عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree5Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 07-31-2013, 02:53 AM
 
2- غابة الرعب
كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة الا ربعا حين نزلت مينا الى بهو الفندق لتنضم الى المجموعة الصغيرة التى تنتظر الدليل الذى سيرافقهم الى الغابة . سرعان ما رأت غايفنغ كلينتيس ولكنها تجاهلته عمدا ثم انضمت الى بينى وستافرو هولاند اللذين يتبادلان الحديث مع الازواج الاربعة:
سألتها بينى: أتتوقين للقيام بالرحلة؟ . عندما أجابتها مينا أيجابا أضافت : - على فكرة .. ماذا أصابك ليلة أمس؟ فتشت عنك وقت العشاء فلم أجدك.
-أكلت فى غرفتى.. شعرت بصداع ربما بسبب حرارة الشمس. انها تكذب لأنها تعرف جيدا سبب عدم تناولها العشاء فى المطعم ، فقد أرادت تجنب أى أحتكاك آخر مع غايفنغ كلينتيس لأن حظها العاثر قد يدفعها الى مقابلته فى قاعة الطعام فيتهمها بأنها تعمدت هذا اللقاء أيضا. قالت بينى وهى تبدى اعجابها بالسروال الزيتونى التى ترتديه مينا وبالقميص الأبيض:- تبدين جذابة على أى حال.
كانت مينا تمسك حقيبة من القماش فيها قميص قطنى طويل الأكمام وقبعة وأشياء أخرى . كان لون الحقيبة يماثل لون سروالها وقد اشترت هذه الثياب خصيصا للعطلة.. فكارسون لا يحب أن ترتدى المرأة الجينز ولهذا اضطرت مينا الى شراء سروال عادى لزيارة والديه أصر كارسون على أن تتعلم مينا ركوب الخيل.. فمن المتوقع أن تتعلم، ولكنها قررت ألا تشارك بالصيد فمع أنها تستمتع بمنظر الصيادين مع كلابهم . ألا أنها لم ترغب قط فى مجاراتهم بهذه الهواية .
قدمتها بينى الى الرباعى المرح الذى كانت تتحدث اليهم كان أرنولد، مصمم الأزياء، نحيلا أشقر الشعر، زوجته سالى ترتدى سروالا أنيقا وقميصا مربوطا بحزام مزين بقماش ذهبى .. وكان صديقاهما، كولين ونويل بردفورد شريكى أرنولد. سألت سالى مينا: - ألا تشعرين بالوحشة لأنك بمفردك هنا؟ - ليس كثيرا ، لأننى جئت لطلب الراحة. كانت بينى قد استدارت للتحدث الى غايفنغ كلينتيس أما مينا فوعت بشكل لا يطاق نظرته الحادة الساخرة على بشرتها المتوردة .
أجابت كولين بأشفاق: أجل .. فالاستعداد للزفاف قد يكون مرهقا.. متى الحدث الكبير ؟ - لم نقرر نهائيا.. فكارسون خطيبى يجب أن يسافر الى نيويورك قريبا .. وليس متأكدا كم سيطول مكوثه هناك ولكن حالما يعود نحدد الموعد.
قال غايفنغ بتشدق بعدما ضم نفسه الى الحديث: - ليس عريسا متشوقا اذن؟ ألم تحذريه مما قد يصيب المتقاعس فى الحب؟ عرفت مينا أنه يلمح الى أنها هى التى تلح على كارسون للزواج وأرادت أن تخبره بأنه مخطى، وبأن كارسون ليس ممن يستعجل الامور . ضحكت سالى :أووه .. كلنا نواجه المصاعب فى جر رجالنا فى هذه الايام الى مذبح الكنيسة.. هذا ما جنيناه من المساواة بين الجنسين.. لم يعد هناك حاجة للاستعجال على الزواج كما كان فى السابق .. هذه الحال هى الفضلى تصورى أن تتزوجى رجلا لا تعرفين عنه شيئا. انه أسلوب قديم يشبه الزواج المدبر بين غريبين. ردت مينا بدون اهتمام، متمنية ألا تفضحها لهجتها :- أجل..
كيف لا توافق وغايفنغ كلينتيس وافق أمامها. لو صرحت بالحقيقة لعرف أن خبرتها مع الرجال معدومة. خجلها الطبيعى، وتعليمات العمة مارولا المتزمتة أثرا فى رغباتها الطبيعية فى المعرفة ومع مرور السنين أصبحت أكثر خجلا من الاعتراف بالحقيقة.. فلم يكن حتى كارسون نفسه يعرف أنها عديمة الخبرة .. فالموضوع لم يذكر قط بينهما وتساءلت لأول مرة عما ستكون عليه ردة فعله.. مرت بها أوقات شعرت بأن حقيقتها مكتوبة على وجهها وهذا ما جعلها عرضة للخجل حينما يقترب منها الشبان، لكنها فى النهاية تغلبت على هذا الخجل .
من الواضح أن غايفنغ كلينتيس ، لم يدرك حقيقة خجلها وتزمتها مع الجنس الاخر ، واضطرت لمحاربة غضبها المتصاعد، وهى تتذكر مواجهتهما بعد ظهر اليوم السابق . حين شغلت بينى اهتمام سالى وجدت مينا أن (البعبع) الذى تفكر فيه أصبح قرب مرفقها. قالت له بصعوبة: - أرجو أن لا تتهمنى بالانضمام الى الرحلة لأجبرك على التعرف الى.. ازدادت غمازتا وجهه عمقا وهو يبتسم: - يصعب ذلك.. يجب أن أكون مصابا بجنون العظمة حتى أفكر بهذه الطريقة. خاصة وأننى سجلت اسمى أولا.. أتستمتعين بالسير على الاقدام؟
لم يبد مهتما بما اذا كانت تستمتع به أم لا . لكن مينا أجبرت نفسها على الرد بأدب: - أجل.. لقد نشأت فى الريف .. - عظيم.. ولكن رحلة اليوم لا تشبه نزهة ريفية . هذه جبال شديدة الانحدار، وأعتقد أن الغابة كثيفة جدا..
قال ستافرو مازحا: أتحاول احباط عزيمتنا؟ - أبدا .. يبدو أننى أعطيت انطباعا خاطئا.. فى الواقع، لو ظننت أن الرحلة سيكون مشقة لى لما قبلت بها. لامس ساقه اليسرى وهو يتكلم، فتذكرت مينا قول ستافرو أنه شاهده يعرج.. وأضاف بحدة: - لقد تورطت فى .. حادثة.. وأنا هنا لأسترد عافيتى، ولأمارس تمارين تعيدنى معافى الى عملى.
سأله ستافرو: أنت فى الجيش على ما أعتقد؟ -أجل .
كانت الكلمة خالية من أى تعبير. ولكن مينا نظرت الى وجهه وهو يتكلم، وحبست أنفاسها لأن مظهره تغير كليا اذ قست ملامحه ومر بعينيه وميض أسود .. ما الذى فى السؤال البرىء حتى يثير ردة فعله هذه؟ أهو مطرود من عمله، أو ما شابه ذلك فلقد سمعت من والد كارسون أن أمورا كهذه قد تقع . ولكن لماذا تهتم بردة فعله؟
قال ستافرو مقاطعا أفكارها: وصلت وسيلة النقل . كان خارج الفندق سيارتا لاندروفر مزودتان بمقاعد اضافية ، مشرعة للهواء الطلق .
