عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree61Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-12-2013, 12:46 PM
 
.. رأيت في عينيك بهوت الانتقام | مشآركتي~

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im34.gulfup.com/e7pz2.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



شخبآركم؟
هذي قصتي للمسآبقة..
إن شاء الله تعجبكم..
طبعاً أنا اختصاصي الدراما <<كفوف!
اتذكر القصة السابقة الكل قال عنها مرعبة مع اني ما اشوف فيها شي مرعب..
هذا رابطها لمن ما قرأها..
http://vb.arabseyes.com/t428500.html
المهم!



{معلومات عن القصة}
الاسم بالعربي :رأيت في عينيك بهوت الانتقام
الاسم بالانجلينزي: I saw in your eyes fading revenge
النوع: مأساه، دراما، رمانسي ..بس حبتين :good:
التصنيف: قصة قصيرة
عدد الفصول: 1
الزمن: بعد الحرب العالمية الثانية
المكان: امريكا
عدد الكلمات: 3.432
الفئة العمرية: 14+



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
  #2  
قديم 11-12-2013, 12:59 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im34.gulfup.com/e7pz2.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الاسم: شارون\Sharon
العمر: 16 سنة
الطول: 166 cm
الوزن: 48 kg
نبذة: فتاة في عمر الورود، خسرت شبابها بسبب اغوار ماضيها، صلبة مثل الرجال، و ذات عزيمة قوية..


الاسم: لوي\Loe
العمر: 19 سنة
الطول: 176 cm
الوزن: 64 kg
نبذة: شاب ذو قلب كبير، و صبر دائم، يصرف كالشاب العادي من الخارج، لكنه طيب و يصعب التفكير فيما يدور في رأسه بسبب الابتسامة الساخرة التي تعلو وجه..


الاسم: سوفيا\Sophia
العمر: 11 سنة
الطول: 150 cm
الوزن: 38 kg
نبذة: فتاة صغيرة السن، خسرت كل ما تملك بجانب عينها بسبب الحرب، كانت جارة شارون، و بعد الحرب، سوف تلتصق بها إلتصاق الظل بصاحبه ..


الاسم: نايل\Nile
العمر 22 سنة
الطول: 188 cm
الوزن: 74 kg
نبذة: صاحب نايل، من اول نظرة تظن بأنه مخيف، لكنه طيب القلب و يهتم لمن معه..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
  #3  
قديم 11-12-2013, 01:18 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im34.gulfup.com/I14zR.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




