عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة (https://www.3rbseyes.com/forum184/)
-   -   " رواية عيناك عذابي ... " (https://www.3rbseyes.com/t392314.html)

roxan anna 03-02-2013 03:33 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_14139094023593441.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
http://im32.gulfup.com/sSIFo.png



(((عيناك عذابي...............))))

((الفصل التاسع ))



أرادت أن تتصل بترافيس الساعة الرابعة فجرا ,,فهي لم تذق طعم النوم ,,طوال الليل أخذت تتقلب في فراشها ..وتحلم بكوابيس مزعجة جعلتها تستسلم وتستيقظ ...أرادت أن تخبر شخص ما عما يقض مضجعها ,,رفعت سماعة الهاتف في غرفتها لكنها أحست بتأنيب الضمير ...قد يكون نائما لكنها تريد أن تخبره أو تخبر جيسيكا ..وضعت سماعة الهاتف ثم رفعت ساقيها وجلست جاعلة ركبتيها تصل إلى صدرها وأخذت تفكر ..مالذي جعل والدها يعطي والدتها ذلك المبلغ الكبير من المال ومن شركة ليست شركته وحده بل هي شركة مورا وابني أخيها وابنته الصغيرة ..ليس لديه الحق ..حتى ولو كان ذلك هو ثمن ابتعاده عنهم ..وثمن نفقتها هي ووالدتها ...هل كان يظن أنه بهذا المال سيشتري سعادتها ؟ هل يظن حقا أن ذلك المال سيعوض سنين من الاشتياق له ومعاناتها من فقدان حبه ..كلا ! لن يعوض أبدا ,,هل نسي الحب والعطف الذي كانت تنتظره ؟ أو مجرد وجوده عندما كسرت ساقها بعد طلاقهما مباشرة ,, كانت تتجه إلى المدرسة على دراجتها عندما خرج شخص من اللامكان وكادت أن تصطدم به لكنها انحرفت بدراجتها وانقلبت ,,كان ذلك الشخص هو ترافيس وهكذا التقت به وبوالده الذي أخذها إلى المشفى مباشرة ,,غالبت دموعها وألمها ذلك لعدم تواجد والدتها لأنها كانت في جلسة استماع في المحكمة مع أحد زبائنها وشعرت بحزن عظيم لعدم تواجد أبويها معها في ذلك اليوم المشؤوم ,,,ومنذ ذلك اليوم بدأت صداقتها مع ترافيس وعائلته اللطيفة .كانت والدتها قد عادت إلى ممارسة المحاماة التي تركتها عند زواجها واكتفت بكونها أستاذة حقوق ,, مما أشعلها عنها ..
تدحرجت دمعتان على خديها وهي تتذكر المرات التي تأخرت فيها في المدرسة والمسرحيات التي كانت تعزف فيها والتي لم تحضرها والدتها أو حتى تأخرت في حضورها ,,
رمت بنفسها على الوسادة ودموعها تتساقط على وجنتيها كالشلال وهي لاتزال تشد على صدرها بساقيها ,,لم تكن تريد أن تذهب للركض ,,ضحكت بسخرية من نفسها ,,لطالما كان الركض دواءها إلى جانب الموسيقى والقراءة من الأحزان لكنها لاتريد أن تذهب ,,,,
مرت أكثر من عشرين دقيقة وهي مستلقية بدون أي حركة ,عندها قررت أن تخرج للركض.
ارتدت ملابس الركض وعقصت شعرها ,,لقد ذهبت مبكرة عن موعدها الاعتيادي لكنها لم تهتم .نزلت السلالم بهدوء يعم الأرجاء ..وصلت إلى الباب الأمامي( أليس الوقت مبكرا قليلا على الركض؟) جاءها صوته الساخر وتسمرت مكانها
رباه! هل من المعقول أنها من كثرة حبها له أصبحت تتخيل صوته ,,
استدارت نصف استدارة ويدها على مقبض الباب ,,إنه هناك يقف عند نهاية السلالم بجانب غرفة الجلوس
تسارعت نبضات قلبها لرؤيته ..فعلى الرغم من منظره في عباءة النوم وشعره المبعثر والذي يدل على أنه استيقظ من نوم مريح إلا أن هناك هالة من الجاذبية والثقة تحيط به
ازدردت ريقها بعد أن أيقنت أنه ينتظر جوابا منها ,فجاء صوتها بارد ولا مباليا قائلة
(لقد اكتفيت من النوم فقلت لمَ لا أبدأ مبكرة هذا اليوم الرائع؟)

هز رأسه بدون أن يقول كلمة وكأنه لا يصدقها فانتبهت إلى الكوب الذي يحمله فقال (حسنا ,تمتعي بركضك!) وأكمل في نفسه *وبأفكارك*
تمتمت (شكرا ,وأنت أيضا )
نظر إليها متسائلا وقد خشي أن يكون قد عبر
عن أفكاره بصوت عالي

قالت شارحة (تمتع بما تشربه)
ابتسم وقال (شكرا ,ولو أنه مجرد كوب من الماء)
ردت إليه الابتسامة (أراك لاحقا ) وفتحت الباب لتخرج
(داني؟)
تسمرت مكانها عندما سمعت صوته يناديها ...ماذا يريد ؟
ألن يطلق سراحها ؟ألا يدرك عذابها؟

قالت وهي تدير ظهرها له (نعم؟)
(كوني حذرة من المجانين الذين يجوبون الشوارع)
لم تصدق ماسمعت ..رايان يهتم بها !
استدارت بسرعة فرأته عند الفسحة التي في السلالم فقال
(أراك لاحقا ..) ورفع يده بإشارة وداع وأكمل طريقه
صاعدا السلالم ..

لدقيقة كاملة لم تستطع التحرك حتى سمعت صوت باب غرفته يقفل بهدوء في البيت الساكن ..استجمعت شتات نفسها ثم خرجت .
لم تعرف ما حصل لكن أحست بان كيانها كله قد شحن بدفعة من الفرح والسعادة ..أهذا كله لأنه تكلم معها ولو كلمات تافهة ؟ أهذا لأنه قال لها أن تتوخى الحذر ..بضع كلمات متعارف عليها ملأت حياتها ولو لساعة طوال ركضها بالسعادة والرضى والأمل بأن الحياة ليست دائما بهذه السوداوية .هذه الكلمات التي لطالما اعتبرتها مملة مع والدتها أو حتى مع تشارلي الذي كان بمثابة ......لن تقول الأب ..بل العم او الخال ..هذه الكلمات خرجت من حبيبها كالذهب النقي .
حبـــــيــــبــــهــــا؟؟!!
توقفت عن الركض ..وتباطأت خطواتها وقد وصلت إلى البحر ,,أي حبيب هذا؟ هل هو رايان المبتسم والذي قضت معه أجمل ثلاث ساعات في حياتها أم هو ذلك الذي اتهمها في أول يوم لوصولها بالاحتيال؟
لأنهما شخص واحد ,,فأيهما أحبت وحتى لو أحبته فهي لن تسمع الكلمات التي تريده أن يقولها ..لأنه ماإن يعرف بأن صاحب ذلك الحساب هو والدتها ,حتى يتغير بل يجب أن تقول يعود لشخصيته الحقيقية ...
هل هو حقا ذلك الشخص الساخر المليء بالكراهية والبرود أم هو ذلك المرح والذي تضيء بسمته عالمها كله ؟
لن يحبها أبدا ,,ستبقى تذكره بصوفيا وما فعلته به ..لكن هل حقا هي تشبهها لهذا الحد ؟ هل لها نفس الشعر ونفس العينين ؟
كانت تقف مواجهة للبحر وخيوط الصبا تتسلل بخجل من خلف الغيوم السوداء فجلست لتراقب الشروق الذي بدا في هذه اللحظة لها كئيبا بشكل فظيع وممل أيضا ..

******

حاول مستميتا العودة إلى النوم ,لكنه لم يستطع ...مالذي جرى له ؟
ألأنه رآها قبل قليل ولم يتوقع رؤيتها أحس بكل هذا ؟ حسنا ..هذا صحيح!
لأنه كان يفكر فيها قبل نومه وعندما استسلم للنوم ..أخذ يحلم بها ,,أحلام جميلة جدا عنه وعنها لكن يتخللها التعقيد
كانت تمشي إليه وهي في أبهى حلة مرتدية فستانا ذهبيا يميل إلى النحاسي فنظر إليها مسحورا بجمالها وبراءتها ,,وعندما وصلت إليه قالت بدون أي مقدمات مما أصابه الذهول (أنا أحبك !) ,,لم يستطع أن يصدق وتحول ذهوله إلى فرح غامض . عندها ظهرت صوفيا من اللامكان وظهر ذلك التحري ليخبراها عن ذلك التحقيق الخاص الذي قام به بشأنها فتحول حبها الناري إلى رماد بارد واستدارت تاركة إياه يغرق في بحر شكوكه وأوهامه ,,أراد أن يناديها ليشرح لها لكن صوته لم يخرج ..عندها استيقظ وهو يحس بالاختناق وبالجفاف فنزل ليشرب وقد وجدها أمامه ,,جميلة وقد عقصت شعرها بطريقة عفوية وعيناها تتألقان في ضوء البيت الخافت لكن ليس كتألقها الدائم فقد كان هناك غموض في عينيها وتساؤل وحزن أيضا ,,مالذي يكدرها هكذ؟
أكل هذا حدث بشأن ذلك الحساب المجهول ؟هل تعرفه؟ هل هو حسابها الخاص ؟لابد أنها تعرفه وإلا لما أصيبت بذلك الذهول والشحوب الذي اعترى وجهها الجميل .سيسأل عن هذا الرقم في الصباح ,سيسأل جوناثان ولن يتزحزح من مكانه حتى يعلم ..نظر إلى الساعة ,,لقد مرت ساعة ,متى ستعود ؟ نفض الغطاء ونهض بخفة لينظر إلى الشروق من شرفة غرفته ثم قام ببعض التمارين الرياضية ومشى قليلا على جهاز المشي ,,لقد اشتراه لأن ليس لديه الوقت ليركض كما تركض هي ,,أراد أن يرافقها لكنه أيقن أنها لاتريد لأحد ان يرافقها ,,أخذ يتدرب ونسيم الصباح يعبث بشعره ..عندما مرت ساعة ونصف أنهى تدريبه واستحم فيها ,كانت لم تعد بعد ,,مالذي جرى لها ؟إنها لاتتأخر بهذا القدر ,,هل أصيبت بشيء؟
ولم يستطع أن يفسر شعور القلق الذي ينتابه بشأنها ,,,عنَّف نفسه قائلا أن دانييل باركر تستطيع الاعتناء بنفسها
سمع صوت سيارة تقترب ..من الذي سيأتي هذا الصباح ؟
وفي السابعة والنصف أيضا !! اقترب من النافذة وفتحها ليخرج إلى الشرفة ....ياإلهي!! ,,مالذي أتى به إلى هنا؟ لقد عرفه من نوعية السيارة التي يقودها فعلى الرغم من بلوغه الثمانين إلا أنه يقود سيارة تصلح لشباب في مثل عمر كايت
*ملك النسيج أتى !!!*
تمتم بذلك وقد أحس أن المشاكل قد كشفت عن أنيابها ,رأى جده وهو يخرج بكل عنفوان وأنفة وكأن هذا المنزل لايليق به وأيضا من دون أثر للتعب من قيادة السيارة
*لايجب عليه أن يقود في سن كهذا *

