عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات و قصص بالعاميه (https://www.3rbseyes.com/forum185/)
-   -   يوميات ساره وعمر(سلسله متجدده) (https://www.3rbseyes.com/t346623.html)

مؤمن الرشيدي 11-05-2012 12:25 AM

خفق قلبى بقوة

عندما رأيت سارة تدخل الصالون كما كنت أفعل حين أراها أيام الخطوبة !! يا حبيبتى يا سارة واضح انها لم تنم مثلى ووجهها متعب جدا ...لن أغضبك أبدا يا حبيبتى وقطعت حبل أفكارى لأسترد وعيى ولأقول للجميع ما نويت عليه أنا جاى النهاردة علشان أعتذر عن الكلام اللى قالته والدتى ليكم .....وأنا باعتذر بالنيابة عنها لأنى لا أقبل المساس بكرامة سارة لأن كرامتها من كرامتى .... بس أنا جاى علشان كده ..وبعد اذنكم استأذن لأن عندى مشوار مهم !! )

قفز قلبى بين ضلوعى من الرعب أ لن يصالحنى عمر ؟ طيب وبعدين !!هل سيمشى حقا ؟!! وهمت والدتى أن تلقى عليه مدفعية من العيار الثقيل وما أن فتحت فمها حتى عرف أبى نيتها وعلم أنها ستشعل الوضع فقاطعها بصوت حازم]

( ايه يا حاجة مش هتجيبى حاجة للباشمهندس يشربها ولا ايه ؟ )

ونظر لأمى نظرة نارية جعلها تنسحب فى صمت......
ثم استأذن هو الآخر ليجرى مكالمة تليفونية طويييييييييييلة !!ربنا يخليك لى يابابا !!
ونظرت الى عمر من طرف خفى بشوق : آه كم أعشق هذا الرجل ! وكم كبر فى نظرى عندما اعتذر عن كلام والدته السخيف ....أنا فعلا غلطانة غلطانة غلطانة !!
وأخيرا تكلم عمر ونظر الى بعتاب كبير لم أره من قبل :

:كويس كده ان الناس بتتفرج علينا ؟ وانتى اشتكتينى للجميع وأنا لم أحكى حتى لأمى ؟!!
- ..............
- أنا فعلا غلطان انى زعقت وكبرت الموضوع بس انتى بعتينى وسبتى البيت وانا مش ح انسى ده أبدا !!

أنا غلطانة فعلا بس أنا متعودة منك أنك تحتوينى وتطبطب على فجأة لقيتك بتهاجمنى وانا ميتة من التعب أتجننت أعمل ايه ؟ ووالدتك كمان قالت كلام رهيب !
فرد بعصبية :

- خلاص أنا اعتذرت عن كلامها أعمل ايه تانى ؟ بس لازم تعرفى انى مش ح اسمح بالوضع ده تانى .....لو عاوزة تزعلى منى ابقى اقفلى على نفسك أودة النوم واعتبرى نفسك سبتى البيت مش نفرج علينا الناس كده ؟!

- فرددت بخجل وقد بدأت دموعى تنساب : خلاص انا كمان غلطت يا عمر!

فلانت ملامحه برقة وقال لى بحنان :

طيب ايه لازمة الدموع دى دلوقتى؟ ما تعيطيش علشان ما تتعبيش يا سارة ! وبعدين كده أهون عليكى وتسيبينى لوحدى!!

فهممت أن أعاتبه ثانية فدخل والدى وهو يبتسم ابتسامة حنون وكأنه سمعنا وقال لى

يالا يا سارة من غير مطرود قومى البسى هدومك علشان تروحى مع جوزك يا حبيبتى .....ومش عاوزين نشوفكم هنا الا مع بعض مفهوم

وأخيرا دخلت بيتى وكأنى تركته من عشر سنين !! شعور رائع بالدفء غمرنى عندما أحاطتنى
أركانه .....كم كنت غريبة خارجه!! لن أتركه ثانية ان شاء الله ...والتفت الى عمر وأنا أتوقع خناقة طويلة أو أوامر لا حصر لها لأنه لم ينطق بكلمة فى السيارة طوال الطريق وشكله ينذر بعاصفة لا حدود لها ....ونظرت له صامتة أنتظر ما سيقوله


..وانتظرت طويلا حتى رفع رأسه لى أخيرا وقال لى جملة واحدة بحزم رهيب

(أنا مش ح أسمح باللى حصل ده انه يتكرر تانى ! ولو مش عاوزة تسمعى كلامى بعد كده فى أى موضوع يبقى مفيش لازمة نكمل مع بعض !!)

ثم تركنى ودخل غرفته الصغيرة التى تحتوى على سريره القديم وهو شاب ولم يدخل غرفة نومنا !!وذهلت من عبارته لقاسية وارتجفت من القلق لم أتخيله غاضبا الى هذا الحد !! لقد اعتدت منه على الغضب ثم الصفاء السريع ثم يبادر هو لصلحى حتى لو كنت مخطئة !! لقد اعتدت على حنانه حتى تماديت فى عنادى والآن أدفع الثمن !!


