عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   نور الإسلام - (https://www.3rbseyes.com/forum5/)
-   -   حُقُوقُ النَّبِيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم (https://www.3rbseyes.com/t399855.html)

Qıoмı❀ 04-05-2013 08:25 PM

حُقُوقُ النَّبِيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
 
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][cell="filter:;"][align=center].. مُقَدِّمَةُ المُؤلِّف ..
- - - - - - -


إن
الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،
ومن سيئات أعمالنا ، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا
هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمدًا
عبده ورسوله ، أرسله بالهُدى ودِين الحق ليُظهِره على الدِّين كُلِّه ،
وكَفَى بالله شهيدًا .
أرسله بين يَدَي الساعة بشيرًا ونذيرًا ، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا
مُنيرًا ، فهَدَى به مِن الضلالةِ ، وبَصَّرَ به مِن العَمَى ، وأرشد به
مِنَ الغَيِّ ، وفَتَحَ به أعيُناً عُميً ا، وآذانًا صُمًّا ، وقُلوبًا
غُلفًا ، فبَلَّغَ الرسالةَ ، وأدَّى الأمانة ، ونَصَحَ الأمة ، وجاهَدَ في
الله حَقَّ جِهاده ، وعَبَدَ رَبَّهُ حتى أتاه اليقينُ مِن رَبِّهِ ،
صلَّى عليه وعلى آله وسلَّم تسليمًا .

أمَّا بعد : فما مِن بِناءٍ إلَّا وله أصلٌ وأساسٌ يقومُ عليه ، وإنَّ أساسَ بِناءِ دِين الإسلام يقومُ على أصلين ، هما :

أ- عِبادة الله وحده لا شريك له .
2- الإيمان برسوله صلَّى الله عليه وسلَّم .

وهذا حقيقة قول "لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله" ، فمَن خرج عن واحدٍ منهما ، فلا عمل له ، ولا دِين .

ومِن
أجل ذلك ، فإنَّ مِن المتعَيِّن على كل مسلم أن يعرف ما يدل عليه كل واحد
من هذين الأصلين وما يشتمل عليه من أمور وأحكام ، معرفةً تُخرجه من حَدِّ
الجهل على أقل الدرجات ، وأن يلتزم بذلك اعتقادًا وقولاً وعملاً ؛ لينالَ
بذلك الفوزَ والسعادة في الحياة الدنيا وبعد الممات .

وهذه الرسالة موضوعها الأصلُ الثاني من أصليْ هذا الدين ، وقد سَمَّيتُها :

"حقوق النبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - على أُمَّتِهِ في ضَوءِ الكِتابِ والسُّنَّة" .

وقد
دفعني إلى اختيار هذا الموضوع أهميتُه بالدرجةِ الأولى ، فهو - كما أسلفتُ
- يُعنى بأحد أصليْ الدِّين "شهادة أنَّ مُحمدًا رسولُ الله" .

فمِنَ
المهم والمفيد أن تُبحَثَ جوانبُ هذا الأصل ، وتُعرَفَ ، وتُعرَضَ وِفْقَ
ما جاءت بذلك نُصوصُ القُرآن والسُّنَّةِ وَوِفْقَ ما كان عليه سَلَفُنا
الصالحُ رضوانُ الله عنهم أجمعين .
وبخاصةٍ أنَّنا نعيشُ في زمانٍ قد حاد فيه كثيرٌ مِنَ الناس عن جادِّةِ الصوابِ في هذا الأصل ، واضطربوا اضطرابًا شديدًا .

فتجليةُ
الأمر ، وتوضيحُ الصوابِ ، وبيانُ الحَقِّ في هذا الأصل ، مِن الواجباتِ
المتعيِّنة على طلبة العلم في هذا الزمان ؛ نظرًا لعدم تَوَفُّر كِتابٍ
بعينه يكونُ شاملاً لجميع جوانبِ هذا الموضوع ، وتطمئنُ له النفسُ مِن جهةِ
سلامةِ ما احتواه ، يُمكنُ إحالةُ عامَّةِ الناسِ عليه .

فرأيتُ
أنَّ مِنَ الرأيْ القويم أن أكتبَ في هذا الموضوع ؛ لأجمعَ فيه ما تفرَّقَ
، وأُرَتِّبَ ما تشتَّتَ ، وأشرحَ ما يحتاجُ إلى شرح ، وذلك وِفْقَ ما كان
عليه مَنهجُ سَلَفِنَا الصالح مِن الاعتمادِ على نُصوص الكتاب والسُّنَّةِ
، ونقل كلام الصحابة والتابعين وأئمة هذا الدين رَضِيَ الله عنهم أجمعين .

فأرجو أن أكونَ قد وُفِّقتُ في عرض هذا الموضوع على الوجهِ المطلوب ، كما وُفِّقتُ في حُسنِ الاختيار أولاً .




تأليف : د. محمد بن خليفة التميمي

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

sherlock holmes 04-05-2013 08:37 PM

لا اله الا الله محمد رسول الله
جزاك الله خير اختي سارا وجعله في ميزان حسناتك .

DJIHENE 04-05-2013 08:46 PM

ما شاء الله سارة

الموضوع روووعة بورك الله فيك

جزاكي الله خيرا من عملك الرائع

تسلمي حبيبتي بزاف

Qıoмı❀ 04-05-2013 08:47 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]تمهيــــد
- - - -

الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا ، وأتم علينا نعمته ، ورضي لنا الإسلام دينًا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أرسله بالدِّين القَيِّم ، والمِلَّةِ الحنيفية ، وجعله على شريعةٍ من الأمر ، أمر باتِّباعها ، وأمره بأن يقول : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } يوسف/108 ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا .

وبعد :

فإنَّ الله - عز وجل -لم يخلق الخلقَ عبثًا ، قال تعالى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ } المؤمنون/115 .

بل خلقهم لغايةٍ ذكرها في كتابه الكريم في أكثر من موضعٍ ، فقال تعالى : { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } المُلك/2 .

وقال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } هود/7 .

وقال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } الذاريات/56 .

فالحِكمةُ مِن خَلْقِهِ للخَلْقِ هِيَ اختبارُهم وابتلاؤهم ؛ لِيَجزِيَ المحسِنَ بإحسانِهِ والمسيء بإساءتِهِ . فهذه هِيَ الحِكمةُ مِن خَلْقِهم أولاً ، وبَعثهم ثانيًا . ولذلك لم يتركهم هَمَلاً ، بل أرسل إليهم رُسُلَه ، فكان مِن سُنَّةِ الله - تبارك وتعالى - مواترة الرسل ، وتعميم الخلق بهم ، بحيثُ يبعث في كل أمة رسولاً ؛ ليُقيمَ هُداه وحُجَّتَه ، كما قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } النحل/36 ، وقال تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ } فاطر/24 ، وقال تعالى : { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا } المؤمنون/44 ، وقال تعالى : { رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيمًا } النساء/165 ، فالرُّسُلُ هم الواسطة بين الله عز وجل وبين خَلْقِهِ في تبليغ أمره ونهيه ، وإرشادِ العباد إلى ما فيه صلاحُ مَعاشِهم ومَعادِهم .

وإنَّ الله - تبارك وتعالى - جعل محمدًا - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - خاتم النبيين ، وأرسله للناس أجمعين ، وأكمل له ولأمته الدين ، وبعثه على حين فترةٍ من الرسل وظهور الكفر وانطماس السُّبُل ، فأحيا به ما دُرِسَ من معالم الإيمان ، وقَمَعَ به أهلَ الشِّركِ والكُفر مِن عَبَدةِ الأوثان والنيران والصُّلبان ، وأَذَلَّ به كُفار أهل الكتاب ، وأهل الشرك والارتياب ، وأقام به منار دينه الذي ارتضاه ، وشاد به ذكر مَن اجتباه مِن عباده واصطفاه .

فاللهُ - سبحانه وتعالى - أرسل محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - للناس رحمةً ، وأنعم به نعمةً يا لها مِن نعمة ، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } الأنبياء/107 .

وقال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً } إبراهيم/28 ؛ و هم الذين لم يؤمنوا بمحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فإرسالُه أعظمُ نِعمةٍ أنعم اللهُ بها على عباده .
فقد جمع اللهُ لهذه الأمة بخاتم النبيين ، وإمام المتقين ، وسَيِّد ولد آدم أجمعين ، ما فَرَّقَهُ في غيرهم من الفضائل ، وزادهم من فضله أنواع الفواضل ، بل أتاهم كِفْلَيْنِ من رحمته ، كما قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } الحديد/28-29 .

وقال صلَّى الله عليه وسلَّم : ( إنما أَجَلُكُم - في أَجَلِ مَن خلا مِنَ الأُمَمِ - ما بين صلاةِ العصر إلى مَغربِ الشمس ، وإنما مَثَلُكُم ومَثَلُ اليهود والنصارى كَرَجُلٍ استعمل عُمَّالاً ، فقال : مَن يَعمل لي إلى نِصف النهار على قيراط قيراط ؟ ، فعملت اليهودُ إلى نِصف النهار على قيراط قيراط ، ثم قال : مَن يَعمل لي مِن نِصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ ، فعملت النصارى من نِصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ، ثم قال : مَن يَعمل لي مِن صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ ، ألَا فأنتم الذين يَعملون مِن صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ، ألَا لكم الأجرُ مرتين ، فغضبت اليهودُ والنصارى ، فقالوا : نحنُ أكثرُ عَمَلاً وأقلُّ عَطاءً ، قال الله : هل ظلمتُكم مِن حَقِّكم شيئًا ؟ قالوا : لا ، قال : فإنَّه فضلي أُعطِه مَن شِئتُ ) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في صحيحه : كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل . فتح الباري (6/ 495- 496) ح 3459 .

" وقد خص اللهُ تعالى محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - بخصائص ، مَيَّزَهُ الله بها على جميع الأنبياء والمرسلين ، وجعل له شِرعةً ومِنهاجًا - أفضل شرعة وأكمل مِنهاجٍ مُبين - كما جعل أمته خير أمةٍ أُخرجت للناس ؛ فهم يُوفون سبعين أمة ، هم خيرُها وأكرمُها على الله من جميع الأجناس ، هداهم الله بكتابه ورسوله لما اختلفوا فيه من الحق قبلهم ، وجعلهم وسطًا عَدلاً خيِارًا ، فهم وَسَطٌ في توحيدِ الله وأسمائه وصفاته ، وفي الإيمان برُسُلِهِ وكُتُبِهِ وشرائع دِينِهِ مِن الأمر والنهي والحلال والحرام ، فأمرهم بالمعروف ، ونهاهم عن المنكر ، وأحلَّ لهم الطيباتِ ، وحَرَّمَ عليهم الخبائث ، فأخرجهم بذلك من الظلمات إلى النور ، فحصل لهم ببركةِ رِسالته ويُمن سِفارتِهِ خيرُ الدنيا والآخرة .
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

Qıoмı❀ 04-05-2013 08:48 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]فلقد هَدَى اللهُ الناسَ ببركةِ نُبَوَّةِ محمدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبما جاء به مِنَ البَيِّناتِ والهُدَى هِدايةً جَلَّت عن وصف الواصفين ، وفاقت معرفة العارفين ، حتى حَصَلَ لأمته المؤمنين به عُمومًا ، ولأُولي العلم منهم خُصوصًا مِنَ العلم النافع ، والعمل الصالح ، والأخلاق العظيمة ، والسُّنَنِ المستقيمة ، ما لو جُمِعَت حِكمةُ سائر الأمم عِلمًا وعَملاً - الخالصة مِن كل شَوْب - إلى الحِكمةِ التي بُعِثَ بها ، لتَفَاوتا تفاوتاً يمنعُ معرفة قَدْرِ النِّسبةِ بينهما ، فللّهِ الحمدُ والمِنَّةُ كما يُحِبُّ رَبُّنا ويَرضَى " اقتضاء الصراط المستقيم / ص3 .