ارتدى ثيابه وخرج من غرفته وتوقف عند غرفة عمته وجوناثان وطرق الباب طرقات خفيفة وانتظر لكن سرعان ماانفتح الباب ووقفت عمته بكل جمال مرتدية فستانا جميلا
اندهش رايان وقال( واو ,تبدين جميلة )
انضم جوناثان إلى زوجته وقد ارتدى ملابس جميلة لكن ليست برسمية ملابس مورا وقال(يجب أن تكون كذلك ,فكما تعرف...)
وأكمل الاثنان كلامهما معا( ملك النسيج قد أتى !) وضحكا معا مما أسخط مورا فقالت (كفى ,أنتما الاثنان .سأذهب الآن لأرتدي الباب...)
قال رايان (لاأظن لذلك داع ,فأنت ترتدين ملابس جميلة كما أن الباب ثقيل عليك ,,,) فضحك جوناثان
(أقصد ,سأذهب لأفتح الباب وأنتما كفا عن مزاحكما الثقيل ..)
يالها من علاقة غريبة تلك التي تجمع مورا بوالدها ,,فلطالما انتاب مورا التوتر والارتباك عندما يزورها روبرت ويليامز لكنها حاولت ألا يظهر ذلك عليها ..
وقف رجل غزا شعره البني في وقت مضى الشعر الأبيض إلا أنه لا يزال يحتفظ بثقته التي أضفت عليه مزيج من الكبرياء والجاذبية ,,
(مرحبا بك ياأبي ) قالت مورا وقبلت والها على خديه ,
(عزيزتي ,تبدين جميلة ومتعبة أيضا ...) أنهى كلامه معنفا
(هذا لأنها استيقظت مبكرة لتجهز غرفتك ,كيف حالك يا روبرت رد جوناثان مقتربا من زوجته وأحاطها بذراعه
نظر روبرت إلى جوناثان بشيء من التحفظ وقال( جوناثان ! أرى انك تبدو بحال جيدة نظرا لما حصل لك في الآونة الأخيرة .)
(هذا بفضل رايان ..) ونظر إلى رايان الذي كان يقف بعيدا عنهم ,,
نظر إليه روبرت وهو يفكر كم كبر حفيده !
فهاهو ناضج ورجل كما تمنى والده

قال روبرت بتأثر( رايان! كيف حالك يا بني؟)
تقدم رايان إليه ومد يده ليصافح جده وكأنه غريب عنه وهذا صحيح إلى حد ما
أجاب رايان( أنا بخير ,وأنت؟)
رد روبرت بكبرياء (بالطبع أنا بخير ) مشكلة الاثنين أنهما عنيدين ولن يقبل أي منهما بالتنازل عن كبريائه والبدء بهدنة فكل منهما يحمل في قلبه معاناة وذكريات مريرة تعود إلى سنين خلت ..
جلسوا في المطبخ بعد جدال دار بين مورا وروبرت الذي أصر على الجلوس في المطبخ بينما أصرت مورا على غرفة الجلوس
جلس رايان متململا ناظرا إلى ساعته بين الحين والآخر متمنيا لو يذهب ويبحث عنها ويتمنى لو ينتشلها من ذهنه أيضا
مابها؟ مالذي أخرها هكذا؟
فكر بسخرية ,,ألم تكتف من الركض العدّاءة الأولمبية ؟
انتبه إلى جده الذي قال (هل لازلت تعمل كطبيب؟)
كانت هذه المسألة حساسة جدا بالنسبة إلى الجد الذي لطالما تمنى ان يتخذ ابنه وحفيده نفس المهنة الذي اتخذها وغضب جدا عندما اتخذ ادموند مهنة الطب ,,قد يكون هذا أنانيا لكنه أراد أن يخلفه ابنه عندما يتقاعد من الشركة
حاول بعد اتخاذ إدموند مهنة الطب أن يتكيف مع الوضع وللأسف لم يستطع
رد رايان بجمود وقد علم مايدور في ذهن جده (نعم ,لازلت أعمل كطبيب,,)ثم صمت منهيا الحديث لكن عمته أكملت بفخر(لكنه الآن يعمل الآن بنصف دوام في المستشفى وبقية اليوم في الشركة ووهو الذي يقوم يتمويل المستشفى الذي يعمل به ,ألا يدعو هذا للفخر؟)
قال جده بصوت غريب (بلى ,إنه كذلك...)
كانت فكرة تمويل المستشفى فكرة رايان فقد تعرض المشفى الذي يعمل به إلى نوع من الصفقات السيئة فقد قامت إحدى الشركات التي يتعامل معها المشفى بالاحتيال عليهم وتمويلهم أدوية تنتهي مدة صلاحيتها بعد شهر فقط من تسليمها للمشفى فقام المجلس الاداري بفض اتفاقيتهم مع تلك الشركة فعرض رايان تمويل الشركة

كره رايان أن يكون محط اهتمام الجالسين ,كما كره قلقه المتواصل على تلك المتهورة المدعوة دانييل !أين هي ؟ لقد تعدت الساعة الثامنة والنصف وهي لاتزال غائبة
سينتظر عشر دقائق فإن لم تأت فسيذهب للبحث عنها
سمعوا وقع أقدام تقترب منهم ولم يلبث إلا أن فتح الباب بقوة
(جدي!(
كانت تلك ميا التي ألقت بذراعيها حول جدها والذي أخذ يعانقها بقوة
(كيف حال صغيرتي الجميلة ؟)
(أنا بخير ,لم لم تقل لي بأنك ستأتي ؟كنت انتظرتك عند الباب )
(لقد أردت أن أجعلها مفاجأة لك ,وقد جلبت لك هدية جميلة)
لم يسبق أن راى رايان جده بهذه المودة والحنان ,فقد كانت علاقته هو وكايت مع جده سطحية جدا فقد كان يكتفي فقط بجلب الهدايا ويترك أمر الاهتمام والرعاية والحب إلى جدتهما التي توفيت منذ ثلاثة سنوات ,,لم يكن يحب أن يعانقه أي منهما ولم يكن فيه صفات أي جد عادي
(هدية أخرى ؟لكنك جلبت لي هدية يوم عيد ميلادي )
(ومالضير في ذلك ؟ألا أستطيع أن أجلب لك هدية أخرى ؟)
(لا .لاتستطيع ذلك لأنك ستفسدها بالدلال !)
كانت هذه كايت التي دخلت وعلى ملامحها الجميل علامات الغضب والاستياء..
ساد صمت في المطبخ إثر تعليقها العاصف ,فنهض روبرت وتقدم إليها قائلا برقة (عزيزتي كايت ,إنك تزدادين شبها بجدتك يوما بعد يوم ..)
ضمها إليه فأجفلت كايت لهذا ,لم تتعود من جدها هذا الحنان .ماذا حصل له؟
شعر روبرت بها تجفل ولم يلمها لأنه لم يكن قريبا من حفيديه ..تركها وهو يشعر بالحزن عندها لمح الخاتم في اصبعها
قال بتهور (ألن يتزوجك ذلك الأحمق جيريمي ؟)
تصليت كتفا كايت ونظر رايان إلى جده باستياء ..أهكذا يسأل عن أحوال حفيدته ؟ عندها أنقذت مورا الموقف قائلة (إن كايت ستتزوج بعد أربعة أشهر يا أبي )
تفاجأ روبرت ولم يصدق ماسمعه (أهذا صحيح؟)
قالت كايت بعناد (نعم ,هذا صحيح .واذا كان لديك أي اعتراضات ....) صمتت وهي تلتقط تفاحة وتهم بالخروج من المطبخ وأضافت (فالأوان قد فات على تقديمها ) ثم خرجت
ازدادت خيبة أمل روبرت من هذا اللقاء فقد كان يأمل أن تتحسن علاقته مع أحفاده الكبار فهو مقصر في حقهم منذ زمن بعيد وهو يحاول منذ أن توفيت زوجته أن يعوضهم عن حنان جدتهم الذي فقدوه كانت مهمته تقتصر _عندما زوجته حية_على تقديم الهدايا وعلى زوجته الحنان والمحبة وهو مستغرق في العمل
حاولت مورا أن تغير الأجواء ,لطالما كانت الابنة المطيعة ,,تطيعه في كل شيء ماعدا عندما تزوجت جوناثان ,,
قالت مورا بلهجة تشبه الرجاء من ميا
( ميا ,لم لاتذهبين وتنادين نيل لتقابل جدك؟)

أجابت وهي مستغرقة في أكل فطورها (لكنها ليست في غرفتها!)
تفاجأ جوناثان (لكن أين يمكن أن تكون؟)
أجاب رايان بهدوء مصطنع (قابلتها قبل أن تذهب ,كانت تريد الركض مبكرا )
تبادل جوناثان النظرات مع مورا خفية ,,نظرات ذات معنى
سأل روبرت (من نيل؟)
اجابت ميا بسرعة (إنها اختي واسمها دانييل لكننا نسميها نيل وهي تعزف البيانو بشكل رائع!)
(أختك؟! مورا عمن تتحدث الطفلة لم أفهم شيئا )
استنجد بابنته التي ابتسمت

