عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree694Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 02-04-2014, 03:43 PM
 
السلام عليكم
أأأأهههههه البارت جاء سامحيني لأني ردي تأخر جاء وقت الأسئله أهم شيء الغيررة تذبحح هههههههههههه
:lolz:
1/هل البارت بالمستوى؟؟
نعم وأكثر بكثير
2/يورا واقعة بحب تسوباكي..أهذه حقيقة أم"مجرد إعجاب"؟
حقيقه ، والغييرة بين ........ وبين تسوباكي هي هي هي هي هي هي هي هي هي :hehehe:
3/من الذي جاء بهذا الوقت التأخر يا ترى>>واضحة وضوح الشمس هههههههه؟
يومي
4/أرجو إنتقادي بدون مجاملة و بدون خجل هنا او على الخاص لأني متيقنة ان الفصل لم يكن جيدًا حتمًا
لا ببالعكس جميييل
K e n ● likes this.
  #72  
قديم 02-05-2014, 11:59 PM
 
روايتك حقا جميلة ابداع تسلم اناملك

متابعه جديده لروايتك الرائعه

ودي لك
K e n ● likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة MeM0 hQ ; 02-06-2014 الساعة 09:04 PM
  #73  
قديم 02-06-2014, 09:00 PM
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/06_02_14139170892271091.png');"][cell="filter:;"][align=center]



[/align]
[/cell][/tabletext][/align][align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/06_02_14139170892283013.png');"][cell="filter:;"][align=center]

السلام عليكم غاليتي
*...*...*
*...*
*
دعيني أولاً أتنفس لأجهز رداً بالمقام
و أخيراً عدت لأضع كلماتي كرد يحاول أن يكون أنيقاً أمام رائعتكِ
حسناً كان من حظي و من حسنه و الذي هو دائما ما كان عكس ذلك
أنني مررت و قرأت روايتكِ من الأول
من أول كلمة حتى آخرها بإذن الله
لم أندم و لن أندم على ما قدمته هنا
كم أنتِ مذهلة و راقية بأفكاركِ بعبارتكِ كل مرة لون و فن و شيء من هذا التألق هنا و هناك
لقد أعجبتني يااا فتاة
يا توأمي الراااائعة كم أنتِ خااارقة لكل التوقعات و الأحداث
لقد لاح فجر راوي مبدع ها هنا أيها الناس
كم أريد الصراخ و أن أخبر الجميع بما كتبته
أسطر ذهبية تخط كلمات وراء بعضها بنعومة سلسة مفهومة بصيغة عذبة و غير مألوفة خارجة عن المفهوم العادي
*...-...*
و الآن لننتقل للجزء الآخر
....
...
..
.

*

المكان

ذاك المنزل الأشبه بوكر للمشردين أجدتي في نقل صورته لنا
من جهة غرابة أطوار قاطنيه و تأقلمهم هناك
فلا شك عندي بأنهم يتذمرون من البقاء فيه

*
الشخصيات و تداخلاتها فيما بينها ((الأحداث))
حسناً
.
.
1- يورا

فتاة مسكينة ذاقت الكثير من ويلات هذه الحياة
فمن جهة يتيمة و مطرودة من عملها و تعيش في ملجأ لغريبي التصرفات و من جهة ثانية غبية و ساذجة لأبعد الحدود
لأن لسانها لم يكن يوماً لها تنطق بكل ما بذهنها فلا تراجع ما ستتفوه به إلا عندما يؤول هذا الأمر للعودة عليها بالخطر
و هذا ما حصل لها في هذا الفصل تسرعها سبب المصائب لها
لكن ألمها عميق
لقد حزنت لأجلها كثيراً لكنني واثقة بأن القادم سيكون أفضل فقط
فلتتحلى بالصبر و لتبذل كل قوتها لنيل مرادها

2-كين

همجي لا يجيد التصرف متسرع أكثر من يورا
لا أصدق بأنه كاد يفتعل شجاراً كان هو الأول في بدءه مع تسوباكي الوسيم فلا يحق له وصف يورا بالغبية و الحمقاء
لكنه يكن لها شيئاً من المشاعر العميقة جداً
فياله من غيور ما إن إرتبط الأمر بقلق تسوباكي حتى شرعت نيران الغيرة بالإلتهاب في ذاته
و مع ذلك فهناك العديد من النقاط المشتركة بينه و بين تلك المعتوهة يورا

*

3- تسوباكي

شخصية فذة ذو طابع هادئ و أحاسيس شاعرية
فكيف له بأن يحس بيورا بتلك الطريقة الرائعة و تدخله في الدفاع عنها
لقد أنقذها حتماً و هذا حظ جيد بالنسبة لها
كما أنه وسيم و من الواضح بأن كينونته ستتضح أكثر مع مرور الأحداث و أيضا ظهر لي بأنه سيكون عائقاً لعلاقة كين و يورا
أي سيشوهها
*
باقي الشخصيات

الجدة يوكي

عجوز مرحة و غريبة لقد شبعت من الضحك على كيفية وصفكِ لها
من الواضح بأنها لم تعش شبابها و هي تعوضه كما أنها حكيمة سننتظر تصرفاتها الآخرى
أكثر شخصية شدت إنتباهي لهذا الفصل

الزوجين "يومي ، و ريو"
مهربا المخدرات سابقاً
صدقت يورا بما قالته ليومي ههه
أنا معها بكل كلمة ، كما أن يومي تلك خرقاء و طائشة
لكن ريو يبدو لي عكسها لأنه أوقفها قبل أن تقوم بشيء خاطئ

العمة هارو

امرأة حنونة و جميلة بدت لي بمثل هذا التصور
فقد رحبت بكين و لم ترفضه رغم إلحاح يورا
و هي التي تهتم بالجميع دون ترك أي واحد
أما عن إبنتها

هيكاري

فتاة غبية و أكثر من خرقاء يبدو بأن لها لسانا سليطا و من الصعب التحكم به
يبدو بأنه هذا ما جذبني بهذا الفصل
فكما قلت طريقة سردكِ فذة كما أن وصفك جميل و بإحساس غناء
و أيضأ
*...*...*...*
*...*...*
*...*
..
*

رقم "1" بالكوميديا و خصوصاً عندما كانت تتابع الرسوم المتحركة
كم أحببت براءتها هي و كين ثنائي متميز جداً و رااائع
و كما أنه مضحك لدرجة كبيرة و طريف بمعنى أصح
فكل موقف لهما مع بعض يزيد من الرواية جمالاً
....
...
..
.

