مُدَوَّنَةُ كَاتِبٍ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ "مُقَدِّمَة" هُنَا سَأَكْتُبُ حُزْنِي ، وَفَرَحِي . فَرَجِي ، وَكَرْبِي . صِغَرِي وَكِبَرِي ، عَلَّمَتْنِي الحَيَاةُ كَثِيْراً وَأَخْفَقْتُ كَثِيْرَاً ، وَضَرَبَ الشَّيْبُ مَفْرِقَ رَأَسِي ، وَحْدَوْدَبَ ظَهْرِي ، وَرَقَّ عَظْمِي ، وَضَعُفَ بَصَرِي ، فَأَيْقَنْتُ أَنَّيْ لا زِلْتُ جَرِيْحًا ! أُصَارِعُ نَكَبَاتِ الْدَّهْرِ ، وَأُحَشْرِجُ مَرَارَاتِهَا فِيْ حُلْقُوْمِيْ ، فَلَمْ أَنَلْ شَيْئَاً يُذْكَرُ سَوَى قَلْبَاً مُمَزَّقَاً، وَحَظَّاً عَاثِرَاً فَيَا عَجَبًا مِنْ رُوْحٍ تَرْتَعُ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ ! |
"تَأَمُّلاتٌ " كُنْ عَلَى حَقِيْقَتِكَ ، وَلاتَدَّعِي الكَمَالَ ! وَأَنَّكَ خِيْرُ العِبَادِ ! فَاللهُ خَلَقَكَ خَطَّاءً فَكُنْ تَوَّابَاً ! وَأَخْرَجَكَ جَاهِلاً ، فَكُنْ مُتَعَلِّمَا! وَأَنْشَأَكَ مِنْ نطفةٍ فُكُنْ مُتَوَاضِعَا! فَلَوْلا سَتْرُ اللهِ عَلَيْكَ مَا مَشَيْتَ عَلَى أَرْضِهِ ! ، وَلَوْلا حِفْظُهُ لَطَالَتْكَ الشَّدَائِدُ ! وَلَوْلا رَحْمَتُهُ مَا أَكَلْتَ مِنْ رِزْقِهِ !.فَيَا سَاتِرِي وَحَافِظِي وَرَاحِمِي ، لَكَ الشُّكْرُ مِلءَ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَلَكَ الحَمْدُ عَلَى أَلآئِكَ الَّتِي لاتُعَدُّ وَلاتُحْصَى ، الْلَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِيْ مِنَ الأَشْقِيَاءِ فَامْسَحْهَا وَاكْتُبْنِيْ مِنَ الْسُّعَدَاءِ ، آمِيْنَ . |
" الرَّوْحُ " خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ لانَعْلَمُ كُنْهَهَا إلاَّ أَنَّنَا نَشْعُرُ بِهَا ! فَهِي مُلْتَصِقَةٌ وَمُمْتَزِجَةٌ بِنِيَاطِ عُرُوْقِنَا ، بِدُوْنِهَا نَكُوْنُ جُثْةً هَامِدَةً. تَبُثُّ الحَيَاةَ فِي أَجْسَادِنَا فَهِيَ اسْمٌ عَلَى مُسَمَّىً ! بَهَا نُحِبُّ وَبَهَا نَكْرَهُ ! مُجَنَّدَةٌ مِنْ اللهِ لِتَلْتَقِي مَعَ صُوَيْحِابَتِهَا ، فَإِمَّا أَنْ تَتَعَانَقُ أَوْ تَتَنَافَرُ! لِذَلِكَ لاتَعْجَبْ حِيْنَ تَتَعَلَّقُ بِرُوْحٍ ( مَا ) فَهُنَّ يَعْرِفْنَ مَا لانَعْرِفُ ! |
"قَطْرَةُ قَلَمٍ " مِنْ المؤْسِفِ أَنْ نَرْحَلَ بِقَلَمِنَا إِلى أَغْوَارٍ بَوَاطِنُهَا المَكْرُ وَالدَّهَاءُ ، نمَطٌ فِكْريٌّ عَقِيْمٌ ، وَحَصِيْلةٌ مُركَّبَةٌ تَصْنَعُهَا تَفَاعُلاتٌ نَفْسِيَّةٌ ، وبِيْئَةٌ مُعَقَّدَةٌ ، تَتَخَلَّصُ بِمُقْتَضَاهَا مِنْ فَضَلاتِ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوْءِ ، مَعَ أَسِيْقَةٍ حَاضِنَةٍ تُحَوِّطُهَا بِأَسْوَارِ الزَّقُوْمِ ، لِتَصْنَعَ أَبْعَادَهَا بِلا عَقْلَنَةٍ ! ، هَيَامٌ رُوْمَنْطِيْقِيٌّ عَصَفَ بِمـَوْضُوْعِيَّةِ النَّقَدِ ، ولِسَانِيَّاتٌ تَتَلاقَحُ مُخَصِّبَةً ، سُلالَةً مُهَجَّنَةً بِيْنَ الحَقِّ والبَاطِلِ ، لَعَمْرِيْ وَأَسَفِي عَلَى مَا آلتْ إِلَيْهِ !. |
"التِّيْهُ " ظَلامٌ دَامِسٌ نَتَخَبَّطُ فِيْهِ ، أَوْ كَالحُلُمِ حَيْنَ نَقِفُ مَوْقَفَ _ ومَانَحْنُ بِتَأْوِيْلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِيْنَ _ ، أَوْكَرِحْلَةِ قَوْمِ مُوْسَى ! وَبَيْنَ الظَّلاَمِ والحُلُمِ والرَّحْلَةِ ،سَنَبْقَى فِيْ ذَاكَ التِّيْهِ ،وسنَعْجَزُ عَنْ مَاهِيَّةِ مَنْ نُرِيْدُ . لَقَدْ أَصْبَحْنَا كطِفْلٍ فِيْ ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ _ فَأَنَّى نُبْصِرُ _ ؟! . |
الساعة الآن 01:12 PM. |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011