عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree211Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 03-03-2013, 12:00 AM
 
قصه رؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعه
كممممممممممممممممممملي والا بموتك
roxan anna likes this.
__________________




شرفوني على قصتي الاولى





http://vb.arabseyes.com/t342522.html





http://up.arabseyes.com/uploads/19_02_1313612949001.jpg
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 03-03-2013, 12:05 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_14139094023593441.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



الفصل الحادي عشر .....

بطــــــــلتي الـــــــعزيـــــزة .....

(هاأنت هنا ! كنتُ أبحث عنك ) دخلت كايت المطبخ ثم جلست إلى الطاولة حيث كانت دانييل تقرأ الصحيفة الصباحية ..
(وأين سأكون غير في المنزل ؟) ردت دانييل متابعة القراءة
التقطت كايت تفاحة من سلة الفواكه ..وقال مقتربة من دانييل (لقد عنيت البارحة ,لم أجدك في غرفتك عندما عدتُ البارحة ..لقد قلقت عليك ..)
(لقد كنتُ في نزهة ) وقع نظر كايت على باقة رايان
(ماأقبح هذه الباقة ,إنها غير مرتبة أبدا ...لابد أنها من ديميتري. هذا الرجل لايتمتع بذوق أبدا ....لاتقولي أنك كنت معه البارحة؟؟؟)
وضعت دانييل الجريدة بهدوء لترى رد فعل كايت على ماستقول وقالت بكل هدوء (إنها من رايان !)
ساد صمت في المطبخ ,كانت كايت فاغرة الفم وملامحها تنبئ بالصدمة قالت ( ياإلهي ! هل تقولين أنك كنت مع رايان البارحة ؟)
(نعم ! )
صرخت كايت بفرح ثم احتضنتها قائلة (ياله من خبر جميل ويالها من باقة جميلة ..لكن كيف ذهبتما ؟ ألم يكن لديه مناوبة البارحة ؟؟)
(بلى ! ) ثم صمتت ..كانت جدا مرتبكة وخجولة ..وأيضا لم تكن تريد أن تأمل كثيرا ..لكنه هو من يجعلها تأمل ..لقد كان لطيفا وساحرا ومذهلا ليلة البارحة ..سواء عندما أخبرها بقصة كيث أو عندما اشترى لها باقة الورد وفي حلبة التزلج ..لقد كانت تصرفاته مثل تصرفات

الــــــــــــــعــــــــاشــــــــق ؟!!!

