عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree222Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #146  
قديم 01-25-2013, 03:57 AM
 
عدت






1- هل ستوافق السيدة ماتسوكو على طلب شيما ؟
اتوقع ذلك ولكن اتوقع ان ترفض اياكو
2- كيف ستتصرف آي بعدها ؟ وما علاقتها بنيكو ؟
لا اعلم
3- هل ستستطيع هيناتا التعرف على ماضي والدها ؟
ربما مع الوقت
4- بعد اكتشاف خيط من الماضي متعلق بالاشخاص المجهولين ، ما توقعاتكم لخطتهم التي كانت ستنفذ لأياكو ؟
لا اعلم
5- رأيكم في البارت
جميل جداً شكرًا

ولكن لا تتأخري بالفصل القادم
لانني نسيت احداث الفصل السابق ونسيت ما حدث مع اياكو عذرًا

التعديل الأخير تم بواسطة Mikasa Ackreman * ; 01-25-2013 الساعة 09:33 PM
رد مع اقتباس
  #147  
قديم 01-25-2013, 12:50 PM
 
كيف حالكِ صديقتي أتمنى ان تكوني بأفضل حال؟؟!
سأجيب عن الأسألة أولا ثم سأضع التخمينات:
1- هل ستوافق السيدة ماتسوكو على طلب شيما ؟
بطريقة او بأخرى نعم ستوافق

2- كيف ستتصرف آي بعدها ؟ وما علاقتها بنيكو ؟

لا اعلم لكنها على الارجح ستهرب برفقة نيكو وتمكث لديه ولكن لبد لها للعودة والاعتذار بعد ان يقنعها هو بغلطتها .. علاقتها بنيكو منذ سنين عندم انقذها بن شيء ما لكن ماهو لا اعلم

3- هل ستستطيع هيناتا التعرف على ماضي والدها ؟

بكل تأكيد لكنها تحتاج الى دخول المنطقة المحظورة

4- بعد اكتشاف خيط من الماضي متعلق بالاشخاص المجهولين ، ما توقعاتكم لخطتهم التي كانت ستنفذ لأياكو ؟

الان فقد وصلت لخيط يربط بين هيناتا وآيكو رغم ان لا شأن لهيناتا بالمجهولين لكنها بطريقة ما ستجد نفسها مع آيكو في مخططاتهم .. لكن ماهي الخظة هي ترجع الى ذلك الدواء الذي فشل من سنين

5- رأيكم في البارت

لا شيء جديد يختلف بارت بسيط احتوى على القليل من الاحداث لكن نهايتها كانت مدهشة وغير متوقعه

الان حان وقت القفز الى مخيلتي واتوقع مجريات الاحداث القادمة:
السيدة ماتسوكو: كلمة واحدة منها فقط ستغير مجريات الاحداث لكن هذه الكلمة تحتاج الى تفكير عميق وثقة بالشخص الواقف امامها وجرأة لقولها .. ولكن اذا حدث ما اخشاه فإنها ستعارض وتأخذ آيكو للمستشفى في حين أن آيكو تحتاج لمكان يحضنها بدفئ وحنان وليس الى مكان يحضنها ببرود وقسوة
شيما: هو الوحيد القادر على فك رموز لغز آيكو والتوصل لذاتها وما عليه سوى رسم إبتسامة حانية ونظرة مطمئنة وكلام عذب يحثها على الإفصاح عن آلامها
آي: اوقعت نفسها في ورطة لا مهرب منها حتى وان تدخل نيكو في حلها فهي الان معلقة بين الارض والسماء والدها من جهة وحلمها من جهة .. فأي الاثنين ستختار هذا السؤال المنطقي ؟؟
نيكو: صلة تجمعه بآي من سنين بعد ان انقذها من شيء ما وعلى ما يبدوا انها لم تكن المرة الوحيدة اذ تلتها مساعدات اخرى بعدها وكانت اخرها هذه .. لذا سيكون له ظهور اخر بين سطور الرواية في محالة لمساعة آي وجعلها تختار الصواب إما حلمها او والدها
هيناتا: شعور مؤلم حين تحاول التعرف على شخص مات منذ سنين ولا تجد من يجيبك سوى تخيلات لا تعلم صحتها .. والشيء المخبأ عنها هو شيء لا تستطيع تحمله فما تخبأه والدتها عنها شيء خطير للغاية وبقائه سرا افضل من ان يكشف عنه الستار
آيكو: انهارت عصبيا ولم تعد تستطيع التحمل اكثر وان لم تفصح عم بنفسها فقد تصاب بالجنون لكن حلمها بأنها تحلق في السماء بكل سلام سيصبح حقيقة بمساعة شخص واحد ( شيما ) ^^
في الأخير هيناتا وآيكو وقد تعمدت أن اذكرهما معا فما أستطعت تخمينه ان الرابط بينهما ليس كما يخيل للبعض انما هو مختلف فما حدث في الماضي وقصة المشفى الذي تم إغلاقة ومحاكمة 3 اطباء له علاقة بالغرفة المحظورة في بيت هيناتا كما له علاقة بماضي آيكو حين كان والدها يضربها هي وامها.. فأخطاء الآباء الماضية آتت أكلها الان لتسفك بفتاتين ضعيفتين لا تعلمان شيء عن ماضي آبائهم .

في الختام لا اعتقد ان جميع استنتاجاتي صحيحة لكن بما يخص آيكو والمجهولين والرابظة بينها وبين هيناتا لازالت غير واضحة لي لكنني على ثقة انه هناك شيء مخفيا لم يسدل الستار عنه بعد وانا بتنظار خيط واحد بعدها بإذن الله سأتمكن من فك شفرات الأحجية .. آسفة اذا اطلت في الحديث واخذت الكثير من الوقت

rave angel
أيايكو and ميـآر like this.
رد مع اقتباس
  #148  
قديم 01-25-2013, 04:01 PM
 
ممكن لما تنزلي البارتات ترسليهالي



روايتك من اروع قصص الانمي
ميـآر likes this.
__________________
لست هنا
رد مع اقتباس
  #149  
قديم 01-25-2013, 07:55 PM
 
مشكووووره وننتظر التكملة
ميـآر likes this.
__________________
sweet black
شكرا اختي Ĵust Đrëâm
على التوقيع[/COLOR]


^_^روايتي الاولى انتي نادلتي^_^

http://vb.arabseyes.com/t330593.html
رد مع اقتباس
  #150  
قديم 01-27-2013, 09:19 PM
 