- هل الجميع جاهز؟
صعد الازواج الاربعة أولا تبعهم العروسان. وكانت مينا على وشك الجلوس قربهما حين منعها الدليل.. أجلسى فى السيارة الثانية .. أنا أجلس هنا. وهكذا، أضطرت للانضمام الى بينى وستافرو فى السيارة، وخفق قلبها بشدة حين اندس غايفنغ كلينتيس بطوله الفارع الى جانبها .
لم يكن فى السيارة مساحة كبيرة بسبب بينى وستافرو الضخمى الجثة أحست مينا بحرارة جسد غايفنغ كلينتيس تحرق بشرتها فحاولت الابتعاد، لكن صعب عليها ذلك بدون أن تدس نفسها بستافرو
كان الطريق من المجمع الفندقى ممهدا . ولكن حالما انعطفت بهم السيارتان، وجدوا أنفسهم على طريق مهجورة منذ سنوات . وعندما وثب اللاندروفر فوق نتوء كبير ارتمت مينا على غايفنغ كلينتيس.. فأحست وكأنها اصطدمت بجدار صلب، وارتفعت ذراعه لتنقذها، وتمسك بها على ذلك الجدار الصلب المسمى صدره.. مرت بها مينا. لقد حرقت حرارته قماش ملابسها الرقيقة، فتصاعد اللون القرمزى تحت بشرتها وقد أدركت أنه قد أحس بها كما أحست هى بقسوته ورجولته .
- مينا .. هل أنت على ما يرام؟ قطع سؤال بينى عليها أفكارها ،فأجابت: - أنا بخير.. شكرا لك سيد كلينتيس.. كدت أقع على غفلة منى .
كان فى النظرة التى رمقها بها ما هو مهم: - يحدث هذا للجميع.. أرجوك .. نادنى غايف يا مينا. صاحت بينى تجذب الاهتمام عن وجنتى مينا المتوردتين: - آه ! انظروا الى هذا المشهد ! هل جئت الى الكاريبى من قبل غايف؟ - لا
نظر الجميع يمينا، حيث تنحدرالأرض حتى البحر الأزرق المنتعش الذى تذوب زرقته لتصبح ليلكية ضبابية عند الافق. تنهدت بينى: انه جميل جدا!
قال ستافرو: لكنه فقير.. لا يبرح تفكيرى فقر أهل الجزيرة .. حين يكون المرء هنا يفهم سبب انجذاب هؤلاء الناس الى الشيوعية.
رد غايف: أنت على حق. - ثمة جناح يسارى قوى وضخم فى الجزر الكاريبية، وهم يتلقون تعليمهم وتدريبهم فى كوبا، وان لم ينتبه الغرب ويهتم استيقظ يوما ليجد أننا خسرنا منطقة الكاريبى .
احتجت بينى: - أوه.. بلا سياسة أرجوكما ! مينا.انظرى الى ذاك البناء الذى يوشك أن يقع.
كانت المسافة طويلة للوصول الى الغابة الاستوائية. وازدادت الامور سوءا بسبب الطريق الوعرة. ومع أن سانت ستيفان هى من أكبر جزر الكاريبى، فهى مهملة بشكل كبير.. كان مدير الفندق قد قال لمينا انهم يأملون بأن تساعدهم عائدات السياحة فى تحسين أوضاع الجزيرة.
كان السهل المنبسط من الساحل ختى الغابة غنيا بأشجار الموز، مصدر الرزق الرئيسى فى الجزيرة، بعد قليل بدأت تتلاشى ثمار الموزالمحمية فى أكياس بلاستيكية زرقاء.. وكلما اقتربت المجموعة من وجهتها، ازداد احساس مينا بتوتر يبعثه هذا الرجل الجالس الى يسارها ولكن لم يكن فى طريقة جلوسه ما يكشف أحاسيسه، فقد كان وجهه منحرفا قليلا عنها وكأنه يتفرج على المناظر الريفية، وكل ما كانت تراه مينا هو خط فكه المتشدد ولكن لا مجال للشك فى التوتر المنطلق منه، وأحست بأطراف أعصابها ترتجف برد فعل غريزى ، وتساءلت عما دهاها.
قالت بينى حين ظهر مبنى منعزل على طرف السهل حيث يتصاعد الجبل البركانى الى السماء مباشرة :- آه ! لاشك أنه المطعم!
كان على جانبى السهل اخضرار استوائى كثيف ولكن السهل نفسه بدا خاليا من المساكن. مع أن بضع طرق وعرة بدت وكأنها تقود اما الى قرى
وكأنها تقود اما الى قرى وأما الى منازل قريبه.
قال غايف شارحا حين علقت مينا على خلو المكان من مظاهر السكن: - يبنى معظم أصحاب المزارع بيوتهم على الجانب المطل على المحيط الاطلسى. كانت تلك الجهة أقل عرضة لهجومات القراصنة.
بدا وجهه مسترخيا وهو يكلمها كما بدت عظام وجنتيه أقل توترا، ثم بدأت سيارتا اللاندروفر بالتسلق نحو المطعم . المطعم كان مبنى من الخشب ولكن لونه الاخضر الاصلى تلاشى منذ زمن بعيد وأصبح زيتونيا كئيبا، كان الهواء فى الداخل رطبا.. ولم تشعر مينا فى حياتها بفقدان الشهية كحالها الان عندما استقر أفراد المجموعة حول موائد خشبية، خرجت الى الخارج فوجدت الهواء أبرد وأنعش .
- ألست جائعة؟
لم تلاحظ مينا أن غايفنغ كلينتيس لحق بها، لكنها هزت رأسها نفيا رافضة الاعتراف بضعف مؤقت استولى عليها فى المطعم. - ولا أنا. أدهشها الاعتراف، وباحت أساريرها بهذا . فسألها متجهما: ما الامر؟ ألا يسمح بأن يكون لمن هم قساة مثلى ، مشاعر طبيعية؟ -لم أقل هذا..
لكنه قاطعها وأكمل ساخرا:- لم تقولى هذا.. صحيح لأنك لست بحاجة الى القول فهاتان العينان تخبران كل شئ نيابة عنك.. أنت شخصية متناقضة فمن جه تبدين امرأة عصرية متحررة تقضى اجازتها بعيدا عن خطيبها . ومن جهه أخرى توحى عيناك بأنك راهبة مبتدئة ليس لديها فكرة عن العادات العصرية.
ردت مينا بلهجة ذات مغزى : - هلا عذرتنى فقد قررت العودة لأتناول بعض الطعام. ولكنها عندما دخلت الى المطعم لم تستطع سوى ارتشاف كوب ليموناضة.. كانت الساعة قد تجاوزت الثانية حين تقدمهم الدليل الى أحدى الممرات التى تقودهم من المطعم الى الجبال. ما هى سوى نصف ساعة، حتى نضحت مينا بالعرق.. ولم تكن وحدها فى هذا المصاب فقد بدوا جميعا بمن فيهم غايفنغ كلينتيس متأثرين بالرطوبة فقد كانت مقدمة قميص غايفنغ مبللة بالعرق. ومع ذلك لم يرفع أكمامه أو تخلص من قميصه كما فعل الرجال وربما السبب معرفته بمدى جاذبيته وهو فى قميص وبنطلون أسودين . سارعت مينا ساخرة الى ابعاد هذه الافكار الحمقاء عن رأسها، فهو ليس رجلا يحتاج الى جذب اهتمام النساء بارتداء ملابس مميزة لأنه مهما ارتدى سيجذب أنظار النساء. تكاثفت أشجار الغابة كلما توغلوا فيها وكانت أشجار الماهوغونى هى المسيطرة وأما أشجار الكرمة فالتفت حولها فيما غطت النباتات الميتة والمهترئة أرض الغابة.. توقف الدليل أكثر من مرة ليشير الى الاوركيديا النامية بين النباتات الخضراء المنتشرة وكانت أحيانا أنفاسهم تنقطع بسبب صياح ببغاء حاد وفى مناسبات عديدة سمعوا خرير الماء ولكنهم لم يشاهدوا ساقية. ندمت مينا على انضمامها الى الرحلة.. ففى هذه الغابة ما يغم القلب وما يقبض النفس. لم يبد أن غايفنغ يعانى أية مشكلة فى متابعة خطوات الاخرين رغم ادعائه بأنه يسترد صحته من أثر حادثة.. لكن فى أحدى المراحل حين طلب الدليل منهم التوقف لاحظت مينا وهى تنظر الى غايف أن لونه قد شحب فجأة وأن العرق يتقطر من بشرته وان أصابعه تشد على وركه.
