عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree9Likes
  • 5 Post By Prismy
  • 3 Post By Prismy
  • 1 Post By ذكراى
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2014, 09:02 AM
 
Orange Death ~ترجمتـــي ...



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_02_1413918694196863.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


~بسم الله الرحمن الرحيم~

~السلام عليكم و رحمة الله و بركاته~




هذه أول قصة أقوم بترجمتها في حياتي ،
كنت قد قرأتها قبل مدة و أعجبتني فوقع عليها إختياري لأشارك بها في المسابقة ..
و أتمنى أن تروقكم ..



شكر خاص :

لعزيزتي تيماري صاحبة الأفكار المتألقة على تنظيمها هذه المسابقة التي دفعتني لأتحدى نفسي ..

و لصديقتي المبدعة بلو هارت على تصميمها الجميل .. فلولاها ما كنت أنزلت هذه القصة !







اسم القصة : Orange Death - الموت البرتقالي


الكاتب : volcano


اللغة الأصلية : الإنجليزية


التصنيف : خيال علمي ، أكشن ، دراما ، رومانسي


عدد الفصول : خمسة حتى الآن و مازلت مستمرة ..





هنا ستكون روابط الفصول



-الفصل الأول-


http://vb.arabseyes.com/t439509.html#post6998486






-مقدمة-



على مشارف الألفية الثالثة يقبع العالم مضطربا ...
تتبدل الحياة و تتغير أهم معتقداتها ...
فالحلم الذي راود الإنسان دوما باستكشاف الفضاء قد أصبح حقيقة الآن ...
و السؤال الذي طرحه دوما عن الحياة على كواكب أخرى قد أجيب عنه اليوم ...
لم يعد واضحا أو مهما من منا اتصل بالآخر أولا ...
لكن مخلوقات الفضاء جاءت إلينا في وقت ما مهيمنة على أرضنا ...
لقد كانت تملك القوة و الذكاء ، ففرضت علينا سيطرتها كما حدث مع معظم المجموعات الشمسية القريبة ...
اسموا أنفسهم "بالأسياد" ، فكانوا بقوتهم سادة نخضع لهم كالعبيد ...
لكن التاريخ لا يضمن سيادة أحد ..
و قد تتفتح الأعين عليهم ذات يوم ..
فيرى العالم أنهم ليسوا "أسيادا" نبلاء ...


كابتن "ميل رينولد"




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




افتَقِدُني
music4


التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 02-10-2014 الساعة 09:18 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-10-2014, 09:17 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/08_02_1413918694196863.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


-الفصل الأول-






لوت شيري ذراع سايمن أكثر خلف ظهره ، و قالت مغيظة :
"هيا اعترف !"

تنهد سايمن شاعرا أنه قد هزم فعلا ، و غمغم :
"حسنا .. أنت تفوزين !"

قالت شيري بفخر :
"أخبرتك !"

و تركت ذراعه لتنهض من وضعية التثبيت التي كانت تجلسها فوق ظهره ...
ثم مدت يدها إليه لتساعده على النهوض ، لكنه رفضها .. و وقف بمفرده ...

كان بإمكان شيري أن ترى بأنه لم يكن سعيدا ،
ملامحه اللينة بابتسامته الطيبة عادة كانت متجهمة شديدة العبوس الآن ،
و شعرت شيري على الفور بالسوء لأجل هذا !
تساءلت أكان عليها أن تدعه يغلبها ؟!‏
لكنها قررت بعد ثانية تفكير ... بأنه انعدام في الأمانة لم يكن ليستحقه !

خطت إليه و أحاطت عنقه بذراعها .. ثم همست محاولة أن تبدو طريفة :
"أستطيع أن أبعد الألم بتقبيله !"

كانا ثنائيا هي و سايمن ... الحبيبين الوحيدين ضمن الركاب القلائل على ظهر هذه السفينة الصغيرة الفضائية !
و شيري كانت و لازالت تشعر بأنها الأوفر حظا في العالم لأنها التقته هنا في أضيق فسحة في الكون ...

و خلاف تفاهمهما المعتاد ... تراجع سايمون خطوة وهو لايزال متجهما ، قال :
"لو كنت أعلم أنك ستقاتلين بقذراة لما تحديتك منذ البداية !"

هتفت شيري بكبرياء :
"أنت أكبر مني حجما ، أطول قامة ، و تملك جسدا أقوى ، كيف ظننتني سأفوز ؟! ثم هل تعتقد حقا أن أشقائي كانوا يقاتلون بنزاهة حين تعلمت منهم القتال ؟!"

حملق بها و عيناه الزرقاوان تلمعان بإنزعاج ، و كان شعره الداكن الكثيف مشعثا بشدة ، قال :
"لقد شددت شعري !!"

زفرت شيري وهي تقلب عينيها للأعلى .. مررت يدها في شعرها البني القصير و قالت :
"و من ثم أفلتني .. كانت خطوة ناجحة !"

نطقت ريفر (أصغر أفراد طاقم السفينة) وهي جالسة أمامهما تقرأ في كتاب لم ترفع عينيها عنه للحظة :‏
"أخبرتك أنها ستتغلب عليك !"

احتج سايمون على قول أخته الصغرى :
"كلا لم تفعلي ..."

صمت قليلا يفكر في الأمر قبل أن يسألها :
"أتعنين هذا الصباح ؟"

رفعت ريفر عينيها الزرقاوين الشبيهتين بعينيه ، لتنظر إليه و تجيب بهدوئها المعتاد :
"أجل"

كان على سايمن التفكير في الأمر بضع لحظات إضافية ليستوعبه ...

ذلك الصباح على الفطور ،
كانت شيري تحكي لهم قصة عنها و عن أخيها الأصغر ،
حين قرر ذات مرة أن يسرق مركبة والدهما ليستمتع بقيادة غير قانونية ... و كيف أوقفته هي من خلال صرعه أرضا رغم أنه كان أكبر منها حجما !

