عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree211Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-01-2013, 08:23 PM
 
الرواية عنجد رووووعة كتييييير
ارجو ان تعتبريني من المتابعين عزيزتي
roxan anna likes this.
__________________




رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-01-2013, 08:26 PM
 
الرواية جمييييييلة جدا ورائعة وممتعة:looove::looove:
اتمنى تقبلي متابعتي لقصتك الشيقة وما تنسي ترسلي لي الرابط لما تنزلي بارت جديد
roxan anna likes this.
__________________






رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-01-2013, 09:54 PM
 
مشكووووره وننتظر التكملة
__________________
sweet black
شكرا اختي Ĵust Đrëâm
على التوقيع[/COLOR]


^_^روايتي الاولى انتي نادلتي^_^

http://vb.arabseyes.com/t330593.html
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-01-2013, 10:13 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_14139094023593441.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



(((عيناك عذابي...............))))



(( الفصل الثامن ,, ))

(( أسرار وذكريات , ))

أحست برغبة قوية في الركض بعد خروجها من المطبخ ,,لقد كانت تكذب على نفسها .إنها تحبه بل هي غارقة في حبه حتى أذنيها ,إنهاتعترف بهذا ,نعم تعترف به لقد أحبته لكن الذي أشعرها بالتعاسة هو مصير هذا الحب ,,صحيح أنها تحبه لكنه لايحبها بل هو واقع في حب تلك المتعجرفة الحمقاء والتي منالواضح أنها واقعة في غرامه
إنها تكره نفسها لماذا زجت نفسها في هذه المعضلةالتي ليس لها حل فالحب من طرف واحد ليس فكرتها عن الحب ,,لقد كانت تشك في أن تلتقيبالرجل الذي تحبه والذي يكون مثالا للرجل في الحياة لكنها التقت به ولكن ولسخريةالأقدار لم يكن لها بل لامرأة أخرى جميلة وجذابة ومثال المرأة اللامعة ,,امرأةأعمال واثقة من نفسها ,,ليست مثلها ,,الفتاة التي تستمتع باللعب مع الأطفال ولبسالجينز والسراويل العالية الملطخة بالوحل والتي تدفن وجهها في الكتب والروايات ,ملاذها الوحيد من هذا العالم المحمرة الوجنتين خجلا ,,تنهدت بغضب ,الشيء الذيلاتفهمه هو موقف رايان منها ,,فقد أصبح لطيفا فلماذا يفعل ذلك ؟
*سأبقى أراقبك* تردد هذا الصوت البارد الغاضب داخل عقلها ,,لقد كان صوت رايان وهو يهددها عندما أتتإلى البيت وأراد رشوتها لتعود إلى نيويورك
*رباه* أهذا ما يفعله ؟ألهذا أخذ يمازحها ويضحك معها ؟أكل هذا جزء من خطته الدنيئة لكشف نواياها ؟إنها لاتصدق ذلك ,,*بل صدقيه*أخذ صوت صغير يهمس في داخلها ,,فكل شيء يشير إلى صحة ظنونها ,,أولاتهديد ثم رشوة ثم هدنة ولكن ليس طويلا فمن الواضح أنه يقوم بتنظيم شيء في ذهنه ,,ضربة ساحقة لها
*ياإلهي * صرخت في نفسها *لقد أصبحت مصابة بجنون الارتياب *فربما تكون نواياه طيبة ,قد يكون أصلح من رأيه فيها وقد رأى بأم عينه كيف أنهاكانت مخلصة ومتفانية لعائلتها خلال الأيام الماضية ,,ليس أنها قامت بذلك بداعيالسمعة بل لأنها كانت محرومة من العائلة منذ سنوات ,,
*إنني متعبة جدا * قالتوقد استندت إلى جذع شجرة ,,لم تجلس على كرسي منذ أن استيقظت وذهبت مع كايت للتسوق ثم ساعدت مورا وكايت في كتابة بطاقات الدعوة للحفلة ثم ساعدت مورا في الحديقة والآنهذا المجهود الفكري والبدني الذي بذلته ,,أراحت رأسها على جذع الشجرة القاسيواستمعت إلى صوت النسيم الذي يداعب أوراق الأشجار وكأنها سيمفونية وتنشقت رائحةالجذع الرطبة الجميلة *سأغفو لدقائق فقط *رددت لنفسها
ماإن مرت خمس دقائق حتىسمعت صرخة تشق السكون من صوت مألوف لها فأجفلت واستقامت جالسة لتتأكد من أنها لمتكن تتخيل تلك الصرخة لكنها عادت تسمع صرخة ذعر من ماكانت متأكدة أنه صوت طفل ,,ركضت وهي لاتعلم وجهتها كل ماكان يسيطر على تفكيرها هو أن تصل إلى ذلك الطفل ,,وهي تركض كانت تسمع همهمات قريبة ,,لابد أنها تكاد تصل, اصطدمت بشخص بقوة وكادت أنتقع لكنه أمسك بذراعها بثبات ,,كان رايان
كانا مندهشين من رؤية بعضهما

(ماذاتفعل هنا؟)
(ماذا تفعلين هنا؟)