- هل أنت بخير؟ حرره سؤالها الهامس مما كان فيه فقد استرخى وجهه فجأة وقال بقسوة: - بخير.. تعالى يبدو أن الدليل جاهز للانطلاق.
ساروا على الاقدام فى الغابة ما يزيد عن ساعتين.. وكانت مينا تزداد غما كلما تكاثفت الغصون الملتفة الحاجبة نور الشمس. تابعت المجموعة التسلق بحدة فضاق الممر واضطروا أحيانا للسير واحدا واحدا.. فى احدى المراحل وكما وعد منظمو الرحلة انهمر المطر فجأة بملاءة مسبعة اخترقت كثافة الاشجار وزودهم الدليل بمظلات كان قد حضرها سلفا لتقى كل شخصين من تدفق المطر.
شاركت مينا المظلة مع غايف مستغربة هطول المطر المفاجئ قال لها غايف باقتضاب ما سبب لها الدهشة: - هذا ما ستعتادين عليه. علقت: قلت انك لم تزر الكاريبى
-لم أزر المنطقة ولكن الغابات الاستوئية متشابهة. ولم يقل المزيد.. فاعتقدت منا ان الموضوع لا يسره ولسبب ما توالفا معا فى فريق واحد أثناء السير ربما لأن الجميع أزواج وتمنت من كل قلبها لو رفضت المشاركة بالرحلة اذ لم يعجبها الجو المسيطر على الغابة كما لم تعجبها ايضا قشعريرة الارتباك التى كانت تختبرها كلما اضطرتها وعورة الممر الى ملامسة غايف..
نظر غايف الى ساعته وعبس.
- كان علينا العودة الان .. فليس فى هذا المكان فترة غسق كالتى نعرفها فى بلادنا فبعد ساعتين يحل ظلام دامس. تقدم الى الامام ليمسك ذراع الدليل سائلا لكن الدليل هز راسه بعنف وقال:- لم يحن وقت العودة بعد.. أصبح وشيكا ولكنه لم يحن.
بدا وكانه قائد عسكرى يحث جنوده على المزيد من الجهد.. فتأوهت سالى عندما ساروا ربع ساعة أخرى:- كم بقى لدينا؟
كانت مينا موافقة على السؤال.. فقد شعرت بالحرارة الشديدة وتاقت نفسها الى حمام بارد.. لقد جعل العرق مقدمة شعرها أقتم لونا وأحست بجفاف فمها. كما أنها ندمت على الغداء الذى رفضته فقد قضت وخزات الجوع مضجعها كانت تحمل بعض البسكويت فى حقيبتها ولكنها وجدت صعوبة فى انزال الحقيبة عن كتفها لتفتش فيها.. بدا الجميع متعبا الا غايف الذى ما زال قادرا على مجاراة الدليل بدون تعب.
شاهدت مينا الدليل يتوقف عندما وصلوا الى مكان فيه شجرة كبيرة. توقف الجميع متأوهين آهات الراحة الا الدليل أذ بدا متوترا قليلا. راقبت مينا عينيه اللتين جابتا فى المكان بحثا عن شئ ما .. وتقدم غايف ليقف بقربها.
-أهناك شئ؟ كان هو أيضا يراقب الدليل، ومع أنه أخفى ذلك جيدا، الا أن مينا لمحت قلقا محددا فى عينيه قبل أن يخفى توتره ويقول بعذوبة: - أمستعدة لرحلة العودة؟ .. أنا..
صمت فجأة لأن درزينه من الرجال المدججين بالرشاشات المرتدين ثيابا عسكرية اقتحموا المكان. سمعت غايف يشتم من بين اسنانه ثم سيق الجميع معا كالقطيع.
- ماذا يجرى هنا بحق الله؟
وجه غايفنغ السؤال الى من بدا مسؤولا عن الجماعة المسلحة.. وبدا واضحا أن غايف هو القائد الطبيعى اذ ما من أحد من الرجال الاخرين كان يتحدى حقه.. واحست مينا بأن الجميع مثلها، مصابون بدوار يمنعهم من التفكير أو من طرح سؤال (لماذا). أمرهم الرجل بأشارة بندقيته بالوقوف ثم تقدم الى الامام قائلا لغايف:-
ستبقون رهائن حتى تطلق حكومتنا سراح رجال تحتجزهم عن وجه حق منذ ستة أشهر. حان الوقت حتى يسمع العالم كله ما يجرى هنا.. لقد سئمنا من الرأسمالية غير المؤهلة ومن الحكومات التى تتركنا جياعا والتى ترفض تعليم الاولاد الذين تجاوزا الرابعة عشرة والتى تحكم على شعبها بالفقر والاذلال مدى الحياة.
كان يتحدث الانكليزية بطلاقة فرد عليه غايف:- لن يغير احتجازنا شيئا ولكن لو تركتمونا بدون أن تؤذونا أعدك بأن نبذل قصارى جهدنا لايصال وجهة نظرك الى حكومتك
لم يحرك أحد من الموجودين ساكنا.. كان الجميع ينظر الى غايفنغ وكأنه قائد يتبعونه.. ولم تصدق مينا أن هذا يحدث حقا.. نظرت حولها بحثا عن الدليل فأذا هو غير موجود كانت بينى تتمسك بذراع ستافرو شاحبة الوجه وكان العروسان متعانقين .. وسالى وكولين ملتصقتين بزوجيهما.. أما هى فلم تجد من تلجأ اليه.
سخر الفدائى منه:- طبعا.. وبعد ذلك يرموننا فى السجن مع رفاقنا. لا.. يا صديقى .. نحن بحاجة ماسة اليكم، ولا نستطيع اطلاق سراحكم فبدونكم لن تطلق حكومتنا سراح رفاقنا بل ستعدمهم.. تعالوا.. أمامنا أربع ساعات من المسير. وسيدرك فندقكم فى هذا الوقت أنكم ضائعون ولكنهم لن يجدوكم. لأن قلة من الناس يعرفون ممرات الغابة كما يعرفها كاستر هذا
أشار بفوهة بندقيته الى رجل محلى كان يشرف عليهم من فوق حاملا رشاشا.. شاهدت مينا كولين من طرف عينيها تترنح ناحية نويل ووجهها كورقة بيضاء، وتأوهت بصوت منخفض مذعور: - يا الله ساعدنا ! نويل .. ماذا سنفعل؟
أطلقت كلماتها موجة ذعر بين الجميع وشعرت مينا بأنها ترتجف أما غايف فظل هادئا.قال القائد آمرا: تعالوا.. حان وقت الذهاب. صاح أرنولد وايت بصوت متوتر:- لن تنجو بفعلتكم هذه! الحكومة الانكليزية... سخر رجل العصابات منه: - انها بعيدة الاف الاميال يا صديقى.. والزمن الذى كانت فيه البلدان مستعدة للمخاطرة فى مواجهة عسكرية لأجل رعاياها قد ولى منذ زمن بعيد.. لن تفعل حكومتك لك شيئا.. انفجر ستافرو صائحا:- ولن تفعل حكومتكم من أجلكم شيئا كذلك!