لم أجرؤ ان أدخل وراءه وأناقشه وتركته ليهدأ ....... ودخلت غرفة نومى وحاولت النوم قليلا ولم أستطع فالغرفة بدونه كأنها غرفة فى الاسكيمو !! عرفت الآن لماذا جعل الله الهجر فى المضاجع وسيلة لتأديب الزوجة !!


ومرت أيام ونحن على هذا الحال لا يكلمنى الا كلمات معدودة ولا ينظر الى عينى وهو يحادثنى آه ما أقساه من عقاب !! وحاولت مرارا أن أفتح معه الموضوع لأشعره أنى أخطأت وانى كنت متوترة من الحمل وانى لن أفشى أسرارنا ثانية أبدا.. بلا جدوى !! كان لا يسمع ويجعلنى أصمت بحزم واضح !! حاولت اثناءه عن النوم فى غرفة أخرى بلا فائدة !! وكان يعود يجدنى متزينة ومتعطرة ولكن كأنى ألبس طاقية الاخفاء !! ماذا أفعل ياربى ؟


ومازاد المشكلة ان ماما زعلانة منى انى رجعت منزلى دون أن أجعلها ترد لى حقى وتقتل لى عمر وأمه !! وطبعا حماتى لا تتصل أبدا وشعرت انها هى الأخرى زعلانة من عمر ومنى طبعا !! يعنى احنا كده كلنا عاوزين مجلس الأمن يصالحنا مع بعض !!

لابد أن تعلم سارة انى لا أقبل ان تستهين بى ولابد أن تسمع كلامى !! الظاهر انى دلعتها كتير وهى اتعودت على كده !! لابد من وقفة حتى تستقيم الأمور !! بس كده انا حاسس انى بأقسو عليها جدا !! لا والله لا يمكن تكون قسوة فالرسول صلى الله عليه وسلم اعتزل زوجاته فى المسجد عندما أثقلوا عليه فى أمور الغيرة والاختلافات الصغيرة حتى عادوا الى سابق عهدهم ....بس هى صعبانة على جدا ووحشانى جدا جدا ....لا اجمد ياعمر باشا وكمل دور سى السيد واستحمل النوم على السرير السفارى الجبارذو المرتبة الفولاذية لحد ما ربنا يسهل !!!

طيب الشغل وأخدت أجازة منه ! وكلام وبأحاول أكلمه ! أعمل ايه تانى ؟! الظاهر انى غلطت لما صالحته خلاص هو حر انا عملت اللى على ....... عاوز يزعل براحته بقى !!


بس هو حبيبى برضه وبافتكر لما بأكون أنا زعلانة منه بيعمل ايه علشان يصالحنى ....يبقى انا ماأتعبش نفسى شوية علشان أصالح حبيب عمرى؟ امال أتعب نفسى علشان مين ؟ طيب أعمل ايه ؟ واخذت أفكر وانا ألعب على الكومبيوتر لقطع الوقت حتى يأتى عمر ....


ووقعت عينى على الطابعة وأنا ألعب... وفكرت أن أكتب له جواب اعتذار وأشرح فيه مشاعرى له ....ولكنى وجدت فكرة أفضل....

أخذت أكتب كلمة أنا آسفة بكل اللغات التى أعرفها : آسفة بالعربى وسورى بالانجليزى وباردون بالفرنساوى و ايوووة حقك علينا يا جدع بالاسكندرانى ومعلهش بالصعيدى !!

وأخذت أطبع من هذه العبارات الكثير وطبعا لم أنسى أن أكتب عبارات جميلة مثل (والله العظيم باحبك !) ( ما كنتش أعرف انك قاسى كده!! ) (طيب أهون عليك ؟)

وكتبت لوحتين كبيرتين علقت واحدة على باب حجرة نومه الصغيرة التى أكرهها وكتبت عليها ممنوع الدخول !!! والاخرى على باب غرفة نومنا معا وكتبت عليها الاتجاه اجبارى !

وأخذت أعلق كل هذه الأوراق فى كل مكان .....أكيد حيقول على مجنونة لما يشوف المهرجان ده كله........ بس يمكن الجنان يصلح الشرخ اللى حصل بيننا !!


وانتظرت عمر طويلا حتى جاء أخيرا وطبعا ذهل من دار النشر اللى أنا عاملاها فى البيت !! ونظر الى وابتسم ابتسامة عريضة لم أرها من أيام طويلة !! فجريت اليه وتعلقت برقبته كالطفلة الصغيرة وهمست فى أذنه ( مش ح اعمل كده تانى ...أنا ماأقدرش أعيش وانت زعلان منى كده !!) وطبعا ضمنى اليه وقد زال كل غضبه وجلسنا وقال أخيرا وهو يبتسم

- انتى حتفضلى مجنونة كده على طول ؟ كل ده عملتيه علشان تصالحينى ؟ تعبتى نفسك يابنتى !!