تكلما في نفس الوقت وهما لايستطيعان السيطرةعلى أنفاسهما المتسارعة من الركض لكن صرخة دوت مرة أخرى منعتهم من الكلام شقتالسكون بقوة قال رايان بفزع (ميا!)
وركض بقوة نحو الصوت وتبعته خائفة
ياللهول ! مالذي حصل لميا ,,
وصلا إلى المكان فنظرا إلى ميا التي علا وجهها الشحوب وهيتنظر إلى شخص في أعلى الشجرة فلحقا بنظراتها وهناك رأيا سامي متشبثا بغصن شجرة يكادان ينكسر وهو يتأرجح عليه وقد اصفر وجهه من الخوف ..
همس رايان(ياإلهي !)
(رايان ,,ساعدني أرجوك ) كان ذلك سامي الذي رأى رايان
أسرع رايان إلىالشجرة ثم خلع سترته وهمَّ بتسلق الشجرة فقالت دانييل(دعني أتسلق الشجرة فأنا أخفوزنا منك فقد ينكسر الغصن )
لم ينظر إليها بل رمى السترة قائلا وهو يتسلق (أحتاجك هنا حتى أسلمك إياه لتمسكيه عندما أبدأ بإنزاله ,,هل تستطيعين فعل ذلك ؟)
هزت رأسها ولكنها عرفت أنه لن يستطيع رؤيتها (نعم,أستطيع ,,رايان؟) نادته خائفةفاهتز صوتها فنظر إليها ,,قالت (كن حذرا )
نظر إليها لثوانٍ ثم عاد يتسلق الشجرة
تراجعت من أسفل الشجرة وهي تلتقط سترته وأمسكت بميا التي كانت تبكي قائلة (لقدعلقت الطائرة الورقية في الشجرة وكان هو وأليكس يتشاجران على من سيتسلقها فتسلقهاوعندما أنزلها تحرك الغصن فذهب أليكس وبيبر ليأتوا بالمساعدة ..)
احتضنتها دانييل قائلة (لابأس عزيزتي ,,سينقذه رايان )
ونظرت إلى أعلى الشجرة وقد رأتراين يقترب من سامي قليلا وهو يقول كلمات لم تتبينها لكنها تعلم أنه كان يهدئه
(سامي ,عندما أقترب منك حاول أن تمد يدك نحوي وتمسك به بكل ماأوتيت من قوة ,هل تفهم؟)
لكن سامي هز رأسه نافيا ولم يلبث أن أخذ يهتز إيذانا ببدء البكاء ونظرإلى الأسفل
فقال رايان(سامي لاتبدأ بالبكاء ولاتنظر إلى الأسفل ,هل فهمتني ؟هياالرجال لايبكون ماذا ستقول دانييل وميا عنك عندما تبكي ؟فقط انظر إلي وافعل ماأقولهل أنت مستعد؟)
همس بخوف(نعم )
( والآن سأقترب قليلا وعندما أقول لك أن تمد يدك افعل ذلك وأمسك بذراعي ولاتفلتها ..)
اقترب ريان وقال (الآن يا سامي ,,)
مديده نحو سامي الذي أمسك ذراع رايان بقوة عندها تحرك الغصن وتأرجح ثم لم يلبث أنانكسر
صرخت دانييل لذلك المنظر وغطت وجهها *ياإلهي سيموت*أما ميا فقد تعلقتبعنق دانييل بصرخة ضعيفة
ساد سكون في المكان ففتحت دانييل عينيها ببطء ونظرتإلى الغصن المتهشم على الأرض كقطعة زجاج متوقعة أن ترى شخصا فاقد الوعي أو يتألملكن لم يكن هناك أحد وغمرها ارتياح كبير ثم نظرت إلى الأعلى حيث كان رايان يمسكبذراع سامي ثم شده إلى الأعلى حتى استقرا على مكان متين على الشجرة ,,رأت سامييحتضن رايان بقوة وقد ابتسم هذا الأخير ابتسامة عريضة عندها أدركت أن حبها له قدعظُم لدرجة الانفجار وعرفت أيضا أنه لايمكن أن تحب أي شخص آخر مثل حبها له فهو شخصشجاع ,شهم ,ساحر وجذاب له قلب كبير يتسع لكل الناس فكيف لاتحبه؟ستبقى تحبه حتى وإنلم يبادلها هذا الحب
صاح من أعلى الشجرة (داني ,إنه دورك)
عندها بدأ سامي بالنزول بمساعدة رايان ودانييل تنتظره عند أسفل الشجرة ,,عندما نزل سامي احتضنتهدانييل بكل قوتها وهي تحاول السيطرة على دموعها التي حبستها فأغمضت عينيها
(نيل,إنك تؤلمينني ) قال سامي وهو لايكاد يستطيع التنفس
ضحكت دانييل ثم قالت(إياك أن تفعل هذا مرة أخرى ,هل فهمتني ؟)
(أجل ,,لاتقلقي ) هز رأسه مؤكدافتطايرت خصلاته الطفولية ,,عندها سمعت وثبة على الأرض خلفها ,,فعرفت بأنه رايانواستدارت إليه ,أخذت تنظر إليه بكل فخر وهو يبادلها النظرات صامتا ,,كان الصمت أبلغمن الكلمات ,,تناهى إليها صوت ميا تسأل سامي ,,
قالت (هل أصابك الخوف؟) وكأن هذاالسؤال صدر من دانييل
(لا,لم أشعر بأي خوف ) رد سامي بشجاعة مزيفة فابتسم رايان لقوله وكأنهما كانا يتكلمان مع بعضهما البعض
قالت ميا( لقد خفتُ كثيرا عليك ) كانا لايزالان ينظران إلى بعضهما وكأن كلام ميا قد صدر من دانييل فقد قطب رايان حاجبيه ,تابعت ميا ( لقد أخذتُ أفكر مع من سوف أتشاجر إذا حصل لك شيء ومع من سألعب ..) عندها أحست دانييل بضرورة أن تشيح بنظرها لأن كلام ميا قد نطقت به عينا دانييل ..فقد أصابها الخوف عليه وظنت أنهما سيلقيان حتفيهما .عندها ستفقد حب حياتها وتبقىتعيسة للأبد .
تناهت إليها أصوات قريبة ثم ظهر ديميتري وأليكس وبيبر ,,نظرت إلىرايان فوجدت ان عينيه اكتستا ستارا أسود معتم وعاد إلى مزاجه الماضي ,لقد عاد إلىحذره المعتاد ,لماذا يخفي مشاعره ؟ لماذا لايسمح لأحد أن يدخل إلى أعماقه ؟لماذا لاينطلق ويخرج من قوقعته التي يخفي نفسه فيها ؟
سمعت ديميتري يقول
(مالذي حصل؟لقد أخبرني الطفلين بما حصل ولم أصدق )
سأل ريان بنبرة متهمة مبطنة بالسخرية
(وكيف عثرا عليك ؟هل ذهبا إلى بيتك ؟) لم يفهم ديميتري السخرية وأجاب ( كنت قادما لرؤيتك يا نيل ,,عندما وجدت الأولاد يركضون فزعين )
(هكذا إذن ! ..) قال رايان وهو ينظر إليها نظرات تكاد تشقها نصفين ..ماباله هذا الرجل ؟مالذي فعلته الآنلتستحق هذه النظرات السوداوية منه؟
(هل هذا صحيح يا رايان؟) كان هذا سامي ,,استرعى انتباه رايان
(ماذا قلت؟)
(أنا لم أبكِ ,صحيح؟)
ابتسم رايان وأخذ يبعثر شعر سامي بمحبة وقال (لا! إنه لم يبكِ ,لقد كان شجاعا )
(هل سمعت ؟) قال سامي لأليكس قال الأخير (لكنه خاف ,أليس كذلك ؟)
ابتسم رايان وقال (لقد خفتُ أنا أيضاً ..لا شجاعة من دون خوف .هذا هو شعاري .وعندما يقول لك شخص بأنه لم يخف فهو كاذب فالكل يخاف حتى الشجعان ..) صمت ثم تابع (والآن اذهبوا مع داني إلىالبيت ,جميعكم وأخبري عمتي ياميا بأنني لن آتي على العشاء الليلة )
أخذت تغلي غضبا من تجاهله لها هذا يكفي! قالت في نفسها
(هيا بنا ياأولاد )
(وهل أنا منهم ؟) قال ديميتري مازحا فضحكت دانييل وقالت (إن كنت تريد أن تكون منهم فهذااختيارك )
(دانييل !) تسمرت مكانها عندما سمعت صوته البارد يناديها باسمها كاملا فهو نادرا مايفعل ,,استدارت إليه ,,كان ينظر إليها بتعابير وجه جامدة ثم مديده يشير إلى ما كانت تحمله في يدها وقال( السترة من فضلك !) نظرت إلى السترة التيكانت تحملها منذ أن تسلق الشجرة فاحمر وجهها بدون سبب ثم ناولته إياها ,عندهااصطدمت اليدان ببعضهما فأحست بكهرباء تصعقها كتلك التي صعقتها عندما تفحص جرحها ..يا ترى هل يشعر بما تشعر به ؟ بالتأكيد لا !
لأن ردة فعله كمن لمس شيئا لايجب أن يلمسه فقد اختطف السترة منها واستدار مبتعدا عنها .أرادت أن تضربه وأن تركضللبيت لتبكي فيه ...تتقوقع على نفسها وتموت من حظها السيء الذي جعلها تقع في حب رجل يحتقرها ..

