عيون العرب - ملتقى العالم العربي

http://im38.gulfup.com/F6Cdj.png

رياح تهب ، تملئ الليل ضجيجاً !

لقد كنت مفكرة منذ صغرى ، أتعلمون هذا ؟
لم يغب عن ذهى أننى حينما كنت بسن الخامسة كثيرة التفكير والإنتباه لدقائق غريبة أن يُنتبه لها !
وأتسائل أكثر بدواخلى المشحونة ، وككل طفل كنت أشاهد الكرتون وأتعلق به ، فكرت كثيراً وتسائلت عن شكل طبلة الأذن الحقيقية ؟
فدائماً ما كنت أشاهدها تبدوا كطبلة الضرع بـ "توم وجيرى"
أحياناً كنت أقتنع وأحياناً أعود للحيرة . .
ودائماً ما كنت أفكر كيف يتم تحويل المورد لمادة خام تصلح للصناعة !؟
فكنت أستغل أبى عندما كنت أنفرد به وأسأله "كيف يتم صنع الزجاج يا أبى ؟" . . . . وهكذا
كنت أحب أن أسأل أبى ، أستأثر بسؤاله بتعبير أصَّح ، هذا لأنه لولا جهلى بخصوص أن الكمال لله وحده لقلت أن أبى يعرف كل شيء ، فبالرغم من سنى الصغير لم أفكر باللعب كما أفكر بأسئلة ذكية
لأتحدى مدى علم أبى ولأحددها ، وكذلك لأستفيد فأنا فضولية جداً من ناحية أشياء كيرة . .
كبرت قليلاً وأصبح أبى مثلى الأعلى -وحتى الأن هو مثلى الأعلى- فكان شخص عظيم . .
حكيم ، ذكى ، عاقل جداً ، خبير بالدنيا ، وخبير بالكثير من الأشياء ، ويعرف الكثير والكثير من الأشياء والمعلومات ، وإكتشفت الأن أننى ورثت حب الإستطلاع والقراءة -والأدب- منه وحده ،
لكن بطريقة أشد منه . .
وهذا من متطلبات أن يصبح المرء كاتباً ، أن يدرى بالكثير من الأحداث التى وقعت بالتاريخ ، بالكثر
من العلوم ، بالكثير من الشخصيات ، بأكثر من هذا !
فى البداية برعت بالفنون ، فأولاً كنت أرسم ولازلت لكنى لا أريد تطوير هذه الموهبة أبداً ، ومن ثم
بدأت فى فن الديكور ، مارست هذه الهواية كثيراً ببيتنا وأنا صغيرة ، ما أعجب أمى كثيراً . .
كل ما أستطيع تحديده أننى بنيت لنفسى أحلاماً كثيرة "ماذا سأصبح فى المستقبل ؟" . . فمرة طبيبة . .
ومرة رسامة ، ومرة أخرى نجارة ، فكنت أبرع فى النجارة حتى وأنا صغيرة ! ومرة أخرى طباخة ،
أحببت كثيراً طريقة خلط الطعام ، بطريقة أبسط ، البيانات هى مكونات الطعام ، الكمبيوتر عملية
الطبخ ، المعلومات هى الأكلة . . هذه طريقتى فى التفكير والتشبيه حالياً . .
لقد ولدت ذكية الحمد لله ، لكن كارثة ما حلت علىّ وقلبت الوضع ، أصبحت شديدة الغباء . .
سواء بالرياضيات أو بكونى كيّاسة . . بطيئة الفهم ، وكذلك البديهة ، وهذه الكارثة كانت فى تعليمى
بشكل خاطئ مائة بالمائة ومنذ بداية طريقى ، لقد دخلت هذه الدنيا إنسانة تستعد لأن تكبر وتصبح
مراهقة ذكية ذات شعبية بالمدرسة ، إلى الطالبة الجامعية المتفوقة ذات الأنشطة المتعددة ، إلى سيدة
الأسرة المثالية التى تكتب مقالات مختلفة بالجريدة ، ذات أراء مقنعة وطريقة كوميدية فى الشرح . . أمنت بالطموح . .
ومازلت مؤمنة به وبقوة ، أن أخرج من مراهقتى لأصبح تلك الطالبة الناجحة ، لأننى مع طموحى
معنوياتى فى الأسفل بخصوص مراهقتى الفاشلة ، فأنا منطوية عكس ما كنت وأنا طفلة ، كتومة ومثيرة
للسخرية ليس كمن مثلى ، فهناك دائماً تلك المجموعة الفاشلة دراسياً الساخرة والمنحلة عن الأداب ،
لكن ما ميز وضعى أن تصرفاتى الفريدة تدعو للسخرية منى من قبل جميع فئات الصف شعبية !
