عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree486Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #186  
قديم 09-08-2018, 04:44 AM
 
TEFRES
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
وأنا كمان جيت بعد غياب ومصارعة أفكار ولومِ نفس ..

وشكري الكبير لك عزيزتي كل ما أدخل المنتدى لازم أقرأ تعليقك أكثر من مرة
لكني سيئة جداً في الرد ولا أستطيع أن أعبر عما في داخلي .

اقتباس:
تعرفي انك انسانة مبدعة وتقولي تترددي بإكمالها
تاعي اقتربي شوي احط المسدس ع رأسك مشان أي قرار من ذا النوع احذرك بصغط الزناد -طبعا ما بضغط إنتي الكاتبة -
مب على أساس تردد فقط إني أبي أحاول كل فصل يظهر بصورة جيدة ويبدوا أنني أبالغ في ذلك حتى بدأت أفتقد بعض الأشياء ولذا حدث النقص
شكراً لأنّ حبيت بعض الجمل فيها وشكراً لتواجدك العطر
بالعكس حبيت ردك
رد مع اقتباس
  #187  
قديم 09-08-2018, 04:51 AM
 
نبع الأنوار



وجعل الله في دربك نوراً لا ينطفئ


اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكِ أنستي? أتمنى أن تكوني بخير وأتم العافية
أخيرا قررتي تنزلي هذين البارتين, لك والله تعبنا من الإنتظار
قد لا تعرفيني! 😞
كنت من متابعين روايتك في الخفاء, أي قبل تسجيلي في هذا المنتدى الغالي 😍



وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ..

الحمد لله بخير كيفَ حالك أنتِ ؟!

ولكم تغمرني سعادة كبيرة عندما أجدُ أحداً كان يتابعني وقام بالرد ..
ويؤسفني بالفعل أنني أخذ وقتاً طويلا في إضافة الفصول .



اقتباس:
أقسم ان لروايتك أسلوبا فريد يسرق القلب والعقل معا
قمة الإبداع, روعة الأحداث, وعبر لا من الألم والحزن
انتِ تمتلكين موهبة فريدة, وأسلوب فذّ , صياغتك للأحداث مشوقة, ربما تكونين أهملت الوصف قليلا لكن طريقتك سردك الفريدة والعميقة تكفلت بإضاح الصورة تماما


أخجلتني بكلماتك عزيزتي .. رغم أنني أشعر بالتقصير فيها ..

لكن يسعدني ذلك كثيراً شكراً لقلبك

شكراً لردك الطويل الذي لن أستيطع أن أعبر عن سعادتي فيه بالكلمات فهي تضيع مني تماماً ..



اقتباس:
حقيقة لا استطيع ان اعطيك حقك ِ فلقد تاهت أحرفي مني وعجزت عن وصف جمال كتاباتك, فقط عندي إعتراض الفصل بكون قصير مانلحق فيه شي يعني نندمج بالقراءة وفجأة ينقطع😢
ارجو منك تطويلي قليلا + توضيح بسيط عند الحوار عشان نفهم بيسر
غير هيك ماعندي ولا حاجة
ننتظرك فلا طولي علينا تقبلي مروري البسيط😛😳
دمت بحفظ الله خير الحافظين 🌷


بإذن الله التطويل في الفصول بيكون في القادم

أشكرك كثيراً كثيراً على ردك

وإن كان قصيراً بمدى ما كتبته ففي عمق قلبي شيء آخر ومشاعر لا تترجم


رد مع اقتباس
  #188  
قديم 09-08-2018, 06:28 AM
 
ذهبي













فجر أخاذ مزينٌ بغيم منتشرْ ..ورائحة مطر تنعشُ النسمات والأنفاس ..
تتحركُ وريقات الشجر سروراً بمرور الرياحِ الخفيفة .. وتهتزُ بعدها راقصة لإيقاع قطرات الماء التي تلامسها .
هو بداية فصل ماطرٍ سَيُظْهِرُ حُوبَة .. ويَكشفُ سراً ! .

