارة الرمادية أمام أحد البنايات...
ولم تنتبه يارا لمعرفتها بالمكان... فغرابة ما يفعله هذا الشاب... جعلتها تتساءل عما إذا كان يعرفها... ومنعتها من التفكير بأي أمر آخر...
أحست أن قدماها تخونانها... عندما فتح لها باب السيارة للنزول...
وعندما ترددت في النزول... قال بسخرية: لا تتوقعي مني أن أنزلك!!
نظرت نحوه بحدة... ثم نزلت وقالت: أنا لا أريد زيارة هذا الطبيب... ألا تفهم؟؟
فقال بهدوء: بلا أفهم... لكن ما أقوله أنا... هو ما سينفَّذ!!
أغاظتها النبرة الآمرة المتسلطة في صوته... فقالت بغضب عارم: ومن أنت حتى تملي علي ما أفعله وما لا أفعله؟؟
فقال تهكم: لا أظنك تريدين أن تعرفي...



توجه إلى مبنى العمارة متجاهلا نظرات الغضب في عينيها...
فلم تجد بدا من أن تتبعه... وهي تلوم نفسها على انفعالها غير الضروري... بينما هو يستمتع بالسخرية منها!!
توقفا أمام شقة لم تبدو لها غريبة... وما أن فتح لويس الباب بمفتاحه... حتى شهقت يارا: لقد أتيت إلى هنا من قبل برفقة لورا!! إنها شُقة مارك!!



سمع مارك اسمه... فخرج متفقدا...
وما أن وقعت عيناه على يارا... حتى قال باستغراب: ماذا تفعلين هنا؟؟
لم يهتم لويس لسؤاله... بل تجاوزه... وتوجه نحو غرفة جلوس...
جلس على الأريكة... وقال بصوت غير مبال: لقد أصيبت بحادث... لذا عليك معاينتها...
لم تعد يارا تقدر على تحمل لهجته الآمرة... فقالت: أنا ذاهبة!!
لكن مارك أمسك بمعصمها وقال: معه حق... فأنت مصابة...
ثم أضاف بمرح... محاولا التخفيف من حدة الموقف: أنت بحاجة لعملية تجميل!!
ضحكت يارا للطف مارك وقالت: شكرا لك...



فقال لويس بتهكم: أتشكرينه لأنه قال أنك أصبحت مشوهة...

ابتسمت يارا ببرود... وقالت: رأيك لا يهمني..
رفع عينيه نحوها ليواجه نظراتها الحادة... فابتسم لا شعوريا...
تدخل مارك قائلا: حسنا... أنتما لم تتعارفا بعد... على ما أظن!!
هزت يارا رأسها إيجابا فأضاف: إذن أقدم لك لويس لوفان...
ثم وجه نظره نحو لويس وقال: وهذه يارا روسل... ولا مجال للتعريف عنها... فلا بد أنك سمعت ببطلة العالم للسنة الماضية في الكاراتيه...



ابتسم لويس بسخرية: من الجيد أنك احتفظت بالبطولة لصالح بلادك...
لم يكن في كلام لويس شيء جارح...
لكن دموعها سالت دون أن تعلم السبب... فمجرد ذكرى هيرو... تخنقها...
وتمنعها من العيش بدونه...
..
..
كان جاك قد وعد سيما بالعشاء سوية...
لكن المطر عكر صفو مزاجه... كما أنه كان متعبا من يومه الجامعي الطويل...
لذالك قرر الاتصال بسيما ملغيا الموعد...
أجابت سيما على الطرف الآخر من الهاتف: كما تشاء... أنا لا أريد إجبارك...
ابتسم جاك وقال: كنت أعلم أنك ستتفهمين...
فقالت سيما –وهي تحاول أن تجعل من لهجتها واثقة-: طبعا!!
ومع ذلك لم تفلح... فقد خانتها دموعها...
أحس جاك بحزنها... فقال: جهزي نفسك... لن أتأخر في المجيء...
لم يترك لها الفرصة للرد... بل أسرع يغادر البيت مستقلا سيارته الرياضية ذات اللون الأزرق الداكن...