كنت فى صغرى طيبة وصدوقة وحنونة ، ومازلت لكن مع التطورات إلى ما وصلت إليه ، يمكننى القول
أننى . . . . عصبية ومتكلفة جداً بذلك ، فهى بديلى لكثير من الأشياء ، كالدفاع عن النفس ،
كالهروب من الخجل ، كطعن كبرياء مغرور ما . . فهناك أحداً ما يلتقيه كلاً منا مغرور يظن أنه يستطيع
جذب الجميع إليه . . وأنا أناقض معتقدات هذا الشخص . .
[لن تستطيع هذا مع الجميع فأنا مثلى مثلك] . .
وإلى الأن ، قبل أن أحدد ماذا سأكون كنت قد تمرست بمجالات وهوايات عديدة كما إكتشفت
مواهب عديدة لدىّ ، فلم أحدد ماذا سأقدم لهذا المجتمع ، بالأساس إذا إحتاج إلىّ . .
إلى أن تأججت إهتماماتى الأصلية ، الإستطلاع والمعرفة والتفكر . . وأصبحت أكتب !
كان الأدب ما إحتوى هذه الهواية ، بدأت بالشعر ، كانت بدايتى ساذجة لكنها نجحت فى نقلى لكابة
القصص ، وهنا تذكرت شيء كنت أفعله . . . كتابتى لمذكراتى الفاشلة والتى تتكرر . . كانت
مذكراتى بداية لتراكم فوضى أعشقها الأن . . بمكتبى !
اصبحت مرهفة الحس ، طبيعىّ جداً فقد مررت بقصة حب بسيطة أيام الطفولة البريئة . .
وكانت غريبة وفريدة من نوعها !! لن أنساها فقد كانت طريفة ، وتجعلنى احترم ذلك الفتى الصغير
الذى أحبنى أنذاك . .فقط أتمنى له السعادة والنجاح بالدراسة الأن . .
إلى أن إشترى لنا أبى حاسوب ، وكالعادة ظللت أكتشف فيه كثيراً وأحببت التكنولوجيا من بدايتها . .
كان يقوم بى بدوره بإنزال الألعاب لى ولأخى التوأم "محمود" . . الذى أعتز به مع أن خصلة العناد
القوية بى وبه تثير المشاكل . .
ذات يوم إكتشفت شيء يسمى بالإنترنت ، وكنا أنا واخى على علم مسبق أن قناة mbc3 التى
كانت جديدة وقتها . . تمتلك موقع غلكترونى على الإنترنت . . ، فى البدايةرفض ابى ان نستخدمه
لكنه وافق بعد إلحاح . . وقبل أن أقترب من المراحل الدراسية الأشد ذكاء فى الإبتدائية ، إكتشفت
شيء يسمى بصور الأنمى على الإنترنت . . ظللت أقوم بتحميلها إلى أن عثرت أثناء بحثى بجوجل على
صورة تابعة لرواية أنمية كتبتها إحدى العضوات القدامى جداً الأن بقسم روايات وقصص الأنمى من
النوع المدرسى . . قرأتها وظللت أتابعها إلى أن توقفت البارتات وكان علىّ الإنتظار ، فقرأت واحدة
أخرى بإسم لا أريد ذكره . .
أغرانى هذا لكتابة واحدة مثلهما ، بل أغرانى لأن أكون كاتبة كبيرة فى المستقبل -وهو ليس بحلمى
العظيم الأن- كانت أول كتاباتى ، قصة قصيرة بعنوان ليليان والأصدقاء . .
حتى مسحت أثناء إستولاء الفيروسات على ملفات الحاسوب و نفسها تماماً . .
حتى قمت بإكمال أحداث الرواية التى كتبتها العضوة الأولى . . ، ومسحت كذلك وبعد أن وافق أبى
على أن ننشئ أنا واخى إيميلات على عيون العرب ، قمت بمساعدة أبى على التسجيل بعيون العرب
باسم "Brenses Nerma" . . ، وأتذكر أول صورة شخصية لى ، كانت فريدة من نوعها وراقية
جداً ليتنى أستطيع العثور عليها الأن . .
وبعد وقت قررت أن أنزل أول رواية طويلة لى ، كانت "مذكرات مراهقة" وهى بالتحديد بدايتى فى
الروايات الطويلة . . وبدايتى كما أشتهر بين أصدقائى ومن يقرأون لى ومن يعرفوننى "مجنونة" . . لأن
أكون كاتبة خيال علمىّ . . كانت بسيطة ومكررة والأخطاء تثقلها . . لكنها أعجبت البعض . .