فهو المبعوثُ بالهُدَى ودِين الحق بين يدي الساعةِ بشيرًا ونذيرًا ، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا مُنيرًا ، فكَمَّلَ الله به الرسالة ، وهَدَى به من الضلالة ، وعلَّمَ به من الجهالة ، وفتح برسالته أعيُنًا عُميًا ، وآذانًا صُمًّا ، وقُلوبًا غُلْفًا ، فأشرقت برسالته الأرضُ بعد ظُلُماتها ، وتألَّفَت به القلوبُ بعد شَتاتها ، فأقام بها المَلَّةَ العَوجاء ، وأوضح بها المحجة البيضاء ، فبَيَّنَ عن طريقه - صلَّى الله عليه وسلَّم - الكُفرَ من الإيمان ، والرِّبح من الخسران ، والهُدَى من الضلال ، وأهلَ الجنةِ مِن أهل النار ، والمتقين من الفُجار ، فهو المبعوثُ رحمةً للعالمين ، ومحجةً للسالكين ، وحُجَّةً على الخلائق أجمعين . ولقد نَوَّه الله عز وجل في كتابه الكريم بهذه النعمة العظمى التي امتَنَّ بها على هذه الأمة في آيات كثيرةٍ مِنها :

قولُه تعالى : { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ } آل عمران/164 .
وقال تعالى : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } الجُمعة/2-3-4 .
وقال تعالى : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ } البقرة/151-152 .
وقال تعالى : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ } التوبة/128 .

وإنما كان إرسالُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى الناس أعظمَ مِنَّةٍ امتَنَّ بها على عباده ؛ لأنَّ في ذلك تخليصُ مَن وَفَّقَهُ اللهُ وهداه منهم مِن العذاب السرمديِّ ، وذلك بسبب الإيمان بالله ورسوله ، والابتعاد عن كل ما يُوجِبُ دخولَ النار ، والخلود فيها .

ولذلك فإنَّ الناسَ أحوجُ ما يكونون إلى الإيمان بالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ، والأخذ بما جاء به من الدِّين ، فهم أحوجُ إلى ذلك من الطعام والشراب ، بل ومن نَفَسِ الهواء الذي يتنفَّسونه ؛ فإنهم متى فقدوا ذلك ، فالنارُ جَزاءُ مَن كَذَّبَ بالرسول ، وتولَّى عن طاعته ، كما قال تعالى : { فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى * لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى } الليل/14-15-16 ؛ أيْ : كَذَّب به ، وتولَّى عن طاعته ، فهم مُحتاجون إلى الإيمان بالرسول ، وطاعته ، والأخذ بما جاء به ، والالتزام بذلك في كل مكان وزمان ، ليلاً ونهارًا ، سَفَرًا وحَضَرًا ، سِرًّا وعلانيةً .

ولَمَّا كانت منزلةُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عند ربِّه بهذه المرتبة ، وكانت حاجةُ الناس إليه بهذه الدرجة ، فقد أوجب اللهُ لنبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - على هذه الأمة جُملةً من الحقوق والواجبات ، تُنَظِّمُ العلاقةَ التي تربطهم به تنظيمًا دقيقًا ، لا لَبْسَ فيه ولا اشتباه .

وهذه الحقوقُ منها ما يَتَّصِلُ بجانبِ الرسالة التي بُعِثَ بها ، ومنها ما يتعلَّقُ بخاصةِ شخص الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - تفضيلاً وتكريمًا من الله له .

وقد وردت في شأن تلك الحقوق نُصوصٌ كثيرةٌ في كتاب الله عز وجل ، وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وضَّحت وفصَّلت وبيَّنت جوانبَ تلك الحقوق .

وهذه الحقوقُ في جُملتِها هي الأصلُ الثاني من أصلَيْ الدِّين ، كما يَدُلُّ عليه قولُنا " أشهدُ أن لا إله إلا الله ، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله ".

ولذا فقد كان لِزامًا على كل مَن ينطقُ بهذه الشهادة ، ويَدِينُ اللهَ بهذا الدِّين ، أن يُحيطَ بتلك الحقوق مَعرفةً ، ويَلتزِمَ بها اعتقادًا وقَولاً وعَملاً ، فذلك عَقدٌ من عُقودِ الإيمان الذي لا يحصلُ إيمانُ العبد إلَّا به .

ومِمَّا يُؤسَفُ له أنَّ كثيرًا مِن المسلمين اليومَ ، هم على درجة كبيرة من الجهل بهذه الحقوق ، فتراهم لذلك على طرفيْ نقيض هذا المقام :

- فإمَّا مُقَصِّرٌ عن القيام بهذه الحقوق التي أوجبها اللهُ على الأمة ، فتراه لا يُقيم لها وزنًا ، ولا يُلقي لها بالاً .

- وإمَّا غَالٍ مُبتدِع مُنكَبٍّ على ما ابتدعه ، يَظُنُّ أنَّه بما يفعله مِن أمور مُبتدَعةٍ في هذا المقام ، قد أحسن صُنعًا ، وأنَّه مُؤَدٍّ لِمَا أوجبه اللهُ من حَقٍّ لنبينا محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وكِلا الطرفين صاحِبُ حالٍ مَذمومٍ غير محمود . فلَمَّا كان عامةُ أصحابِ هذين الطرفين إنَّما أوقعهم فيما هم فيه ، جَهلُهم بمعرفةِ تلك الحقوق على الوجه المطلوب شرعا ، ولَمَّا كانت هذه الحقوقُ هِيَ مِن جُملةِ هذا الدِّين الذي تَعَبَّدنا اللهَ به ، فكان لا بُدَّ فيها مِن تَوَفُّر شَرْطَي القَبول :

أ- الإخلاصُ .
2- الصوابُ ( الاتِّبَاع ) .
كما قال تعالى { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } الكهف/110 .

فقد أحببتُ أن أُوَضِّحَ تلك الحقوق النبوية وِفقَ ما جاءت بذلك النصوصُ الشرعية ، وما كان عليه سَلَفُ هذه الأمة وأئمتُها ، عسى أن يكونَ في هذا البيان والتوضيح تعليمٌ للجاهِل ، وتذكيرٌ للغافِل ، وتحذيرٌ ورَدْعٌ للمُبتدِع ، ومُدارسةٌ للعارِف .

فأسألُ اللهَ عز وجل التوفيقَ والرشادَ ، وأن يَرزُقنا التَّمَسُّكَ بِسُنَّةِ نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم ، والسَّيرَ على هَدْيهِ ، والتَّأسِّي به ، وأن يشرحَ لذلك صُدُورنا ، ويُنيرَ قُلُوبنا ، إنَّه جَوادٌ كريم ، وعلى كل شيءٍ قدير .[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

Qıoмı❀ 04-05-2013 08:51 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
معنى شهادة أن محمداً رسولُ الله _ صلَّى الله عليه وسلَّم :

أ- معناها :

" معنى شهادة أنَّ محمدًا رسولُ الله : طاعتُه فيما أمر ، وتصديقُه فيما أخبر ، واجتنابُ ما نهى عنه وزَجَر ، وأن لا يُعبَدَ الله إلَّا بما شَرَع " .

وهذه الشهادةُ هِيَ الشَّطْرُ الثاني مِنَ الرُّكن الأول مِن أركان الإسلام الخمسة ، كما أنَّ الإيمانَ بالنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - داخِلٌ في الرُّكن الرابع مِن أركان الإيمان الستة ، ويشهد لذلك حديثُ جبريل المشهور .

ويُلاحَظُ أنَّنا عرّفنا الشهادةَ والإيمانَ به بتعريفٍ واحد ، وهذا الأمرُ يَصِحُّ في حالةِ الإفرادِ ، أما في حالة الاقتران فالإيمانُ به يَختَصُّ بتصديق القلب وإقراره ، والشهادةُ يُرادُ بها نُطقُ اللسان واعترافُه ، ويجب تحقيقُ هذه الشهادة مَعرفةً وإقرارًا وانقيادًا وطاعةً .

قال شيخُ الإسلام ابن تيمية : ‹‹ وأما الإيمانُ بالرسول فهو المهم ، إذ لا يَتِمُّ الإيمانُ بالله بدون الإيمان به ، ولا تحصل النجاةُ والسعادةُ بدونه ، إذ هو الطريقُ إلى الله سبحانه ، ولهذا كان رُكنا الإسلام : " أشهدُ أن لا إله إلَّا الله ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه " ›› .

ب- شروطُ الشهادتين :

بعد ذكر معنى " شهادة أن محمدا رسول الله " ناسب المقام أن نشير هاهنا إلى شروط هذه الشهادة بشقيها ، لأننا في زمان يجهل فيه كثير من الناس هذه الشروط ، إذ يعتقد كثير منهم لجهلهم أن التلفظ وحده يكفي لتحقيق الشهادة ويستغنون بهذا عن العمل بالمقتضى المترتب على هذه الشهادة .

وتصويبًا لهذا الخطأ وإزالةً لهذا الجهل ، أقول : إنه من المعلوم أن العبد لا يدخل في دين الإسلام إلا بعد الإتيان بالشهادتين "شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة أن محمدا رسول الله".

قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } الحجرات/15 ،

وقال صلى الله عليه وسلم : ‹‹ أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ›› متفقٌ عليه .

ومن المعلوم كذلك أن جميع الدين داخل في الشهادتين إذ مضمونهما أن لا نعبد إلا الله ، وأن نعبده بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونطيعه فيما جاء به عن ربه سبحانه وتعالى ، والدين كله داخل في هذا .

ولهاتين الشهادتين شروطٌ لا بد من توفرها فيهما ، إذ لا يمكن لقائلهما أن ينتفع بهما إلا بعد اجتماعها فيهما ، وهذه الشروط مطلوبةٌ في كلا الشهادتين ، وذلك لما بينهما من التلازم ، فالعبد لا يدخل في الدين إلا بهما معا .

وهي سبعة شروط :

# الشرط الأول : العِلم :

إذ العلم بالشيء شرطٌ عند الشهادة ، به ويشهد لذلك قوله تعالى : { إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } الزخرف/86 .

ومن الأدلة على وجوب العلم بالشهادة قوله تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ } محمد/19 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ‹‹ من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة ›› رواه مسلم . والعلم المراد به هنا : هو معرفة معنى الشهادتين ، ومقتضاهما ، واللوازم المترتبة على ذلك .

فلا إله إلا الله معناها : لا معبود بحَقٍّ إلا الله .

ومقتضاها ولازمها : نفي الشرك ، وإثبات الوحدانية لله تعالى ، وإفراده بالعبادة ، مع الاعتقاد الجازم لما تضمنته من ذلك ، والعمل به .. تيسير العزيز الحميد

ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله : الإقرار والاعتراف للرسول صلى الله عليه وسلم أنه عبد الله ورسوله إلى الناس كافة .. دليل المسلم في الاعتقاد ، للشيخ عبد الله خياط

ومقتضاها ولازمها : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يُعبَدَ الله إلا بما شرع .