بعد الحرب العالمية الثانية، و كل ما خلفته عندما إشتاح اعصارها هذا العالم الفاسد، و سكن شبحها في قلب كل منا، قد حطمت كل تلك اللحظات التي جسدت في ما ندعوه "المنازل" ، و دنست على اطلالها حتى، و مزقت ذلك الشريط الذي يقبع في مخيلتنا، و اضفت مع نسماتها رائحة الدماء، الدخان، الموت! و حرائق في كل مكان إندلعت، تتسلل السنتها في كل زاوية في هذا العالم، و لا انسى صرخات أمهات قد فقدوا صغارهم أي كان عمرهم، و فتاة تبكي هناك للأنها قد خسرت أبيها، و شابة تنتحب هناك للأنها قد فقدت حبيبها، وجوه اليتامى الحزينة، نساء تلطم وجوهها، و كبار في السن يتصارعون مع ملك الموت، قسمات غضب قد نقشت على بعضهم من الصغار و الكبار، و قسمات خوف و حزن و كرب قد نقشت على البعض..
هكذا كانت حالتنا، تسألون ماذا حدث؟ و ماذا سيحدث؟ من أنا؟ اسمي هو "شارون نايتري"، فتاة عادية ذات جنسية امريكية، ابلغ من العمر ستة عشر سنة، إلى ان جاء ما يسمونه بـ"الحرب"، على ماذا؟ كل شخص ..و لو له ذرة سلطة! يكون جيشاً و يذهب ليعتدي على الآخر؟ لماذا كل هذا؟ في النهاية سوف نرجع إلى احقر جزء في هذا العالم و هو التراب، سوف نختفي من الوجود، نؤكل من قبل الدود، ثم نتحلل، هل سوف تأتي تلك الدماء التي تم إزهاقها لكي تعيدنا للحياة؟ بالطبع لا..
بعد تلك الغارة التي تم شنها على قريتي الصغيرة، خسرت كل عائلتي، حسناً، عائلتي كانت هي أمي في ذلك الوقت و حسب، تسألون أين الباقين؟ ..ليس لدي اخوه، أما أبي ..اتذكر بأنه كان يرجع لنا في وقت متأخر من الليل، و قد فقد عقله و فاحت رائحة الكحول النتنة منه، مما جعل أمي تأخذني و تهرب عندما كنت في العاشرة، عشت حياتي كأي طفلة، لم اكترث لما يسمونه "أبوة" للأنه كان محذوفاً من قاموسي، و لم افكر و لو للحظة في ان افهم معنى تلك الكلمة التي داس عليها "أبي" برجله و مرغها بالطين!
دعوا الماضي و اغواره على الجانب، أين أنا الآن؟ أنا امشي، مع باقي الناجيين الذين بقوا معي، بماذا كنت أشعر؟ الخوف؟ القلق؟ الحزن؟ لا شئ، كنت افكر في لا شئ، كل ما شغل بالي في تلك اللحظة هو البقاء على قيد الحياة فحسب، هذه كانت وصية أمي ، ناولتني سكيناً من فضة، و قالت لي.. لحد الآن لا ازال اتذكر كلماتها و هي تتردد في طبلات اذني مثل ألحان الموسيقى.. لا ازال اتذكر جملها و حروفها و هي تناولني تلك السكين الفضية و تقول..
"أبق هذه معك! ابقيها معك طوال الوقت! إياك و الموت!"
نعم، كانت هذه آخر كلماتها، و مغزاها هي بأن اقتل قبل أن اقتل، هذه كانت وصيتها..
شددت على السكين، لكنني سرعان ما ادخلتها في جيبي، عدلت وشاحي البالي ذو اللون الباهت ،ووضعت غطاء الرأس لكي اخفي وجهي الشاحب، و اخفي ملابسي البالية و الممزقة التي تطاير عليها آثار الدماء و الرماد، ثم نظرت لصديقتي، حسناً، هي ليست صديقتي بالمعنى الحقيقي، كانت جارتي في السابق، فتاة في عمر الحادية عشر، تدعى "سوفيا ماكين"، بجانب عائلتها المفقودة، فقدت جزءاً من من اغلى عليها من عائلتها، جزء من نفسها! و هل هنالك اغلى من النفس؟ لقد خسرت عينها اليمنى، لهذا هي ترتدي ضمادة عين عليها..
الحرب انتهت كما قلت لكم في البداية، ما بقى هو آثارها على البشر، العالم و البيئة، النفوس، و لا تزال بعض اطلالها، أي بأن هنالك بعض الآثار، على كل! ظللنا نمشي بدون وجهة معينة، أنا و سوفيا، و أناس آخرون قد خسروا ما يملكونه و قد توجهوا معنا إلى "لا مكان"، هل من الصعب الحصول على ما نسميه "الامن" في هذا العالم؟!