و الآن الأسئلة

هَذَا كل شيْء..

لقد غضبت لنهاية الفصل حقاً بسبب ما شوقتنا لرؤيته
لدَي شعُور أن الفصْل لم يكن بالمسْتوَى ،،

كاااذبة و تتخيلين بلى لقد فاق توقعاتي و أذهلني بل عقد لساني ككل مرة
لكن الظروف لا تسمح،،

أتفهم فلكل منا ظروف تتحكم به
آسِفَة إن لم أوفيكم حقكم أعزائي،،

لقد قلت لكِ لا تتأسفي فحسب
الآن شوية أسئلة:

بالطبع جاهزة لها غاليتي
1/
هل البارت بالمستوى؟؟

نعم نعم نعم نعم نعم نعـــــــ،،،،،،،،ـــم و مااذا آآخر إنه رااائع جداااا
2/
يورا واقعة بحب تسوباكي..أهذه حقيقة أم"مجرد إعجاب"؟

لاااا مجرد إعجاب ، إما له ان ينمو لشيء آخر أو أن يتلاشى لشيء آخر

لكنني لست مطمئنة له>ا السؤال و اجوبته المتعددة لدي
3/
من الذي جاء بهذا الوقت التأخر يا ترى>>واضحة وضوح الشمس هههههههه؟

اممممم

أظن بأنها يومي عادت لتنتقم بالها من تعيسة تلك الفتاة ههههه
4/
أرجو إنتقادي بدون مجاملة و بدون خجل هنا او على الخاص لأني متيقنة ان الفصل لم يكن جيدًا حتمًا

جآآري الذهاب للخاص

و أظن بأننا تحدثنا بهذا الشأن
هذا كل شيء،، << بخيلة

إعذريني على تأخري
المهم هو أنني وضعت ردي
"صحيح"
و كالعادة التي لن أتوقف عنها
جآآري التقييم و تم اللايك...
...
..
.
دمتي بود
في أمان الله
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/06_02_14139170892275942.png');"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/06_02_14139170892275942.png');"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/06_02_14139170892275942.png');"][cell="filter:;"][align=center]




[/align][/cell][/tabletext][/align]
K e n ● and Mѕ. TєMαЯi like this.
__________________
ليسَ وهماً ، لكنهُ حقيقةٌ جميلة تَمَنيْت أن تدومَ
أكْثر~





  #74  
قديم 02-07-2014, 06:48 PM
 
[frame="8 10"]
السلام عليكم و رحمة اله و بركاته أنا عضوة مشاركة كناقدة في مسابقة رقصة أنيقة مع الكلمات و بينما كنت أتصفح موضوع المسابقة وجدت روايتك و عندما قرأت المقدمة لم أستطع مقاومة قراءة الباقي
يغلب على روايتك السرد و صراحة سردك له طابع خاص و فريد من نوعه كلماتك تسحر و لاحظت استعمالك كثيرا لأسلوب رائع و هو التشبيه و المجاز
البارت الأول كان تقريبا كله سرد و هذا شيء رائع لبداية قصة ما قد لا يفكر في هذا الكثيرون و يدل هذا على الذكاء و التميز كما رأيت بعض الأجواء الرومانسية خاصة في البارت الثاني أما البارت الثالث فقد بدأ يكثر فيه الحوار

الشخصيات تتميز بطابع الرومنسية العنيفة خاصة شخصية الفتاة فقد كانت عنيفة و واثقة من نفسها لكنها بدت كأنها ضائعة في ذهنها و هي أكثر شخصية جذبت اهتمامي

النقد السلبي
1-إكثار السرد أكثر من الحوار مما جعل الرواية غير متوازنة
2-بعض الأخطاء الإملائية الصغيرة
النقد الإيجابي
1-الكلمات ساحرة جدا
2-البلاغة متسخدمة بشكل رائع و مميز
3-السرد رائع جدا كأنه موزون جيدا قبل أن تتم كتابته
في النهاية أتمنى أن تحسني نفسك و تتابعي إبداعاتك و تنهضي كلما سقطتي تحياتي و
[/frame]
Prismy, ام بطن and K e n ● like this.
__________________
سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم
  #75  
قديم 02-08-2014, 07:49 PM
 
الفصل الخامس

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/10_02_14139205465124671.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




مساؤكم/صباحكم سعيد..
كيف أحوالكم؟؟
إن شاء الله بخير..
أقدم لكم بدون اطالة الفصل الخامس من يورا يورا..
و لعلمكم فهذا أطول فصل كتبته بحياتي>>معجزة ههه
المهمز..
قراءة ممتعة








سابقا في :Yura Yura
كنت أنا و كين مستمتعين بمشاهدة الرسوم المتحركة..
لكن صوت طرق قوي على البوابة الخشبية قطع ذلك..
نهض كين من مكانه و ذهب ليفتح الباب ظنا منه أنه
تسوباكي قد عاد مرة أخرى..إلا أن الأمر لم يكن كذلك..


سمعت صوت امرأة خشن رجولي يصيح وسط البهو:
-أين أنت أيتها البلهاء..لدي حساب معك!

جمد الرعب أوصالي..وانتشرت رعشة في أنحاء جسدي..
شعرت بخوف شديد بمجرد سماع ذلك الصوت..
وعرفت منذ البرهة الأولى من صاحبته..إنها هي..
عادت لتنتقم مني!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



تسمرت في مكاني و لم أجد ما افعله ..نظرت حولي باحثة
عن مكان أختبئ فيه من شرها..لقد عادت باحثة عني!
ولا بد أنها ستقتلني الآن!خرجت بخطى متثاقلة مرتجفة
إلى البهو..لأجدها واقفة هناك..زعيمة عصابة قطاع الطرق!..
رمقتني بنظرة مرعبة ..لتبتسم بخبث و تردف:
-ها نحن الآن!أنا و أنتِ فقط!لن تهربي مني يا حمقاء..

