عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree5161Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 08-16-2013, 08:10 AM
 
حسبنا الله ونعم الوكيل
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 08-16-2013, 08:11 AM
 
اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيناتا
الله يعدم كل من طغى وتجبر على رعيته
الله يصبر اخواننا المظلومين في مصر
فحسبهم الله وهو نعم الوكيل










آمين يارب , حسبنا الله ونعم الوكيل . .
__________________


حلمنا نهار .......نهارنا عمل
نملك الخيار .....وخيارنا الأمل

وتهدينا الحياة أضواء في آخر النفق..........تدعونا كي ننسى ألم عشناه
نستسلم لكن لا مادمنا أحياء نرزق.........ما دام الامل طريقاً فسنحياه

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 08-16-2013, 08:54 AM
 
جزاكم الله خيرًا على فتح موضوع يخص مصر و ان شاء الله سوف ابدأ المشاركة ايضًا في هذا الموضوع يجب ان نقرأ الأحداث في المنطقة بشكل سليم حتى نفهم كيف يفكر الآخرون .

ايضًا هناك مقالات مهم سوف اضعها بحول الله و قوته قريبًا و مثل هذه المقالات تطور مفهومنا للأحداث و تساعدنا
على فهم ما يدور حولنا و يجب ان نركز عليها لما فيها من نقاط مهمة
تتكلم عن الماضي و عن المستقبل .
__________________
( أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ )


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-16-2013, 08:58 AM
 
يركة أم بُركان
اجتمع أبناء إبليس بعمّان الأردن في غرفة مظلمة ليناقشوا فعاليات المجزرة التي ستُنهي اعتصام النهضة ورابعة، وكان في الإجتماع أعراب الخليج وموساد اليهود ومخابرات أمريكا وممثلي بعض الدول الغربية وشياطين مصر والأردن وفتح المتصهينة. لم يكن خافياً أن الاعتصامات كانت في طريقها لإنهاء الانقلاب الدامي، ولكن القوم تعاهدوا وتقاسموا على إنهاء ثورة رمضان بضربة قاضية.

اتفق هؤلاء الشياطين على إلقاء صخرة كبيرة مدبّبة من حجر الصوّان على رؤوس المصريين ليشدخوا رؤوسهم فلا تقوم لهم قائمة، وصنعوا هذه الصخرة على أعينهم مزيجاً من أموال الخليج ومكر المخابرات المصرية والفلسطينية والأردنية وسكوت أمريكا والدول الغربية، وعجنت الصخرة أيدي اليهود المستعربة ونصارى مصر وبلطجيتها بطريقة مقززة شاهدها العالم كله على الهواء مباشرة.

لنعيد المشهد بعيداً عن الإعلام والكلام المنمّق والتحفّظ اللفظي وبعيداً عن التلميح والتورية: الغرب كان يريد تسوية سياسية شكلية تعيد لمصر بعض الاستقرار حتى لا يزيد الضغط على شبابها فيولّد مزيداً من الإرهاب القاعدي الذي أقضّ مضاجع المحتلّين لبلاد المسلمين، لكن الدول الخليجية المشاركة والصهاينة والأردن ودحلان وشفيق أقسموا برأس أمريكا أنهم لا يحتاجون سوى أيام ليُنهوا كل شيء ويعيدوا مصر إلى سالف عهدها ذليلة حقيرة تحرس حدود الصهاينة الغربي وتتخلّف عن ركب التطوّر والتقدّم وتعود إلى حالة التسوّل من جديد.

العوامل كلها موجودة: إعلام عربي متواطئ، وإعلام غربي متخاذل، وحكومات غربية عمياء صمّاء، وابن يهودية على رأس الجيش المصري، ورافضة في الحكومة يمثّلهم البرادعي، وحاكم طرطور يكتبون كل شيء باسمه، وقناصة من الصهاينة المستعربين، وقناصة نصارى، وجنود دحلان، ودولة مبارك الفاسدة، وجنود مصريون مغيّبون، وشعب مصري غاطّ في سبات عميق، وأمة إسلامية مكلومة مجروحة تكاثرت عليها السهام.