الفصل السابع ..~




لم يكن هناك نور شمس يضيء المكان ولكن مع هذا استطعت الرؤية جيدا
صوت السيدة ماتسوكو المزعج صباحا ..
الذهاب الى المدرسة كل يوم ..
تجنب اشخاص لا اريد رؤيتهم ..
كل هذا لا يوجد ، لا يوجد اي عمل ساقوم به قد يؤدي الى تعبي وانزعاجي
هذا المكان هو عالمي .. انتمي اليه وهو ينتمي الي .. فان كان هذا الموت حقا الذي سألاقيه
اذا سيكون هو سعادتي الابدية ومخلصا لأمور كثيرة كنت اود الابتعاد عنها ، انه خيط نجاة لي من جميع الآلام والاوجاع.
شعرت ان جسدي بدأ يثقل شيئا فشيئا وكأنه يريد ان يطفو على سطح ما
ولحظات تمر .. حتى انخفض ببطء شديد ، يتحول من وضعية التحليق تلك الى تهيأ للنزول الى الاسفل .
انزلت جفناي ليحجبا الرؤيا عني بضع دقائق .. احاول ان اتملك تلك اللحظة لأحس بكل دوامات الهدوء تحيط بي
وتدخل داخلي .
هل سأستطيع الشعور بحركة روحي التي ستخرج الآن ؟
يبدو ان تفكيري ضيق المدى .. ما ان فتحت عيناي من جديد حتى اختلف الوضع عن سابقه اختلافا شاسعا
ملقاه على عشب اخضر طري وامامي لوحة من الزرقة النقية يمتزج معها اللون الذهبي ليعطي سحرا اخاذا يخطف الابصار
انها السمـــــاء !
ولكن ، ما الذي اتى بي الى هنا ؟ ااستطيع تحريك جسدي ؟
رفعت يدي اليمنى وغطيت بها عيناي لتحمياني من ضوء قوي شع فجأة امام ناظري ثم يتلاشى في لحظة واحدة ليتكون مكانه جسد لأمرأة ما !
" حبيبتي ايآكو ... "
حبيبتي ؟ لحظة ! انها تعرف اسمي ..و صوتها ليس بالغريب علي
اتكأت على راحة يدي لتساعدني على النهوض واتخاذ وضعية افضل لرؤية صاحبة ذلك الصوت
حركت حدقتا عيناي لاكتشف من هذه ..
أخذتني رعشة قوية بدأت تسري في عروقي وشرايني لتصل بعدها الى رأسي بعد ان تجمدت نظراتي بذهول
كنت اود التكلم ولكن حركة لساني توقفت فجأة
يبدو انها شعرت بوضعيتي المؤلمة ، فحركت خطواتها الخفيفة .. ومع كل خطوة تلوح لي ابتسامة زينت ملامحها الصافية
انها هي ! اجل انها امي التي تركتني منذ عشر سنوات ، لقد جائت لتأخذني معها الان
لم يطول الامر كثيرا فرغم انها لحظات تمر كمرور السنين الا انها استطاعت تحديد وقت قياسي لمرورها
لقد اصبحت امامي ولم تبعد عني حتى متر واحد بل أقل !
"انتي امي ؟ "
قلتها في محاولة للسيطرة على ضبط نفسي
تبسمت تلك الابتسامة .. تلك الابتسامة التي منحتها لي قبل ان تفارق الحياة
شيء ما ناعم جدا يحمل دفئا عميق بدأت يتحرك من على رأسي وامتد الى ان استقر بهدوء على خدي الايسر
تلك كانت يدها ..
انها اول لمسة دفء شعرت بها كرابطة قوية تؤكد على مشاعر الامومة التي وصلتني .. انه عين اليقين بانها والدتي .
ماذا سأقول لكي يا امي ؟ لقد حيرتني واذهبتي بجميع قوتي وطاقتي ..
هل ساخبركي عن مدى الالم الكبير والخوف الذي توسع وبقيت اخفيه داخلي لسنوات ؟
أم هل ساخبركي عندما لاح شبح الوحدة بجواري واصبح يطاردني في حياتي ..
لا اعلم ما الذي سأبدا في قوله فعند النظر الى عينيكي يختفي كل ما في عقلي دفعة واحدة !
انا فقط بحاجة الى البكاء في حجركي الدافئ
دار هذا كله كحوار نفسي يتصارع بحرقة في قلبي
كم شعرت بالبرد الشديد قبل ان تنطلق مني شهقة قوية احسست بها وكأن روحي تخرج من فمي
وبدأت استمر على هذا الحال لتشعرني هذه الوضعية بالجبال التي بدأت تزاح من على صدري
لقد اغمضت عيني وازلت الحاجز المنيع الذي طوقت به نفسي لسنوات .. وجعلت عقلي وقلبي مع جميع جوارحي تظهر مدى الضغط الذي عانته والتحمل الذي اُجبرت عليه
ثوان معدودة .. ليميل جسمي وتميل روحي معه الى صدر افتقدته وحزنت لفراقه زمنا .. اجل لقد بكيت وانا اصرخ ليست بنفسي الحالية بل بأياكو ذات الخمس سنوات في حجر والدتها .
لاح شهاب من بعيد فتحققت الامنيـــة !



