عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   حوارات و نقاشات جاده (https://www.3rbseyes.com/forum4/)
-   -   أنــــــــــــــــــا حُــر (https://www.3rbseyes.com/t430382.html)

ودقرشي 11-20-2013 01:03 PM

أنــــــــــــــــــا حُــر
 
أنــا حـُــر !


عبارة لعلكم سمعتموها يوما من الأيام عندما يُـنكر على صاحب مُنكر أو على والغ في معصية ، أو على مسرف على نفسه ، أو على مقصّر في طاعة ربِّه
إذا ما ذُكّر بالله تَعالى وتعاظم في نفسه وردّ بكبرياء بملء فمِـه : أنـا حـُــرّ !

بدلا من أن يتّصف بصفات المؤمنين الذين إذا ذُكِّروا تذكّروا ، والذين تنفعهم الذكرى
( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )
وتُردّد عليه ( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ )
ثم تُخاطبه بقول الله ( فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى )

فيرد عليك مرة أخرى ممتلئاً غيظاً : أنـا حـُــرّ !

فهل هو مُـحِـقّ ؟؟؟

هل هـو فعـلاً حُـرّ ؟؟؟

ليس الأمر كذلك

فهو عبد رغم أنفـه ... شاء أم أبى ( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا )

والعبودية عبوديتان :
عبودية خاصة لأهل الإيمان والإسلام
وعبودية عامة لكل الخـلـق

إما عبودية شرف وفخـر وعِـزّ
وإما عبودية ذلّ وقـهـر وخنوع

إما عبودية عز وفخر وشرف وتكريم ، وهي العبودية لله عز وجل التي قيل فيها :

وممـا زادني شَرَفاً وفخـراً *** وكِدتُ بأخمُصـي أطـأُ الثّريا
دخولي تحت قولِك يا عبادي *** وأن صَيّرتَ أحمـدَ لي نبيّـاً

وإما عبودية ذل ومهانة لغير الله .
وقد سمّى النبي صلى الله عليه وسلم من تعلّق بشيء من متاع الدنيا وشهواتها وملذّاتها سماه عبداً لها
قال صلى الله عليه وسلم : تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة ، إن أعطي رضى ، وإن لم يُعط لم يرض . رواه البخاري .
وفي رواية له : تَـعِـسَ عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة . إن أُعطي رضي ، وإن لم يُعط سخط . تعس وانتكس ، وإذا شِيك فلا انتقش .

وهذا دعاء على عبد الدنيا ... عبد الزخرف والبهرج ( عبد الدينار والدرهم )
دعاء على عبد الدنيا ... عبد المتاع والمظاهر ( عبد الخميصة والخميلة والقطيفة )
دعــاء عليه من سيد ولد آدم – صلى الله عليه على آله وسلم – بالتّعاسة وعدم السعادة
دعــاء عليه أن تنتكس عليه أموره وتتقلّب عليه ، فلا يدري لها وجها
دعــاء عليه أن لا يوفق حتى لإخراج شوكة إن أصابته

لـمــاذا ؟؟؟
لأنه أصبح والدنيا أكبر همِّــه
يوالي عليها ( إن أُعطي رضي )
ويُعادي عليها ( وإن لم يُعط سخِط )

يرضى لوجود الدينار والدرهم
ويسخط لفقدهما

وليس معنى ( عبد الدينار والدرهم ) أنه يركع ويسجد للدينار والدرهم ، وإنما تعلق قلبه بهذه المظاهر الدنيوية الزائفة الزائلة .
فأصبح وأمسى وهي همّـه .
ونام وقام وهي في قلبـه .

وما ذُكر في الحديث لا يُراد به الحصر ، وإنما هذه أمثلة لما يتعلق به الإنسان فيُصبح عبدا له .

فهذا تعلق بالدنانير والدراهم
وذاك تعلّق بالبيوت والفُرش والأثاث والمتاع
وثالث تعلّق ببغي من بغايا بني ألأصفر ( الروم ) !
ورابع تعلق بسيجارة
وخامس تعلق بحقنة
وسادس أو سادسة تعلقوا بالمغني الفلاني ، فعلى صوته ينامون ، وعلى صوته يستيقظون
فصوته ومعازفه أذكار صباحهم ومساهم !!!