كانت الخطّة أن يكسروا رؤوس المعتصمين بضربة قاضية لا تقوم لهم بعدها قائمة، وهم بهذا يراهنون على أمر يؤيده أكثرهم، وهو: أن المعتصمين ومعهم الثوار من الشعب المصري كالترعة في أرياف مصر إذا ألقيت فيها حجراً أحدث "طرطشة"ً وتحرّك الماء قليلاً ثم عاد إلى ركوده واستقر الحجَر في قاعه ونسي الجميع ما حصل. هذا عهدهم بالماء، وهذه طبيعة الماء، ولكن بعض المجتمعين أخبرهم أن طبيعة المصريين تغيّرت، فلم يعودوا كالماء، بل هم كالجبل الأصم تحته بركان يغلي، والخوف كل الخوف أن تُحدث هذه الصخرة شرخاً في هذا الجبل لينفجر هذا البركان فيحرق الأخضر واليابس.

إن من طبيعة البركان أنه هادئ لا يُرى بالعين المجرّدة ولا يُسمع له صوت ولا يُعرف له حال، والعلماء يعرفون أنه يجري كالنهر تحت الأرض يبحث عن فرجة لينفجر ويحطّم الصخور من حوله ويذيب ما يعترض طريقه ويزحف بهدوء مرعب في كل اتجاه لا ينتهي حتى يلامس البحر فتتحوّل الحمم البركانية إلى صخور مصقولة سوداء صلبة ترتكز في أماكنها بكل ثقة وجبروت.

إن الطريقة التي تعامل بها هؤلاء المؤتمرون مع الشعب المصري لتُنبئ عن غباء شديد وقلّة عقل وتهوّر لم نكن نتصوّره. كنا نظن أن هؤلاء، وبحكم خبرتهم الطويلة وتجاربهم الكثيرة، سيخرجون بمكر غير اعتيادي يحرف مسار الثورة، ولكنهم بسذاجتهم كسروا قشرة الجبل وشقّوا طريقاً خطيراً للحمم، وها نحن الآن أمام الهدوء المخيف الذي يسبق البركان.

لقد أدرك بعض من في حكومة الإنقلاب حقيقة ما حصل، وأحسوا بحرارة الحمم البركانية، فقدّم الكثير منهم الاستقالة طمعاً في الهروب قبل الانفجار، والبعض من فرط غبائه يظن أنه يقف في وجه هذا البركان يصدّه عن وجهته بعد أن ينفجر. حاول البرادعي الهرب إلى فرنسا ولكن الانقلابيين منعوه ليتفحّم معهم في القاهرة.

نحن الآن أمام أمرين لا ثالث لهما: إما أن يكون الشعب المصري كماء البركة الآسن بقذارته وبعوضه يلتقم الصخرة ويُحدث "طرطشة" ثم يرجع إلى سيرته الأولى من الركود ليكون مشرباً للبقر والبهائم والهوام، أو يكون تلك الحمم البركانية تحت الجبل الأشمّ يتخلل صخوره يرتجي فرجة يُحدثها أعمى البصيرة عديم النظر في العواقب.

إن أخشى ما يخشاه علماء الطبيعة هو الهدوء المميت الذي يسبق الإنفجار، وكلما طال وقت الهدوء كان الإنفجار أقوى، ذلك أن الحمم تنزل إلى الأسفل لتستقر عند حد معيّن كأنها تستجمع قواها، وكلما نزلت أكثر كان الصعود أشد، ونحن نرى صدمة الشعب المصري لما حصل بالأمس، فكان النزول إلى درجة مخيفة أشفق منها كل عاقل واغتر بها من لا عقل له وظن أن الأمر انتهى!

يقول عبد الرحمن الكواكبي في طبائع الإستبداد: "العوام لا يثور غضبهم غالباً إلا عقب أحوال مخصوصة مهيّجة فورية، منها: - عقب مشهد دموي مؤلم يوقعه المستبد على المظلوم يريد الإنتقام لناموسه. - عقب تظاهر المستبد بإهانة الدين إهانة مصحوبة باستهزاء يستلزم حدة العوام. - عقب ظهور موالاة شديدة من المستبد لمن تعتبره الأمة عدوّاً لشرفها".