و نحن نمشي هكذا متفرقين بدون وجه و لا هدف، ظهر أمامنا رجل يبلغ من الطول متران تقريباً، لديه جثة ضخمة و جسم يفخر به أي رجل رياضي، بشرة شاحبة، و أعين قرمزية، و ذلك الشعر الذي اكتسا بعبائة الليل، كان يرتدي وشاحاً مثلي، ذو لون باهت، و قد جار عليه الزمن..
فقال لنا: تعالوا معي.
حسناً، ليس لدينا شئ لنخسره، كل من هنا قد فقد كل ما هو مهم لديه، سواء كان ممتلكاته المادية، أفراد عائلته، جزء من جسمه، حتى لو لم تخسر أي شئ من هذا، المشاهد الفظيعة من دم و أحشاء مبعثرة قد تغير شخصيتك بأكملها، لذا ليس لدينا شخص نخسره، و اعتقد بأن هذا الرجل الغريب الذي امامنا ليس غبياً لتلك الدرجة لكي يخدع أناس ليس لديهم شئ ليخسرونه..
انصعنا للأمر ذلك الرجل الغامض، و ظل يقودنا إلى حيث مكان نجله، و اشك بأن احدنا قد فكر إلى أين نحن ذاهبين..
. . .
بعد مرور ساعة تقريباً من المشي، وجدنا نفسنا واقفين أمام أبواب قرية في منتصف غابة! نعم غابة.. بجانب أن تلك القرية لا تزال قيد الترميم، اعتقد بأنها كانت ضحية اخرى من ضحايا تلك الوقيعة..
فجاء شاب آخر، اعتقد بأنه بنفس عمري، فجسمه و طوله يوحيان بذلك، ذو أعين ذات لون ازرق باهت و شاحب، و شعره بنفس لون عينيه، و قد كان مربوطاً من الخلف ،ثيابه عادية ،و ما اقصده بعادية هي ثياب قد قاست ما قاسته من براكين الحروب، لكنها لا تزال صامدة مع كل ما مرت به..
سأل ذلك الرجل :أحسنت عملا، نايل.
. . .
حدثت الكثير من الامور الغير المهمة، على كل، تم وضعنا في مكان ،و قد تم إعطائنا بعض الطعام لنسد به جوعنا، و ماء لنروي به عطشنا إلا ان تراطبت افواهنا بعدما جفت مثل البيداء..
و نحن جالسون بين تلك الاشجار، حسناً، علي ان اعترف بأن هذا المكان تسكن فيه الحياة على عكس المدن و القرى التي تعرضت لغارات الحروب و قيدت بأشطانها.. نظر لسوفيا و هي جالسة بجنبي و تأكل في كسرة الخبز.. عادت معالم الحياة لوجها قليلاً.. و نفس الحال للباقين الذين كانوا معنا ..
بينما أمسكت أنا قربة من الماء بيدي و اخذت اتجرعها، إلى ان جاء لي ذلك المدعو نايل، و اعطاني كسرة خبز ،ثم جلس بجنبي و قال لي: كلي.
فتناولت تلك الكسرة من عنده، ثم قلت له: سيد نايل، أليس كذلك؟
هز رأسه موافقاً، ثم سألني: و أنتِ؟
فأجبته: شارون..
ثم اردفت مغيرة الموضوع: لماذا نحن هنا؟
فأجابني: أنت تعلمين ما خلفته الحرب ،لذا جمعنا لوي هنا، و بدأنا بناء مدينة جديدة هنا بعدما دمرت منازلنا .
فسألته: و من لوي؟
فأشار على ذلك الشاب ذو الشعر الكحلي و قال: ذلك لوي.
فسألته: أليس صغيراً جداً لكي يجمعكم أنتم الناجون..
ثم سألته مباشرة: كم عمرك؟
نظر لي فترة من الزمن، ثم قال لي: اثنان و عشرون سنة، لماذا؟
فقلت له: لا شئ.
إلى أن جاء ذلك المدعو لوي عند نايل، ووضع يده على كتفه و قال له و هو يجلس امامي: ماذا؟ هل تعرفت على فتاة جديدة؟
. . .
في الليل، بت انا اسفل السماء التي ارتدت عبائتها السوداء، للأن المنازل محدودة و اغلبها قيد البناء، فمن نام في المنازل الموجودة هم الاطفال و كبار السن و المرضى فقط.. و منهم سوفيا.. أما الباقيين و منهم أنا قد بتنا في العراء.. حسناً.. الجو منعش هنا بسبب محيط الاشجار الذي يحيط بنا مما يغير الغازات.. على عكس باقي المناطق التي مررنا بها.. تفوح منها رائحة الدخان الخانقة.. و الدماء النتنة.. و الموت ..عندما اشمه.. احس بأن رمحاً اصم قد شق قلبي ..
لم اشعر بالنعاس اطلاقا.. فإنتصبت على رجلي.. واخذت جولة في القرية.. إنها اكبر مما توقعت.. كيف استطاعوا بناء هذا المكان؟ هل تجاوزوا محنتهم النفسية بهذه السرعة؟و هل لذلك المدعو لوي دور كبير لهذه الدرجة؟ هل هو من قلب الحال؟ كيف؟