استغربت سيما الأمر... لكنها ما لبثت أن ابتسمت برضا... فهذا يعني أن جاك لم ينسها...


مع أن حياته الجامعية قد تبدو أفضل...

..
..
وقفت لورا أمام النافذة... تراقب هطول المطر الذي رافقه ظلام المساء...
أحست بقلبها ينقبض... لسبب تجهله تماما... ولم تكن لديها أدنى نية في اكتشافه...
تلاعبت بخصلات شعرها الوردي المربوط في شكل ”ذيل حصان“...
وقالت: لم أر يارا تضحك ملء شدقيها منذ رحيل هيرو...
تنهدت وواصلت: أهنئها فعلا على صلابتها... فلو كنت مكانها لانهرت تماما.. كان هيرو محظوظا بفتاة مثلها... ولا شك أنه أحبها بكل جوارحه... وإلا لما كان ضحى بحياته من أجلها...
وعادت ذكرى ذلك اليوم تداهم عقلها...
فأغمضت عينيها محاولة النسيان بصعوبة... وقالت: لقد اشتقت إليه كثيرا... مع أنه كان مزعجا جدا...



لسبب ما... أرادت أن تتحدث مع شخص ما لتخفف من وحدتها هذا اليوم...
فحملت هاتفها... وضغطت بعض الأزرار...
فأجابها صوت مرح يقول: أهلا لورا!!
نظر مارك بتساؤل نحو يارا... فابتسمت مطمئنة...
بينما بقي لويس يراقب المكالمة بهدوء...
فقالت لورا: أين أنت؟؟
فأجابتها يارا بهدوء: في منزل مارك...
استغربت لورا المر وقالت: مارك؟؟!!
أومأت يارا... وواصلت: لقد تعرضت لحادث بسيط... وبما أنه طبيب... فكان عليه معاينة وجهي المسكين...
ضحكت لورا بمرح... وقالت: أرجح أنه قال لك أني تحتاجين لعملية تجميل...
استغربت يارا... وقالت مستنكرة: وكيف عرفت ذلك؟؟... أصرت تقرئين أفكاره؟؟
ابتسمت لورا بخبث: ليس تماما... أستشف الأجوبة التي أحتاجها فحسب...
يتبع
-Panda and N a t a l y like this.
__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-10-2014, 01:29 PM
 
ضحكت يارا بهدوء... فواصلت لورا: هل ستتأخرين؟؟
أجابت يارا وهي تقف: ليس كثيرا... سأستقل سيارة أجرة حالا... فسيارتي المسكينة محطمة... وأظن أنه تم نقلها إلى الإصلاحات... فقد اتصلت بهم بعد الحادث مباشرة...
صمتت قليلا... ثم أضافت: ولا تتصلي على البيت... إذا ما احتجتني اتصلي على هاتفي الخاص...
عقدت لورا حاجبيها وقالت: أتعنين أنك لن تعودي إلى البيت؟؟
هزت يارا رأسها... وأجابت: لن أعود إلى أن ينتهي موضوع الخطبة هذا... فقد كرهت هذه الاسطوانة اليومية...
فسألت لورا بقلق: إذن إلى أين ستذهبين...؟؟ لا أظن إلى منزل عمك... فوالدك سيعرف أنك هناك... وقد يأتي ويعيد عليك الاسطوانة... إذن لم لا تأتين للمبيت عندي؟؟
ابتسمت يارا... وقالت بامتنان: شكرا... هذا عرض مغر... لكني لن أستطيع أن أقبله... فأنا أعلم أين سأذهب...
تنهدت لورا... وقالت: كما تشائين... تصبحين على خير إذا...
-تصبحين على خير...
وما أن أنهت الاتصال حتى عارضتها نظرات مارك القلقة... ونظرات لويس الباردة...
فقالت باستغراب: ماذا؟؟!!