نعم مثل تصرفات العاشق , لكن هل يعقل هذا ؟ وماذا عن كلوي ؟
(بلى ؟ بلى فقط ؟ أخبريني ماذا حصل يا فتاة ؟)
تنفست بعمق وقالت (حسنا ,في الواقع تلقيت اتصالا .......) وشرحت باختصار مغفلة تفاصيل دقيقة مثل التي مرت بهم عند بائع الأزهار وأغفلت ذكر باحة التزلج ..إنها لاتريد أن تشجعها كايت على الحلم بما هو صعب المنال ...
وذكرت لها قصة كيث فعلقت كايت (ياله من صبي مسكين ! )
(أجل ,لذلك تجدين أن الجانب الرومنسي الذي تفكرين فيه ليس موجودا فقد كان رايان منزعجا وأراد التنفيس عن غضبه ليس إلا ...)
صمتت كايت قليلا فارتاحت لأنها استطاعت إقناعها لكن راحتها لم تدم طويلا لأن كايت قالت (كان بإمكانه أن يتنزه لوحده ويرسلك إلى البيت في سيارة أجرة ...) ونظرت إليها نظرات ذات معنى ماكر
(كايت ,,لاتـ.........) بدأت دانييل في التراجع وأحست بالمنطق في كلام كايت ,كان بإمكانه أن يرجعها إلى البيت ويتنزه لوحده لكنها قالت (لقد أراد أن يعتذر عن فظاظته معي ..)
(كلمة اعتذار تكفي وليس نزهة ,ألا تظنين هذا ؟) ساد صمت في المطبخ وودت لو تخنق كايت على تعليقاتها المنطقية ..فماذا يحصل في رأس رايان ؟ هل ياترى يخدعها أم ماذا ؟ لا يمكن أن تتحول مشاعر البغض نحوها إلى حب عاصف ؟؟
(أنت تحبينه ! ) كان هذا تصريحا من قبل كايت وليس سؤالا فأكملت (اعترفي !! )
تأوهت دانييل بعمق وقالت (أجل , أنا مغرمة به .....لكن ....لكنني خائفة!)
كانت كايت ستقول شيئا لكن والدها دخل المطبخ مبتهجا ..(صباح الخير عزيزتيّ )
(صباح الخير ) ردت الاثنتان التحية ثم دخل روبرت ومعه مورا وتبادلوا الأحاديث لكن دانييل لم تكن معهم ..تكلموا عن الحفلة المقامة غدا والتي تقيمها مورا على شرف شفاء جوناثان وقدوم روبرت ..
قالت دانييل (أي حفلة ؟ )
نظرت إليها كايت وقالت (هل نسيت الحفلة التي تقيمها عمتي من أجل عمي جوناثان وجدي ؟)
ثم أكملت كايت بتقطيبة (يبدو أنك نسيتها ! )
ابتسمت بتعب ( أجل ,لقد نسيت تماما ..)
(الرقصة الأولى لي يادانييل ..) قال والدها ممازحا ..
(وأنا من بعده ! ) رد روبرت بحماس فضحك جوناثان وروبرت وبديا كأنهما صديقين عزيزين ..
(بالطبع , لكن رقصتان فقط ..) شاركتهم دانييل ...
(دانييل ؟ )
(نعم؟) كانت هذه روزيتا التي دخلت المطبخ قائلة (مكالمة لك ..إنه رايان)
رفرفت بجفنيها ...لم تتوقع المتصل ..ظنت أنه ترافيس ..نظرت إلى الجالسين ,,فوجدتهم يتبادلون الأحاديث ونظرت إلى كايت فكانت تصغي بانتباه لشيء يقوله جدها ..
خرجت من المطبخ وهي تشكر حظها أنهم لم يلاحظوا ارتباكها ...لكن مالاتعرفه هو أنها بمجرد خروجها ..أخذ الجميع يتبادل النظرات والابتسامات الماكرة ....
(آلو ؟) قالت بحذر ...
(داني ؟) جاء صوته إليها عبر الأسلاك فكان عميقا مطمئنا وفيه تلك اللكنة الايرلندية الخفية التي تعشقها فاقشعر جسدها ..
(مرحبا يا رايان , هل ضربت أحدا آخر اليوم ؟) رأت أن أفضل وسيلة لتخفي فيها ارتباكها هو السخرية ..
ضحك قائلا (مرة واحدة في السنة تكفي ,توقعي مني اتصالا في السنة القادمة ...) ضحكت لمزحته ...
(بالنسبة إلى ماأخبرتني به البارحة ,بإمكانك القدوم اليوم معي لنقوم بالتحاليل اللازمة ..) اكتست ملامحها الجدية وقالت ( بالطبع , هل آتي الساعة الثالثة عصرا ؟)
صمت قليلا وسمعت صوت حفيف الأوراق التي لابد يتصفحها ثم قال ( تبا ,لدي اجتماع الساعة الثانية والنصف ولن ينتهي حتى الرابعة والنصف ..هل بإمكانك القدوم في الخامسة إذن ؟ هل يناسبك؟)
(بالطبع ., فلن أذهب لمكان آخر !! )
(حسنا .) ساد صمت ثم قال باهتمام (هل أنت بخير ؟)
(بالطبع أنا بخير . لماذا ؟)
(صوتك غريب ! ) أغمضت عينيها وقالت في نفسها ..*كف عن تعذيبي *
(ربما لأنها المرة الأولى التي نتكلم فيها على الهاتف ..) (ربما .....)صمت قليلا ثم قال (حسنا ,أراك في الخامسة إذن ! )
(إلى اللقاء )
(دانييل ؟) ناداها قبل أن تغلق السماعة
(نعم! )
(لاتأت بسيارة أجرة, دعي كايت توصلك إلى الشركة .مفهوم؟)
ضحكت وقالت (إنك تبدو مثل أمي )
(على أحد ما أن يرعاك ! هل ستفعلين ؟)
صمتت ثم قالت (سأفعل , على الرغم من أنني امرأة ناضجة وأستطيع الاعتناء بنفسي ...)
(تجادلين حتى آخر لحظة !) علق ساخرا ..
(بالطبع ,فهذا واجب علي كامرأة !)
(دانييل ,سأقفل السماعة قبل أن تتحول المكالمة إلى ندوة من ندوات حقوق المرأة في العالم ..)
(مضحك جدا همينغواي ...)
انفجر ضاحكا قائلا ( إلى اللقاء يا دانييل ! )
(إلى اللقاء ! ) ووضعت السماعة مبتسمة فرأت كايت تراقبها مبتسمة بمكر وقالت (إنكما أحمقين !)
&&&&&&
(تبدو سعيدا اليوم !!) قالت سكرتيرته عندما أقفل السماعة وطلبها عبر الهاتف الداخلي أن تأتي إليه ..فتح إحدى الملفات بينما جلست سكرتيرته إلى إحدى المقاعد ليراجعا المواعيد والاجتماعات المقررة لليوم ..
(تتكلمين وكأنني كنتُ متجهما طوال الوقت !!) مازحها ..
كانت دون هدسن في الثانية والأربعين ..أم لتوأمان صبي وفتاة وأرملة منذ أربعة أعوام ...كانا –دون ورايان _متفاهمين جدا ...
قالت ( حسنا ,لقد كنت متجهما وذلك طوال استلامك العمل منذ حوالي السنة والنصف ..لقد كان الموظفين يخافون منك ...)
(إنك تمزحين ! ) لأول مرة يعرف هذا ..
(ألم تعلم ؟لقد كان على ملامحك لا مبالاة وثقة بالنفس في نفس الوقت وكأنك تقول *احذروا ...ممنوع الاقتراب ..) ,بالطبع وجدت الموظفات هذا عاملا جذابا أما الموظفين فكانوا يخافونك ...صحيح أنك لاتعاملهم بغلظة لكن هناك حزم وصرامة في تعاملك مع الجميع مما جعلهم يعملون بضعف لإرضائك ...)
رد بدهشة (لاأصدق أنك لم تخبريني هذا من قبل ...)
هزت كتفيها وقالت ( من جهتي ,كنتُ لاأخافك لأنني استطعت أن أعرف ما خلف تلك اللامبالاة والجمود في تصرفاتك ...لقد كنت تهتم بالناس لدرجة أدى ذلك إلى جرحك جرحا بالغا ...) نظرت إليه بتعاطف ..فقد كانت من القلة القلائل اللذين يعلمون بما حصل له مع صوفيا ,,لأنها كانت تساعد الفريق الذي جمعه رايان لكشف حقيقة صوفيا المزيفة ...وكانت دون خدومة وكتومة ..
ابتسم لها وقال ( إنك سكرتيرة عظيمة ...)
(مارأيك بعلاوة ؟) مازحته ..
(طماعة ! ) ضحك ثم سألها عن إحدى المواعيد المسجلة في المفكرة ..وعندما أجابته صمتت ناظرة إليه ....هناك شيء غريب في رايان ,إن عينيه تلمعان بحماسة وتشوق لم تر مثلهما طوال فترة عملها معه ,حتى عندما اكتشف حقيقة صوفيا لم يفرح لبراءة اسمه وكأنه انتهى من هذه الحياة ,,أما الآن فهو يكاد يقفز فرحا من مقعده لكثرة السعادة والبهجة في نفسه ..لقد اعتبرته مثل شقيق لها أو حتى ابنها مالكولم ..
(هل هو شخص مميز ؟) سألته وفي عينيها نظرة متسائلة ..
نظر إليها وكأنه عرف عمن تتكلم فقال (مميز جدا ..) لقد كان في صوته سعادة وثقة ووضوح ..فابتسمت له والدموع تتجمع في عينيها وقالت (تهاني ,إنك تستحق كل السعادة يارايان ,,)
بادلها الابتسام وقال مازحا ( هل هذه طريقتك في نيل العلاوة يادون ؟)
عبست في وجهه فضحك عندما قالت( ربما! )
مر اليوم ببطء شديد , أحس بالرغبة في أن يكون لديه عصا سحرية ليجعل الوقت يمر بسرعة أكبر ...
تنفس الصعداء عندما خرج من غرفة الاجتماعات ..نظر إلى ساعته الفضية ..الرابعة والنصف تماما ..لديه نصف ساعة إلى أن تأتي دانييل
رباه! كم يشعر بالسعادة لرؤيتها ..كانت غرفة الاجتماعات تفتح على غرفة مكتبه ..جلس على كرسيه لكنه مالبث أن نهض بسرعة من مقعده ثم فتح الباب ليطل على سكرتيرته التي قالت (مابك ؟ لقد أفزعتني ! )
(ابنة جوناثان الكبرى ستأتي في الخامسة ,أدخليها فور وصولها ..من فضلك ! ) ثم أقفل الباب بالسرعة نفسها ..قبل أن يتسنى لدون أن تسأل عن اسمها ,,,إن الرجل مجنون بحق !!!
%%%%%%
ترجلت دانييل من السيارة ,فلوحت لها كايت وانطلقت .
انتبهت دانييل إلى البناء الذي توقفت عنده ..كان مبنى رائعا من الرخام الرمادي اللامع على الواجهة وباب زجاجي ينفتح تلقائيا كتب عليه *شركة باركر _ويليامز للأدوية * لم تتوقع أن يكون البناء بهذه الضخامة ..
أحست بالفخر كونها ابنة أحد مؤسسي هذه المؤسسة الرائعة ..دخلت إلى البهو الرائع الذي تتدلى من سقفه ثريا عملاقة ..فتشوقت لرؤية المزيد من الشركة ...
توقعت أن تلتقي برايان في البهو لكنها فوجئت عندما أعطاها عامل الاستقبال بطاقة زوار وقال لها أن تصعد للطابق الثالث ,صعدت بالمصعد وهي معجبة باللون الدافئ للمصعد ..ليس مثل معظم المصاعد الشبه مظلمة ...
انفتحت الأبواب فظهر أمامها بهو آخر لكن أكثر جمالا وروعة من بهو الطابق الأرضي ..فهذا براق ودافئ ويوحي بالانتماء والراحة ...
(آنسة باركر ؟!) دهشت عندما سمعت اسمها فوجدت أن عاملة الاستقبال في الطابق الثالث هي من يناديها ...فأكملت ( اسلكي هذا الطريق ثم اتجهي يسارا وستجدين مكتب المدير أمامك ..)
(شكرا ..) في طريقها رأت الجميع يعمل بجدية ..وصلت إلى وجهتها ,,كانت هناك سكرتيرة تعمل بجد على آلتها الكاتبة وفي الوقت نفسه كانت تجيب على الهاتف ..انتبهت إلى دانييل فابتسمت ودعتها بصمت إلى الجلوس بينما أجابت المتكلم على الطرف الآخر ..جلست دانييل وجالت بنظرها على المكتب ..كل مافي هذا المكتب يوحي بالراحة ..