و أنا اتجول، رأيت احد المنازل و الضوء يخرج منه، و كأن مصابيحه لا تزال مشتعلة، حاولت الاقتراب، إلى ان وجدت رجلان واقفان عند باب هذا البيت للحراسة، وخزني قلبي للحظات، بينما عقلي حرضني لكي اقف في الجانب الآخر من البيت للأتنصت على المحادثة التي في الداخل..
ذهبت للجانب الآخر، و اسندت اذني على جدار البيت، للأسمع صوت ذلك المدعو لوي و هو يقول: اصغوا إلي! هذه آخر فرصة لنا!
فقلت في نفسي: آخر فرصة؟ ماذا يقصد؟
فأكمل كلامه: بعد انقضاء الحرب، كل واحد منا قد خسر شيئاً، و الذي لم يخسر شيئاً فهو كاذب، سواء كان من الناحية المادية، او من ناحية القتلى و الجرحى، هذه فرصتنا للإنتقام!
عندما سمعت كلمة الانتقام، دق قلبي، دقة وراء دقة، و كأنه يعلن علي الحرب، و يريد الخروج من صدري لكي يسطر على سطور التاريخ ما عانته البشرية من شبح الحرب، الانتقام، الثأر، نثأر للأحبائنا، اخوتنا، ننتقم لكي نبرد نيران الحقد التي اشتعلت بسبب تلك الحيوانات التي اكتست بجلد بشر! و سمت نفسها "بشرية"!
تراجعت لحظة للخلف، فدست على غصن شجرة مما جعل صوتاً يصدر، كان الظلام حالك، فجأة! احسست بيد حاولت الامساك بي من الامام، فركلت رجل ذلك الشخص مما جعله يسقط ارضاً، ثم اخذت يداه و ثبتها خلف ظهره ،و اخرجت سكين الفضة التي اهدتني اياها امي ووضعتها قرب رقبته!
بعدها بثوان، جاء لوي و نايل و هم يحملان مصباحاً زيتياً، ليراني اثبت ذلك الرجل مكانه بدون حراك، ظلوا يحدقان فيي بدهشة و صدمة، فقلت لهم: ماذا يجري هنا بالضبط؟ من من سوف تنتقمون؟
للأكون صريحاً أنا مندهش، فتاة مراهقة وحدها قد ثبتت رجلاً أكبر منها بسنوات..!
صفقت بيدي و قلت لها: أنت رائعة! لم اتوقع منك هذا!
ثم توجهت لها و جفيت على ركبتي، ثم نظرت لعينيها، و هي لا تزال مقيدة ذلك الرجل بيديها و كأنها قيود من فولاذ، قبل ان اتكلم، نظرت لعينيها، ذات اللون القرمزي المائل للأرجواني، لكن مع كل هذه الالوان التي تفتح نفس الانسان، كانت باهتة، جار عليها الزمن من نوائبه، مع ان عينها تلك كانت باردة، و غير مبالية، كانت تطلع صوتاً مثل زمجرة الرعد للأجل الانتقام، استطيع رؤية هذا، فأنا افهم لغة العيون، و كأن هذه الفتاة المدعوة شارون قد قيدت بواسطة اشطان الوقيعة التي ترفض ان تتركها، وتطالب بالانتقام لكل روح قد ازهقت!
وضعت يدي على يدها للأراها كالجلمود، و قلت لها مع هذا: ما رأيك بأن تدعيه يذهب؟
ظلت فترة ترتدي لباس الصمت، و كأنها تفكر مع نفسها، لكنها سرعان ما تركته و إنتصبت على رجليها، أدخلت تلك السكين الفضية في جيبها، و سألتني: ماذا يحدث؟
فأدخلناها إلى داخل البيت، حيث هناك كان أناس كثيرون و ليس نحن فقط، من رجال، من نساء لا يزلن على قيد قوتهم و عاتقها، فأجلست شارون أمامي و قلت لها و أنا احاول المراوغة: شارون، أليس كذلك؟ ماذا خسرتي بسبب الحرب؟
فقالت لي و كأنها قد سُمِرت بمسامير الهدوء: لا شئ.
حسناً، أنا لا اصدقها، فمن المستحيل ان تصبح فتاة شابة في عمر الزهور هكذا مثل الجلمود بل اصلب من عدم، اراهن بأنها لا تزال تشك فينا، عندما انظر في عينيها، احس بأنها في أي لحظة سوف تنقظ علي لكي تقتلني!
فقال لي نايل و هو يهمس في اذني: كفاك مراوغة، لوي! انظر كيف تنظر لنا!
فأطلقت ضحكة خفيفة، لكنها سرعان ما تلبدت خلف وجهي الاصلي، و قلت لها داخلاً في الموضوع مباشراً: لابد انك تعرفين ماخلفته الحرب، لكنها الآن انقضت، مع هذا لا يزال بعض رؤساء الجيوش في مناطق الغارات و الحروب، لذا-