# الشرط الثاني : اليقين :

أي استيقان القلب بالشهادتين ، وذلك بأن يعتقدهما اعتقادًا جازمًا لا يصاحبه شك أو ارتياب ؛ لأن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن ، قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا } الحجرات/15 . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : ‹‹ مَن لقيتَ وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مُستيقنًا بها قلبه فبشره بالجنة ›› الحديث .. رواه مسلم ، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‹‹ أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غير شَاكٍّ فيهما إلا دخل الجنة ›› رواه مسلم .



# الشرط الثالث : الإخلاص :

"وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك" .

قال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } الآية .. البينة/5 ، وقال تعالى : { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } الزمر/3 ؛ "أي لا يقبل الله من العمل إلا ما أخلص فيه العامل لله وحده لا شريك له" .

وقال قتادة في قوله تبارك وتعالى : { أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } شهادة أن لا إله إلا الله " . تفسير ابن كثير

وعن عتبان بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‹‹ فإن الله حرم على النار مَن قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ›› متفقٌ عليه .

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‹‹ أسعد الناس بشفاعتي مَن قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه ›› رواه البخاريّ .



# الشرط الرابع : الصدق فيها المنافي للكذب :

"وهو أن يقولها صِدقًا من قلبه يُواطىء قلبه لسانه" .

قال تعالى : { الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } العنكبوت/1-2-3 ، "أي الذين صدقوا في دعوى الإيمان ممن هو كاذب في قوله ودعواه ، والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة" تفسير ابن كثير .

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعاذ رديفه على الرحل – قال : ‹‹ يا معاذ بن جبل ›› قال : لبيك يا رسول الله وسعديك . قال : ‹‹ يا معاذ ›› قال : لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثًا . قال : ‹‹ ما مِن أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صدقًا مِن قلبه إلا حرمه الله على النار ›› الحديث .. رواه البخاريّ .



# الشرط الخامس : المحبة :

"لهذه الكلمة ، ولما اقتضته ودلت عليه ، ولأهلها ، والعاملين بها ، الملتزمين لشروطها ، وبغض ما ناقض ذلك" معارج القبول .

قال تعالى : { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } التوبة/24 ، ففي الآية دليلٌ على وجوب محبة الله ورسوله ، ولا خلاف في ذلك بين الأمة ، وأن ذلك مقدم على كل محبوب .. تفسير القُرطبُيّ

وقال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ } الآية .. البقرة/165 .

وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه } الآية .. المائدة/54 .

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ‹‹ ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : مَن كان اللهُ ورسولُهُ أحب إليه مما سواهما ، وأن يُحِبَّ المرءَ لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَفَ في النار ›› متفقٌ عليه .



# الشرط السادس : الانقياد :

أي الانقياد والاستسلام ظاهرًا وباطنًا لأوامر الله ، وما أنزله من الشرع على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى : { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور ِ} لقمان/22 .

ففي هذه الآية : "يقول تعالى مُخبِرًا عَمَّن أسلم وجهه لله ، أي أخلص له العمل وانقاد لأمره واتبع شرعه، ولهذا قال : { وَهُوَ مُحْسِنٌ } ، أي في عمله : باتباع ما به أمر ، وترك ما عنه زجر { فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ؛ أي فقد أخذ مَوثِقًا من الله مَتينًا أنه لا يُعذبه { وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }" . تفسير ابن كثير

وقال تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً } الأحزاب/36 . والآية عامة في جميع الأمور ، وذلك أنه إذا حَكَمَ اللهُ ورسولُهُ بشيءٍ فليس لأحد مخالفته ، ولا اختيار لأحد هنا ولا رأي ولا قول ، كما قال تبارك وتعالى : { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } تفسير ابن كثير .



# الشرط السابع : القبول :

أي قبول الشهادتين ، والالتزام بمقتضياتها ولوازمها .

قال تعالى { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } البقرة/285 ، وقال تعالى في شأن مَن لم يقبلها : { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } الصافات/35-36 .

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ‹‹ مَثَلُ ما بعثني اللهُ به مِن الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا ، فكان منها نقية (1) قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير ، وكانت منها أجادب (2) أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان (3) لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً ، فذلك مثل مَن فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلِم وعلَّم ، ومثل مَن لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ›› متفقٌ عليه .

فهذه هي شروط الشهادتين يجب على المسلم تحقيقها ، والإتيان بها على الوجه المطلوب حتى يكون من أهلها .[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

Qıoмı❀ 04-05-2013 08:57 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][cell="filter:;"][align=center]
ج- مراتب الشهادة:
للشهادة مراتب يتدرج عليها الشاهد مرتبة بعد مرتبة حتى يتم له تحقيق الشهادة على الوجه المطلوب.
ومراتب الشهادة أربع هي الكواشف الجلية:


# المرتبة الأولى:
العلم والمعرفة والاعتقاد لصحة المشهود به وثبوته، فلا بد للشاهد أن يعلم ويعرف معنى الشهادتين وإلا كان الشاهد شاهدا بما لا علم له به
قال تعالى: {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} الآية .. الزخرف/86.





# المرتبة الثانية:
تكلمه بالشهادتين وإن لم يُعلِم بها غيره، بل يتكلم بها مع نفسه ويتذكرها وينطق بها
أو يكتبها , والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز:
{وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ}الآية .. الزخرف/19.
فجعل ذلك منهم شهادة وإن لم يتلفظوا بلفظ الشهادة ولم يؤدوها عند غيرهم.





# المرتبة الثالثة:
أن يُعلِم غيره بما شهد به ويخبره به ويبينه له ومرتبة الإعلام والإخبار نوعان:
إعلام بالقول، وإعلام بالفعل.
وهذا شأن كل مُعلِم لغيره بأمر، تارة يعلمه به بالقول وتارة بفعل ومما يدل
على أن الشهادة تكون بالفعل قوله تعالى:
{مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ} الآية .. التوبة/17.
فهذه شهادة منهم على أنفسهم بما يفعلونه الكواشف الجلية



# المرتبة الرابعة:
أن يلتزم بمضمونها ويأتمر به.
ومجرد الشهادة لا يستلزم هذه المرتبة، لكن الشهادة في هذا الموضع تدل عليه وتتضمنه، فإنه سبحانه وتعالى
شهد به شهادة من حكم به وقضى وأمر وألزم عباده كما قال تعالى:
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}الآية .. الأسراء/23.
وقد شهد الله لنفسه بالوحدانية فقال تعالى
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}الآية .. آل عمران/18.
المطلب الرابع: نواقض الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم

المطلب الرابع: نواقض الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم


لابد أن نعرف نواقض هذا الأمر ومبطلاته حتى يحترز المسلم من الوقوع فيها، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: "كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..." أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن: باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة؟،

ولمعرفة نواقض الإيمان به صلى الله عليه وسلم نقول:
لما كان الإيمان به صلى الله عليه وسلم يعني تصديقه وتصديق ما جاء به صلى الله عليه وسلم، والانقياد له، فإن الطعن في أحد هذين الأمرين ينافي الإيمان ويناقضه فالنواقض على هذا الاعتبار يمكن تقسيمها إلى قسمين:
القسم الأول: الطعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني: الطعن فيما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم مما هو معلوم من الدين بالضرورة، إما بإنكاره أو بانتقاصه.













القسم الأول: الطعن في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم:


ومما يدخل تحت هذا القسم نسبة أي شيء للرسول عليه الصلاة والسلام مما يتنافى مع اصطفاء الله له لتبليغ دينه إلى عباده، فيكفر كل من طعن في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم أو أمانته أو عفته أو صلاح عقله ونحو ذلك.

كما يكفر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو عابه، أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو عرّض به، أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه أو العيب له، فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل كفرا، وكذلك من لعنه، أو دعا عليه، أو تمنى مضرة له، أو نسب إليه مالا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهُجر (1) ومنكر من القول وزور، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو تنقصه ببعض العوارض البشرية الجائزة المعهودة لديه"(2) .
فالساب إن كان مسلما فإنه يكفر ويقتل بغير خلاف، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم.
وإن كان ذميا فإنه يقتل أيضا في مذهب مالك وأهل المدينة وهو مذهب أحمد وفقهاء الحديث وهو المنصوص عن الشافعي نفسه كما حكاه غير واحد"الصارم المسلول على شاتم الرسول لشيخ الإسلام ابن تيمية
وهذا الحكم على الساب والمستهزئ، يستوي فيه الجاد والهازل بدليل قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}الآيتان (65، 66) من سورة التوبة.
ومن الأدلة الواردة في السنة حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله"،فقام محمد بن مسلمة فقال: يارسول الله أتحب أن أقتله؟، قال: "نعم..." أخرجه البخاري في صحيحه- واللفظ له - كتاب المغازي باب قتل كعب بن الأشرف. انظر: فتح الباري (7/
فعلم من هذا الحديث أن من آذى الله ورسوله كان حقه أن يقتل كما قتل كعب بن الأشرف
والأدلة من الكتاب والسنة على هذه المسألة كثيرة ولا مجال لاستيعابها هنا.
- الإجماع:
وقد أجمعت الأمة على قتل منتقصه من المسلمين وسابه، وكذلك حكى غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره.
وقال الإمام إسحاق بن راهويةأحد الأئمة الأعلام: "أجمع المسلمون على أن من سب الله، أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل، أو قتل نبيا من أنبياء الله عز وجل أنه كافر بذلك وإن كان مقرا بكل ما أنزل إليه".
وقال الخطابي "لا أعلم أحدا من المسلمين اختلف في وجوب قتله". وقال محمد بن سحنون :أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم والمتنقص له كافر، والوعيد جاء عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر"الصارم المسلول
ومن المعلوم أن سب النبي صلى الله عليه وسلم تعلق به عدة حقوق:
1- حق الله سبحانه:
فإن الطعن في الرسول طعن في المرسل وتكذيبه تكذيب لله تبارك وتعالى وإنكار لكلامه وأمره وخبره وكثير من صفاته.












2- وتعلق حق جميع المؤمنين:


فإن جميع المؤمنين مؤمنون به خصوصا أمته فإن قيام أمر دنياهم ودينهم وآخرتهم به، بل عامة الخير الذي يصيبهم في الدنيا والآخرة بواسطته وسفارته فالسب له أعظم عندهم من سب أنفسهم وآبائهم وأبنائهم وسب جميعهم، كما أنه أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم وآبائهم والناس أجمعين.