***

كانت الساعةالرابعة عصرا عندما عادت إلى المطبخ بعد أن استحمت وارتدت فستانا أبيض ذو كمينقصيرين وعليه سترة بلون التفاح الأخضر ,,وجدت أن الأولاد قد ذهبوا وصعدت ميا لتستحم فبقي في المطبخ مورا وديميتري الذي كان يتأمل أن تقبل دعوته إلى العشاء لكنها رفضتبكل تهذيب متذرعة بالصداع الذي أصابها عندما رأت سامي متعلقا بغصن تلك الشجرة فتقبلرفضها وقال لها أن تريح نفسها ,,ماإن خرج حتى قالت لعمتها (مالذي حصل لرايان منذ سنة ونصف؟)
اتسعت عينا مورا بدهشة فهي لم تتوقع هذا السؤال ..لكن دانييل أخذت تقلب الأمر في ذهنها وربطت الخيوط مع بعضها ,,أولا كلام رايان عن تلك المرأة ثمتردد روزي عندما كادت أن تبوح بالحقيقة ثم عمل رايان المفاجئ كما قالت كايت فيالشركة منذ سنة ونصف ...كل هذا وراءه قصة وهي تريد أن تعرفها ولتفكر مورا بما تشاءفهي قد سئمت هذا الحال ..تريد أن تعرف التبرير الذي يدفع رايان لمعاملتها هكذا ,,
عندما أرادت التردد على وجه عمتها الذي اكتسحته موجة من العذاب والألم ,,فقالت دانييل (أرجوك ,أريد أن أعرف .)
(لقد أحب امرأة وأراد الزواج منها .)
أرادت دانييل ان تجهش بالبكاء من هذه البداية الغير مشجعة ,,
(لقد التقاها في غرفة الطوارئ وبدأت علاقتهما ..في البدء كانت فتاة لطيفة المعشر وجميلة ,على مرالأشهر كانت تبدي اهتماما برايان حتى ليظن المرء بأنها واقعة في حبه لكن وفي الأشهرالأخيرة لعلاقتهما ..كانت على حسب قول رايان متوترة الأعصاب وتصرخ على أشياء تافهة ولا يعرف ما بها هذا بالإضافة لإلى استهلاكها للأقراص المسكنة ..) صمتت مورا وقد تاهت عيناها في حزن ..
أما دانييل لم تعرف ما تقول من هول الصدمة (أتعنين أنها ...)
لم تقدر على أن تكمل فأكملت مورا (مدمنة؟ للأسف هذا صحيح ..أما رايان فقدتألم من هذه الحقيقة ولكن ليس بقدر تألمه لما فعلته فيما بعد ..فعندما اكتشفها قامتبرفع دعوى عليه اتهمته فيها بالتحرش وسوء ممارسة المهنة لتنتقم منه ..)
همست دانييل (ياإلهي !)
(لقد أردنا انا ووالدك أن تقوم بالتسوية خارج المحكمة ونخرجهامن حياتنا لكن رايان لم يقبل ...إنني أتذكر كلماته بالحرف الواحد فقد قال : لن أقومبالتسوية وكأنني فعلتُ شيئا خاطئا وكأنني فعلتُ ما تتهمني به ..إذا كانت تريد أنيصل الأمر إلى المحكمة فلها ذلك ..أنا لستُ خائفا منها ولا من محاميها الغبي ..)
ضحكت مورا ضحكة مابين الحزن والفخر لما فعله (هذا الصبي حقا شجاع فلو أنني كنتُ مكانه لما رضيت بأن يصل الأمر إلى المحكمة ...) سكتت وقد رأت علامات التلهف على وجهدانييل فأكملت (استمرت المحاكمة لمدة شهرين طويلين ,استمر رايان فيها بالعمل فيالمشفى وقام أيضا بالعمل في الشركة ..لقد ضغط على نفسه كثيرا خلال تلك الفترة ..كانوالدك يقوم بما في وسعه لإنقاذ رايان لكن رايان قام بخطوة لم يعرفها والدك ..لقدأراد أن يثبت أنها كانت لا تزال تتعاطى المسكنات وأنواع أخرى من الممنوعات فوظفمتحريا خاصا ليراقبها وبالفعل كانت لا تزال تتعاطى ,واستخدم رايان ذلك ضدها عندهاخاف محاميها بأن يخسروا القضية وعرض التسوية ..)
(هل قبل بذلك ؟) سألت دانييلبلهفة وتخوف ..لا يمكن أن يكون قد قبل بها ..فقد كان من الممكن أن يقبل بها فيالبدء ,,
هزت مورا رأسها نافية (لا ,لم يقبل بل طلب منهم بأن تقوم بسحب الدعوىوتقديم اعتذار رسمي أمام المحكمة مرفق بخطاب تنظيف سجله المدني والمهني ) صمتت ثم تابعت بحزن (لقد ظننا جميعا بأنه سيعود إلى حاله الطبيعي قبل الحادثة ,,رايانالضاحك والمتفائل ..لكنه تغير قطعا ..لم يعد كما كان ,أصبح يغرق نفسه في العملمابين الشركة والمستشفى ..لم يكن يريد العمل في الشركة من قبل ..لكن بعد الحادثة أظن بأنه أراد أن ينسى مافعلته به صوفيا ..) نظرت إلى دانييل التي كانت ترتجف من هول ماسمعت ,,إنه يكرهها ويرى فيها تلك المرأة المدعوة صوفيا ,,تلك التي خدعتهواستغلته ..لكن لماذا يفعل هذا بها ؟ إنها لم تفعل ولا أي شيء قريب مما فعلته تلكالتافهة ....الذي فعلته هو ردة فعلها الحمقاء عندما صدمت بطلب والدها لها بعد كلتلك السنوات وقالت تلك الجملة الحمقاء *سأصلي من أجله ! *
أهذا ما أوحى له بأنها مثل تلك الدنيئة ..تجمعت غصة في حنجرتها فكتمتها لعلمها بأنها إن أطلقتهافإنها لن تبقى متماسكة بل وستصاب بانهيار عصبي ...
(لماذا تسألين عن هذه القصة يا نيلي ؟ مالذي حصل؟)
نظرت إليها بشجاعة هشة فقالت بغموض (كان لا بد أن أعرف ..) ثم وقفت لتخرج قبل أن تفلت زمام الأمور من عقالها ..
قالت مورا ..(إل أين؟)
(سأعود !)
(لكن الشمس على وشك المغيب والتجول بعد المغيبليس جيدا فالعالم ليس آمنا يا نيل ,هناك العديد من المجانين في هذه الأنحاء..)
(لا تقلقي ,سأعود قبل ذلك بكثير ..) ثم دفعت باب المطبخ الخلفي لتخرج مسرعة فيخطواتها التي تحولت إلى ركض سريع نحو الغابة ...
(دانييل ؟مالذي حصل؟) سمعت صوت كايت يناديها لكنها لم تعرها أي اهتمام ,تريد فقط أن تصل إلى مكان مجهول لتلعق جراححبها المحكوم عليه بالموت قبل الولادة ,,
(مابها دانييل يا عمتي ؟) سألت كايت هذا السؤال عندما دخلت المنزل مع جيريمي ,,,
رفعت مورا رأسها لتنظر إلى كايتالمندهشة وفي عينيها السوداوين كعيني ابن أخيها حزن عميق (أظن بأن رايان يعاقب دانييل على ما فعلته به صوفيا ..)
صرخت كايت وجيريمي معا (ماذا ؟)
وأكملت كايت (لكن ما ذنب دانييل ؟)
(لا أعرف , ولكن دانييل أخذت تسأل عن الذي حصل لرايان قبل سنة ونصف و لاأدري ماذا أفعل لهذي الأحمقين )
(لا شيء ! ) كان هذاصوت جوناثان الذي دخل المطبخ ,,
(لكن يا عزيزي ...) أخذت مورا تجادل ...
لكن جوناثان أكد بلهجة قاطعة ( لن نفعل أي شيء ,وسوف يقومان بإصلاح ماهو بينهما ..لأننيإن كنت أعرف ابنتي سوف تطالب بتفسيرات ولن تسكت أبدا عن هذا الوضع ..)
أخذ كلمنهم ينظر إلى الآخر وهم غير متأكدين من كلام جوناثان ...
لكن الذي لم يعرفهجوناثان أن دانييل فقدت كل رغبة في الكلام وجل ما أرادته هو البكاء المرير الذي قديستطيع بطريقة عجائبية غسل حبها الجديد ,,
كانت تركض بلا وجهة محددة إلى أن تعبتثم أبطأت خطواتها ثم استندت على جذع احد الأشجار وأخذت تنظر بلا عينين مالبثت أنانفجرت بالبكاء المرير ,,لماذا يحصل لها هذا ماكان لها ان تأتي أبدا إلى هنا ,,لوأنها أصيبت بحادث في ذلك اليوم الذي أتى فيه رايان إليها في المتنزه ورأت عينيهالغامضتين اللتين خفق لهما قلب دانيييل البريء .
كيف سمحت لنفسها هي العاقلة والمنضبطة أن تقع في الحب ؟ لقد حولها الحب إلى امرأة حمقاء ,,لقد صدقت والدتهاعندما قالت أنه حالما تقع في الحب سوف تتحول إلى امرأة حمقاء مرتبكة غير واثقة من نفسها ,,
عادت إلى البكاء وأخذت وقتها لتغسل بدموعها أحزانها المؤلمة ,,,
أغمضت عينيها ثم أسندت رأسها الذي كان يضج من كثرة البكاء ومر الوقت وهي علىوضعها ذلك دون ان تنام ,,فجأة سقطت قطرة من الأعلى على أنفها ,,ففتحت عينيها لتتبينبأنها كانت قطرة مطر ..لم تتنبه إلى السماء التي كانت الغيوم السوداء تتجمع فيهاوكأنها مزاج دانييل ..أخذت قطرات المطر تنزل على هيئة رذاذ مالبث أن انفتحت السماءبوابل غزير فنهضت بسرعة وهي تنظر حولها ,,لقد ابتعدت عن المنزل كثيرا .تبا ,هذا ماكان ينقصني .ثم رفعت سترتها على رأسها لتركض مسرعة من حيث جاءت ..ألا يوجد مكان لتحتمي فيه إلى أن تنتهي العاصفة ؟ فجأة برق ضوء من السماء ..كان قويا جدا ..ثموكأن ذلك الضوء أضاء كل خلية في جسدها ,أخذت تفكر وهي تنظر إلى البرق ,كانت لحظةصفاء ..إنها لن تصبح ضعيفة بمجرد أنها وقعت في الحب ,,ولن تكون امرأة غير واثقة مننفسها ...بل ستقف قوية متماسكة تجاه هذا التيار الجديد فهي ليست أول من وقع في حبشخص لا يبادله هذا الحب ,,
نظرت إلى السماء الممطرة بتصميم ,,لقد سمحت لرايانبدخول أعماقها لكنها لن تسمح له أن يحولها إلى شخص تكرهه ,,
برق ضوء آخر في السماء ثم دوى صوت الرعد عندها انتبهت إلى أن الشمس قد بدأت تختفي تدريجيا خلف ذلكالأفق البرتقالي ,,
ركضت بكل قوتها وهي تخفي رأسها تحت السترة المبتلة التي تقطرماء ,,لاح منزل من بعيد شكرت حظها ثم أكملت ركضها ,,لقد كان ذلك المنزل الذي رأتهمنذ ثلاثة أسابيع والذي كانت تتلهف لدخوله ,,لكنه كان مهجورا ..لم يكن هناك أضواء ! لم يعد لديها خيار سوى أن تدخله حتى تقل الأمطار قليلا أو حتى ستقف في الشرفة فهي تكره أن تدخل أماكن مجهولة في الظلام ,,
وصلت إلى المنزل وصعدت الدرجتينالمؤديتين إلى الشرفة ,,نفضت سترتها المبللة ثم لبستها لتقيها من البرد على الرغممن تبللها ,,نظرت إلى المنزل الغارق في الظلام إلا أنها استطاعت تبين ملامحه ,,ذلكالجدار الجميل الذي ملأته الأتربة على الرغم من حداثته ,,وقنطرة الباب الجميلةوالتي كانت أيضا مغطاة بالأتربة وأحواض الزهور الخالية والتي نمت فيها أعشاب ضارة ..أين صاحب المنزل الأحمق الذي ترك هذا المنزل الرائع لتأكله الأتربة والنمل الأبيض؟
دوى صوت الرعد مرة أخرى بقوة ,,فصرخت صرخة صغيرة ولخوفها أخذت تصارع قبضةالباب ودخلت لتغرق في ظلام دامس بحثت عن مفتاح الضوء لكنها لم تجده من الخوف ,,إنهاتكره الظلام ثم جاءها صوت مورا *هناك العديد من المجانين في هذه الأنحاء * دخلهاالخوف كما لم يفعل من قبل حتى عندما انطفأت الكهرباء عليها وحدها عندما كانت صغيرةووالدتها لم تكن موجودة ,,
فتقدمت إلى الأمام خائفة ,ماإن خطت إلى الأمام حتىظهر طيف ضخم ممسكا بها نحو الجدار بقوة فصرخت صرخة كافية لتحطيم البيت حتى الأساساتوقالت متوسلة (أرجوكِ, لا تقتلني .)