قاطعتني و قال مكملة لكلامي: دعني اخمن، سوف تنتقمون من أحد قادة الجيوش الذين لا يزالون في تلك المناطق، اليس كذلك؟
فهززت رأسي مشيراً إلى "نعم"، ثم سألتني مرة اخرى: و هي يعلم البقية عن هذا الموضوع؟
فأجابها نايل: بعضهم يعلم، و الآخر لا..
ظلت صامتة لفترة من الزمن، ثم قالت لنا: هل بمقدوري أن آتي معكم؟
فقلت لها فورا: نعم.
فقال لي نايل بدهشة: مهلا! لوي! إنها صغيرة جداً، ماذا لو-
قاطعته و قالت: حتى لو رفضتم، سوف آتي معكم.
عندها سألتني بحزم: إذن، متى سوف تفعلون هذه المهمة؟
فأجبتها: بعد اسبوع..
ثم اخرجت خريطة فيها المناطق التي اشرف فيها ذلك الشخص على صب جام الحرب عليها، و نشرتها امام شارون، ثم بدأت اشير لها على تلك المناطق و انا اقول: كل هذه المناطق اتى منها كل هؤلاء الناس..
فرأيتها تشير فجأة على منطقة معينة، و هي تقول لي: هل هاجم هذه المنطقة ايضاً؟
هززت رأسي موافقاً، ثم سألتها بمكر: هل كانت هذه قريتك؟
فقالت متمتمة: أمي.. عين سوفيا..
حسناً، شخصياً لم افهم لماذا ظلت تتكلم مع نفسها، لكنني اعتقد بأنها قد فقدت امها، أما بشأن سوفيا، على ما اذكر بأن تلك الفتاة ذات العين الواحدة هي سوفيا، كانت لصيقة شارون مثل ظلها، اعتقد بأنها مهمة لها جداً..
. . .
بعد فترة، عاد جميع من سوف يذهب في هذه المهمة إلى النوم و منهم شارون، ظللت انا و نايل، ما إن خرج الجميع، حتى قال لي نايل بتذمر: لماذا وافقت على انضمامها لنا؟! إنها صغيرة في السن، و نحن انفسنا لا نعلم ماذا سوف يحدث.
فقلت له و انا اضع يدي على خدي: لا تصرخ، انت سمعتها بنفسك، قالت بأنها سوف تتبعنا حتى لو رفضنا، بجانب..
فقال لي و هو يتنهد: ماذا؟
فأجبته: إنها من النوع الذي لا يموت بسهولة، لقد اعجبتني.
فأطلق زفرة طويلة تدل على انه لا يزال غير راض، لم اهتم، فتلك الفتاة من الاوابد، أي الوحوش، تم تدنيس انوثتها بسبب ما حدث في تلك الحرب، أما إذا كانت لها سوابق اخرى في ماضيها فهذا شئ آخر، مدججة بدون أي اسلحة حتى، صامدة مثل ساق الرمح..
بعد مرور اسبوع، و عندما طرقت الشمس ابواب السماء و هي تطالب القمر بالخروج من سمائها، خرجنا جميعنا من البيوت، منهم من يحمل سلاحاً، و الآخر سكيناً، أما أنا فقد ارتديت عبائتي البالية ذات اللون الباهت تلك، ووضعت السكين الفضية في جيبي، و نحن خاروجون، سمعت صوت سوفيا و هي تناديني من الخلف: شارون!
تجمدت في مكاني، الخوف لم يجمدني، لكن صوتها هو من جمدني، فإلتفت للخلف، للأراها تتوجه نحوي، فقالت لي: إلى اين انت ذاهبة؟
فإنخفضت لمسوى طولها، و قلت لها: لدي عمل انجزه، سوف ارجع قريباً.
فقالت لي بإبتسامة بريئة صافية كزلال الماء: اوعديني بأنك سوف ترجعين، فأنت أختي الكبرى.
خنقتني العبرة في تلك اللحظة، لم اكن اريد بأن اريها لسوفيا، لكن لحسن الحظ انقذني لوي و قد وقف امامي و قال و هو يربت على رأس سوفيا: بالطبع! سوف نرجع قبل غروب الشمس! لذا ارتاحي للأن شارون بأمان!
عندها تم إبعادي من قبل نايل ،امسك بكتفي بيده الضخمة و هو يبعدني عن سوفيا ، ثم قال لي فجأة: لوي شخص ذو عزيمة كبيرة و قلب كبير، و هذا ما جعله قادراً على جمع جميع الناجيين من الحرب و جمعهم تحت سقف هذه الغابة..
بعدها رفعت غطاء رأسي على رأسي، إلى ان جاء لوي اخيراً، و شققنا طريقنا في وسط تلك الغابة، بعدما إبتعدنا عن القرية، وصلنا لمكان يشبه طريق المشاه وسط تلك الغابة، عندها إنتشر الجميع على الجانبين من الطريق و اختبئوا بين الاشجار، بينما كنت أنا بجانب كل من لوي و نايل، حسناً، اعتقد انني عرفت لماذا اختاروا هذا المكان لبدأ الهجوم..