من حيث خصوص نفسه، فإن الإنسان تؤذيه الوقيعة في عرضه أكثر مما يؤذيه أخذ ماله، وأكثر مما يؤذيه الضرب، بل ربما كانت عنده أعظم من الجرح ونحوه، خصوصا من يجب عليه أن يظهر للناس كمال عرضه وعلو قدره لينتفعوا بذلك في الدنيا والآخرة، فإن هتك عرضه وعلو قدره قد يكون أعظم عنده من قتله، فإن قتله لا يقدح عند الناس في نبوته ورسالته وعلو قدره كما أن موته لا يقدح في ذلك، بخلاف الوقيعة في عرضه فإنها قد تؤثر في نفوس بعض الناس من النفرة عنه وسوء الظن به ما يفسد عليهم إيمانهم
ويوجب لهم خسارة الدنيا والآخرة ..الصارم المسلول
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:01 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
القسم الثاني: من نواقض الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم:
الطعن فيما أخبر به الرسول لا- مما هو معلوم من الدين بالضرورة- إما بإنكاره أو انتقاصه.
فإذا اجتمعت الشروط التالية في المنكر وهي:
أ- أن يكون ذلك الأمر المنغص من الأمور التي أجمعت عليها الأمة وأن يكون من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة انظر صحيح مسلم بشرح النووي
ب- أن لا يكون المنكر حديث عهد بالإسلام لا يعرف حدوده فهذا إذا أنكر شيئا من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة جهلا به فانه لا يكفر صحيح مسلم بشرح النووي
ج- أن لا يكون المُنكِر مكرها على ذلك، والمُنكِر في هذه الحالة يحكم بكفره وانتقاض إيمانه. والمنتقص لأمور الدين إذا كان غير مكره فإنه يكفر سواء كان جادا في ذلك أم هازلا.



والأمثلة على هذا القسم كثيرة جدا نذكر منها على سبيل المثال ما يختص بجانب الإيمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
أولا: "أن يعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه وأن حكم غيره أحسن من حكمه
ثانيا: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فهو كافر"الجامع الفريد
ثالثا: اعتقاد الإنسان أنه يسعه الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم.




ولهذا الأمر صورتان:
الأولى: أن لا يرى وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ولا وجوب طاعته فيما أمر به وإن اعتقد مع ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عظيم القدر علما وعملا وأنه يجوز تصديقه وطاعته ولكنه يقول إنه لا يضر اختلاف الملل إذا كان المعبود واحدا ويرى أنه تحصل النجاة والسعادة بمتابعة الرسول وبغير متابعته وهذا هو قول الفلاسفة والصابئة مجموع الفتاوى
وهذا القول هو الذي ينادي به في وقتنا الحاضر من يدعون إلى وحدة الأديان ويروج لهم في ذلك الماسونية (1)

الثانية: من يرى طلب العلم بالله من غير خبره، أو العمل لله من غير أمره، وهؤلاء وإن كانوا يعتقدون أنه يجب تصديق الرسول أو تجب طاعته.
وإضافة إلى هذه النواقض فإن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ينتقض أيضا بالنواقض العامة الأخرى للإسلام وهي:

1- الشرك في عبادة الله تعالى:
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}النساء/48 .

2- أن يجعل بينه وبين الله وسائط:
يدعوهم ويسألهم الشفاعة فيما لا يقدر عليه إلا الله، ويتوكل عليهم فهذا كافر بالإجماع الجامع الفريد
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}الأعراف/194

3- السحر:
ومنه الصرف والعطف (2) فمن فعله أو رضي به كفر الجامع الفريد بدليل قوله تعالى: { وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ}البقرة/102




4- "مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين"الجامع الفريد :
والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}المائدة/51
وهذا من أعظم النواقض التي وقع فيها سواد الناس اليوم في الأرض وهم بعد ذلك يحسبون على الإسلام ويتسمون بأسماء إسلامية، فلقد صرنا في عصر يُستحى فيه أن يقال للكافر يا كافر.
ومظاهرة المشركين أخذت صورا شتى فمن الميل القلبي إلى انتحال مذاهبهم الإلحادية إلى مجاراتهم في تشريعاتهم، إلى كشف عورات المسلمين لهم، إلى كل صغير وكبير في حياتهم..."كتاب الولاء والبراء في الإسلام تأليف محمد بن سعيد القحطاني



5- الإعراض عن دين الله تعالى:
لا يتعلمه ولا يعمل به الجامع الفريد والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}السجدة /22

ولا فرق في جميع هذه النواقض يين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره وكلها من أعظم ما يكون خطرا، وأكثر ما يكون وقوعا فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه الجامع الفريد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:14 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][cell="filter:;"][align=center]...‿. ✿ .‿...









المبحث الثاني: وجوب الإيمان بنبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم.

المطلب الأول: معنى النبوة والرسالة
جمع الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يين النبوة والرسالة قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} الأحزاب/40
أ- معنى النبي لغة وشرعا:
النبوة في اللغة العريية مشتقة إما من (النبأ) أو (النباوة) أو (النبوة) أو (النبي)لسان العرب
1- فإذا كانت مأخوذة من (النبأ) فتكون بمعنى الإخبار، لأن النبأ هو الخبر.
2- وإذا كانت مأخوذة من (النباوة أو النبوة) فتكون بمعنى الرفعة والعلو، لأن (النباوة أو النبوة: هي الشيء المرتفع).
3- أما إذا كانت مأخوذة من (النبي) بدون همز، فيكون معناها الطريق إلى الله عز وجل لأن معنى "النبي" الطريق.
ولو نظرنا إلى النبوة الشرعية لوجدنا أنها تشمل كل هذه المعاني إذ النبوة إخبار عن الله عز وجل، وهي رفعة لصاحبها لما فيها من التشريف والتكريم، وهى الطريق الموصلة إلى الله سبحانه.



أما النبوة في اصطلاح الشرع: " فهي خبر خاص يكرم الله عز وجل به أحدا من عباده فيميزه عن غيره بإيحائه إليه ويوقفه به على شريعته بما فيها من أمر ونهي ووعظ وإرشاد ووعد ووعيد"شعب الإيمان للبيهقي
أما النبي فقد اختلف العلماء في تعريفه:
- فمنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه بشرع ليعمل بهشرح العقيدة الطحاوية ولم يؤمر بتبليغه.
- فمنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله.أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي
- ومنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه وأخبره بأمره ونهيه وخبره، ويعمل بشريعة رسول قبله بين قوم مؤمنين كتاب النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية وهذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ولعله هو أرجح الأقوال وأسلمها من الاعتراض .



4- معنى الرسول لغة وشرعا:
الرسول لغة: إما مأخوذ من الرِّسل.
والرِّسل: هو الانبعاث على تؤدة. يقال: ناقة رسله: أي سهلة السير، وإبل مراسيل: منبعثة انبعاثا سهلا. ولفظ الرسل متضمن لمعنى الرفق ومعنى الانبعاث.
فإذا تصور منه معنى الرفق يقال على رسلك إذا أمرته بالرفق. وإذا تصور منه معنى الانبعاث يقال إبل مراسيل أي منبعثة.
ولفظ الرسول اشتق من المعنى الثاني أي الانبعاث.
فالرسول على هذا الاشتقاق هو المنبعثالمفردات في غريب القرآن تأليف أبي القاسم حسين محمد المعروف بالراغب الأصفهاني
وإما مأخوذ من الرَّسْل وهو التتابع فيقال جاءت الإبل رَسْلا أي متتابعة، ويقال جاءوا أرْسَالأ: أي متتابعين.
ومعنى الرسول على هذا الاشتقاق: هو الذي يتابع أخبار الذي بعثه.لسان العرب مادة "رسل"
ولو نظرنا إلى كلا الاشتقاقين فإنا نجد أن لفظ الرسول في اصطلاح الشرع يدل عليهما فالرسول مبعوث من قبل الله، وهو كذلك يتابع أخبار الوحي المنزل إليه من الله تعالى.



والرسول في الشرع: عرف بعدة تعريفات:
فمن العلماء من عرفه بقوله: هو الذي أوحى الله إليه بخبر وأمره بتبليغه للناس، وهؤلاء فرقوا بينه ويين النبي بأن النبي أوحي إليه بخبر ولم يؤمر بتبليغه شعب الإيمان للبيهقي
ومنهم من عرفه بقوله: هو الذي أنزل إليه كتاب وشرع مستقل مع المعجزة التي تثبت بها نبوته.
وقالوا: إن النبي هو الذي لم ينزل إليه كتاب وإنما أوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله أضواء البيان
ومنهم من قال: إن الرسول هو الذي ينبئه الله ثم يأمره أن يبلغ رسالته إلى من خالف أمره أي إلى قوم كافرين.
أما النبي فهو من أوحى الله إليه وأخبره بأمره ونهيه وخبره، ويعمل بشريعة رسول قبله بين قوم مؤمنين بهما.
وهذا القول الثالث هو أرجح الأقوال.
أما القول الأول فهو غير مسلم كما سبق وإن وضحت في الكلام على معنى النبي.وكذا الأمر بالنسبة للقول للثاني فليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة كما تقدم ذكر ذلك.
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:16 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]...‿. ✿ .‿...





المطلب الثاني: الأدلة من القرآن والسنة على وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم
أ-الأدلة من القرآن:
أوجب الله سبحانه وتعالى على الثقلين أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبما جاء به كما شهدت بذلك نصوص الكتاب العزيز,
في مواضع كثيرة من القرآن الكريم منها:
قال تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ، وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} الحديد/7و8.
وقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} التغابن/8.
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً} النِّساء /136.
أما الحق الثاني له:
فهو طاعته قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} آل عمران /132.
والحق الثالث هو:
محبته قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة / 24.




ب- الأدلة من السنة على وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم:
أ- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه.
2- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله"أخرجه البخاري في صحيحه.
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع لي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار"أخرجه مسلم في صحيحه .



ج-دليل الإجماع:
أجمعت الأمة على وجوب الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما أجمعت كذلك على أن كل من قامت عليه الحجة برسالة محمدا صلى الله عليه وسلم من الإنس والجن فلم يؤمن به استحق عقاب الله تعالى كما يستحقه أمثاله من الكافرين الذين بعث إليهم الرسول وهذا أصل متفق عليه بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين وسائر طوائف المسلمين أهل السنة والجماعة وغيرهم إيضاح الدلالة في عموم الرسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية مطبوعة ضمن مجموعة الرسائل المنيرية.
:
http://www.al-driweesh.com/uploads/download.php?img=141[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:18 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]...‿. ✿ .‿...