و عندما أنهت شيري سرد القصة ،
كانت ريفر قد التفتت إلى سايمن و قالت بهدوء :
"لن تفوز."

سألها سايمن لحظتها :
"ما الذي لن أفوز به ؟"

و اكتفت ريفر بأن منحته ابتسامة لطيفة رغم غموضها ، قبل أن تعود بإهتمامها إلى طبقها.

الجميع كان معتادا على تعليقات ريفر الغريبة ،
فلا أحد كان يوليها انتباها عادة ...
كانت المراهقة البالغة أربعة عشر عاما بعيدة كل البعد عن الطبيعية ،
و كان آخر ما لاحظه من حولها أنها بطريقة ما تستطيع قراءة المستقبل جنبا إلى جنب و قوتها الجسدية الهائلة ..


‏و الآن ..
كان سايمن حانقا فعلا من حقيقة أن أخته الصغرى كانت على علم قبل ساعات أنه و شيري سيبدآن جدالا حول تلك القصة ...


فقبل عدة دقائق دخل سايمن إلى الغرفة و وجد شيري و ريفر تسترخيان على المقاعد تقرآن معا ..
جلس بجانب شيري و أخبرها أنه يريدها أن تتجول معه قليلا داخل المركبة ،
فابتسمت له شيري و أخبرته أنها تود أن تقضي بعض الوقت مع ريفر ،
قال سايمن ممازحا بأن بمقدوره أن يحملها ببساطة إلى حيث يريد ،
و مزحت شيري بدورها أنه لو حاول فسينتهي به الأمر على الأرض كما كان يحدث مع أشقائها إذا ارغموها على ما لا ترغب به ،
عندها سخر سايمن من فكرة أن تغلبه في قتال !
ازداد جدلهما و انتهى الأمر بأن أجبرته شيري على أن يتحداها في منازلة ودية لإثبات وجهات النظر !

منازلة خسرها سريعا جدا ...


و الآن .. نظر سايمن إلى ريفر متجهما :
"أكنت تعلمين مسبقا ؟!"

عادت ريفر تنظر إلى كتابها دون أن تمنحه جوابا.

اقتربت شيري من سايمن من جديد ، و تأبطت ذراعه و هي تقول مسترضية :
"هيا لا تغضب ، أنا آسفة .. و سأعوض عليك إذا أردت."

‏كبرياء سايمن كان قد جرح قليلا ،
لكن ليس و كأنه مشهور بقدراته القتالية على أي حال ... لذا لم يكن الأمر بذلك السوء.
و مع ذلك عقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول مصطنعا الانزعاج :
"لست أدري .... أظنك قد شددت شعري بقوة بحيث أخالني مصابا بالصداع الآن !"

عادت شيري تدير عينيها إلى الأعلى بحركة متذمرة ، قبل أن تقول :
"سأتركك تأخذني إلى حيث تشاء"

ابتسم سايمن و قبل أن يجيبها ، سمعوا صوت قائدهم ميل .. يصدح عبر مكبرات الصوت في السفينة :
"شيري .. إلى قمرة القيادة ، أضاءت بعض التحذيرات للتو و أظن أن عطلا ما قد استجد"

لوحت شيري بيدها مودعة سايمن الخائب الأمل ، قبل أن تقول ضاحكة :
"أراك لاحقا"

ثم أسرعت إلى قمرة القيادة ...



صباح اليوم التالي ..
على الفطور ...
حيث يجتمع جميع طاقم سفينة "سيرين" أثناء وجبات الطعام على الطاولة الدائرية في مطبخ المركبة ..

‏تكلم ميل بلسان القائد :
"سنهبط في (فينسول) بعد ساعة ، جايني و زوي سيأتيان معي ، من المفترض أن نقابل (بيليندا لامب) خلال ساعتين من الآن في بيتها ، صحيح أننا سنكون قريبين من قوات (الأسياد) أكثر مما أشتهي ،
و لكننا حظينا بثلاثة طياري سفن سيئين خلال الشهر الماضي ... و أنا أنوي إيجاد واحد جيد هذه المرة ،
(بيليندا لامب) موصى بها بحفاوة .. لذا فلنأمل أن تكون ظالتنا لنغادر هذا القمر بأسرع وقت ممكن."

تحدثت إينارا الجميلة ، (الضيفة) الوحيدة على سطح هذه السفينة التي ليس لها مهام محددة :
"بما أننا سنكون على واحد من أضخم الأقمار و أكثرها تمدنا و تطورا .. أظنني سآخذ سيارتي و أقوم ببعض التسوق هذا الصباح."

قالتها بلهفة و حماس ، فهز ميل رأسه رافضا :
"ليست فكرة جيدة أن تخرجوا لتتسكعوا ... فقد نضطر للمغادرة سريعا"

نظرت إليه إينارا بتحدي قائلة :
"و إذا نجحتم في سعيكم للقاء الطيار ، قد نقضي ساعات هنا نجلس دون أن نفعل شيئا"

زم ميل شفتيه باستياء .. بشرته السمراء و عيناه و شعره الأسودان بالإضافة إلى تقاسيم وجهه القاسية كانت تجعل من الصعب الوقوف في وجهه إذا عبس ،‏
لكن إينارا لم تكن تهابه ... وهو يعرف أين سينتهي هذا التحدي ..
إينارا الأميرة الحلوة المدللة كانت الشخص الوحيد هنا الذي يبادر دوما إلى تحديه في كل فرصة ،
ميل معروف بطباعه الصارمة وقت العمل ... و في أحيان كثيرة كان يتمنى لو أن إينارا مجرد فرد عادي من طاقم سفينته لا أميرة هاربة ذات سلطات عالية لا تطالها يداه ،
يتمنى لو يستطيع أن يقول لا ببساطة في أي وقت فتطيعه !

قال بعد لحظة أفرغ فيها غضبه في مضغه للقمته :
"أفضل بشدة ألا تفعلي !"