والجامع المشترك بينهم أنهم لا يصبرون عنها ، ولا يرضون بفراقها ، وإن غابت سخطوا .

فأي ذلّ ومهانة أشد من تعلق الإنسان بالهمم البهيمية ؟؟؟

أرأيتم كيف أن الذي زعم أنه ( حُـرّ ) أنه عبد ذليل مُهان مُحتقـر ؟؟؟

لماذا ؟؟؟
لأنه صار عبداً لكل فُلانة وفلانِ

قال العالم الرباني ابن القيم – رحمه الله – :
نزّه سماعك إن أردت سماع ذيّاك الغِنا عن هذه الألحان
لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتحرم ذا وذا ياذلة الحرمان
إن اختيارك للسماع النازل الأدنى على الأعلى من النقصان
والله إن سماعهم في القلب والإيمان مثل السم في الأبدان
والله ما انفك الذي هو دأبه أبدا من الإشراك بالرحمن
فالقلب بيت الرب جل جلاله حُبا وإخلاصا مع الإحسان
فإذا تعلق بالسماع أصاره عبدا لكل فلانة وفــلان

نـعـم :
فإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبدا لكل فلانة وفلان

فاللهم أرنا الحق حقـاً وارزقنا اتباعه
واجعلنا من الذين إذا نُصحوا انتصحوا ، وإذا ذُكّروا تذكروا ، وإذا أذنبوا استغفروا .

واجعلنا عبيداً لك وحدك لا لغيرك .

وسبحانك اللهم وبحمدك . أشهد أن لا إله إلا أنت . أستغفرك وأتوب إليك .

على الخير نلتقي 11-21-2013 09:13 AM

موضوع جميل ...

الشخص لا يصر على الخطا الذي فعله فهناك من يحاسبه يوم القيامـــــــه



فاللهم أرنا الحق حقـاً وارزقنا اتباعه
واجعلنا من الذين إذا نُصحوا انتصحوا ، وإذا ذُكّروا تذكروا ، وإذا أذنبوا استغفروا .

واجعلنا عبيداً لك وحدك لا لغيرك .

وسبحانك اللهم وبحمدك . أشهد أن لا إله إلا أنت . أستغفرك وأتوب إليك

RuUuby 11-21-2013 07:44 PM


وممـا زادني شَرَفاً وفخـراً *** وكِدتُ بأخمُصـي أطـأُ الثّريا
دخولي تحت قولِك يا عبادي *** وأن صَيّرتَ أحمـدَ لي نبيّـاً

والله يا أخي لو استشعر الواحد منّا أنه عبد لله.. يفعل ما أمره به ربه ويترك ما نهاه عنده.. وليس يفعل ما يهواه وما يتماشى مع رغباته ونزواته.. لاستحى من الله أن يقول مثل هذه الكلمة (أنا حر)..

مشكلتنا يا أخي أن الواحد منّا إذا نصحه شخص فإنه ينظر إلى مقامه عند من نصحه.. ولا ينظر كيف سيكون مقامه بين يدي الله إذا مات على هذه المعصية..
لذلك تجده يبرر الخطأ ويحاول تحسين مظهره.. وتجده يجادل ويكثر في الجدال.. ويغيب عن باله أنه كان في معصية.. فكيف سيكون حاله إن لقي الله بها؟؟

الصحابة رضوان الله عليهم كانوا إذا اذنب الواحد منهم فإن أول شيء يفعله هو الإنابة والرجوع إلى الله بدون جدال ولا نقاش.. عرفوا لله قدره فعبدوه حق عبادته..
وجهلنا نحن مقام الله ولم نعرف قدره.. لذلك لم نحسن عبادته وتساهلنا في العبادات والطاعات..
نسأل الله العفو والعافية


جزاك الله كل خير أخي الكريم على الموضوع القيم والهادف
أثابك الله

عابرة سبيل ~ 11-22-2013 08:18 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طول الموضوع وتنوع أفكاره جعلني أضيع فيه..د1
لكن سأرد على جملتك هذه والتي أظن أنها محور الموضوع.

مقصّر في طاعة ربِّه
إذا ما ذُكّر بالله تَعالى وتعاظم في نفسه وردّ بكبرياء بملء فمِـه : أنـا حـُــرّ !