-إيَّاك و الاقتراب منها..
قال كين بغضب و هو يرمقها بنظرة تحدٍ..


نظرت إليه بطرف عينها المخيفة لتقول باستهزاء:
-و ما الذي ستفعله يا بطل؟!

-ما لا تتوقعينه..أيتها الجميلة!

-جيد..لديك ثقة زائدة بنفسك..و تحتاج من يزيلها!
أضافت و قد استدارت إليه لتقابله..
اغتنمتُ الفرصة لأركض مرتقية الدرج..وصلت إلى أول غرفة
صادفتها بطريقي..طرقت الباب بقوة بكلتا يدي
و أنا أصرخ قائلة:
-افتحوا الباب..أسرعوا كين بخطر..
لا أدري لماذا قلت "كين بخطر"..و لم أقل أنا بخطر..
و كأنني آثرت حمايته على نفسي بطريقة ما!
مرت برهة زمن ليفتح الباب أخيرا..و تخرج..
-ماذا تريدين؟

-من أنت أيها الوحش؟؟
قلت متراجعة إلى الخلف بوجل من ذلك المسخ
الذي فتح الباب لي..أمعنت النظر به لأستنتج أخيرا
أنها الجدة يوكو!لكن ما الذي فعلته بنفسها؟
إنها بلا أسنانها الاصطناعية..و كذلك تضع على وجهها شيئا
لزجا أخضر اللون!لا بد أنه أحد مستحضرات التجميل
التي تستعملها على وجهها!لكن..ليس هذا المهم الآن..
فزعيمة قطاع الطرق بالأسفل مع كين و قد تؤذيه فهي مسلحة،
أمسكت الجدة يوكو و قلت بسرعة جارَّة إياها خلفي:
-جدة يوكو عليك مساعدتي!قطاع الطرق بالبهو..

-أي قطاع طرق..اتركيني فأنا لست المرأة الخارقة!

-ساعديني ارجوك..كين في خطر!

-حسنا لنر..
قالت الجدة يوكو و تبعتني نازلة الدرج ببطء شديد
و ظهر منحنٍ متكئة على عصاها الخشبية..أما انا سبقتها
لأركض نحو البهو..استغربت لعدم إيجادي للمرأة هناك..
كان كين وحيدا..
-أين هي؟

-لقد ذهبت..لا اعلم لماذا لكنها قالت لي ان أخبرك
بأن عليك الانتباه لنفسك..و غادرت!
قال كين بعدم اهتمام و هو يضع يديه بجيوبه..
الانتباه لنفسي؟ما الذي تقصده؟بل و لماذا أتت أصلا؟
نظرت إلى كين نظرة بلهاء لأضيف:
-كـ..كيف ذهبت؟

-لقد طارت من هنا فوق حصان طائر!
خرجت من الباب مثلما دخلت..

-و هل آذتك؟

-أأنت مهتمة حقًا؟أراهن على أنك ما كنت لتهربي
لو كان تسوباكي مكاني..بل كنت ستبقين معه!
قال كين ليذهب من هناك مرتقيا الدرج بهدوء..
لماذا يقول هذا؟إنه ما ينفك يتحدث عن تسوباكي
في كل شيء..يتكلم و كأنه يتحكم بي!
و ما دخله إن كنت أفضل تسوباكي أو أحبه!


أسرعت نحوه و أمسكته من قميصه قائلة بغضب:
-أيها الديك!كفاك دلالا علي!لست طفلا مدللا
يتذمر على كل شيء!

-بل أنا كذلك!
قال كين دون وعي منه..ليحمر وجهه خجلا بعد أن تدارك ما قاله..


أمَّا أنا فقد انفجرت ضاحكة بهستيرية و أنا أقول بصوت متقطع
بسبب ضحكي مؤشرة نحوه بسخرية:
-طــ..طفل متذمر!

-لقد زلَّ لساني!كفاك سخرية يا بطة!

-طفل كبير..طفل كبير
أخذت أردد هاتفة بسخرية..لقد ضاق كين ذرعا بسخريتي..
فاحمر وجهه خجلا و غضبا مني..أمسكني من ذراعي
و جرني خلفه إلى المطبخ و أنا أصرخ قائلة:

-أتركني يا متوحش!أيها الديك الاحمق!

-أصمتي يا بطة!سأريك كيف تسخرين من السيد كين!

-ديك احمق متعجرف متخلف ذهنيا!
اتركني حالا و إلا سأصرخ و أجمع الجميع حولك!

لم يعقب كين على كلامي..بل فتح الثلاجة و أخذ علبة
حليب باردة..نزع غطائها و صبها فوق رأسي بخبث!
آه..لقد تجمدت أوصالي من شدة برودة الحليب!
أكرهه أكرهه ذلك الغبي الشرير!فتحت عيناي
ووضعت يدي على شعري لأجده مبللا بالكامل بالحليب!

-أيها الغبي!أكرهك كــــــــين!

صرخت بأعلى صوتي غاضبة و انا أضرب قدمي على الأرض
بعصبية طفولية..أما هو فقد كان يضحك بهستيرية
ساخرا مني..قائلا:
-تشبهين بطة مبللة!

آه..هذا الأحمق الغبي.لقد جعلني أستشيط غضبًا!
علي ان أرد الهجوم مهما كلفني الثمن..نظرت حولي لألمح
قارورة ماء على الطاولة..أمسكتها و سكبتها فوق رأس كين!
ليتبلل شعره الأسود الجميل!

-هكذا أصبحت المعادلة صحيحة!
قلت بلهجة انتصار لأطلق ضحكة هستيرية..
أما كين فقد قال بحنق:
-سأريك يا بطة!

-أمسك بي أيها الديك الخرف!

أردفت و أنا أركض هاربة في أرجاء المنزل..
لحق بي كين بسرعة ليهتف مناديا إياي:
-يا بطة انظري!

استدرت بحماقة إليه ليرمي على وجهي حبة طماطم
اصطدمت بوجهي و لطخته تماما!
مسحت وجهي بحنق لأقول:
-سأريك!

