عيون العرب - ملتقى العالم العربي

البــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارت (4)
بدأت خيوط الشمس تخترق الأرض و تصل لكل شخص يحمل بداخله الأمل, لتنتشر بتلك السرعة و يبدأ يوم جديد بأحداث أجد , استيقظ ريو مبكرا كعادته فهو لا يحتاج لمنبه , قام من سريره و هو منتعش نفسيا فهذه المرة الأولى التي ينام فيها على فراش ناعم منذ تلك الحادثة , توجه إلى الحمام متجاهل اريا وقام بفرشة أسنانه التي تشع لمعانا و غسل وجهه ذا البشرة البيضاء الصافية المكتسبة قليلا من السمرة ( نتيجة عمله المرهق ) و قام بغلق الباب جيدا ليقوم أو لتقوم بتبديل ملابسها فهي أدركت أن أريا منحرف , فأخذت أقصى إحتياطتها فهي بعد كل شي ما زالت فتاة . و بعدما انتهت من ترتيب نفسها و هي ترتدي جاكت المدرسة المرسوم عليها شعار مدرسة راجا , فابتسمت دون وعي , وقامت بالخروج من الغرفة و ألقت بنظرها على سرير أريا ووجدته ما زال نائما , صحيح أن الوقت مبكر لكن لماذا لم يستيقظ بعد هذه كانت الأفكار التي تدور في رأسها .
خرجت من الغرفة و كان الصمت مسيطر على أرجاء المدرسة بأكملها يبدو أنها لا تدرك أن الوقت مبكرا جدا , فاستغلت الموقف و أخذت تتجول في أنحاء المدرسة و بينما هي تسير و صلت قدمها إلى حديقة كبيرة مليئة بالعشب الأخر و هي كانت تقف على تله بسيطة , فابتسمت و بدأت تركض مسرعة و هي سعيدة جدا متناسية كم المشاكل التي تحملها على أكتافها كل يوم .
و بعد مدة طويلة من الركض تعبت و استلقت على العشب المبلل بقطرات الندى و قد كان منظرها في ذلك الوقت هو حديث الطالبات لهذا اليوم , فبينما هي تسير في الطريق إلى الفصل , كان الجميع يتحدث عن الطالب الوسيم الذي كان يركض في الصباح الباكر .

دخل ريو الصف واتجه نحو كرسيه القابع بجانب النافذة و أخذ يسترق النظر على الطلاب , و فجأة أحس بأشخاص يراقبونه من بعيد فكانت مجموعة من الطالبات يتهامسون و عندما رأوا
أنه يراقبهم بدئوا يتعاركون , لم يعر ريو أي انتباه لذلك .
فتح الباب بهدوء و سمعت أقدام تلك الفتاة المتجهة نحو كرسيها لتجلس بصمت , و لكن أوقفها ذلك الصوت الذي على أثره بدأ قلبها بالنبض من جديد .
ريو : روز هل أنت بخير .
روز من دون أن تلتفت له و بصوت هامس لا يكاد أن يسمع ووجها بإتجاه الأرض : نـ ـعـ ـم شــ ــكــ ر ا لسأ لك
سحب ريو يد روز ووجه رأسها اتجاهه و رفع رأسها لتتقابل أعينهم , كانت روز تحبس تلك الدموع وتمنع بشدة سيلنها , و لكن عندما تقابلت عيناها بأعينه الخضراوتين فنفجر البركان و سالت الدموع من غير توقف , فسحبها ريو بين أحضانه و بدأ يمسح على رأسها و يقول : لا بأس لا بأس لا داعي للبكاء عليه لا يستحق دوعك . كانت تلك الكلمات علاجية بالنسبة لروز و أحست بالأمان و هي بين أحضانه . و بقيا هكذا حتى صرخ المعلم : لا تستحون على أنفسكم و أنتم بالفصل سأعاقبكم بالحجز . فابتعدت روز عن ريو بسرعة و هي محمرة خجلا . فقام ريو بالاعتذار من المعلم على سلوكه و أوضح أن روز ليس لها ذنب بتصرفه الغير مؤدب , و رجع لمقعده بصحبة حجز ( أي العقاب ) . و عاد الجميع لمقاعدهم وبدء المعلم الحصة و كان الجميع منتبه للحصة إلا روز فكانت تشعر بالذنب اتجاه ريو , وهكذا مرت أول ثلاث حصص , وعند قرع جرس قام ريو من مكانه و قام بضب حاجياته و عندما استدار ليخرج وجد أمامه روز مطقطقة الرأس خجلا : أمممم أنا آسفة لقد عقبت بالحجز بسببي .
ريو : لا بأس و لكن هل أنتي على ما يرام الأن لا يهم كم أتعاقب إن كنتي ستصبحين بخير( تحاول تقليد الأمير في القصص الخيالية و تجهل أثرها ) خجلت روز كثير و غادرة مسرعة .
خرج ريو من الفصل و اتجه نحو الكفتريا و أخذ تلك الصينية و أخذ يضع الطعام عليها و هو مندهش من كثرة أنولع الطعام و أشهاها , ثم توجه ليجلس على كرسي و لكن كانت جميع الطاولات مملوءة بالطلاب و بينما هو يسير يبحث عن مقعد فارغ أحس بشخص يمسك بذيل ملابسه فالتفت و نظر إذ بها فتاة ذات شعر أسود .
الفتاة : هل تبحث عن مكان لتجلس عليه .
ريو : أجل
الفتاة : هل يمكنك الإنضمام إلينا
ريو : ليس لدي مانع
الفتاة بعد قفزة :أجل , ثم إحمرة و جنتاها .
الفتاة : إسمي رندا و أنا من الصف الثاني عشر (س)
ريو بعدما جلس و قبل يدها : تشرفت بلقاكي أدعى ريو من الصف الثاني عشر (أ)
رندا : من صف العباقرة .
(( عندهم الصفوف تنقسم حسب المستويات إلى (أ) وهم الفئة الأكثر ذكاء ثم يليهم (ب) و أخيرا (س) ))
كانت الفتاة خجلت لتكلمها مع فتى عبقري , و لكن ريو قاطعها أين مكان الجلوس .
رندا : إتبعني .
وسارا حتى و صلا إلى طاولة كانت شبه ممتلأة و كانت أغلبهم فتيات أو بالأصح لم يكن بهم أي فتى , وعندما إتجهنا نحوهم قامت فتاة بسرعة و عرفت عن نفسها بحرارة كأنها لا تصدق عيناها و تلها بقية الفتيات , ثم قمت بتعريف بعدها , ولم يستطع أن يخفي أحدا منهم دهشته . ثم تناولنا الطعام و قد كان ريو محور جلستهم لكثرة الأسئلة . و أخير رن الجرس معلنا بدأ الحصص من جديد و جميع الفتيات بتنهد .
رندا : أرجو أن نراك مرة أخرى ريو .
ريو : بالطبع سنلتقي من جديد فجلستكم كانت ممتعة ( كاذب على مين بيكذب لقد أصابه الضجر منهم )
وإتجه ريو نحو الفصل بكل هدوء تارك ورائه جميع الفتيات مصابات بمرض عشقه .

و في مكان أخر كان ......
بكفي تعبت يل بكمل بعدين
و أخيرا بدي و قفة صغيرة نقرأ بها الفاتحة على روح (150) شهيد في غزة و ندعو لهم من قلوبنا بنصرهم .