![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
11-24-2012, 08:26 AM
|
|
لماذا يكره العالم الغربي النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ مما يجب تقريره ابتداء أن نظرة العالم الغربي لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ليست على نسق واحد؛ فمنهم المنصف.. ومنهم الجاهل.. ومنهم المغرض.. ومنهم الإقصائي الحاقد؛ ومنهم ومنهم.. ولا شك أنه من باب العدل في التعامل مع العالم الغربي يجب استحضار كل هاته الأصناف؛ ووضع خطط لمواجهة المعتدين وهداية الحيارى والضالين. فالفكر الغربي بما هو عليه اليوم؛ يضاد ويعارض من جوانب كثيرة رسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ سواء تعلق الأمر بعلاقة الإنسان بخالقه - جل وعلا -؛ أو بغيره من بني جنسه؛ أو بالحياة والعالم الذي نعيش فيه.. فهي علاقة تضاد؛ إذ الفكر الغربي تأسس على المادية التي تنفي الإله من الوجود؛ وتجعل الإنسان هو محور الكون، ولا تقبل بحياة تؤطرها شريعة الله ويعلى فيها شأن (الأمر والنهي). أما رسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فهي رسالة تربط الإنسان بخالقه؛ وتنظم -بعناية فائقة- علاقته مع باقي أفراد جنسه؛ وتضع له تصورا واضحا عن الحياة التي يعيش فيها؛ والعوالم الأخرى التي سينتقل إليها، وما ينتظره بعد ذلك من حساب في البرزخ ويوم العرض. وهي رسالة لا رهبانية فيها؛ تربط بين الدنيا والآخرة؛ تحث على عمارة الأرض وبناء الأمة والحضارة؛ رسالة تجتمع فيها أصوات المآذن وبخار المصانع؛ رسالة عظيمة يكفيها لدفع كل الشبهات التي يثيرها حولها المتخرصون والمغرضون قول الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه: ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها؛ فله بذلك أجر)) (الأدب المفرد للبخاري 1/168، أنظر السلسلة الصحيحة للألباني 1/38). فباعتبار كل ذلك؛ طبيعي جدا أن يناصب الغرب العداء لنبي الإسلام صلوات الله وسلامه عليه؛ لأن الدين الحق الذي جاء به يخالف عقيدة الغرب وملته الجديدة التي قامت بعد ثورة العلمانية على الدين المحرف؛ والتحالف الإقطاعي والكنسي الظالم. وقد بين لنا الحق جل في علاه في كتابه منهج أعداء الدين بكل وضوح فقال جل شأنه: ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)؛ فجاء التعبير بالمضارع الدال على الاستمرارية والديمومة؛ لأن هذا دأبهم إلى أن تزول الدنيا، فلا سبيل لإرضائهم إلا باتباع ما هم عليه، وتأمل معي أخي القارئ إلى التعبير القرآني: ( ملَّتهم) فلم يقل الله - تعالى -: مِلَّتَيهم (اليهود والنصارى)؛ ذلك أنّ الأمر إذا تعلق بحرب الإسلام كان اليهود والنصارى يدا واحدة على الإسلام وأهله؛ وقال - تعالى -: ( أَهْوَاءَهُمْ)، ولم يقل: ملتهم كما في أول الآية، لأنهم ليسوا على دين ولا ملة؛ بل على هوى، وهم اليوم يتبعون أهواء العلمانية ويلزمون كل شعوب العالم بمبادئها وأحكامها وشرائعها عبر مؤسسات يتحكمون فيها.... للموضوع بقية على الرابط: http://www.islamselect.net/mat/97241 |