-بطة حمقاء!
قال باستهزاء ليهرب مني صاعدا الدرج..تبعته إلى الاعلى
إلى ان وصلنا إلى الطابق الاخير..فالسطح بعده..
صعد كين إلى الأعلى لألحقه إلى هناك..جلس على السطح
و مدَّ يده لي لأصعد انا الأخرى..جلست بجانبه
و حدقت بالسماء قائلة بإعجاب شديد:
-ما أجمل السماء!الجو صحو الليلة!

-أجل..مرّ وقت طويل لم تظهر النجوم!
ردّ علي كين و هو يحدق بالسماء هو الآخر..
نظرت إليه بغضب طفولي مردفة:
-لا أزال غاضبة منك!

-فلنعقد هدنة..ما رأيك؟
قال مادا يده لمصافحتي..نظرت إليه باستغراب..
لأضع يدي في يده..أمسكني بقوة و لم يرغب بتركي..
حاولت سحب يدي لكنه قال:
-يورا..أخبريني الحقيقة.أ تسوباكي؟

ارتسمت علامات التعجب و التفاجئ على وجهي..
الذي ارتطم نور القمر الباهت به لتلمع عيناي
الرماديتان الواسعتان..لم أستطع اجابته البتة..
كيف أجيبه و انا لا أستطيع اجابة نفسي حتى؟
قلبي الآن في صراع مع عقلي و مبادئي..لا أستطيع أن
أحب تسوباكي..إنه شخص وسيم..ناجح..محبوب..لطيف..
لا يستطيع أن ينزل مستواه لمجرد فتاة بلهاء
يشفق عليها لفشلها..لا املك أي شيء..فأنا فاشلة
و منبوذة من الجميع..أنا و هو لسنا متناسبان أبدًا..
أنا لا أستحقه..لا اعلم ما الذي يجب علي فعله..
بل ولماذا كين يواصل سؤالي و الضغط علي هكذا.
.لماذا يهمه الامر لهذه الدرجة؟..سحبت يدي من يده
و قلت بصوت خافت متفادية النظر بعينيه:
-لا أعلم..

ابتسم كين ابتسامة جميلة و هو ينظر إلى القمر الذي انعكس
نوره على وجهه..ليبدو بشكل ما...وسيما!
لا احب قول هذه الكلمة لكنها الحقيقة!ليقول لي :
-ثقي بنفسك..يورا..اسمعي صوت قلبك و لا تهتمي بأي شيء آخر..

-لكن..

-أنت حقا لا تناسبين تسوباكي..ليس لأنه أفضل منك..
بل لأنه لا يشعر بك.
فاجئتني كلماته هذه التي قالها بجدية تامة..صمت لبرهة
ليتابع قائلا:
-أنا..لم أحب في حياتي..لا أعرف ما معنى أن تحب شخصًا..
لا والدين..ولا إخوة..و لا أصدقاء..لكنك
لا بد أنك أحببت من قبل..أليس كذلك؟

أومأت برأسي أن نعم..لأضيف :
-لكن لماذا..كين؟

-أنا لم أستطع أن أحب أمًا لا تشعر بابنها..و لا تحفل
بسعادته او حزنه..أو أبًا جُلُ همه المال..لا أراه إلا قليلا..
لدرجة اني نسيت شكله الآن..أو عمًا..تعرفين كل شيء
عن جشعه و طمعه..لم يكن لدي إخوة..
او أصدقاء..لا أحد تماما..

-و أنا؟
قلت بتلقائية تامَّة..و أنا أحدق بكين..
ابتسم لي و أردف:
-يورا..أظن أنَّك..

-ما الذي تفعلانه هنا؟!
صوت ما قاطع كلمات كين التي كنت متشوقة لسماعها..
نظرنا إلى مصدر الصوت خلفنا..ليصرخ كلانا و نقول بصوت واحد:
-فضائي!

-أين هو..أين!
إنها الجدة يوكو!قالت و هي تلوح بعصاها في السماء
محاولة إمساك الفضائي المزعوم..تنهد كين بملل وقال:
-أشعر بالنعاس..أريد ان أنام..

نزل إلى أسفل بهدوء و رزانة..ناديته محاولة ايقافه لأسمع كلماته
التي اوشك أن يتفوه بها لولا تدخل هذه العجوز الخرف..
إلا أنه ابتسم لي و اردف بهدوء:
-أراك غدا..بطتي!

بادلته الابتسامة لاتابع النظر إليه بصمت حتى اختفى عن ناظري.
.كم هو غريب و غامض!ها قد مضى و تركني
في حيرة من أمري..نَظَرتْ إلي الجدة يوكو لتقول بمكر:
-ما الذي كنتما تفعلانه؟

-لا تفهمي الأمر خطأ..أنظري إلى شعري لتفهمي!

نظرت إلى شعري المبلل بالحليب..لتقول مردفة:
-حليب؟!أكنتما تتشاجران؟

-تصبحين على خير..أقصد صباح الخير جدة يوكو..أريد النوم أنا كذلك...
قلت بتضايق لأنزل إلى غرفتي..لماذا تدخلت هذه الخرفة الآن؟
كنت أريد حقًا معرفة ما كان سيقوله..مررت على غرفة كين
التي كانت بجوار غرفتي ..وقفت لبرهة و كأنني أريد أن أكلمه
و أسأله عما كان يريد قوله..لكنني فضلت الولوج لغرفتي
لأحظى بالقليل من الراحة بعد ليلة حافلة..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أشعة شمس برتقالية باهتة الستائر البيضاء التي غطت
نوافذ غرفتي..لترتطم بعيناي المغلقتين النائمتين..
ضايقتني بشدة فالتحفت بطانيتي و استدرت للجهة الاخرى..
لكن المنبه الأحمق أخذ يرن معلنا عن أن

الساعة الآن الثامنة صباحًا..لم أنم سوى خمس ساعات فقط!
أشعر أن رأسي يكاد ينفجر..و أني عاجزة عن فتح عيناي..
شممت رائحة مزعجة تنبعث مني..إنها رائحة الحليب
الذي وضعه كين على شعري امس!يا له من أبله!
وقفت بصعوبة متثائبة لأنظر إلى صورتي المنعكسة على المرآة..غرفتي في حالة مزرية..و انا أكثر منها!