في المستشفى – داخل احدى الغرف ..
جلست هيناتا على كرسي مقابل والدتها المستلقية وبين يديها الصغيرتين صحن ابيض متوسط الحجم وضع فوقه بعض قطع التفاح المقطعة بعناية ، تبسمت لتأخذ قطعة وتمدها مباشرة امام وجه والدتها اي بمعنى ( تناولي بعضا منه )
فبادرتها نفس الابتسامة وهي تقبل هذه الهدية الصغيرة .
دار صمت طويل خيم على المكان لم تلقى فيه اي عبارة او كلمة لتقطعه
فيبدو ان هيناتا قد هدأت ونسيت قليلا بعضا من افكارها واسئلتها التي تدور حولها بعد فترة من البكاء على صدر والدتها وأما الام فيبدو ان نفسها تحمل خوفا وحزنا مرتبطان معا نتيجة قلقها على ما تفكر به ابنتها ..فكلامها مشتركتان بين عامل واحد وهو العناية الكبيرة التي تخرج من كلا الطرفين
ادارت هيناتا رأسها ببطء الى الجهة الاخرى لتتحاشى النظر الى والدتها ثم بدأت تتحدث وكأنها تصف مشهدا بعيدا
" قبل فترة وجيزة .. تلقيت دعوة من زميلتي في الصف لحفلة عشاء سوف تقيمها بمناسبة انتهائنا من الامتحانات النهائية ، سعدت جدا فهذه المرة الاولى التي اتلقى فيها دعوة من احد ولم اتصور نفسي ان احاط بمجموعة من صديقاتي هناك لنتبادل الاحاديث الجميلة والمشوقة و تعيد كل واحدة منا شريطا لبعض الذكريات و المواقف القديمة المضحكة ...
( جلسنا على شكل دائرة بعد ان تناولنا العشاء في غرفة صديقتي .. كنا سعداء وفرحين بسبب انتهاء الامتحانات وبداية العطلة فبدأت احاديثنا الطفولية من كل جانب واوقات تأتينا لحظة ننفجر فيها ضاحكين على تذكر بعض المقالب المدرسية التي نعملها للمعلمين )
ابتسمت هيناتا لتكمل
" خطر في بال احدى صديقاتي ان تقيم لعبة وهي ان ترمي كرة صغيرة في الهواء والتي تمسك بها ستتكلم عن عائلتها وعدد الافراد ، اسمائهم وصفاتهم .
بصراحة .. لقد ارتبكت نوعا ما لهذا في كل مرة ترمى فيها الكرة اتجنب ملامستها لكي لا اتكلم عن شيء مجهول انا لا اعرفه .
انتبهت صديقتي على رد فعلي هذا فأتاها نوع من الفضول لتهتف قائلة " لحظة يا فتيات .. فهيناتا لا تشارك في اللعبة "
فنظرن باتعجب نحوي واما انا فقط طبعت على شفتي ابتسامة لاخفي اضطرابي واحاول تأليف سبب "
كانت الام تستمع الى ابنتها وهي تحاول كبح مشاعرها الحزينة .. اغمضت هيناتا عينيها لتقول
" عدت الى المنزل وكنتي نائمة حينها فلقد وصلت متأخرة عندما اشار عقرب الساعة الى الثانية فجرا ..
فتحت الخزانة وبدأت ابحث وابحث لوقت طويل .. بين الصناديق وألبومات الصور لأحاول ايجاد حتى صورة واحدة لأبي ولكن ! دون اي جدوى
شعرت بالاستياء والضيق ، كنت ارى صور جميع افراد العائلة الا هو لم يكن موجودا .. وعندما كنت اتصفح ألبوم ما وجدت في كل صفحة جسم لشخص بدى كأنه رجل ولكن كلما رفعت عيني لارى وجهه .. لا شيء !
فقد قُص بالمقص جزء الوجه كاملا لهذا لم استطع التعرف عليه ، دارت اسئلة في نفسي
هل يمكن يكون عمي او خالي او ... أبي ؟ "
ادارت هيناتا وجهها لتتلاقا عينيها و عين والدتها الحزينة الصامتة لتظهر ابتسامة اسى وتكمل
" فرجعت الى فراشي خائبة .. وفي كل ساعة استيقظ فزعة من نومي كلما حاولت ان انظر الى ملامح وجه والدي داخل تلك الكوابيس "
لم يكن هناك رد سوى الصمت فبمجرد ان تتوالى وتتابع مثل هذه العبارات على مسامع الام وبصوت ابنتها فان ذلك البريق يزداد ليكون في النهاية سحب من الدموع تنزل على هيئة قطرات وهي محملة بالألم والحزن .
اردفت هيناتا وعلى محياها تلك الابتسامة التي بدأت تتلاشى ببطء
" في اليوم التالي استيقظت صباحا لأنهي واجباتي المنزلية والمدرسية على اكمل وجه استعدادا لفكرة خطرت في ذهني قد تجيب على بعض التساؤلات ، رجعت الى المنزل في تمام الساعة الثالثة فجرا .. دخلت الى الداخل وبدأت بحثي السري حين كنتي نائمة .. وهذه المرة توجهت الى خزانة الملابس !
فتحتها وبدأت ابحث .. احرك يداي بخفة يمنة ويسرة لعلي اجد شيئا يخص والدي فربما هنا كان يضع ملابسه التي اعتنيتي بها طوال هذه السنين واعتبرتها كنز ثمين يجلب اليكي الذكريات السعيدة ، ومع طول البحث ومرور الوقت كان هذا اكبر دليل على ان لا شيء .. لا شيء يخص والدي موجودا هنا
بدأت الحيرة تجتاحني وتسيطر على خلايا عقلي .. ان كل شيء ميت .. لم كل هذا الصمت يحوم في هذا المنزل وهذه الجدران الباردة
اغمضت عيناي اتلمس احد الجدران .. احاول ان اتذكر ، اشعر ولو مجرد اعتقاد ان هناك بعض الذكريات التي دفنت داخله والتي كنت حاضرة فيها وبعد فترة من الاجهاد في التفكير ايضا .. لا شيء
لاح طيف باب تلك الغرفة التي اقفلتِها يا أمي ولاح معها احساس مريب ومخيف .. ما الذي يمكن ان يوجد وراء بابها ؟ ما الذي تخبَأ بين جدرانها وماهو اصراركي على الذهاب اليها وتنفيذ امر مجهول عندما ازداد عليكي المرض .. "
انتبهت هيناتا على والدتها التي بقيت صامتة طوال فترة حديثها .. لم تنطق بكلمة او حرف واحد كل ما تراه هو تلك العينين الدامعتين مجددا
لاحت علامات الدهشة والتعجب لتضغط على هيناتا وتحاول ان تفقدها تفكيرها فهذا العقل الذي خزّن كثير من الشكوك والاسئلة لم يعد قادرا على ان يمتلأ بمزيد من الحيرة ومزيد من الاجابات الناقصة .
تمتمت هيناتا وهي فاتحة عينيها بهدوء ما قبل عاصفة هوجاء " لماذا انتي صامتة أمي ؟ منذ ساعة الى الان وانا اتحدث ولكنني لا اجد اي رد او جواب يصدر منكي ! "
والاجابة كانت غير متوقعة لهيناتا فقد انزلت رأسها لتتحاشى النظر حتى الى وجهها !
" أيعقل هذا ! "
نطقتها هيناتا بنفس اللهجة
لم تتدارك نفسها لتسرع وتقترب واضعة كلتا يديها على كتفا والدتها وتقول
" أمي ! لم لا تردين ؟ اخبريني بالحقيقة ارجوك ، طوال هذه السنوات والسؤال لازال قابعا في عقلي ما الذي حدث في الماضي ؟ "
لا رد !
لقد كان هذا الصمت من ناحية والدتها كعجز عن قول ما ستعرف انه سيكون صعبا ومؤلما على قلب ابنتها واما من ناحيتها هي فهو ازدياد صراع داخلها ونفاذ صبر
بلا وعي منها .. بدأت تصيح وهي تهزها بقوة
" لماذا هذا الصمت الدائم كلما فاتحتكي بهذا الامر .. هل هناك امر حدث بينكي وبين والدي قبل سنوات ؟ لما هذه النظرات الحزينة تظهر عليكي باستمرار كلما اخبرتكي كلمة أبي .. لماذا ؟ اكنتي تكرهينه الى هذا الحد لتتجنبي حتى سماع شيء عنه ! "
لم تسمع هيناتا اي شيء حينما ارتد رأسها الجهة الاخرى بسرعة كبيرة في لحظات ليظهر على خدها الايسر توهجا احمر فاتح نتج من يد والدتها !
وعم الصمت لكنه هذه المرة صمت مخيف ..
تداركت هيناتا نفسها وهي تحاول السيطرة على انفاسها القوية التي خرجت عندما وضعت راحة يدها على موضع الصفعة لتتجمع قطرات غزيرة تحت جفنيها وقبل ان تستعد هذه القطرات للنزول تاركة اثرا في طريقها من عيناها التي تجمدت استدارت بسرعة لتحاول الخروج من الغرفة باقصى ما تخرجه قدماها لكنها فوجئت عندما امسكتها والدتها لتسحبها اليها وهي تحوطها بذراعيها بقوة هامسة بعدما تلاشى قناع الصمت
" لأنني لا اريد ان اخسركي "



في احدى الممرات الضيقة والمظلمة ..
انتشر صوت مواء قطة سوداء صغيرة وهي تبحث بين كم هائل من اكياس النفايات داخل احدى حاويات القمامة .. لعلها تجد ما تسد به جوعها
وبين موجات الظلمة الحالكة تخلل ضوء برتقالي اللون من زجاج نافذة مربعة الشكل
وداخل هذه الغرفة ..
" الن تتوقفي عن البكاء ؟ لقد بللتي قميصي "
قالها نيكو مازحا وهو ينظر الى آي التي انخرطت في بكاء بطريقة طفولية.. لتجيب بصوت متقطع باكي وهي تمسك قميصه بقوة
" لقد كنت خائفة .. خائفة جدا "
وعادت تذرف دموعا اكثر !
تنهد بيأس وهو ينظر الى حالها قائلا
" حسنا حسنا ، لقد انتهى كل شيء الان لهذا توقفي رجاء "
فابتعدت قليلا عنه وهي تمسح قطرات الدموع التي ملأت خديها محاولة ان تمنعها من النزول مجددا
امسك بكتفها ليجلسها على اريكة مقابله وقال
" والآن ! هيا اخبريني كيف وصلتي الى ذلك المكان "
شهقت عدة مرات ثم قالت بعد ان استقر حالها قليلا
"انت تعرف سابقا ان ابي يرفض فكرة دخولي الى المسرح الكبير والعمل فيه وبعد محاولات كثيرة بائت بالفشل في اقناعه قررت ان اخرج من المنزل دون علمه واتوجه الى الشركة التي تلقيت منها دعوة بسيارة جيك .. كان هذا بداية لحلمي الذي انتظرته طويلا ولكن مسؤول عملي فاجئني بتأجيل الحفلة بسبب عطل فني حدث لهذا دخلت في مشكلة ولم استطع الخروج فقررت ان احاول التسلل و الهرب ، وعندما كنت امشي بهدوء في احدى الممرات .. "
" انتبهتي على صوت والدك الذي كان متوجها الى نفس الطريق "
قالها نيكو مكمّلا الحادث الذي جرى
انزلت رأسها بحزن
" هذا صحيح "
زفر بقوة ليبين مدى تهورها وفعلها الخاطئ ثم حرك عينيه بتوتر
" الا يمكنكي التفكير قبل الاقدام على هذه الخطوة الخاطئة ؟ "
فرفعت رأسها تذمرا
-ماذا افعل ان لم يقتنع ابي بكلامي .. صرت اكره الجلوس في المنزل بسبب محاضراته العلمية المملة وتشديده علي
-ولكن ليس بهذه الطريقة ! هل تتوقعين ان تحقيق حلمكي سيكون هكذا ؟
قالها بعتاب وهو يوجه حديثه بجدية واضحة
تمتمت بصوت خافت
" آسفة "
أردف معاتبا
" وتذهبين بسيارة جيك ! ذلك الفتى المتهور صاحب العصابات "
شدت على قبضتها بحزن
" ولكنه ساعدني في الوصول "
رد في غضب
" انه لا يفقه شيئا سوى التسكع في الشوارع مع فتيان من امثاله الا تعرفين مدى خطورة ان تكوني معه ! "
" لو رآكي احد ستكونين في مشكلة ، ان سمعته السوداء تنتشر في كل الحي "
انتبه لنفسه قليلا .. فاغمض عينيه ليحاول تمالك توتره وقلقه ويدخل قليلا من الهدوء
ثم قال بعد ان هدأ
" على كل ، حدث ما حدث وعلينا الان ان نعثر على حل"
انتبه لدمعة انعكس بريقها وهي تنزل ببطء على وجنتها .. احس بتأنيب ضمير على انفعاله بهذه الطريقة فأنزل رأسه
هامسا " لا تخرجي هذه الدموع .. "
القت بنظرها عليه دهشة
فقال بحزم بعد ان وقف
" هيا بنا لأوصلكي الى منزلك "
تراجعت للخلف هاتفه
"مستحيـــــل ! "
-من المؤكد ان والدتكي قلقة عليكي كثيرا وحتى لو كنتي خائفة من غضب والدكي فانتي ستواجهينه عاجلا ام آجلا
-ولكن ليس الآن !
قالتها بسرعة وقد بدت عليها علامات الخوف
ادار وجهه ناحيتها بملامح استنكار
" متى اذن ؟ "
انزلت رأسها بارتباك
" لا اعلم ولكن .. فقط ليس الان "
تنهد تنهيدة طويلة وبعينيه الخضراء اخذ يتأمل بنظرة بعيدة ، وبعد مدة قصيرة تمتمت في هدوء
" أمضي الليلة هنا .. حتى بزوغ الفجر "
فابتسمت آي بأسى
" شكرا ، عندما انهض صباحا سأغادر "
قال مبتسما " نامي الآن وفي الصباح سؤقظكي لكي ارافقكي الى منزلك "
فبادرته ابتسامة امتنان رسمتها على شفتيها .
كان يعلم جيدا انها قلقة ومحرجة في آن واحد فبمجرد ان ينظر الى ملامحها وعينيها بالتحديد يعرف ما هو نوع المشاعر التي ظهرت داخل نفسها فهذه ليست المرة الاولى التي يقابلها كونه يعرفها معرفة جيدة .. انه غاضب على تسرعها في ارتكاب هذا الخطأ بسبب قلقه لذا حاول ان يقلل خوفها ويشعرها بالامان حينما ابتسم