بإستطاعتنا مهاجمته أينما يكون، لكن إذا كان وسط الغابة، لم تتمكن أي وسيلة نقل حديثة من الدخول هنا، للأن وسيلة النقل التي سوف تستطيع الدخول هنا هي الاحصنة و العربات فحسب ..
عندما نظرت للوي رأيته يحدق بي بهدوء، شعرت بالاحراج قليلاً، فقلت له: ماذا؟
فقال لي و هو يضحك: لا شئ..
ثم قال لي بنظرات جادة: لا تبرحي مكاني، مفهوم؟
فقلت له: و من أنت لكي تعطيني الاوامر؟
فجأة، أخذ اصبعه السبابة و ضرب جبهتي بها، و قال: لا تسيئي الفهم، لقد وعدت سوفيا بأنني سوف احميك.
أخفيت وجهي بغطاء الرأس و تجاهلت كلمات لوي، هاهم! نعم.. إنهم هنا!
كان هنالك جنود يمتطون احصنة ، و بين هؤلاء الجنود عربة تجرها احصنة ايضاً، عددهم كان اكبر من عددنا بقليل على ما اعتقد، على كل! بدأت المهمة عندما تم إطلاق النار على اقدام الاحصنة مما ادى إلى هيجانها بشكل جنوني!
و في وسط المعمعة، تم إطلاق سهام على الحبال التي تربط الاحصنة بالعربة، فإنقطعت! مما ادى إلى فرار اغلب الاحصنة بعيداً، كان بعضها لا يزال بارحاً مكانه، إلى رأيت مطراً من إطلاق النار قد بدأ من كلتا الجهتين، و أنا اقصد جهتنا و جهة الجنود، فأخفضني لوي و جعلني اعانق الارض..
بعدها بدأ يزحف بين الشجيرات و هو يقول لي: إتبعيني.
إنصعت للأمره، و بدأت اتبعه، إلى ان وصلنا لتلك العربة، و بينما الجنود منشغلون بأمطار الرصاص، فتح لوي العربة و دخل، فدخلت ورائه و اغلقنا الباب، فرأيت ذلك القائد أو اياً يكن، رجل كبير في عمر كبير، تفوح منه رائحة الكحول، اصلع الرأس ،و حاجبيه مقطبان، تجاعيد قد علت جبهته، و هالات سوداء قد ظهرت اسفل عينه، بإختصار "قبيح"!
عندما رأنا ،اخرج مسدساً من جيبه فوراً ووجه أمام لوي، و في نفس اللحظة، اخرجت السكين الفضية و شككت بها العروق التي كانت في معصمه، مما ادى إلى سقوط المسدس، فتناوله لوي واخذ يلعب به مثل اللعبة، و قال لي: يمكن الاعتماد عليك، شارون.
ظللت الوح بالمسدس و كأنه لعبة أطفال في يدي، بينما شارون كانت لا تزال تنظر لذلك الرجل بحدة، فجأة! عندما ناديتها بإسمها "شارون"، قال ذلك الرجل: شارون؟ هل انت شارون حقا؟
فنظرت له انا و شارون بإستغراب و دهشة، إلى ان قالت له هي :هل تعرفني؟
فقال لها بلهفة: أنت شارون! لم اعرفك إلا من شعرك المخملي الاسود هذا! أنا والدك!
وقعت آخر كلماته كالمثقب الذي ثقب دماغي، والدها؟ هل بدأ هذا الرجل يهلوس أم ماذا؟ كيف؟ و متى؟ هل هذه احد اغوار ماضيها التي كنت اتسائل عنها؟ كنت اعرف بأنها فتاة غامضة، لكن ليس إلى هذا الحد!
عندما نظرت لشارون لكي اسألها عن ما يحدث، رأيت عينيها قد امتلأت بالدموع فجأة! ماذا يحدث لهذا العالم؟! ..بعدها عانقته بحرارة و كأنها تعانق روحها، و ظلت تردد كلمة "أبي" و هي تجهش بالبكاء! يا إلهي!
إلى ان سألها ذلك الرجل: ماذا تفعلين هنا؟
فإبتعدت عنه و قالت العبرات لا تزال تجري على خديها المتوردان: عندما علمت بأنك هنا، لم اطيق الانتظار لمقابلتك!
بينما انا متجمد كالصخر في مكاني لا اصدق ما اراه، اردفت و هي تشير لي: هذا صديقي لوي، عندما رأيت تحاول ان تقتله بالمسدس، لم اتمالك نفسي فجرحت يدك، أنا آسفة ، أبي.
ثم قالت و هي تمسح دموعها: لقد انقذني من خطر شبح الحرب، هو منقذي، بطلي، و هو الآن يساعدني لكي انقذ ابي، لذا آسفة بشأن يدك، ابي.
فتوسعت عيني في تلك اللحظة عندما عرفت غايتها الكامنة خلف تلك الدموع التي بدت لي للحظات بأنها صافية، لكنها مجرد زيف، لم اتوقع ان تصل بها المواصيل هكذا، ماذا تخبأ اكثر من هذا؟