&&&&&&&&&
*******


لم يصدق عينيه أبدا ,,لقد أتى إلى هنا حتى يفكر ويقوم بالتدقيق في الحسابات بعيدا عن المنزل وعن كل الناس ..فقد أراد أن يعرف من صاحب ذلك الحساب المحول له مبلغ لا يستهان به من المال ..لقد كان ذلك الحساب مغلقا عندما اراد التحقق ولم يستطع أن يعرف صاحبه السابقوأيضا جاء ليبتعد عن مرأى تلك المرأة التي سكنت خياله ليل نهار ,,لقد قلبت حياتهرأسا على عقب ..لم يعد يعرف كيف يفكر أو يتصرف ..لقد كان يعيش في سلام قبل مجيئهامسيطرا على حياته ..والآن هي هنا !!!
أخذت تقول (أرجوك,لا تقتلي )
كان قريبا جدا لدرجة مكنته من رؤية رموشها الطويلة المبللة وشعرها المنسدل والميتل أيضا وقدأصبح لونه داكنا من البلل ,,أخذت نبضاته تتسارع كثيرا ثم أخذ يتأملها للحظات طويلة ,,عندها أدرك أنها ترتجف ,,أهو الخوف أم البرد؟ ربما من الاثنين
عندهاا بتعد عنها متمتما
(أيتها الحمقاء ! مالذي تفعلينه هنا بحق الجحيم؟)
فتحت عينيها بسرعة عندما سمعت صوته ..أيعقل أن يكون هو ؟ إنها لا تصدق .أخذت ترفرف جفنيها من هول المفاجأة ثم انزلقت تجلس على الأرض فقد أبطأت ضربات قلبها بعدارتفاعها من الخوف حتى أحست بضعف في ركبتيها وأغمضت عينيها
(هل أنتِ بخير ؟) سألها باهتمام وقد شعرت به قريبا ,,لم تفتح عينيها وإنما أرادت أن تهدأ بعد الصدمة وأيضا لردة فعلها عندما رأته أمامها
(داني! )
(أيها الأحمق !,غبي ,,أحمق ) أخذت تردد مغمضة عينيها ثم فتحت عينيها والشرر يتطاير منها (لقد أخفتني ,لقد .....كدتُ ....أحمق...) صرخت بالكلمة الأخيرة
(مالذي فعلته أيتها الغبية ؟) سألوقد احتقنت عيناه بالغضب
(مالذي ...؟ لقد كدتُ أموت ...لقد كدتُ أصاب بنوبةقلبية بسببك أيها الأحمق !) عندها نهضت بسرعة وأخذت ترتب شعرها بسرعة
(لو لم تدخلي متسللة لما كنتُ أخفتك ِ ألم تتعلمي أن تطرقي الباب أيتها الذكية ؟) سأل بسخرية
(كنتُ سأطرق الباب لو رأيت أي مصباح مضاء ..لقد كان منظر البيت مهجورا ..) صمتت ثم قالت (مالذي تفعله هنا؟)
(أنا الأحق بطرح هذا السؤال! )
ضحكت بسخرية (بصفتك من؟)
نظر إليها بثبات (بصفتي صاحب البيت يا عزيزتي !)
(ماذا؟!) فغرت فمها في وجهه غير مصدقة
(أجل,أنا صاحب البيت . لذا أخبرينيمالذي جئت تفعلينه هنا؟ )
(أنت صاحب هذا البيت الجميل ؟إن هذا مستحيل ..)
قالت غير مصدقة
ابتسم ابتسامة باهتة وقال ساخرا ( على الرغم من هذا الكلام الطافح بالإطراء إلا أنني لا أريد أن أعتبره كذلك..)
كانا طوال ذلك الوقت يقفان في الردهة الشبه مظلمة ..عندها أضاءت الغرفة بنور البرق وتبينته واقفا بكل عنفوان وذلكالظل خلفه يعطيه هيبة ,,كانت تتأمله لكنها صحت من تأملاتها عندما رأته ينظر إليهابسخرية
فقالت لتعيد شيئا من كرامتها (حسنا ,لم أكن أريد مديحك في كلامي لأنطريقة اعتنائك بالبيت لا تدل على اهتمامك به ..)
رفع حاجبيه قائلا (حسنا ,أنا لمأطلب رأيك يا فيلسوفة وأمر اعتنائي بالبيت هو شأني الخاص ..)
(أهذا يعني أنني غير مرحب بي في بيتك المتواضع ؟)
نظر إليها من رأسها حتى أخمص قدميها المبللتين ثم (حسناً ...)
لكنها لم تدعه يكمل كلامه إذ استدارت وفتحت الباب لتخرج إلىالشرفة ..إنها لن تبقى هنا حتى يطردها بملء فمه ..
لكن يداً فولاذية أمسكتذراعها وشدتها إليه في حركة سريعة فالتقت العينان الخضراوان المتمردتان بعينيهالسوداوين ,,قال والشرر يتطاير من عينيه
(على الرغم من رغبتي في البقاء وحيدا إلاأنني لا أستطيع أن أحمِّل ضميري عبء تركك في هذا المطر لتصابي بذات الرئة ..)
تباً له إنها لاتريد شفقته
قالت ساخرة (عجباً ,ألديك ضمير؟)
زاداسوداد عينيه وقال(لا تمتحني صبري !!)
لاحظ ارتجافها من البرد أم هو الخوف ؟ *لا تشغل نفسك بها * أخذ يردد في نفسه ثم تابع (وادخلي بالله عليك فأنت ترتجفين كورقة في مهب الريح !)
وسحبها إلى داخل المنزل ...