زمت إينارا شفتيها كالأطفال و قالت :
" كن منطقيا ميل ، متى سنحظى بفرصة نكون فيها قريبين من تمدن كهذا ؟! ثمة أشياء أحتاج شراءها من هناك."

"أتعتقدين بأني لست منطقيا ؟! حسنا .. و أي سخافات تريدين شراءها من هناك و لا تستطيعين الحصول عليها في أي مكان آخر ؟"

"شيء لا يعنيك !"

"ليس لديك فكرة ، أليس كذلك ؟! تريدين الخروج و التجوال فحسب حتى لا تمكثي هنا"

قاطعت شيري أيا كان ما ستقوله إينارا كإجابة :
"كابتن .. سمعت أنهم يملكون ساحة لبيع الآلات المستعملة على مسافة قصيرة من ميناء الهبوط ..."

‏التفت ميل إليها قائلا بحزم :
"كلا ، ستبقون في السفينة ... سيكون خروج أي منكم مخاطرة لا داعي لها"

ثم أدار بصره لسايمن و قال :
"أنت المسؤول في غيابي ... لا تدع أحدا يغادر السفينة"

منحه سايمن هزة رأس واحدة كإجابة ..
فتحدث جايني العديم الاهتمام عادة بأي شيء يتجاوز الطعام و القتال .. أو الفتيات :
"إذا .. تلك المدعوة بيليندا أنملك صورة لها ؟ هل هي جميلة ؟!"

ضحكت زوي قائلة :
"لماذا ؟ هل يكون أفضل أن ترفض من قبل فتاة جميلة ؟!"

ضحك الجميع على تعليق زوي ،
و تمتمت ريفر فجأة من بين التعليقات الساخرة :
"سيأتي أبي من أجلنا !!"

التفت سايمن إليها و قال مستغربا :
"اعيدي ذلك !"

ابتسمت له :
"ماذا ؟"

"الذي قلته توا ؟!"

بدت حائرة :
"قلت (ماذا)"

"كلا .. ماذا قلت قبلها ؟"

لوت شفتيها و بدت مرتبكة و حائرة دون أن تجد جوابا.
أنهى ميل طعامه و قال لإينارا باستسلام .. فقد كان يعلم أنها ستخرج من وراء ظهره على أي حال :
"إذا ذهبت للتسوق ، فتأكدي من العودة قبل موعد الإنطلاق"





بعد ساعة من ذلك الحوار ..
كانت إينارا في طريقها إلى مركز المدينة للتسوق مستمتعة بأشعة الشمس و الهواء الذي داعب شعرها الطويل بينما تنطلق في سيارتها العاكسة للجاذبية بسرعتها القصوى ..

و إلى وجهة مغايرة تماما كان ميل ، جايني و زوي يسيرون متطلعين لمقابلة بيليندا.
‏حالما وصلوا إلى العنوان المقصود ، ركنوا السيارة النفاثة بجوار الباب الخارجي للمنزل الجميل ذي الحديقة الرائعة المعتنى بها ،
قال جايني مذهولا :
"لماذا قد تود امرأة تعيش في منزل كهذا العمل معنا في سفينة فضائية ؟!"

زفرت زوي ذات النظرات الجادة الضجرة دوما و قالت :
"و من يهتم ؟ طالما بمقدورها القيام بالعمل !"

أمر ميل جايني قائلا :
"ابقى هنا و راقب المكان احتياطا !"

أومأ جايني برأسه موافقا و استند إلى سيارتهم النفاثة ،
فيما تحرك كل من ميل و زوي نحو المنزل و قرعا الباب ،
و بعد لحظات قصيرة فتح الباب لتظهر من خلفه امرأة صلبة البنية بدت في الثلاثينات من عمرها !
كان لها شعر أشقر قصير سرحته وقوفا ،
و كانت ترتدي ملابس بدت مناسبة أكثر للعمل في الزراعة.
فتحت الباب أوسع و قالت مرحبة :
"لابد أن تكون الكابتن رينولد .. تفضلا بالدخول رجاء ، أنا بليندا"

مدت يدها فصافحها ميل متفحصا هيئتها ،
و شعر أنها ستكون ملائمة تماما لطاقمه إذا استطاعت الطيران بالسفينة كما يجب.

"تسرني مقابلتك .. هذه نائبتي زوي"

ابتسمت زوي لها ابتسامة صادقة و صافحتها بدورها.

قادتهما بيليندا إلى المطبخ و هي تقول :
"كنت أحضر بعض شراب الليموناضة للتو .. أتحبان أن أسكب لكما كأسا بينما نتحدث ؟"

وافقا على الاقتراح ،
و أحضرت بيليندا ثلاثة أكواب ، و زعتها بينهم.
أدار ميل عينيه في ارجاء المطبخ التقليدي و القديم الطراز الذي يقف فيه ، ثم استفسر :
"ذكرت في ملاحظتك أنك سبق و قدت سفينة فضائية من طراز (فاير فلاي)."

أنتظر كل من زوي و ميل حتى رشفت بيليندا من كوبها قبل أن يشربا أيضا .. حركة ثقة كانت بفعل العادة ..
أنهت بيليندا كأسها .. فشربا المزيد من عصيرهما.

أجابت بيليندا :
"أجل ، لسنتين عملت كطيار لرجل يدعى جيمس بلينك و كنت قد استمتعت بالعمل معه ،
كان تاجرا حرا و متمردا ... و وجدت العمل خلسة ضد (الأسياد) شيئا ليس له مثيل"

ابتسم ميل قائلا :
"يبدو كما لو أنك نوعي المفضل من الطيارين"

قالها ثم قطب جبينه ،
كان ثمة خطب ما في الطريقة التي يتحدث بها ، و لم يستطع أن يعرف ما هو ،
‏نظر إلى زوي و لاحظ أنها هي الأخرى بدت مشوشة ،
ثم عاد ببصره إلى كأس الليموناضة في يده بمحتوياته النصف مشروبة ...