(إنها ابنة جوناثان ..إنك تعرفها لقد رأيت صورتها على منضدة المدفأة )
(وهناك صورة أخرى في المكتب )قال جوناثان
قالت مورا وقد أرادت أن تدرس ردة فعل رايان (إنها جميلة جدا ,ستحبها ياأبي فهي رائعة ,أليس كذلك يا رايان ؟)
نظر رايان نحو عمته وقد علم بمخططها ..فأراد أن يراوغ في إجابته لكنه علم اان عمته ستفوز فقال(نعم ,هي كذلك )
وثبت نظره على عمته التي رأى في عينيها السعادة لإجابته ,,تبا لذلك .
(لكن ,مع كل احترامي يا جون لم تكن ابنتك جميلة ..فقد شاهدت صورتها ..إنها تبدو مثل الأولاد ..)علق روبرت
(لقد تغيرت ..) قال جوناثان بنبرة حزينة
عندها انفتح الباب الخلفي للمطبخ ودخلت منه دانييل ,,لم يعلم رايان مقدار قلقه عليها إلا عندما رآها تدخل بسلام عبر الباب
دخلت ولم تنتبه للموجودين فقد كانت مستغرقة في التفكير وكان شعرها مبللا وعيناها غائرتين تظللها ظلال سوداء من تحتها ,,ماذا حصل لها ؟ قطب رايان حاجبيه مستغربا
تسمرت عندما رأت الجميع ينظرون إليها وكأنها لم تتوقع أن تراهم ,,همست بخوف (ماذا حصل؟ )
ضحكت مورا وتقدمت نحوها محيطة إياها بذراعيها قائلة (لقد جئت في الوقت المناسب ,,أريدك أن تقابلي أبي)
أرادت دانييل في تلك اللحظة أن تختفي ,,أن تنشق الأرض وتبتلعها ..إنها ليست في شكل لائق لمقابلة ضيوف وخاصة هو ,,فقد أرادت أن تترك انطباعا جيدا ..وليس البنطال الكاكي والقميص البني بالملابس اللائقة ..*تبا لي *
احمروجهها وهي تصافح والد مورا وقدم نفسه بشكل لبق وقد غض الطرف عن شكلها فلم يعلق ..أحست بالخجل فرفعت يدها تملس شعرها شأنها عندما تكون محرجة ..تسمرت يدها مكانها عندما شعرت بالبلل في شعرها ,,
تبا ,تبا ,تبا ..
لقد نسيت أنها رشت شعرها بالماء عندما كانت عند البحر وقد استرسل على كتفيها بعد أم حلت الرباط الذي تربطه به
مالذي جعلها تدخل من الباب الخلفي ..فلو أنها دخلت من الباب الأمامي لما تعرضت لهذا كله ..
التفتت نحو رايان فرأته يحاول كتم ضحكته ,,تبا له ..إنه يستمتع برؤيتها محرجة ,,لقد كان في غاية الأناقة بل الجميع كذلك
ماعدا ميا بالطبع التي كانت لاتزال في ملابس نومها ,,
لابد أنه كان يعلم أن جده قادم عندما التقته ولم يخبرها عن ذلك ,,سددت إليه نظرة ثاقبة تتهمه بصمت فرفع حاجبيه بكسل
(لقد كنا نتكلم عنك قبل قليل ) أجفلت عندما سمعت صوت روبرت ويليامز..لقد كان صوته عميقا قويا وحادا لايوحي بكبر سنه
(أرجو أن يكون خير ) ردت بنبرة مازحة
أجاب روبرت (كل خير يا عزيزتي .لاتقلقي)
اندهشت دانييل من التشابه بينه وبين حفيده ,,فرايان يشبهه كثيرا ,,ملامح الوجه ,الأنف الارستقراطي ,حدة العينين ولونهما ,ماعدا أن العجوز كان يغطي شعره الذي لم تتبين لونه الشعر الأبيض والرمادي وشعر رايان أسود
(لاأظن أنها تمطر بالخارج ,أليس كذلك يا داني ؟) سأل رايان ساخرا
لم تفهم دانييل قصده فأجابته بصدق (كلا ,لم تكن تمطر)
(فلماذا شعرك مبلل ؟!) ولاح شبح ابتسامة ماكرة على وجهه الوسيم
قالت مورا (صحيح ,لماذا تبلل شعرك ؟)ونظر إليها والدها وروبرت ,,
نظرت إليه وهي تكاد تقتله بنظراتها ,ألا يكفي أن جده رآها هكذا فيزيد من ملاحظاته الساخرة ,,
لم تجد أي مهرب من السؤال فأجابته بشجاعة (لقد رششت نفسي بماء البحر لأتنشط ..)
ضحك والدها وقال(هذه ابنتي)
أكمل رايان ساخرا (جيد أنك لم تستحمي بها !) ثم نهض وهو يهم بالخروج
تأجج غضب دانييل فقالت بتهور (ربما أفعل في المرة القادمة)
)انتبهي ألا تصابي بالبرد )
(لن أفعل ,دكتور !!) وشددت على الكلمة الأخيرة بسخرية ..فابتسم
(جيد ,والآن سأذهب ,,أراكم لاحقا ) نظر إلى دانييل لثوان ثم خرج
ساد صمت غير مفهوم بعد خروجه ,,فلم تعرف ماتقول ..فتذكرت أن عليها أن تستحم أيضا فقالت على عجل (اعذروني ,سأذهب لأبدل ملابسي)
وخرجت .
التقت رايان عند السلالم فقالت هامسة بغضب (لمَ لم تقل لي أن جدك قادم هذا الصباح ؟)
كان يرتدي سترته فقال (لم أكن أعرف بقدومه )
أكملت هامسة (أتريدني أن أصدقك؟ إنك لا تطاق !)
(سؤال ؟)رفع سبابته في وجهها مستفسرا
(ماهو ؟) همست غاضبة ..فنزل الدرجة الأخيرة وأصبح مواجها لها ثم قال مقلدا صوتها (لماذا تهمسين؟)وابتسم ابتسامة عريضة
رباه ! بإمكان المرأة أن تموت من تأثير هذه الابتسامة الرائعة
تشوشت بفعل ابتسامته وقالت بصوت أجش (لاأعرف )
ساد صمت غريب ,وكان ينظر إليها نظرات غريبة ,,لولا معرفتها به لقالت أنها نظرات إعجاب ,,يجب أن تتحرك من هنا ,,
أخذت تتمتم (سأدعك تذهب ,,أراك لاحقا )
ماإن صعدت أولى درحات السلم حتى أمسك ذراعها ,,لم تكن القبضة قوية لكنها كانت كافية لإيقافها ..صعدت شحنة كهربائية هزت جسدها كله
ازدردت ريقها ببطء وصعوبة والتفتت إليه ,,قال برقة
(هل أنت بخير؟ )

استغربت سؤاله فأجابت (بالطبع ,أنا بخير ) صمتت قليلا ثم أكملت ساخرة (مابك يارايان ؟لم يرني جدك مغمسة بالوحل !
سأتغلب على موقفي)

لم يكن يعني هذا ..لكن يبدو أنها لاتريد التحدث بشأن مايزعجها وماسبب الهالات السوداء تحت عينيها الغائرتين ..وهو أيضا لم يصدق أنه سألها بهذه الرقة ,,فقد انزلق السؤال بسرعة قبل أن يكتمه
(آسف إن كنت ازعجتك ) ترك يدها بخفة وقد كره أن يتركها لسبب ما ,,أحس بابتعاد البهجة عنه عندما ترك يدها الصغيرة
ابتسمت وقالت (لم تزعجني ,بل على العكس .إنه شعور جيد أن تعلم ان هناك من يهتم ! أراك لاحقا .يجب أن تذهب وإلا تأخرت على عملك)
ثم أكملت طريقها بخفة على السلالم
..أخذ ينظر إليها مفكرا مالذي يزعجها

هذه الفتاة بارعة في كتم انفعالاتها !
التقط حقيبته ثم خرج وهو لايشعر بأدنى رغبة في العمل ,,شعور لأول مرة يشعر به .

*******

مالذي عناه بذلك السؤال ؟فكرت وهي تستحم ,,لقد كان في عينيه تساؤل واهتمام ..وكأنه حقا أراد ان يعرف مالذي يزعجها
لكن كيف عرف أن هناك مايزعجها ؟ وجدت الإجابة عندا نظرت إلى المرآة ورأت وجهها المتعب
أمضت الصباح وهي تراقب الشمس تشرق ولأول مرة لم يفلح ذلك المنظر أن يمحو تلك الأفكار التي تتزاحم في رأسها
مرت بها لحظات أرادت فيها أن تغوص في أعماق البحر الهائج ,,أن تصل إلى أعماقه المظلمة ولاتعود أبدا ,,أرادت ان تسبح داخله مع الأسماك ولاتعود
كانت الساعة العاشرة صباحا عندما انتهت من الاستحمام ,,ثم استلقت على سريرها شاعرة بالاسترخاء والراحة تدب في أوصالها
وغرقت في نوم عميق متكومة تحت الغطاء الدافئ كطفل صغير

*********

ارتدت ملابسها على عجل عندما استيقظت في الساعة الواحدة ظهرا ,,يجب أن لا تتأخر فيكفيها أن روبرت ويليامز رآها في شكل لاتحسد عليه
ارتدت كنزة بيضاء نقش عليها ورود صغيرة وتنورة وردية ومررت المشط على شعرها وخرجت
وماإن أغلقت باب غرفتها حتى انفتح آخر في آخر الردهة وعرفت أنها غرفة الضيوف وخرج منها روبرت نشيطا ويبدو أنه مثلها نال قسطا من الراحة
ابتسمت له قائلة (مرحبا )
انتبهت إلى نظرات الدهشة في عينيه وصوته أيضا إذ قال
(لم أكد أعرفك ,تبدين رائعة )

ضحكت ووجهها محمر وأجابته (شكرا ) ثم تابعت بتهذيب
(بإمكاني أن أرافقك إلى غرفة الطعام سيد ويليامز)