******

كان لابد أنتعترف بأن المنزل جميل حقا فما إن دخلت ما هو واضح أنه غرفة الجلوس المضاءة بلهيبالشموع حتى انبهرت بالديكور الحديث والدافئ في نفس الوقت ..فهذه الغرفة تجعلك ترغبفي الجلوس فيها طوال اليوم ,,قاومت رغبة ملحة في الذهاب لرؤية بقية المنزل ..
(خذي !) مد يده بمنشفة نظيفة تجاهها والتقطتها وهي تبتسم فجأة
أخذ يمعنا لنظر فيها (مالذي يضحكك؟!)
لم تعتقد بأنه كان يراقبها فقالت (أوه ,لا شيء ...فقط أنك تحتفظ بالمناشف في حين ليس لديك نظام إضاءة في المنزل ..)
اعتدل في وقفته وقال واضعا يديه في جيبيه (هناك نظام كهربائي في المنزل لكنني لم أكن أريدإضاءة عالية فضوء الشموع يكفيني ..عندها انقطع التيار ,,بالإضافة إلى أنني لم أريدأن يلاحظ أحد بأن هناك من يسكن البيت لكنني لم أحصل على ما أريد ,صحيح؟)
دعكترأسها بالمنشفة بغضب وقالت ساخرة (حسناً, أنا آسفة على إفساد خططك الرومانسية لكن كما قلت لم يكن لدي خيار آخر ..فقضاء الليلة في جو عاصف خارج المنزل ليس بالضبط من هواياتي المفضلة ولا الركض تحت المطر لالتقاط التهاب رئوي ..) فجأة خطرت على بالها فكرة أرعبتها ,هل يعقل أنه ينتظر امرأة في الكوخ ؟فلا يوجد رجل يجلس في هذا الكوخ والمنعزل لوحده؟
والشموع؟! لا بد أنه ينتظر كلوي ..التفتت إليه بحدة فنظر إليهاباستفهام وهو يقف قرب المدفأة الغير مكتملة التركيب (ماذا؟)
(لاتقل لي بأنك تنتظر امرأة هنا ..)
لقد توقع كل شيء ..كل شيء إلا هذا الذي قالته ..
أخذ ينظر إليها وقد توالت التعابير على وجهه ,,الصدمة ,التسلية !
ثم لم يلبث أن ضحك عاليا ..قطبت حاجبيها ,,قالت في نفسها

*مالمضحك؟*
رددت في غضب (إذاً؟!)
قالوقد سيطر على ضحكاته (أفضل عدم الإجابة ..) ثم هز رأسه وأكمل مبتسماً ( سأذهب لأبحث عن شيء يمكن إحراقه ليقوم بتدفئتك بعد أن تبللتِ ..)
إنها لاتريد اهتمامه الفج هذا فقالت (ربما لاأريد أن أتدفأ!)
(حسنا سيقول الناس أنني لم اهتم بك ..أناالطبيب )
هزت رأسها بأسى ( إنك تهتم بآراء الناس كثيرا )
عندها ارتدى وجهه قناعا غامضا لم تستطع قراءته ثم قال (ستدهشين عندما تعرفين رأيي بشأن آراء الناس .) استدار خارجا من الغرفة تاركا إياها جالسة تفكر فيما قاله ,,مالذي قصده ؟ إنهالاتفهم هذا الرجل والأكثر من هذا أنهاغاضبة لتهربه من سؤالها ,لقد تفادى السؤالبطريقة محترفة مما يدل على أنه حقا ينتظر إحداهن هذا إن لم تكن كلوي ......
أخذت تنظر إلى الغرفة وهي تسبح في لهيب الشموع ,,عندها أخافها الصمت فنهضت مسرعة ونادته
( رايان؟ أين أنت ؟ سآتي معك )
(لا تأتِ ,فالمكان غير مرتب وقد تقعين على السلالم ..) جاء صوته من أعلى السلالم فاختطفت شمعة وأخذت ترتقي السلالم بحذر قائلة (لاأهتم ,لاأريد أن أجلس هنا وحيدة ...)
(هل أنتِ خائفة ؟ ) ظهر أمامها كالشبح فكادت أن تطلق صرخة لكنها كتمتها بغضب قائلة ( إياك أن تفعل هذا مرة أخرى !)
(ماذا؟ تركك وحيدة ؟لم أكن أعلم بأنك ستفتقدينني بهذه السرعة..!)
كان يتكلم برقة وبشكل قريب منها ..فأمسكت أنفاسها المتسارعة مع نبضات قلبها وقالتبتماسك مزيف( لا تكن سخيفا ,لقد قصدتُ إخافتي ..) نظر إليها متأملا وفي عينيه نظرةغامضة لم تستطع أن تتبينها ..فقد كان الظلام يطغى على ضوء الشمعة اليتيمة التي فييدها ..بادلته النظر بخوف وترقب ..حتى إنها أخذت ترتجف كثيرا من نظراته ,,لقد كانلهيب الشمعة يضفي على ملامحه عمقا وجاذبية وهي تنعكس على ذلك الأنف الارستقراطيوذينك الحاجبين المعبرين ..لقد بدا مثل أولئك المحاربين الإغريق الذين تقع في حبهن النساء ,,
احمرت وجنتاها لتفكيرها ذلك ,,عندها أدركت أنهما وحدهما في المنزل ! فاتسعت عيناها ,,أي تصرف خاطئ منها ويعرف بأنها واقعة في حبه ..لذلك يجب أن تحذر ,,
(يجب أن أتصل بالمنزل .) أكان ذلك الصوت البارد صوتها ؟
أمعن النظر فيها ثم استدار عنها وهو يجمع بعض الأخشاب الموجودة في الممر المليء بالفوضى وقال بسخرية
( لماذا؟ هل ينتظرك ِ ديميتري ؟)
غضبت من سخريته فقالت بحنق ( ربما! هل لديك هاتف هنا ؟)
نفض يده من الغبار ثم أخرج الهاتف الخليوي من جيبه وهو يسجنها بنظراته الغريبة ,,ظنت بأنه سيعطيها الهاتف فمدت يدها نحوه لكنه ضغط على أحد أزرارهثم وضع سماعة الهاتف في أذنه ..لم تصدق ما فعل (عفوا؟ مالذي تفعله؟) نظر إليها ببراءة مرفرفا جفنيه وأجابها متسليا (أتصل بالمنزل لأخبر ديميتري عن سبب تأخرك ..ألاتريدين ذلك ؟)
( بلى ولكن ....)
(مرحبا عمتي) قاطعها متكلما مع عمته في الهاتف ..عندها وصل الغضب حده ,,كان يستمع إلى عمته فقال بنبرة هادئة ( لا تقلقي ,إنها معي .إننا في منزلي )
ثم نظر إليها من رأسها حتى أخمص قدميها ولاحت شبه ابتسامة في عينيه انه يتسلى بها هذا الأحمق ..تبا له
(عفوا ؟أعطني الهاتف !) قالت له بغضب
(سأفعل يا عمتي ,لا تقلقي ) كان يقول لعمته ثم صمت ليستمع إلىماكانت عمته تقوله ثم أردف ( حسنا ,لن نفعل .أراك لاحقا ) ثم أقفل الهاتف
لم تستطع دانييل أن تقول كلمة من غضبها ,,ففغرت فمها محاولة إيجاد الكلمات وهو ينظرإليها محاولا كبت ضحكة
(ما كان هذا بحق الله؟) أخيرا نطقت
(ماذا؟) سأل ببراءة
صرخت بغضب
(لماذا لم تعطني الهاتف لأكلم عمتك
وأشرح لها ما حصل ؟)