من واجب كل مسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومن واجب كل مسلم عندما يتلقى النصح أن يصغي إليه ويعمل به إن اقتنع به.أي2

هناك أنواع عديدة للحرية مثل حرية التملك وحرية الاعتقاد وحرية النفس .
لكن ما قصد في جملة أنا حر هو أنه حر بتطبيقه لأوامر الله أو تركها ،وهذا صحيح هو حر
فالله خلقنا مخيرين لا مسيرين ، لكننا سنحاسب يوم القيامة ،هو مخير في الدنيا لكنه محاسب في الآخرة.
والحرية التي لديه ليست كاملة .

وهذا المقال من أحد المواقع في نفس الموضوع :

جعل الإسلام "الحرية" حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان، فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية، وحين يفقد المرء حريته، يموت داخلياً، وإن كان في الظاهر يعيش ويأكل ويشرب، ويعمل ويسعى في الأرض. ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن "الحرية" أن جعل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر، الذي لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية، كالخوارق والمعجزات ونحوها قال تعالى:((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) فنفي الإكراه في الدين، الذي هو أعز شيء يملكه الإنسان، للدلالة على نفيه فيما سواه وأن الإنسان مستقل فيما يملكه ويقدر عليه لا يفرض عليه أحد سيطرته، بل يأتي هذه الأمور، راضياً غير مجبر، مختاراً غير مكره.

1/ مفهوم الحرية: يقصد بالحرية قدرة الإنسان على فعل الشيء أوتركه بإرادته الذاتية وهي ملكة خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل ويصدر بها أفعاله ،بعيداً عن سيطرة الآخرين لأنه ليس مملوكاً لأحد لا في نفسه ولا في بلده ولا في قومه ولا في أمته.

هل "الحرية" تعني الإطلاق من كل قيد ؟

لا يعني بطبيعة الحال إقرار الإسلام للحرية أنه أطلقها من كل قيد وضابط، لأن الحرية بهذا الشكل أقرب ما تكون إلى الفوضى، التي يثيرها الهوى والشهوة ، ومن المعلوم أن الهوى يدمر الإنسان أكثر مما يبنيه ، ولذلك منع من اتباعه، والإسلام ينظر إلى الإنسان على أنه مدني بطبعه، يعيش بين كثير من بني جنسه، فلم يقر لأحد بحرية دون آخر، ولكنه أعطى كل واحد منهم حريته كيفما كان، سواء كان فرداً أو جماعة، ولذلك وضع قيوداً ضرورية، تضمن حرية الجميع ، وتتمثل الضوابط التي وضعها الإسلام في الآتي :
أ- ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام وتقويض أركانه.
ب- ألا تفوت حقوقاً أعظم منها،وذلك بالنظر إلى قيمتها في ذاتها ورتبتها ونتائجها.
ج - ألا تؤدي حريته إلى الإضرار بحرية الآخرين.
وبهذه القيود والضوابط ندرك أن الإسلام لم يقر الحرية لفرد على حساب الجماعة ،كما لم يثبتها للجماعة على حساب الفرد ،ولكنه وازن بينهما ،فأعطى كلاً منهما حقه.


أرجو أن أكون أفدتك
تقبل مروري ق3

Shh,just smile 11-29-2013 08:48 PM

انظر اخى يعجبنى مقصدك حقاً لكن طريقة
دعوتك عموماً ترهيب لا ترغيب
لا يمكنك اجبارهم على عبادة الله وحده ولا يمكنك قول انك عبد رغم انفك؟!
يجب عليك التحلى بالسياسة
قد تكون المناقشة البسيطة السهلة والتشجيع حل افضل بكثير
هذا رأيى

برو@ 11-29-2013 09:51 PM



حتى مفهوم الحرية تلوث في عصرنا ,, فـأصبحت العبودية و إتباع الأخرين حرية ,,
و أصبح التفكير أخر شيء يفكر به الفرد قبل إتخاذ أي قرار ,, و بات المرجع الأساسي للقرارات هو الوسط المحيط أو تقليد الأخرين ..
أن تكون عبداً لله يعني أن تكون مع الذي لا يخطأ ,, و أن تكون عبداً لمن سواه يعني أن تكون مع الذي يصيب و يخطأ ,,
يا ريب لو نوصل إلى هذه المفاهيم في حياتنا ,,
الله يعطيك العافية أخي
شكرا لك (:
بالتوفيق