كانا ينزلان السلالم عندما قال (ناديني روبرت أو روب إن أردت )
(أو بإمكاني مناداتك بوبي ) قالت مازحة
(لا! أرجوك .فمن سيسمعك سيظن أنك تنادين طفلا في السابعة ) ضحكت دانييل
سألها (إذن أنت عازفة ؟)
(بل معلمة موسيقى ,فعازفة كلمة كبيرة علي )
(لكن وفقا لشهادة الجميع ,أنت تعزفين أفضل من أي عازف شهير)
غمزت له مازحة (حسنا ,أنت تعرف العائلة .إنهم يريدون أن يظهروا أبناءهم أفضل من الجميع)
ضحك روبرت (إنك متواضعة حقا .لذلك يجب أن تعزفي لي حتى أحكم على عزفك )
(كما تريد سيد ....أقصد روبرت ) صححت اسمه عندما رأت نظرة التحذير في عينيه المازحتين ,,
كم يشبهه حفيده !
عرفت كيف سيكون شكل رايان عندما يتقدم به فهو سيبقى وسيما تماما مثل الآن
رفض روبرت أن يجلس في غرفة الجلوس بل أراد أن يجلس في المطبخ ليراقب وليساعد على حد قوله ,,اندهشت دانييل من جو التوتر الذي كان سائدا
ولاحظت المعاملة الجافة بين كايت وجدها ,,واستغربت تلك التصرفات من كايت الودودة
أما دانييل فقد استمتعت بالتحدث مع روبرت الذي اتضح لها انه مرح على عكس ماأوحى لها الجميع
(إذاً هل لك صديق مميز ؟) سأل روبرت بمكر
كانت تقطع بعض الخضار لتضيفها إلى السلطة بينما كانت روزيتا تقوم بتحريك الحساء ومورا تتأكد من الفطيرة في الفرن
ضحكت وهمت بالإجابة لكن صوتا ساخرا أجاب عنها
(نعم, واسمه ديميتري)

التفت جده إليه وقال ساخرا
(تبدو وكأنك تعارض هذه الصداقة )
هز رايان كتفيه بلا مبالاة (ولماذا أعارض ؟) ونظر إلى جده
أكمل جده وكان من الواضح أنه يستمتع بهذا
(لاأعرف ,لمَ لانسأل دانييل؟(

أما دانييل التي توقف ذهنها عن العمل فقد استجمعت نفسها وقالت بصوت هادئ وثابت (رأيي أن علاقتي بديميتري ليست كما تظنون ,,فنحن صديقان فقط )
لقد تشوش ذهنها إثر دخوله المفاجئ
,,بدا وسيما وقد أخرى ربطة عنقه

(آه ,فهمت !) رد روبرت وعلى ثغره ابتسامة ماكرة
اقترب رايان من روزيتا التي كانت تقطع الجزر للسلطة وحاول أخذ جزرة لكن روزيتا ضربته على يده مازحة ضربة خفيفة
(انتظر إلى أن يجهز الغداء)

وأدارت ظهرها له تحرك الحساء فسرق جزرة خلسة ورأته روزيتا وهو يقضم الجزرة فقالت (يالك من محتال !)
(وأنت غير لطيفة) أجاب مازحا ,,راقبت المشهد وعلى فمها ابتسامة ..لم تكن أنه يمتلك هذه الروح العالية وأنه مرح
رباه! إنها غارقة في حبه حتى أذنيها وفات الأوان للقيام بشيء لإصلاح الوضع
نظر إليها عندما شعر بنظراتها فأدارت وجهها مدعية أناها منغمسة في العمل
سمعت روبرت يقول (إذاً ,كيف كان العمل اليوم؟)
رد رايان ببرود (لم أكن أعلم أنك تهتم)
رد روبرت بتوتر(بالطبع أهتم)
عاد رايان يرد ببرود(أجل,صحيح.أين جوناثان؟)
لم تعرف دانييل مالذي كان يحصل بين الحفيدين والجد ..فتصرفات كايت تتسم بالحدة والتوتر أما تصرفات رايان فكانت مابين البرود واللامبالاة ,وكأن هذا الشخص ليس جدهما ,,
قالت مورا وهي ترمق رايان بنظرات استياء (إنه في المكتب )
هم رايان بالخروج فتابعت عمته
(لاتتأخرا ,فالغداء سيجهز خلال ربع ساعة )

أشار رايان بيده وهو يخرج فتنهدت عمته(هذا يعني أنهما سيتأخرا...)

(إذن ,دعينا لانستعجل في تحضير الغداء )
قال روبرت بمرح زائف


********

جلست في الشرفة ممسكة بالكتاب الذي لم تستطع أن تقرأ منه كلمة بسبب أفكارها ...مالذي حصل ياترى بينه وبين والدها ؟؟فلقد كان منظر وجهيهما لايبشر بالخير ..هل عرف رايان ؟بالتأكيد عرف وإلا لما كان بمثل ذلك التشوش ..
ذهبت لتناديهما للغداء تحت طلب عمتها وإذ بباب غرفة مكتب والدها تفتح وكادت أن تصطدم به لكنه تسمر عندما رآها وأخذ ينظر إليها نظرات غريبة .لم تكن نظرات غضب أو استياء بل كانت تقرب إلى التفهم وشيء آخر لم تعرفه
قالت (الغداء جاهز)
(شكرا ,ولكن لدي عمل يجب القيام به ..إلى اللقاء )قالها بسرعة طفل كان يلقي الدرس على معلمه الصارم ..وخرج مسرعا ..استغربت تصرفه ثم دخلت لتنادي والدها ...فوجدته جالسا محنيا رأسه وقد وضع يديه على رأسه وكأن مصيبة حلت عليه
(أبي؟) همست خائفة
رفع رأسه وكانت عينيه زائغتين وقال بذهول (أماندا؟)
تسمرت مكانها فصحح لنفسه (دانييل!) ثم نهض مدعيا المرح وأكمل (هل الغداء جاهز ؟أكاد أموت جوعا .هيا بنا )
وأحاطها بذراعه ليخرجا من الغرفة
أغلقت الكتاب ثم عقدت يديها على صدرها ..هل هناك مشكلة في الشركة ؟وهل غضب رايان عندما علم بصاحب الحساب؟
فكرت في نفسها ...لكن هذا مستبعد فهو لم يكن غاضبا ...
اتسعت عينيها عندما فكرت باحتمال آخر ,,هل أفلست الشركة؟
ستحاول أن تعرف القصة من والدها وعلى كل حال فهي قررت أن تعيد المبلغ باسم مجهول ,,,لكن لماذا ناداها والدها باسم والدتها؟
(هل تنتظرين أحدا ؟) أجفلت من صوت روبرت والذي كان يقف على مقربة منها ولم تنتبه له ..ضحكت وقالت تشير إلى الكتاب (كنت أقرأ ..)
جلس روبرت بجانبها والهواء يعبث بشعره الرمادي (لاأظن ذلك فأنت لم تقلبي الصفحة منذ ربع ساعة)
فغرت فمها ثم ضحكت (حسنا,كشفتني .كنت أفكر )
(هذا مالاحظته)
(إنك تلاحظ كثيرا ,كان لابد أن تعمل في التحقيقات ..)قالت مازحة
(لايروقني هذا العمل ,والآن هل لي أن أعلم بم كنت تفكرين؟)
هزت كتفيها (أشياء تافهة)
(لاأظن هذا ,فأنت لست من ذلك النوع..)
ضحكت وقالت )أحقا ؟تبدو متأكدا ولكنك التقيت بي اليوم فقط)
قال (ربما ...) سكت ناظرا إلى الحديقة المنسقة بشكل جميل(وربما أنا متأكد بأنك تهتمين بحفيدي الأحمق!)ثم نظر إليها متحديا أن تنكر ..
تسمرت مكانها لكنها آثرت التصرف السريع فضحكت ولكن الضحكة لم تخرج وقالت (إنك تتوهم الأمور الآن ..)تبا لصوتها المهزوز
هز كتفيه فتخبطت في كلامها (إنني ..أنا أحترمه ..)
ياله من عذر واه يادانييل حتى الطفل بإمكانه أن يقول كذبة أفضل
*اخرس* قالت لصوت عقلها
قال ساخرا(وأنا أيضا ,لكنني لاأشع فرحا عندما يدخل الغرفة ..)
احمر وجهها وأرادت أن تختفي من وجه الأرض ..تبا لهذا
اعترفي! أخذ قلبها يكرر
(مرحبا جدي!)قالت ميا راكضة عبر الحديقة وخلفها أصدقائها بطائراتهم الورقية فضحك الجد ولوح لها ثم قال
(سرك بأمان معي ,,لاتقلقي)

(إنك لاتفهم ...)أرادت التشبث بمحاولة أخيرة للإنكار لكنه نظر إليها متحديا منتظرا الشرح فسكتت غير قادرة على الكلام
(جيد .والآن ألن تعزفي لي؟) نهض من مكانه فنهضت مخدرة ..
عندها سمعا صوت سيارة تقترب وكانت سيارته ونزل منها حاملا أوراقا بيده ,,استرعى الأطفال انتباهه وكانوا يطلبون منه أن يثني على ارتفاع طائراتهم
فابتسم ابتسامته التي تخطف منها الأنفاس وقال شيئا لم تتبينه ..لم تدرك أنها تبتسم إلا عندا التفتت إلى روبرت ورأت ابتسامته الماكرة فأشاحت بوجهها
صرخ روبرت وقد رأى ان رايان يتوجه نحو الباب الخلفي لمكتب جوناثان (رايان ,هل تنضم إلينا لنستمع إلى عزف دانييل ؟(
(ربما مرة أخرى)
لم تدرك أنها تتأمل انضمامه إليهم حتى أحست بخيبة أملها من رفضه ,,

****************

لم تره طوال اليوم ,,لاتعلن إن كان يتجنبها أم لا ,,اتصلت بجيسيكا وبعد أن عنفتها جيسيكا لعدم اتصالها بهم سألتها
(إذن ,هل تعرفت بأحدهم؟)

أرادت دانيييل المزاح فقالت (أجل, تعرفت إلى عائلتي )
(آه ,إنك تعرفي قصدي .إنك حقا تثيرين غضبي ..) ضحكت دانييل فلطالما كانت جيسيكا سريعة الغضب
تنهدت ثم قالت لصديقتها (جيسي ,إني واقعة في الحب !)
ساد صمت طويل من جهة جيسيكا ,,ولاتلومها فلو أنها أخبرتها أنها ستقفز من سطح مبنى الامباير ستايت ماكان ذهولها اكبر
(جيسيكا!)نادت دانييل بحذر
صرخت جيسيكا وقد كادت ان تصيب دانييل بالصمم (ياإلهي!)
ابتسمت دانييل بخجل وهي تجلس على سريرها في غرفتها )أعرف!)
(كيف حصل هذا ؟أخبريني بكل التفاصيل)
تنهدت دانييل (سأخبرك,لكن هناك مشكلة .فهذه ليست قصة خيالية)
أخبرتها كل شيء بدءا من أول مواجهة له معها وقصته مع صوفيا وانتهاء بذلك اليوم في الكوخ وقصة رقم الحساب
(عزيزتي ,هذا سيء جدا لكنه ليس ذنبك )قالت جيسيكا
(لكن أشعر أني السبب ,فهو أبي الذي أرسل ذلك المال إلى أمي وقد عرفت أنا ذلك ولم أخبر رايان مخافة أ
ن يتهمني أو حتى يفهمني خطأ)