كان على بشرته طفرة حمراء غير صحية، وشاهدت مينا زوجته تمد يدها اليه بقلق.. تتمتم برعب : - انه ضغط الدم.. رباه ! ماذا سيحدث لنا ؟
قال غايف لرجل العصابات:- لا تتوقع منا السير بسرعة رجالك..ان كنت تريدنا رهائن فعليك المحافظة على حياتنا. فلن تسلمك حكومتك رفاقك مقابل أجساد لا حياة فيها .. وأن أردتنا أحياء فاسمح..
عبس رجل العصابات يفكر فى ما يقوله غايف، ثم استدار ليقول شيئا لرفاقه بلغته ولكن رفاقه هزوا أكتافهم بلا اكتراث ثم اكفهرت وجوههم ..
قال لغايف: لن نستطيع تحمل مخاطرة اضاعة الوقت.
رد غايفنغ بهدوء: - ولا نستطيع كذلك المخاطرة بأرواحنا .. ما رأيك لو أخذت رهينة واحدة، واطلقت سراح الباقين. خاصة اذا ضمنا لك نشر قصتكم فى الصحف البريطانية. فبهذه الطريقة ستنال قضيتكم دعاية كبيرة، لا أظن أن حكومتكم قد تذيع خبرا مفاده ان الناس غير أمنين فى سانت ستيفان. حبست مينا أنفاسها فيما كان قائد العصابة يتشاور مع رفاقه.. هل سيقبل اقتراح غايفنغ ؟ لاشك لديها ان غايفنغ سيتطوع للبقاء رهينه. وتسألت عما اذا كانت قد أخطأت فى تقديره على أى حال ..
كانت الشمس تهبط بسرعة نحو الافق وكان الخوف يجتاحهم بانتظار قرار رجال العصابات. استدار القائد الى غايفنغ يقول بخشونة:- أنت .. أتعدنا بأن ننال الدعاية المطلوبة؟
هز غايفنغ رأسه ايجابا، ثم تمتم لمينا من بين أسنانه: - من قال أن القلم أمضى حدا من السيف كان يعرف حقيقة الحياة.
ثم التفت الى ستافرو: - سيبلغ السيد هولاند القنصل البريطانى بما حدث كما سيبلغه باتفاقنا الذى يضع حرية أصدقائى مقابل نشر قضيتكم.
- لن ترغب حكومتنا فى معاداة بريطانيا . لذا ستعمد الى اطلاق سراح رفاقنا حالما تعلم بأمر الرهينة البريطانية. لكن مينا لم تكن واثقة من هذا. فقد نشرت الصحف البريطانية مؤخرا مقالات عن أشخاص احتجزوا عدة أشهر بدون أن تفعل الحكومة شيئا للتفاوض من أجل حريتهم..
قال قائد العصابة: حسن جدا اذن .. رفاقك أحرار.
صاح يأمر أحد رجاله فتقدم الى الامام وأشار اليهم أن يتبعوه. كانت مينا الاخيرة ولكنها لم تقاوم القاء نظرة أخيرة على غايفنغ.. الواقف وظهره اليهم. فيم يفكر؟ أهو خائف ؟ لاشك فى ذلك.
- أنتظرى! أوقفها الأمر القاطع الحاد الصادر من قائد المجموعة الذى تقدم الى الامام وأمسك ذراعها.. كانت تسير بمفردها فى الصف الطويل، وارتجفت تحت نظرة عينيه الباردة التى كانت تعريها من ملابسها. استدار الى غايفنغ يقول متجهما:
- ستبقى.. لأن وجودها سيحول دون تفكيرك فى الهرب.. فعليك سيماء هذا النوع من الرجال يا صديقى. أما الان فستبقى معنا لأن امرأتك أسيرة أيضا فأن حاولت الهرب قتلناها،تناهى الى مسمعى مينا احتجاج بينى قبل أن يسكتها ستافرو، ولكنهما لم يدركا نظرة العجز فى عينيها وهى تنظر الى ظهر غايفنغ المتصلب. مر دهر قبل أن يستدير اليها وعيناه خاليتان من أقل تعبير ولكن القائد سارع يقول له :- لاتجادل والا احتجزت الجميع. بالقول:أنت مخطئ، فلست امرأته.. ولكن الكلمات علقت فى خناقها، ولم تجرؤ على النظر الى الاخرين المجرجرين أذيالهم بعيدا.
قال القائد لغايفنغ آمرا:- تعال.. حان وقت ذهابنا.. أنت على حق. كان سيعيق الاخرون تقدمنا وان حاولت تأخيرنا بتعمد البقاء فى المؤخرة وهبت أمرأتك الى رجالى فقد مضت أسابيع منذ أن رأوا فيها امراة. مخيمنا معزول وحياتنا فيه قاسية بالنسبة لامرأة كأمرأتك.
تجمد الدم فى عروق مينا لدى سماعها تهديده، وتحولت الى قطعة ثلج باردة، ورفضت النظر الى غايفنغ لماذا لم يقل له الحقيقة ؟ لماذا لم يقل انهما مجرد غريبين؟
عرفت الرد بعد عدة لحظات .. حين همس لها بصوت منخفض بحجة مساعدتها فى منحدر قوى: -أعرف فى ما تفكرين.. ولكن الوقت غير مناسب لابداء المشاعر لو قلت لهم الحقيقة لعرضتك الى أغتصاب جماعى.. فلن يلمسوك ما داموا يعتقدونك امرأتى. أذ يتوقعون منى الالتزام بتعليماتهم من أجلك .. سأقتلهم بيدى ولن يرغب أحد منهم أن يكون الشخص الذى سأقتله بيدى قبل أن يقطعونى نصفين بهذه اللعب الروسية التى يحملونها!
=======================================
3- كهف الرغبات
يتبع............................................
  #12  
قديم 08-02-2013, 01:07 AM
 
الرواية رائعة بتمنى انك تبعتيلي رابط البارت الجديد
مع حبي
__________________
العاب
العاب
صديقاتي أحلى أيام عمري عشتها في الاعدادية و الآن تفرقنا في الثانوية لكن القلب و ما يحب ستبقى الذكرى في قلبي


عذرا لا أقبل صداقة الفتيان
  #13  
قديم 08-02-2013, 01:37 AM
 
tanxتسلميلي
Snow White likes this.
  #14  
قديم 10-18-2013, 05:47 AM
 
وين البااااااااااررررررررررررت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  #15  
قديم 09-09-2014, 01:53 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان ساكورا مشاهدة المشاركة
كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : منتدى روايات احلام المكتوبة
1- حورية بلا بحر
قعدت مينا ببطء، تدفع شعرها الاشقر القمحى عن وجهها.. لم تكن عادة تتركه مسترسلا وبدأت حرارة شمس الكاريبى تحول الخصلات القصيرة على جبينها الى خصلات فضية. أما العينان الرماديتان القابعتان فوق عظمتى الوجنتين المرتفعتين فكانتا غارقتين فى تفكير عميق ملؤه الانطواء على النفس .
كان هذا هو تعبير مينا المعتاد وهو تعبير طالما اجتذب اهتمام الرجال المنتهزين الفرص ولكنهم كانوا يدركون أخيرا أن وجهتها الباردة أعمق من بشرتها .