لقد قامت حكومة الانقلاب بأكثر من هذا بكثير، فقد أتت بقناصة من اليهود ليقتلوا الشعب المصري، وأتوا بقناصة نصارى، وأحرقوا المساجد، وقتلوا العلماء، واعتدوا على النساء، وقتلوا الأطفال، وأحرقوا جثث الموتى، وباعوا مصر بثمن بخس لدول صغيرة عميلة، وأدخلوا الجيش المصري بيت الطاعة اليهودي، وأعادوا مصر إلى عهد مبارك البغيض، وأعلنوا تشكيل حكومة رافضية يهودية علمانية في أكبر دولة عربية مسلمة، ومكّنوا الفساق من الاعتداء على الأعراض، ودمروا الإقتصاد، وأوقفوا المشاريع، وعطلوا الدستور وأكلوا إلى حشاشين وعلمانيين إعادة صياغته، وحاربوا مظاهر التديّن، وضيقوا على المسلمين في غزّة، واعتقلوا الآلاف، وقتلوا الآلاف حتى أصبح عليهم ثأر في كل قبيلة وبيت مصري. لقد أُهينت كرامة المصريين.

إن الهدف الأكبر من وراء كل هذا هو تحطيم الدولة المصرية كما حدث في العراق، فبتحطيم آخر جيش عربي في المنطقة يستطيع اليهود احتلال الدول المجاورة ليقيموا "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، ويستطيع الفرس احتلال دويلات الخليج الساحلية كما احتلوا العراق وكما يحاولون في سوريا وهذا طبعاً بمباركة الدول الغربية التي ترى الرافضة حليفاً أفضل بكثير من غيرهم، وتفعل دول الغرب ما تشاء بمن تشاء بلا خسائر ولا مقاومة، فدمار مصر من دمار الخليج والدول العربية المجاورة، ودمار الجيش المصري يقوي الجيش اليهودي والفارسي في المنطقة.

إن هذه الأموال التي أنفقتها دويلات الخليج هي في حقيقتها ثمن غالٍ لقبورها، فقد أغمضت هذه الدويلات عينها عن رؤية ما هو أوضح من الشمس في وضح النهار، وعمدت إلى معاداة شعبٍ يكنّ لها كل الحب والمودّة لصالح شعوب وأقوام يبغضونها حتى النخاع. أدار هؤلاء الأعراب ظهورهم لأعدى أعدائهم من الرافضة واليهود المتربصين ليتفرغوا لأقرب أصدقائهم من المسلمين، إن لم يكن هذا هو الحمق بعينه فلا ندري ما يكون!

الإيرانيون عندهم خطة خمسينية شارفت على التطبيق، تقتضي هذه الخطة إحتلال الساحل الغربي من الخليج العربي ابتداءً من أجزاء من عمان مروراً بالإمارات وقطر والإحساء والكويت والعراق، وقد اتفقوا مع الأمريكان على حصول الشركات الأمريكية امتيازات كبيرة في هذه الحقول، ولإيران أطماع في باكستان وأفغانستان وسوريا ولبنان والأردن، والإيرانيين يرون هذا كله موروثاً لهم تاريخي يحيون به الدولة الساسانية، والناظر في الخارطة المذهبية لهذه البقاع يرى تمركز الرافضة الكبير فيها وانتشار دعوتهم في ربوعها. بعد كسر الجيش المصري سيبدأ العمل الفعلي وستندم الدويلات الخليجية أن حفرت قبرها بيدها، ولن ينهض لنجدتها أحد بعد أن استعدت كل إخوانها لصالح المخطط الفارسي الأمريكي اليهودي.

لعل العامل الوحيد الذي قد يعرقل هذا المشروع العملاق هو عامل الشعوب، وبالأخص المسلحون من أفراد هذه الشعوب، والقاعدة على وجه الخصوص. إن هذه الحرب المسعورة على القاعدة ما هي إلا جزء من هذا المخطط، وشيطنة القاعدة بدأت كما شيطنة الإخوان الآن، ولكن من لطف الله أن القاعدة تكبر وتتمدد بدلاً من الانكماش، وأن الشعوب بدأت تستيقظ كما في الربيع العربي، وهذا الاستيقاظ وهذا التمدد لم يحسب له المتآمرون حسابا، وهم الآن يقدمون رجلاً ويؤخرون، والكل يرمق مصر وسوريا بعينيه ليرى ما تؤول إليه الأمور، فاذا انتصر الثوار في سوريا ووحدوا صفوفهم فهذه نكسة للمؤامرة، وإذا خرجت مصر من هذه الكبوة وتماسك جيشها وتخلّص من الخونة فهذه نكسة أخرى وتأخير أو تعطيل لهذه المؤامرة الكبرى على الأمة الإسلامية. لهذا كان لا بد من التخلص من "محمد مرسي" الذي أراد أن يقوي الجيش المصري ويساند الثورة السورية ليقلب على المتآمرين الطاولة.