(إنني آسفة ! كان يجب أن أنهي المكالمة .أنا دون هدسن ) كانت السكرتيرة قد مدت يدها لدانييل مصافحة فصافحتها دانييل قائلة (لابأس ,أنا دانييل باركر ...تشرفت بلقائك ..)
(لي الشرف , علي أن أقول بأنك لاتشبهين والدك ..)
ارتاحت دانييل لهذه المرأة ..فقد كانت ودودة ..ابتسمت دانييل قائلة ( أنت الأولى ,الكل يقول أني أشبهه ..)
تمعنت دون في ملامح دانييل ثم هزت رأسها (كلا , تشبهينه في عينيه فقط ) تمتمت دانييل بالشكر ..
(على أي حال ...) استدارت دون حول مكتبها وأكملت ( يجب أن تدخلي لرايان وإلا سيوبخني ..) فتحت الباب وأشارت إلى دانييل بالدخول بصمت..
هناك رأته بين أكوام من الملفات ..مقطبا حاجبيه باديا بغاية الوسامة والجاذبية ..كان يتفحص إحدى الملفات عندما قال ( دون , هل لك أن تتصلي بالبيت لتري مالذي أخر دانييل ؟) لم يرفع رأسه ليرى من دخل فابتسمت المرأتان وخرجت دون بهدوء مغلقة الباب فقالت دانييل (لاداعي لذلك سيدي )
رفع رأسه بحدة عندما سمع صوتها فقد خيل إليه أنه أصبح يتخيلها صوتها ..لكنها هنا بمعطفها الكحلي تقف مبتسمة ..
كان ينتظرها على أحر من الجمر وقد قلق عندما تأخرت قليلا ..
(مرحبا ) لوحت له بيدها فاستجمع رباطة جأشه وود لو يخنق دون لوضعه في هذا الموقف الحرج ...
(مرحبا دانييل ..) نهض من كرسيه متقدما إليها ...
اشتعلت الغرفة بجو من التوتر الغير مريح ..وكأنها نوِّمت مغناطيسيا وذلك لرؤيته يتقدم نحوها وفي عينيه تلك النظرة التي تجعل قلبها يتسابق مع الريح ..توقف على مقربة منها ..وضع يديه في جيبيه ثم قال (كيف حالك؟)
(بخير ,لاأظن سيطرأ شيء خلال الساعات التي تلت مكالمتك )مازحته شاعرة بتوتر شديد ...
نظر إليها بشعرها المنسدل والذي زاد طوله خلال هذين الشهرين فأصبحت أطرافه تستريح على كتفيها ..كان يعلم أنها تشعر بتوتر وذلك من نظراتها التي أخذت تدور في أنحاء المكتب متجنبة نظراته ...
قالت (مكتبك جميل ! )
(شكرا , لكن الأصح القول هو أن مكتب والدك جميل فقد أمضى فترة أكثر مني هنا ولم أغير شيئا في الأثاث ..) صمت ثم قال (تفضلي بالجلوس)مشيرا إلى المقاعد الفاخرة مثل بقية أثاث المكتب ...
شكرته وخلعت معطفها ,ارتدت كنزة رمادية وبنطال أسود ..تأمل بساطة لباسها ..فارتبكت وغضبت لارتباكها ...
عند ذلك دخلت _دون_ بصينية عليها كأسين من القهوة ..امتنت دانييل لدخولها البريء ..تناولت الكأس من _دون_ التي قالت (كيف حال والدك؟)
(إنه بخير ,شكرا لك .) ردت دانييل ثم شربت قليلا من العصير ...
(كم اشتقت إليه ! ) قالت _دون_ بنبرة حزينة ..كانت تتكلم عن جوناثان وكأنه والدها ...أحست دانييل بالحزن في نفسها ..لقد مس والدها حياة كل شخص في حياته وحياة كل فرد في الشركة لكن الشخص الوحيد الذي لم يصل إليه هذا التأثير هو ابنته ...فبسبب تهور والدتها واستسلام والدها ..خسرت الكثير في حياتها ..حنان الأب .....والثقة في الحياة .. الثقة في وجود ما يسمى الحب الأبدي ..والعيش مع الحبيب إلى الأبد ..
تابعت _دون _ كلامها بدون أن تدرك حزن دانييل الذي أخفته خلف ابتسامة (لقد كنتُ أجلب له القهوة كل صباح ,وأعرف متى يكون في زاج جيد لرؤية الزبائن ..)
استمرت _دون _ في الكلام إلى أن رن جرس هاتفها فاستأذنت ثم خرجت ..لم يتكلم رايان بعد خروجها ..لقد لاحظ شحوب دانييل مع لمحة من الحزن على وجهها الجميل ..ماذا جرى لها ؟ لقد لاحظ أن عينيها اغرورقتا بالدموع خلف ابتسامتها الواسعة وتحولت عيناها الخضراوان البراقتين إلى بركة من الدخان الرمادي ..
وضعت الكأس بيد مرتجفة وتصنعت المرح قائلة (هل نذهب الآن ؟)
نظر إليها رايان متفحصا ثم قال بهدوء ( جاهز عندما تكونين مستعدة )
قالت ناهضة تلبس معطفها (أنا مستعدة )
(لنذهب إذاً )
أحست بالرغبة في التقيؤ ..لقد كانت خائفة حتى الموت ..خائفة أن تخسر مستقبلها ..لقد خسرت طفولتها ومراهقتها من دون والدها ولاتريد المزيد من الأحزان في حياتها التعيسة ..ساد صمت في السيارة ..نظر رايان إلى جانب وجهها لقد كانت خائفة حتى الموت ويعرف هذا ولايلومها فهو يشعر بالقليل من الخوف ..نظر إلى يديها المضمومتين في حجرها ..كادت أن تقطع سير الحقيبة من كثرة الضغط عليه ..كانت تنظر إلى الأمام بتوتر ومتأكد من أنها لاترى شيئا ..
مد يده إلى يديها وضغط عليها مطمئنا (كل شيء سيكون على مايرام .)
أجفلت ونظرت إلى يده ثم نظرت إلى جانب وجهه ..أحست بأنها على شفير البكاء ..قالت بصوتها المهزوز (كيف تكون متأكدا من هذا ؟)
ترك يدها وأمسك المقود قائلا ( أنا متأكد يا دانييل ! )
أحست بالغضب يتصاعد فقالت ( وكيف هذا ؟ أخبرني ! أنا لاأريد لهذا أن يحصل لي الآن ليس بعد أن وجدت والدي وليس وأنا ........)صمتت وقد كادت أن تقول *ليس وأنا مغرمة بك !* لكنها تابعت بهدوء (لقد كنتُ أنتظر لقاء أبي بفارغ الصبر فلاأريد لشيء أن يفسد فرحتي ..لاأريد لشيء أن يفرقني عنه كما فرق والدتي عنه ..لاأريد أن أبدو كالبلهاء والناس يتكلمون عن ذكرى جميلة مرت في حياته وأنا لاأعرفها ,,,لاأريد هذا !) همست بالجملة الأخيرة بأسف وهي تكاد تستسلم لنوبة هستيريا...
لم يقل رايان كلمة وقد توضحت له الأمور ...لقد كانت منزعجة في المكتب لحديث _دون _ الودي عن جوناثان فشعرت كالدخيلة ..إن هذه المرأة هي طفلة من الداخل ..طفلة حزينة ومهمومة بحاجة إلى الحب والحنان ...
(لقد قال والدكِ أن أمك أخذتك إلى عيادة وكانت النتائج سلبية لذلك أنا متأكد أنك لاتحملين المرض لأن الأعراض لم تظهر عليك فأنا أعرف التشخيص وقد عرفتكِ دانييل ,من المستحيل أن يكون لديكِ هذا المرض الوراثي ..ثقي بي ! ) طمأنها لكنه شعر أنها مازالت خائفة ..
ساد صمت في السيارة ..كانا يقتربان من المستشفى ...
(رايان ؟) نادته هامسة ...
(نعم! )
(هل تؤمن بالحب ؟وبفكرة أن تجد توأم روحك وشريك حياتك ؟هل تصدق بوجود هذا ؟)
لم يتوقع أبدا السؤال ..توقفوا عند إشارة سير فقال رايان (مالذي جعلك ِ تفكرين في هذا ؟ ) نظر إليها فوجدها تنظر إليه بعينين ذابلتين ..لأول مرة يرى عينيها هكذا ..خالية من البريق الذي يحول عينيها إلى قطعتين من الزمرد اللامع ..
أشاحت بنظرها وقالت متنهدة (لقد كنتُ أفكر ..لم يخطر في بالي هذا الأمر من قبل ..أما الآن وأنا أرى حياتي مهددة ..أريد أن أعيش هذه الأشياء .)
(الحب ؟ وتوأم الروح ؟) قال مندهشا ...
(أجل , لقد عرفت أمي الحب لكنه ضاع منها ..وشاهدتها كل يوم تتعذب وأشعر بالحزن في عينيها عندما ترى زوجين سعيدين ..هل وقعت في الحب من قبل ؟) سألته هذا فأجفل ...لم يتوقع سؤالها أبدا .فقد أدرك شيئا واحدا وهو أنه على الرغم من ظنونه بأنه وقع في حب صوفيا فهو متأكد أنه لم يحبها ..فهو يحب دانييل ..لأنه لم يشعر في حياته تجاه امرأة بالذي يشعر به مع دانييل ..انطلق بوق سيارة خلفه ..فأدرك أن الإشارة تبدلت إلى الخضراء ..استجمع نفسه وانطلق بالسيارة ولم يقل شيئا ...
(أنا آسفة ,لم يكن من حقي أن أسأل ! )
حمقاء!
عنفت نفسها ..مالذي جعلها تتفوه بهذه الأشياء ؟ أين كرامتك يا فتاة ؟ لكن قد أكون على شفير الموت ..أغمضت عينيها خائفة ...
سمعته يتنهد فقال (لا! )
فتحت عينيها ونظرت إلى جانب وجهه فأكمل (كلا ,لم أقع في الحب .ظننتُ أنني فعلت لكن ذلك لم يكن صحيحا ..)
سألته قائلة (هل أطلب منك شيئا ؟)
(بالطبع ! )
(عندما تجد المرأة التي تستطيع أن تقضي حياتك كلها معها ,فافعل مابوسعك لإسعادها ...) كانت تعرف أن من المستحيل أن تكون هي تلك المرأة ....
اندهش من طلبها ومن عدم فضولها لمعرفة المرأة التي أحبها ...هل هذا يعني أنها لاتهتم له ؟ أو لاتبادله مشاعره ؟ غضب من الاحتمالين فقال ( بالطبع سأفعل )
توقفا عند المستشفى فقالت (شكرا لك ! ) ثم أكملت مازحة متوقعة أن يبتسم (لقد أرحت بال امرأة على وشك الموت ..)
لكنه غضب فقد خرج من السيارة قائلا (كفي عن قول هذا !) ثم صفق باب السيارة ..رأته يستدير حول السيارة ليفتح لها الباب وقد بان الغضب على ملامحه الغضب ..غضبت هي أيضا لغضبه الغير مبرر ..ففتحت الباب قبل أن يصل وخرجت صافقة الباب هي الأخرى ...
&&&&&&&
ماإن دخلا المستشفى حتى اختفى رايان فقد كان القسم مزدحما بالمرضى قال لها أن تجلس في غرفة الانتظار حتى يعود ..واختفى مع وصول إصابات بالغة من حادث على الطريق السريع ...
أدركت وهي تراقبه من بعيد محاولا إنقاذ السائق بأنه حقا يتمتع بموهبة عظيمة ويستمتع بعمله .إنه منقذ رائع ...
(دانييل ؟) سمعت صوتا مألوفا ,فنظرت إلى يمينها فوجدت امرأة متوسطة الطول ذات شعر أسود وعينان ذهبيتان ..كانت لأول مرة ترى هذه المرأة بلباس الممرضات ..قطبت حاجبيها ..
(أنا أليسون ! ) قالت المرأة بفرح ...
(ياإلهي لم أتعرف عليك . آسفة ! ) ردت دانييل بدهشة
(لاعليك ,ياإلهي ! إنك كما وصفك ِ تماما ..) إنها تعني رايان بالتأكيد لكن لماذا يصفها لهذه المرأة ! كان بإمكانه أن يقول لها أن تناديها وستعرف من تكون دانييل .....لكن .......
ردت دانييل مازحة وهي تتوق لمعرفة ماقاله رايان ( هل هو وصف جيد أم سيء ؟)
ضحكت أليسون وقالت (صدقيني ,إنه رائع !)
(أليسون ,نحتاجك هنا !) نادى أحد الأطباء فاعتذرت أليسون وذهبت ..فكرت دانييل مبتهجة أن رايان قال عنها شيئا جميلا وأما امرأة غريبة عنها أيضا ..ماذا يمكن أن يعني هذا ؟