•••

وضعَ أصابعَ يده على نافذة غرفته الزجاجية فتلمسَ برودتها التي انسلت إليه وعيناه تنظرُ لقطرات الماء الباردة التي تسيل بخطوط متعرجة عليها .
إنه ولنادرُ الحدوث أن يستيقظ في هذا الوقت بعد يومِ الأمس المرهق وصداعِ الرأس الذي لم يفارقه إلا عندما غرقَ في لجة النوم .
غمرت نفسه طمأنينة وهو يحرك قدميه الحافيتين توقاً لتعانق أنفاسه فجراً جميلاً فكم سيفوتهُ روعةَ هذه اللحظة إن بقي نائماً .
ما إن أصبح بالخارج تحت الغيم حتى هبت نسمة هواء عليلة أنعشت جسده وروحه ,

هوَ يحبُ المطر بجميعِ حالاته سواء كانَ قوياً أم خفيفاً , فهوَ ليسَ ممن يرسمُ الشجنَ على إيقاعِ قطراته .. ولا يفسرُ صوتَ الرعود بغضبِ السماء .. برسوخ تام هوَ يراه مفتاحاً للفرج كيفَ لا وهو أنْقذَ في يومِ ماطرِ شديد أخفاه عن أعين من كانوا يتبعونه .

لم يظهرْ محيط عينيه له الشخص الآخر ونفسه التواقة لعبيرِ من الهدوء أيضاً حيثُ رولند الذي كعادته يستيقظُ باكراً وإن لم ينل كفايته , فإن اعتاد الجسد على شيء كان مأموراً عليه وأشد إلزاماً فسيبرمجُ على ذلك خصوصاً إن بنيّ على عدمِ الأمان .
ولا يخالف تلك القاعدة إلا عندما يصبحُ في حالةِ لا واعية أو أرهق تماما من غيرِ حول ولا قوة كما قد حصل معه هوَ قبلاً عندما نامَ في السيارة بغيرِ وعي منه .
رغمَ ملاحظته لشخصِ سيده الذي ركنَ إلى إحدى جلسات قصره الخارجية إلا أنّه فضل عدمِ القيام بأيّ خطوة أو المضيّ نحوه .. فهوَ يعلم تماماً أنّه ما إن يتصادما حتى يبدآ كلعبة شدّ الحبل .. والذي كثيرُ ما يتنازلُ عن شدة .
لينعم كلاهما الآن بالهدوء والسكينة في ظلِ إيقاع المطرِ الهادئ فلازالَ الوقت مبكراً جداً .



ـــــــــــــــ

انقشعت الغيوم ونشرت الشمس ضياءها بعد أن غادرً الفجرُ وحلَّ البكور , أصوات العصافير التي انهلت على سمعه .. ورائحة حبيبات القهوة المحمصة التي اختلطت مع بقايا رائحة العشبِ المبتلة وصلت إلى أنفه .
فتحَ عينيه التي نامت دونَ أدنى شعور منه وأول ما استقبله هوَ إحساسٌ بألم غزير في رقبته وضعَ يده عليها يدلكها بلطف وقوّم ظهره .
ـ صباحُ الخير .
صوتٌ هادئ وصل إلى مسامعه فعرفَ صاحبه سريعاً .. فها هو قد أقبلَ إليه وفيه يديه كوبُ مزخرف يتصاعد منه الأبخرة ..
وكعادته دائماً في التعامل , أظهر عبوساً صباحياً و تنهيدة عميقة تثير السخط .
ـ أسوء شيء أن ترى وجهاً تبغضه فورَ استيقاظك فكيفِ يكونُ صباحَ خير ! .
تجاهل رولند ما قاله , وضعَ كوبَ القهوة أمامه ثمّ استدارَ عائداً بصمت متمنياً من كلّ قلبه أن يمتدّ نعيم الهدوء إلى آخر اليوم .
قُطعتْ أمنيته سريعاً وفي وقتِ قياسي جداً .. حينَ نطقَ أمراً إياه بصوته الناعس وهو يمدد كلا ذراعيه .
ـ لنتحدثْ قليلاً .
ولم يعلم وهو عائدٌ إليه بخطواته الهادئة أنّه سيخضع لتحقيق ستثيرُ مجرياته عدمَ رضاه و غضبَ من أمامه .
اجتذبته عبقَ رائحة القهوة الساخنة.. وتمنتْ نفسه أن يتذوقَ من حرارتها ولكن الحقيقة واحدة وهي أنّ خادمه الوضيع والذي أثارَ سخطه بالأمس كثيراً قامَ بإعدادها له .
تحررّ من قيودِ تلك الرائحة وسكبَها بكلِّ برود على العشب الندي وبسخط مبتذل نطق وهو ينظرُ لعيني من أمامه .
ـ طعهما سيئ بلا شك .
لم يحرك ذلك في نفسِ رولند شيئاً .. فنيته كانت صادقة وخالصة أراد فقط أن يدفأ بها نفسه بما أنه غفى خارجاً وكان جسده عرضه للهواء البارد ولكن الآخر .. ظنّ بأنها مجردْ تهدئة له على ما جرى , وفي كل ثانية تمرّ يستيقظُ جزء من أسلوبه البغيض .
ـ حسناً .
قالها ميلان وهو يعدل من وضعية جلسته ويضعُ كلتا يديه تحت ذقنه وعيناه تنظران إليه بنباهة شديدة عله يرصد كذبة مقننة يريدُ كشفها أو إجابة تشفي غليل فضوله .
ـ بالمناسبة لقد كنتَ مثيراً للشفقة بالأمس ..لم أتوقع أن تكونَ نبيلاً وصادقاً بشكل سخيف .
نظراتٌ عميقة وضحت في عينيّ رولند ما إن سمعَ ما قاله .. وكأنّها تتساءل ألم يكفي ما حدث بالأمس من غضب وصراخ ؟ .
ألم يكفي أنّه أرضى نفسه بجعله يعمل عند ذلك الشخص الدنيء؟! .. بل ألهذه الدرجة لا زال ما حدث يؤرقُ عقله حتى يتحدث عنه فورَ استيقاظه ! .