فجأة امسكت يد ذلك الرجل، و قالت له: هيا لنهرب!
فتحت باب العربة، بعدها خرج "والدها" ،فلحقت بهما، لحق بنا جنديان آخران، بينما الجميع لا يزالون منشغلون بالحرب بينهم، مع ان لم يمر وقت كثير، لكن هنالك قتلى و جرحى بين صفوفنا و صفوفهم..
ظلت شارون تقودنا أنا و ذلك الرجل و الجنديين إلى "لا مكان"، ماذا تخفي في جعبتها من مكائد..
بعد نصف ساعة من المشي، خرجنا من نطاق الغابة، وصلنا إلى مكان كالارض القاحلة لا يعيش فيها و لو حيوان صحراوي، كانت مساحة شاسعة، فقالت شارون لذلك الرجل: اعبر هذه الارض، و سوف تجد في آخر رقعة منها مدينة آمنة، و سوف تكون انت بأمان.
ثم امسكت يده فجأة و ضمدتها لصدرها و هي تبكي: أنا سعيدة للأنني قد حظيت بالقاء بك قبل أن اموت! أبي!
فجأة، أبعد ذلك الرجل شارون عنه، و دفعها مما جعلها تسقط علي، و قال لها و هو يطلق قهقهة قوية دوت في المكان: أبوك! ارى بأنك لا تزالين طفلة ساذجة مثل والدتك! من يهتم بك؟! من الواضح بأنك قد صدقت بأنني سوف اهتم بك و لو للحظة! حمقاء!
فقلت له بغضب: ايها الوغد-
قاطعتني شارون و هي تضع يدها على صدري لكي تمنعني من الانقضاض عليه، أنا اعرف بأنها كانت تخدعه، لكنني لحد الآن لم اعرف ماذا في جعبتها! فجأة قالت لي و العبرات شقت طريقها على خديها: لا تفعل، لوي، إنه والدي بعد كل شئ!
فجأة ، بزق عليها ذاك الرجل، ثم شق طريقه في تلك الارض التي قالت له شارون بأن يتخطاها، و تبعه الجنديان الآخران، فقلت لها: لماذا؟ لماذا ساعدتيه على الهرب؟
فجأة! إنتصبت على رجليها ،هي ووجها الخال من التعابير، و كأن شئ لم يحدث، و كأنها لم تقابل والدها، حتى الدموع قد جفت من عينيها في تلك اللحظة، و اصبحت عينيها حادة مثل الرمح الاصم! و قالت لي بهدوء يقطع القلب: لا تقلق..
فجأة! و بين انصاص الثوان، حدث إنفجار قد دوت زمجرته في الافق !و قد كان في تلك المنطقة التي يمشي عليها ذاك الرجل! الارض بأكملها قد تفجرت و كأن الساعة قد حانت، تراجعت للخلف قليلاً، بينما شارون لا تزال واقفة في مكانها و كأنها مُغار قد شد على فريسته و لم يبرح مكانه إلى ان يتأكد بأنه قد قضى عليها تماماً، فسمعت تقول مكملة لجملتها الاخيرة: فهذه المنطقة لا تزال مزروعة بالالغام التي لم تستعمل في الحرب بعد.
ظللت انظر لها من الخلف، لكنني سرعان ما ابعدتها عن مكان الانفجار، عندها وقفت لكي ارى دموعها، هذه المرة كانت حقيقية، فسألتها: لماذا تبكين؟
فأجابتني: أنا ابكي للأنني قد وجدت عائلة جديدة، و هي أنت، نايل، و سوفيا، و جميع من في تلك القرية! فأنا لم اعرف يوماً معنى الابوة! هل صدقت بأنني سوف اتخلى عنكم بمجرد انني رأيت شخصاً قد ادعى بأنه والدي؟ صحيح بأنني لم اعرفك إلا من مدة قصيرة ، إلا انني قد احببتك!
ظللت فترة و انا انظر لها، ثم ضممتها إلى صدري و مسحت على شعرها المخملي الاسود، إلى ان سمعنا صوت سوفيا و هي تنادي من بعيد: شارون! لوي!
عندما إلتفتنا ورائنا، رأيناها و هي تركض، بينما نايل كان خلفها، إلى ان وصلت لنا، و إرتمت في حضن شارون، بينما وقف نايل خلفها و هو يبتسم، إلى ان هبت هبة نسيم صافية علينا، لتعلن حياة جديدة بالنسبة لي!
"احبك"، لم اتوقع منها هي بالذات بأن تتفوه بهذه الكلمة لي..
بعدما ابتعدت شارون ن سوفيا، توجهت لها و حضنتها مرة اخرى، احسست بدفئها مع انها تتصرف ببرود من الخارج، لكنها دافئة من الداخل و انا اعلم هذا، ففتحت فمي و قلت لها: أحبك ايضاً..
.. تمت ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡

