عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-24-2012, 08:30 AM
 
المنهج التربوي وثقافة المجتمع

التربية عملية يؤسسها المجتمع ويديرها؛ لأجل تعزيز ثقافته، وتمتين تماسكه، والمنهج التربوي من أهم عناصر العملية التربوية، وفيه تظهر ثقافة المجتمع وغاياته، أي عقيدته وتصوراته، وقيمه وأخلاقه، واتجاهاته في الفعل والتغيير.
وتأثير الثقافة في أي منهج تربوي نراه في مواضع ومفاصل كثيرة من عمليات إعداد المناهج، ونواتج هذه العمليات.
ومن أبرز المواقف التي يظهر فيها تأثير الثقافة في المنهج، موقف اختيار عناصر محتوى المنهج وأفكاره الكبرى، فكل عملية اختيار لهذه العناصر، لا بد أن تتأثر بالترجيحات والقيم التي يحملها واضعو المنهج، بأشكال صريحة واعية أحياناً، وبأشكال غير واعية، أو غير صريحة، في أحيان أخرى.
ومن الطرق الفاعلة في تحديد الوجهة الثقافية لأي منهج أن تدرس العناصر التي ظهرت في عملية اختيار محتواه، وكذا العناصر التي استُبعدت، وهو ما صار يطلق عليه في المصطلحات التربوية المعاصرة: المنهج المُقْصى.
وإذاً فكل عملية اختيار تعبّر عن ثقافة مرغوبة يحملها المنهج المُقَرّ والمكتوب، وكل عملية استبعاد تعبر عن ثقافة غير مرغوبة لدى واضعي المنهج، وتشكل المنهج المُقْصى!.
هناك مثلاً قيم اجتماعية أو سياسية تربّى عليها الأجيال، وتظهر في محتوى المناهج المدرسية.. ثم يمرّ البلد بضغوطات خارجية، أو هيمنة جهات معينة على القرار... فيكون من مقتضى هذا أو ذاك، تغيير تلك القيم التي كانت تتبنّاها المناهج، ولكنّ النص على قيم مناقضة قد يثير الرأي العام، ويصدم الثقافة السائدة... لذلك يقوم واضعو المناهج الجديدة باتخاذ موقف في منتصف الطريق، فيحذفون من محتوى المناهج ما كان يحقق القيم المراد إلغاؤها، من غير أن يستبدلوا بذلك محتوى جديداً يحقق القيم التي يراد ترويجها... وقد يتمكنون من التهئية النفسية والفكرية للقيم الجديدة، عبر محتوى المناهج، أو عبر أنشطة مرافقة، كالرحلات المدرسية، والكلمات الصباحية، والاحتفالات في مناسبات شتى، أو سلوكات ظاهرة يقوم بها بعض أهل الحظوة والنفوذ.
ومن المواقف التي نرى فيها تأثير الثقافة، عمليات تنظيم العناصر التي تم اختيارها، فترتيب المعارف المقدمة في المنهج، وطرق ربطها معاً وتوظيفها... تتصل اتصالاً وثيقاً ببناء الثقافات لدى الأفراد الذين يقومون بهذه العمليات، وتتدخل في هذه العمليات تصوراتهم عن العلوم التي يضعونها، وعن المجتمع الذي يعيشون فيه، وعن البيئة التي سيطبق فيها المنهاج... وما يتبع ذلك من تصوراتهم عن الغايات التي يريدون للتربية أن تحققها، واتجاهات التغيير التي يريدون للمنهج أن يعزِّزها ويقوّيها.
ويتصل بعمليات تنظيم العناصر المختارة هذه، كثير من الأسئلة عن كيفية تأثرها بالثقافة، فأثر الثقافة قد يبدو في الحجم والوزن اللّذين تحتلُّهما في عناصر المنهج (أهدافِه ومحتواه... ) أي في مدى التركيز الذي يوجَّه نحوها، كما إنه قد يبدو في مقدار تعميمها على الفئات المختلفة من المتلقّين (أو التلاميذ... )، بأن تُعَدَّ مهمة لكل الناس، أو لشرائح منهم فحسب، وقد يبدو في تصنيفات هذه العناصر وتبويبها، بأن تعالج بعض الظواهر في ميدان العلوم الطبيعية أو في ميدان العلوم الشرعية.


المزيد على الرابط:
http://www.islamselect.net/mat/89465
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات وثقافة مع ~white heart~ ~kـايـدوs~ مواضيع عامة 0 01-02-2011 11:37 PM
وحدة الثقافة وثقافة الوحدة محمد خطاب سويدان حوارات و نقاشات جاده 2 07-30-2010 01:31 AM
المنهج التربوي abdallajawish نور الإسلام - 0 11-23-2009 12:43 PM
النصرة...و الاستثمار التربوي! أمة الله نور الإسلام - 0 04-12-2007 04:02 PM


الساعة الآن 07:44 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011