فقال مارك: أين ستذهبين إذن؟؟
فأجابت مشاكسة: إلى مخبإ سري...
تنهد مارك... وأضاف: لا فائدة ترجى منك... لكن إذا أردت البقاء... فبإمكانك ذلك... سينام لويس على الأريكة... ولتحتلي غرفته...
لكن لهجة لويس الجامدة... دحرت هذا الموقف... حيث قال: محال!!
هزت يارا كتفيها دليلا على عدم اهتمامها... وأكدت: لم أكن لأوافق على أية حال...
ثم توجهت نحو الباب... وخرجت بعد أن ألقت التحية عليهما...

التفت مارك نحو لويس وقال: يال غبائك!!
فقال لويس بتهكم: ويا لكرمك!! كان بإمكانك أن تقترح عليها غرفتك...
..
..
نظرت يارا إلى ساعة معصمها وهي تجلس في المقعد الخلفي لسيارة الأجرة...

ثم قالت: بقيت ساعة فقط على موعد الطائرة... أرجو ألا أتأخر!!
..
..
بعد نصف ساعة... من مكالمة يارا ولورا... اتصلت هاناي بلورا مستفسرة...
فقالت لورا: لم أرها... لكني اتصلت بها... وقالت أنها لن تعود إلى البيت...
تنهدت هاناي وأردفت: وهنا تكمن المشكلة... فوالدها اتصل بي ظنا منه أنها برفقتي...
هزت لورا كتفيها وقالت: على كل حال... أخبرتني أنها لن تبيت عندكم... فهو مكان معروف لدى والديها...
شهقت هاناي وقالت: أتقصدين أنها هربت...
ظهر الارتباك على ملامح لورا وهي تجيب: لم أفكر في هكذا احتمال...
ثم واصلت بعد تنهيدة قصيرة: ربما تكون قد نزلت في أحد الفنادق... فلا تقلقي...
تنهدت هاناي بدورها... وقالت: سأحاول... وسأجد أي حجة أقنع بها عمي...
..
..
***نهاية الفصل***
-Panda likes this.
__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-10-2014, 01:30 PM
 
البارت الرابع

***حياة هادئة... لكن إلى متى؟؟***
..

..
خرج جاك للعشاء مع سيما –التي أصبحت خطيبته منذ شهر-...
كان يحاول جاهدا أن يمنحها كل الاهتمام الذي تنشده... وقد وُفق تماما في ذلك...
أحس في الفترة الأخيرة أنه يقصر في حقها –خاصة بسبب اختلاف دوامه في الجامعة مع أوقات فراغها... ومع ارتباطاته الجديدة بعد الانضمام إلى والده وعمه في إدارة الشركة-...
ومع ذلك... أقر في نفسه أنها لم تتذمر يوما... فهي مع ذلك تحترمه... ولا تخالفه في شيء يرغبه...
لقد هنأ نفسه مرارا وتكرارا لحصوله على خطيبة مثلها...
أخرجته سيما من بحيرة أفكاره... بقولها: ما الأمر؟؟ أهناك ما يزعجك؟؟ إذا كان الأمر كذلك... فلنغادر...
نظر نحوها بتمعن... ثم قال بابتسامة: لا داعي لذلك... فأنا بأحسن حال...
قطبت سيما... وقالت بهدوء: أظن أن العمل والدراسة أمران متعبان... خاصة إذا اجتمعا...
أمسك يدها بحنان... وربت عليها... وقال: شكرا لأنك متفهمة...
وما أن أنهي كلامه... حتى سُمع رنين هاتف...
بحث في جيبه عن هاتفه.... ثم أخرجه... لكنه استنتج أنه ليس رنين هاتفه...
نظر نحو خطيبته... فشرعت تبحث عن الهاتف في حقيبتها...
أخرجته... ثم ضغطت على زر القبول وقالت بمرح: أهلا كيفن!!
فرد كيفن بلهجة رسمية... خالجها بعض المرح: أعتذر إذا كنت قد قطعت عليك شيئا مهما...
فقالت بهدوء: لا يهم...
ثم واصلت بإحباط عفوي: أتعني أن سهرتي قد انتهت؟؟
فأجابها بجدية عملية: تماما... التحقي حالا بصفوف العملاء المغادرين إلى الصين...
فقالت بحيرة: الصين؟؟ وماذا سأفعل هناك...؟؟
فواصل –كأنه لم يسمع سؤالها-: لم يعد هناك وقت... ستغادرين على تمام منتصف الليل....
فقالت محتجة: أنت لم تعلمني...
فأردف: أعتذر... أمر طارئ... وليس هناك وقت للشرح... لذا أسرعي!!