عندما شعرّ ميلان بطول فترة الصمت وأنّه لن يتلقى رداً حتى قال بحزم وكأنما لا يعترف في قرارة نفسه بخطئه أبداً رغمَ أنه هوَ من أصدرَ ذلك القرار .
ـ سيسلمُ لك يداً بيد .. كما البقية .



ـ كلا .. أنا بالفعل أريد صرفه عليهما .
قالها بكل ثقة وبدونِ تردد معارضاً ما قاله للتّو .. في إجابة صريحة بأنه لا يريد المال لنفسه , لا يحتاج إليه .. سيرضى لو صُرف كله على التوأمين .. أن تأخذ منه ميدوري ما تريد ولكن له .. فقد انتهت حاجته.
وبتلك الإجابة اشتعلت شرارة كانت بالفعل خامدة , نهضَ غاضباً وقد عقُدَ حاجبيه لقوله المتخلف .
ـ يا للسخافة بالأمس تتذلل وتتوسلُ طلباً للمال و اليوم يُغلفك التعفف ! .
ولن يفهمَ أبداً ولن يحاولَ حتى الفهم وهو يرى صدقَ الإجابة في عينيه التي تغيظانه .. ولكنه سيمضي في قراره .
حدجه بمقت شديد متجاوزاً إياه عائداً إلى قصره بخطواتِ غاضبة غيرَ راضية .. ولم ينتبه للحظة للغطاء الثخين الذي سقط ما إن استقامَ واقفاً .
ـ حتى وإن أصريت على ذلك .. فتأكد سأقوم بإرساله كله لهم .
قالها رولند بهمس صادق وعينِ ذابلة وهو ينفضُ الغطاء الذي دثّره به .. فقد ماتت حاجته للمال منذُ الوقت الذي كان يريده بشدّة ..
منذُ أن جابَ الشوارعَ باكياً محتاجاً.. يتطلبُ المال من كل عابرٍ للطريق يتمسكُ بهم واحداً تلو أخر صارخاً بأن أغيثوني فقد جنتْ أمي .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في شقة ميدوري .


طرقُ مزعج يتردد صداه في أذنيها , لا زالت ناعسة تريدُ الغوصُ أكثر في النوم ولا تريدُ أن تستيقظ ,
وضعت كلتا يديها على موضع سمعها تريد حجبّ ذلك الصوت والعودة لرغدِ الراحة ولكن ما حدث هوَ العكس فها هو الطرقُ يعلو ويقترب بطريقة مزعجة و فضيعة ! .
ـ ميدوري .. استيقظي ... استيقظي .. كفاكِ نوماً .
يرددها إيفان بلحنِ مزعج مستمراً في طرق المقلاة الحديدية وهو يتمشى بالقربِ منها في محاولة أخيرة لجعلها تستيقظ .
انتصبت جالسة وأذنيها لم تعد تحتملُ كل هذا الإزعاج .. صرخت وهي تشعرُ بالضيق .
ـ حسناً سوفَ أستيقظ توقف فقط .
بانت على ملامحه ابتسامة مستمتعة بالإزعاج الذي يخلقه فكما توقعَ تماماً لم تكن لتستيقظ باكراً لولا وجوده.
رأى عيناها اللتان تكادا تغلقان و تبتلعها النوم من جديد فتابع الطرق حتى انتفضت فزعة ,
وضعت قدميها على الأرض تسيرُ بخطى متعثرة لتأخذ حماماً عله يبعدُ النعاس عن جفنيها فقد علمت بأنّه لا مجالَ سوى النهوض .