بقوة الجيش المصري، وبدولة مجاهدة فتيّة في سوريا، وحكومة إسلامية في تركيا، وحكومة شبه وطنية في باكستان (نواز شريف) النووية، وليبيا المجاهدة، وربيع تونس، وشعوب حرّة عزيزة وجماعات مجاهدة تستطيع الأمة الإسلامية أن تقف في وجه المكر الفارسي الغربي الصهيوني، وبدون هذا التحالف وهذا التناغم ستكون جميع الدول العربية لقمة سائغة لهؤلاء المتآمرين المتربصين. فهل يعقل الأعراب؟ وهل يفيق النائمون؟ وهل تكون بداية اليقضة بتفجّر البركان المصري؟ هذا ما ستبديه الأيام القادمة

15\8\2013م

الكاتب

متولي عطية الزهراني
__________________
( أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ )


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-16-2013, 09:01 AM
 
ذات الوشاح الرملي
يحكى أن امرأة شريفة بارعة الجمال تسكن بيتها، تحت ولاية زوجها وأهلها، تهنأ باحترام الكلّ لها، وتقديرهم ومعرفتهم لفضلها. في ليلة حالكة الظلام، طُرق الباب بانتظام، أجابت المرأة من خلف بابها كالعادة، وإذا بصوت خافت يهمس على غير عادة: هل لكِ في ثلاثة صناديق من ذهب وتخرجي من خدرك؟ تلعثمت المرأة وتاه فكرها، ولم تدر ما تقول من فرط ذعرها، وانصرفت ببطء ترقب خطوها!
بعد فترة، طُرق الباب، وإذا بصوت آخر يُشبه الصوت الأول: هل لكِ يا ذات الوشاح الرملي بأربعة صناديق من ذهب وتكشفي عن وجهك! خفق قلب المرأة، وأبدت ما لم تبديه قط من جرأة، وقالت: لا بد لي من التفكير الجزيل، فالأمر جليل! ثم بعد لحظات، طرق الباب طارق، وإذا بصوت آخر يشبه الصوتين، قائلاً: ما تقولين في خمسة صناديق من ذهب، غير ما سبق، وتهجرين بيت أهلك إلى مكان يهتف الآلاف باسمك، ويشيدون بجمالك وطُهرك! وقفت المرأة مع نفسها، وأخذ بريق الذهب يدغدغ خيالها، وقالت بصوت خاضع، وبلا تلعثم: لمَ لا!!!
اتفقت المرأة مع زوّار الظلام، على الخروج قبل شهر الصيام. جمعوا لها الجموع وهتفت باسمها، فانطلقت وقد تهلل وجهها، بعد أن ألقت نقابها، وأطلقت للريح شعرها. خرجت عليهم بثوب يحكي في لونه الرمل، وكان يوماً مشهوداً لم يُرَ من قبل، في القرية التي يسكنها المسلم والنصراني، والفاسق والمجرم والشيطاني، وجار خارج القرية يهودي. أخذوها إلى الميدان، وكان من أمرها ما يأتي من بيان.
فُجع أهل البيت بخروج ابنتهم سافرة، وحزن المسلمون في القرية والقرى المجاورة، فقد كانوا يضربون بالمرأة المثل في العفة والقيم الطاهرة، ولا نتصوّر حجم فرحة النصارى والفسّاق، وترحيب اليهود في القرية المجاورة، اجتمعوا حسب الاتفاق جميع الفسّاق ليهتفوا باسم المرأة في الآفاق. الكل راودها عن خلع بعض ثوبها، فاستحت قليلاً، ثم أدرات للحياء ظهرها، واستسلمت لصرخات الجماهير الهادرة.
أفاق الأهل والأصحاب من صدمتهم، وأخذوا يجمعون، وينظّمون جمعهم، وعزموا على استرجاع ما بقي من عزّهم. خرجوا يطلبونها في الميادين، وينادونها في كل وقت وحين: ارجعي يا ذات الوشاح الرملي، إلى زوجك وأهلك والأب والطفلِ، عودي إلى داركِ، الزمي عفافك. لكن المال، وما يجلبه من دلال أعمى المرأة عن المعاني السامية، والأخلاق العالية، فأخذت تسيح بين الجموع الموالية، تنتشي لهتافهم، وتستأنس بلمسهم لها وهمسهم، حتى فقدت شطراً من الحياء، وأظهرت ما كان في الخفاء.