(هل أنت مريضة؟)
كان هذا الصوت الطفولي بجانبها ...فالتفتت لترى فتاة صغيرة بعينين بنفسجيتين ووجه مليء بالنمش ..بدت في الخامسة من عمرها ولم يكن معها أحد ...فابتسمت دانييل (كلا ,لستُ مريضة ,هل أنت مريضة ؟)
هزت الفتاة رأسها نافية وقالت (إن أبي هو المريض ,لديه زكام ..هل بإمكانك مساعدتي في آلة البيع ؟ لم أستطع وضع النقود فيها ...) أشارت إلى الآلة الضخمة فنهضت دانييل وسألتها ( أين والدك ؟)
(إنه مع الطبيب وقال لي أن أجلس معه لكنني تسللت لأجلب له هدية من الآلة ..) ضحكت دانييل لبراءة الطفلة ..ثم رفعت الفتاة وساعدتها لتضع النقود في الآلة وتختار الحلوى لوالدها ..عندما انتهت قالت الفتاة بطفولية(شكرا لك , يقول أبي أن علي أن أشكر الناس اللذين يساعدونني)
(فتاة ممتازة وبالمناسبة اسمي دانييل ) مدت دانييل يدها لتصافحها
(وأنا كلاريس ستونز ,إن شعرك رائع ) قالت وهي تتجاهل يد دانييل وتلمس شعرها_أي شعر دانييل_ بيدها الصغيرة بعد أن انحنت دانييل جالسة القرفصاء .
(وهو كذلك ! ) سمعت صوت رايان قريبا منها فاستدارت برأسها ورأته يشرف عليها وقد خلع سترة البذلة وظهر قميصه الكحلي النظيف ...احمر وجهها ارتباكا وخجلا ...
(ماذا تفعلين هنا يا كلاريس ؟إن والدك يبحث عنك ! ) قال للفتاة الصغيرة
(لقد جلبت له هدية ! ) وأرته الحلوى
(يالها من حلوى لذيذة ,ماذا عني أنا ؟ألم تجلبي لي هدية ؟)
أشارت لدانييل (دعها تجلب لك واحدة ,سأذهب لرؤية والدي !) وركضت في الممر نحو غرفة والدها ..راقبتها دانييل وهي تقف مبتسمة
نظرت إلى رايان فوجدته ينظر إليها بتركيز فقالت (هل انتهيت من المرضى ؟)
ابتسم ولم تعرف لماذا ابتسم ثم قال (تقريبا ,خمس دقائق أخرى وأجهز لك غرفة ! ) ثم ابتعد ملوحا لها بالملف الذي في يده ..راقبتها مبتعدا وأحست بانقباض في قلبها ..لاتعرف لماذا كانت تريد أن تشبع نظرها من رؤيته ..أرادت أن تناديه ليستدير إليها لكنها عضت لسانها ..
مابها ؟ وجلست على الكرسي ...
حاول رايان قدر المستطاع أن ينتهي من المرضى ,حتى يتمكن من إجراء التحاليل ..لقد قرر أن يعترف لها بحبه ولا يهتم بالنتائج فهي المرأة التي يحب والتي يريد أن يقضي حياته معها ..فهي رقيقة وحنونة ومحبة للجميع ..لقد رأى تصرفها مع ابنة كايل ستونز مريضه الذي كان يعالجه..لقد أضاء وجهها فرح سعادة عندما كانت تتكلم مع الفتاة ...
(دكتور ويليامز؟) كان هذا طالب الطب جاك والذي يقوم بدورته في قسم الطوارئ تحت إشراف رايان ...
(نعم جاك! ) أجابه رايان وهو يبحث في غرفة الأدوية عن المحاليل والإبر للتحاليل الوراثية ..
(لقد أنهيتُ آخر مريض لدي في هذه المناوبة ,فهل أنصرف ؟)
كان رايان يبحث في الرفوف السفلية عندما وجد ما يبحث عنه فابتسم لكلام جاك الذي ذكره بنفسه عندما كان طالبا ..استقام في وقفته ..
عند ذلك اختفت الابتسامة من وجهه لذلك المنظر الذي رآه ..كان منظرا يشيب له شعر الرأس ..
كان من ميزة غرف الطوارئ أنها تطل على غرفة الاستقبال وعلى غرفة الانتظار لذلك استطاع رؤية مايحدث ..لقد كان زوج والدة كيث روبنسون يمسك بأحد الأشخاص وفي يده سلاح أبيض عبارة عن سكين ضخمة ..وقد كان يعطي رايان ظهره فلم يستطع رؤية الرهينة لكنه لمح لون رمادي في القميص ..بل كان كنزة !
إنه يعرف لمن الكنزة ..عندها استدار ستروم وظهر الشخص
ربــــــــــــــــــــــــــاه!!!!!!
إنها دانـــــــيـــــيـــل !!!
كيف حدث هذا ؟
(دكتور ويليامز؟) نادى جاك عندما رأى شحوب وجه رايان فسحبه رايان من معطفه الأبيض فأجفل الفتى ..همس رايان وقال ( اسمعني ! إنني أعتمد عليك ..أريدك أن تساعدني ,إن ستروم لديه رهينة ...)
(رهينة ؟!!) ردد جاك بخوف ..
(اسمعني ! ) نهره رايان وتابع (أريدك أن تأخذ هذه الإبرة وتتجه نحو غرفة الفحص رقم 3 لأنها الأقرب ..إن فيها جرعة معقولة من المخدر كافية لإسقاطه ..عند إشارتي اهجم عليه ..هل ستفعل ؟)
هز جاك رأسه موافقا فأعاد رايان قوله (هل أعتمد عليك ياجاك؟)
(أجل ! )
(لاتجعله ينتبه لك ! ) نبهه رايان !
(لن أفعل !) واختفى جاك راكضا ...
أما رايان فقد خرج من غرفة الأدوية إلى غرفة الانتظار ..كان ستروم يناديه بصوته الغليظ الكريه ..
(أنا هنا يا ستروم ! ) قال رايان وقد كان بعيدا قليلا عن ذلك الرجل الضخم ...استدار ستروم بكل قوته فصرخت دانييل لضغط ذراعه الضخمة على عنقها ..أحس رايان بالأدرينالين يضخ في كل عروقه بالغضب ..أراد أن يقطع هذا المنحط إربا ...كانت عيناها مشوشتان ..وذراعه تضغط عليها ..همست عندما رأته (رايان؟! )
(لابأس يادانييل ! )
(لاتتكلم معها ! بل تكلم معي أيها التافه ! ..) زمجر ستروم
(مالذي تريده ؟) قال رايان بهدوء خطير
(أريد زوجتي ,أين هي ؟) صرخ بحدة فلاحظ رايان أنه يترنح ..لابد أنه ثمل ...
(وماأدراني أين هي ؟)
(بل تعرف ! لابد أنك أرسلتها مع ابنها العفن ذاك ..أيــ.....أين هي ؟)
أحس رايان بضرورة تهدئة نفسه ليستطيع التصرف مع هذا الأرعن فقال بهدوء ( اسمعني يا ستروم , صدقني أنا لاأعرف أين هي ..لكنني أستطيع مساعدتك في إيجادها ..إنها لن تبتعد كثيرا ..فهي تحبك وستحزن عندما تراك تضع هذه السكين على عنق دانييل ...)
نظر إلى دانييل فرآها ترمقه بنظرة تساؤل خائفة وكأنها تقول *لاتعط هذا الأرعن مايريد! *
(إنك كاذب ! ) صرخ ستروم
(أنا لاأكذب ,سأساعدك ..لكن أنزل هذه السكين ودعنا نتفاهم )
(كلا! ) وشدد على رقبة دانييل فصرخت ..اقترب رايان غريزيا فزمجر ستروم (ابق بعيدا ! ) وصوب السكين على عنق دانييل ..تراجع رايان فورا مكرها ...
(حسناً ,دعني على الأقل أتصل بالخدمات الاجتماعية لأرى إذا كانت مع ولدها ..)
تردد ستروم وكأنه يفكر بهذا الطلب ..رأى رايان من طرف عينه أن جاك ينتظر إشارته ..على جاك أن ينتظر قليلا بعد ..
(هل تعتقد أنها ستكون هناك ؟) قال ستروم وهو يترنح ..
لمح رايان شيئا لامعا مختبئا في كم دانييل الطويل ..لقد كان مشرطاً ..من أين أتت به ؟ كان ستروم ينتظر رده فقال (لاضير من المحاولة ) تنفس رايان الصعداء لرضوخه السريع ...
(اذهب واتصل من هذا الهاتف بجانبك .) رفع رايان السماعة وببطء ضغط على رقم ..فلطالما وضعوا الأرقام المهمة على لائحة الاتصال السريع وبالطبع لم يكن هذا الرقم الصحيح فقد اتصل بالشرطة فقال بلهجة الأطباء الغامضة (مستشفى ميرسي , لدينا حالة طارئة ,أب يريد زوجته واسمها ريبيكا ....)
عند ذلك أخرجت دانييل المشرط وغرزته في فخذ ستروك بعمق وصرخ عندها هجم عليه جاك وغرز الإبرة فيه وتجمع رجال الأمن ليمسكوا به ,,أما رايان فقد اندفع إلى دانييل التي تخشبت في مكانها ,تراقب مايحدث بعينين متسعتين من الخوف ...
(دانييل ؟ حبيبتي ...هل أنت بخير؟)
رفرفت بجفنيها ونظرت إليه لكنها لم تستطع سماعه ..كانت الرؤية ضبابية والدنيا تدور ..ثم مالبثت أن سقطت غائبة عن الوعي وصوتا عميقا ينادي اسمها ...
&&&&&&&&&
كان الضوء ساطعا فآذى عينيها فأغلقتها مرة أخرى ...تململت في مكانها ثم سمعت أصواتا غريبة وكأنها في مصنع ...فالصدى يتردد كثيرا ..كان عنقها يؤلمها فرفعت يدها تمسكه متأوهة وفتحت عينيها ببطء ...أين أنا ؟
(دانييل ؟!) سمعت صوتا مألوفا ..فالتفتت بحدة ..رأت رايان يقف عند النافذة الصغيرة التي تطل على حديقة المستشفى عاقدا ذراعيه ..نهضت بسرعة عندما تذكرت ما حدث ..فرات نفسها مستلقية على أحد أسرّة المستشفى
(ماذا حدث ؟) همست بخوف
تقدم إلى سريرها ..كان لايزال مرتديا قميصه الكحلي لكنه رفع الكمين إلى نصف ذراعيه القويتين ..بدا جذابا جدا لكن هناك لمحة من الحزن على وجهه (لقد أغمي عليك ,هل تذكرين ما حصل قبل ذلك ؟)
(أجل ,لقد كان هناك رجل يتخذني رهينة .لاأعرف من هو لكنك أخذت دعوته ستروم ! ) قالت الاسم باشمئزاز وارتجفت غريزيا ..أرجعها رايان لتستلقي بعد أن رفع السرير ثم همس ( كل شيء سيكون على مايرام ...انظري هنا )
وأخرج قلم دقيق خرج منه ضوء صغير ..وسلطه على عينيها ثم أشار عليها أن تتبع إصبعه بعينيها ففعلت وعندا انتهى ..نظر إليها وقال بصوت عميق مؤثر (لاتفعلي هذا مجددا ,هل سمعتني ؟) نظرت إليه دانييل كالبلهاء ..لاتعرف مالذي حصل له فأومأت برأسها ..ابتسم ثم أرجع خصلة من شعرها إلى الوراء ..تبادلا النظرات للحظات كانت ضربات قلبها جنونية ...
(لقد خفتُ عليك كثيرا! ) همس بحزن ,انعصر قلب دانييل للهجته الدافئة فأغمضت عينيها لتخفي عن نفسها هذه النظرات التي يرمقها بها ...
هل أصبحت تتخيل الآن ؟ لابد أنها فقدت عقلها بعد أن غابت عن الوعي ..فمن يدري ؟قد تكون ضربت رأسها بطاولة أو شيء ما لتفقد عقلها ..
(رايان ...أنا....)
(هذه هي ! ) قطع هذا الصوت ما كانت ستقوله ولم تعرف أصلا مالذي كانت على وشك أن تقوله ...
دخلت أليسون مع رجل لاتعرفه دانييل في نفس عمر رايان ذو شعر أشقر وعينان بنيتان ...كان وسيما لكن رايان أكثر جاذبية منه ...
ابتسمت دانييل ,أما رايان فقد بقي صامتا لدقائق
(هذه هي بطلتنا ,ألن تعرفنا على بعضنا يارايان عيب عليك ...انسي أمره أنا غريغ والتر صديقه المقرب ...) مد يده مصافحا فصافحته دانييل (تشرفنا , لقد سمعت الكثير عنك ..أنا ...)
(دانييل باركر ..إنني أعرف اسمك فأنت مشهورة جدا يا عزيزتي ..)
ضحكت دانييل ,بدا غريغ ودودا وكانت شخصيته تلائم شخصية أليسون الدافئة ...
راقبها ضاحكة مع أصدقائه وتمنى لو كان أصدقاؤه بعيدين الآن ليقول هلا كم يحبها وكم يحتاج إليها ...لقد كاد أن يفقد عقله عندما رآها تحت رحمة ستروم وكاد أيضا أن يجن أكثر عندما جازفت وطعنته لتقع بعدها غائبة عن الوعي .. لقد ظن أنه سوف يخسرها ..لقد كانت شحابة الوجه مستلقية على السرير وآثار ذراع التافه على عنقها ...بقي جالسا معها بعد أن تأكد أنها بخير وقد سحب منها عينة من الدم للفحوص الطبية ..لقد كاد أن يخسرها ...ربـــــاه! لو حصل لها شيء فإنه سوف يقتل ستروم ولو دخل السجن لبقية حياته ماضاع ذلك هباء ...
لكن هاهي هنا الآن بخير ولن يدعها تغيب عن نظره ,وماإن يصبحا لوحدهما حتى يعترف لها ...
(مابك يارايان؟) هل أكل القط لسانك؟) انتزعه صوت غريغ الماكر من أحلام يقظته ,نظر إليه رايان وعلى وجهه علامات نفاذ الصبر
(ألا توافقني الرأي أن دانييل بطلة شجاعة ؟) أكمل غريغ
نظر إلى دانييل برقة (بالطبع هي كذلك ! )
خجلت دانييل ثم قالت ( كفى جميعا ,لقد طغت علي فقط غريزة البقاء )
(من أين حصلت على المشرط؟) سألها رايان
تنفست بعمق وقالت ( كان هناك ممرضة تدفع عربة فيها أدوات جراحية فتوقفت عند آلة البيع عندما دخل ستروم فأحسست بشيء غريب في مظهره وعندما بدأ بتهديد الجميع اختطفت مشرطا بدون أن يلاحظ لكنه لاحظني بعد ذلك والباقي تعرفونه ...)
فقال غريغ (غريب أن تكون الممرضة بذلك الغباء لتضع أدوات جراحية أمام متناول الجميع ,,فقد يكون هناك مرضى نفسيين ...)