ـ أخي إيفان .. هل نأكلُ الآن ؟! .
نظرَ إلى من تمسكُ بطرفِ بذلته حيثُ لين الصغيرة بملامحُ وجهها التي لا زالت أثارُ النومِ فيها .
وضعَ يده على شعرها الفوضوي القصير وأومأ لها موافقاً .. أمسكَ بيدها وأخذَ يُسيرها إلى حيثُ المائدة التي ملأها ببعضِ بقايا العشاء المفيدة , أجلسها بقربِ لير الذي كان ينظرُ للطعام بعينِ راغبة .. فهوَ يعلم أنّ معدتهما منذُ الأمس وهي فارغة .
أخبرهما بابتسامة لطيفة وراضية أن يبدأ بالأكل .. فهو سعيدُ بأنه لم يُرهَق في إيقاظهما مثل ميدوري العنيدة في استيقاظها .



وكما هي العادة وبعد مضي الدقائق الطويلة ها هي قد جاءت راكضة بعد أن قامت بتجهيز نفسها فهي تأخرت كثيراً .
ـ لين ..لير لنذهب الآن .
قالتها وهي تقومُ برفعُ شعرها القصير للأعلى .. وتدخلُ قدميها في حذاء ريفي سكري اللون .
ابتسمت وهي تراه يقومُ بتمشيط شعريهما الأشقر أمامَ عتبة الباب وقد أصبحا جاهزين تماماً ,
ـ شكراً جزيلاً ... لقد أنقذتني .
هتفت بها بامتنان عميق .. وجذور الندم بدأت تتدفقُ إلى قلبها فقد تكفلَ بكل شيء من حيثُ تجهيزهما .
فهوَ لم ينسى أيضاً أن يعد علبة إفطارهما التي يضعهما الآن في حقيبتهما الصغيرة .


ـ تناولي إفطارك أنتِ أيضاً .
قالها بابتسامة وهو يضعُ بينِ يديها شطيرة صغيرة بالإضافة إلى علبة حليب معبأة صغيرة فهو لن يدعها تخرجُ دونَ أن تتناولَ إفطارها .
عَظُمَ امتنانها وضاعت كلماتُ الشكر منها لم يدعَ لها أي فرصة للكلام .. فها هوَ أخذَ يقومُ بدفعها نحو الخارج حتى لا تتأخرَ أكثر .


ودعهم بابتسامته المرحة وتمنى من كل قلبه أن يحضوا بيومِ جيد ثمّ سارعَ بتنظيم كل شيء ..
تناولَ بعضاً من بقايا الإفطار , أقفل الباب ووضعَ المفتاح بمكان تدركه ميدوري وانطلقَ إلي حيث عمله والذي يُفتحُ في الصباحِ الباكر لتقديم وجباتِ إفطار لذيذة وشهية .



داعبت أنفه رائحة المطر الزكية و لا حظت عينيه أثناء سيره أثر القطراتِ على الشوارع فأدركَ أنّه قد فاتَ عليه لحظة هطوله .
ابتسامة منعشة رُسمت عليه و هوَ يتمنى من كلِّ قلبه أن تكونَ هذه هي بداية موسمِ الأمطار هنا .


ما إن وصلَ إلى حيثُ وجهته .. حتى وجدَ ألفريدو يجلسُ على إحدى الطاولات الخارجية وعيناه تقرأ بشغف كتاباً بين يديه فبدا منعزلاً تماماً عما يحيطُ به .