أنهت الاتصال... ووقفت وهي تقول: أظنك علمت أن لدي عملا مستعجلا...
هز رأسه بهدوء... وقال وهو يقف بدوره: حظا موفقا...
أحست سيما بالإحباط والأسف لوداعه البسيط...
بينما أحس جاك أن عليه أن يوافق على كل ما تقوله... دون أن يبدي احتجاجا...
..
..
أخذت هاناي تضرع غرفتها ذهابا وإيابا...
وهي تردد: أين يمكن أن تكون؟؟ لا مكان لها تلتجئ إليه غير الفنادق...
تنهدت وواصلت: لكنها أذكى من ذلك... فهي تعلم أن والداها سيبحثان عنها هناك... ثم... ما الذي حدث بالضبط...؟؟ فهذه المرة الأولى التي تغيب فيها عن البيت دون سابق إنذار...
جلست على السرير باستسلام وقالت: أنا أستسلم... لن أخمن أبدا ما تفكر به متهورة مثلها... ليت هيرو كان هنا ليتحكم في تصرفاتها... فما كان بإمكان أحد مجاراتها غيره...
نظرت إلى هاتفها –المرميّ بعشوائية على السرير-... ثم التقطته بسرعة...
وقررت أن تتصل به...
..
..
فتح بيتر باب شقته... وهو يتحدث على الهاتف...
وقال: لا عليك يا هاناي... إنها متهورة لكن ليس إلى هذه الدرجة... ستكون بخير...
تنهدت هاناي وقالت: أرجو ذلك...
لم يواصل بيتر الحديث... بل شهق فزعا...
وخيم الصمت –إثر ذلك على المكان-... فقالت هاناي بقلق: بيتر؟؟ ألازلت معي؟؟ هل حدث شيء ما؟؟
انتبه بيتر لكلام صديقته... فقال: لا عليك... أنا بخير... علي أن أسرع وإلا سأتأخر...
ابتسمت هاناي... وقالت –بنبرة يزاولها الشك-: لا بأس... ولا تنس أن تتصل بي عندما تصل...
أنهى الاتصال بعد أن ودعها... ثم وجه نظره إلى تلك الفتاة الشقراء التي تقف مبتسمة أمامه...