التعديل الأخير تم بواسطة R i m a#! ; 11-12-2013 الساعة 01:39 PM
  #4  
قديم 11-12-2013, 01:29 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im42.gulfup.com/uoHoh.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



في الختام..
لا احلل النقل بدون ذكر المصدر!
@ R I m a#!
vb.arabeyes.com
الموضوع من تعبي، كل شي! الفكرة! التنسيق!
ممنوع الدود السطحية
و لا تبخلوا بالايكات+ التقييم.. و إذا بتخلوا 5 ستارز وايد زينس1




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
  #5  
قديم 11-12-2013, 02:11 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

كيفك أختي ؟......اتمنى تكوني بخير

القصه رووووعه واكثير بإبداع

ابدعتي ي مبدعه

التصميم مذهل

وأحداث القصه روعه

انتظر جديدك

وقبل ما أنسى اول رد يهوووووووو

تحياتي...

__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ـ قَـمر ; 11-12-2013 الساعة 06:10 PM
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشآركتي فِ | Black and white .. ѕιlνεr مِكس ديزاين 2 10-13-2013 11:32 AM
مشآركتي بمسابقة [ لقطــــآت طبيعيةة ] ★┫Šηΐ¢Ќәѓš┣★ تصوير ضوئي - تصوير فتوغرافي - صور بكمرات الاعضاء 16 04-06-2013 04:28 PM
مشآركتي | مسآبقة آللغة آلآنجليزية ĸαтч تعلم اللغة الانجليزيه 2 04-03-2013 02:13 PM
تهنة العيد ❤❤ شاربة بيرة و مدوخة ديرة عيون التهاني و الترحيب بالأعضاء المستجدين 7 09-17-2012 09:10 PM
نشيد حزين بقوة كبيره 2012 انشودة ياويل عيني بالضنا ما تهنت مبكيه جدا جدا أمبرة بصمتى خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 12-01-2011 02:22 PM


الساعة الآن 12:09 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011