قال رايان مقاطعا (في هذه الحالة أنا سعيد لغبائها ومقدر له )
وافقته أليسون الرأي ,عندما مرت دقيقتان ,اعتذر غريغ وأليسون وخرجا من الغرفة ...ساد صمت مربك فقال رايان (مالذي كنت تريدين قوله قبل أن يدخل غريغ وأليسون ؟)
اندهشت من قدرته على التذكر فقالت كاذبة ولم تدر ماتقول ( لقد أردتُ ان أشكرك على إنقاذ حياتي )
(لم أفعل شيئا فأنت من قام بطعنه ..ألا تذكرين أيتها البطلة ؟ )
ضحكت لكنها قطبت جبينها بسرعة قائلة (هل وجدوا الأم ؟)
(أجل ,لقد التجأت إلى إحدى المؤسسات التي تحمي النساء من أزواجهن العنيفين ..كانت خائفة جدا على حياتها ..)
(وهل آذيتُ الرجل كثيرا ؟ هل سيعيش ؟) سألت بخوف وارتباك .....
إن هذه المرأة تحيره ..فهاهي تسأل عن حياة ذلك التافه الذي كان وبلا تردد سينهي حياتها ....
قال متهكما (أظنه سيرفع دعوى قضائية عليك ! )
(ماذا؟ ) صاحت بفزع ..
(اهدئي , إنه بخير ولن يجرؤ على رفع دعوى ضدك لأنني حينها سأقتله بيدي الاثنتين إذا اقترب منك ..) قال كلامه الأخير بوحشية لم تعهدها منه...
ساد صمت مذهل ..فقد اندهشت لأنه يهتم بها ..لذلك لم تستطع أن تكبت السؤال (لماذا ؟)
(لماذا ماذا؟ )
(لماذا أنت لطيف معي هكذا ؟ لمَ أنت مهتم ؟)
فكر ...هذه هي فرصتك يا ويليامز ..قل لها الآن لماذا تفكر بها ليل نهار وصورتها لاتفارق تفكيرك وصوتها يهمس في أذنك أرق الكلمات ...
قــــــــل لــــــــــــــــهــــــا !!!!!!!!!!
لكن لسبب ما ...قفزت صورة التحري إلى ذهنه وهو يعده بتقرير كامل عن حياة دانييل ...أدق التفاصيل ؟!! كان يشعر بالألم لفعلته هذه ..رغم ....رغم ماذا ؟
لايوجد تفسير منطقي لفعلته ..!!!!
راوغ في إجابته فقال (ولمَ لا أكون لطيفا معك ؟)
فتحت فمها لتجادله لكن ممرضة أطلت برأسها من الباب منادية رايان فخرج ...تبا له ..راقبته يصغي للممرضة السمراء والتي أعطته ملفا وأخذ يتصفحه ثم قال شيئا ..قد تكون كلمات شكر لأن الممرضة ابتسمت وذهبت ...نهضت من السرير فأحست بدوار خفيف ..استندت على الجدار قليلا ثم ارتدت معطفها الذي كان موضوعا على الكرسي بجانبها ..
(ماذا تفعلين ؟) جاءها هذا السؤال هادئا لكنه مبطن بخطر انفجار الشخص الذي طرحه بالغضب ...استدارت وهي تسوي من معطفها وتخرج شعرها من تحت ياقة المعطف قائلة ( هلا أعدتني إلى البيت ,من فضلك ؟) كانت هادئة مما أغضبه ..
(لازال هناك بعض الفحوصات وأريد كذلك أن أصور رأسك بالأشعة ..لذلك لاتظني أنك ذاهبة لأي مكان قبل أن خروج نتائجك ..هل هذا مفهوم ؟)
كان غاضبا وقد بان ذلك في عينيه السوداوين اللتين كانتا مليئتين بالدفء قبل قليل ...
صمتت قليلا ثم قالت واضعة يديها في جيبي معطفها ( مفهوم ,من ناحية أخرى إن أعصابي متوترة الآن ولارغبة لدي في الجلوس منتظرة نتائج تحاليل لم أعد أرغب في معرفتها الآن لذلك أرجوك ..إن كان بإمكانك أن توصلني أو بإمكاني الاتصال بكايت إن .....)
قاطعها ( ماذا تعنين أنك لم تعودي تريدين معرفتها ؟ ! )
تنهدت قائلة (افهمني أرجوك , قبل قليل كدتُ أموت وأنا مهددة من قبل شخص ثمل ومسلح وقد كان حظي كبيرا لأنني أعطيت فرصة أخرى ...)
(فرصة أخرى ؟ ماهذا الهراء الذي تتفوهين به ؟) قال نافذ الصبر
(فرصة أخرى للعيش ,لاأريد أن أنسفها بمعرفة نتائج تحاليلي لذلك عندما تظهر النتائج ,ألقِ بها في سلة المهملات فلم أعد أريدها ..)
أحست أنها أخطأت لأن الصمت امتد بينهما ولم تجرؤ على رفع رأسها لترى تعابير وجهه ...لكنها شعرت أنه غاضب جدا ...لكلامها الأحمق ..
أجفلت لسماع صوت ارتطام الملف على الطاولة يوضع بكل حدة ثم فتح الباب قائلا بهدوء غاضب ( انتظري هنا ! )
(رايان ,أنا .....) لكن الباب انغلق بحدة خلفه ...
ساد صمت مضطرب في السيارة ..أحست معه دانييل بالرغبة في الانفجار بالبكاء ..وذلك لكل الأحداث التي مرت خلال هذا اليوم الجنوني ..
(أنا آسفة لكلامي الفظ والمتهور ...) هاهي قالتها وقد أخذت تكرر هذه الجملة في عقلها عدة مرات قبل أن تقولها ....
استندت إلى باب السيارة متعبة ولم ينطق بكلمة ,كانت تتشوق إلى أن تنام قليلا وتستحم لمدة طويلة ..وبعثت فيها فكرة الحمام الدافئ الأمان فغلبها النعاس وغفت ....
أحس بأنها نامت ,فقد سمع صوت تنفسها المنتظم وأيضا لم يعتد أن تكون هادئة هكذا ...فدانييل امرأة حيوية ...عرف أيضا أنها نادمة لكلامها وخصوصا بعد أن اعتذرت ..كان غاضبا جدا منها بعد أن قالت ذلك الكلام في المستشفى ...
نظر إليها ورأسها يستند إلى المقعد وقد انتشر شعرها حول وجهها بحرية فبدت كالطفلة النائمة ..عندما توقف عند إشارة مرورية لم تتحرك ..لابد أنها متعبة ..نظر إليها وهو يحاول أن يشبع ناظريه منها .. مد يده يتحسس نبضها في عنقها فوجده جيد ومنتظم ..*كيف فعلتِ هذا ؟* تمتم بصوت منخفض وأكمل في نفسه * لقد امتلكتِ قلبي بشكل لم تفعله امرأة قبلك ...*
عندما وصلا إلى المنزل ,ساد الهلع لمعرفة ما حصل ..لا سيما عندما لاحظوا شحوب دانييل ...اعتذرت دانييل وتوجهت إلى غرفتها لترتاح هناك ..شرح باختصار ماحصل لها وأنها بخير ...
تبع جوناثان ابنته قائلا أنه سيمضي الليلة بجانبها ..راقبه رايان يصعد السلالم متمنيا لو بإمكانه أن يرعاها بنفسه ..
على حبه الانتظار ليلة أخرى ..فالوقت ليس مناسبا البتة ...
(لاتقلق ,,والدها معها ..ستكون بخير معه ..) التفت رايان ليرى جده برفقته بعد أن ذهب الجميع إلى غرفة بينما بقي مسمرا في مكانه ..
(لقد أحببتُ هذه الفتاة من كل قلبي ! ) قال جده هذا ثم نظر إليه ولأول مرة كان هناك تفاهم بين الاثنين ..فقد رأى رايان التفهم والحب في عيني جده ..ابتسم ولمس ذراع جده بود ثم احتضنه ,أحس أن جده لم يتوقع هذا فقد تردد لكنه احتضن حفيده ..لطالما عرف رايان أن جده يكن لهم الحب لكنه لم يعلم كيف يعبر عن هذا الحب ..
تركه رايان ثم قال (شكرا ) ثم توجه نحو الباب وقبل أن يخرج سمع جده يقول (على ماذا ؟) استدار مبتسما ورد ( على كل شيء ,أعلم أنك تحبنا لكن على طريقتك فأنا أشبهك بشكل ما ,,ولاتسألني كيف فأنا لاأعرف لكن اعلم أنني أحبك ..واعلم أيضا أن أبي أرادك أن تفخر به فقد كان يقول لي هذا دائما وكان هذا سبب اختياره لمهنة أخرى لأنه أراد أن يثبت لك أن تربيتك لم تضع سدى وأن بإمكانه أن يشق طريقا أخرى له بفضل نصائحك ..أراك لاحقا ..) وخرج تاركا جده متفاجئا من هذا الحديث لدرجة اغرورقت لها عينيه بالدموع ..فمسحها بظاهر يده وابتسم ..