اقترب منها... وقال باستغراب: ماذا تفعلين هنا؟؟
استقامت يارا في وقفتها –بعد كانت متكئة على الجدار-... وقالت مازحة: أظنك علمت أنني مطلوبة للعدالة... لذا أنا هنا لأختبئ...
تنهد بملل وأجاب: كان علي أن أعلم أنك ستلجئين إلي... لا بأس... تستطيعين البقاء في شقتي إذا كان هذا ما تريدينه... ولكن...
فقاطعته بسرعة: شكرا لك... أنت أروع صديق في العالم...
قطب محتجا... ثم واصل: إياك أن توقعيني في المشاكل.. أنا سأسمح لك بالبقاء هنا لفترة معينة على مضض... لذا لا داعي لأن تورطيني...
ابتسمت... وقالت: لا عليك... لن أفعل ذلك...
تنهد بملل... واستأنف: أرجح أن عقلك طار مع طيران قلبك... لذا لن أستغرب ما قد تفعلينه...
أعطاها المفاتيح... ثم ابتعد وهو يقول: علي أن أسرع...
نظرت إلى الحقيبة التي يحملها...
أومأت ثم قالت: أهذا كل ما ستأخذه معك؟؟ إنها حقيبة صغيرة!!
ابتسم بهدوء وأردف: لدي كل ما أحتاجه هناك... فذلك هو منزلي...
..
..
دخلت يارا إلى الشقة الفسيحة... وأجالت بصرها في جميع أرجائها...
ثم قالت –وقد رسمت على شفتيها ابتسامة عريضة-: يبدو أنه لم يغير في الشقة شيئا... فهي لا تزال على الحال الذي كانت عليه منذ أربع سنوات... أو ربما أكثر...
تذكرت المرة الأولى التي عرفت فيها بيتر... وابتسمت لهذه الذكرى...

كان ذلك أول يوم لها في المدرسة الإعدادية...
لم تكن جيدة في تكوين صداقات مع زملائها... كما كانت انطوائية...
وصديقتها الوحيدة... كانت هاناي... ابنة عمها...
ولم تستطع هاناي مساعدتها في الحصول على أصدقاء...
فيارا تقول أنهم منافقون... وافقوا على صداقتها لأنها فتاة غنية لا أكثر...

جلست هاناي داخل صفها بهدوء... فدخل أستاذ الانجليزية... ومعه شاب في العشرين... أو ربما التاسعة عشرة من عمره...
..
..
***يتبع***


-Panda likes this.
__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-10-2014, 01:35 PM
 
البارت الرابع

***حياة هادئة... لكن إلى متى؟؟***
..

..
خرج جاك للعشاء مع سيما –التي أصبحت خطيبته منذ شهر-...
كان يحاول جاهدا أن يمنحها كل الاهتمام الذي تنشده... وقد وُفق تماما في ذلك...
أحس في الفترة الأخيرة أنه يقصر في حقها –خاصة بسبب اختلاف دوامه في الجامعة مع أوقات فراغها... ومع ارتباطاته الجديدة بعد الانضمام إلى والده وعمه في إدارة الشركة-...
ومع ذلك... أقر في نفسه أنها لم تتذمر يوما... فهي مع ذلك تحترمه... ولا تخالفه في شيء يرغبه...
لقد هنأ نفسه مرارا وتكرارا لحصوله على خطيبة مثلها...
أخرجته سيما من بحيرة أفكاره... بقولها: ما الأمر؟؟ أهناك ما يزعجك؟؟ إذا كان الأمر كذلك... فلنغادر...
نظر نحوها بتمعن... ثم قال بابتسامة: لا داعي لذلك... فأنا بأحسن حال...
قطبت سيما... وقالت بهدوء: أظن أن العمل والدراسة أمران متعبان... خاصة إذا اجتمعا...
أمسك يدها بحنان... وربت عليها... وقال: شكرا لأنك متفهمة...
وما أن أنهي كلامه... حتى سُمع رنين هاتف...
بحث في جيبه عن هاتفه.... ثم أخرجه... لكنه استنتج أنه ليس رنين هاتفه...
نظر نحو خطيبته... فشرعت تبحث عن الهاتف في حقيبتها...
أخرجته... ثم ضغطت على زر القبول وقالت بمرح: أهلا كيفن!!
فرد كيفن بلهجة رسمية... خالجها بعض المرح: أعتذر إذا كنت قد قطعت عليك شيئا مهما...
فقالت بهدوء: لا يهم...
ثم واصلت بإحباط عفوي: أتعني أن سهرتي قد انتهت؟؟
فأجابها بجدية عملية: تماما... التحقي حالا بصفوف العملاء المغادرين إلى الصين...
فقالت بحيرة: الصين؟؟ وماذا سأفعل هناك...؟؟
فواصل –كأنه لم يسمع سؤالها-: لم يعد هناك وقت... ستغادرين على تمام منتصف الليل....
فقالت محتجة: أنت لم تعلمني...
فأردف: أعتذر... أمر طارئ... وليس هناك وقت للشرح... لذا أسرعي!!