المطلب الثالث: دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم
أيد الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالدلائل، والمعجزات الكثيرة الدالة على وجوب الإيمان به وصدق رسالته وهذه الدلائل والمعجزات فاقت الألف معجزة كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيمية ومنها ما هو حسي ومنها ما هو معنوي، وكذلك هي متنوعة فمنها ما كان قبل مولده كبشارات الأنبياء به ومنها ما كان وقت ولادته كقصة الفيل والعجائب التي حدثت عام مولده الدالة على نبوته، ومنها ما كان عند مبعثه كالقرآن الكريم وانشقاق القمر ونبع الماء بين أصابعه صلى الله عليه وسلم وغيرذلك
أ- القرآن الكريم:
هو أعظم الآيات والبراهين والدلائل والمعجزات التي أعطيها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من آية أبدع ولا أروع منه.
ولقد تضمنت هذه المعجزة وجوها متعددة من الإعجاز، فالقرآن الكريم معجز بلغته وفصاحته وبيانه وبلاغته وأحكامه وتشريعاته وبما حواه من أخبار وقصص، ومغيبات، وعلوم، فهو معجز من جميع الوجوه، ولقد تحدى الله قوم النبي صلى الله عليه وسلم على أن يأتوا بمثله أو بشيء منه
المرحلة الأولى:
التحدي بالإتيان بمثل القرآن وذلك كما جاء في قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ}الطور/33-34
المرحلة الثانية:
تحداهم بالإتيان بعشر سور مثله حيث قال تبارك وتعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}هود/13
المرحلة الثالثة:
حيث تحداهم تبارك وتعالى بالإتيان بسورة واحدة فقال تعالى:{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}البقرة/23
ولما عجزوا عن الإتيان بما تحداهم به قطع الله طمعهم على أن يأتوا بمثله فقال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}الأسراء/8
وبعد مرحلة قطع الطمع أنزل الله فواتح السور كـ {الم، الر، المر} وغيرها تقريعا وتوبيخا للكفار، مخبرا لهم أن ما تحداهم به مكون من حروف هي حروف العربية التي يتحدثون بها والتي بلغوا ذروتها فهم أفصح العرب، والقرآن نزل بلغة العرب
بعض جوانب هذا الإعجاز القرآني الذى عجز الكفار أن يأتوا بمثل هذا القرآن من جهتها وهى ما يلي:
أولا:
تحداهم بفصاحة القرآن وعلو أسلوبه، وأحكامه، ودقة تعبيره.
ثانيا:
تحداهم بتشريعه الكامل الموافق لمقتضى العقل والفطرة، الهادي جميع البشر إلى سواء السبيل من جوانب الحياة كلها عقيدة وعبادة واقتصادا وسياسة وأدبا وأخلاقا
ثالثا:
تحداهم بما تضمنه القرآن من الأخبار الغيبية التفصيلية المسهبة، وبوقوف الرسول صلى الله عليه وسلم من إخوانه المرسلين السابقين موت المصدق لهم المبين لتحريف أقوامهم شرائعهم، المعلن لخزاياهم وفضائحهم في خروجهم على أنبيائهم بيان الواثق بنفسه المؤمن بما أوحي إليه من ربه، وهو أمي عاش في أمة أمية.







ب- انشقاق القمر:
قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ، وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}القمر/1-2
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر"أخرجه البخاري في صحيحه.







ج- نبع الماء بين أصابعه:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراءفوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم. قال قتادة: قلت لأنس كم كنتم؟، قال: ثلائمائة، أو أو زهاء ثلاثمائة أخرجه البخاري في صحيحه .







د- إشباع العدد الكثير من الطعام القليل:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟، قالت:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟، قالت: نعم، فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها، فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي، ولاثتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آرسلك أبو طلحة؟"، فقلت: نعم. قال: بطعام؟، قلت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: "قوموا"، فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته. فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم. فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هلمي يا أم سليم ما عندك"، فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت، وعصرت أم سليم عكة فأدمته، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء أن يقول. ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم قال: "ائذن لعشرة" فأكل القوم حتى شبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا"أخرجه البخاري في صحيحه.








هـ- ما أطلع عليه من الغيوب وما سيكون في المستقبل:
ومنها على سبيل المثال حديث حذيفة ابن اليمان قال: "قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه"أخرجه مسلم في صحيحه.
http://www.al-driweesh.com/uploads/download.php?img=141[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN].

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:21 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]...‿. ✿ .‿...



المبحث الثالث: وجوب الإيمان بعموم رسالته صلى الله عليه وسلم:
والإيمان بعموم الرسالة وعالميتها هو الذي يدين به كل مسلم يؤمن بالله ورسوله، فهذا ما جاءت به آيات الكتاب الكريم ونصوص السنة الثابتة، فهو من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة والتي أجمعت عليها الأمة.

المطلب الأول: الأدلة من القرآن على عموم رسالته
أ- الآيات التي ورد فيها لفظ "الناس" منها:
قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعا}الأعراف/158.
وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاس}سبأ/28.
وقوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً}النِّساء/79.
وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً}النِّساء/174.
والشاهد من هذه الآيات أنها بينت شمول رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للناس جميعا. قال صاحب اللسان: "الناس قد يكون من الإنس ومن الجن"لسان العرب.
ب- الآيات التي ورد فيها لفظ "العالمين": ومنها
قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}سورة الأنبياء/107.
وقوله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}سورة الأنعام/90.
وقوله تعالى: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}سورة يوسف/104.

وقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً}سورة الفرقان/1.
وقوله تعالى: {وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}سورة القلم/52. والمراد بالعالمين هنا هم الإنس والجن إذ هم المكلفون.
ج- الآيات التي ورد فيها لفظتا "كافة" و"جميعا" وهي:
قوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}سورةسبأ/28.
وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً}سورة الأعراف/58.
وهناك ثلاث عبارات هي: "الناس" و"كافة" و"جميعا" دلت جميعها على العموم.
د- الآية التي ورد فيها لفظ "ومن بلغ":
قال تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}الأنعام/19، فالشاهد من الآية هو قوله تعالى: {لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} فلفظ (من) في قوله {وَمَنْ بَلَغَ} من صيغ العموم.
هـ- الآيات التي ورد فيها خطاب الجن ومنها:
قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً}سورة الجن/1-2,إلى آخر الآيات التي نزلت في شأن دعوة الجن إلى الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
وكذلك فإن سورة الرحمن هي خطاب للثقلين الإنس والجن معا.
و- الآيات التي وردت في دعوة أهل الكتاب:
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}المائدة/19.
وبالجملة فإن في القرآن من دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن دعوة المشركين وعباد الأوثان وجميع الإنس والجن ما لا يحصى إلا بكلفة وهذا كله معلوم بالاضطرارمن دين الإسلام الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح .






المطلب الثاني: الأدلة من السنة على عموم رسالته:
1-وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة" أخرجه البخارى في صحيحه.
2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون" أخرجه مسلم في صحيحه.
3- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوتيت خسما لم يؤتهن نبي قبلي، نصرت بالرعب فيرعب مني العدو عن مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي، وبعثت إلى الأحمر والأسود"أخرجه أحمد في مسنده .
ب- السنة العملية:
إن المتأمل في سيرته ودعوته صلى الله عليه وسلم يعلم حرصه صلى الله عليه وسلم على نشر الرسالة وإبلاغها لجميع المكلفين، فقد دعا صلى الله عليه وسلم الإنس على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم، سواء كانوا أهل كتاب أم ليسوا بأهل كتاب، كما دعا الجن كذلك فآمن له من آمن منهم وبايعوه على الإسلام.






المطلب الثالث: دليل الإجماع على عموم رسالته.
إن الإجماع منعقد من أئمة المسلمين وعامتهم على أن محمدا صلى الله عليه وسلم أرسل إلى جميع الأمم - أهل الكتاب وغير أهل الكتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح - فإن الذي يدين به المسلمون هو أن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث رسولا إلى الثقلين الإنس والجن، أهل الكتاب وغيرهم، وأن من لم يؤمن به فهو كافر مستحق لعذاب الله، مستحق للجهاد، وهو مما أجمع أهل الإيمان بالله ورسوله عليه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بذلك وذكره الله في كتابه، وبينه النبي أيضا في سنته.






:
:rose:[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:23 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]المبحث الرابع: وجوب الإيمان بأنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.
المطلب الأول: معنى ختم النبوة.
أ- معنى الختم في اللغة:
الختم في اللغة ورد لعدة معان هي:
ا- الطبع
2- تغطية الشيء والاستيثاق منه بحيث لا يدخله شيء ولا يخرج منه شيء
3- آخر الشيء ونهايته:
ب- معنى ختم النبوة:
"ختم النبوة" فإنه يكون معناها "انتهاء إنباء الله للناس وانقطاع وحي السماء".كتاب عقيدة ختم النبوة للدكتور أحمد بن سعد الغامدي .



المطلب الثاني: الأدلة من القرآن الكريم على ختم النبوة.
أ- آية الختم:
قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.
وقد تعرض أهل التفسير للقراءات الواردة في قوله "خاتم" من هذه الآية فذكروا أن فيها قرائتين:
الأولى: قراءة الكسر "خاتِم
وهي الأشهر عند أهل اللغة والتفسير الذين أجمعوا أن قراءة الكسر هي قراءة الجمهور وعامة قراء الأمصار تفسير الطبري وتفسير البغوي وتفسير القرطبي وعلى هذه القراءة "وخاتم النبيين" يكون المعنى أنه: "ختم النبيين" لأنه ختم به النبيون فهو خاتمهم.
الثانية: قراءة الفتح "خاتَم
وهي الأقل استعمالا يين القراء ولهذا فإن المفسرين لا يعزونها إلا إلى أفراد القراء كعاصم وابن عامر وغيرهما.
فعلى هذه القراءة "وخاتم النبيين" يكون المعنى أي آخر النبيين مبعثا فبه انتهت النبوة.
ب- الآيات الدالة ضمنا على ختم النبوة:
ومن هذه الآيات آيات عموم الرسالة وعالميتها والتي تقدم ذكرها في المبحث الثالث،
ومن الأدلة كذلك الإخبار بإكمال هذا الدين وإتمامه:
قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً}المائدة/3



المطلب الثالث: الأدلة من السنة على ختم النبوة:
أ- الأحاديث التي ورد فيها التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، ومنها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذراع - وكانت تعجبه - فنهس منها نهسة ثم قال "أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مما ذلك؟"، ثم ذكر صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وما يحدث فيه من استشفاع الناس بالأنبياء للحساب حتى يصلوا إليه صلى الله عليه وسلم، فذكر صلى الله عليه وسلم أنهم يقولون: "أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تشفع لنا إلى ربك ..." أخرجه البخاري في صحيحه.
ب- الأحاديث التي ورد فيها ضربه صلى الله عليه وسلم الأمثال لختم النبوة ومنها:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها، إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون: لولا موضع اللبنة". متفق عليه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، وعند مسلم بزيادة لفظ: "فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء".
ج- الأحاديث التي ورد فيها تصريحه صلى الله عليه وسلم بانقطاع النبوة وأنه لا نبي بعده ومنها:
أ- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون..."تقدم تخريجه .
د- الأحاديث التي ورد فيها تحذيره صلى الله عليه وسلم من المتنبئين بعده ومنها:
ا- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله..."أخرجه البخاري في صحيحه.

ه- الحديث الذي ورد فيه التصريح بأنه آخر الأنبياء وأن مسجده آخر المساجد وأن أمته آخر الأمم.
ا- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "صلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء وإن مسجده آخر المساجد..."
و- دلالة بعض أسمائه صلى الله عليه وسلم على كونه خاتم الأنبياء:
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى لي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي"أخرجه البخاري في صحيحه.



المطلب الرابع: ما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم في تأكيد عقيدة ختم النبوة:
أ- روايتهم للأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن والتي بلغت حد التواتر على تنوع عبارات تلك الأحاديث واختلاف المناسبات التي قيلت فيها، وهذا مما يدل على على اعتقادهم لهذا الأمر وحرصهم على إبلاغه لهذه الأمة.
ب- إجماع الصحابة على قتال المتنبئين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد سير أبو بكر رضي الله عنه الجيوش - والتي كان معظم جندها من الصحابة رضوان الله عليهم -
وذلك لقتال مسيلمة الكذاب وطليحة الأسدي اللذين ادعيا النبوة.
ج- ما ورد من الأقوال المأثورة عنهم والتي تضمنت التأكيد على ختم النبوة وانقطاع الوحي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الأقوال: ما رُوي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم..."أخرجه البخاري في صحيحه.