(لكن إذا فهمك خطأ ,,فهذا ذنبه وليس ذنبك ,,فهو الذي يعاني من جنون الاضطهاد..)قالت جيسيكا غاضبة
همست دانييل (ماذا أفعل؟)
(قولي له كل شيء لكن في الوقت المناسب ,,فالتوقيت المناسب هو المفتاح ..لاتخبريه وهو غاضب فقد لايفهمك لكن لاتؤجلي الأمر ,,إذا كان رجلا صالحا فهو سيتفهم موقفك ,,صدقيني..)
أنهت مكالمة جيسيكا ,,ونامت لكن كان نومها متقطعا ,,نزلت لتشرب الحليب ليساعدها في النوم ..أخذت الحليب وتوجهت نحو غرفة الجلوس بدون أن تضيء كثير من الأضواء وجلست على الأريكة ,,بعد مضي وقت ليس بقصير سمعت صوت الباب يفتح وصوت سقوط المفاتيح وأوراق ..لابد أنه هو فقد سمعت صوته يشتو بصوت منخفض ...نظرت إلى الساعة فإذا هي الواحدة صبباحا ,,ألازال يعمل حتى هذا الوقت ؟
توقعت أن يتوجه إلى غرفة المكتب لكنه دخل إلى غرفة الجلوس وأضاء النور عندها رآها فقطب حاجبيه ثم حاول النظر إلى ساعة يده فأجابت (إنها الواحدة صباحا إذا كنت تتساءل )
تقدم إليها ثم وضع الأوراق على طاولة القهوة ثم رمى نفسه على الأريكة بتعب قائلا (مالذي يبقيك مستيقظة فيي هذا الوقت؟)
لم ترد أن تقول له إنها لم تذق طعم النوم فقالت (نمت بضع ساعات واكتفيت من النوم ..)
بدا متعبا فقد أحنى رأسه ووضع يديه على رأسه ضاغطا عليه بقوة وكأنه يخفف من الصداع الذي داهمه وتمتم (جيد,فلقد ظننتك تنتظريني فلقد بدوت مثل الزوجات الغاضبات من أزواجهن..)
حمدا لله أنه كان محنيا رأسه حتى لايرى الارتباك الذي غزا وجهها من كلامه فقالت محاولة ان تبقي صوتها ثابتا
( لكنك أذكى من أن تظن ذلك .)

لم يجبها ...
قالت بهمس (هل أنت بخير؟)
رفع رأسه ثم مرر يديه حول شعره مبعثرا إياه ثم قال(لا, لدي عمل كثير ووقت قصير لأقوم به فيه وأنا متعب وأريد أنام ..)ثم ابتسم بتعب وقرب أحد الملفات إليه
وسألت(صفقة جديدة ؟)
(نعم, فأحد المستشفيات تريد أن نمولها بالأدوية ..)قال مستغرقا في القراءة لكنه تمتم بذهن غائب
(رائع ,والآن لاأستطيع رؤية الكلمات ..)

أشفقت عليه (هل يجب أن تنهي هذه الليلة ؟)
(أجل.)
سكتت ثم عادت تسأله (هل بإمكاني المساعدة ؟)
رفع رأسه إليها وكأنه لأول مرة يراها فقال بلهجة تقرب إلى التوسل فأشفقت عليه (هل بإمكانك أن تعدي لي أكبر إبريق من القهوة ؟)
ابتسمت(هذا من دواعي سروري)
خرجت وتوجهت نحو المطبخ لتعد القهوة وهي تشعر بسعادة لا تعرف كيف تصفها لهذه المساعدة البسيطة التي تقوم بها
جهزت القهوة بعد حوالي العشر دقائق وتوجهت إلى غرفة الجلوس وقد توقعت رؤيته مستغرقا في القراءة لكنه كان مستغرقا في شيء آخر ,,
لقد نـــام! لقد غلبه النوم واستلقى على الأريكة والملف على صدره وقد خلع حذاءه ..أخذت تنظر إليه وهو نائم ..لقد كانت طريقة نومه كالأطفال ,,
استرخت ملامحه وأصبحت ملامح التعب أكثر وضوحا على وجهه
أرادت أن توقظه لكن لم يطاوعها قلبها على ذلك ..ستجعله ينام لساعتين والعمل سيتأجل ..عندها سيستيقظ نشيطا ليقوم بعمله بأكمل وجه ,وضعت صينية القهوة تحسبا إذا استيقظ
ثم تقدمت لتأخذ الملف الذي كان على صدره ..ازدردت ريقها وهاجمها خجل مفاجئ ..لكنها عنفت نفسها والتقطت الملف ووضعته على الطاولة ثم تناولت الغطاء الذي يوضع على الأريكة وغطته به ..نظرت إليه نظرة أخيرة وقاومت رغبة شديدة لتمد يدها وترجع الخصلة السوداء التي تتدلى على جبينه ..وخرجت من الغرفة

*********

تململت في فراشها عندما أحست بأشعة الشمس المتسللة من خلال الستائر ,فتحت عينيها ببطء وهي تحدق بالسقف وداخلها فرح غريب لاتعلم مصدره ,,
لكنها تعرف السبب ,,الحب! إنها واقعة في الحب
هذه أول مرة يحصل لها هذا ,,وأخيرا عرفت ماتتحدث عنه الروايات ,عرفت معنى أن تسهر ليلها مفكرة بحبيبها الذي ماإن رأته الليلة الماضية حتى نامت كطفل صغير ...
توقفت يداها عن تسريح شعرها الذي رفعته عاليا وفكرت بشيء آلمها ,إنه لايحبها ..بل يحب أخرى أو على الأقل هي تعجبه ,,
كلوي!
لماذا اختارها ؟هل لأنها أنيقة ومتزمتة وباردة أعجبته ؟
إنه لايحبها وإن تحسنت علاقته معها فهو يعدها مثل كايت أو حتى مثل ميا ,,إحدى قريباته اللاتي يجب أن يكون مهذبا معهن
نزلت السلالم متجهة نحو الأصوات التي تعلو في المطبخ بمعنويات منخفضة ,,لابد أنهم استيقظوا جميعا ,,أول مرة تتأخر في الاستيقاظ ,,كانت الساعة العاشرة والنصف صباحا ,,,,
إذا كانت حماستها قد انخفضت بسبب أفكارها فهي قد انحدرت إلى الحضيض عندما رأت من يجلس في المطبخ ,,كلوي!
مالذي أتى بها الآن ؟ لم تظن أبدا أنها ستشعر بنيران الغيرة تنهشها وهي ترى اناقة كلوي ,,تمنت أن تبلعها الأرض و لاأن ترى هذه المخلوقة
(نيل! هاأنت استيقظت اخيرا ...)أعلن والدها بفرح ,,
أجفلت دانييل من صوت والدها ولم تكن تعي أنها تسمرت مكانها من الصدمة ,,
(مرحبا !)خرج صوتها متحشرجا وكأنها كانت تنازع الموت ..
ودخلت المطبخ محاولة السيطرة على غضبها وتبني موقف مرح ,,
فقالت وقد سيطرت على صوتها (صباح الخير,كلوي)
نظرت إليها كلوي بكل برود وقالت(صباح الخير ,دانييل .هل تستيقظين دائما في هذا الوقت؟)
أنهت جملتها بضحكة عفوية
تبا لك ! أرادت دانييل أن تصرخ بهذه الكلمات لكن بدلا من ذلك ابتسمت دانييل ببرود ..ولم تكلف نفسها عناء الرد ..
ردت مورا مدافعة (دانييل تستيقظ دائما مبكرة لكن اليوم حالة استثنائية .هل أنت بخير؟)
(هل تشعرين بشيء يؤلمك عزيزتي ؟)استفهم والدها بقلق
ضحكت ..لقد مر وقت طويل منذ أن اهتم أحد بصحتها ..واغرورقت عيناها عندما تذكرت والدتها ,,تنهدت وقالت (أنا بخير)
(عزيزتي ,إن كنت مريضة فقولي لنجلب الطبيب) قال والدها
(لاتقلق أبي ,,أنا بخير .انظر إلي )أكدت وهي تدهن الخبزبالمربى
تدخل روبرت قائلا بمكر (إنني أعرف مابها هذه الفتاة الجميلة ,وهي تعلم أنني أيضا متأكد)
ابتسمت بمكر (بالطبع تعرف فأنت هولمز الجذاب ,,لكن يا شارلوك لاتقبل نظريتك بدون أدلة )
(أوه ,إن الدليل لدي ..)وغمز لها فضحكت
(أرى أنك أنشأت صداقة قوية مع السيد ويليامز يا دانييل)
قالت كلوي وصوتها ينضح غضبا مبطنا وحقدا ,,لقد كانت تحاول منذ مجيئها أن تنشئ صداقة ولو سطحية مع هذا الرجل لعلها تفوز بقلب حفيده إن فازت بقلب الجد ,,لكنه درع لايمكن اختراقه تماما مثل حفيده ..أرادت بيأس أن تكسب ود الحفيد الذي سكن قلبها منذ حوالي السنة عندما أتى ليطمئن على أخته التي فقدت الوعي في المتجر ,,لقد وقعت في حبه من النظرة الأولى ,,أسرها بعدم اهتمامه بها ,,هي ! التي تدير الرؤوس
لكن هذه الفتاة أسرت اهتمام هذه العائلة وأسرت اهتمام رايان حتى ولو لم يبد هذا الأمر ..واستطاعت الوصول إلى قلب جده فاشتعل قلبها غيرة
قالت دانييل(إن روبرت تحت مظهره الحازم ,قلب من ذهب )
ضغط روبرت على يد دانييل بدفء ومحبة بالغة وقال بتأثر
(هذا لأنك إنسانة طيبة القلب عزيزتي )

ضحكت مورا وجوناثان في حين أن كلوي تكاد تصرخ من غيظها
قالت مورا (أنت الفتاة الوحيدة التي استطاعت أن تكسب محبة أبي يانيل في وقت قصير ,,يجب أن تفرحي لذلك فلاأحد يستطيع)
قالت دانييل مازحة لروبرت(عجبا ,هل أنشأت حولك حصنا منيعا لجذب النساء؟)
(بل لحمايتي منهن!) قال روبرت برعب مصطنع فضحك الجميع ..