أوقع ميل الكوب عرضيا حين شعر بالغرفة تدور به ،
سحب مسدسه فورا و صوبه إلى بيليندا ،
لكن فجأة ... بدا له كما لو أن حركاته تعرض ضمن تسجيل فيديو بالتصوير البطيء ...
فانتقلت بيليندا إلى جانبه قبل أن يستوعب حتى أنه يصوب مسدسه إلى الفراغ !!

أخذت بيليندا المسدس منه ببساطة ،
و ساعدته على الجلوس على مقعد من مقاعد الطعام في المطبخ قبل أن يقع أرضا و يفقد الوعي ،
ثم أسندت زوي كذلك إلى ظهر مقعدها كي لا تسقط عنه ...

استطاع ميل أن ينطق قبل أن يغيب كليا عن الوعي :
"لماذا ؟"

ابتسمت بيليندا و قالت للقائد الفاقد الوعي :
"لا شيء شخصي أيها الوسيم .. إنها مجرد صفقة عمل !"

و من ثم أخذت بيليندا كأس ليموناضة آخر لتقدمه للرجل الذي بقي خارجا للحراسة.





‏شيري ، سايمن و ريفر كانوا يجلسون بشكل دائري عند مقصورة قيادة السفينة يلعبون الورق ،
عندما سمعت شيري الأزيز الدال على وصول رسالة إلى السفينة ،
فمشت إلى لوحة القيادة و شغلت نظام قناة الاستقبال الخاصة بالإتصالات ...
ظهر رجل رسمي المظهر على الشاشة الضخمة و قال :
"لدي رسالة خاصة موجهة لسايمن تام"

أحست شيري بالذعر وهي تجيبه :
"لم اسمع يوما بشخص بهذا الاسم ، لقد أخطأت السفينة يا سيد"

كانوا جميعا متمردين على سلطة (الأسياد) على ظهر هذه السفينة ،
لكن سايمن و أخته كانا الوحيدين الذين علقت صورهما كمطلوبين خطيرين لعدالة (الأسياد) ...
و كان وجودهما هنا في سفينة (سيرين) سرا قد تحدث كارثة إذا كشف ..

قال الرجل الأنيق بمزيد من الرسمية :
"ليس لدي إهتمام شخصي بالسيد تام ، أريد تمرير رسالة إليه فحسب"

أصرت شيري :
"كما أخبرتك ، لا أعرف أحدا بهذا الاسم"

"إنها رسالة من والده"

كانت شيري على وشك أن تكرر رفضها حين تقدم سايمن فجأة ليقف إلى جانبها ،
مظهرا نفسه أمام الشاشة قائلا :
"أنا هنا ... ما هي الرسالة ؟"

رمقته شيري بغضب و عدم تصديق لتصرفه الغبي ،
‏و ضربت كتفه ساخطة .. لكنه كان قلقا مشغول البال بمحتوى الرسالة ليلاحظ ذلك !
قال الرجل :
"الرسالة محددة جدا ... عليك أن تكون وحدك قبل أن أسلمها إليك سيد تام"

التفت سايمن إلى شيري بنظرة ذات دلالة ، فحدقت فيه دون أن تتحرك !
أشار سايمن برأسه إلى مخرج القمرة يطالبها بالخروج ، فهتفت بحدة :
"كلا ... مستحيل أن أغادر !"

مال سايمن برأسه منخفضا ، و همس لها :
"رجاء شيري ، خذي ريفر إلى الأسفل حتى لا تسمع شيئا ... هي لا تعرف الكثير عن أبي و لا أريد أن أصدمها !"

كان بمقدور شيري أن تشعر بمدى جدية سايمن و أهمية الأمر بالنسبة إليه ،
أومأت موافقة بالرغم من أن ذلك كان ضد حكمها الشخصي على الأمر.
استدارت إلى ريفر و قالت :
"هيه ريفر .. أنا جائعة و أريد وجبة خفيفة ، لما لا ترافقينني إلى المطبخ لنجد شيئا نأكله"

لم تكن ريفر منتبهة لما يدور حولها حتى سمعت اسمها ،
ابتسمت و تركت بطاقات اللعب جانبا ثم سارت مع شيري لتتوجها خارج قمرة القيادة.
أغلق سايمن باب القمرة فور أن خرجتا و عاد إلى الشاشة :
"أنا وحدي الآن"

تحرك الرجل مبتعدا عن الشاشة ،
ليتقدم والد سايمن و يطل عبرها بدلا منه .. ‏بوجهه الإرستقراطي و عينيه الباردتي الزرقة أسفل حاجبين سوداوين و شعر أنيق داكن ، تخلله بعض الرمادي ..
كان الشبه بينه و بين سايمن غير خفي على أحد ..


شعر سايمن بدفقة من خليط من المشاعر تجتاحه لرؤيته ...
شعر بالغضب و الكراهية ، لكنه شعر أيضا بالأمل و التوق !

نظر إليه و لم يفلح بإيجاد تحية أفضل من إيماءة رأس و كلمة :
"أبي !"

قال غابرييل :
"مرحبا بني ، كيف كان العامان الفائتان بالنسبة إليك ؟"

"كيف كان العامان الفائتان ؟! لا أعرف حتى من أين ابدأ ، كيف عثرت علي ؟! و ماذا تريد ؟!"

"أنا هنا الآن في هذه البلدة ، أريد أن أراك و ريفر ، أمكما ..... إنها .. ليست بخير !"

بدا القلق على سايمن :
"ماذا أصاب أمي ؟!"

"منذ فررت و أختك و هي في حالة اكتئاب شديدة ، أرجوك ... هلا قابلتني بني ؟! لقد مضى زمن طويل ..... أنا واثق بأن ريفر تبدو كبيرة و مختلفة الآن"

أخفض سايمن بصره أرضا لدقيقة تفكير ،
تلك مجازفة .. كما و أن ميل قد ترك له المسؤولية في غيابه و لا يستطيع أن يهرع إلى أبيه راميا كل شيء آخر وراء ظهره.