المطلب الخامس: إجماع الأمة
وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من العلماء، أذكر على سبيل المثال قول بعض منهم:
قال ابن عطية في معرض كلامه على آية الختم: "وهذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفا وسلفا متلقاة على العموم التام مقتضية نصا أنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم"تفسيرالقرطبي.
.
.
.
:rose:[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:25 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]المبحث الخامس: وجوب الإيمان بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأكملها.
قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً}المائدة/3.
وهذه الآية دليل على كمال الدين وحيا من الله، وتبليغا من رسوله صلى الله عليه وسلم، ولقد نزلت هذه الآية الكريمة والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفات في حجة الوداع، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها إحدى وثمانين ليلة.
وما كان من النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية الكريمة إلا أن استشهد الناس على ذلك في نفس المناسبة التي نزلت فيها الآية.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟".
قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: "اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات..." أخرجه مسلم في صحيحه.
ولقد أمر الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في مواطن متعددة من كتابه العزيز بأن يبلغ أمور هذا الدين البلاغ المبين الواضح وقال تعالى: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِين} النحل /82 , وقال تعالى: {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ} الشورى/48.
ومما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم الأنبياء بلاغا فقد كان صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية أمته، وقد قال تعالى في حقه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} التوبة /128.
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم في مواطن متعددة بأنه قد أبلغ أمور الرسالة وأوضحها لأمته، وهو صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "قد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" أخرجه أحمد في مسنده .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لو كتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما أوحي إليه من كتاب الله لكتم {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} الأحزاب/37"أخرجه الطبري في تفسيره .





المبحث السادس: وجوب الإيمان بعصمته صلى الله عليه وسلم.
وقد ضمنت هذا المبحث ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: تعريف العصمة.
المعنى اللغوي:
العصمة وردت في اللغة لعدة معان منها:
ا- المنع
2- الحفظ
3- القلادة
4- الحبل
5- السبب
المعنى الشرعي:
أما عصمة النبي صلى الله عليه وسلم فقد عرفت بعدة تعريفات ولعل من أحسنها وأسلمها ما ذكره صاحب كتاب نسيم الرياض بأنها "لطف من الله تعالى يحمل النبي على فعل الخير ويزجره عن الشر مع بقاء الاختيار تحقيقا للابتلاء" نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض .




المطلب الثاني: الجوانب التي عصم فيها النبي صلى الله عليه وسلم
أ- العصمة في التبليغ ودعوى الرسالة:
ولقد دلت نصوص القرآن والسنة على عصمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب، وانعقد إجماع الأمة على ذلك.
فمن القرآن:
ا- قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}، فالآية نص في عصمة لسانه صلى الله عليه وسلم من كل هوى وغرض فهو لا ينطق إلا بما يوحى إليه من ربه ولا يقول إلا ما أمر به فيبلغه إلى الناس كاملا موفورا من غير زيادة ولا نقصان.
وأما الأدلة من السنة على ذلك فمنها:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني لا أقول إلا حقا"، قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله. قال: "إني لا أقول إلا حقا" أخرجه أحمد في مسنده والترمذي في سننه، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
دليل الإجماع:
نقل غير واحد من العلماء إجماع الأمة واتفاقها على عصمته صلى الله عليه وسلم في تبليغ ما أوحي إليه من ربه عز وجل.
قال القاضي عياض: "وأجمعت الأمة في ما كان طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار
عن شيء منها بخلاف ما هو به، لا قصدا ولا عمدا ولا سهوا ولا غلطا"الشفا
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه، وفى تبليغ رسالاته باتفاق الأمة ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه ..... والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين" مجموع الفتاوى .
ب- العصمة من الكفر والشرك:
الحديث عن عصمته صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب ذو شقين هما:
الأول: عصمته قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم.
الثانى: عصمته بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم.
ج- عصمته من الكذب في غير الوحي والتبليغ.
ومن الأدلة التي يستدل بها على اتصافه بالصدق قبل بعثته ما يلي:
إجماع قرييش على الإقرار بصدقه حينما جمعها ليصدع بالدعوة جهرا فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} الشعراء/214 صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي: "يا بني فهريا بني عدي" - لبطون قريش - حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي". قالوا: ما جربنا عليك إلا صدقا.
قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد... " أخرحه البخاري في صحيحه كتاب التفسير.
د- عصمته صلى الله عليه وسلم من الكبائر التي دون الشرك:
جبل الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم على كل خلق فاضل كريم قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}القلم/4 ,فخلقه بأكرم السجايا، وجميل الأخلاق، وحسن الطوية وصفات الخير جميعها، كما نزهه عن كل ما يحط من قدره وينقص من منزلته.



المطلب الثالث: مسألة وقوع الخطأ منه.
أكثر علماء الإسلام يعتقدون الأمور التالية:
1-أن الخطأ يقع منه صلى الله عليه وسلم على سبيل الاجتهاد من غيرأن يتعمده ولذلك لا تسمى "معصية" فهذه العبارة تعد إساءة أدب معه صلى الله عليه وسلم ولا يصح إطلاقها في حقه صلى الله عليه وسلم.
2-أن الله لا يقره على هذا الخطأ الذي وقع منه صلى الله عليه وسلم بل يوجهه.
3- أن ما يقع منه من هذا القبيل ليس مما يقدح في حقه أو ينقص من منزلته وقدره.
4- أن التوبة حاصلة منه عن هذا الخطأ، وهذا مما يرفع من قدره ويعلي منزلتهكما أن الله قد وعده بالمغفرة بقوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر}الفتح/2.
فاقتضت حكمته تعالى أن لا يكون معصوما في هذا الجانب وذلك حتى تقتدي به الأمة من بعده في النظر في القضايا والأحكام على ما كان يقضي به بين الناس، لأنه قد استوى في ذلك هو وغيره من الناس.
وكذا الأمور بالنسبة لما يقع عليه من الأسقام والأمراض فهو صلى الله عليه وسلم بشر من البشر يقع عليه مثل ما يقع على غيره من البشر.
.
.
.
:rose:[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:29 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]الفصل الثاني: وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم سنته والمحافظة عليها.
بعث الرسل جميعا بأصول ثلاثة هي:
ا- الدعوة الى الله.
2- إرشاد العباد وتعريفهم بالطريق الموصل إلى الله.
3- ييان حال العباد في معادهم.
فالأصل الأول يتضمن إثبات الصفات والتوحيد والقدر، وذكر أيام الله في أوليائه وأعدائه وهي القصص التي قصها الله على عباده والأمثال التي ضربها لهم.
والأصل الثاني: يتضمن تفصيل الشرائع والأمر والنهي والإباحة، وبيان ما يحبه الله ويكرهه.
والأصل الثالث: يتضمن الإيمان باليوم الآخر، والجنة والنار والثواب والعقاب.
وقد أوجب الله وافترض على العباد طاعته ومحبته وتعزيره وتوقيره والقيام بحقوقه وأوصاه باتباع شرعه ونهجه والسير على هداه وجعل طريقه هي الطريق الوحيد الموصلة إليه وسد باقي الطرق فلم يفتح لأحد طريقا غير طريقه، وسمى تلك الطرق سبلا تضل عن سبيله فقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}الأنعام/153.
والأدلة على وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم ولزوم سنته واتباع شريعته كثيرة وهذا ما سأتطرق إليه في هذا الفصل باذن الله تعالى والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
المبحث الأول: الأدلة على وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم
المطلب الأول: الأدلة من القرآن على وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: "نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاثة وثلاثين موضعًا"الصارم المسلول لشيخ الإسلام ابن تيمية .
وسوف أعرض لهذه الآيات بعد تقسيمها على حسب ما اتحدت به في السياق على النحو التالي:
أ- الآيات التي جاء فيها الأمر بطاعته صلى الله عليه وسلم ومن تلك الآيات قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}النساء/80.
وهذه الآية ضمن سلسلة من الآيات ربطت بين طاعة الله تبارك وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم , ومن تلك الآيات الواردة بهذه الصيغة:
1- قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}آل عمران/32.
2- وقوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}آل عمران/132.
وفي آيات أخر يأمر الله سبحانه بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم مع إعادة الفعل،
ومن هذه الآيات:
ا- قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}المائدة/92.
- وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}محمد/33.
ب- الآيات التي جاء فيها الأمر باتباعه والتأسي به والأخذ بما شرعه:
جاء الأمر من الله تبارك وتعالى باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم والتأسي به في مواطن متعددة من كتابه العزيز.
1- قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} آل عمران/31.
2- وقال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}الأعراف/158.
ج- الآيات التي جاء فيها وجوب التسليم لحكمه والانقياد له:
قال تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}النساء/65.





المطلب الثاني: الأدلة من السنة على وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم.
حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على طاعته وامتثال أمره واتباع ما جاء به والسير على سنتة والاقتداء به في كل ما جاء به عن ربه عز وجل.
وسأشير ههنا إلى طرف من تلك الأحاديث مع بيان ما فيها من توجيهات وإرشادات تنير الطريق للسالكين الراغبين بالفوز برضى الله وجنات النعيم.
أ- كون طاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم سببا لدخول الجنة، ومخالفته ومعصيته سببا لدخول النار.
أولا: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى"، قالوا: يارسول الله ومن يأبى؟، قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".أخرجه البخاري في صحيحه.
ثانيا: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله..." أخرجه البخاري في صحيحه.
ب- ضربه صلى الله عليه وسلم الأمثال في الحث على طاعته.
أولا: عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثلي ومثل مابعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: ياقوم إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء. فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا. وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم. فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به. ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق"أخرجه البخاري في صحيحه.
ثانيا: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل الرجل يزعهنويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها"أخرجه البخاري في صحيحه.
ج- حثه صلى الله عليه وسلم لأمته على التمسك بسنته وتحذيره من مخالفتها.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فأنا أصلي الليل أبدا.
وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر.
وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟، أما والله إني
لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني"أخرجه البخاري في صحيحه.
وحديث أنس هذا يعد قاعدة جليلة من قواعد التأسي والاتباع وذلك لما حواه من توجيهات هامة جدا في هذا الشأن منها:
1- أن الابتداع في الدين أمر مردود وغير مقبول بل يعد من الرغبة عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والخروج عن شريعته.
2- حثه صلى الله عليه وسلم على التمسك بما هو عليه وهى الحنيفية السمحة فهذا ما دل عليه قوله: "لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء".
فالإسلام دين الفطرة ونبينا صلى الله عليه وسلم حرص بقوله هذا على سد باب التشديد المتمثل في الرهبانية فلا رهبانية في الإسلام.
وقد رسم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ركيزتين أساسيتين في هذا الدين هما: 1- الاتباع ، 2- ترك الابتداع.
ولقد سار الصحابة رضوان الله عليهم على هذه الوصية النبوية وعملوا بها .
د- بيانه لمواقف الناس من الأخذ بدعوته واتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن مثل ما بعثني الله به عز وجل من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله منها الناس، فشربوا منها، وسقوا، وزرعوا. وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه الله به فعَلِم وعَلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به"صحيح مسلم.