في ذلك الشارع المطل على البحر..
ظهرت تلك البناية السوداء قابعة كما الشر الممتزج بين جدرانها
اخرج قطعة حلوى صغيرة دائرية الشكل من جيب قميصه الابيض الطويل الممتد الى ركبتيه .. ازال الغلاف الشفافي الذي يحيط بها ليرميه على الارض ثم يدخلها في فمه
نظر الى جسم رجل صُبغ بالدماء وهو فاتح عينيه التي ظهرت شراينها الصغيرة الحمراء منتشرة داخلها ، ملقى على سرير ابيض
دون حراك وقد بدى جسده متصلبا ومتوقفا على تلك الوضعية
تمتم بلا مبالاة وهو يحرك الحلوى في فمه
" فشل آخر اضيف الى سلسلة تجاربنا .. مع هذا الدواء ضاعف مفعوله ليصبح اقوى من السابق ، هذا جيد ! "
رن هاتفه الخلوي فجأة ليخرجه من جيبه ويرد بملل
" ما الامر ؟ "
فيجيب الطرف الثاني
" الرئيس يرغب في مقابلتك سيدي "
-ساكون هناك حالا
ثم اغلق الخط
رمي حقنة خالية كانت في يده اليسرى داخل سلة مهملات اسطوانية بجواره ثم استدار محركا قدميه نحو الباب .
خرج من الغرفة يتمشى على ارضية ممر مظلم منعدم من مصابيح تضيء الطريق سوى ضوء القمر الذي ينبعث من خارج زجاج النوافذ المنتشرة
وصل الى مصعد مهترأ نوعا ما ليضغط على زره فينفتح ويخرج ضوء مصباحه ليكشف عن ملامح غامضة
دلف الى داخله بعد ان اغلقه ثم
ضغط احد ازراره المرتبة قرب باب المصعد لينزل عدة طوابق الى الاسفل
حرك شعره الازرق الى الوراء قائلا بهدوء
" ادت جرعة اضافية الى زيادة ضغط الدم وتمدد الشرايين والاوردة لتستمر في التوسع مدة لا تتجاوز الثلاث دقائق ليتم بعدها انفجار في الخلايا العصبية وخلايا الدماغ "
زفر بملل
" اعتقد انني سأضيف محلول PS2 ليرفع من حامض الهيدروكلوريك في المعدة "
ماهي الا بضع دقائق حتى وصل امام باب غرفة الرئيس !
فتح الباب بهدوء واغلقه ورائه ثم تقدم بخطوات بطيئة وهو ينحني امام الرجل الجالس بزهو واستعلاء
نطق بذلك الصوت المعروف التي تقشعر له الابدان
" الى اين وصلت في اختباراتك يا ريو ؟ "
ظهرت تلك العينين الزرقاوتين بنظرات حادة ليجيب
" كل شيء يسير تماما كما خططنا ، لا تقلق "
-اذا هل استدعي احد رجالنا ليمسكو بهدفنا فانا متشوق لرؤية تلك العينين الصغيرتين تشعان ألما "
-تريث قليلا ! فلازال لدي بعض المفاجآت التي اود ان اطلعك عليها
حرك عينيه ليقول
" لا بأس ، لننتظر قليلا"
فلاحت عندها ابتسامة شيطانية غيرت ملامحه