لكن لم يعرف سايمن لما شعر بأن عليه لقاء والده ،
‏ربما أراد فرصة أخرى ... فرصة يعترف فيها والده بأنه كان محقا بشأن الأكاديمية و (الأسياد) ،
و بشأن ما فعلوه بريفر ،
لقد رغب دوما باعتذار .. و بأن يفخر والده بما أقدم عليه لأجل إنقاذ أخته.

قال ببطء :
"أين ؟"

بدا غابريل و كأنه سيبكي تأثرا و بهجة من موافقته :
"ثمة مطعم صغير مباشرة إلى شمال المهبط حيث تتوقف معظم السفن ، إنه يدعى (شريمب بوت) هل يمكنك أنت و ريفر أن توافياني هناك خلال عشر دقائق ؟"

قال سايمن بهدوء :
"يمكنني أنا أن أفعل !"

نظر غابرييل إلى ابنه بتعبير خيبة و شيء من الغضب وهو يقول :
"لم أرى ابنتي لأكثر من ثلاث سنوات سايمن ، أحضرها .. أو على الأقل دعها تقرر بنفسها إن كانت ترغب بالمجيء"

عقد سايمن حاجبيه للحظة ، ثم تنهد موافقا قبل أن يقطع الاتصال.

بقي واقفا مكانه طيلة دقيقة كاملة يتنفس بحدة ، و يفكر فيما يتوجب عليه فعله الآن ...
الرغبة برؤية أبيه كانت قوية بحيث يصعب عليه تجاهلها ،
هاجمه خاطر غريب فجأة .. ماذا لو كان والده يرغب بعودته و أخته إلى البيت ؟!
‏هل يوافقان على العودة ؟!
قد يكون ذلك نهاية تنقلهما على ظهر هذه السفينة ،
و ماذا عن شيري ؟!
هل تقبل الانتقال لأجله ؟!
سيمكنه مواصلة دراسته للطب مجددا !

هز سايمن رأسه سريعا ... لا يجب أن يرتفع بآماله هكذا ،
والده على الأرجح يرغب بإخباره كم هو خائب الأمل فيه و متضايق من كل ما حدث .. و ستكون تلك نهاية القصة !

فتح سايمن باب قمرة القيادة و خرج قاصدا المطبخ حيث وجد شيري و ريفر تضحكان و تتشاركان أكل برتقالة !
ابتسم قائلا :
"شيري ؟"

رفعت نظرها إليه فواصل :
"هل أستطيع التحدث مع ريفر على انفراد ؟ قد يستغرق ذلك نصف ساعة أو أكثر قليلا !"

بدت شيري قلقة لكنها أجابته :
"سأكون عند قمرة القيادة إذا احتجتما إلي"

و ربتت على كتفه قبل أن تغادر الغرفة ، معتقدة أن لديه أنباء غير سارة عن والده يتشاركها مع ريفر !

و ما إن انصرفت شيري حتى مد سايمن يده لريفر يدعوها إليه ، فابتسمت و نهضت لتدنو منه ،
أمسك بكفها و بدأ يقودها خارجين من المطبخ متوجهين إلى مستوعب الشحن الرئيسي حيث يحتفظون بالبضاعة المسروقة عادة ..
سارا بهدوء معا ، و حين وصلا إلى مستوعب الشحن استدار سايمن إلى شقيقته و أعلن :
"سنخرج لنتمشى قليلا الآن"

أمالت ريفر رأسها جانبا وهي تسأل :
"سنذهب إلى مطعم ؟"

لم يتفاجأ سايمن بل قال بهدوء :
"أجل .. سنذهب إلى مطعم"

"لكن .. لقد أكلنا توا"

"سنذهب للقاء شخص هناك"

ابتسمت ريفر :
"إنها مفاجأة .. أليس كذلك ؟!"‏فابتسم سايمن موافقا ،
ثم ضغط زر فتح باب المستوعب الخارجي ...

و في قمرة القيادة لاحظت شيري الأضواء التي أشارت إلى فتح بوابة كابينة الشحن الرئيسية ،
استخدمت مكبر الصوت لتخاطبهما :
"سايمن ؟ ماذا يجري عندك ؟"

توجه سايمن إلى زر في الحائط و ضغطه ليجيبها :
"أنا و ريفر نحتاج تنشق شيء من الهواء النقي ، سنكون خارج المركبة فلا تقلقي."

تنهدت شيري مستسلمة :
"حسنا .. لكن لا تغيبا أكثر من عشر دقائق و لا تبتعدا عن محيط السفينة"

أجابها سايمن :
"حسنا ... شكرا لك"

أمسك بيد أخته و قادها إلى خارج السفينة ،
أقفل البوابة وراءهما ثم تحرك بخطى سريعة نحو مجموعة مبان لاحت له من جهة الشمال.





هز ميل رأسه بقوة مستعيدا وعيه .. ثم ندم على ذلك ،
كان جالسا على الأرض ، يداه مقيدتان خلف ظهره ، و قدماه مربوطتان عند الكاحلين ، كما امتد حبل من يديه حتى قدميه يربط بينهما بحيث لا يستطيع تحريك يديه دون أن يحرك قدميه أيضا.

تلفت حوله و وجد بجانبه جايني و زوي كلاهما بالوضعية نفسها.
جايني كان مستيقظا بالفعل ،
يصارع بحدة ليحرر يديه من قيودهما دون جدوى .. سأله ميل :
"ماذا حدث ؟"

لاح الحنق على وجه جايني :
"تلك الشمطاء دست لي شيئا في العصير ... ثم استيقظت و وجدت نفسي هنا"

هز ميل رأسه بفهم :
"نفس الشيء حدث معنا ، متى استعدت وعيك ؟"

"منذ حوالي خمس دقائق"

"أمازالت بيليندا هنا ؟!"

"لم أرها"

"هل حالفك الحظ مع قيودك ؟"

"كلا .. أظنها من المعدن المرن"

تنهد ميل و قد لاحظ أن جميع أسلحته مفقودة أيضا ، قال متهكما :
"أليس هذا عظيما ؟!"