قالت كلوي (متى سيعود رايان؟كنت أريد أن أسأله النصيحة في أمر ما؟)ورفرفت بأهدابها المثقلة بالكحل بكل براءة مصطنعة .
يالوقاحتها ..كان هذا ما فكر به روبرت ومورا ودانييل في نفس الوقت
أما جوناثان الذي كان غافلا كعادته عن مثل هذه الامور قال (لست متأكدا متى سيعود فقد نهضت في الصباح الباكر لأجده يتصفح الملفات في المكتبة)
تنهدت مورا قائلة (هذا الصبي يرهق نفسه كثيرا )
(إنه يحتاج إلى أن يرفه عن نفسه .) أقرت كلوي ذلك بجرأة
*وأنت حتما وسيلة الترفيه!*كادت دانييل أن تقول ذلك لكنها لجمت لسانها وعضت عليه ..كانت دانييل ترتجف من كثرة غضبها واستيائها وفقدت شهيتها فقالت بعد فترة حتى لايشعر أحد باستيائها (المعذرة ,لكن أظن أني سأتمشى قليلا)
وخرجت مسرعة من المطبخ .كانت تريد أن تصعد لغرفتها لكنها أحست أنها ستختنق فتوجهت إلى الباب الأمامي لتخرج إلى الحديقة وماإن مدت يدها لتفتح الباب حتى انفتح الباب ..أعمتها أشعة الشمس عن رؤية القادم لكنها عرفت من يكون ,,لا تعرف إن كان حدسها قد أنبأها بذلك لكنها تأكدت بأنه هو من رائحة عطره الأخاذ ..تسارعت ضربات قلبها حتى ظنت بأنه قد يسمعها فابتلعت ريقها مرتين قبل أن ترفع عينيها نحوه ..ساد صمت طويل شعرت معه بأنهما الوحيدين في ذلك البيت ,تراجعت إلى الوراء تلقائيا مما سمح له بالدخول وإغلاق الباب
(مرحبا .) قالت بصوت أجش مرتبك
كبت رايان ابتسامة وقال(صباح الخير,لقد فاتك الركض هذا الصباح)
كان يمازحها فخجلت ورفعت يدها تملس شعرها قائلة بتلعثم (حسنا,لقد غلبني النعاس )
رباه! إنها جميلة جدا ببنطالها الجينز وكنزتها البيضاء ,,إنها بسيطة جدا وخجلها هذا يزيد من جمالها ويجعلها غاية في البراءة
خصوصا عندما ترفع يدها لتملس شعرها فقد انتبه بأن هذه هي حركتها عندما تخجل فقد لاحظها عندما كانوا في المستشفى مع والدها ع جده والآن ...
إنها نقيض النساء اللاتي عرفهن ..ذوات اللباس المتكلف والمبالغ فيه فهي بسيطة في لباسها لكنها تبدو جميلة كما لو أنها لبست فستانا لأحد أولئك الشهيرين اللذين تعرفهم كايت وتعرف تصاميمهم
لماذا ينظر إلي هكذا ؟صحيح أنها لاتريده أن يعبس في وجهها لكن تحديقه بذلك الشكل يصيبها بالارتباك ..ساد صمت طويل لم يجد فيه الاثنان مايقولانه
فقالت مقاطعة الصمت بتوتر (لماذا أتيت؟)
رفع أحد حاجبيه المعبرين فعرفت بأن سؤالها في غير محله فأضافت وهي تلوح بيديها بارتباك (أعني لماذا أتيت في هذا الوقت؟ ليس...أعني.....أقصد أنك تستطيع المجيء متى أردت فهذا منزلك ..)
ابتسم لتخبطها في الكلام (لقد نسيت أحد الملفات في المكتبة !)
(آه! )عبست ثم أضافت (في المكتبة؟ لكنك كنت في غرفة الجلوس)
قالت هذا بسرعة قبل أن تكتم هذا التعليق لكن الأوان فات لأنه رفع حاجبيه مرة أخرى فاحمر وجهها
فقال (لقد انتقلت إلى المكتبة لأن روزيتا كانت لتقتلني إذا رأت تلك الملفات ملقاة في كل مكان ..)فابتسمت لكن في داخله كان يصرخ *كاذب *
فقد استيقظ ليجد نفسه مغطى بعناية والملفات مرتبة وصينية القهوة بجانبه وقد بردت ..فاجتاحته شحنة كهربائية لمعرفته بأنها هي من فعل ذلك وحاول أن يخرجها من تفكيره لكنه لم يستطع ..لم يستطع أن ينسى رؤيتها وهي تنتظره رغم أنها قالت أنها لم تكن كذلك لكنه أحب رؤيتها عندما يعود من عمله متعب ولم ينس أيضا أنها غطته بذلك الغطاء الذي كان يتخيلها وهي تقوم بتغطيته به ..رباه! إنها تثير فيه مشاعر لم يكن يظن بأنه سيشعر بها ...
(حسنا,لن أؤخرك عما تقوم به !)قالت هذا فاستيقظ من أحلام اليقظة ,,هز رأسه ثم تجاوزها ..
حمقاء! هل ظننتِ بأنه سوف يشكرك على مافعلته له البارحة؟ ربما نسي ذلك أصلا.....
فتحت الباب عندما قال لها (بالمناسبة ..)
توقفت ثم استدارت فانعكست أشعة الشمس على شعرها الكستنائي محولة إياه إلى نحاسي جميل فأخذ يتأملها ثم قال بتمهل (شكرا على القهوة .....وشكرا على الغطاء ..)ثم ابتسم ببطء
ابتسمت ابتسامة واسعة ثم قالت (على الرحب والسعة ,,مسرورة لمساعدتك .) سادت لحظة صمت أخرى
(رايان!) أجفل الاثنان من هذا الصوت الصارخ
فالتفت كلاهما ليريا كلوي ..

(كلوي !) قال رايان مندهشا
تقدمت كلوي بخطوات رشيقة نحوه قائلة بصوت عذب معاتب تقريبا (لقد كنت أنتظرك ولكني فقدت الأمل)
(هاأنا ذا هنا)قالها بسخرية لم تنتبه إليها المرأتين فإحداهما وهي كلوي كانت مجتهدة في لفت انتباهه أما الأخرى وهي دانييل كانت متخبطة في مشاعرها ..
(كنت أريد نصيحتك في أمر ما ..لكن ..)ثم رفرفت بعينيها مرة أخرى قائلة (لكنك مشغول الآن ..)
رباه! يالها من ممثلة بارعة ..أحست دانييل برغبة طفولية في شد شعر هذه المرأة
(حسنا ,إني كذلك نوعا ما ..لأنني في عجلة من أمري لكن بإمكانك أن تخبريني في المكتب)
مالذي تفعلينه هنا أيتها الحمقاء ؟أخذت تعنف نفسها لكنها لسبب ما لم تقدر أن تتحرك ..لكنها أجبرت ساقيها على التحرك فسمعت كلوي تقول وهي تدخل معه المكتب (حسنا,إنه ليس بأمر خطير ...)
وتلاشى صوتها عندما أغلقت دانييل الباب الأمامي بهدوء وكم ودت لو تصفق الباب بعنف ليخفف من غضبها
مشت في الحديقة بهدوء ثم اتخذت مكانها على الأرجوحة وهي تفكر ..مالذي يمكن أن تطلب كلوي نصيحة رايان فيه؟
فلاشيء يجمع بينهما في ميدان العمل ...فهو طبيب ومدير شركة أدوية وهي مديرة أحد المتاجر التي تبيع الملابس الباهظة ..إلا إذا كانت تريد أن تخيط ثيابا للعاملين في المستشفى الذي يعمل فيه ,,,,فكرت بسخرية
ثبتت نفسها على الأرجوحة وأخذت تدفع نفسها بتمهل ..حتى أنه نسي وجودي عندما أتت كلوي ...حمقاء
تحول مجرى أفكارها إلى والدها فهي تريد أن تكلمه عن حسااب والدتها وتريد أن تستفسر عن بعض الأشياء التي تدور في فكرها عن الماضي
ستحاول أن تكلمه اليوم بالتحديد ..لأن مورا ستصطحب والدها للقيام بنزهة بمفردها فقد طلبا من والدها الذهاب لكن والدها رفض قائلا بأنه وقت الأب وابنته وكايت لن تأتي فقد تذهب مع خطيبها ..ورايان! ..حسنا لن يعود قبل وقت طويل ,هذه هي فرصتها
(هل تحتاجين إلى مساعدة ؟)
التفتت إلى مصدر الصوت لترى ديميتري
قادم نحوها وهو بكامل أناقته ..