لا حظ قدمه المصابة وعكازه الذي بالقربِ منه.. فغمرَ قلبه بعضُ الضيق لما أصابه .
كانَ قد رفض دعوة السيدة روزا التي عرضت عليه الذهاب للمشفى برفقة جولي لزيارته , خشيّ إن ذهب أن يلتقي بصديقه رولند وسيده المتغطرس فيصبحُ في موقفِ لا يريدُ أن يكونَ فيه .
اقترب حتى أصبح أمامه مباشرة و حياه بتهذيب مع نبرة ظهر فيها الحرج .
انتبه ألفريدو وخرجَ من عالم انغماسه .. أغلق الكتاب الذي بينَ يديه وابتسم بسعادة .
ـ صباحُ الخير , كيفَ حالك إيفان ؟! .


سؤال دافئ جعله يشعرُ بالندم , هو من كانَ عليه البدء بسؤاله عن حاله.. وكيفَ هي إصابتك .
دائماً من يحملون قلباً نقياً هم من يبادرون بالسؤال أولاً عن حالك حتى وإن كانوا في حالِ عصيبة .. يلجمون لسانك.. وتبقى معلقاً تبحثُ عن ردِ لن يوفي حتى حقهم .


تغيرت ملامحُه لقلق وهو لا يرى أيّ داعِ لتواجده .. فهتفَ وهوَ يحملُ كوبَ القهوة الفارغ الذي قد شرب منه .
ـ أنا بخير .. ولكن يفترضُ بك الراحة .
في تلك اللحظة ظهرت السيدة روزا وهي تحملُ بين يديها بعضُ البسكويت المالح وقد بانت على وجهها أمارات عدمُ الرضى .
ـ هو لا يستمعُ إلينا .
قالتها وهي تنظرُ إليه بعتاب فقد أخبرته منذُ زيارته في المستشفى بألا يفكرَ بعمل المطعم .
وضعت ما بيدها على الطاولة أمامه والتفت عائدة بوجه عبوس غير راض فهي بداخلها قلقة عليه كثيراً .. فكيفَ يأتي إلى هنا ولا زالَ في طورَ التعافي ! .


هتفَ بأسلوب طفولي وهو يمسكُ بإحدى يديها موقفاً إياها وقد ترجم ملامحها تلك بالفعل .
ـ إنّي أستمتع بالفعل بمجيئي إلى هنا أنتم بمثابة عائلتي .
برقت عيني ألفريدو في حزن مصطنع وكأنما هو طفلُ ينظرُ لأمه لكِ تبتسم وتعفو عنه أو لتعطيه قطعة حلوى لذيذة .
ـ ستفتقدين وجودي عندما أفتح الفرع الثاني .


تنهدت وهي تشعرُ بأنها تخسر أمامَ نظرته تلك وتعاطفت معه , سرعان ما انفرجت أساريرها وهي تضع يدها الأخرى على رأسه لكي يكفِ عن رسم تلك الملاح الطفولية التي لا تليق به .


ـ حسناً .. سنذهبُ للعمل .
أمسكت بيد إيفان الذي كانَ يراقبُ ما يدورُ بينهما ليعودا سوية لداخل المطعم .
ـ أرأيت دائماً ما يهزمني بتلك النظرة التي يصنعها .
قالتها بضحكة عفوية وهو تعودُ لموقعها في المطعم ..

ابتسامة رسمت على شفتيه وقد رأى بعينه لطف الأشخاص الذين أصبحَ بينهم .
لقد صدقَ رولند عندما أخبره ذاتَ يوم أنّه "ما إن تكونَ لطيفاً وتمحي لمحة الغضب عن عينيك حتى يحيطُ بك الأشخاص اللطفاء" .
ممتنٌ لأنه من جعله يعمل هنا .. ممتنٌ كثيراً له ولكل شيء بذله .
بدلّ ملابسه واستعدّ لتأدية عمله بابتسامة تزين شفاه وروحِ متجددة متألقة .



_____

في وقت الضحى .. تجلسُ وحيدة وأمامها قطعة كعك بالتوت البري .. فقد عشقت كُشْكَ الكعك الصغير الذي في أورقة الجامعة ولا يكادُ يومٌ يمر إلا وقد تذوقت صنفاً جديداً .

عقلها سارحٌ في البعيد وغارقٌ في الأفكار .. بينما ملامحها رُسمت عليها خيبة وحزن وهي تسترجعُ ما حدثَ بالأمس .
قلبها يؤنبها على تركها التوأمين بلا عشاء وأيضاً لعدم إستيقاظها باكراً فقد رأت فرحة الطفلين وأمنية قلبيهما ما إن رأت أعينهما بقايا قطرات المطر .