رد بهدوء وهو يعيد الهاتف إلى جيبه ثم ينحني ليحمل الأخشاب (أظنها فهمت ما حصل ولاداعي للشرح ..) نظر إليها وهي تغلي غضبا ثم أردف ( لاداعي للغضب هذا كله ,لن أقوم بأي
عمل مشين ) ثم رفع حاجبيه بسخرية
شهقت لمعنى كلامه وقالت (لن تجرؤ !)
هز كتفيه وكأنهي قول أنها لاتعرف ماإذا كان سيقوم بذلك أو لا ,,تابع كلامه (هذا بالإضافة أن عمتي طلبت مني أن نبقى في البيت إلى انتهاء المطر ..)
قاطعته (المسافة للبيت غير بعيدة ..لمَ لا ترسل كايت لتصطحبني ؟)
هز كتفيه وقال ( لا أعرف ,لكن على حسب قولها ,,,بما أنك معي فأنت بأمان ,,)
مغرور !
(يبدو أنها لا تعرف حقيقة ابن أخيها المتوحش )
نظر إليها ببرود ارتجفت له أوصالها ثم رد بهدوء مخيف ( لن أردعلى هذه الإهانة لأنك حمقاء متهورة ..) ثم أسرع متجاوزا إياها عائدا إلى غرفةالجلوس والغضب يتطاير من جسمه كالذبذبات ..
(حقا؟ وأنت مستبد مغرور ..) ودخلتوراءه مكرهة ,ورأته يهز رأسه وهو يجمع الخشب في المدفأة ..انشغل بإضرام النيرانوراقبته وهو يقوم بذلك بكل احتراف وكانت حركاته رشيقة وسريعة وفكرت أنه لابد أن قامبهذه المهمة عشرات المرات في مواعيده الغرامية والتي كان له نصيب منها بالتأكيدفالنساء سيسقطن صريعات سحره وجاذبيته ,,لم يعجبها مجرى أفكارها فوضعت يديها على صدغيها من الألم الذي ينبئ بصداع أخذ يتسلل إلى خلايا رأسها ,,سمعت صوت تحركاته فيالغرفة ثم سمعت صوته يقول
(سأعود بعد لحظة ...)
رفعت يدها بإشارة متعبة وهمهمت بشكل غير مفهوم ,,
أخذ ينظر إليها وهي محنية رأسها وساوره القلق ...مابها؟ هلالتقطت فيروس أو شيء ما ؟ تأمل شعرها الكستنائي الذي تساقط حول وجهها بحرية وتذكرالتشوش الذي أصابها عندما أخذ يتكلم معها برقة عند السلالم ,,لقد أبدت شجاعة مزيفةوعدم تأثر لكن عينيها نطقت بالكثير وخرج بنتيجة واحدة ,,إنه يؤثر فيها لكنها لاتريد الاعتراف بذلك وهذا مازاد إعجابه بها ,فمعظم اللاتي يحاولن أن يلفتن نظره لايتركن أي فرصة لإظهار لهفتهن ..وهذا مايكرهه وأكبر مثال على ذلك هو كلوي ..فعلىالرغم من جمالها وأناقتها إلا أنه لم يتأثر بها كما تأثر بهذه المرأة الجالسة علىالمقعد والتي لا تطيقه ..خرج من غرفة الجلوس متوجها إلى المطبخ المجهز بأدوات كاملة ولكن للأسف لم يسكن فيه إلا بضعة أشهر لأنه بعد الحادثة .. لم يعد يريد أن يرى هذاالبيت والتحطم في جانب المنزل خير دليل ..فقد قام بتكسير الجدار بالفأس بكل قوتهليهون من العذاب في داخله .زوتركه وقد فكر في بيعه لكنه كان يؤجل الفكرة يوما بعديوم إلى أن دخله منذ حوالي .....شهر ونصف؟ إنه لايتذكر فقط انه منذ ذلك اليوم الذيوجد دانييل تقرأ في المتنزه في نيويورك عندما رآها لأول مرة ..أخذ يتردد إلى المنزل ..وكل يوم كان يأتي ويضع أشياء جديدة فيه ,,,وتذكر شيئا ,,فتح أدراج المطبخ ثم ابتسم .. بماأنه طبيب فإنه وضع أول شيء يخطر بباله
...