بعد فترة، حصل ما لم يخطر ببال المرأة: خفّ طُلّابها، وخفَتَ صوت هتَاف الجموع باسمها، تغلغلت أصواتٌ بين الجموع الموالية، يناشدونها العودة إلى دارها، ولزوم بيتها، وأ لا تخطوا خطوة تالية، ولكن بعد ماذا؟ بعد أن فقدت بعض شرفها، وبعد خلع بعض ثيابها، وبعد أن هجرت دينها، وأهدرت كرامتها، ولطّخت بالوحل سمعتها! ظنّت المرأة أن لا رجوع عن خارطة طريقها، وإن خانها بعضُ طُلّابها، فنظرت يمنة ويسرة، تبحث عن معجبٍ بها، وإذا بعينها تغمز النصارى، وبعض من تضلّع الفسق والدعارة، وبعض الغرباء من خارج القرية، ولم تنسَ اليهود أهل الفرية.
جمعت المرأة عليها كل فاسق وفاجر، وكل غادر وماكر، وأخذت تغريهم بالمفاتن، وتخلع ما لم تخلعه لتبدي المحاسن، وكلما خلعت قطعة طالبتها الجبهة بكل قطعة، وهم بين لاصق بها، ولامس ومقبّل لفيها، وهي تنتشي لحظة وتُقدم، ثم تخجل لحظة فتُحجِم، والقوم في سُكرهم وغيّهم، فما وعت إلا وجبذها بقوّة يهودي، وألصق صدره بصدرها، وأعلنها صراحة في وجهها: داؤك عزيزتي الحياءُ، وحياؤك كون أهلك أحياءُ، فلو أذنتِ لنا بقتلهم، وتدمير بيتهم، تخلُ لك الساحة، وفي ذاك كل الراحة، وتكوني من أهل الحظوة، من بين سائر النسوة، ومن فرط جهلها، اقتنعت المرأة بهذه الخطوة.
أشارت المرأة بيدها، تدلّهم على بيتها، وأغمضت جانباً من عينها، وانطلق اليهود إلى تلك الدار، يقصفونها بكل نار، فقتلوا من أبنائها الأبرار، لكنهم لم يقتلوهم كلّهم، لأنهم أرادوا استدراجها، فقالوا لها: لا بد أن نعلم أنك معنا على طول الطريق، نحن أفضل ما يقتني الإنسان من صديق، لا بد أن تتعرَّي من جميع ثوبكِ، حتى لا ترجعي لسابق عهدِك، ولا يبقى من يرضى عنكِ غيرنا، أصدقائك ومن أحبَّكِ! لا ندري أين غاب عقل المرأة، أخذت تلقي القطعة تلو الأخرى، ولم يبقى سوى ما يستر عورتها الكبرى! هنا قال لها اليهود: لا بد من باقي الوعود!
المرأة الآن في حيرة من أمرها: الصناديق لم تصل كلها، ومن هتف باسمها انفض من حولها، ولم يبق إلا من يُشرى ليبقى معها، واليهود يراودونها عن نفسها، والنصارى وقفوا بعيداً ينظرون عُريها!
لم يبقَ للمرأة سوى أهل الصلاح من أهلها، الذين رغم سفورها وخبالها، لا زالوا ينادونها رغم الشِّقاق: هنا الآل والأصحاب والرّفاق، لا تسمعي لليهود والفسّاق، ارجعي فلم يبقى إلا الدعارة، ولا يكون بعده غير الرجم بالحجارة، فأي حياة أنت فيها، ذلٌّ وعهرٌ عار وتيه، ناشدناك بأيامك الطاهرة، وبسالف الأزمان والآخرة، ارجعي فلا زلتِ في فسحة من أمركِ، ارجعي قبل أن يحفر اليهود قبركِ. ارجعي يا ذات الوشاح الرملي، وأبقِ على حياة الطُّهرِ.
12-8-2013م
الكاتب: متولي عطية الزهراني
__________________
( أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ )


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملف كامل عن "سوريا الحبيبه" (متجدد) مؤمن الرشيدي نور الإسلام - 1495 04-21-2016 12:50 AM
ملف كامل عن العشر الأوائل "متجدد إن شاء الله " *مشيره* نور الإسلام - 5 10-20-2011 12:03 PM
مسلسل "Bleach" كامل |!¤ -[بالجودة العالية] على MediaFire + افلام " {الموضوع متجدد} ‏ مستر فله أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 05-04-2011 06:18 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 07:46 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011