&&&&&&&
كانت ليلة رائعة وصباح أروع ,,,بالنسبة لها لأن والدها أمضى الليلة يعتني بها ..وقد قالت له أن لاداعي لذلك وتوقعت أن يخرج من الغرفة حالما تنام لكنها استيقظت عند منتصف الليل لتجده نائما على كرسي بجانبها ,فنزلت من السرير وغطته بشرشف وأسندت رأسها على حافة السرير عند ركبتيه ...
كانت تشعر بالحيوية على الرغم من الفوضى التي تعم المنزل استعدادا للحفلة ..فمورا تتصل لتؤكد الحجز للقاعة وتتأكد من حضور متعهدي الأطعمة..
دخلت المطبخ وقالت بعد أن ألقت التحية على روزيتا وكايت (إن مورا تخيفني الآن ! )
قالت كايت ( إنها تفعل هذا في كل حفلة تقيمها ,,لاتخافي ..)
ابتسمت الفتاتان ثم قالت كايت (كيف حالك اليوم ؟)
(أفضل بكثير من البارحة )
(لقد قلقنا عليك كثيرا عزيزتي !) قالت روزيتا ..
(أجل ,لقد أخفتنا ,,كنت شاحبة مثل الورقة البيضاء ..ولاألومك فلو كنتُ مكانك لأصبت بنوبة قلبية ...) أكدت كايت ..
(نعم ,لم أخف هكذا في حياتي من قبل )
(حمدا لله أن رايان كان معك ..) قالت روزيتا بتأثر ...
أما هي فقد فكرت في الشيء نفسه ..وعند التفكير برايان ,,هل ياترى قبل اعتذراها لأن ملامحه عندما عادا إلى المنزل البارحة كانت غريبة وغير مفهومة .. ..كان هناك نظرات اهتمام منه أيضا ....فقدت شهيتها للأكل عندما وضعت روزيتا الفطور أمامها ....يجب أن تراه ..
(أين رايان ؟) سألت كايت بعد أن خرجت روزيتا مستجيبة لنداء مورا ..
قالت كايت (لاأعرف ,لم أره منذ البارحة .فقد نمت مبكرا ولم أره ...) أكملت كايت فطورها دون أن تعي تعاسة دانييل ...
(هل أنت مستعدة للحفلة ؟)
(أظن ذلك ,رغم أنني أشعر بتوتر لمقابلة أشخاص غريبين ..) طمأنتها كايت بثقة لم تنتقل لدانييل البتة ..فابتسمت دانييل لكايت ...
&&&&&&&&&&&&&
(سنتأخر يا دانييل ,,أسرعي ..)
سمعت دانييل نداء والدها فنظرت إلى نفسها نظرة أخيرة في المرآة وتنهدت بخوف ..التقطت حقيبتها ثم خرجت من الغرفة ..
(أنا مستعدة ...)
نزلت من السلالم ..كان الجميع متواجدين في الردهة ماعدا مورا التي سبقتهم إلى القاعة للتحضيرات النهائية ...ورايان أيضا اللذي لم يظهر منذ البارحة ...
(ياإلهي ! ) كان هذا روبرت الذي قطع الصمت الذي ساد فور نزولها من الطابق العلوي ...
ارتدت لهذه الليلة فستانا بلون العنب الداكن الأحمر ...الذي أظهر كتفيها بشكل بسيط وجذاب مطرز بنقوش فضية على الخصر ليعطيها تألقا كما الأميرات من العهد القديم ..كانت رائعة جدا بشعرها المرفوع بأناقة والذي تدلت خصلات منه بنعومة على عنقها الذي اختفت منه الكدمات جزئيا ..
(نيل ! تبدين رائعة ..) قال جيريمي ...ثم أكمل ضاحكا (لم تعودي ذات الشعر الموحل أبدا ...)ضحك الجميع فنظرت دانييل إلى والدها الصامت الذي كان يرمقها بنظرات غريبة ..
قالت (مارأيك أبي ؟)
احتضنها والدها برقة قائلا (تبدين مذهلة يا عزيزتي ,لقد أصبحت امرأة رائعة الجمال مثل والدتك تماما ..)
ابتسمت بتأثر (شكرا أبي ...)
(لكن ينقصه شيء واحد ..) أكمل والدها ثم فتح علبة لم تنتبه إليها في يده ..كشفت العلبة عن عقد لازوردي رائع من الذهب الأبيض مع القرطين ..خطف أنفاس الجميع وحتى دانييل ...
(أبي ,إنه رائع ..) ابتسم والدها بفرح لأنه أعجبها ..ألبسها والدها العقد والقرطين فبدت رائعة عليها ...
(يجب أن نذهب وإلا قتلتنا مورا ..) قال روبرت ضاحكا ..كانت ليلة رائعة, الجميع مرتاحون وتعرفت على الكثير من الأشخاص من معارف والدها ...وكانت داون هناك بفستان أخضر متألق ..لكن .......رايان لم يظهر بعد ..مابه ؟ ماذا حصل له ؟افتتحت قاعة الرقص وبدأ الجميع بالرقص ..مورا مع زوجها ..جيريمي وكايت وروبرت مع دانييل ...كانت مستمتعة بالرقص لكن أفكارها تشرد أحيانا نحو رايان ....
(لاتقلقي ,سيأتي بعد قليل ..) قال روبرت هذا فأجفلت لسهولة قراءة أفكارها ..(إنك ترعبني بملاحظاتك ,أتعرف هذا ؟)
ضحك روبرت وقال (هذا جزء من جاذبيتنا نحن آل ويليامز ..)
(أحقا هذا ؟) ردت ممازحة ..
أنهت الرقصة ثم اعتذرت لروبرت لتذهب إلى استراحة السيدات وماإن خرجت حتى اختفى روبرت بين الجموع ...فتوجهت لتشرب عصيرا ..ثم أخذت تراقب كايت وجيريمي يرقصان مفكرة بشرود ..
(ياآنسة ,هذا لك ..) استدارت لترى أحد الندلاء يعطيها منديلا مطويا فأخذته شاكرة باستفهام ..فتحت المنديل
*بنس ,لأفكارك فرويد!!!* ابتسمت عندما قرأت الجملة ...وقد عرفت أنه لايمكن أن يكون أحد غيره ...
استدارت باحثة عنه ولم تبحث طويلا فقد رأته يقف في مسافة غير بعيدة ..اشتبكت عيناها بعينيه ..ثم ابتسم ابتسامته المهلكة فتسارعت دقات قلبها ..بدا وسيما جدا في بذلته الأنيقة السوداء التي أسبغت عليه وقارا وأناقة ..
مشى نحوها فأحست بأن العالم توقف عن الدوران وأن لاأحد في هذا العالم غيرهما ..إنه شعور رائع .....أحست بأن كل أولئك الناس الموجودين لاوجود لهم في تلك القاعة الفسيحة والمليئة بأنغام الرقص وأصوات الناس ..
توقف على بعد خطوتين منها ..فوصلت رائحة عطره الممزوجة برائحة الغسيل النظيف إلى أنفها ...
أحنى رأسه تحية لها ..(مساء الخير!)
ردت بابتسامة (مساء الخير .)ثم أكملت (كيف عرفت أنني كنتُ أفكر ..)
أجاب وعيناه في عينيها (ليس من الصعب معرفة ذلك فوجهك مرآة لمشاعرك ..) قطبت جبينها خائفة من أن يكون قد عرف ماتشعر به نحوه ....سمعته يكمل ..(وفي هذه اللحظة تبدين ......بغاية الجمال دانييل ..)
غمرتها مشاعر الدهشة والسعادة لتفوهه بتلك الكلمات الرقيقة ..فاجتاحتها موجة خجل ,احمر لها خداها وتمتمت بصوت أجش (شكرا لك ,أنت أيضا تبدو وسيما ...) ابتسم لها وكم تمنت لو انه يحبها مثل حبها له..
(رايان ودانييل ! ) أعلن هذا الصوت الأنثوي بالقرب منهما ..فاستدارا ليجدا كلوي ومعها رجل غريب ...بفستانها الفضي الثمين ..بدت رائعة حسب ظن دانييل التي اندهشت من كلوي لإحضارها هذا الرجل المدعو مارك شاين ...أليست معجبة برايان ؟ يبدو أن هذا الرجل الذي معها يكن لها مشاعر عميقة من المودة ..واستغربت رد فعل رايان الذي بدا مرحبا بالرجل ..
(هيا بنا لنرقص يارايان ,فمارك لايحب الرقص ! ) سحبت كلوي رايان إلى حلبة الرقص فتملك دانييل الاانزعاج من تصرف كلوي الغير اللبق ,إذ يبدو ان مارك والذي بدا مسيطرا على الأمور في البدء ,قد أصبح الآن محرجا لأنه قال لدانييل (اعذريني فلست من محبي الأنغام والرقص ..)