على العشب الاخضر الناعم في ذلك المكان الذي انتشر سحر جماله ، وتحت سقف السماء المضيئة .. استلقيت في حجرها الدافئ نتحدث انا وهي ..
" بعدها بدأت السيدة ماتسوكو محاولاتها لتخرجني من عزلتي عندما انتقلت لأعيش في منزلها ومع انها تفشل في كل مرة لكنها لازالت الى الآن تحاول وتسعى جاهدة في تغيري"
ابتسمت والدتي بحنان وهي تقول
" اذا انتي تعلمين انها صادقة في تربيتها لكي ولكنكي تتجاهلينها في كل مرة "
هززت رأسي بعبارة ( صحيح )
-لا تكوني قاسية معها دائما فهي لا تحب رؤيتكي هكذا ليس لمعاملتكي الجافة ولكن من باب قلقها واهتمامها بكي
-اعلم ماما انها تحبني ومتمسكة بي لدرجة انها ربما تتخلى عن اي شيء حتى لو كان غاليا في سبيل ارضائي .. ولكن
نفخت وجنتي بانزعاج طفولي
" تثير عصبيتي بحركاتها وافعالها الطفولية تلك رغم انها عجوز كبيرة السن
ضحكت امي بهدوء لتربت على جبهتي
"لقد ارجعتها الى طفلة صغيرة بسبب افعالكي"
نظرت بدهشة
" حقا ! هذا يعني انها لم تكن كذلك سابقا ؟"
ابتسمت
" وهل تتوقعين ان امرأة راشدة في مثل هذا العمر ستكون شخصيتها هكذا "
تسائلت باستنكار
" اذا هل هذا بسببي ؟ "
لم تجب والدتي سوى ان تنظر الي بعينيها المليئة بالدفء
القيت برأسي في حجرها مجددا لأتمتم
" لم أتوقع ان تجعل من نفسها اضحوكة لأجل ابتسامة واحدة تتمنى ان ارسمها على شفتاي"
" واكثر مما تتصورين ، هذا لكي تعرفي مدى اهميتكي ومنزلتكي داخل قلبها فهي لازالت تتذكر وصيتي اليها "
اردفت بعد ان رفعت بنظرها عاليا
"انها تخفي حزنها في اعماق قلبها باستمرار وراء ابتسامتها التي تظهرها لكي فهي لم ترزق بطفل ابدا وبقيت اكثر وحدة بعد وفات زوجها بسبب مرضه "
فاغمضت عيناي
"هكذا اذا .. مسكــــينة بدأت اشعر بالحزن عليها مع الاسف"
قلتها مازحة
اطلقت والدتي ضحكة صغيرة لتكمل
" اذا عديني ان تعامليها بلطف وتقدير "
اجبت باقتضاب
" سأحاول ، رغم انني لست معتادة .. "
وفجأة ! رفعت رأسي لانظر لها مباشرة واغير ملامحي ثم ارسم على شفتي ابتسامة عريضة ومضحكة لأهتف
" صباحكي جميل جدتي ماذا تريدين ان نأكل اليوم ؟ "
غيرت ملامحي مرة اخرى لاقول ببراءة طفولية
" هل هذا يفي بالغرض ؟ "
حركت امي عينيها عدة مرات بتعجب ثم ابتسمت قائلة بضحكة
" اعتقد ان هذا مبالغ قليلا ، ستنصدم عندما تراكي هكذا لأول مرة او يصيبها مكروه "
ثم امتزجت ضحكاتنا معا لتكون سمفونية هادئة تحمل كل معاني الدفئ والامومة.
احتضنت والدتي ببطء وانا اتلمس صدرها الذي افتقدته منذ زمن واشتم عبيرها الفواح فأحاطتني بذراعيها الناعمتين لتستجيب لي وتهبني مزيدا من حنانها ودفئها
لا اعلم كم من الوقت بقينا هكذا ولا اريد القول انها مدة قصيرة فحزني وألمي لحظة خروجها من تلك الحياة وتركها لي اصارع اشباح الوحدة كان اكبر من ان اجعله يحتبس داخل قعر قلبي وحاجتي لها كانت اكبر من اشتياقي بحد ذاته
لذا لم اكن قادرة حينها على اخراج اي كلمة فاستسلمت لمحاولة التظاهر بالبرود والهدوء واطلقت العنان لمشاعري التي اقفلت عليها لتتسارع انفاسي بقوة وتخرج قطرات لامعة من عينيّ تشق مسيرها بكل سكون
تركت جسدي وقلبي وعقلي معا يتملكون هذه اللحظة بكل ما تحتويها من أمور لم ارها او اشعر بها منذ عشر سنوات .

همست لي وهي تمسح على شعري الطويل الذي انتشرت خصلاته
" هل تعرفتي على اصدقاء جدد في المدرسة ؟ "
كان سؤالا غريبا ولكنني لم اظهر اي من علامات التعجب فانا اعلم ان أمي تستطيع الشعور بأي احساس جديد قد يحيط بقلبي ويدخل داخله"
اجبت
" حسنا .. نوعا ما كنت افضل الجلوس وحدي هناك "
" شيما .. "
فتحت عيني عندما نطقت بهذا الاسم ولا اعلم سبب خفقان قلبي لثانية واحدة بشكل مفاجئ .. حينما حركت عيني وانا اجيبها كنت غير مبالية لأي احد اراه كل يوم ولكن لدقيقة ما لاح وجهه مصاحبا تلك الابتسامة الهادئة
نظرت الى وجه امي بتسائل
" هل تعرفيه ؟ "
فابتسمت
"لان حبيبتي تعرفه "
شعرت بالاسف للحظة عندما قالت هذه العبارة لانني ايقنت ان والدتي كانت بجاوري دائما رغم شعوري بالوحدة فهي لم تشأ ان تتركني للحظة واحدة رغم انني لم اكن قادرة على ان اراها ولكنها كانت تريد مني ان اشعر بها
اردفت ولازالت تلك الابتسامة مزينة وجهها الملائكي
" لا تنسي ما اخبرتكي اياه عندما كنتي في الخامسة من عمركي "
ثم رفعت رأسها الى السماء ليداعب الهواء النقي خصلاتها الحريرية واكملت
" مهما رأيتي من قسوة وعنف فهناك .. "
" المحبة والرحمة موجودة في قلوب الطيبين "
قلتها مكملة عبارتها وانا اتعمق في قسمات وجهها الابيض
فبادرتني بابتسامة دافئة
فحركت نظري وكأني ارى مشهدا بعيدا
" لا استطيع .."
انتبهت لي ..
اردفت
" ان هذا العالم واسع جدا مثلما اخبرتني عنه لهذا فهو مليء بالبشر من مختلف الانواع وكلما حاولت التخالط معهم احسست انني سأتيه بين طيات هذا العالم .. يوجد اصحاب القلوب البيضاء والنقية مثلما يوجد اصحاب القلوب السوداء والمظلمة ، انا اعلم ! لهذا .. تزداد حيرتي ويزداد قلقي .. فأي شخص من الذي اراهم كل يوم لا يتنكر بذلك القناع الذي يخفي ملامح وجهه المنعكسة من داخله ويظهر حقيقته باستمرار لهذا العالم ؟ لم استطع ان اجد هذا الشخص بسبب افكاري المشوشة، وذكرياتي الماضية جعلت الشكوك تمتلأ داخل نفسي فشعرت ان هناك شيئا ما حجب عني الرؤية
بعد دقائق من الهدوء قالت بنبرة مختلفة
" ستكونين قادرة على هذا قريبا .. "
فنظرت اليها بقلق
" هل انتي متأكدة من اني امتلك هذا الشيء "
ابتسمت برقة
" أجل ، فأنا اثق بكي واعلم انكي تمتلكين شيئا سيميزكي عن غيرك وتكتشفين من هو صاحب النظرات الصادقة "
هززت رأسي بسعادة
" اتمنى ذلك "
ثم اغمضت عيناي بهدوء استشعر ملمس يدها الناعم الذي يتحرك بهدوء فوق رأسي
ماهي الا لحظات حتى توقفت يدها الدافئة لتستقر ساكنة دون حراك !
ففتحت عيني تعجبا ونظرت الى وجهها الصافي كصفاء السماء لتقول لي
" حان وقت مغادرتي الآن ورجوعكي "
نهضت بنظرات قلقة لاهتف بحزن
" ولكن .. لم تبقي وقت طويل ، هل ستتركيني مجددا ؟ انا لا اقوى على هذا الامر مرة اخرى اريد البقاء بجواركي "
اجابتني بنظرة هادئة
" لقد انتهى الوقت المخصص لي وحان وقت عودتكي فهناك اشخاص لا يتحملون فراقكي وقلبهم الآن متألم وحزين على غيابكي فانتي اصبحتي ذو مكانة كبيرة في قلوب بعضهم "
هتفت معترضة بقلق
" هل سأرجع الى ذلك العالم المظلم ! "
اجابت بابتسامة
" يوما ما سيتحول هذا العالم الى مكان واسع كما اسمه وسيتلاشى ذلك الظلام المسيطر عليه ليحل مكانه نور يظهر جماله الحقيقي "
انزلت رأسي في حزن ورغبة بالبكاء فرفعته بهدوء لتتلاقى اعيننا وتكمل بحنان
" كوني على يقين حبيبتي ان لابد ان تظهر الشمس في يوم آخر بعد ان غابت اليوم "
قلت بنبرة بكاء
" عندما اصبح وحيدة "
مدت يدها لتضعها على خدي وتمسح دمعة تسللت من عيني وخرجت معترضة على هذا الواقع لتقول بنبرة دافئة
" لا تخافي حبيبتي لن تكوني وحيدة .. فهناك شخص آخر سيحل محلي ويكون بجواركي دائما "
-من هو ؟
ابتسمت
" ستكتشفينه بنفسكي "
ثم طبعت قبلة على خدي لتهبني فيها كل الامان والطمأنينه وتشعرني براحة وهدوء حتى ثقل جفناي ليسقطا بعدها ببطء شديد ليصطحباني الى المكان الذي ولدت فيه
وقبل ان تغمض عيني في آخر لحظة مسحت أمي بيدها على صدري وهمست لي في اذني بدفء
" ستتعرضين للكثير من الامور لهذا تجملي بالصبر فبهي تزدادين قوة "
كانت هذه آخر عبارة تردد صداها في اذناي بعد ان اغمضت عيني ليرتفع جسدي عن الارض ويرجع بروحي الى المكان الذي انتمي اليه .




