عيون العرب - ملتقى العالم العربي - النهاية هيّ البداية

* * *

كم كنت قاسياً معيَ على الدوام..
كنت تتلذذ بمعاناتيَ.. بدموعيَ..
إخفائي لما تسببه لي من ألم..
كان نصف ما اثقل كاهليَ..
نصف ما قتل سعادتيَ..
نصف ما بدد احلاميَ..
لو خيرتُ مجدداً..
لما اخترتك..
لو عاد بي الزمن..
لما احببتك..
لو علمت كيف نهايتيَ..
ما بدءتك..
أجلس على شاطئ أحلامنا أو ربما –أحلامي- فقط لا أفعل شيء , لا أجيد القيام بشيئاً سوى إيذاء قلبي أكثر فأكثر.. بذكراك كأنك لم تقم بذلك على أكمل وجه!

* * *

//شــروقّ//

في موقف كهذا.. ماذا ينبغي على الواحد منا ان يفعل؟.. لأني حقاً عجزتُ عن التفكير.. عجزتُ عن التخيل و الخوف من ما سيحدث ليَ اكثر.. في مكان اشبه بالصندوق الضيق كنا مكبلينَ و مرميينَ ارضاً , أنا و ذلك الشابَ! , في الوقع!.. لحد الأن لم افهم سبب قدومه , لم ينطق بشفة حرف واحد منذ ان رأى وجه عبدالله و كان اسمه اخر ما نطق بهِ؟ , أ من الممكن ان يكون على معرفة قديمة بعبدالله ذاك؟ , لا لا غير ممكن فهو –لبناني- الجنسية و عبدالله –بحريني-! , لكن عبدالله مغنيَ –راب- هو كثير السفر ربما التقى به في احد الحفلات او او حتى كان زميل له في الجامعة! , ان كان كذلك فهذا ايضاً من نفس طينة عبدالله و لا يختلف عنه كثيراً , عليَ ان اخذ حذريَ منه , لم اكف عن التحديق بهِ و تطويقه بأنظاريَ استعداداً لأي هجومَ مباغت قد يفكر بأن يشنه عليَ , كان هائماً في عالم ما بعيد جداً عن عالمنا هذا , حقاً تعجبتُ لحاله لا يبدو بأنه لاحظ وجوديَ اصلا , كلينا قد تعرض لضرب مبرح افقدنا قوانا , حقاً لا افهم لما يحدث كل ذلك معيَ؟ , انا مومنة بالله لحد بعيد لكن لما قد كتب ليَ القدر كل هذا الشقاء؟ , فجاءة اخذ ذلك الشاب الملقي ارضاً بالحراك , بدا ليَ و كانه يزحف بكل ما اوتيَ له من قوة ليقترب مني , بدءت اصرخ و ابكيَ راجية اياه ان يتوقف عن اقترابه منيَ , لكنه تجاهل صرخاتيَ , تجاهل ما قلته له , عندما اصبح قريب منيَ سككتٌ على عيني بقوة فلا طاقة ليَ على تحمل ما سيجريَ

"شروقّ.. شروقّ افتحيَ عينيكِ ارجوكِ لا رغبة لي بإيذائكِ البته صدقينيَ"

سمعتُ همسه ليَ فقمت بفتح عينيَ ببطء , و إذ بيَ ارى هاتفاً خلوياً مرمياً بأتجاه يديَ المقيده , وجهة انظاري لذلك الشاب و كليَ تساؤل و تعجب! , اظنه قد فهم مغزى تلك النظرات فأكمل كلامه مطمئناً ايايَ

"لا اقصد إيذائكِ.. جل ما اريدهُ مساعدتكِ.. خذي هاتفيَ و اتصليَ له"

اتسعتَ عينايَ المحدقة به قليلاً , من يعنيَ ب "له" ايعنيَ حيدرّ ! ايعرف حيدرّ إيضاً! ما قصة هذا الشابَ ياترى؟..

"هيا.. شروقّ الوقت يداهمنا لا وقت للتفكير و التأمل"

ايقظتني جملته الأخيره فهززت رأسيَ إيجاباً على عجل و التقت الهاتف بيدي اليمنى التيَ لا زالت مقيده , اخذت اضغط على الأرقام بقوة حتى ضغطت اخيراً زر الأتصال , كان المكان خاليَ تماماً من اي شيء لذا فقد كنتُ اتمكن من سماع صوت انتظار رد الطرف الأخر , كنت كليَ امال ان اسمع صوت حيدرّ ان اخبره بأن يأتيَ ليّ و يقوم بإنقاذي , رأيتُ الباب يفتح على عجل و يصطدم ملتصقاً بالجدار بقوة , رأيتُ عبدالله يدخل و يجهر مسدساً نحويَ , اهذه النهاية يا ترىَ اسرتاح اخيراً؟..

* * *

//عبدالله//

يا ليَ من أحمق كبير! , كيف نسيت اخذ هاتف إيليا من عنده , هذا الأخرق سيتسبب ليَ بمشاكل لا طائل منها! , اسرعتٌ بكل ما اوتيَ لدي من قوة لأقوم بفتح الباب بقوة , و اوجه سلاحيَ نحو حبيبتيَ شروقّ الملقاة ارضاً , حطمتُ ذلك الهاتف إلى اشلاء صغيره برصاصة اخترقت اجزاءه الألكترونية الدقيقة و فجرتها , شروقّ كانت ترجف مكانها خوفاً منيَ , كان عليَ ان اكون قاسياً معها للأ تهرب ابداً , عندما انحيتُ لحملها بدءت بالصراخ و البكاء , الهذه الدرجة ابدو مخيفاً بالنسبة لها؟ , عندما انزلتها ارضاً لتقف على قدميها ارادت الفرار فامسكت بذراعها المقيده بقوة و جذبتها بإتجاهيَ , بدء ذلك الأخرقَ بالصراخ

"عبدالله إيها المجرم دعها وشأنها , إلى متى ستبقى تؤذيها؟ , إلا تخشى ربك؟"

اغضبنيَ ما قاله ليَ فقمت بتسديد ركلة قوية على بطنه مما جعله يتلوى إلما , اخذت شروقّ تصرخ بإسمه منادية إياه , اسرعتُ بإخراجها من هناك سأحباً اياها من معصمها , بعد ان أمرتهم بأقفال باب الزنزالة على إيليا مجدداً..

* * *