(مرحبا ديميتري !)رددت مبتسمة ..وتفكر ..لمَ لم تحب ديميتري ,فهو وسيم ومن الواضح أنه يهتم بها
(مرحبا أيتها الغريبة ! لم أعد أرك منذ فترة)
ابتسمت وهو يقف أمامها (حسنا,إنني موجودة ولم أبارح مكاني ...لكنك أنت من قاطعني ..)
(حسنا, بإمكاننا أن نصلح الوضع)
قال متوددا وفي عينيه بريق غريب بعدها لمس وجنتها دافعا خصلة وراء أذنها ...تسمرت مكانها
رباه! إنها لاتريد جرح مشاعره ..إنها تكن له مشاعر أخوية وهو يأخذ الأمر على محمل الجد ..إنه يظنها تبادله مشاعره
(دعيني أدفعك على الأرجوحة )واتخذ مكانه خلفها وأخذ يدفعها,,,,,, كيف تقول له؟كيف؟
نظر رايان من خلال النافذة متوقعا أن يراها وحدها وإذا به يصدم وأحس كمن تلقى لكمة في بطنه ..كانت تبتسم لديميتري ثم اتخذ ذلك المراهق مكانه أمامها حاجبا عن رايان رؤيتها ثم لم يلبث أن أخذ يدفعها على الأرجوحة ..أحس بالرغبة في تحطيم شيء فابتعد عن النافذة وهو يحاول بشدة السيطرة على أعصابه ..
مالذي رأته في ذلك الأحمق المراهق؟ ألأنه أشقر أزرق العينين سلمت نفسها له ؟هل هي سطحية بذلك الشكل؟
(رايان؟)
انتشله صوت كلوي من مشاعره المضطربة
(أنا آسف,لم أسمعك جيدا ..)قال بحدة
صمتت لحظة ثم قالت (يبدو أنك مشغول ,سأحاول أن آتي مرة أخرى )ثم نهضت وهي ترتب سترتها متمنية أن يقول أي شيء
أحس باذنب لأنه لم يستمع إليها فربما المرأة تملك مشكلة حقيقية وهو غارق في مشاعره العاطفية ..نظر إليها ..إنها جميلة ..صحيح أنها متزمتة وباردة بشكل لايصدق إلا أنها جميلة ..خطرت في باله فكرة ..
(أتعلمين ؟)
توقفت كلوي وقد شعرت بالفرح (ماذا؟)
(مارأيك بدعوة إلى العشاء لتشرحي لي مشكلتك بعيدا عن الملفات والفوضى ؟)ولوح بالملف الذي بيده
أرادت أن تصرخ من كثرة بهجتها ..لقد نجحت خطتها ...
قالت بارتباك مصطنع لتخفي بهجتها (هل أنت واثق؟)
(أجل ,مارأيك في الليلة ؟هل هذا جيد؟)
أرادت أن تقول بل ممتاز لكنها اكتفت بالقول (نعم,جيد)
(لماذا أنت صامتة ؟)سأل ديميتري
رباه! ,سامحني ..إنها لاتريد خداعه وهذا يصب في مصلحته
(ديميتري ؟)
(نعم, عزيزتي )أغمضت عينيها
(لاأظن بأني أستطيع فعل هذا )ثم أوقفت الأرجوحة عندما وضعت قدميها على الأرض
(ماذا؟ التأرجح؟)سأل مازحا
(لا ..لاأظننا سننجح ..)ثم أضافت هامسة (في صداقتنا ..)استرعت انتباهه فقد وقف أمامها وهو يقول (مالذي تقولينه؟)
(أرجوك ,افهمني وسامحني ..إنني لاأراك على ذلك النحو ..إنك لطيف و...)
(لاأصدق ذلك ..)
نهضت دانييل مجاولة جهدها أن تفهمه (أنا آسفة جدا ..إنني أكن لك محبة أخوية وأنا واثقة من أنك ستجد امرأة أخرى تحبك بالطريقة التي تحبها فيها لكناه ليست أنا ,,وأنا لست المرأة المناسبة لك ..)
(لكنني ظننت أنك تبادليني المشاعر وإلا فلماذا كنت تقبلين دعوتي إلى العشاء ...)
صمت ثم أضاف (لقد خدعتني !)
(أنا آسفة ,لقد ظننت أن بإمكاني أن ....أن أبادلك المشاعر لكنني لم أستطع,,,, ديميتري؟)صرخت عندما كاد أن يرحل فأمسكت يده وقالت (أرجوك سامحني !)
(أحتاج أن أكون بمفردي دانييل ..) ثم تركها وذهب
راقبته وهو يبتعد مطلقة على نفسها أبشع النعوت والصفات ..مالذي ينقص ديميتري ؟فهو وسيم ولطيف وطيب القلب
إنه ليس رايان ! أخذ صوت صغير يردد داخلها
توجهت نحو الباب الأمامي وهي مستاءة من حالها وأيضا قلقة على ديميتري ,وصلت إلى الحديقة عندما خرجت كلوي والبهجة تتفجر من وجهها
عندما رأت دانييل التي أرادت أن تختفي من فورها عندما رأت هذه المرأة حتى لاترى الحزن على وجهها
قالت كلوي(أوه ,مرحبا دانييل ,مابال ديميتري ؟)
نظرت دانييل إلى ديميتري الذي لم يعد يظهر منه إلا لون قميصه وقالت (لاشيء ,أرجو أن تكوني وجدت حلا لمشكلتك ...)
توقفت كلوي عند سيارتها وقالت بفرح (حسن’ليس بعد لكني واثقة من أننا سنجد حلا بعد العشاء ...)
(العشاء؟؟) كررت دانييل بغباء
كانت كلوي تنتظر هذه اللحظة التي تثير فيها غيرة دانييل وتابعت(نعم,سنذهب أنا ورايان للعشاء الليلة لنتكلم ..)
لطالما تساءلت دانييل عن تلك العبارة التي تقول *أشعر كمن دهسه باص* والآن اختبرت هذا الاحساس فلقد تحطمت إلى آلاف القطع لهذا الخبر
كانت تعلم أن كلوي معجبة به لكن لم تتوقع بل كانت تأمل ألا يكون هذا الإعجاب متبادل لكن ويالخيبة الأمل !
رسمت دانييل ابتسامة عريضة كادت أن تكسر فكها وقالت
(هذا رائع,أرجو أن تتوصلي لحل مشكلتك ...)

اتخذت كلوي مكانها في السيارة وأحكمت حزام الأمان قائلة (أنامتأكدة من ذلك فرايان رجل حكيم و....وسيم أيضا )أنهت جملتها بهمس ثم ضحكت متوقعة أن تشاركها دانييل نكتتها السمجة ,,فلم يبدر من دانييل إلا ابتسامة صغيرة كانت فقط التواء لفمها لسخافة هذه المرأة
ماإن توارت سيارة كلوي حتى أسرعت بدخول البيت كالرصاصة قبل أن تنهار وهي تدعو ألا تقابله في طريقها لكن حظها لم يحالفها لأنها ماإن ارتقت السلالم حتى سمعت صوته يقول ساخرا
(هاي داني ,لم العجلة ؟)

تبا لك رايان ! كادت أن تصيح به لكنها أكملت طريقها وهي تحاول السيطرة على صوتها ودموعها فقالت
(لاشيء لكن خطر في بالي أن أتصل بجيسي )

أما رايان الذي راقبها تصعد إلى غرفتها بدون أن تنظر إليه حتى فقد تصاعد غضبه ويبدو أنه لم يلاحظ المها لأنه كان غارقا في غضبه والذي يود أن ينفسه على هافرشام .
لقد جعلت من نفسك أضحوكة يا دانييل ,,فكرت بذلك في غرفتها ,,نظرت إلى نفسها ووجهها الشاحب يحدق في انعكاس صورتها ,,*أنت لست هنا للوقوع في حبه *أخذت تكلم نفسها بغضب وهي تمشط شعرها ,*أنت هنا من اجل والدك ووالدتك الميتة ومن أجلك أيضا *
كان من عادتها التكلم مع نفسها عندما تكون غاضبة أو لاتقدر على التكلم عن سببب غضبها ..خبطت بفرشاة شعرها على طاولة الزينة *فليذهب رايان ويليامز إلى الجحيم * وابتسمت لنفسها مشجعة قبل أن تنزل لمساعدة روزيتا في الغداء لعلها تنسى رايان قليلا ولو انها تشك في ذلك
مرت فترة الظهر بسلام وخصوصا أن علاقة كايت بجدها تحسنت عندما أبدى روبرت الرضى عن جيريمي وتحدث معه بطلاقة مازحا
وجاعلا كايت سعيدة لاهتمامه ,,كان الجميع يضحك على كايت التي يحمر وجهها لتعليقات جدها عليها ومدافعة جيرمي عنها التي تثبت للكل كم هو واقع في حبها بقوة وبعمق
تساءلت هل ستحظى بهذا الحب الذي تراه في عيني جيرمي وكايت لبعضهما أم كتب عليها نفس القدر الذي لحق بوالدتها وهو أن تعيش محرومة من هذا النوع من الحب ,,لطالما سمعت صوت نشيج بكاء والدتها عندما تغلق على نفسها الغرفة لتأوي للنوم وكم يؤلمها هذا خصوصا أن والدتها أخلصت لوالدها رغم أنها تتمتع بالجمال,,,فقد كانت تتمتع بجمال خارق والرجال كانوا يظهرون اهتمامهم بها لكنها لم تتأثر بهم ,,كم شعرت بالحرمان للعلاقة التي تربط ترافيس بوالده وتمنت لو أن لديها علاقة الأب مع ابنته ,,
أحست انها على وشك البكاء ,لماذا حصل هذا لوالديها ؟لقد كانا يعيشان بانسجام,,فمالذي حصل؟
نظرت إلى الجالسين بذهن غائب حول طاولة الغداء ,,إلى وجوههم الضاحكة ,,الكل موجود ماعدا رايان ,,وتركزت نظرتها على وجه والدها الضاحك لزوجته بحنان ,,تخيلت وجه والدتها وتساءلت كيف ستكون حياتهم لو كانت والدتها مكان مورا لكنها هزت رأسها من هذه الأفكار السخيفة ..لأن السؤال المهم هو هل أحب والدها والدتها كما يحب مورا ؟

*************

أحست برغبة في البكاء فأقفلت الكتاب بعنف يعكس مابداخلها ونهضت لتبحث عن آخر في المكتبة ,,كان البيت هادئا فقد خرج الجميع ماعدا والدها الذي صعد ليأخذ قيلولة .
إنها تحس بأنها كقطة على صفيح ساخن ,,فبينما الجميع يضحك ويمرح كانت هي تغلي غضبا ,,استوقفها كتاب قرأت اسمه من قبل ,,قطبت جبينها وسحبت الكتاب وتسمرت مكانها لأنها عرفت الكتاب ,إنه نفس الكتاب الذي وجدته في غرفة والدتها بعد موتها وهي ترتب أغراضها بعد الجنازة ,,إنه كتاب أشعار ,,بل مقتطفات من أجمل الشعر ..اغرورقت عينا دانييل وفتحت أول صفحة من الكتاب وكانت صدمتها كبيرة عندما قرأت مابداخله


*إلى أجمل ماحصل لامرأة ...أهديك هذا لتتذكرني دائما ..

المخلصة ‘أ‘ *


إنه خط والدتها والتوقيع توقيعها ,لكن.....وقبل أن تكمل ماتظنه جاءها صوت والدها من خلفها يقول
(لقد احتفظت به دائما ,,لأتذكرها)

تقدم منها والتقط الكتاب بابتسامة كئيبة وتابع (كان هذا الكتاب المفضل لديها ولم أعرف بأنها تحب الشعر أبدا لكن في ذكرى زواجنا الحادي عشر وكنت أنات في العاشرة أهدتني هذا الكتاب قائلة لي أن أحتفظ به مهما حصل ...)
فُتح الكتاب على صفحة وكأنه كان دائما يفتح على تلك الصفحة ليقرأها شخص عشرات بل مئات المرات
(وهذه ...)قال والدها بصوت مرتجف ثم أكمل بعد أن سيطر على صوته (المفضلة لديها ...فقد أخبرتني بذلك )أمسكت دانييل الكتاب وقرأت الأبيات فاغرورقت عيناها بالدموع حتى لم تعد ترى شيئا من الكتابة
....إنها القصيدة نفسها ,,
إنها القصيدة نفسها التي كانت والدتها تقرأها آلاف المرات وهي القصيدة التي وجدت دانييل الكتاب وقد انفتح عليها ليلة ذهبت إلى منزل والدتها
همست بصوت مهزوز (أعرف هذا ) لقد كانت القصيدة تتكلم عن الحب والإخلاص والوفاء لمدى الحياة ,,هذا ماكانت والدتها تفعله ,,لقد أحبت والدها وأخلصت له حتى مماتها ,,كانت من النوع الذي يحب ويموت على ذلك الحب ..
أغلقت الكتاب ووضعته على الطاولة بهدوء وعاكس تماما للغضب الذي يعتمل في صدرها ...فتحت فمها لتتكلم مرتين لكنها أغلقته في المرتين ,,لم تعلم ماتقول
أتقول له بأنها كانت تقرأ القصيدة ذاتها كل ليلة وحتى مماتها ؟لكنها بدلا من ذلك قالت بكل برود (هل تؤمن بهذا ؟)
(بماذا؟)
(الحب والإخلاص وكل هذا الهراء ؟)
قال والدها باستنكار
(بالطبع أؤمن به ..لما كنت متزوجا لو لم أكن كذلك...)