(لابأس ) صمتت ثم قالت بفضول (منذ متى تعرف كلوي ؟)
(منذ ثلاث سنوات ! ) ولم يسلخ ناظريه عن كلوي التي كانت ترقص مع رايان ...
من ناحية أخرى قالت كلوي لرايان (إذن ,قل لي هل قلت لها ؟) ولاحظت كلوي نظراته التي تتابع دانييل مع مارك وهما يتحدثان مع بعضهما ...
(لا! )
(خائف يارايان ؟) سألت بهزء فنظر إليها ,,عرفت كلوي كيف تطلب انتباهه فقال رايان (تبدين سعيدة يا كلوي ,هل أقول تهانيّ ؟)
هزت كتفيها ثم قالت (إنه يحبني منذ ثلاث سنوات فقلت لمَ لاأجرب فقد ينتهي بي المطاف بمبادلته الحب ! )
انتبه رايان إلى أن جوناثان قد طلب من ابنته أن تراقصه فأصبحا في منتصف القاعة ..راقبها مبتسما فقد بدت سعيدة جدا ..
توقف رايان وكلوي وأفسحا المجال للأب وابنته ...افترق عن كلوي وراقب دانييل بعذوبتها ورقتها ..
مر بعض الوقت وهي ترقص مع والدها ..لكنه سرعان ماقطب حاجبيه عندما انتهت الرقصة ورأى ذلك الرجل يطلب من دانييل أن تراقصه ..
ديميتري !!!!!
مالذي يفعله هنا ؟
(ديميتري ؟) كانت مصدومة لرؤيته ..
(مرحبا دانييل ,تبدين رائعة الليلة ..)
(شكرا ....ما......مالذي تفعله هنا ؟) تمتمت مذهولة ..
بدا سعيدا جدا .. وليس كآخر مرة افترقا فيها ...
(لقد قدمت عمتك دعوة لي قبل انفصالنا ,فقلت لمَ لاآتي كي أخبرك عن أروع شيء حصل لي منذ سنوات ..وأنا متأكد أنك ستفرحين لأجلي ..)أكد بسعادة ...
(ماذا حدث ؟أخبرني ,لقد أثرت حماسي ..)
راقبهما رايان بغيرة قاتلة وقلب مثقل بالألم ...بدت سعيدة لرؤيته ..لرؤية ذلك الأحمق ...مالذي يحدثها بشأنه ياترى ؟؟
حاول أن يستمع للحديث الدائر حوله لكنه لم يستطع التركيز ...تكلم مع جده قليلا ..تطرق روبرت للموضوع الأكثر حساسية بينهما ..
قال روبرت وتأثر يراه رايان لأول مرة ( لطالما كنتُ فخورا بوالدك ,كنتُ طوال حياتي أتمنى أن يعمل معي لكن عندما قال أنه لايريد ,أعترف أني غضبت لكن عندما رأيت مدى نجاحه من دوني شعرت بالفخر لأن هذا الرجل الناجح هو ولدي ..وكم حزنت عندما لم أتمكن من رؤيته قبل موته..)
صمت قبل أن يفقد السيطرة على نفسه ..
ضغط رايان على يد جده مهدئا وقال (أعرف هذا ..)
غريب كيف استطاع الاثنين أن يخرجا ما بداخلهما من مشاعر ..لقد اختزنا مشاعرهما وأحزانهما لسنوات ولم يجدا أي جسر للوصول إلى بعضهما ..إلى أن جاءت حورية جميلة إلى المنزل ..فكانت هي الجسر
كان يظن في البدء أنها ستدمر عائلته لكنها زادت هذه العائلة اقترابا وتواصلا بدون أن تعرف ..حصلت على حب زوجة الأب والجد والحفيد ..حصلت على حب الجميع ..بطيبتها ومودتها ..نظر إلى حلبة الرقص لكنه لم يجدها هناك ..لقد اختفت ...
(المعذرة جدي ! ) تمتم بذلك وأخذ يبحث عنها ....
وجدها أخيرا عند آخر القاعة شاردة بأفكارها مرة أخرى لدرجة لم تسمع فيها خطواته على الرخام اللامع ..كانت تبدو كالملكات وهي تقف ونور الثريا العملاقة انعكس على بشرتها النقية ...
(دانييل ؟! )
أجفلت واستدرات إليه مبتسمة ...
(ماذا تفعلين هنا ؟) اقترب منها ...
(كنتُ أودع ديميتري !) قابلته في منتصف المسافة ثم ضحكت من الصدمة (لقد رحل إلى فرنسا ..)
(ماذا ؟ ) كانت صدمة رايان أعمق ..فقد ظن أن مابينهما ...
لم يعرف كيف يفكر ...فأكمل (كيف ؟)
(لقد أجرى مقابلة عمل للتعليم في إحدى المؤسسات الموسيقية المشهورة في فرنسا منذ ثلاثة أشهر ثم نجح في المقابلة والباقي تعرفه ..) ثم أكملت بفرح (أليس هذا رائعا ؟)
قطب حاجبيه ثم قال (ألستِ حزينة ؟)
(لماذا ؟) سألت بدهشة ..
(لأنه سيتركك ! ) أدركت مايعني فردت (تقصد بالنسبة إلى علاقتنا ! ) أومأ برأسه فقالت (لاتقلق علي فلاشيء بيننا .لقد انفصلنا ..)
بانت علامات الارتياح على وجهه فقال بصوت أجش (أنا سعيد لذلك ...)
(لماذا؟ ) أحست بالتوتر للهجته الرقيقة ...
(هل ترقصين معي ؟وعندها سأخبرك !! )
مد يد ه فأخذتها مسحورة لكن قبل أن يصلا إلى قاعة الرقص ..اعترضت داون طريقهما وقد بان الارتياح على وجهها لكن سرعان ماقطبت حاجبيها لرؤية دانييل فقالت بلهجة حذرة (اعذراني ,لكني أريد التحدث إليك يارايان ,رجاء )
أحست بتوتر رايان فقال لها (انتظريني ! )
واختفى هو ورايان في إحدى القاعات ..مالذي حصل ؟ مابهما ؟
أخذت تتمشى في الأنحاء وكان من ميزة هذه القاعة أنها تفتح على القاعات الأخرى ..أخذت تنظر بفضول إلى القاعات المجاورة ..
(هل وجدته ؟) قال بسرعة ...
(أجل ,وجدته. لكن يجب أن تقول لي مايجري ..)
كانت لهجة داون متصلبة وهو لايلومها بعد أن طلب أن تبحث معه عن الملف الذي أرسله التحري عن دانييل ..
(إنها قصة معقدة ..) أجاب بضعف وقد علم بمبلغ خطأه ..
(حسنا ,لن تكون معقدة لهذه الدرجة ...فقط أخبرني لماذا فعلت ذلك ؟ هل هي سيئة مثل صوفيا ؟ أخبرني لماذا طلبت من ذلك التحري أن يتحرى عن دانييل مثل مافعلت مع صوفيا ؟ لماذا يوجد ملف عن حياة دانييل ؟)
(لاأعرف ,صدقيني . لقد قمتُ بهذا في حالة ....)
وصمت إزاء الصمت الذي ساد والشحوب الذي علا وجه داون فالتفت بذعر ليرى دانييل تقف عند باب القاعة متسمرة وعلى وجهها علامات الصدمة ..ثم شحب وجهها شحوب الأموات حتى ظن أنها ستفقد الوعي ...
(دانييل! ) تقدم إليها لكنها تراجعت بخطى ثقيلة ...
توقع أن تصرخ في وجهه , لكنها قالت بهدوء (سأعود إلى المنزل ! )
وخرجت مسرعة ..ركض خلفها مناديا باسمها لكنها لم تقف بل أكملت طريقها مسرعة ..
(دانييل ,انتظري . سأشرح لك !)
عندها استدارت صارخة والدموع في عينيها تأبى الانهمار (أحقا ؟ إذاً افعل .اشرح لي لماذا مثل ماقالت داون هناك ملف عن حياتي ! )
صمت عاجز عن الكلام إزاء نبرتها المتألمة فضحكت متهكمة بسخرية مريرة (كنت ُ أتوقع هذا .. أجبني عن سؤال واحد ..هل هذا صحيح ؟ هل دفعت للتحري ليتحرى عن حياتي ؟) تردد صمت في بهو الفندق المقام فيه الاحتفال فقالت (أجبني ! تــبا لــك ! )
(أجـــــل ! )
(لماذا ؟ ) صرخت بهذا يائسة ..
(اهدئي ,حتى أستطيع أن أشرح ...)
(أهدأ ؟ وتجرؤ أن تتكلم معي عن الهدوء !! ماذا تشرح ؟ أتشرح أي رجل حقير استغلالي أنت ؟)
توقفت سيارة أجرة بالقرب منهما ,فأسرعت تفتح الباب وقالت بألم (لقد قتلت كل حب لك في قلبي ,لذلك ومن أجل سلامتك لاتريني وجهك حتى أغادر ..)
راقبها تختفي في سيارة الأجرة متسمرا مكانه ..فقد أصيب بالشلل لكلامها الأخير ..ماذا فعلت يارايان ؟؟؟
&&&&&&&&&&&