تناهت اليها من الشاطىء الضحكات والقهقهات ومن المسبح خرير المياه وأصوات الأطفال المرتفعة ..ولكن ،هنا وفى حدائق المجمع السياحى الفخم فى سانت ستيفان لم يكن هناك ما قاطعها، فأصبح هذا المكان الجميل لها وحدها
وضعت كتابها من يدها، لتنظر الى ساعتها فاذا موعد الغداء قريب . كان الكتاب حارسا لها من المتطفلين غير المرغوب فيهم، أكثر منه وسيله للتسلية وفى الواقع هذه احدى مشكلات قضاء العطل على انفراد ولكن لم يكن لديها خيار آخر اذ لم يستطع كارسون مرافقتها .
كارسون! برقت الشمس فوق الالماسة الوحيدة فى الخاتم القابع فى يدها. كشف الحجر الكبير قيمته، ولكن لا يمكن وصف الخاتم بالفخم الملفت للنظر . وهذا نموذجى من كارسون .. انعقد حاجباها القاتمان بعبوس : ما بالها؟ كانت حتى الآن قانعة بكارسون وبخطوبتهما.. تنهدت مفكرة .. ربما السبب جو هذه الجزيرة الاستوائية أو ربما للأمر علاقة بواقع أن معظم الضيوف من الازواج الشبان ، أو الأزواج القديمى العهد بالزواج المتحررين من عائلاتهم الكبيرة المنكبين على استعادة سحر الأيام الخوالى.. كان هناك بكل تأكيد عائلات من بين ضيوف الفندق ، لكن الجو السائد فى المجمع، جو تكاسل ممتعا أساسا، الامر الذى بدأ يؤثر فى مينا وأفكارها
ان أحد الأسباب الرئيسة لموافقتها على الزواج هو شخصيته التى يعتمد عليها فهو لا يعيش فى الخيال بل يفتقر الى الجاذبية المفرطة .. ولكن هذا ما لم تكن تريده فى الزواج.. ففى عالم النشر، حيث تعمل مساعدة خاصة لرئيس تحرير قسم القصص فى مؤسسة للنشر ذائعة الصيت كانت ترى نتائج العجلة وسوء الاختيار فى الزيجات. فكثيرا ما سمعت عن زوجين تبادلا حب مجنون لم يدم الا سنة أوأشهر .. وهذا ما لن يجرى لها، فهى تريد زواجا كزواج والديها.. والديها.. تنهدت ثانية متذكرة الحب والضحك الذى دام حتى الخامسة عشرة من عمرها ..ولكن ، ذلك الحب والضحك تلاشيا فى الليلة التى فقدا فيها حياتهما فى حادث سير جماعى على طريق عام .. بعد وفاة والديها وضعت تحت رعاية عمة أبيها مارولا اندرسلى . وكانت العمة مارولا طيبة ولكن ليس من السهل تحمل مسؤولية فتاة عاطفية فى الخامسة عشر من عمرها ، فقد كانت العمة مارولا امرأة لاتلين ، ولأنها لم تكن معتادة على الاولاد وجدت صعوبة فى اظهار التعاطف العفوى الذى أغدقة عليها والداها .. فكان أن تعلمت تدريجيا الانطواء على الذات مختبئة خلف أبتسامة باردة ، نتيجة الاحساس بأنها مرفوضة غير محبوبة . فى النهاية اتخذت أسلوب عمتها وعمدت الى عدم أظهار العاطفة والحب فكان ذلك سبب ابتعاد الفتيان عنها لأنهم وجدوها باردة متحفظة واتجهوا الى فتيات عاطفيات، منطلقات وهذا ما زادها اقتناعا بأنها تفتقر الى الجاذبية التى يتحلى بها غيرها . وحتى تعوض عن هذا اتخذت لنفسها مهنة بينما فتيات قريتها الصغيرة اتخذن الزواج هدفا ، والآن وبعدما أصبحت فى العشرين باتت تعتبر نفسها منيعة ضد أية عاطفة قد تسيطر على الاخريات. وكانت سعيدة بعرض كارسون الزواج بها . اصطحبها كارسون الى منزل عائلته لملاقاة ذويه مرتين وقد اعتبرت هذه الزيارة (فحصا بيطريا ) فالكولونيل والسيدة كيكورد رغم لطفهما ودماثتهما كانا يفضلان رؤية ابنهما متزوجا بفتاة من مركزهما .. ويمكنها أن تفهم السبب .. فعلى الرغم من وظيفتها التى توفر لها مدخولا جيدا يخولها العيش فى مستوى جيد الا أنها لا تملك الصلة الاقليمية، والمناطقية ، لتنال حظوة فى عينى عائلة كيكورد، المتعجرفة .. فلوالد كارسون عزبة محلية قال لها كارسون انها ستؤول اليه بطبيعة الحال ، لكنه فى الوقت الحاضر قانع بأن يكون شريكا فى مكتب محاسبة وهى وظيفة تؤمن له شقة فخمة فى لندن ، وسيارة فخمة اشتراها قبل خطوبتهما مباشرة . ستكون الحياة مع كارسون هادئة ، عادية، تسير بهدوء كماء يصب فى قناة.. ولكنها فجأة أخذت تتساءل عما اذا كانت ترغب فعلا فى هذا الأفق الضيق .أحست بالقلق فجأة ، فهبت من مكانها طلبا للسير على الشاطىء .. بدت فتاة طويلة نحيلة حولها جو من البرودة يقول للجميع ممنوع اللمس..
شاهدت مينا من خلال مجموعة النخيل المتشابكة التى تحيط بالهلال الرملى الفضى سائحين شابين كانا معها على الرحلة نفسها، وكانا فى أوائل العشرين من عمرهما ، يقضيان شهر عسلهما. بدت سعادتهما كقطعة رمل خشنة صغيرة تفسد سطح حياتها الأملس وتثيرها الى درجة الاعتراف بأن كارسون والزواج سيرتبطان به ، ولكنه ليس زواجا قد يرحب فيه والداها لو قدر لهم البقاء على قيد الحياة . كان الزوجان الشابان يركضان بمرح فى الماء . للاسف أن كارسون يكره أن يظهر عاطفته علنا ، فكيف سيكون شهر عسلهما؟ لقد اقترح عليها أن يقضياه فى الغاراف لان لوالديه صديقين يملكان فيلا هناك ، وملعب غولف رائعا. أهذا حقا ما تريده ؟ .. زوج يكرس نفسه للغولف بينما تلعب هى البريدج مع زوجات أصدقائه ؟
وبخت نفسها لأنها عاطفية حمقاء .. وجمعت حاجياتها استعدادا لتغيير ملابسها من أجل وجبة الغداء.. كثير من الناس لا يهتمون فهم يتناولون الغداء ببساطة مرتدين الملابس غير الرسمية .. أما مينا وبعد يوم من حرارة الشمس الاستوائية فتشعر بأنها بحاجة الى حمام والى تناول الطعام فى مكان هادىء
وبارد .. أنها تكتسب عادة اللون البرونزى من الشمس سريعا رغم بياض بشرتها. ولكن من قبيل الاحتياط تعمدت اخذ الحيطة والحذر لحماية بشرتها من الاحتراق .
كان المجتمع الفندقى جذابا.. وهو عبارة عن طابق واحد مؤلف من بيوت صغيرة ، يطلق عليها اسم (بانغلو) وهو معد لسكن عائلة واحدة. تحيط بالفندق (الجاكراندا) وتعريشات ( البوغونفيلا) وشتلات الخبازى والازهار على مختلف أنواعها. أما هى فكانت تسكن غرفة مزدوجة فى الفندق نفسه أذ كان من المفروض أن ترافقها فتاة أخرى من مؤسسة النشر، ولكن الفتاة انتقلت الى مكتب نيويورك وبدون سابق انذار، وهكذا اضطرت مينا الى المجى بمفردها.