الأدوية ! سحب شريطا من المسكنات وأخذ قرصين وقد تأكد من مدة صلاحيتها وقد غلا بعض القهوة على نار الفرن
دخل غرفة الجلوس وقد حمل الصينية وعليها الأقراص والقهوة ,كانت لا تزال واضعة يديها حول رأسها ..وضع الصينية بهدوء ثم حمل الأقراص وكوب القهوة واقترب منها ..شعربأنها أحست بوجوده لكنها لم ترد رفع رأسها ,قال بهدوء ( تفضلي !)
رفعت رأسهابهدوء مقطبة حاجبيها فوق أنفها الصغير وقد أعجبه التجعد الجذاب الذي ظهر في أعلىأنفها ,,تفاجأت بما يحمله .قام بتقريب الكوب فأخذته بدون وعي ثم نظرت إليه بتمعن
(ماهذا؟)
قال مازحا ( هممم .....أظن بأنه ...سم! )
ظهرت التسلية فيعينيها وانحلت العقدة التي تعلو جبينها ,,لقد نجح في جعلها تبتسم ..وتحولت الابتسامة إلى ضحكة خافتة ,,عندها قالت (إذن ,لابد أ، أشربه )
ابتسم هو الآخروقال ( نعم ,واشربي هذه معها ) ومد يده بالأقراص ,,ظهر تساؤل في عينيها فأكمل شارحا ( إنها مضادات حيوية ,أنا أظن بأن هناك فيروسا دخل جهازك المناعي
لذلك تشعرين بصداع...)
(كيف عرفت أنني أعاني من صداع ؟) همست وهي تنظر إليه ,,,
انحنى ثم أخذيدها وفتحها ووضع الأقراص فيها ,,ثبت نظره في عينيها المنذهلتين وقال ببطء (أنا طبيب وأشعر بهذه الأعراض ,,لا تقلقي لن تقتلك ! ) أكمل مازحا
سحبت يدها من يده ببطء وقد ظهر التشوش في عينيها مرة أخرى ,,أراد أن يبتسم كما أراد أن يلمسها ليتأكدمن أنها حقيقية هذه المرأة الجميلة ....جميلة ولم ير أحد مثلها أبدا ,,لقد اعترف فينفسه بأنها جميلة منذ ذلك اليوم الذي ارتدت فيه ذلك الفستان العشبي ذلك الصباح ..وأيضا عندما كانوا يلعبون البيسبول وأزاح خصلات شعرها من جبينها فقد قام بذلكبذهن غائب وقد سحره جمالها ,,
راقبها وهي تبتلع الأقراص
(شكرا .) تمتمت بذلك فاستقام وابتعد عنها قائلا (لامشكلة )
والتقط كوبه وأخذ يرشف منه ,,
ساد صمت طويل لم يشعر فيه الاثنين بضرورة الكلام فقد كان كلا منهما يشعر بأنه لا ينبغي كسرهذا الصمت الذي يتخلله صوت المطر والرعد ,,
ومن دون أن يعرفا تكوّن بينهما نوعم ن الهدنة ..كانا ينظران إلى الخشب المحترق في المدفأة ...تنهدت براحة لهذا السكونولم تعلم أنها قامت بذلك بصوت عالي إلا عندما سمعت صوته يطمئنها
( لا تقلقي ,لن يطول المطر كثيرا )
هزت رأسها ونظرت إليه (لم أكن أفكر في ذلك بل كنت أفكر فيأننا في نيويورك لا يحصل هذا لنا ..)
(ماذا ؟الاحتجاز؟) سأل مازحا
ضحكت (نعم ,لكن لم أقصد هذا بل أقصد هذا النوع من الهدوء ..فعندما يهطل المطر تحاول جاهدا أنتستمع إلى صوته يرتطم بالنافذة لكنك لا تقدر بسبب صوت سيارات الشرطة أو شجار جيرانكأو الموسيقى المنبعثة من آخر بناية في الشارع ..لذلك أجد هذا الموقف فرصة لن تتكرر ..)
وجدته يبتسم (أظن هناك شيء إيجابي خرج من هذه الليلة ,صحيح؟)
(نعم!) ابتسمت وارتشفت القهوة وقد كان مذاقها رائعا
(شكرا للقهوة ) تمتمت بذلك
(على الرحب والسعة ..)
(كيف تعلمت صنعها ؟ فالرجال لا يستطيعون صنع
مثل هذهالقهوة إلا تشارلي بالطبع ! )
(من هو تشارلي ؟) سأل متلهفا
قطبت حاجبيها (إنك تعرفه ,إنه صاحب المقهى الذي تقابلنا فيه ..)
(آه ,السيد يورك ..) تذكر,,,يا لسخافته فقد ظن أنه أحد أصدقائها
(إذاً ؟!)
(حسنا ,تعلمتها من إمضاء الليالي في الدراسة في كلية الطب ..كان لابد أن أتعلم صنعها بعد أن تقفل المقاهي حتى أستطيع الدراسة
(لم يكن هناك مخرج آخر ,أليس كذلك ؟) ابتسمت
(نعم ,لو أنك تذوقت أول محاولاتي في صنعها ..لكنتِ أصبتِ بتسمم .لقد كان مذاقها مثل الطين ..) تذكر مبتسما أما هي فضحكت عاليا
أكمل وقد فرح لأنه تمكن أني ضحكها (إنني لاأمزح ,حتى أن شريكي في السكن أصابه ألم في البطن عندما شربها ..) لم تستطع أن تتحمل أكثر فأخذت تضحك مقهقهة فشاركها الضحك مستمتعا ,,
(يا له من مسكين ...) قالت من بين ضحكاتها
(نعم , مسكين غريغ ..لكن بعد مضي شهر أصبحت أفضل من يصنع القهوة في سكن الطلاب كله ..)
صمت ثم أكمل ( ماذا عنكِ؟)
(أنا؟ لا أظن بأني مثلك ..لكن دعني أفكر ..) صمتت مفكرة (آه ,,أذكر عندما كنتُ في الثانوية ..في صف علم البيولوجيا ...........) سردت قصتها مع ترافيس في أحد مقالبهمالعديدة لجيسيكا عندما وضعا ضفدعا في حقيبة جيسيكا بعد الصف وتعالى صراخ جيسيكا
(دعيني أستوقفك ,,جيسيكا هي التي تعلمك الاسبانية ؟) سأل باهتمام
(نعم ,,) اندهشت من قدرته على التذكر ,,
(أكملي من فضلك ,,) أكملت القصة وكيف أن جيسيكاغضبت منهما وهي وترافيس يضحكان عليها
(هل تحبينه؟) رمى السؤال مقاطعا ,,فانعقد لسانها
(من؟)
(ترافيس ؟ فمن الواضح أنك تحبينه ..) كانت عيناه تغطيهما
ستارة من التعابير الغريبة
شربت قليلا من قهوتها ثم قالت (بالطبع أحبه ,,) فجأة نهض ببطء ليقترب من المدفأة ويحرك الجمر فيها وقال مديرا ظهره لها
(أكثر من ديميتري؟ )
(أنا لاأعرف ديميتري ,,لذلك لا أستطيع الحكم ,,)
أصبح مواجها لها وضوءالنار في المدفأة يرسل ظلا ليزيد من جاذبيته واستند على الجدار قائلا ( إذن ,لابدأن تتزوجيه ! )
(من ؟ترافيس ؟) ضحكت عاليا فقطب حاجبيه وقال (وما لمانع ؟)
وضعت دانييل كوبها على الطاولة وقالت (إنه متزوج !)
نظر إليها بعدم تصديق
(نعم ,إنه متزوج من جيسيكا ولديهما ابن عمره ستة أشهر )
(وتحبينه ؟! ) سأل باشمئزاز
(أجل ,أحبه ..وما الخطأ في ذلك ؟)
فغر فمه ثم قال (ألا ترين الخطأ؟أم أنك فقط تدعين عدم الفهم ؟)
صمت ثم أكمل بغضب (إنه متزوج ! هل تريدين أن تدمري عائلته؟)
صمتت وهي تحاول أن تفهم ما يقوله ..ثم اتسعت عيناها ونهضت شاهقةبسرعة وقالت بغضب (لا أصدق ذلك! هل تظن أني ...) ولم تستطع أن تكمل فأكمل عنها بغضب
(على علاقة به ؟نعم! أعتقد ذلك ..)
(إنك ..إنك تافه ..دنيء ..) تمتمت غير مصدقة
(أحقا ؟) سأل باستهزاء
(نعم ,لأن ترافيس هو صديقي العزيز وبمنزلة أخي أيها الأبله ولا أفكر فيه على ذلك النحو ! )
رد بسخرية (كما تشائين ,)
(نعم ,كما أشاء ومشيئتي هي ألا تكلمني أيها المغفل بعد الآن ..) صرخت فيه وأشاحت بوجهها
وجلست عاقدة يديها على صدرها ..ساد صمت متوتر ..أحست فيه دانييل بالغضب فانفجرت (أتعرف؟ إذا بقيت على هذه الأفكار الدنيئة سوف تكبر لتصبح أحد كبار السن اللذين يشعلون السجائر وكلابهم تحيط بهم ستكبر لتكون عجوزا وحيدا ..)
(لا مشكلة لدي في ذلك ,,) قال ذلك متسليا
قاطعته بغضب (لا تكلمني ..)
ضحك بخفة (أنتِ التي بدأتِ في الكلام )
(كان علي أن أثبت وجهة نظري ..)
(وما كانت ؟ أنيري تفكيري يا فرويد !!!)
(بأنك ستصبح عجوز وحيد لا يريد الناس الحديث معه ويمرالأطفال راكضين من أمام عتبة بيته ..) ليغيظها أخذ يضحك
قطبت حاجبيها (أتعلم ؟هذه ردة فعل نموذجية منك ..لقد صدق فرويد عندما قال بأن الايرلنديين لا يتقبلونا لتحليل النفسي ..)
أخذ يهز رأسه بصبر
ساد صمت قطعه رايان (هل تستمتعين بعملك؟)
(مالذي تقصده من وراء هذا السؤال ؟)
هز رأسه بأسى وقال ( إنني أحاول فتح حديث معكِ , فأمامنا وقت طويل حتى يتوقف المطر ..)