أنهت الاتصال... ووقفت وهي تقول: أظنك علمت أن لدي عملا مستعجلا...
هز رأسه بهدوء... وقال وهو يقف بدوره: حظا موفقا...
أحست سيما بالإحباط والأسف لوداعه البسيط...
بينما أحس جاك أن عليه أن يوافق على كل ما تقوله... دون أن يبدي احتجاجا...
..
..
أخذت هاناي تضرع غرفتها ذهابا وإيابا...
وهي تردد: أين يمكن أن تكون؟؟ لا مكان لها تلتجئ إليه غير الفنادق...
تنهدت وواصلت: لكنها أذكى من ذلك... فهي تعلم أن والداها سيبحثان عنها هناك... ثم... ما الذي حدث بالضبط...؟؟ فهذه المرة الأولى التي تغيب فيها عن البيت دون سابق إنذار...
جلست على السرير باستسلام وقالت: أنا أستسلم... لن أخمن أبدا ما تفكر به متهورة مثلها... ليت هيرو كان هنا ليتحكم في تصرفاتها... فما كان بإمكان أحد مجاراتها غيره...
نظرت إلى هاتفها –المرميّ بعشوائية على السرير-... ثم التقطته بسرعة...
وقررت أن تتصل به...
..
..
فتح بيتر باب شقته... وهو يتحدث على الهاتف...
وقال: لا عليك يا هاناي... إنها متهورة لكن ليس إلى هذه الدرجة... ستكون بخير...
تنهدت هاناي وقالت: أرجو ذلك...
لم يواصل بيتر الحديث... بل شهق فزعا...
وخيم الصمت –إثر ذلك على المكان-... فقالت هاناي بقلق: بيتر؟؟ ألازلت معي؟؟ هل حدث شيء ما؟؟
انتبه بيتر لكلام صديقته... فقال: لا عليك... أنا بخير... علي أن أسرع وإلا سأتأخر...
ابتسمت هاناي... وقالت –بنبرة يزاولها الشك-: لا بأس... ولا تنس أن تتصل بي عندما تصل...
أنهى الاتصال بعد أن ودعها... ثم وجه نظره إلى تلك الفتاة الشقراء التي تقف مبتسمة أمامه...

اقترب منها... وقال باستغراب: ماذا تفعلين هنا؟؟
استقامت يارا في وقفتها –بعد كانت متكئة على الجدار-... وقالت مازحة: أظنك علمت أنني مطلوبة للعدالة... لذا أنا هنا لأختبئ...
تنهد بملل وأجاب: كان علي أن أعلم أنك ستلجئين إلي... لا بأس... تستطيعين البقاء في شقتي إذا كان هذا ما تريدينه... ولكن...
فقاطعته بسرعة: شكرا لك... أنت أروع صديق في العالم...
قطب محتجا... ثم واصل: إياك أن توقعيني في المشاكل.. أنا سأسمح لك بالبقاء هنا لفترة معينة على مضض... لذا لا داعي لأن تورطيني...
ابتسمت... وقالت: لا عليك... لن أفعل ذلك...
تنهد بملل... واستأنف: أرجح أن عقلك طار مع طيران قلبك... لذا لن أستغرب ما قد تفعلينه...
أعطاها المفاتيح... ثم ابتعد وهو يقول: علي أن أسرع...
نظرت إلى الحقيبة التي يحملها...
أومأت ثم قالت: أهذا كل ما ستأخذه معك؟؟ إنها حقيبة صغيرة!!
ابتسم بهدوء وأردف: لدي كل ما أحتاجه هناك... فذلك هو منزلي...
..
..
دخلت يارا إلى الشقة الفسيحة... وأجالت بصرها في جميع أرجائها...
ثم قالت –وقد رسمت على شفتيها ابتسامة عريضة-: يبدو أنه لم يغير في الشقة شيئا... فهي لا تزال على الحال الذي كانت عليه منذ أربع سنوات... أو ربما أكثر...
تذكرت المرة الأولى التي عرفت فيها بيتر... وابتسمت لهذه الذكرى...