شجعها كارسون على المجىء بمفردها.. فهو مشغول جدا ويحس أنه لن يقدر على أخذ فرصة للسفر حتى موعد شهر عسلهما، وبما أنها لم تحصل منذ سنتين على أجازة لائقة، بسبب عمتها التى كانت مريضة جدا والتى اضطرت مينا الى رعايتها فى أيامها الأخيرة، مستخدمة أيام عطلتها فقد أحست بأنها فعلا بحاجة الى هذه الفرصة.
كان عليها حتى تصل الى غرفتها المرور ببهو الفندق وهو بهو بارد أرضة رخامية، أثاثة من الخيزران، فيه الكثير من النباتات الخضراء. ابتسم موظف الاستقبال لها وهى تطلب المفتاح.. ان الموظفين لطيفون جميعهم وعلى أهبة الاستعداد للمساعدة .. ردت مينا الابتسامة ، ثم أسرعت ترتقى الدرجات وصولا الى غرف النوم .. يقضى قانون الجزيرة ألا يتألف البناء من أكثر من طابقين ، وكان من الرائع أن تطل من نافذة غرفتها لتجد أن الشىء الوحيد الذى يعيق نظرها، هو أشجار النخيل التى تلوح أمام نسيم الشاطىء.
فيما كانت تخلع ثوب سباحتها، سرها أن تجد بأن بشرتها قد أصبحت عسلية. تعرف أن المياه المتدفقة قد تكون أحيانا غريبة التأثير.. ولكنها اليوم كانت مؤثرة جدا، فالرذاذ البارد كان لذيذا على بشرتها الساخنة
وفيما كانت تهم بالخروج من تحت الماء ، لمحت صورتها فى المرآة .. فحاولت أن تتصور كارسون زوجا لها يتشاركان معا ما فى غرفة النوم من أشياء حميمة.. لكن مخيلتها رفضت أن تكون صورة . تناولت فستانا قطنيا ضيقا من الخزانة بغضب ثم مشطت شعرها بقوة ، وعقدته على رأسها ثم انتعلت حذاءها.
كانت غرفة الطعام أكثر ازدحاما مما توقعت .. لقد حملت معها كتابا احتياطا، وأملت أن تؤمن لنفسها طاولة صغيرة بعيدة عن النوافذ الفخمة المطلة على البحر لتستطيع تناول طعامها دون أن يلاحظها سائر النزلاء.
ولكن أملها خاب حالما وطئت قدماها أرض المطعم.. فقد نادتها امراة سمينة سوداء الشعر ، لطيفة الابتسامة: - مينا ..! تعالى واجلسى معنا. أشارت المرأة الى أحد الكراسى العديدة المتحلقة حول المائدة التى تجلس هى وزوجها اليها ووجدت مينا أن لا خيار لديها سوى الانضمام اليهما.
كان الفندق حديثا نسبيا، ولم يكن يستخدم من قبل شركات السياحة لأقامة الأفواج السياحية فيه.. ولهذا لم يكن فيه سوى عشرة نزلاء أتوا معا من المطار وهم: الأزواج الأربعة الذين يقضون عطلة ممتعة والعروسان الشابان وستافرو وبينى ومينا ورجل بدا وحيدا،كانت قد لمحته فترة وجيزة فى المطار.. ..
منتديات ليلاس
قالت بينى تشجعها :- جربى القريدس وسلطة الأفوكادو..انه لذيذ.. نظرت الى خاتم خطوبة مينا وأردفت تسأل باستغراب: أنت هنا بمفردك؟ - أجـــل
تكره مينا الرد على أسئلة شخصية لذا سرها أن يتحول اهتمام بينى الى الرجل الذى دخل الى المطعم. كان يرتدى سروالآ أسود من الجينز وقميصا قطنيا أسود ضيقا.. بدا فى غير محله فى غرفة مكتظة برجال يرتدون قمصانا وسراويل ملونة براقة ، وهو الى ذلك مختلف فى أشياء أخرى. لكن مينا لم تدرك سبب اعتقادها بأن الرجل الواقف فى الباب مختلف عن سائر السواح. كانت خصلات من شعره الأسود تلامس ياقة قميصه، ورموش كثيفة سوداء تخفى عينيه عن أنظار الفضوليين..
تمتمت بينى لزوجها ستافرو: ها هو غايفنغ كلينتيس، اسأله أن كان يود الانضمام الينا.,. ثم ألتفتت الى مينا تسألها: - أليس خارق الجاذبية؟ كنا نتحدث اليه فى المقهى ليلة أمس ..آه ! لم يرنا !
صاحت خائبة الأمل عندما ابتعد الرجل الى مائدة صغيرة بعيدة فى الزاوية رغم جهود ستافرو للفت انتباهه كانت طريقة سيره مختلفة.. وأحست مينا بشىء من الحذر يشوب حركاته. انه يتحرك بسرعه كبيرة وبهدوء لا يصدق بالنسبة لرجل طويل مفتول العضلات وعندما يتحرك تحت قميصه الاسود الرقيق. ووجدت مينا نفسها تحبس أنفاسها، تتأمل قسمات وجهه الخشنة الواضحة المعالم التى لاتفصح شيئا عن شخصيته.. أنه وجه قاس، ساخر بالنسبة لرجل فى أواسط الثلاثين.
أطلقت عليه بينى صفة (خارق الجاذبية) وهى محقة فى ذلك . فالرجل ينضح بأثارة لاشك فيها، ولم يكن فى الغرفة امرأة لم تراقبة خلسة عندما سار فيها .. وأحست مينا بالغثيان أمام اهتمامهن واهتمامها الواضح برجل لم يهتم بأى منهن.. فهو لم يرفع عينيه عن المائدة الا ليطلب طعامه، ولاحظت مينا أن ذراعه اليمنى منكسة على نحو مربك قليلا أضافت بينى بأثارة، وبلهجة من يفضى سرا: - أنه هنا للنقاهة من حادثة ، انخ من الجيش .. آه لم يقل لنا هذا ، ولكننا لاحظنا ذلك من جواز سفره.
نظرت مينا اليه ثانية ، مقتنعة أن بينى مخطئة أذ لا يبدو ممن يقبل انضباط الجيش وصرامته كما أنه يختلف كل الاختلاف عن الكولونيل كيكورد، والد كارسون، الذى يرى أن الشباب فى هذا العصر يحتاجون الى روح دفع صلبة.. أما هذا فيبدو منعزلا، بل هو يتعمد ابعاد نفسه عن الاخرين .. كما أن شعره الكث لا يدل على أن له علاقة بالجيش كذلك.
رفع رأسة فجأة فضبطها على حين غرة.. راقبتها عينان خضراوان باردتان بأهتمام مدمر، قبل أن تتحرر من شعاع اللايزر الذى كان ينطلق من عينيه .
بعد انتهاء الطعام، رافقت مينا الزوجين هولان الى محل راحت تتأمل واجهته. وتنهدت بينى وهى تشير الى ثوب سباحة جميل ليلكى اللون: - أنظرى فقط الى هذا البيكينى..! ليت لى جسما نحيلا كجسمك! لماذا لا تجربينه؟ متعى به نفسك وخطيبك.
- أه ! لاأستطيع!
- بل تستطيعين. سأدخل معك، وينتظر ستاف خارجا.