ظهرت بيليندا من الممر تحمل مسدسا صوبته إليه فورا وهي تقول :
"سعيدة أن ترى هذا ، لأننا سنمضي الساعات القليلة القادمة معا"

قال ميل بحزم :
"ماذا تريدين منا ؟"

"لا شيء .. أنا فقط أتقاضى مالا لقاء مجالسة الأطفال ، ستكونون أحرارا بالذهاب بعد أربع ساعات"

استبد القلق بميل فورا من كلامها ،
و لاحظت بيليندا تعبير وجهه ذاك فقالت :
"لا تخف أيها الوسيم ، لا أحد ينوي سرقة مركبتك أو ايذاء طاقمك ، ستجرى بعض الأحاديث الخاصة وحسب"

قال ميل فجأة :
"أيا كان ما يدفعونه لأجلك .. سأدفع لك الضعف مقابل أن تتحولي لجانبنا"

هزت بيليندا رأسها نفيا :
"آسفة ، لكن خدماتي موثوقة ، ما إن يتم التعاقد معي حتى أكون وفية لصاحب العمل .... عندما ننتهي من هذا ، إذا احتجتني لصفقة أقلها ستعرف أنني سأكون وفية لك أيضا !"

سأل ميل :
"هل أنت طيار حتى ؟"

"بالطبع أنا طيار .. و طيار بارع كذلك"

أنت زوي ، و التفت لها الجميع بينما تتحرك لتستعيد وعيها ...





وجد سايمن المطعم من غير جهد ،
لكن عند عتبته وقفت ريفر رافضة التقدم أكثر :
"لا تعجبني هذه المفاجأة سايمن"

سايمن كان أشد إصرارا لرؤية أبيه الآن و قد أقدم على مخاطرة مغادرة السفينة بينما رأسه مطلوب للعدالة ... قال لها بلطف :
‏‏"ستكون مفاجأة جميلة ريفر .. أنا أعدك"

هزت ريفر رأسها نفيا دون اقتناع ،
فابتسم لها مشجعا :
"إنه والدنا ... لقد جاء لرؤيتنا"

نقلت ريفر بصرها من الباب إلى وجه شقيقها الأكبر و سألت بنبرة غريبة :
"أتريد رؤيته حقا ؟! بعد كل ما فعله بك ... هل أنت واثق ؟"

تلاشت ابتسامة سايمن :
"أحتاج لأن أراه ريفر كما يحتاج هو لرؤيتنا ، ألا تريدين ذلك ؟"

عبست ريفر و أجابت بهدوء :
"زيارة الأقارب ضرورية دوما"

لم يكن سايمن واثقا مما قد عنته بهذا ،
لكنه أخذ يدها و قادها معه إلى داخل المطعم ،
تلفت حوله .. و رأى والده من فوره ، جالسا وحده على طاولة خاصة.

وقف غابرييل مبتسما لابنته ما إن لاحظها ، فتقدم سايمن باتجاهه ببطء من بين الطاولات دون أن يفلت كف ريفر من يده !

و بينما يقتربان من الطاولة .. خطا غابرييل بضع خطوات نحوهما ، و سحب ريفر إلى حضنه ليعانقها ...
ترك سايمن يد أخته ، كما تركت ريفر غابرييل يحتضنها لدقيقة ...
و عندما شعر غابرييل أن ابنته لا تبادله الاحتضان تراجع إلى الخلف ممسكا بذراعيها و قال وهو يتأمل مظهرها متأثرا :
"ريفر .. لقد كبرت حقا !"

ابتسمت له و هي تقول :‏
"لقد رأيتك من قبل .. كان حلما ... و كنت أبي في ذلك الحلم !"

تفاجأ غابرييل كما تألم من حقيقة أن ابنته لم تتعرفه ،
و نظر إلى سايمن باستفسار ...
فأخذ الأخير يد شقيقته و شرح لها بنبرته الصابرة الهادئة التي يستخدمها لاقناعها عادة :
"كلا ريفر .. هذا والدنا الحقيقي ، تتذكرينه من الواقع و ليس من الأحلام"

عادت ريفر تنظر إلى والدها بابتسامة صغيرة ، قالت :
"هذا شيء عجيب"

تلفت سايمن حوله و قد فطن فجأة إلى أنهم يجذبون الانتباه بعرضهم هذا ،
أخذ ريفر لتجلس بجواره على المقاعد عند الطاولة ، و جلس غابرييل أمامهما.

بعد دقائق من الصمت قال سايمن بجفاء يماثل جفاء استقبال أبيه له :
"ها نحن هنا ، تكلم"

بقي غابرييل يحدق بريفر و كأنه لا يصدق عينيه ، ثم سأل :
"هل هي دوما هكذا ؟"

أجاب سايمن و قد أحنقه معنى السؤال :
"كلا ، بعض الأيام تكون أفضل حالا ... و الآن أخبرني لما نحن هنا ؟!"

أزاح غابرييل عينيه عن ابنته لينظر إلى سايمن و يجيبه :
"أتيت لأعيدكما إلى المنزل"

تفاجأ سايمن و لم يملك أي رد .. و حدق بأبيه مصدوما ،
فضحكت ريفر على مظهره قائلة :
"تبدو كسمكة خارج الماء"

‏تجاهلها سايمن و سأل أباه :
"و لماذا ؟!"

مال غابرييل عبر الطاولة و وضع يده فوق يد سايمن :
"ماذا تعني بلماذا بني ؟ لأننا عائلة و عليك أن تعود معي ، لقد عشت هاربا وقتا طويلا ...
ريفر تحتاج عناية طبية و ستحصل على أفضل علاج ممكن في الديار ،
و يمكنك العودة لمواصلة دراستك في الطب ،
ستكون أمكما سعيدة برؤيتكما و سيساعدها ذلك على التغلب على اكتئابها ..
أريدكما أن تعودا معي لأننا نفتقدكما بني"

أراد سايمن تصديق ذلك ، لكنه لم يستطع :
"ماذا عن (الأسياد) ؟! أنسيت أننا مطلوبان للعدالة ... و ماذا عن الأكاديمية ؟!"