اليوم..سأبدأ من جديد..علي أن أنظم نفسي..
و أبحث عن عمل جيد و أستقر..
خرجت من غرفتي باتجاه الحمام الواقع بالطابق السفلي..
لأجد طابورا طويلا قبلي..ريو..ياماتو و عنزته..الجدة يوكو..
هيكاري..العمة هارو..و انا في الصف..
تنهدت بانزعاج لأتمتم:
-مرّة اخرى.."يومي" في الحمام!

من الامور التي يجب ان تحرص عليها في هذا البيت..
هو النهوض باكرا لتحجز مكانا في الحمام قبل يومي..
لأنها تستغرق أكثر من خمس ساعات و هي تستحم!
تبا لهؤلاء الحمقى الذين اعيش معهم!

-حبيبتي..اسرعي قليلا أرجوكِ!
قال ريو و هو يطرق الباب..فأجابته بحنق:

-أصمت..فلتنتظروا أيها الحمقى..لقد بدأت للتو!

-أخرجي يومي..عنزتي بحاجة للاستحمام اليوم!
صرخ ياماتو بغضب..
لترد هيكاري عليه بسخرية:
-استحم انت أولا..لقد مرّ شهر كامل
منذ آخر يوم استحممت فيه!
احمر وجه ياماتو و تراجع للخلف خجلا..
فياماتو واقع بحب هيكاري الحمقاء..ولا أحد يعلم سواي..
فلقد أخبرني بذلك لأنه يثق بي..لا اعلم ما الذي يحبه فيها!
إنها متذمرة و مغرورة و حمقاء!على أي حال إنهما متناسبان!
فإن أهم شخصين بالنسبة لياماتو هما هيكاري و عنزته جولييت..
التي يدعي أنها استنسخها و أنه عالم كبير!

اغتنمتُ الفرصة لأخذ مكان ياماتو الأحمق الذي كان
في المقدمة..انتظرت مدَّة طويلة..لتخرج يومي أخيرا..
أسرعت بالدخول قبل ان يسبقني أحدهم..فالحذر واجب!
آه..أخذت حماما منعشا أزاح عني كل ذلك التعب
و أحالني نشيطة و حيوية!ارتديت سروالي الجينز
و قميصي الأزرق السماوي المفضل الذي رسم عليه "
شين العجيب"بطل كرتوني المحبب!سرحت شعري البني
الطويل و رفعته إلى أعلى..ارتديت معطفي الأسود و حذائي
الرياضي الأبيض المريح..لأنزل مسرعة نحو المطبخ
علني أجد شيئًا يؤكل..ولجت لأقول بمرح:
-صباحك سعيد عمة هارو!

-صباحك سعيد يورا..
ردت علي بلطفها المعتاد..لقد كان كين هناك أيضا..


حمل فنجانه ليرتشف منه قليلا و يردف بتذمر:
-يبدو انني شفاف نوعا ما..ألم تريني؟

سحبت الكرسي الذي كان بجواره لأجلس عليه
و آخذ قطعة الحلوى التي كان يأكلها قائلة:
-صباحك سعيد أيها الديك..أنا سعيدة فلا تنغص علي هذا!

-كيف تكونين سعيدة في هذا السجن!

-أرأيت ما عانيته منذ أربع سنوات!هذا ما كنت اعيشه
بينما انت كنت تتقلب في النعيم!

-آه..كم علي أن انتظر حتى يتسنى لي أن أستحم؟!

-حسب آخر الإحصائيات فياماتو و عنزته الآن بالحمام..
مما سيستغرق أكثر من أربعة ساعات..بعدها يحين دور هيكاري..
و بعدها الجدة يوكو..و أخيرا السيد ديك رومي!

-يا إلهي!
قال بتذمر و هو يضع رأسه على الطاولة بتضايق..
ابتسمت بسخرية لأغادر قائلة:
-وداعا عمة هارو..و حظا طيبا سيد ديك!

و خرجت بعدها بنشاط..ما إن فتحت الباب حتى
لدغ البرد انحاء جسدي..أحكمت إغلاق الزر العلوي
من معطفي و انطلقت و كل أملي ان انجح بإيجاد عمل اليوم!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سرت مدَّة طويلة حتى وصلت لموقف الحافلات..
ركبت حافلة و جلست في مقعد بجوار النافذة..
صباح جميل صحو بارد..الجميع تقريبا بالخارج مستعدون لبداية
يوم جديد بنشاط..حتى الطيور الصغيرة تخرج الآن
من أعشاشها محلقة بسماء شتوية أنارتها شمس باهتة باردة
على غير العادة..أغلقت عيناي
و استنشقت ذرات الهواء الباردة ..
لترتسم ابتسامة طفيفة على محياي..
شعرت بسعادة عارمة و أنا أخرج في هذا الصباح الجميل..
و أحسستأن قلبي يرقص في جوفي لسبب مجهول..
و أن اليوم هو يوم حظي!
أمسكت احدى الجرائد التي كانت بحقيبتي ..قفزت مباشرة
إلى الصفحة التي اعتدت ان أجد فيها مناصب عمل شاغرة..
قرأتها من اولها حرفا حرفا..لكنني لم أعثر على ضالتي فيها!
شعرت ببعض الاستياء..لكنني سرعان ما سحبت
جريدة اخرى و فعلت معها مثلما فعلت مع الاولى..
لكن لا شيء!جريدة ثالثة..رابعة..لا وجود لأي بصيص أمل!
أمسكتها بغضب جميعها و وضعتها داخل الحقيبة..
نفخت وجنتاي بحنق شديد وواصلت النظر من النافذة..
فعلت كل هذا تحت أنظار رجل كان جالسا بالمقعد
الذي كان بجواري..رجل فارع الطول..تلونت خصلات من شعره
باللون الرمادي..عيناه قد غطتهما نظارة ما فتئ يعدلها بأصابعه..
كان يرتدي بذلة رسمية سوداء و ربطة عنق حمراء..
مرتب و يبدو عليه التنظيم..نظر إلي مطولا ليقول بصوت لطيف:
-مساؤك سعيد آنستي..