وأكثرُ ما يُؤلمها هو تفكيرها بأنّ رولند قد عاد من يعملُ عنده ولا تعلم هل سيأتي إليهم مرة أخرى قريباً أم لا .. ظنْت أنّه عندما أصبحت قريبةُ منه ستراه صباحاً ومساءاً .. ولكن كما هوَ الحال دوماً .
قلبها النابضُ في أضلعها يتألم .. فكم هو الحبُّ مؤلم ومرهق .

على الأقل أرادت أن تودعه .. أن تقول له اهتم بنفسك , كن بخير .. متى سأراك مجدداً .
تنهدت بيأسِ كبير وهي تلعبُ بحبة التوت الصغيرة .. فمتى سيرى الحبُ العميق الذي يسكنُ في عينيها ! .
ـ انظروا لمن يشغلُ عقلها الحبّ .

ابتسامة فاتنة رسمت على شفتيها بعدما سمعت صوتُ أليسا التي ظهرت أمامها فجأة .. فهي الشخص الثاني بعد إيفان من رأت أمارات الحبّ عليها .
جلست بقربها وأخذت تنظرُ لعينها مباشرة .. مدت يدها وأظهرت إبهامها قائلة .
ـ إنه الوعد .. أليسَ كذلك .


توردت وجنتيها بحياء فقد وعدتها على استعجالِ من الأخرى أن تحدثها .. طأطأ رأسها وهمست بصوتِ مسموع .
ـ إنّه لا شيء حقاً .. أنا فقط من أكنّ له الحب أما هوَ فيعتبرني مجرد أخت له لا أكثر .
عقدت حاجبيها واشتعلَت في روحِ أليسا حبَ التحقيق الذي تجيده .

ـ هل عشتما سويةً منذُ الولادة ؟! .
أومأت برأسها نافية لتجيب عن سؤالها المفاجئ والحياء لا يزال يغلفها .
ـ التقيته عندما كنتُ في العاشرة .
عقدت أليسا حاجبيها لتقول والفضول أخذَ يسري في دمها مجرى الدم , تريدُ معرفة ما يشبعُ فضولها الحاد .
ـ هل لاحظتِ أنّ لديه فتاة معجب بها !؟ .



وخزٌ أصابَها عندما سمعت سؤالها ذلك .
توسعت حدقة عينيها وكأنما جرحُ أخذَ يتسع بداخلها .
هي لم تفكر بذلك قبلاً .. أيعقل أن يكون لديه فتاة يكنّ لها الحبّ والإعجاب ! .

هزت رأسها بلا لا أعلم وخيبةُ قلبها بدأ يرتفعُ منسوبها منذراً بحزنِ جارف يكاد يبتلعها ,

رمشت عينيها بثقل كبير .. وكأنما تستذكرُ تلك اللحظة التي صارحته بحبّها وأخبرته "أنا أحبك رولند .. لتتزوجني عندما نكبر" .
لقد بذلت مجهوداً بنطقها أنذاك وتلونّ جميعُ جسدها بلونِ الخجل وليسَ فقط وجنتيها .
هي قالتها بكل صدق وحب وإخلاص وخجل ..

تلهفت لسماعِ إجابته .. و لم تتهيأ قط أو تتخيل بأنها قد تسمعُ إجابته الغيرُ منصفة .
لقد أمسك بكلتا يديها وأخبرها بصوته الشجيّ الذي تحبُ سماعه " أريدكِ أن تبقي معي كأختِ لي أحبّها وأرعاها كل يوم.. أتعدينني بذلك ؟! " .

جعلها تختمُ وعده بإصبعها معه ..
ذلك الوعد الذي تمنت لحظتها أنّها لم تقم به فقلبها وعقلها لم يستوعب ألمّ سعادتها التي تحطمت .

بالكادِ تأقلمت بعدما حدث .. بل كانَ عليها ذلك .. لم يكن إيفان بجانبها آنذاك وإلا لركضت إليه باكية تشكو له إجابته وتقنعه بأنّه أخاها وليسَ هوَ .
فكم من المرات أخبرته بألا يؤذي رولند بتصرفاته الهوجاء فهي تحبه وستتزوجه في النهاية ,

افتقدت غضبَه في تلك اللحظة ومشاكسته وعناده البغيض الذي كانَ يلازمه
جاهدت دموعها وتوسلت بداخلها ألا تنهمر أمامَه في تلك اللحظة وعندَ ختامِ وعده .
ولم تنم تلك الليلة إلا وقد بللت وجنتيها بدموعِ صامتة وهي تكتمُ شهقاتها .. فلم تردْ أن يسمعَ بكاءها .