كان ذلك أول يوم لها في المدرسة الإعدادية...
لم تكن جيدة في تكوين صداقات مع زملائها... كما كانت انطوائية...
وصديقتها الوحيدة... كانت هاناي... ابنة عمها...
ولم تستطع هاناي مساعدتها في الحصول على أصدقاء...
فيارا تقول أنهم منافقون... وافقوا على صداقتها لأنها فتاة غنية لا أكثر...

جلست هاناي داخل صفها بهدوء... فدخل أستاذ الانجليزية... ومعه شاب في العشرين... أو ربما التاسعة عشرة من عمره...
..
..
***يتبع***


__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02-10-2014, 01:46 PM
 

استغرب التلاميذ وجوده... وقبل أن يهموا بطرح الأسئلة... والاستفسار عن هويته...
قام الشاب بتقديم نفسه بلباقة: مرحبا... أظنكم تتساءلون عن هذا الغريب الذي قدم إلى هذا الفصل اليوم...
تنحنح... ثم واصل بمرح: أدعى بيتر... وسأكون مدرسكم لفترة لا تتجاوز الشهر... وأرجو أن تكونوا مستعدين لمساعدتي...
وأثناء تقديمه لنفسه... أخذت الفتيات تتهامسن: ياه إنه وسيم!!
-أجل إنه رائع...
-سعيدة لأنه سيدرسنا...
-أرجو أن أكون طالبته المفضلة...
تنهدت هاناي بملل... ثم رفعت يدها وسألت: المعذرة يا أستاذ بيتر... هل أنت في سنتك الأولى بالجامعة....؟؟
ابتسم بلطف... وأجاب: هذا صحيح... معك حق يا صغيرتي!!
عقدت هاناي حاجبيها... وقالت محتجة: أنا لست صغيرة... فأنا بالثانية عشر من عمري...
لكنها سمعت صوت إحدى الفتيات تقول: لكنك صغيرة بالنسبة إليه أيتها الحمقاء...
تجاهلت كلام الفتاة... وواصلت وكأنها لم تسمعها: على كل... أهلا بك... وبصفتي عريفة الصف... أرحب بك بيننا لمدة شهر كامل....
فقال بامتنان: شكرا لك... أيتها الآنسة الكبيرة....
أرادت أن تعترض... فهي تعلم أنه كان يسخر منها...
إلا أنها عدلت عن الفكرة...

بعد نهاية الحصة... طلب منها بيتر أن تساعده على حمل بعض الملفات إلى المكتبة...
وبينما كانت تسير معه... إذ سمعت صوتا يقول: هاناي!!
التفتت خلفها... فرأت يارا تسرع نحوها...
توقفت... فتوقف بيتر بدوره... وعندما اقتربت يارا... سأل: أهي صديقتك؟؟
أومأت بهدوء... ثم وجهت حديثها نحو يارا قائلة: سأرافق الأستاذ إلى المكتبة... انتظريني في السيارة...
لكنها تفاجأت ببيتر يحمل عنها الملفات... ويقول: رافقي صديقتك... فأنا لا أريدك أن تجعليها تنتظر....
هم بالابتعاد لولا صوت يارا الذي استوقفه قائلا: المعذرة!... هل التقينا من قبل...؟؟
التفت نحوها وأجاب: لا أظن ذلك يا آنسة...