-مساؤك سعيد..لكننا بالصباح سيدي
عَّدل نظارته بارتباك و خجل ..ليقول بتوتر:
-لا يهم..آنستي..يبدو أنك تبحثين عن عمل..أليس كذلك؟

كانت لكنته غريبة نوعا ما..ولا يبدو يابانيا من هيئته..
نظرت إليه بسعادة لأقول:
-أجل أجل..أنا أبحث عن عمل سيدي

-أنا صاحب مطعم إيطالي هنا..أدعى"توماس موريس"..
و نحن في مطعمنا بحاجة لنادلة من السكان المحليين..
فنحن إيطاليون و غالبا ما نصادف زبائننا لا نفهم كلامهم بشكل جيد!

-و المطلوب؟!
قلت و أنا أقف بحماس و سعادة..
تنحنح توماس-سان و قال:
-آسف آنستي و لكن هلا جلست؟الجميع يحدقون بك!

-آسفة سيدي حقا..
قلت بخجل و عدت إلى مكاني..


ابتسم و قال لي:
-يشرفني أن تعملي في مطعمنا آنستي!

-طبعا طبعا..موافقة سيدي..سأبدأ من الآن!

-إن كان الامر هكذا..فلننزل إذن!

نزلت من الحافلة برفقة توماس-سان..مديري الجديد!
كنت أسير خلفه و السعادة تغمرني..و لم أفكر للحظة بماهية
هذا العمل..كل ما كان يهمني هو انني تخلصت
من شبح البطالة!سرنا مدة قصيرة لنصل إلى مطعم
جميل المنظر..رُسمت على جدرانه الخارجية بطة بيضاء
كبيرة الحجم تلبس قميصا أحمر اللون..و تحمل بيدها
صحنا مليئا بالبطاطس المقلية..لم أرتح لهذه البطة البتة..
إنها شريرة قطعًا!

-هذا هو مطعمي المتواضع..مطعم"واك واك"..

-"واك واك"؟!
قلت بفزع من سماع هذا الاسم..لنر..واك واك يذكرني بالبط..
و البط يذكرني بكين..و كين يذكرني بالفشل!!


نظر إلي توماس-سان باستغراب..ليردف بهدوء:
-ماذا آنستي؟ألم يعجبك الأمر؟

-لا أبدا..أعجبني كثيرا!

-جيد!
قال ليدخل المطعم..تبعته بصمت نحو مكتبه..
كان المكان كله مليئا بصور تلك البطة القبيحة!
لم أحبها على الإطلاق!جلست على الكرسي قبالة
توماس-سان..و أخذت أحدق به بينما هو يتكلم بصرامة:
-من الآن أنت واحدة من فريق واك واك..لذا فستلتزمين
بالقوانين المعمول بها هنا..أولا..أنا المدير..
و كل أوامري تنفذ بحذافيرها..و ممنوع الاعتراض..مفهوم؟

-مفهوم

-ثانيا..كل فرد هنا لا ينادى باسمه مباشرة..
بل ينادى بالبطة بعدها اسمه..مثلا..ما اسمك؟

-يورا..يورا ناكامورا سيدي!

-اسمك هنا هو البطة يورا..مفهوم؟

ماذا؟البطة يورا؟أنا لست بطة يا ناس..شعرت بصدمة
عند سماع اسمي الجديد..لم أستطع ان اتفوه بعدها
بكلمة واحدة..لقد قال بطة..لماذا تعذبونني؟

-مفهوم؟
كرر كلمته تلك بصوت اعلى..لأستيقظ من صدمتي قائلة ببلاهة:
-مفهوم سيدي!

-جيد..و ثالثا و هو الاهم..من الممنوع منعا باتا الاساءة للبطة
واك واك..شعار مطعمنا..فالإساءة لها تعتبر إساءة لي شخصيا!

-مفهوم سيدي..هل يمكنك أن تشرح لي
أكثر عن ماهية عملي؟

-عملك ببساطة هو تسجيل الطلبات و تنفيذها..
و معاملة الزبائن بلطف..و احترام واك واك..هذا كل شيء..
قال بصرامة مطلقة اتضحت من عينيه الزرقاوتان اللتان
أخفتهما تلك النظارة الكبيرة ..


وقفت منحنية له باحترام مردفة:
-شكرا لك..توماس-سان..من أين يمكنني أن أبدأ؟

-أولا..اذهبي إلى البطة "آي"و سيعطيك الزيَّ الرسمي لنا..

-حاضرة!
قلت بمرح و نشاط لأخرج بسعادة..اتجهت إلى النافذة
الصغيرة التي يطلب منها الزبائن..و هتفت قائلة:
-أيتها البطة"آي"..أين أنت؟

لم يرُّد علي أحد..استغربت فمن الواضح أنه لا وجود لأحد هنا..
اتجهت نحو الباب المؤدي للمطبخ..دلفت و أنا أنظر يمينا
و شمالا باحثة عن آي..الذي لا أعلم أهو فتى أم فتاة أصلا!
و فجأة..فتح باب وسط المطبخ..ليخرج منه شيء ..

-مَنْ هناك!؟
صرخت أنا و ذلك الشيء في نفس الوقت و بصوت واحد..
نظرت جيدا لأجد فتى مراهقا..بشعر يصل لأسفل رقبته..
يضع سماعات موسيقى و يلبس زيًا غريبًا جدًا.. لقد كان زي بطة!
لا يظهر من الفتى إلا وجهه..و الباقي كله زي للبطة "واك واك"
اللعينة تلك!حتى الحذاء فهو على هيئة قدمي بطة كبيرين!

-من انتِ..لقد أخفتني يا فتاة!

-آسفة..أنتَ البطة"آي"بلا ريب..معي حق؟

-أجل..أنا آي الوسيم الرائع!

قال بغرور و هو يحرك خصلات شعره المجعد..ليضيف قائلا:
-و من أنت؟

-أنا يورا..أقصد البطة يورا..نادلة جديدة هنا!

-أهلا بك..بطة يورا!
قال مرحبا بي يلطف..ليتركني و يتجه نحو خزانة بالمطبخ..
أخرج منها زيَّا مماثلا لزيه..قدمه لي قائلا:
-هذا زيك..بطة يورا..ارتديه في تلك الغرفة و تعالي لمساعدتي..

ماذا؟أنا لا يمكن أن أرتدي زي البطة هذا!يا شماتة
كين بي لو رآني هكذا!نظرت إلى "آي" بخوف و قلت:
-أنا لا يمكن أن أرتدي هذا الزي!