ترك غابريل يد ابنه و لوح بكفه دلالة السيطرة ، قال :
"لن تكون هذه مشكلة ، سأتدبر الأمر و أشرح لهم كل شيء ،
لدي أصدقاء في مراتب عالية و كثير من الخدمات أدين بها لأولائك الناس !"

فكر سايمن أن والده على قدر من السذاجة إن صدق أن بمقدوره فعل ذلك ،
لكنه ترك الأمر في هذه اللحظة.
و همس بشيء من الكراهية :
"أتعلم ما فعلوه بها في تلك الأكاديمية أبي ؟! لقد شقوا رأسها و عبثوا بدماغها !"

هز غابرييل رأسه نفيا .. و التفت إلى ريفر التي كانت ترص أكياس السكر فوق بعضها البعض على الطاولة مشكلة برجا .. غائبة في عالمها الخاص بتجاهل تام لحديثهم.

و عاد ينظر إلى سايمن قبل أن يقول :
"أيمكننا ألا نتحدث عن ذلك الآن ؟!"

قال سايمن متهكما :
"إذا لنتحدث عن إحراجك الاجتماعي أبي ،
لقد أخبرتني حرفيا أنني جلبت لك العار بمجرد محاولتي لإنقاذ شقيقتي من تلك الأكاديمية ،
فكيف ستشعر إذا ما اصطحبنا ريفر إلى حفلة عشاء إجتماعي مثلا ؟!
لأنك في حال كنت تعرض علي غرفة في المنزل حيث ستقفل على ريفر بعيدا عن الأنظار .... أنا لست مهتما."

انفعل غابرييل بشدة و راح يقول ساخطا :
"كيف تجرؤ على مخاطبتي بهذه الطريقة سايمن ؟! أنا أحب ريفر و أريد الأفضل لها تماما كما تريد أنت .... إنها ابنتي و أنا لم و لن أشعر بالخزي منها أبدا !"

وصلت سايمن رسالته الضمنية المستترة تلك بأنه سبق و شعر بالخزي منه و سيفعل دوما !
قال غابرييل بصوت اهدأ :
"ليس لدينا متسع من الوقت ، سفينتي تغادر خلال نصف ساعة .. أرجوك عد معي إلى البيت حيث تنتميان سايمن."

بقي سايمن صامتا لدقيقة ، ثم نظر إلى عيني أبيه مباشرة :
‏"قبل سنة من الآن كنت وافقت سريعا و دون تفكير ... بل لشعرت بالامتنان لهذه الفرصة ، لقد وددت العودة إلى المنزل مرات عديدة ..
لكن الآن ..... أنا لا أظن بأن هذا هو الأفضل لريفر ،
و علاوة على ذلك لا أظنني أريد العودة ،
لقد وجدنا منزلا جديدا مع أناس نحبهم و يحبوننا ،
لكني مع هذا سأرغب بأن أبقى على اتصال بك .. سأرسل لك و لأمي فيديوهات و رسائل رقمية من كل قمر نتوقف فيه ،
و ربما يوما ما في المستقبل قد نعود إلى المنزل ... لكن ليس الآن."

استقام غابرييل واقفا و قال بغضب :
"لا يحق لك أن تقرر عن أختك ، مازالت في الرابعة عشرة ما يجعلها قانونيا تحت مسؤولتي"

نهض سايمن بدوره و سحب ريفر لتقف بجواره ،
انتزعت ريفر نفسها عنه و ابتعدت بضع خطوات عن كليهما ، بدت غاضبة بشدة وهي تهتف :
"أنا هنا في حال لا تريان ! يمكنني سماع أفكاركما الغاضبة و ذلك يدفعني إلى الجنون ... توقفا عن هذا !!"

كان بإمكان سايمن أن يرى بأن ريفر على وشك أن تثور .... و ثورتها دوما خارجة عن السيطرة و غير محمودة العواقب ،
لذا رفع يديه و بسطهما محاولا تهدئتها ، قال :
"ريفر .. علينا العودة إلى السفينة الآن"

ناداها غابرييل برقة :
"حبيبتي .. أريدك أن تعودي معي إلى بيتنا .. ألم تشتاقي لأمك ؟! هي اشتاقت لك و تريد رؤيتك."

صمتت ريفر تنظر إليه لكن انتباهها عاد لسايمن حين ناداها من جديد :
"ريفر ..."

ما إن التفتت إليه حتى منحها نظرة صادقة وهو يقول :
"تعلمين أني أحبك ، و تعلمين أيضا بأني سأظل أرعاك و أحميك دائما ... أريدك أن تعودي معي الآن إلى السفينة لأنها المكان الأنسب لنا نحن الإثنين."

ابتسمت له ريفر ابتسامة مبتهجة :
"بالطبع إنها المكان الأنسب لنا .. ما أسخفك ، سفينة (سيرين) هي موطننا !"

شعر سايمن بالراحة تطوف به حال أن مدت ريفر كفها إليه ليمسكها ، لكن غابرييل نطق فجأة و بصوت مرتفع واضح :
‏"إيتو كورام نا سميكا !!"

و ما إن دوت تلك الكلمات العجيبة في أذني ريفر حتى خر جسدها مرتطما بالأرض بعنف ، قبل أن يتمكن سايمن من الإلتقاطها ...
جثى سايمن على الأرض بجوارها فورا ليتفحصها ، و لكن قبل أن يلمس شقيقته الغائبة عن الوعي ، شعر بقبضات قوية تمسك بذراعيه لتمنعه ..
فتلفت حوله ليرى رجلين ضخمين راحا يسحبانه بالقوة ليقف على قدميه ،
ثم أجبراه على الوقوف ساكنا دون حراك مواجها غابرييل ...
شعر سايمن بالمرض تقريبا وهو ينظر إلى أبيه ، هتف بحنق ممتزج بالألم :
"لماذا ؟! لماذا تفعل هذا بها ؟!"