دخلت مينا الى المحل.. قالت بينى للفتاة السمراء الجذابة التى تقدمت لخدمتهما انهما يريدان رؤية البيكينى الذى فى الواجهة.. فقالت الفتاة بصوت ناعم: - أنه فرنسى .. واللون سيبدو مذهلا مع لون شعرك. أظنه يطابق مقاسك. خلف تلك الستارة غرفة القياس .دخلت مينا على مضض الى الغرفة، تتمنى لو كان لديها قوة الارادة لرفض الدخول الى المحل أصلا.. ولكن ، لم يكن هناك مجال لرفض طلب بينى بدون أن تكون فظة وفى الواقع أحبت مينا المرأة الاكبر سنا ، ولم ترغب فى أغضابها.
بدت بشرة مينا حريرية براقة تحت نور غرفة القياس الضئيل وبدا أن لجسمها جمالا آخاذا لم تكن تدرك وجوده. هل أنت جاهزة؟ خطت مترددة الى الخارج متمنية لو كانت أقصر مما هى عليه.. أحست بأن الثوب يكشف ساقين مديدتين وتاقت الى ما تلفهما به صاحت بينى بأعجاب: - أووه.. مينا.. تبدين رائعة؟ يجب أن تشتريه ! ستذهلين الجميع على الشاطىء بدون شك!
- ألا تظنين أنه .. قليلا..
فتشت مينا عن كلمات تصف شكوكها، ولكن بينى سارعت تصرف النظر عما تريد أن تقول. قائلة بجرأة: - أنه جميل.. ويجب أن تفتخرى بقدك الرشيق يا عزيزتى لا أن تخجلى به .. انتظرى حتى يراك خطيبك به.
- لا أظنه سيوافق. دهشت لرؤية العبوس على وجه بينى .. حين ابتعدت البائعة قالت بينى لمينا بحزم : - لك أن تقولى ان هذا ليس شأنا من شؤونى. ولكننى سأقول رأيى رغم كل شىء . هل عائلتك راضية عن خطوبتك هذه ؟ انتفضت مينا ! لأنها غير معتادة على أن يطرح عليها الناس أسئلة بمثل هذه الصراحة، وانزعجت من نفسها لأنها ترددت قليلا قبل الرد ببرود: ليس لى عائلة.. والداى متوفيان.. لكننى أؤكد لك أن لا شىء فى كارسون لا يلقى القبول.. بل الواقع أن هناك من يعتبره صيدا ثمينا.
تجاهلت بينى ارتباك مينا وتراجعها: - لم أكن أتحدث عن الامور الزوجية... بل عن زواجك برجل لا يقدر قيمة جمالك.أن عدم شغف كارسون بالعلاقات العاطفية ، لايعنى أننا لن نكون سعيدين.هزت بينى رأسها بذهول، وكأنها لا تستطيع تصديق ما تسمع .. ثم قالت بحزن:- آه يا عزيزتى أرجو أن تكونى على دراية واضحة بما ستفعلين. كانت الامور مختلفة حين التقيت ستاف. لم يكن هناك الحرية الموجودة هذه الايام ، مع ذلك، فمنذ اللحظة الاولى، عرفت أننى أرغب قيه . كان لى صديقات مثلك، وأكتشفن متأخرات أن الزواج بدون عواطف حالة جافة لا حياة فيها.. أعذرينى على كلامى الصريح ولكنك تذكريننى كثيرا بابنتى..
- لابأس فى هذا أبدا .. أظننى كنت متوترة قليلا.. ولكننى أعرف أننى سأكون سعيدة معه كما أننى لا أملك عواطف مشبوبة وفى الواقع ... ترددت قليلا لأنها تكشف لأول مرة فى حياتها أشياء عن نفسها لم تكشف عنها سابقا .
سارعت بينى تقول :- لا تقولى المزيد.. أظننى أعرف ما يجول فى فكرك، مينا.. ولكن صدقينى ، لا أظنك محقة.. فأنت لم تلتقى بالرجل المناسب .. وعندما يحدث هذا فستكتشفين جانبا فى نفسك لم تظنى أنه موجود.. وأن كان ذا عقل سليم ساعدك بسرور على اكتشاف عواطفك الحقيقية .
أرتجفت مينا، تعى فجأة أنها تقف فى المحل مرتدية البيكينى ، سمعت بينى تحثها: - أشتريه.. خذى الخطوة الأولى. أرادت أن ترفض ولكنها وجدت نفسها تترك المحل بعد نصف ساعة وهى حاملة الكيس الاسود المطبوع عليه أسم المحل بأحرف ذهبية، تتساءل عما دهاها بحق الله!
كان ستافرو ينتظرهما قرب لوحة الاعلانات التى يثبت عليها الفندق مواعيد الرحلات والنشاطات التى ينظمها.. وناداهما وهو يشير الى مذكرة بخط اليد عنوانها( نزهة فى غابات المطر) قرأت مينا التفاصيل بسرعة فتبين لها أن الفندق ينظم رحلة للتنزة فى غابه استوائية تبدأ من سفوح جبال الجزيرة البركانية وتدوم طوال النهار..
قال ستافرو : ننطلق من هنا فى الحادية عشرة .. نذهب فى السيارات الى الغابة، ثم نتناول الغداء قبل البدء بالمسير... قال لى المدير ان الرحلة تستحق العناء.. فالغابة على ما يبدو تغطى ثلثى الجزيرة ، ولأن الجبال البركانية شديدة الانحدار لم تزرع وظلت الغابة بكرا. أنها تمتد عدة مئات نت الاميال المربعة ولا يعرف طرقاتها الا بعض الاولاد المحليين .. وقيل لى ان أمامنا فرصة كبيرة لرؤية أنواع نادرة من الفراشات والببغاوات . ردت بينى بصراحة:
- لاأدرى ان كانت ستعجبنى.. ألن يكون هناك زواحف زأفاعى؟ - يظهر أن لا.. فليس هناك أفاعى على هذه الجزيرة
أحست مينا بأغراء شديد يدفعها الى تسجيل اسمها للرحلة. فقد بدت لها مثيرة للاهتمام ، وبعد يومين من الاستلقاء تحت أشعة الشمس، أحست أنها مستعدة لمزيد من الحركة. وبشكل خاص لأنهم لم ينظموا الكثير من الرحلات الا تلك المتعلقة برحلات بحرية حول الجزيرة والتوقف فى خلجان معزولة للسباحة وأقامة حفلات الشاطىء. أعلنت بحماس:أظننى سأذهب .. فقد أعجبتنى الفكرة متى موعدها؟.
قال ستافرو: غدا ما رأيك بينى ؟ هل أسجل اسمينا أيضا؟ -نعم نعم وستكون رحلة نخبر الاولاد عنها كثيرا. قال الزوج مداعبا: - أجل.. سأتذكر أن آخذ الكاميرا معى سيستمتع الاولاد بصورة الماما وهى تستكشف الادغال! فكان أن أضاف الثلاثة أسماءهم الى اللائحة التى لم تكن كبيرة. سألت بينى زوجها وهى تنظر الى اللائحة:- آل مانفيلد هما الشابان اللذان يقضيان شهر عسل؟ ثم آل وايت وبروفورد الأربعة الذين جاءوا معا.. انهم يعملون فى الأزياء.. أرنولد وايت هو المصمم على ما يبدو .. آه ! لقد سجل غايفنغ كلينتيس اسمه.. الواقع أنه أول اسم فى اللائحة.