ترددت في الإجابة ثم قررت أنتجيبه على سؤاله (نعم ,إنه عمل جميل .....) وهكذا أمضيا الساعة وهما يتحدثان فيما المطر يهطل ,,تحدثا كما لو أنهما صديقين قديمين حتى إن دانييل أخبرته عن إمكانية استبدالها وفقدان عملها ..ظنت بأنه سيفرح لقرار طردها لكن وعلى العكس لقد أبدىاهتماما كبيرا فقال( مالذي ستفعلينه؟)
(لاأدري ,قد أعمل في مجال إدارة الأعمال ..)
(وما أدراكِ في إدارة الأعمال ؟)
(لدي شهادة في إدارة الأعمال ,,)
(إنك تمزحين!) قال بدهشة
ضحكت وقالت (لا ,في الواقع إنني لاأمزح .لقد أصرت أمي على أن اقوم بتحصيل شهادتين كنوع من الضمانة..)
أخذ نفسا عميقا وقال (أرجوألا تمانعي سؤالي ولكن كيف ماتت والدتك ؟)
(لقد توفيت بسبب حادث سيارة لكن أظنأنها توفيت قبل ذلك بكثير ,,ذلك اليوم الذي أعلن فيه الطبيب بأنها تعاني من سرطان الرئة ..)
(أنا آسف جدا ,,) ظهر في صوته التأثر ..فاندهشت وأحبت الاهتمام الذيصدر منه ,,اغرورقت عيناها بالدموع للذكرى الأليمة فتمتمت (لا بأس , بالطبع لمتخبرني أمي عن السرطان ,,,فقد كنتُ أعيش في منزل آخر ..إلى أن اتصل المستشفى ليخبرني بأنها ....ز) وتلاشى صوتها فتوقفت عن الكلام قليلا ثم أكملت وقد استجمعتقواها (لكن ,من حسن حظي ,وصلتُ قبل أن يأخذوها إلى غرفة العمليات حيث أخذتُ أكلمها وأشجعها لكنها جعلتني أعدها بأن أعزف لها كل ليلة _كما قلتُ لك _ بعد أن تموت ...)
ساد صمت متوتر في الغرفة فقالت بابتهاج مزيف
(وأنت كيف تقوم بوظيفتين في الوقت نفسه ؟)
اخترقها بنظراته وأحست بأنها تحت تحقيق من قبل الاستخبارات بسبب نظراته لكنه نقل نظره إلى الكوب الذي يحمله وقال بكل هدوء (لابأس أن تحزني يادانييل )
(أعرف ذلك ,,) همست وقد أوشكت على البكاء
ساد صمت قصير فقال يقطع هو قد أحس برغبتها في البكاء (إنه عمل سهل ,إذا عرفتِ ما تقومين به ..)اندهشت من قدرته على معرفة عدم رغبتها في استكمال الحديث من دون والدتها وسمعته يكمل (فيا لبدء ,لم أجد أي مشاكل في تولي الإدارة في الشركة والمشاركة في بعض الفحوصات المخبرية في مختبر الشركة وأيضا العمل في المستشفى كان سهلا ..لكن نقطة ضعفيا الوحيدة التدقيق في الحسابات لذلك أتيتُ اليوم هنا لأكمل التدقيق..)
إذن هذا ماجلبه هنا وليس موعد غرامي مع كلوي
ودخل قلبها فرح عامر
(إذن ,هل حالفك الحظ؟) سأل باهتمام
(في الواقع ,هناك مشكلة بسيطة ,هناك رقم حساب ,حولت إليه الشركة مبلغا ...)وذكر لها الرقم وبدا كبيرا لدانييل
وأكمل (وإلى الآن ,لم أعرف صاحب الحساب فالحساب مقفل وسياسة البنك لم تفصح عن صاحب الرقم ..)
(هذا فظيع ,لكن هل سألت والدي عنه؟ قد يعرف )
(لا,ف التوقيت لم يكن ملائما مع مرضه )
التقطت دانييل دفتر الحسابات من على الطاولة وأخذت تقرأ الأرقام ,,عندها توقفت عند الرقم الملون بلون صارخ ليتم التعرف عليه وقرأت الرقم ,,عندها أحست بطنين في رأسها وتشوشت الرؤية ولم تعد تسمع صوت رايان الذي كان يقول شيئا ولكنها لم تعرف ماهو ..فالرقم الذي أمامها تعرفه حق المعرفة ..رباه ..هذا لايعقل كيف من الممكن أن تكون شركة والدها قد حولت هذا المبلغ لحساب والدتها .؟ ...إلا إذا....
بالطبع! إلا إذاكانت الأموال من والدها ولكن كيف ؟فوالدتها أكدت أنه لا يوجد أي اتصال بين والدها ووالدتها ..
(داني؟) كان هذا صوت رايان الذي قطع سيل الأفكار الجهنمية التيداهمتها ..نظرت إليه وقد شعرت بالغثيان
(مابك؟ تبدين شاحبة ,,هل أنت بخير؟)
اغتصبت ابتسامة وقالت (نعم ,أنا بخير ..مالذي كنت تريده؟)
(لقد توقف المطر !) ابتسم ثم نظر نحو النافذة
لقد أثرت فيها ابتسامته ,,لأنها أدركت أنه ماإنيعرف بشأن الأموال حتى يعود لاتهاماته ..إنها لا تستطيع تحمل ذلك ..ليس بعد أن قضتهذه الليلة الرائعة معه ,,فقد ساعدتها هذه الليلة على رؤية رايان الحقيقي ..رايانالذي كان قبل حادثة صوفيا وقبل المحاكمة وقبل كل شيء ..يجب أن تخرج من هنا ..
قالت بسرعة (هذا رائع ,لنعد إلى البيت إذاً )
لقد كانت الرحلة إلأىالمنزل سيرا على الأقدام في الأرض الموحلة مضنية مع كل الأفكار التي تقاذفتها من كلجانب فلزمت الصمت ورايان كذلك حتى وصلوا إلى المنزل فأسرعت لتستحم وتقضي بعض الوقتبمفردها حتى يحين موعد العشاء ,,أرادت أن تعتذر لكن ليس لديها عذر مقبول ,,وقد يشكوالدها ومورا في ذلك ..
كانت أول من انتهى من العشاء ولم تكد تأكل شيئا بل أخذتتحرك الطعام في صحنها معظم الأحيان وترفع منه لقمة إلى فمها الذي أحس به كالرمل
عندما استلقت لتنام ..لم تستطع النوم وأخذت تفكر ..مالذي دفع والدها ليحول ذلكالمبلغ من المال إلى والدتها؟
ولماذا الآن بعد كل تلك السنوات يقوم بذلك ؟أهوتأنيب الضمير أم ماذا ؟
في ذلك الوقت كان رايان يستعد للنوم ..لكنه لم يستطع ..فقد اختبر مشاعر جديدة هذه الليلة لقد ظن أنه منيع ضد هذه المشاعر وذلك بعد الذيحصل له؟
لكن دانييل استطاعت وبطريقة ما أن تدخل أعماقه ..لقد أحس هذه الليلة بالارتياح والاطمئنان والرضى ...و
الســــــــعـــادة !
وضع يديه تحت رأسهعلى الوسادة ..لكن الذي لا يستطيع فهمه هو ذلك الشحوب الذي اعتراها عندما رأت رقمالحساب ؟ هل تعرفه؟ بالـتأكيد هي تعرفه ..يجب أن يسأل جوناثان عن ذلك ويجد إجابةلذلك ,,لكن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع أن يجد إجابة له هو شعوره ,تجاه دانييل؟حتى صوفيا لم تستطع أن تثير فيه فيه هذه المشاعر ..فدانييل مرحة وحساسة ولاذعةعندما تغضب ...وتذكر نعتها له بالعجوز الوحيد فضحك ضحكة خافتة ..وانقلب على جنبها لأيمن ..وأخذ يفكر ...من كان يظن أن دانييل باركر هي من ستنسيه ألم الماضي ؟ فطوى لمكوثها في المنزل لم يفكر كثيرا بصوفيا ......

**********

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-28-2014 الساعة 11:50 PM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03-02-2013, 05:25 AM
 
هرتينى طول الليل عشان اقرا البارتات

روعه وهتخلينى نفسى اقومك من نومك واقولك كملى البااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارت

بس الساعه اربعه ونص حرام عليا صح

بس كدا بئه هتخلينى طول اليوم بفكر ولا دراسه ولا غيرو

روعه حبيبتى سلمت ابداعاتك
__________________






الهٌدوء فنٌ ..

فَـ إذا كُنتَ فناناً في هُدوئكَ , ٱصبَحتَ عازفاً فيَ كلامِك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
*the promise of life*.."وعد الحياة"..رواية مشتركة بين"سيموني اوزوماكي"و "ايرزا سكاليت".. مـــدى أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 44 11-03-2012 04:20 PM
طفل يولد واسمه مكتوب على خده "صوره" لاتخرج بدون كتابة """سبحان الله"""‎ darҚ MooЙ موسوعة الصور 132 12-15-2011 09:33 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 10:38 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011