أجابه غابرييل و نظرة خذلان عظيمة تظهر على وجهه :
"هل أنت حقا على هذا القدر من العمى سايمن ؟!
هل ضعت إلى هذه الدرجة بإصرارك العجيب لإيجاد خطب في تلك الأكاديمية بحيث لم تعد تعرف ما يحدث مع أختك فعلا ؟!‏
أنت من جعلها على هذا الحال ... تلك غلطتك وحدك !!"

شعر سايمن بإنقباض في معدته جراء هذا الاتهام ، و لم يستطع للحظات سوى أن يهز رأسه نفيا بحركة حادة متمتما :
"ليس صحيحا .. ليس صحيحا !"

أشار غابرييل إلى رجلين آخرين ليأتيا .. و لاحظ سايمن أن المطعم برمته كان مليئا بأتباعه ، ألقى غابرييل بأوامره :
"خذوها إلى السفينة و ضعوها في الزنزانة ، لست أدري كم من الوقت لدينا قبل أن تستيقظ."

صرخ سايمن بحدة :
"كلا .. لا يمكنك أخذها !! هي بحاجة إلي .... أي نوع من الآباء أنت لتضعها في زنزانة .. دعها لقد نالت كفايتها من الوحشية !"

خطا غابرييل إليه و صفعه بقوة ....
ما أخرسه تماما من الصدمة ...
‏لم يسبق و أن فعل والده شيئا كهذا من قبل حتى في صغره .. مهما بلغ به الغضب !

رأى الدموع تلمع في عيني والده لأول مرة ، بينما يقول بهدوء :
"لقد خطفتها من الأكاديمية حين كانت في منتصف تدريب خاص و دقيق ،
كان يفترض بها أن تبقى هناك حتى ينتهي تدريبها ،
و لو كنت قد تركتها هناك كما طلبنا منك أن تفعل ، كانت لتعيش الآن حياة طبيعية و سعيدة كأي فتاة في الرابعة عشرة ،
و أنت بإخراجك لها من هناك قبل إنتهاء تمرينها سببت لها هذه الأزمة ،
لن أغفر لك ذلك إن لم تتعافى سايمن .. لن أغفر لك أبدا ..... كيف سمحت لنفسك بتحطيم حياتها كما فعلت بحياتك ،
هي تحتاج العودة إلى هناك حتى يصلحوا ما أفسدته !"

راح سايمن يصيح بينما يهز رأسه نفيا و كأنه يحاول نفض تأثير كلمات أبيه القاسية :
"لا ... لا يمكنك أن تصدق هذا أبي ، لقد كانت تتأذى في ذلك المكان ... هم من فعلوا بها هذا ... (الأسياد) ليسوا سوى مجموعة غوغائين متوحشين ... هم من فعلوا بها هذا لا أنا !!"

استدار غابرييل ليرحل فصاح سايمن متوسلا :
‏"أرجوك أصغي إلي ... أبي إن لم يكن لأجلي فأقله من أجلها هي ، لقد شقوا جسدها مرارا و تكرارا ،
قاموا بتعذيبها و عبثوا بدماغها ، لا يمكنك إعادتها إلى هناك .. ستشكل خطرا على نفسها و على الآخرين ،
سيعرضونها لكل ذلك من جديد ... أبي ... أبي .. كلا أرجوك !!"

واصل غابرييل السير و لم يتباطأ أو يلتفت للخلف لمرة واحدة حتى ...
و من وراءه سار الرجل الذي حمل ريفر الغائبة الوعي بين يديه ..

نازع سايمن ليتحرر لكنه كان مكبلا بقوة ثلاثة رجال أشداء يقيدونه فلم يملك فرصة !

دفعوا به أرضا و وقفوا يصوبون أسلحتهم إليه ،
لكنه هب واقفا على قدميه فورا ...
هز سايمن رأسه سريعا في محاولة لإبتلاع الدموع التي كانت تحرق عينيه من صعوبة الموقف ،
و فكر كيف سيخلص شقيقته الآن.

لم يكن لديه الوقت ليتعامل مع حقيقة أن والده قد خانهما بتلك الطريقة ،
كانت لديه الطاقة فقط ليركز على استعادة أخته و إنقاذها من جديد ،
تطلع إلى الرجال الذين يحرسونه بمسدساتهم و قال :
"كم من الوقت ستبقونني هنا ؟!"

أجاب واحد منهم :
"حتى نؤمر بغير ذلك"

بقي سايمن هادئا بالكاد ...
حتى تلقى أحد الرجال مكالمة بعد عشر دقائق ..
و أخبر الرجل بعدها زميليه الآخرين بأن مهمتهم قد انتهت ..
ثم وقف أمام سايمن ساخرا :
"ليلة سعيدة"

تعبير سايمن الحائر و الحذر سرعان ما تلاشى .. كما تلاشت الصورة من أمام عينيه ..
حين أطلق عليه الرجل ذلك الشعاع الناري الذي .. أصاب رأسه !


نهاية الفصل الأول


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-14-2014, 04:35 PM
 
أرجوووووووووووك اكمليها اني متحمسه بشده

والد ريفر الحقييييير كيف يجرء
Prismy likes this.
__________________
قصتي القصيره المكتمله

http://vb.arabseyes.com/t413186.html#post6254462
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بِدَايةْ تِألقْ|..:: ~ Manga Orange ~ ::.. Sekai Manga Space 22 08-11-2014 07:04 AM
Orange art mszr2000 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 12-14-2011 02:44 PM
صور Death Note , تقرير Death Note , صور Death Note2010 اهداء الى l_kareem_l Utchiha itachi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 01-11-2011 07:27 PM
44 خلفية ساحرة تخطف الانظار مليئة بالفرحة واللون البرتقالي الرائع |orange X Orange | mr.easy2 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 02-16-2008 11:25 AM


الساعة الآن 09:13 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011