عيون العرب - ملتقى العالم العربي - دُموعي أبتْ إلا أن تواسِيني /~

⁯[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://up.graaam.com/uploads/imag-6/upload13ebfc61fa.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]http://up.graaam.com/uploads/imag-6/...f4c47b45ee.gif[/align][align=center]

وقفت أمام البحر أناشده أن يواسيني .. أن يحمل بعضًا من حزني .. غصّةٌ علقت في حلقي .. قدماي لم تعد تحملني فما كان مني إلا أن جلست بعدما أزحت بعض الأحجار من تحتي .. أتأمل البحر وانعكاس البدر فوقه .. أمواج البحر الهائجة تتكسر أمام الصخور وكأنها تمثل أحاسيسي المختلجة داخلي ..
_ توقعت أن أجدك هنا أيها المثير للشفقة ! ..
ذلك الصوت الذي قاطع السكون المحيط بي لم يكن إلا صوت ألبرت ابن جارنا وعدو الطفولة كما كنت أسميه، لكن حقًا تلك لم تكن الحقيقة فهو في النهاية دائمًا مايساندني بطريقته الخاصة ..
ابتسمتُ بسخرية قائلًا : _ وما الذي جاء بك أيها المغفل !؟
نظر إليّ للحظة مالبث أن قطعها وجلس بجانبي وأخذ ينظر إلى البحر ..
_ لم أتوقع أن يصل بك الحال إلى ذرف الدموع !
فاجأتني جملته الأخيرة وأسرعت لأتحسس وجهي لأجد وجنتيّ قد ابتلت من تلك القطرات المالحة .. حقًا لم أشعر بها ! .. وشرعت أمسحها بكم قميصي .. ثم ضممت قدماي إلى صدري وطأطأت رأسي لأجعله يتكئ على ركبتيّ .. وقلت بصوتٍ مخنوق بالكاد استطعت إخراجه من حنجرتي .. _ لم أتوقع أن يأتي يومٌ كذاك اليوم قط .. حقًا لم أتوقع أن يتخلى عني بتلك السهولة يا ألبرت ! .. لماذا فعل بي هذا ؟ .. لقد باعني من أجل المال, لقد تركني ورحل ! لماذا فعل ذلك ؟ هل نسي عهدنا بأن نكون معًا دائمًا في السرّاء والضرّاء وأن نمضي معًا في الصعاب وأن نكبر معًا ونعمل معًا .. كل ذلك تبخّر في لحظة !! ...
لم أستطع أن أتكلم أكثر وأجهشت في البكاء رغمًا عني .. لا أريد أن يراني ألبرت في هذه الحالة ولكن ما باليد حيلة لم أستطع إيقاف نفسي .. نطق ألبرت بعد برهة .. _ أتعلم ؟! قد يكون لديه سبب وجيهٌ لما فعله !
نظرت له بحدة قائلًا بعنف : _ وما السبب الذي سيجعله يلقي بي بعيدًا ويسخر مني أمام أولئك الفتية الغرباء لينضم إليهم ؟!! لقد قال ذلك بلسانه أمامي إنّه يريد المال !!
صمت ألبرت للحظات ثم اقترب مني ووضع يده على كتفي ليهدئني .. ثم قال : _ لكنه قبل أن يذهب أتى لمنزلي وقابلني !.. نظرت إليه بتعجب قائلًا : _ ما الذي جاء به إلى منزلك ؟!! .. سكت ألبرت للحظات وهو يتأمل البحر وكأنه أضاع الكلمات ويحاول أن يجمع الحروف .. ثم أغمض عينيه قائلًا .. :
_ لقد قال لي "اعتنِ بـِ ألكسندر" ...
حينها فتحت عينيّ على مصراعيها قائلًا بعدم تصديق .. :
_ ولم قد يقول لك ذلك بعدما فعله بي ؟!!! .. أنت تعلم لقد أنهى صداقته معي ذاك اليوم وأمام أولئك الفتية !!
أغمض ألبرت عينيه قائلًا : _ أعلم ذلك لكن .. أنت لم ترَ ذلك البريق في عينيه عندما قال ذلك لي .. ثم استطرد قائلًا :_ لا يمكنني أن أُكذّب تلك النظرة في عينيه .. أنا متأكد بأن إدوارد لم يفعل مافعله إلا لدافعٍ حقيقيٍ في نفسه .. وبعدما أنهى ألبرت جملته تلك نظر إليّ بجديّة قائلًا :
_ ستنكشف الحقيقة يومًا ألكسندر !!

ستنكشف الحقيقة يومًا ألكسندر !!
ستنكشف الحقيقة يومًا ألكسندر !!
ستنكشف الحقيقة يومًا ألكسندر !!
ستنكشف الحقيقة يومًا ألكسندر !!

وَ دوى صدى تلك الجملة عميقًا في نفس ألكسندر ...

[blink]النهاية ..[/blink]

[/align][/cell][/tabletext][/align]⁮