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-29-2014 الساعة 12:05 AM
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 03-03-2013, 02:01 AM
 
[frame="7 80"]اه اه اه ا ه اا لقد اكتملت خسارة
و لكني سعيدة انني شركتك قصتك الرائعة والمذهلة وكذلك النهاية جميلة
في انتظار ابداعاتك وشكرا[/frame]
roxan anna likes this.
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 03-03-2013, 10:09 AM
 
روااايتك راااائعة جدااا يا قمر و بانتظار جديدك ^^
roxan anna likes this.
__________________

عذرا لا ‏أقبل صداقة الأولاد
روايتي الاولى ..... ( .،؛،.&.،؛،.♥ صـــداقـة حـطمها ... الحـــب ♥ .،؛،.&.،؛،.)

http://vb.arabseyes.com/t409829.html#post6167292
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 03-03-2013, 04:53 PM
 
لا أعلم ما الذي أقوله لكِ فكلمة إبداع قليلة في حقك أيتها الروائية المميزة
فأنا لا أصدق مقدار روعة هذه الكلمات التي تخرجها أناملكِ وتلك الأفكار
التي تتبادر في تفكيرك لتنتجي لنا أجمل ما قرأ لساني وشاهدته عيناي
فأرجو أن تستمري على إدهاشي بإبداعكِ وأسلوبكِ البرّاق وإذا كان هنالك
أي جديد في مؤلفاتكِ الفريدة فأتمنى أن تخبريني بذلك على الفور وفي نهاية
المطاف تقبلي مرور متابعتكِ ألا وهي أنا....{ Moe Kou }
roxan anna likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
*the promise of life*.."وعد الحياة"..رواية مشتركة بين"سيموني اوزوماكي"و "ايرزا سكاليت".. مـــدى أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 44 11-03-2012 04:20 PM
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله"""‎ darҚ MooЙ موسوعة الصور 132 12-15-2011 09:33 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 12:43 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011