-لا تخافي..ستعتادين عليه..إنه إجباري..
و من دونه العمل هنا ممنوع!فالمدير مهووس بهذه البطة!

لا مفر!علي ارتدائه و إلا طردت من هنا!و انا لا أستطيع
أن أترك هذا العمل لأنني لن أجد آخر غيره..
أخذته و ذهبت بإحباط نحو الغرفة..ارتديت ذلك الزي المضحك..
وخرجت من هناك و أنا أشعر اني مهرج..رداء البطة اللعينة تلك..
أريد تمزيق صورتها بتلك الابتسامة الخبيثة!نظرت إلى نفسي
بالمرآة لأشعر برغبة بالبكاء المرير..تبا لهذا اليوم و هذا العمل!
-بطة يورا..اذهبي و اغسلي تلك الأواني هناك..
سيأتي الطباخ الآن و سيغضب إن وجد المكان هكذا

-حاضرة.
قلت بإحباط و ذهبت نحو كومة الأواني تلك..شعرت بالتعب
بمجرد النظر إليها!بدأت أغسل الأواني ببطء و كآبة..
استغرقت وقتا طويلا و انا منهمكة في عملي بصمت..
حيث أن آي قليل الكلام..اكتفى بسماع الموسيقى بهدوء..
إلى أن جاء الطباخ..إنه رجل هو الآخر!أظن أنني الفتاة الوحيدة هنا!
إنه رجل طويل القامة..مفتول العضلات..بشوارب طويلة ملتوية..
و بشرة سمراء داكنة..دلف و ألقى سيجارته الملتهبة من فمه..
لينفث دخانا كثيفا سعلت على إثره..انتبه على وجودي..
فاقترب مني و قال:
-من أنت صغيرتي؟

-انحنيت له باحترام و قلت:
-أنا نادلة جديدة هنا..أدعى البطة يورا!

ضحك بصوته الجهوري العالي..ليقول :
-أهلا بك بطتنا الجديدة..أنا البطة "زد"..الطباخ الإيطالي المحترف!

يا عيني!ما هذا..كل حروف الأبجدية هنا!"آي"و "زد"!..


ابتسمت له و قلت:
-تشرفت بمعرفتك سيدي البطة زد..

بادلني زد الابتسامة التي بالكاد ظهرت
من تحت شواربه الطويلة الكثيفة..اتجه نحو مكانه
و أخذ يقطع حبات البطاطس بنشاط.
.ليهتف باسمي بصوت عالٍ:
-بطة يورا..تعالي هنا أحتاج مساعدة!

-حاضرة بطة زد!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الشمس الآن في كبد السماء..أشعتها الباهتة بالكاد
تنشر قليلا من الدفء في هذه الشوارع التي امتلأت بالمارة..
إنه وقت الغداء!جميع العمال يحضون باستراحة في هذا الوقت
من اليوم..على عكس طاقم البط خاصتنا!فهذا هو الوقت
الذي يصل فيه الضغط لذروته..و يزيد عدد الزبائن أضعافا..
كنت منشغلة بالركض بين طاولات الزبائن مكررة نفس العبارة باستمرار" أهلا بكم..ماذا تطلبون؟"
..و أدون الطلبات بسرعة..
آخذها إلى "زد" الذي يقوم بتنفيذها بسرعة و احترافية كبيرة..
و أستلم أطباق أخرى لآخذها إلى أصحابها..
كان عدد الزبائن المتهافتين على المطعم كبيرا..
بينما لم يكن هنالك العديد
من العاملين..فقد كان كل العمل علي أنا و "آي"..
وصلت إلى طاولة جلس فيها آخر الزبائن..تقدمت و قلت
و قلت دون أن أنظر إلى الجالس فيها قائلة الجملة التي
حفظتها عن ظهر قلب:
-أهلا..ماذا تطلبون؟

-يورا؟
رفعت رأسي متفاجئة كون الزبون يعرف اسمي..
نظرت إليه لأجد أنها صديقتي"تاكي"..وقفت
و عانقتني بحب مردفة:
-يورا..كيف حالك؟

بادلتها العناق قائلة:
-بخير عزيزتي تاكي..و أنت؟

-بخير..لكن ما الذي تفعلينه هنا؟

-أنا نادلة بالمطعم..لقد شرعت بالعمل اليوم!

حدقت فيَّ باستغراب لتضيف:
-نادلة؟أولم تكوني سكرتيرة إينوشي –سان؟

-لقد طردت..و أنا الآن هنا.

-لا بأس..لن أعطلك عن عملك أكثر..
أريد طبق بطاطس مقلية و دجاجا مقليا!

-حاضرة آنستي!

قلت بمرح و أنا أؤدي التحية العسكرية..لانطلق نحو عملي
مرَّة ثانية..تاكي فتاة رائعة..لطيفة..جميلة و طيبة جدًا..
رهيفة المشاعر و تحب الجميع..لقد التقيتها منذ أربع سنوات.
.في محطة القطار عند أول قدومٍ لي إلى طوكيو..
ساعدتني كثيرًا و هي من أرشدتني لمنزل العمة هارو..
لسنا صديقتين حميمتين إلى تلك الدرجة..
لكنها تحبني مثل شقيقتها و تشفق علي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الساعة تشير إلى السادسة مساءً..و ها انا أقف عند
بوابة المطعم و ألوح بمرح مودعة آخر زبائننا:
-مع السلامة..عودوا لزيارتنا مجددًا!
لقد شعرت بالمتعة في هذا العمل بالرغم من أنه متعب..
لكنني أحببت العمل مع آي اللطيف الذي ساعدني كثيرا
في عملي..و كذلك زد المرح الذي استمتعت بقضاء اليوم معه..
الشمس توشك على المغيب..تلونت السماء بلون أحمر شفقي..
و بدأت الشمس تتلاشى شيئًا فشَيئًا خلف ناطحات السحاب الاسمنتية التي غزت المدن..راقني مظهر السماء..
فوقفت متكئة على الباب أراقب هذه اللحظات التي أشعرتني
براحة كبيرة..ملئت رئتاي بهواء عليل شعرت أنه غسل قلبي
و التف حوله ليريحه..ارتسمت على شفتاي ابتسامة خفيفة
لأدخل اتقاءً للبرد الذي بدأ ينتشر في المكان..
اتجهت نحو الغرفة الصغيرة المخصصة لتغيير الثياب..
نزعت زي البطة و خرجت نحو مكتب توماس-سان
الذي لم أره منذ الصباح..طرقت على الباب بخفة
لأدلف بعدما سمح لي بذلك..وقفت قبالته و قلت:
-مساء الخير..توماس-سان

-صباح الخير بطة يورا..