ـ ميدوري .. ميدوري .
خرجت من طياتِ ذكرياتها ونظرتْ لها بأعينها التي تخبأ فيها الدموع بصمت .. فماذا عساها تفعل !؟ .

لطالما كان الحب يخلقُ في قلبِ الفتاة مشاعر لها ألف معنى ومعنى .. وألفُ اعتبار وأحلام ..
فإمّا ان يدمر هذا الحب ذلك العضو النابض أو ينبتَ حوله أزهاراً وأشجاناً وسعادة بالغة لا تضاهى .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في قصرِ ماليان .


حركة غير معتادة تجري فيه فجميع الخدم مشغولون بالتجهيز للرحلة التي فاجئهم بها ميلان والتي كانت وجهتها هي البيتُ الريفي الذي يقعُ في نهاية أقصى المدينة الذينَ هم بها .
رحل معظمهم إلى هناك للتجهيز وتنظيم المكان .. والبعض يقومون بتوضيبِ بعض الأغراض والقليل بقيّ ليشرفَ على القصر .. رغم أنها رحلة قصيرة إلا أنّها على شرفِ الأنسة أليسا .
تعجبَ رولند من ذلك القرار المفاجأ فهتفَ وهو يجلسُ في الأمام حيثُ شيمون الذي يقود السيارة استعداداً للذهاب .
ـ أوليسَ يحتاج السيد للراحة ؟! ما سبب هذا وهو للتوِ عاد من رحلة سفر ؟! .

صمتَ قليلاً ثمّ أردف .
ـ كما أن الجو لا يهيأ للقيام برحلة لا زالت بعضُ الغيوم التي تتشكل في السماء تنذرُ بهطول بعض المطر .

تنهدَ شيمون بغيرِ حيلة وهوَ يحركُ المقود فقد يأس تماماً من محاولة التحدث مع ميلان وإقناعه بما يراه صائباً .
ـ إنّه لا يستمع لأي أحد منّا ينفذُ فقط ما يدور في عقله ... لنأمل فقط أن نصل قبله .

وجملته الأولى كانت في الصميم .. فمنذُ متى كان يستمع ميلان لرأيّ أحدِ منهم ؟! .
قامَ رولند بربطِ حزام الأمان وقد وضحت في عينيه البراقتين قلقٌ دلّ على نقاوة قلبه
تمنى بداخله أن يمرّ هذا اليوم على خير ما يرام حتى وإن هطل المطر .


ــــــــــــــــــــــــــــــ


تجازوا معالمُ المدينة التي كانوا فيها .. ورفرف الهواء الطلق شعرها وانغمستْ نفسها بعبقِ رائحة العشب وتربةِ الأرياف .
ابتسامة جميلة زينتْ ملامحَ وجهها وهي برفقة من فاجأها بالذهاب سريعاً للرحلة التي وعدها بها .
ليسَ ذلك فقط ما كان يشعرٌ قلبها بسعادة وإحساس جميل .. بل أنّ جزء من ذلك الشعور هو بسببِ أنها قامتْ بمساعدة صديقة بإسداء نصيحة كبيرة لها ! .

ولكن , رغمَ أنها دائماً ما تكون سعيدة بالذهاب لذلك المكان بالتحديد .. إلاّ أنّ هناك شيء واحد فقط يمحي تلك البهجة من قلبها لفترة زمنية قصيرة .
عبقُ الريف أنعشَ روحها ولكنه عزلَ من بجانبها ..
يضعُ إحدى يديه على مقود سيارته الحمراء المكشوفة وفكره منغمسٌ في ذكريات مضت .
طوال هذا الطريق دائماً وأبداً لا يكون معاها إلا عندما يصلان إلى وجهتهما .. والسبب !!
هوَ أنّه دائماً ما يمرّ بذلك المكان المشؤوم الذي اختطف فيه ويتجول حوله بما أنّه على طريقهما .

استجمعت نفسها .. ووضعت يدها على كتفه وكأنما تخبره بأنّها معه دائماً .. وباطنها يتمنى ألفَ مرة بألا يذهب إلى حيثُ يفكر .
شعرَ بلمستها تلك فابتسمَ لها قائلاً بصوتِ هادئ .
ـ لن أتأخرَ هذه المرة ... أعدك .