ضرب والد آي بيده على الطاولة بقوة صارخا وقد اشتعلت نيران الغضب في عينيه
" الحمقــــاء ! لا استطيع ايجادها في اي مكان "
قالت ميزوكي بهدوء وهي جالسة امام شاشة التلفاز
" الم تبحث عنها في شركة SOS ? "
استدار لها في غضب عارم ليجيب
" فتشت كل شبر داخلها ولا يوجد اي اثر .. ذلك المسؤول الغبي ، اذا رأيته مرة اخرى امام ناظري سأفقع عينيه "
ابتسمت ميزوكي فأثار ذلك غضبه لينفجر
" تبتسميـــــن ؟ في هذا الوقت الحرج ؟ "
وجهت نظرها نحوه لترى ملامحه المخيفة وقالت في هدوء
" لا تقلق عليها لانها سترجع قريبا "
-وما الذي يؤكد صحة كلامكي ؟
-انها ابنتنا وانا اعرفها معرفة جيدة
ضحك باستهزاء
"بعد ان تجد مبتغاها وتصل الى ما تريده لن تري اثر لها هنا ، تلك المتسرعة "
ثم توجه نحو الباب هاتفا
" سأذهب لأبحث عنها مجددا "
صرخت ميزوكي وكأن شيئا لم يحدث
" لا تقلق عزيزي سترجع الى هنا بعد قليل او غدا "
لم يجبها ابدا بل صفع الباب بقوة عندما خرج
عادت لمشاهدة التلفاز لتتمتم بصوت منخفض
" اتمنى ان تكون قادرة على تحقيق ما تتمناه "
لم تمض ثوان حتى ركل الباب بقدمه بقوة ، فزعت من مكانها وهي تستدير لترى وجهه المرعب يصرخ
" ما الذي قلته ؟ "
ابتسمت بعفوية لتجيب بارتباك وخوف
" لا شيء عزيزي كنت فقط اتمنى ان ترجع بسرعة "
حدق بشك الى ملامح وجهها ثم رد بهدوء
" حسنا اذا "
واغلق الباب ورائه !
" كعادته .. يصبح كالثور الهائج على اقل شيء يثيره "
ادارت رأسها للتأكد انه لن يرجع مجددا وما ان تأكدت حتى امسكت بهاتفها الخلوي لتضغط عدة ارقام وقد تغيرت ملامحها الى قلق شديد




في ذلك المنزل الصغير والمتواضع ..
كانت آي مستلقية على اريكة وهي تغط في نوم عميق
اقترب منها نيكو يتأملها بهدوء ثم تناول غطاء كان مرتبا على طاولة صغيرة لينثره فجأة ويغطيها
جلس على كرسي خشبي مقابل ينظر بعينيه الخضراء كلون اوراق الشجر اليها ويدقق في قسمات وجهها التي بدت كطفلة صغيرة قضت يومها في اللعب ثم غطت في نوم من شدة تعبها .
اخذ يتمتم هامسا
" هذه الطفلة الصغيرة ، لا تكف عن ايقاع نفسها في مشاكل لا تنتهي "
لاحت ابتسامة على شفتيه ثم اغمض عينيه وهو واضع قبضة يده تحت خده
مرت فترة من الزمن والمكان هادئ جدا ..لا صوت سوى انفاس آي المنتظمة وعقارب ساعة الحائط
انتبه نيكو على صوت شيء ما يهتز كل حين فلم يلقي له بال وفي كل حين يستمر هذا الصوت دونما انقطاع
فتح عينيه ليتفقد المكان فأثار انتباهه هاتف خلوي وردي اللون استقر في يد آي الممسكة به وكان يضيء ثانية وينطفأ ثانية اخرى مع اهتزازته
تأمل قليلا في ذلك الهاتف وهو يتسائل داخله
" هل اجيب ام لا ، ربما يكون والدها وتتفاقم المشكلة لو عرف من المتكلم "
بدت ملامح الحيرة ظاهرة على وجهه ولكنه قرر في النهاية ان يجيب
اقترب بهدوء اليها وهي نائمة .. وبكل بطء فتح اصابعها قليلا وازال الهاتف من بين يدها
ابتعد عنها ثم توجه الى داخل المطبخ
نظر مطولا الى الهاتف الذي لا يصمت حتى الان ثم فتحه ليضعه على اذنه
-نعم؟
-من معي ؟
فتح نيكو عينيه بدهشة ليجيب بلطف
" مرة وقت طويل يا خاله هذا انا نيكو "
ظهر صوت من الطرف الثاني يدل على الدهشة ايضا ثم قال
" اوه نيكو ! عزيزي كيف حالك ؟
-انا بخير ، وانتم ما اخباركم ؟
-الحمدالله
وقبل ان يتكلم المتصل الذي لم يكن سوى السيدة ميزوكي والدى آي قال نيكو بلهجة وكانه عرف ما تريده
" اذا كنتي تسألين عن آي فلا تقلقي انها في منزلي الان "
اظهرت صوت يدل على الارتياح لتقول
" هل هي بجوارك ؟ اريد ان اكلمها في امر مهم "
-انها نائمة
وبقلق بان على صوتها قالت
" اسمح نيكو انت من يستطيع مساعدتي الان "
-ما الامر ؟
-ان والدها منذ صباح اليوم وهو يبحث عنها في كل مكان ومزاجه سيء جدا فاذا رآها فستكون في وضع قد يضرها جدا
-اعلم هذا فقد اخبرتني به
-لهذا السبب اتمنى ان تتعاون معي ، ارجوك حاول ان تبقى لديك ابنتي لمدة اطول ريثما اتفاهم بهدوء مع والدها لاستطيع ان اهداه
-لاتقلقي يا خالة ، سأعتني بها جيدا
اطلقت تنهيدة ارتياح
" شكرا لك "
-هذا واجبي
-انه صوت والدها لا بد انه عاد سأقفل الخط الان
وقبل ان ينطق بكلمة كانت قد اقفلته بسرعة
نظر الى الهاتف بنوع من القلق ثم رجع الى غرفة الجلوس .. ليتفاجأ عندما رأى آي مستيقظة وقد بدى عليها علامات النوم الشديد
اقترب منها بعد ان اخفى الهاتف في جيبه وهمس بلطف
" لم استيقظتي فجأة .. هل تحتاجين الى شيء ؟ "
اجابت بصوت ناعس وهي نصف نائمة
" سمعتك تتكلم مع احد .."
قاطعها بسرعة
" آه نعم .. انه صديقي كان يحدثني قليلا ليودعني قبل ان يسافر الى الخارج "
صمتت لثوان تنظر اليه ثم تمتمت
" هكذا اذا "
ابتسم لها بلطف
" هيا عودي الى النوم لكي اوقظكي صباحا "
بادرته نفس الابتسامة ثم القت برأسها على الاريكة لينزل جفناها وتغط في النوم .
غطاها جيدا ثم نظر اليها بقلق هامسا
" اتمنى ان لا يعود الماضي مرة اخرى "
ثم جلس على كرسيه الخشبي يفكر بعمق