المطلب الثالث: دليل الإجماع على وجوب طاعته.
الإجماع من الأمة منعقد على وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه في جميع ما جاء به من ربه عز وجل، وذلك لثبوت الأمر بهذا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، بل إن الأمر بوجوب طاعته صلى الله عليه وسلم يعد من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة التي لا يعذر إنسان بجهلها.
فلقد اعتُني بالسنة فنقلها الخلف عن السلف، وحافظوا عليها، ووضعوا لها القواعد التي اعتنت بسلامتها سندا ومتنا.
والنقول عن السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن سار على نهجهم في وجوب
طاعته صلى الله عليه وسلم واتباع ما جاء به وتعظيمهم لسنته والعمل بها كثيرة جدا. ومن تلك النقول ما يلي:
أ- الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من العرب، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: والله لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة. فقال له عمر رضي الله عنه: كيف تقاتلهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها". فقال أبو بكر الصديق: أليست الزكاة من حقها؟، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. فقال عمر رضي الله عنه: فما هو إلا أن عرفت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق"
أخرجه البخاري في صحيحه.
- عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
ورد عنه أنه كان يقول: "إن أصدق القيل قيل الله، ألا وإن أحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة ضلالة...." السنة للالكائي والبدع والنهي عنها لابن وضاح .
- عثمان بن عفان رضي الله عنه:
عن زينب بنت كعب بن عجرة أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري، أخبرتها: "أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة، وأن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كان بطرف القدوم لحقهم فقتلوه. قالت: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرجع إلى أهلي فإن زوجي لم يترك لي مسكنا يملكه ولا نفقة. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم". قالت: فانصرفت حتى إذا كنت في الحجرة (أو في المسجد) نادانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أمر لي فنوديت له، فقال: "كيف قلت؟"، قالت: فرددت عليه القصة التي ذكرت له من شأن زوجي. قال: "امكثى في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله". قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا.
قالت: فلما كان عثمان أرسل إلي فسألني عن ذلك فأخبرته وقضى به" أخرجه الإمام مالك في الموطأ .
- علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لما بلغه أن عثمان رضي الله عنه ينهى عن متعة الحج، أهل علي رضي الله عنه بالعمرة والحج جميعا وقال: "ما كنت لأدع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد"أخرجه البخاري في صحيحه.
ب- من أقوال التابعين ومن بعدهم:
- عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:
فمما نقل عنه أنه كتب عامل له يسأله عن الأهواء؟، فكتب إليه: "أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتباع سنته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث
المحدثون بعده مما جرت به سنته وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة..."الشريعة للآجري , وكتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح ، وكتاب الاعتصام للشاطبي, وجامع بيان العلم وفضله .
- محمد بن مسلم الزهري:
روي عنه أنه قال: "كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله"أخرجه الدارمي في سننه .
ج- الأئمة الأربعة:
- أبو حنيفة النعمان:
روي عنه قوله رحمه الله: "إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين،
وإذا جاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نختار من قولهم، وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم" المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي .
- مالك بن أنس (إمام دار الهجرة):
قال رحمه الله تعالى: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة، لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا" الإعتصام للشاطبي .
- محمد بن إدريس الشافعي:
ورد عنه أنه قال: "الحجة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق الأئمة"رسالة التقليد لابن القيم ، وقال: "ليس في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اتباعها"الشفا.
- أحمد بن حنبل (إمام أهل السنة):
ورد عنه قوله: "أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين.
والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن، وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء إنما هي الاتباع وترك الهوى" السنة للالكائي .








:
http://vb.arabseyes.com/images/smili...2988342733.gif[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:31 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]...‿. ✿ .‿...




المبحث الثاني: منهج السلف في اتباعه وطاعته صلى الله عليه وسلم.
المطلب الأول: منهجهم في الاتباع.
شاء تبارك وتعالى أن يجعل لهذه الرسالة مصدرين للتلقي هما:
1- القرآن الكريم، 2- السنة النبوية.
ومن هذين الأصلين - الكتاب والسنة - استقى السلف المسلك القويم والمنهج السليم الذي ساروا عليه في طاعتهم واتباعهم لرسولهم ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وهذا المنهج يمكن تلخيصه في النقاط الرئيسية التالية:
أولا: اتباع القرآن الكريم:
اعتنى السلف بكتاب الله عز وجل فحفظوه في صدورهم ومصاحفهم وصاروا يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، وينفذون أحكامه وشرائعه جيلا بعد جيل في جميع جوانب حياتهم الفردية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وغيرها من الأمور الدنيوية والأخروية.
ثانيا: اتباع سنته صلى الله عليه وسلم والعمل بها:
ولقد عمل السلف بما أوجبه الله تعالى فأخذوا بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وعملوا بها أمرا ونهيا وخبرا، فكانت أقواله وأفعاله وتقريراته هي المصدر الثاني بعد كتاب الله عز وجل الذي تستقي منه الأمة أحكامها وتشريعاتها في شتى شؤون حياتها.
كما يعتقد السلف أن علاقة السنة بالمصدر الأول الذي هو القرآن تسير وفق الأوجه الثلاثة التالية:
1- أن تكون السنة موافقة للقرآن من كل وجه.
2- أن تكون بيانا لما أريد بالقرآن وتفسيرا له.
3- أن تكون موجبة لحكم سكت القرآن على إيجابه، أو محرمة لما سكت عن تحريمه.
فإذا أمر الرسول بأمر، كان تفصيلا وبيانا للطاعة المأمور بها، وكان فرض قبوله كفرض قبول الأصل المفصل، ولا فرق بينهما، والبيان من النبي صلى الله عليه وسلم على أقسام:
أحدها: بيان نفس الوحي بظهوره على لسانه بعد أن كان خفيا.
الثاني: بيان معناه وتفسيره لمن احتاج إلى ذلك .
الثالث: بيانه بالفعل كما بين أوقات الصلاة للسائل بفعله.
الرابع: بيان ما سئل عنه من الأحكام التي ليست في القرآن فنزل القرآن ببيانها.
الخامس: بيان ما سئل عنه بالوحي وإن لم يكن قرآنا.
السادس: بيانه للأحكام بالسنة ابتداءً من غير سؤال .
السابع: بيانه للأمة جواز الشيء بفعله هو له، وعدم نهيهم عن التأسي به.
الثامن: بيان جواز الشيء بإقراره لهم على فعله وهو يشاهده، أو يعلمهم يفعلونه.
التاسع: بيانه إباحة الشيء عفوا بالسكوت عن تحريمه وإن لم يأذن فيه نطقا.
العاشر: أن يحكم القرآن بإيجاب شيء أو تحريمه أو إباحته ويكون لذلك الحكم شروط وموانع وقيود وأوقات مخصوصة وأحوال وأوصاف .
ثالثا: ثم يلي الكتاب والسنة: فيما يجب التسليم له من أصول ما كان في معناهما بدليل جامع والمراد بذلك الإجماع والقياس الجلي الذي لا يصادم النص الشرعي.
قال الشافعي: "الحجة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق الأئمة".




المطلب الثاني: محاربة السلف لما يناقض الاتباع.
من الأمور التي سار عليها السلف في طاعتهم واتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وجعلوها منهجا لهم في الاتباع محاربتهم لذلك الثالوث الخطير المتمثل في البدعة والتقليد، والرأي.
فالسلف يعدون ذلك الثالوث مرضا خطيرا متى استشرى وانتشر في الأمة فإنه يفتك بعقيدتها وما هي عليه من الاتباع والسنة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ما من عام إلا والناس يحيون فيه بدعة ويميتون فيه سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن"البدع والنهي عنها لابن وضاح .
أ- محاربتهم للبدعة:
فأول تلك الأمور وأشدها خطرا على الأمة "البدعة" فالابتداع في الدين قد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"
وقال: "فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه.
ب- محاربتهم للتقليد:
وأما الأمر الثاني من الأمور التي تشكل خطورة على الاتباع والسنة في رأي السلف فهو "التقليد" والفرق بينه وبين الاتباع أن التقليد: هو الرجوع إلى قول لا حجة لقائله عليه.
وأما الاتباع: فهو ما ثبت عليه الحجة.
والتقليد الممنوع على ثلاثة أشكال:
أحدها: الإعراض عما أنزل الله وعدم الالتفات إليه اكتفاء بتقليد الآباء أو المشايخ.
الثاني: تقليد من لا يعلم المقلد أنه أهل لأن يؤخذ بقوله.
الثالث: التقليد بعد قيام الحجة وظهور الدليل على خلاف قول المقلد.
ج- محاربتهم للرأي الباطل:
وأما الأمر الثالث من الأمور التي يرى السلف أنها تناقض الاتباع وتضاده فهو "الرأي".
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا ينزع العلم بعد إذ أعطاكموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون"أخرجه البخاري في صحيحه، والمقصود به هو الرأي الباطل الذي ليس من الدين، لأن الرأي ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- رأي باطل بلا ريب.
2- رأي صحيح.
3- رأي هو موضع الاشتباه.





:
http://vb.arabseyes.com/images/smili...2988342733.gif[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:32 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][cell="filter:;"][align=center]المطلب الرابع: المعنى الصحيح لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وانقسام الناس فيها:
"فحب النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم واجبات الدين"الرد على الأخنائي .
فهذه المحبة الواجبة له صلى الله عليه وسلم هي من محبة الله، فهي حب لله وفي الله، ذلك لأن محبة الله توجب محبة ما يحبه الله، والله يحب نبيه وخليله صلى الله عليه وسلم، فوجب بذلك محبته حقا .
وقد انقسم الناس في فهمهم لهذه المحبة إلى ثلاثة أقسام هي:
القسم الأول: أهل الإفراط.
القسم الثاني: أهل التفريط.
القسم الثالث: الذين توسطوا بين الإفراط والتفريط.
أما أصحاب القسم الأول: فهم الذين بالغوا في محبته بابتداعهم أمورا لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ظنا منهم أن فعل هذه الأمور هو علامة المحبة وبرهانها.
ومن تلك الأمور احتفالهم بمولده، ومبالغتهم في مدحه وإيصاله إلى أمور لا تنبغي إلا لله تعالى .
إضافة إلى صرف بعض أنواع العبادة له كالدعاء والتوسل والاستشفاع والحلف به والطواف والتمسح بالحجرة التي فيها قبره صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من البدعيَّات والشركيَّات التي تفعل بدعوى المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أمور لم يشرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم الذين عرفوا بإجلالهم وتقديرهم ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما أصحاب القسم الثاني فهم أهل التفريط الذين قصروا في تحقيق هذا المقام فلم يراعوا حقه صلى الله عليه وسلم في وجوب تقديم محبته على محبة النفس والأهل والمال.
والسبب في ذلك يعود إلى إحدى الأمور التالية أو إليها جميعا وهي:
أولا: إعراض هؤلاء عن سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وعن اتباع شرعه بسبب ما هم عليه من المعاصي، وإسرافهم في تقديم شهوات أنفسهم وأهوائهم على ما جاء في الشرع من الأوامر والنواهي.
ثانيا: اعتقاد الكثير أن مجرد التصديق يكفي في تحقيق الإيمان، وأن هذا هو القدر الواجب عليهم، ولذا تراهم يكتفون بالتصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، دون تحقيق المتابعة له، وهذا هو حال أهل الإرجاء الذين يؤخرون العمل عن مسمى الإيمان ويقولون إن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط، أو تصديق القلب وإقرار اللسان وما أكثرهم في زماننا هذا.
ثالثا: جهل الكثير منهم بأمور دينهم بما فيها الحقوق الواجبة له صلى الله عليه وسلم.
أما القسم الثالث: فهم الذين توسطوا بين الطرفين السابقين أهل الإفراط وأهل التفريط. فأصحاب هذا القسم هم السلف من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم الذين آمنوا بوجوب هذه المحبة حكما وقاموا بمقتضاها اعتقادا وقولا وعملا. فأحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فوق محبة النفس والولد والأهل وجميع الخلق امتثالا لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فجعلوه أولى بهم من أنفسهم تصديقا لقوله تعالى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}الأحزاب/6.
فخلاصة القول في هذا الجانب أن المفهوم الصحيح لمحبته صلى الله عليه وسلم يتمثل في ذلك المفهوم الذي كان عليه سلف الأمة وأئمتها من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن سار على نهجهم وسلك سبيلهم. ذلك المفهوم المستمد من آيات القرآن ونصوص السنة والذي لم يخرج عنهما قيد أنملة.




