12-03-2012, 03:03 PM
|
| |
 أتوبيس الملائكة
لم يبدو على هذا اليوم انه مختلف ...فقد استيقظ جميع من فى المنزل فى موعده ..وأعدوا الفطور ..وذهب الزوج الى عمله ..وبقيت الزوجه الحامل فى المنزل..ككل يوم ...ولكن لم يكن هذا اليوم عاديا أبدا..فبعد بضع ساعات من رحيل الزوج اتصلت به زوجته وهى تصرخ من الالام ...لم ينتظر .. لمـلم أشيائه وهرع اليها ..كانت على وشك الولاده...ستضع بعض دقائق مولودها الاول ....هرع بها الى اقرب مستشفى ..وبعد بضع ساعات ,وضعت مولودها ..كان غير كل المواليد ..كان مبتسما ذا وجه ابيض ...وخدين أحمرين ظهرت جميع تفاصيل وجهه رغم صغره ...فرح به الابوان فرحا شديدا ..كان حياتهما وروحهما ..كانا يضحكان حينما يضحك ..ويبكيان حينما يبكى ..يصورانه فى جميع حركاته ..فى همساته.. حتى اثناء نومه ...عاشا به وله وبجواره ..بدأت الام الحنون تعلمه القرآن من صغره فكانت تصلى وهى تحمله حتى يحب الصلاه ...وتقرأ القرآن بجواره حتى يعتاد عليه ويدخل قلبه ..وحينما اكمل اول حولين له ...واصبح يستطيع الكلام بدأ الوالدين فى تحفيظه الكلام ..كم كانت لحظه رائعة حينما نطق "بسم الله الرحمن الرحيم " لاول مره كان فطناً سريع التعلم لم يره احد الا وقال عليه هذا ...حُسد الابوان على هذا النابغه ..وغمرتهما السعاده حينما صلى لاول مره ..ومن يومها لا يترك فرضاً الا صلاه فى المسجد ...وحينما أكمل هذا الصغير سته اعوام ..لم تصبر امه على فراقه حتى يذهب الى المدرسة فكان او يوم عباره عن وصله لا تنتهى من البكاء الحار على ابنها الذى فارقها بضع ساعات فقط..ولما عاد انهالت عليه بالقبلات والاحضان فلم يبتعد عنها ابداً ...ذهب الصغير الى مدرسه ازهريه على الرغم انها بعيده عن منزله بمسافه بعيده لكنه احب الذهاب اليها ..لانه من صغره احب القران والصلاه ..فكان بجانب المواد العلميه كان هناك قرأن ومواد دينيه أخرى تفوق فيهم كما تفوق تماما فى باقى المواد فكان متوقد الذهن سريع الفهم والحفظ ..قادر على تذكر المعلومه ولو بعد اسبوعين من سماعها فقد ..فرح به ابوه ..وطارت امه من السعاده فكان كل عام بعد عام يكبر اكثر فأكثر وذكائه ينمو فقد عرف كيف يطور مهاراته وذكائه فكان الاول على الصف الذى كان فيه بل على المدرسه بأكملها دائما ..أحبه المدرسون واحترموه جداً ..حتى جاء هذا اليوم الذى لم يكن على بال أحد..اليوم الذى لم يخطط له الاب فى مخططاته لابنه الوحيد ولا حسبت الام الحنونه له حساب ..فلم تكن تعرف وهى تدخر الاموال لتوفرها يوم زواج ابنها ولم يخطط الاب له وهو يوفر الاموال لتعليم ابنه ..فلا يعلم الاقدار الا الله فقد يعمر المرء الف عام ،ويموت من لم يستمتع بسحر الدنيا ولم يقم فيها الا قليلا ...استيقظ الطفل ككل يوم ...تناول فطوره ..واعد اغراضه وارتدى ملابسه ..وقبل يد امه وهو يتمنى ان تكون راضيه عنه ..وآآآه لو تعلم انها اخر مره تراه فيه لدفعت كل عمرها لتبقيه ولو ثانيه واحده ..وآآه لو كان الاب يعلم لدفع كل ما أدخره ليبقيه ولكن الله فقط من يعلم الغيب وهو الذى يعلم الخير والشر للانسان ..نزل الابن البار الحنون..وركب الحافله ..كان فرحا فاليوم لديه ما يحب من المواد ...حفظ ما تيسر له من القرآن بصوته العذب الرقيق وانتظر اليوم طويلا ليتباهى به امام زملائه ولكن ..يا ليتنا ننظر من ستار الغيب ولكنه عند الله وحده ..لم يوقف الاطفال عن كلامهم الاصفاره القطار الذى اتى سريعا فهشم الحافله تهشيما ولكنه لم يهشم الحافله فحسب بل هشم احلام الاطفال البريئه ...التى لم تتعدى النجاح واللعب والحلوى ...مات الابن البار الشجاع ...مات ولم يصدق أحد ذلك ..فحينما وصل الخبر لامه ..آآآه بكت وبحرقه ..لو كانت تعلم لما انزلته ...لما ايقظته ..تمنت لو قطعت يدها التى ايقظته من فراشه والبست ...فكما دُمرت الحافله دُمرت أحلامها فى ولدها الحبيب ..واساها الاب الذى لم يصدق ...فقد وفر وادخر وفى النهايه مات حبيبه وولده قبله ..فكم ان هذه الحياه فانيه زائله ...كانت امنيه الطفل الوحيده ان يعود ولو للحظه ليخبر ابواه عن الجنه التى ذهب اليها وليطمئنهما أن مكانهما محفوظ ..وانهم سيتقابلون ثانيه ويعيش معهما للابد، ولكن هذه المره من غير حوادث ولا فُراق ليعيشوا فى هذا الخلد الساحر للابد دون فُراق ولا اشتياق .
:rose:رضوى على العسقلانى :rose:
|
المواضيع المتشابهه 
15Likes
العرض العادي