داخل ذلك القصير الكبير وتحديدا في احدى غرفه الواسعة
جلست السيدة ماتسوكو على كرسي مقابل سرير ضخم وهي ممسكة بيد اياكو التي لم تستيقظ حتى الآن .
كان الاثاث الفخم الذي يزين الغرفة دليل على حالة الترف التي تعيشه اسرة آل روكيمي
منذ ان وصلت الى هنا لم يهدأ لها بال ابدا وفكرها لم يتوقف عن القلق الكبير الذي بدا يزداد وحتى بعد ان طمأنها الطبيب على سلامة وصحة صغيرتها الا انها لم تكف عن التساؤل والخوف
" متى سيحين وقت نهوضكي من هذه الغيبوبة الطويلة "
قالتها بخوف واضطراب دون ان تحرك عينيها التي استقرت على وجهها
قطع شيما ذلك القلق ليقول
" لا تقلقي ، ستنهض قريبا مثل ما قال الطبيب "
اجابت بخوف سيطر على ملامح وجهها
" اتمنى هذا يا بني .. اتمنى من اعماق قلبي"
رفعت عينيها بهدوء لتجده هادئا ينظر بعينيه الكهرمانيتين بتأمل في ملامح أياكو
بعد فترة لا تتجاوز العشر دقائق من الصمت تمتمت السيدة ماتسوكو وعلى وجهها ابتسامة حانية
كأنها تسترجع شيئا من الماضي
"قبل عشر سنوات كانت هذه الطفلة مختلفة عن الحاضر ، لقد كنت جارة والدتها المقربة لهذا كنت ازورهم في كل وقت للأطمأنان عليهم فنتبادل اطراف الحديث بكل سعادة مع والدتها .
لن استطيع وصفها لك فطيبتها الكبيرة وابتسامتها الصافية التي تزين وجهها جعلتها كملاك حقيقي "
سكتت لتشير براسها ناحية اياكو وتكمل
" هذه الصغيرة كنسخة مصغرة من والدتها فقد ورثت جمالها وقلبها الابيض منها "
ابتسم بهدوء ولازالت عينيه تتأمل كأنها تسبح بعمق
اردفت
" تلقيت بعد ثلاثة اشهر رسالة من والدتها .. تعجبت واندهشت نوعا ما فهل هناك موضوع كانت تريد كتابته لي بدل ان تناقشه وجها لوجه .. لم يكن لدي خيار سوى فتح ذلك الظرف وقراءة محتواه وكانت المفاجأة انه لم يكتب شيء سوى سطر واحد وهو ( تعالي الى الحديقة العامة في تمام الساعة الرابعة ، لدي موضوع مهم اناقشه معكي .. بانتظارك ! )
ودون اي تردد حملت حقيبتي وتوجهت الى المكان الذي طلبتني فيه حسب الموعد الذي كتبته .
رأيتها جالسة على احدى الكراسي قرب شجرة فرفعت يدي الوح لها من بعيد .. انتبهت على صوتي من شرودها ، وما ان وصلت جلست بجوارها لنبدأ الحديث
شعرت ان هناك خطب ما في ملامحها فقد بدت شاحبة على غير العادة جسدها اصبح نحيفا اضعاف سابقه.. لقد بدت وكانها مريضة
المفاجأة الاكبر كانت الطلب الغريب الذي طلبته مني ..
وبدأت السيدة ماتسوكو تتحول نظراتها الى شرود كأنها تسترجع احداث
( " ابنتي الوحيدة اياكو .. هل استطيع ان اودعها عندك ؟ "
فتحت عيني دهشة
" لما تقولين هذا فجأة .. هل ستسافرين الى مكان ما ؟ "
اردفت بابتسامة واهنة
" أجل .. "
-الى اين ؟
انزلت رأسها
حدقت بحيرة لاعاود السؤال بلطف
" الى اين عزيزتي كايوكي ؟ "
بعد فترة قصيرة شدت على قبضتها الضعيفة ورفعت رأسها بعينان فيها اصرار قليل لتبدأ بعدها بالتحدث الي
لم يكن متوقعا بل لم اتصور مثل هذه الفكرة بتاتا .. في البداية ظننت انها تقول لي هذا بسبب حزنها على شيء اما .. او كشكوى ، ولكنني في النهاية ادركت الامر وليتني لم ادركه فقد كان مؤلما وثقيلا على صدري لكن الاكبر من هذا حينما نظرت اليها لأرى دمعتان قد انحدرت ببطء على خديها .. مقدار الالم الذي شعرت به لم يستطع حمله قلبي بمجرد ان حاولت التخفيف عنه ، فعرفت مدى المعاناة التي تشعر بها داخل البيت الذي ظننت انه يحملها بسعادة
رجعت السيدة ماتسوكو بفكرها الى الواقع .. حركت عينيها بارتباك وهي تحاول اخفاء حزنها لتكمل
" وبعدها بدأت الاعتناء بآياكو .. ربيتها على يدي لمدة عشر سنوات ، اصبحت صامتة طول الوقت منذ ان شهدت وفاة والدتها امام عينيها .. ولم تأكل بل كانت تصعد الى غرفتها لتجلس في احدى الزوايا واضعة رأسها بين ركبتيها دون ان تنطق بكلمة ، استمريت في محاولة ادخال الطمأنينة والامان الى قلبها والنزول معها الى الحي لتتعرف على اطفال في مثل عمرها ولكنها كانت تهز راسها بالنفي دائما.. استمرت على هذا الحال فترة طويلة ظننت انها ستهدأ بعد تنسى جزء من تلك الحادثة ، ولكنها ازداد سوء عن ذي قبل .. بدأت تمر بأيام تستيقظ فيها ليلا فزعا من تلك الكوابيس التي كانت تروادها باستمرار فتبدأ هلوساتها وهي تجوب البيت بحثا عن والدتها المتوفاة "
نظرت اليها نائمة لتتمتم بحزن
"ماكان على هذه الطفلة المسكينة ان تتحمل كل ذلك"
كان شيما يستمع بصمت وآثر على الصمت ايضا بعدما اتضحت له الصورة اكثر فهو يعلم تماما ان كلمات تقال في هذا الموقف لتغيره لن تكون ذات نتيجة فنطق بصوت خافت
" لهذا عليها تحمل هذه اللحظة .. فربما بين طيات ذلك العالم الذي تعيشه الآن تكتشف شيئا سيساعدها"
.. اغمض عينيه لثوان في هدوء ثم فتحها مجددا لتستقر بتأمل نحو وجهها الصغير وهي مغمضة عيناها في عالم آخر .. بعيد
دقائق مضت والصمت هو المسيطر على المكان .. بدأ النعاس والتعب يغلب على السيدة ماتسوكو فلم يغمض لها جفن واحد بعد هذه الاحداث التي جرت اليوم وهاهو الوقت الان يصل الى الثانية عشر ليلا دون تغير يبدد هذه الاجواء
مال رأس السيدة ماتسوكو على طرف السرير مستسلمة للنوم
التقط شيما غطاء على المنضدة ليغطيها بعناية ثم رجع للجلوس على كرسيه
عقارب الساعة تتحرك كما العادة لتشكل ذلك اللحن الصامت الذي يعبر عن الزمن وما يحتويه من خفايا
لم ادري مطلقا ما المدة التي استغرقتها وانا احاول فتح عيناي الثقيلتان التي تأبى ان تريني النور من جديد و النهوض الى الواقع الذي يجب ان استمر فيه كما اخبرتني أمي ولكنني مع هذا سعيت جاهدة ان افك نفسي من تلك القيود الجامدة لأستطيع التحرك
وشيئا فشيئا .. استطعت بمجهود ضعيف وواهن ان ارفع ببطء جفناي اللذان يتصارعان معي على النزول .
لم استطع الرؤية بوضوح .. كل شيء كان مشوشا وساكنا امامي ولكن للحظة ما شعرت بأن شيئا قد تحرك ليصبح فوقي
تعرقت قليلا حين احسست بنفسي تنتقل ببطء الى حالة الاستيقاظ .. وآلمني رأسي ومع هذا تغلبت عليه عندما لملمت شيئا من طاقتي التي استنفذت
هل غيرت السيدة ماتسوكو مصباح الانارة لتضع مكانه ثريى ضخمة ام انني اتوهم ؟
فراشي اصبح اكثر نعومة عن ذي قبل .. وغطائي واسع جدا ، انه مريح بحق !
ولكن مع ذلك يبقى السؤال قابعا في ذهني وأود اخراجه بشدة
" أين انا ؟ "
بعد عناء طويل اخرجت هذه العبارة من فمي محاولة بها ان استجمع صوتي
" هل استيقظتي ؟ "
هادئ ، ذلك الصوت ...
لم اكن بحاجة الى تحريك رأسي لأعرف من كان يخاطبني لأنني رأيت وجهه أمامي سلفا
أجل ، هو فقط من رأيته عندما فتحت عيني ..
اتذكر اسمه جيدا منذ ان سمعته في أول مرة .. اعتقد اننا كنا في صف المدرسة حينها
حركت شفتاي ببطء لأتلفظ اسمه القصير والذي لازال بنسبة الي طويلا يصعب نسيانه لما يحمل فيه الكثير من تلك الاحساسيس المحيرة
" شـ..ـيما "
-ترينني بوضوح ؟
-نـ..ـعم
ابتسم بلطف
" حمدالله على سلامتك"
تسائلت بحيرة
" كيف وصلت الى هنا ؟ "
اجاب بنفس الابتسامة
"انظري الى يمينكي قليلا لتعرفي السبب "
ادرت رأسي ببطء ..
تفاجئت !
عندما رأيت مربيتي وهي تغط في نوم عميق
اكمل وهو ينظر ناحيتها
" لقد كانت جالسة طوال النهار بأكمله حتى منتصف الليل تنتظر استيقاظكي "
ابتسم
" لم تهدأ للحظة واحدة وهي تنظر اليكي بقلق وخوف "
حدقت بها قليلا لأبتسم بأسى على حالها .. لقد قلت مسبقا ، ستفعل اي شيء من أجلي
تمتمت ولازالت عيناي تحدقان بها
" مع هذا الجسد المرهق لكنها تستمر دون ان تتوقف "
ارجعت رأسي الى وضعيته السابقة لأكمل شاردة
" انها مثابرة جدا "
قال في ابتسام
" عليكي ان تشكريها غدا "
نظرت الى ملامحه الهادئة فترة ليتحرك لساني تلقائيا
" حسنا .. "
ابتسم اكثر وهو يغطيني بعناية بذلك الغطاء ذو الملمس الدافئ .. واستند على الكرسي مغمضا عينيه
بدأت اتأمل قليلا في سقف الغرفة الواسعة المزين بنقوش واتمتم في نعاس
" أمي اخبرتني انني سأكون قادرة على اكتشاف شخص مجهول سيحمل محلها ... "
لم يكن هناك سوى السكون الذي يبعث على الراحة وذلك المصباح ذو الاضاءة الخافتة جعلني اشعر بالنوم يسيطر علي مجددا ..
اكملت بصوت خافت
" رغم انني اخبرتها .. هذا العالم واسع ، الا انها وعدتني بانني سأعرفه "
رغم ان المكان كان باردا نوعا ما بسبب جهاز التكيف الخاص بالغرفة الا ان قليلا من الدفء شعرت به قربي .. فبدأت محاولات النوم في السيطرة علي ليبدأ جفناي بنزول تدريجيا وانا بدوري احاول دفعهما
تحسست لشيء خفيف بدت حركته فوق رأسي لانتبه على وجهه الحاني .. وعينيه الهادئتين
كانت هذه اصابع يديه تتراقص بانسياب مع اتجاه خصلات شعري لتُخير قواي في لحظات
همست ببطء قبل ان يغطي جفناي عينيّ
" هل تعرفه .. صاحب النظرات الصادقة "
ابتسم
" بما ان والدتكي اعطتكي وعدا ، اذا ستكتشفينه مثلما قالت "
كانت هذه آخر عبارة حاولت جاهدة سماعها وانا ادقق باتجاه شفتيه التي استقرت على تلك الابتسامة
مرت ثوان معدودة .. ليميل رأسي واغط في نوم دافئ تسلل برقة الي