أجابت ساخرة( أحقا؟) كانت ترزح تحت ضغط هائل ..لاتعرف كيف تراكم
(اجل يا عزيزتي ,مالذي أصــ........)
لم يكمل لأنها قاطعته بحدة (ماذا عن أمي ؟)
(أمك ؟)
(نعم! أمي .أماندا إن كنت نسيت اسمها ...هل أحببتها؟ )
ساد صمت قصير قطعه والدها قائلا بوضوح (أجل !)
(أجل ماذا؟)كررت
تنهد والدها ثم قال (أجل أحببتها ,,مهما كان ماقالته لك ...)
قاطعته مرة أخرى (لم تقل أي شيء بل أنت الذي فعل ...)
(دانييل ...أنا ...سأشرح لك ...)
(كلا! دعني أُخرج ماكان معتملا في صدري طوال هذه السنين ..)
أصبحت الآن ترتجف من الغضب وخائفة أن يحدث لوالدها شيء من عصبيتها لكنها تريد أجوبة ,,
الآن!
(هل كنتَ سعيدا؟ )
رد بسرعة (أجل! )
(هل كانت حياتنا سعيدة ؟)
(أجل! )رد بنفس السرعة
(هل كنت تحب أحدا في ذلك الوقت ؟هل كنت ...)
قاطعها بثبات (كلا!)
(فمالذي حصل إذا ؟ لماذا تطلقتما ؟لماذا تركتني ورحلت ؟)
كانت الآن تصرخ وكررت (لماذا ؟لماذا تركتني؟)
(بسبب أمر عدم التعرض الذي صدر بحقي من المحكمة )قالها بهدوء
تسمر رايان من الصدمة عند الباب الخلفي لغرفة المكتبة ..كان يهم بالرحيل عندما سمع صوت دانييل وجوناثان وعلم أن الأجواء متوترة لكنه لم يكن يتوقع هذا أبدا
أما دانييل والتي لايمكن لأي كلمة أن تصف حالتها النفسية .. كانت ترتجف كورقة في مهب الريح وكانت ركبتاها كهلام إلا أنها ظلت واقفة بطريقة ما ..
(ماذا؟) همست بصوت مبحوح ..
تنهد والدها وقال (سأشرح كل شيء من البداية ..لقد أحببنا بعضنا أنا وأمك في الجامعة وماإن استقرت بنا الأمور وتخرجنا حتى قررنا الزواج, لم نرزق بك بسرعة لذلك أخذنا نعمل أنا ووالدتك ,,كانت بروفسورة في القانون في الجامعة وأنا كنت أعمل لدى شركة إدموند ,,لم نكن نرى بعضنا كثيرا خلال اليوم فقط عند العشاء ...)
جلس والدها على الأريكة بجانب رف المكتبة وأكمل بتعب (كانت حياتنا بسيطة ..لم تكن هناك خلافات ..لكن عندما تركت عملها لتعتني بك بعد الولادة ,,تغيرت كثيرا ..)
نظر إليها وعلم مافكرت به لذا قال(لم تكوني السبب لكن والدتك كانت بدأت تشعر بالملل لمكوثها في البيت طوال اليوم وخصوصا عندما بدأت تذهبين للمدرسة وكانت تقترح أن تعود للعمل وتوظف جليسة أطفال لتجلس معك ,,لكني كنت أرفض .مرت فترة وظننت أنها نسيت الموضوع ..عندها بدأنا نتجادل حول أشياء سخيفة ..لم أعرف سببها وكانت تنتقدني بشدة وأني لاأنفع في شيء .ظننتها تحاول استفزازي لأوافق على عودتها للعمل فقلت لها ذات ليلة أن بإمكانها أن تعود للعمل وأبقى أنا في المنزل على سبيل المزاح لكنها بدأت تبكي وقالت لي أفظع شيء سمعته في حياتي ...)
(ماذا؟ هل شتمتك ؟)
ضحك والدها بتعب وقال(ياليتها فعلت ,,قالت .....أنها لن تستطيع الإنجاب مرة أخرى لأنها تحمل جينات مرض وراثي من ناحية عائلة والدها ,أنجبت مرة واحدة لأنها كانت متأكدة أنها لن تنقل المرض إليك)
عادت الذاكرة بدانييل إلى يوم لاتتذكر منه شيئا سوى الإبرة الضخمة التي تلقتها من طبيب العيادة يوم كانت في السابعة ...لكن...
(هل هذا هو سبب الطلاق؟ رغبتك في الإنجاب؟ )
)لا! بل كانت فكرة والدتك ,تلك الليلة الفظيعة أخبرتني بأن ننفصل لأننا لن نستطيع العيش معا ..لم أصدقها ورحت أؤكد لها بأنني لاأهتم بذلك لأن لدي هي وأنت في هذه الدنيا وهذا يكفيني ,,أنتما جوهرة حياتي ولاأحد غيركما ,لم أهتم أبدا بمسألة المرض ولا بمسألة عدم التمكن من الانجاب لكنها قالت لي بأني لطالما تمنيت عائلة كبيرة غضبت منها وقلت لها ألا تفتح هذا الموضوع مرة أخرى ......)
تابع بعد برهة (مشكلتي أني لم أفهم والدتك أبدا ولم خططها إلا بعد فوات الأوان ..كانت كل يوم تستفزني بعد العودة من العمل وعندما أكون متعبا وتنتقدني وتقول لي دائما أني أدللك وأتركك لها كل صباح مع دلالك ..كنت أغضب بسرعة ولم أفهم أن هذه خطة منها لتجعلني أبدأ بالشعور بالملل من هذه الحياة ونجحت خطتها وانتقلت من المنزل وحاولت لأجعل الأمور أكثر هدوءا لكن كلما تقدمت خطوة ابتعدت عشر خطوات بسبب والدتك ..إلى أن طلبنا الطلاق لكن الذي لم أتوقعه منها هو أن تصدر أمرا من المحكمة يمنعني من رؤيتك أو رؤيتها بأي شكل من الأشكال ,,ووعدتني أن ترسل صورا لك بالبريد ,,لم أحتمل هذا أبدا كان فوق طاقتي ,,وكلما حاولت أن أراك كانت تمنعني ...)
تمسكت دانييل بحافة المكتب لأنها كادت تقع من هول ماسمعت
كانت تريد الحقيقة وهاهي الحقيقة بكل مرارتها وبشاعتها ..رباه! ساعدني
(لماذ؟) همست
ابتسم حزينا(سألتها هذا فأجابتني بأني بإمكاني أن أجد حياة أخرى لأبدأ فيها أما هي فقد انتهت حياتها وتريد أن تحتفظ بك لوحدها)
رباه! ماأفظع هذا !
(يكفي ياأبي !)
لكن والدها تجاهلها وفتح خزانة صغيرة فيها علبة ,فتح العلبة وأخرج صورا ثم أكمل (لم أقدر أن أضع هذه الصور أمامي لأنها كانت ...لقد كنت أراك في كل صورة سعيدة سواء في حفل ميلاد أو حفل تخرج أو أي صورة أخرى وكنت أتحسر وأندم على بعدي عنك ..على الرغم وجود مورا والأولاد إلا أنني لم أتمكن من نسيانك ..)
(ألهذا وضعت المال في حساب أمي ؟)
رفع بصره مندهشا (كيف عرفت بشأن الحساب ؟)
(لقد عرفت بنفسي ,لقد رأيت رقم الحساب ..في الحقيقة عندما ماتت أمي ورأيت الحسابات وكل تلك الأشياء وعرفت بشأن المال ظننتها قد استثمرتها في شركة المحاماة التي تعمل بها لكن لم أتوقع أن تكون منك ,,لكن السؤال الأهم هو كيف سمحت لك أمي بذلك ؟)
(لم تعرف أو هذا ماأظنه لأنها لم تكن تتفقد حسابها في ذلك الوقت,,وأيضا وضعت المال برقم حساب مجهول)
(وهذه هي طريقتك في التعويض ؟لمَ لم يخبرني أحدكم عن هذا ؟لقد عاملتموني كطفلة حتى عندما بلغت سن الرشد ,كان بإمكانك أن تأتي إلي يا أبي وتفهمني الأمر ..ألم تفكر بما تفعله عندما تأخذ هذا المبلغ من شركة والد رايان ؟)
قاطعها (إنها أموالي على مر السنوات ,,كنت أحفظها من أجلك ..)
(أنا لا أريد هذه الأموال ,إنها ليست لي ...)
أنهت كلامها وقد شحب وجهها
(أريد أبي ! فقط!)
&&&&&&


http://im32.gulfup.com/56337.png[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

-Bill 03-02-2013 03:52 PM

ححححجججججززززز1
لي عودة بعد القراءة

v for vendetta 03-02-2013 04:47 PM

قصة فوق الخيال

ارجوكي نزلي البارت بسرعه واعلميني بنزوله
ارسليه في رابط

ارجوكي اترجاكي لا تتاخري لان القصة فوق الخيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال
ارجوك لا تنسي ايضا ترسلي لي رابط البارت القادم ولا تنسي اايضا الا تتاخري

رجاءا

Super Black 03-02-2013 04:56 PM

مشكووووره وننتظر التكملة

قلب الياقوت 03-02-2013 05:09 PM

[frame="3 80"]مشاءالله
أبدعت اختي الكريمة الرواية روعة فاقت الخيال
يانتضار البارت القادم لا تتاخري فانا متشوقة لقراته وشكرا
[/frame]


الساعة الآن 08:02 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011