إلى أن تعرفت على أصدقاء كثيرين هنا وكان منهم صديق حميم ساعدنى على رفح روح الكاتب بداخلى
، لكنه مسح من قائمة الأعضاء الفعالين الأن . . فقد أصبح زائر على خطأ الله أعلم إن كان يقصده . .
ومن ثم إكتشفت أخر موهبة وجدت ولم أكتشفها ، وهى الغناء . . كما أتذكر صوتى كان جميلاً عندما
كنت بـ 2011 . . ببدايتها . . كنت أحب تكرار الغناء مع رشا رزق فى شارات البداية والنهاية
للعديد من الأنيميات . . ومن هنا تأثرت بالموسيقى "للأسف" والأغانى وأصبح لى كاريزما بين الصف
كغنية مفضلة لأنسة الموسيقى ، ولأننى "شاعرة" . .
إلى أن وصلت بى الحالة لأن أكون خبيرة بإنتقاد الموسيقى والأغنيات . .
وما إن بلغت عمر الــ12 سنة ونصف حدثت جميع ما فصل شخصيتى إلى قسمين . .
حتى تغيررت كثيراً ، أصبحت موسيقية لا أحب الأغانى فقط الموسيقى ، وأقوم بالعزف أو كما يقولون
اللعب بالــDJ على طريقتى الخاصة ، أحب الركض مع أننى بطيئة وأنفاسى تنقطع بسهولة . . قسم
منى فتاة ، والأخر فتى بحت . .
فلا أظن أن فتاة ستحب لعبة Pes6 الخاصة بكرة القدوم ، أو موسيقى صاخبة تهز الساكن . .
أو حتى مشاهد العنف لما فوق الـ18 سنة ، أو مشاهدة الــStreet dance و الـBreak Dance . .
أو حتى ما يعرفه عنى بقية الأصدقاء . .
لكن كروائية فأنا أجمع بين كل هذا . . فبصراحة أكثر اللحظات التى أشعر بأننى كحبات الأرز مشتتة
هى أثناء كتابتى لرواية مثل "القاتلة" . . أكثر ما يمكن أن يؤثر على جميع حواسى هى الموسيقى وحدها
. . أصبت منذ قريب بفوبيا لا تعنى شيء لمن يسمع عنها فقط ، لكنها عذاب حقيقى يهون على من
تصيبه جميع ما فى الدنيا الحقيرة . . !!
لكنها على الأقل ستخفف من هول مفاجئتى عندما أدرى بأن هذه اللحظة القادمة هى نهاية لعمرى
ونهاية لمدة إقامتى على الأرض ، فى الحياة الدنيا . .
أما أقرب ما وصلت إليه نفسى ، أصد كل شخص قريب منى بوجه متشائم . . ، أسرع فى مشيتى . .
ناعسة العيون . . ، كانت أوائل الــ13 أخر وقت وجدت فيه البراءة المعهودة بعينىّ . .
لن أقول لأصدقائى أنكم سترون جنون يوازى أينيشتاين "شخصية أحبها كثيراَ" . . أنا مختلفة عن ما
ترونه منى فى الإنترنت بعيون العرب . . شكلاً . . ونفساً
فحياتى الحقيقية ، هى من أتعامل بها على أنى فتاة ، لكن البيت . . مكتبى . . فوق سريرى باحلام
اليقظة الفلسفية ، بعيون العرب . . أتعامل بشخصية الفتى "العالم المجنون ، المنقب عن المجهول ، محب الإستطلاع ومشاهدة العنف وعجائب الجرائم . . .إلخ "
. .بملامح الفتى المجنون . . الموهوب فى الضحك على أشياء ربما بسيطة . .
فى مدونتى هذه ، ربما تستطيعون تحليل تفاصيل أكثر عنى ، وتمييز إن كتبت هذه الجملة أو تلك من واقع
قلبى كقلب فتى ام فتاة . . لن أقوم بنقل شيء غير الأدعية ، القرآن . . . إلخ
لكنى أود حقاً أن أجعلها مدونتى الأخيرة والأصدق والأبسط ، لأن عمر الــ14 وما بعده قبل
العشرين . . واثقة أنها مغامرة تليق بالفتاة والفتى معاً ، كـ نور ونِرمينْ

ومع هذا ، فهى ملجئ لقول بعض النكات ولإدراج بعض من الكوميديآ
لأننى لست تراجيديّة لهذا الحد !!
فقاعدتى هى "إبتسم ، عيش للناس"