في صباح يوم جديد ، وبعدما اشرقت الشمس من سباتها لتملأ الارض نور عندما ارتفع ستار الليل
خرج نيكو وهو يجفف شعره الاسود بمنشفة صغيرة وضعها حول رقبته
دخل الى غرفة الجلوس ليجد آي مستلقية رأسا على عقب وهي لاتزال في عالم آخر !
اقترب منها .. وقال بصوت مسموع
" آي ، هيا استيقظي ايتها الكسول "
تقلبت بضع ثوان لتعدل وضعيتها وهي تغطي نفسها مجددا !
اعاد ندائه مرة اخرى
" استيقظـــــي هيا ! الا تعلمين انها الثامنة صباحا ؟"
وببطأ شديد فتحت عينيها لترى نيكو واقفا امامها مبتسما
قامت بصعوبة وهي ترفع رأسها لتنظر اليه قليلا وهي تفرك احدى عينيها
بشكل طفولي
قال ضاحكا
" انظري الى وجهكي كيف انتشرت آثار النوم عليه
لم تجب بل اكتفت بالوقوف وهي تزيل الغطاء ثم توجهت الى الحمام بكسل شديد
هتف لها وهو يستدير لأخذ معطفه الرمادي الممد على الطاولة
" تجهزي بسرعة لكي نتناول طعام الفطور"
اعاد خصلات شعره الكثيفة للوراء ثم التقط ساعته الفضية ليلبسها حول معصمه
وبينما هو كذلك ، اذا به يسمع شيئا يهوي ليسقط بعنف فجأة
توقف لثوان ثم خرج من غرفة الجلوس ليتفقد مصدر الصوت
" آي ما الامــ.. "
بتر عبارته دهشة عندما رأى جسدها ساقط على الارض قرب باب الحمام وقد تسارعت انفاسها بعنف
اتسعت عيناه !
لم يقف اي ثانية بل اسعر الخطى باتجاهها فزعا
جثى على ركبته ليرفع رأسها من على الارض وهو يهتف بقوة
" آي ! آي .. تماسكي وافتحي عينيكي ، آي ! "
كرر اسمها عدة مرات صارخا بأعلى صوته والقلق يستحوذ عليه.. ولكن
لا رد

خيط الامل استطاع التشبك بطريق ولكنه .. فلت من طريق آخر

يتبع ..




هٌأُ قّدَ هًدُأِ ضِجُيٌجُ أٌلًفٌرُأِقُ !!
وُأٌطُمٌأَنُتِ رّوُحُ أِلِحًڳِأَيُة فِيّ لّحّدِھأُ
فَلًأِ يّرّعِبّنًيُ أِلّأِنُ سَۇۈۉى ..
فّرُأِغّ مِقِعّدِڳِ فَيٌ قِلّبُيٌ !!
وُأِنُسٌڳّأُبّ حَنُيّنً أَلُشِتٌأٌء فُوِقِ وّسَأُدَتٌيّ





1- بعدما فشلت هيناتا في اكتشاف ماضي والدها ، فهل هناك مرة اخرى لمحاولاتها ؟

2- ما توقعاتكم حول الدواء السري الذي يخطط الاشخاص المجهولين ؟

3- كيف سيستمر شيما مع اياكو بعدما عرف جزء من ماضيها ؟ وما الاحداث التي ستجري بينهم ؟

4- ماذا حدث لآي في نهاية الجزء ؟

5- رأيكم في البارت .



اعتذر عن اي تقصير
بانتظار ردودكم ..


في امان الله
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يِـﭭُـﯛلُـﯚڼْ لِـْﮯْ' ڳـٱاْڜڅـﮧّْ. ﯢڜ' عِ"ـنْدِڳ؟ ﭰـوْلْـﭢْ " لِـ عْ' ـيُـﯟـڼْـڳـمّ "♥ ياقوت أزرق هادي مدونات الأعضاء 16 07-05-2012 12:48 PM
يأُ رًبَ عّۇۈۉنُڳً ! ضّأٌقُ بّيً ڳُوِنَڳً ! مَها ملحقات الفوتوشوب 6 03-18-2012 01:20 PM


الساعة الآن 01:31 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011