أومأت له بصمت وحولت نظرها لباقة الورد البيضاء التي اختار كل واحدة منها بعناية فهوَ لا ينسى شرائها أبداً في كل مرة يأتي بها إلى هنا .

هي لا تعهد منه هذا الحزن الذي يغمر قلبه وروحه وعينيه إلا بعدما عادَ إليهم بعد اختطافه وأيضاً في كل مرة يأتي إلى هنا .

بانت في عينيها ملامح قربَ المكان الذي يقصده.. فقد خرج بسيارته من الطريقِ السريع ليأخذَ طريقاً ترابياً ضيقاً فاهتزت السيارة بشكل مزعج وهي تمرُ من خلالِ ذلك الطريق الوعر .

عينٌ شاردة وقلبٌ متألم ينبضُ في كيانه ,
صفحاتِ أيام انطوت في البقعة التي هوّ ذاهبٌ إليها .
فبالقربِ من هنا عرفَ ميلان ولأول مرة شعور الخيانة .. وكره من كل قلبه كل الخدم .



نهاية الفصل الحادي والعشرون .




التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 09-10-2018 الساعة 04:42 AM سبب آخر: فصل ذهبي
رد مع اقتباس
  #189  
قديم 09-08-2018, 09:58 AM
X
 
تادايما~ا
مع غيابك الي بدوم كثير دائماً عندي أمل برجعتك بفصل وبعدها بتكملي غياب xD
حجز
نسمات عطر likes this.
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس
  #190  
قديم 09-10-2018, 12:15 AM
 
فضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكِ بكل خير
كيفك غاليتي ? , أرجو أنكِ بخير
أخيراً فصل بعد غياب طويبيل
داب قلبي من الانتظار 😢
لكني أتفهم ظروفك وسأظل أنتظرك دائماً مع أملي لكِ بتيسر أمورك .
وأعتذر لححزي الذي فوت مواعيده, هيك حكمت ظروفي 😢
ننتقل للفصل الجمييل
طبعاً كالعادة حسيته قصير من فرط حماسي تصيبني صدمة عندما أرى نهاية الفصل ..

المهم ميلان لم ينوي بعد يحسن من معاملته مع رولند 😢
كوب قهوة ساخن في جو بارد وأيضاً غطاء لم يلحظه كل هذا ما جعله يتغيير ولو قليلاً 😢

رولند بظل بقلب كبير في أصعب المواقف لا أدري من أين يأتي بهذا الخلق الطيب
رجاء مني خليه يشفى من مرضه ويعيش بسلام
الحديث عن محاسنه لا بنتهي هو نادر الوجود 💔
منتظرة اللحظة الي تتوضح فيها الأمور المبهمة لكليهما
بغص النظر عن معاملة ميلان السيئة أجده نبيلا لأبعد الحدود
الخيانة فتكت به لتحوله بهذا الشكل مع الخدم
المشكلة هو الآن في طريقه للمكان القديم الي تسبب له بالكارثة
يعني أتوقع مزاجه رح يكون سيء
وعندي إحساس أنه تحصل له مصيبة! !

ميدوري المسكينة لإمتى تضل معلقة هيك!
فقط لو استلمت فرولند يراها أخته كما قال
تدري بقولته هذي حسيته أنبل م أدري ليش!
إيفان طيب كتيير هو مدين لرولند بالكثير فقط لو يلتقيان مجدداً 😢

تدري طريقة سردك تقتحم القلب دون استئذان
كتييير حبيتها تحلي الواحد بندمج في الرواية أكتر ويحس بكل شي فيها
أسلوبك ممميز عن صدق
أتمنى لكِ مزيداً من التقدم

أعذري ردي البسيط
في انتظار القادم

في أمان الله
__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايـــة..حــــلم فـــوق السحـــــآآب ŔowlЄy أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 169 03-02-2015 03:55 AM
رواية خادمي كان صديقي ƬăẂăǤ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 08-19-2014 11:57 AM
بقيتَ ولا كانَ الزمانُ ولا بقى ǻ ץ Ł ı ļ ● قصائد منقوله من هنا وهناك 3 08-04-2013 04:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 03-01-2009 05:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 10-25-2008 08:55 PM


الساعة الآن 07:39 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011