احكي يا شهرزاد 12-01-2013 06:13 PM

ان الله يهدي من يشاء...
شكرا على الطرح

أميرة بمملكتي 12-01-2013 07:04 PM

السلام عليــكم ورحمة الله وبركاته
جــزاك الله خيــرا اخي الغالي على
المــوضوع الجميــــل جعله الله بموازين
حســناتك بإذنه سبـــحانه و2و2
" أنا حـــر " للأسف الأغلب يستخدمها
وهـذه الكـلمه بصـراحه لاتستـخدم إلا في
حالة واحـــده وهي النصيحة بإسلوب سيء
فسبــحان الله أخي الغالي عندما تتحدث إلى
شخص ما وتقول له : " أخي سمـاع الأغاني من
المحرمات وماينفع تسمعها والا والله سيحاسبك
الله عز وجل يوم القيامه ... الخ
"
سيــرد عليــك بكل بـرود : " أنــا حــر ياخي مالك دخل "
لكــــــــن !!
لو قلت له : " أتعلـم يا فلان أن الله عز وجل يحـب سماع
صوتك وانت تتــلو بعض الآيات والسور وتتحدث إليه
فهـو ينتـظرك بكل ثانية لتمسك المصحف وتتحدث معه
ولكــن المغني الفلاني او المغنية الفلانيه لايسمعونك او
حتى ينتظرونك ففكــر بالأمر قليلا وربما لن تستطيع ترك
سماع الاغاني فورا ولكني انصحك يا صديقي الغالي
او صديقتي الغاليه بان تقللين من سماعها وتستمعين
إلى القرآن او تقرأينه قليـــلا وهـكذا
"
سيــرد عليـك حينها : " ايوه الله انك صادق بإذن الله احاول "

المشـــكلة ليست في النصيحة المشكلة بالإسلوب
فأسلوب الناصح هو الذي يقــرر رد المنصــوح
فحبيبنا صلى الله عليه وسلم لم يكن يجبر الناس
على اي شي بل كان ينصحهم باللتي هي أحسن
فلذلك يجـب علينا عنـدما ننصح شخص ما ان
نضع انفسنا مكانهم ونختبر اقوالنا هل سنستجيب
إذا احــد قال لنا ذلك أم لا ؟!

فهـــذه هي أولى خطــوات التخلص من كلمة " أنا حر "

RuUuby 12-07-2013 10:40 PM

يقول تعالى: "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ ...."
هذه حرية الاعتقاد.. الفرد يختار الدين باقتناع وليس بالإكراه..

لكنه اذا اختار الإسلام فعليه الانقياد والطاعة لأوامر الله.. و لا يهم اقتناعه اذا تأكد انه امر من أوامر الله..
قال تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً"..

الأسلوب في النصيحة مهم جداااً ولكنه لا يبرر المعصية خصوصاً إذا تيقن المنصوح أنها معصية..
وقد يقول الشخص (أنا حر) -تحدياً للناصح أو انتصاراً لكرامته- وفي هذه الحالة أعتقد أن التزام الصمت أفضل من قول هذه الكلمة(أنا حر) حياءً من الله.. وكتم الغضب مطلوب في مثل هذه المواقف.. والشخص يحتسبها لله..


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأميرة ♡ http://vb.arabseyes.com/stylev1/buttons/viewpost.gif

وهذا المقال من أحد المواقع في نفس الموضوع :



ولذلك وضع قيوداً ضرورية، تضمن حرية الجميع ، وتتمثل الضوابط التي وضعها الإسلام في الآتي :

أ- ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام وتقويض أركانه.

ب- ألا تفوت حقوقاً أعظم منها،وذلك بالنظر إلى قيمتها في ذاتها ورتبتها ونتائجها.
وليس هناك أعظم من تفويت حق لله تعالى
ج - ألا تؤدي حريته إلى الإضرار بحرية الآخرين.
وبهذه القيود والضوابط ندرك أن الإسلام لم يقر الحرية لفرد على حساب الجماعة ،كما لم يثبتها للجماعة على حساب الفرد ،ولكنه وازن بينهما ،فأعطى كلاً منهما حقه.


الساعة الآن 10:16 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011