-نحن في المساء.سيدي.

-آسف لقد أخطأت..مساء الخير..
ردَّ بارتباك..أمَّا أنا فأخفيت الضحكة حتى لا أزعجه..
يبدو أنه يواجه مشكلة مع الصباح و المساء!


عدَّل نظاراته و أردف:
-هل أعجبك العمل هنا..بطة يورا؟

-أجل أجل..كثيرًا
أجبته بحماس..لتابع برضا:

-أحسنت..أخبرني بطة زد عن نشاطك و طريقتك الفذة
بإرضاء الزبائن..واصلي العمل!و ستكونين فخرًا للبطة واك واك!

ابتسمت بسعادة لما قاله لي..أظن أنني سأنجح هنا أخيرًا!
انحنيت له باحترام لأقول بغبطة:
-شكرا لك..توماس-سان..

-إلى اللقاء..انتبهي لنفسك!

-إلى اللقاء!
قلت و انا أخرج ببهجة غامرة..ذهبت إلى آي و زد
و حييتهما قائلة:
-إلى اللقاء بطة آي و بطة زد..لقد قضيت وقتا ممتعا معكما!

-و نحن كذلك بطة يورا!أراك غدًا..
قال الطباخ زد بمرح..


أمَّا آي فقد قال لي:
-أظن أننا سنسلك نفس الطريق..هل تمانعين إن ذهبنا معًا؟

-لا قطعًا!
أجبته لنخرج من المطعم..سرنا نحو موقف الحافلات
و نحن نتكلم عن عَّدة أشياء..صرامة توماس-سان في عمله
و هوسه بواك واك..و عن الحياة في إيطاليا..
حدثني عن حبه للموسيقى..و عن عزفه الجيد على البيانو و القيثار.
.و كذلك عن تركه للمدرسة في سن مبكر و هو الآن في
السابعة عشرة من العمر..ركبنا الحافلة و قد أظلمت ..
و اجتاح الليل البهيم المكان..لتضيئه تلك المصابيح الملونة
في الشوارع راسمة لوحة جميلة..نظر آي إلي و قال:

-ماذا عنك يورا..كلميني قليلا عن نفسك؟

-أنا..لم أجد ما أحدثك عنه!أدعى يورا ناكامورا..عمري 21 سنة..
خريجة جامعة و بطالة!

قلت واصفة نفسي..ابتسم آي و أردف:
-تذكرينني بشخص أعرفه..أنت تشهينها بكل شيء تماما..

-من هي ؟
قلت بشوق و حماس طفولي لأعرف من شبيهتي..
طأطئ رأسه ليضيف بصوت خافت
ممزوج بشيء من الحزن الدفين:
-إنها أمي..توفيت منذ سنتين.

شعرت بحزن لحال آي المسكين..أنزلت رأسي و قلت:
-آسفة..
-لا بأس..أنت تشبهين والدتي..إلا أنك أصغر سنًا..
تشبهينها في شكلها ..هي كذلك تملك عيني بريئتين
جميلتين مثلك..في كلامها..و حتى في مرحها و تلقائيتها!
-حقًا؟

-أجل..لقد فقدتها..ماتت أمامي دون أن أحاول مساعدتها..
لم أكن أملك المال لشراء الدواء..و..

-لا بأس آي..لا تلقي باللوم على نفسك..والدتك كانت مريضة..
و هي تعلم أنك ما كنت لتتركها تموت لو امتلكت
المال لشراء الدواء..
قلت محاولة مواساته..بدا انكسار و حزن كبيرين
في عينيه العسليتين الواسعتين..لقد ذكرني بنفسي..
بألمي و وحدتي..آي يعيش نفس ما أعيشه من وحدة
و يتم..لذلك..يمكنني الشعور به..و الإحساس بما يعانيه..
وضعت يدي على كتفه لأتابع قائلة:
-أنا كذلك..فقدت والداي..و عشت طفولتي في ميتم..
أعرف ما يعني أن تكون دومًا وحيدًا..حتى أنا..
أحن سماع كلمات توبيخ من والدي كباقي الناس..
أشتاق لإيجاد حضن دافئ أختبئ فيه
و أنعم بحنانه عندما أكون حزينة..
لكن ليس عليك الاستسلام آي..
لأنك باستسلامك للألم ستجعل نفسك
لعبة في يد الحياة.و ستذوق ألمًا أكثر.

-معك حق..يورا..لم أخطئ عندما قلت أنك تشبهين والدتي
قال بابتسامة جميلة اعتلت محياه..لأبادله الابتسامة انا كذلك..

و أخيرًا..وصلت إلى المنزل..الساعة تشير إلى الثامنة مساءً..
و لابد أن العمة هارو قلقة علي الآن..ودعت آي.
.الشاب اللطيف الذي كان كأخي الصغير..وولجت المنزل..
صخب و ضجة استقبلاني عند دخولي..تنهدت بضيق لأقول:

-ها قد عدنا مجددا..
*~*~*~*~*~*
*ّ~*~*~*
*~*~*
*~*
*



هذا كل شيء>>أخيرا هههه
قليل من الأسئلة الآن >>كالعادة
1/رأيكم الصريح بالفصل ؟؟
2/الطول؟(حذاري من أن أجد كلمة قصير ههه)
3/توقعاتكم؟؟
4/أهم شيء:انتقاداتكم؟


فقط..
بانتظار ردودكم الجميلة الرائعة..
دمتم

كدت انسى..
شكرا جزيلا لملكتي البرغوثة الحلوة

-» ملكــــھہ ♥
على التصميم الرائعحب8



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
...

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 02-10-2014 الساعة 10:01 PM
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:36 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011