قال ستافرو: - ان أصيب بحادثة، فلا ريب أنه بحاجة الى التمرين. لاحظت أثناء ترجلنا من الطائرة أنه يعرج قليلا. غايفنغ كلينتيس! تمنت مينا لو أنها لم تقرر الذهاب. اذ كان الرجل الاسود الشعر لسبب ما يبعث اليها الاضطراب ولكنها أقنعت نفسها بأن الأمر يبدو شاذا ان انسحبت الآن، واكتفت بالاقتناع بأنه من غير المحتمل أن يلاحظ وجودها.. ثم أخذت تتساءل لماذا تقبض هذه الفكرة نفسها. قالت للزوجين هولاند: - سأصعد لأغير ثيابى.. سأحاول فعل ما هو أكثر من التشمس، خاصة ان لم يكن لدينا وقت غدا.
حثتها بينى : ارتدى البيكينى الجديد.. وقد نتقابل على الشاطىء فيما بعد. لم يكن فى نية مينا حين صعدت الى غرفتها ارتداء البيكينى الليلكى .. ولكنها لم تستطع مقاومة اخراجه من الكيس وهى لا تزال مذهولة لأنها اشترته اذ تعرف أنها لن ترتديه أبدا.. ثم وكأن تهورا ما تحكم بها ودفعها الى الحمام حيث بدلت ثيابها بسرعة وارتدته قبل ان تغير رأيها وقبل أن تجرؤ على تصور ردة فعل كارسون ان رآها ترتديه.
وضعت على كتفيها روب حمام أبيض، ثم تناولت كتابها وحقيبتها ونظارتها وهرعت الى الخارج . كانت حرارة الشمس تلفح بشرتها بقوة فوق الروب الابيض.. وقررت مينا الابتعاد عن الشاطىء والتوجه الى الحدائق . وكان أن وجدت مكانا معزولا ، تحميه خمائل استوائية أزهارها الفخمة الحمراء على شكل بوق .. كانت المنشفة الكبيرة أمثل بساط للاستلقاء.. دلكت جسمها بسائل مضاد لحروق الشمس ووضعت نظارتها الشمسية والتقطت كتابها
مرت نصف ساعة قبل أن تفقد اهتمامها بما تقرأ فأفكارها انصبت على سلوك عصفور طنان يدخل ويخرج من والى دالية نامية على جدران منازل خاصة قريبة.. وتعجبت مينا من طريقته فى التنقيب بحثا عن الطعام.
استدارت لتربح كتفيها المتشنجتين.. ولكنها انتفضت لدى رؤية بنطلون جينز أسود أمامها.فتحركت عيناها ببطء الى الاعلي مرورا بصدر مفتول العضلات قبل أن تستقرا على وجه ساخر مرير المزاج. اشتدت حرارة بشرتها، التى كادت تحترق حرجا بسبب نظرته الساخرة اليها. قال بهدوء ساخر: مثيرة جدا.. ولكنك خسارة فى هذا المكان.. لماذا لست على الشاطىء؟ وجدت مينا صوتها فجأة ولكنه مرتجفا من شدة الغضب.
- ولماذا أكون على الشاطىء ؟ أما السبب فهو.. أتم عنها جملتها بسخرية: - أن تكونى وحدك؟ مفاجأة! اذن، ماذا سنفعل الآن؟ أنعرض نفسينا لموضوع اشاعات مثيرة للاهتمام.. أم..
تعثرت مينا فى وقفتها بعدما شعرت بأن استلقاءها تحت قدميه كالضحية وضع غير لائق. ردت تشدد على رسمية كلماتها:-ان أردت أن تنفرد بنفسك سيد كلينتيس.. أقترح عليك أن تجد لنفسك مكانا آخر.
منتديات ليلاس
رد يقاطعها بهدوء:- يعجبنى هذا المكان فهو هادىء ومنعزل. لمعت أسنانه بأبتسامة، وازداد عمق غمازتيه وهذا ما جعلها ترى ما هو عليه هذا الرجل عندما لا يكون ضجرا أو غير مكترث. وأكمل: - كونى فتاة طيبة.. أنا واثق أنك ستجدين شبانا كثرا يبدون الاعجاب بك على الشاطىء.. لقد تجاوزت رغم جاذبيتك الانجراف وراء الرغبة عند رؤية فتاة جميلة لا ترتدى شيئا كثيرا
كانت عينا مينا أثناء حديثه تتسعان بالتدريج ثم لم تلبث أن تصلب جسدها حتى أصبحت تنظر اليه بغضب متجمد، تكاد معه تفقد القدرة على الكلام المتصاعد فى داخلها.. أخيرا، ردت وهى تصر على أسنانها: - لاأدرى الى ماذا تشير.. ولكن ان كنت تحاول الاشارة الى أننى جئت الى هذا المكان لأننى أعرف أنك تقصده فأنت مخطى كثيرا أترى .. رفعت يدها تفتح أصابعها ثم أردفت بعذوبة: - لست بحاجة الى السعى وراء الرجال.. فلقد اصطدت أحداهم
عرفت أن كلامها سوقى ولكنها غير عابئة الا بمحو ذلك التعبير الذى يقول بصراحة أنها تعمدت المجىء الى هذا الجزء من الحدائق ، مرتدية البيكينى على أمل جذب اهتمامه. أردفت، متبجحة بأناقة :- لو عرفت أنك تقصد هذا المكان لبذلت جهدى لتجنب المكان.
ضاقت عيناه وهما تتأملان الخاتم فى يدها: - أكنت فعلت هذا حقا؟ هل أنت واثقة؟ من المعروف أن الفتيات يفعلن أشياء غريبة حين يحرمن من وجود الخطيب. سألت ساخرة :أنت خبير فى العلاقات العابرة مع خطيبات غيرك، أليس كذلك سيد كلينتيس؟ حسنا.. اطمئن بالا فلست محرومة، أو عديمة الاخلاق بحيث أزعجك.. رد يؤكد لها بعذوبة فاجأتها:- لن يكون هناك أزعاج.. بدت نظراته وقحة وهى تمر على طول جسمها، ثم أضاف ليزيد من غضبها:- فى الواقع أفضل أن أصطاد بنفسى.. لذلك كونى لطيفة يا فتاتى الصغيرة، والعبى بعيدا مع شخص آخر.. هه؟ حين وصلت مينا الى غرفتها، أطلقت العنان لغضبها.. فخلعت الثوب الذى كان السبب فى أهانات غايفنغ كلينتيس النيعة ورمته على الارض .. كيف يجرؤ على الاشارة .. كيف يجرؤ على النظر اليها هكذا..؟ كيف يجرؤ على التلميح..؟
دخلت الى الحمام بارقة العينين متوردة الخدين ثم راحت تفرك جسمها تحت المياه بطريقة مؤلمة وكأنها تعاقبه لأنه شجع غايفنغ كلينتيس على الاعتقاد بأنها من الفتيات الرخيصات.. فهى لن تلاحق أبدا ولو بعد مليون سنة رجلا مثله. صرت على أسنانها وهى تجفف نفسها بشدة.. أبدا!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الفصل الاول


البارت طبعا في قمة الروعه
وصح بدنك وعاشت انفاس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
? What if سافانا قصص الانمي المُستَوحاة و المصوَّرة 260 04-25-2018 03:57 PM
روايتي ¥ سكن المخابيل ¥ nosha36 روايات و قصص بالعاميه 73 03-06-2014 07:28 PM
روايتي الاولى ^__^ ... yuta أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 15 07-01-2013 06:45 PM
مرحبا روايتي سبق طرحها لكن أحب أطرحها ثاني للي ما قرئوها روايتي الجديدة بين الحب و السراب أيايكو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 12 02-05-2013 12:29 AM


الساعة الآن 02:15 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011