فواصلت تسأل: هل أنت جديد هنا؟؟
فأجاب: إذا كنت تقصدين في المدينة... فلا!!
اقتربت منه متفحصة بعينين حادتين... لدرجة أنه شعر بالارتباك...
ثم قالت فجأة: كنت أعلم أنني إلتقيتك من قبل!!
نظر نحوها باستغراب... وكذلك فعلت هاناي... فواصلت: ألست الشاب الذي ساعد تلك المرأة؟؟
فقاطعتها هاناي بفضول: أي امرأة؟؟
ابتسمت يارا... وواصلت: امرأة عجوز... كان أحدهم يريد سرقة محفظتها... لولا تدخله... أنت لم تري كيف تغلب عليه بسهولة...
ثم وجهت سؤالا نحو بيتر... إذ قالت: أأنت لاعب كاراتيه؟؟
ابتسم بخفة... وأجاب وهو يسير مبتعدا: أجل... وسررت بمعرفتكما...
لكنها لحقته... وهي تقول: أنا أيضا أمارس هذه الرياضة...
وقف... ثم نظر نحوها... وقال: حقا؟؟
هزت رأسها بحماس... فأضاف: يسعدني أنك تحبينها... لكن أرجو ألا تكوني سببا في إيذاء أحد...

وخلال ذلك الشهر... بدأت علاقتهما به تتوطد...
وأعجبت هاناي به كثيرا... خاصة وأنه لم يعد يعاملها على أنها فتاة صغيرة...
وازدادت علاقتهما متانة... عندما أصبح بيتر مدربهما في الكاراتيه...

خلدت للنوم بعد ساعة كاملة من التفكير...
التفكير بما سيحدث... كيف ستواصل حياتها وقد اختفى أهم شيء فيها...
لكنها تذكرت شيئا قالته سيما –عندما لاحظت تعاستها وعزلتها-: أتعلمين؟؟... لم أكن لأظن يوما... أن قلب هيرو يمكن أن يخفق لأجل فتاة... فقد كان يكرههن... لكني صرت متأكدة أنه ما كرههن إلا بعد رؤيتك... فقد كنت أراقبكما يومها... ولكن ذلك اليوم كان أسوأ يوم في حياته... فقد علم حينها بمرضه... كما أنه رفض إجراء عملية جراحية مؤخرا... ولا أعلم السبب... ولا أظنني سأعلمه... لكن... لا تنسي أنه ضحى بحياته من أجلك... لا تدعي روحه تذهب سدا... فهو يثق بك... ويثق بأنك قادرة على الاستمرارا... لم يكن يريد أن يفقدك... فقد كنت أغلى من روحه... وها أنا ذا أؤكد لك أنه لم يكن يوما يتمنى أن يراك حزينة... لذا ابتسمي... فالحياة لم تنتهي... من المؤكد أن ستلتقين بشخص آخر... وهيرو لن يحزن لهذا... بل على العكس... فهو سيفرح لأن يراك سعيدة...
نامت... فداهمت الأحلام مخيلتها حاملة معها صورا لن تنساها...
..
..
***نهاية الفصل***


-Panda and N a t a l y like this.
__________________
...
لا استطيع الرد على الدعوات فلا تحرجوني ارجوكم..
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انشودة بكل الشوق في قلبي روعة الحب والشوق بتول الشرق خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 05-08-2011 04:43 PM
انشودة الحب في قلبي لا ليس يتركني والشوق في قلبي والخوف والوجلو مذهله بتول الشرق خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 01-28-2011 04:47 PM
إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين )) عاطف الجراح نور الإسلام - 2 04-11-2010 04:21 PM
الحب في قلبي الأمير العمري محاولاتك الشعرية 31 02-21-2009 07:57 PM
كلمات ازابت الحب داخل قلبى دموع لاتجف أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 08-26-2008 06:53 PM


الساعة الآن 07:24 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011