المبحث الثاني: الأدلة على وجوب محبته صلى الله عليه وسلم.

المطلب الأول: الأدلة من القرآن على وجوب محبته صلى الله عليه وسلم.
أولا: قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}التوبة/24.
ثانيا: ومن الآيات التي يستدل بها على وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}الأحزاب/6.
ثالثا: ومما يستدل به كذلك على وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ}البقرة/165.
رابعا: ومن الأدلة قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}آل عمران/31.



المطلب الثاني: الأدلة من السنة على وجوب محبته صلى الله عليه وسلم.
أولا: ما جاء في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك". فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الآن ياعمر"أخرجه البخاري في صحيحه.
ثانيا: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده".
ثالثا: وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم
حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"أخرجه البخاري في صحيحه.
رابعا: وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله. وأن يكره أن، يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".
خامسا: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟، قال: "وما أعددت للساعة؟"، قال: حب الله ورسوله. قال: "فإنك مع من أحببت".
قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فإنك مع من أحببت". قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم" أخرجه البخاري في صحيحه.





المطلب الثالث: ما جاء عن الصحابة في شأن محبته صلى الله عليه وسلم.
فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: "وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه"أخرجه مسلم في صحيحه.
وقد سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟، قال: "كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ" الشفا .
ولقد حكم الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنفسهم وأموالهم فقالوا: "هذه أموالنا بين يديك فاحكم فيها بما شئت وهذه نفوسنا بين يديك لو استعرضت بنا البحر لخضناه، نقاتل بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك"روضة المحبين .
وما هذا الإيثار الذي تضمنته هذه الكلمات إلا تعبيرا عما تكنه نفوسهم من المحبة له صلى الله عليه وسلم واسمع إلى قول قيس بن صرمة الأنصاري إذ يقول:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة *** يذكر لو يلقى حبيبا مؤاتيا
ويعرض في أهل المواسم نفسه *** فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا
فلما أتانا واتقرت به النوى *** وأصبح مسرورا بطيبة راضيا
بذلنا له الأموال من حل مالنا *** وأنفسنا عند الوغى والتأسيا
نعادي الذي عادى من الناس كلهم *** جميعا وإن كان الحبيب المصافيا
ونعلم أن الله لا رب غيره *** وأن رسول الله أصبح هاديا روضة المحبين .




:
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

Qıoмı❀ 04-05-2013 09:34 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://vb.arabseyes.com/backgrounds/16.gif');"][cell="filter:;"][align=center]وللكلام بقية
ساكمل غدا ان شاء الله
دمتم في حفظ الرحمن اخوتي
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك [/align]
[/cell][/tabletext][/align]

Shade human 04-06-2013 12:13 PM

اسئل الله العظيم ان يكون قلمك هذا شاهد لكي لا عليكيوفقكي الله لخدمة دينه .

DJIHENE 04-06-2013 12:20 PM

بارك الله فيك سارة

على هذا الموضوع الرائع

وبانتظار التكملة

Winston churchill 04-06-2013 05:27 PM

شكراا لك اختي على الموضوع القيم
مهماا تحدثناا ومهماا قلنا يعجز الساان عن قوول كللمه ااما اسم رسوول عظيم الذي يناادي يوم القيامه امتي امتي
الله يجزااك الخيير ياارب

Mѕ. TєMαЯi 04-06-2013 05:31 PM

جزاك الله خيراً ، موضوعٌ ممتعُ القرأءة ، محورهَّ بالغُ الافادة ، سلمتْ يداکْ !
ننتظر جديدکٌ ! ،، .

*shadow* 04-06-2013 05:43 PM

:wardah:

ɒяєєм# 04-06-2013 05:46 PM

جزاك الله خير اختي سارا

Sharon_sama 04-06-2013 06:40 PM

[mshosh1]http://up.arabseyes.com/uploads2013/06_04_13136526277888631.jpg[/mshosh1]
رائع،بارك الله فيك:wardah:
وفقك الله ورعاك وجعلك بحراً للعطاء
ورافداً للخير وينبوع للصفاء
و إن شاء الله تورينا مواضيع زيي كذا:7b:
شكراً على الرابط:wardah:

احلام و البحر 04-06-2013 06:45 PM

نقل قيم وهادف
سلمت يداك حبيبتى سارة
وجعله الله فى ميزان حسناتك

∞ тωεεтч → 04-06-2013 07:15 PM

جزاكي الله خيراا على ما قدمتيه لنا و نسأل الله أن يجعلها لكي في ميزان حسناتكـ <333

ﺞـهنميـﮧ 04-06-2013 07:34 PM

الله يجزاك الف خير ويعطيك العافيه
حبيبتي تسلمين

єzєℓ 04-06-2013 08:26 PM

لا اله الا الله محمد رسول الله
بارك الله فيك اختي
موضوع مميز جددا
و اتمنى لك التوفيق و دوام التميز ان شاء الله
انتضر جديدك
تقبلي مروري
ودي وردي

DouNia 04-06-2013 08:39 PM

http://vb.arabseyes.com/stylev1/buttons/viewpost.gif

- - - - - - -


إن
الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،
ومن سيئات أعمالنا ، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا
هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أن محمدًا
عبده ورسوله ، أرسله بالهُدى ودِين الحق ليُظهِره على الدِّين كُلِّه ،
وكَفَى بالله شهيدًا .
أرسله بين يَدَي الساعة بشيرًا ونذيرًا ، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا
مُنيرًا ، فهَدَى به مِن الضلالةِ ، وبَصَّرَ به مِن العَمَى ، وأرشد به
مِنَ الغَيِّ ، وفَتَحَ به أعيُناً عُميً ا، وآذانًا صُمًّا ، وقُلوبًا
غُلفًا ، فبَلَّغَ الرسالةَ ، وأدَّى الأمانة ، ونَصَحَ الأمة ، وجاهَدَ في
الله حَقَّ جِهاده ، وعَبَدَ رَبَّهُ حتى أتاه اليقينُ مِن رَبِّهِ ،
صلَّى عليه وعلى آله وسلَّم تسليمًا .

أمَّا بعد : فما مِن بِناءٍ إلَّا وله أصلٌ وأساسٌ يقومُ عليه ، وإنَّ أساسَ بِناءِ دِين الإسلام يقومُ على أصلين ، هما :

أ- عِبادة الله وحده لا شريك له .
2- الإيمان برسوله صلَّى الله عليه وسلَّم .

وهذا حقيقة قول "لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله" ، فمَن خرج عن واحدٍ منهما ، فلا عمل له ، ولا دِين .

ومِن
أجل ذلك ، فإنَّ مِن المتعَيِّن على كل مسلم أن يعرف ما يدل عليه كل واحد
من هذين الأصلين وما يشتمل عليه من أمور وأحكام ، معرفةً تُخرجه من حَدِّ
الجهل على أقل الدرجات ، وأن يلتزم بذلك اعتقادًا وقولاً وعملاً ؛ لينالَ
بذلك الفوزَ والسعادة في الحياة الدنيا وبعد الممات .

وهذه الرسالة موضوعها الأصلُ الثاني من أصليْ هذا الدين ، وقد سَمَّيتُها :

"حقوق النبيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - على أُمَّتِهِ في ضَوءِ الكِتابِ والسُّنَّة" .

وقد
دفعني إلى اختيار هذا الموضوع أهميتُه بالدرجةِ الأولى ، فهو - كما أسلفتُ
- يُعنى بأحد أصليْ الدِّين "شهادة أنَّ مُحمدًا رسولُ الله" .

فمِنَ
المهم والمفيد أن تُبحَثَ جوانبُ هذا الأصل ، وتُعرَفَ ، وتُعرَضَ وِفْقَ
ما جاءت بذلك نُصوصُ القُرآن والسُّنَّةِ وَوِفْقَ ما كان عليه سَلَفُنا
الصالحُ رضوانُ الله عنهم أجمعين .
وبخاصةٍ أنَّنا نعيشُ في زمانٍ قد حاد فيه كثيرٌ مِنَ الناس عن جادِّةِ الصوابِ في هذا الأصل ، واضطربوا اضطرابًا شديدًا .

فتجليةُ
الأمر ، وتوضيحُ الصوابِ ، وبيانُ الحَقِّ في هذا الأصل ، مِن الواجباتِ
المتعيِّنة على طلبة العلم في هذا الزمان ؛ نظرًا لعدم تَوَفُّر كِتابٍ
بعينه يكونُ شاملاً لجميع جوانبِ هذا الموضوع ، وتطمئنُ له النفسُ مِن جهةِ
سلامةِ ما احتواه ، يُمكنُ إحالةُ عامَّةِ الناسِ عليه .

فرأيتُ
أنَّ مِنَ الرأيْ القويم أن أكتبَ في هذا الموضوع ؛ لأجمعَ فيه ما تفرَّقَ
، وأُرَتِّبَ ما تشتَّتَ ، وأشرحَ ما يحتاجُ إلى شرح ، وذلك وِفْقَ ما كان
عليه مَنهجُ سَلَفِنَا الصالح مِن الاعتمادِ على نُصوص الكتاب والسُّنَّةِ
، ونقل كلام الصحابة والتابعين وأئمة هذا الدين رَضِيَ الله عنهم أجمعين .

فأرجو أن أكونَ قد وُفِّقتُ في عرض هذا الموضوع على الوجهِ المطلوب ، كما وُفِّقتُ في حُسنِ الاختيار أولاً .




تأليف : د. محمد بن خليفة التميمي

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

Rose monde 04-06-2013 09:37 PM

من لايشكر الناس لايشكره الله
الموضوع رائع
والله يجعله في ميزان حسناتك

Deren Oglu 04-07-2013 08:59 AM

جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك اخي موضوعك رائع

سارة محمد منصور 04-07-2013 01:28 PM

موضوع رائع جدا يستحق التقيم والرد ايضا
جزاكى الله خيرا اختى الغالية
تقبلى مرورى

★┫Šηΐ¢Ќәѓš┣★ 04-07-2013 02:28 PM

عليه الصلاة والسلام ...
مشكوره اختي على الموضوع المميز :)

رين سما 04-08-2013 10:38 AM

جزاكي الله الف خير يا غاليه

نيجي هيوقا 04-11-2013 03:36 PM

[frame="4 80"]جزاك الله خبرا اختي الفاضلة وجعله في ميزان حسناتك ...!![/frame]


الساعة الآن 11:05 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011