- يعنى انت مش زعلان منى مش كده ؟


- أنا مقدرش أزعل منك خلاص ...بس لسه فيه نقطة صغيرة ....موضوع الشغل ده انا مش ح أرجع فى كلامى فيه .أنا لا يمكن أعرضك للخطر انتى وابنى تانى ...انتو الاتنين أغلى حاجة عندى اتفقنا ؟

- وهممت بالاعتراض ولكنى لم أستطع وقلت على مضض: حاضر بس أنا ما اتعودتش على قعدة البيت يا عمر بجد ح أموت من الملل وبعدين حنلاحق على مصاريفنا منين يا حبيبى ؟

- بصى أنا فكرت فى حل يريحنا كلنا .. بس ادعى ربنا انه يحصل ......فيه واحد عندنا فى الشركة كل شغله انه يرد على العملاء من خلال الايميلات وانه يجرى أبحاث على النت ليحصل على أفضل عروض للشركة من خلال مقارنة مواقع الشركات الثانية بشركتنا .....يعنى كل شغله على الانترنت وكتير ماكانش بييجى ويبعت التقارير دى من البيت .......لأنه بيؤدى المطلوب منه وخلاص لأن وجوده فى الشركة غير ضرورى.....فهو الأيام دى جاى له عقد عمل فى الخليج وبيفكر جديا انه يوافق عليه .....فلو ده حصل ح أحاول أقنع المدير انه يسلم الشغل ده ليكى تعمليه من البيت ......وح أقنعه انك ولا بيل جيتس فى زمانه ......هو صحيح راتبها أقل من مرتبك القديم ......بس ح تترحمى من بهدلة المواصلات ....قولتى ايه ؟ أقول له ولا انتى مش موافقة ؟

فرددت بفرح كبير : مش موافقة ؟ دى وظيفة تجنن !! بس يارب صاحبك يسافر والمدير بتاعك يوافق....بس مين ح يعلمنى الحواديت دى كلها انا بأعرف أشتغل على الكومبيوتر والنت كويس بس ما أعرفش العملاء والمنافسين والأفلام دى ؟ مين اللى ح يعلمنى ؟

انا ياحبيبة قلبى ..........


يتبع.........

مؤمن الرشيدي 11-21-2012 11:23 AM

بدت صالة منزلنا المتواضع مثل ساحة القتال ........

ولكنه قتال من نوع خاص هذه المرة !! بدأ بنظرات نارية من حماتى لى .... وأعقبها مصمصة للشفتين مدعمة بأسلحة دمار شامل من كلمات موجهة لى تحرق الدم ...لأن عمر صالحنى ولم يستمع اليها !! وعلى الجانب الآخر من الجبهة كانت أمى تحمل الراية وتوجه مدافعها الرشاشة الى عمر هذه المرة لأنه تجرأ وأغضب القطة الوديعة مغمضة العينين اللى هى أنا !!


وكدت أبكى فى لحظات كثيرة .......وكاد عمر ينفعل فى أوقات أكثر ولكننا أخذنا عهد على أنفسنا قبل أن نعزم الأسرتين على العشاء ...أننا نبتغى رضا الله من رضاهم وسنستحمل أى كلمة أو غضب من أحد الطرفين حتى نمتص شحنة الانفعال التى تسكن الصدور وتعود الأمور الى طبيعتها الأولى .....


وكنت عندما أرى الأمور ستشتعل بين ماما وحماتى أبادر عن الحديث عن البيبى وكيف أن الحمل متعب جدا وأنى أنام كثيرا جدا ولا أطيق الأكل .......ولكن للأسف كان هذا يأتى بنتيجة عكسية بالطبع مع حماتى لأنى باتدلع على ابنها ....فيغمزنى عمر عندما ينقلب وجه أمه من كلامى وكأنه يقول لى ( جيتى تكحليها عميتيها !!)

ياااااااساتر أخيرا عدت السهرة على خير.. دى ولا مفاوضات اسرائيل !! بس كنا يعنى حنعمل ايه ؟ حنسيبهم زعلانين مننا ؟ المهم انهم نزلوا هاديين وأفضل من الأول ...بعد ما فرغوا كل شحنة النكد والعتاب علينا أنا وسارة .....بس الحمد لله انهم كده راضيين عننا علشان ربنا يرضى عننا ..وأحلى حاجة عجبتنى موقف الرجال (والدى وحمايا ) من الحدوتة أخذوا ركن وقعدوا يلعبوا طاولة وكل واحد ساب مراته تفرغ قنابلها علينا حتى ترتاح !! واضح ان القنابل دى كانت بتنزل على دماغهم هم فحبوا يرتاحوا شوية من النكد !!


ياااااااااااه ده انا نمت كتير اوى .....السهرة امبارح امتصت كل طاقتى فى الاحتمال هم نزلوا من هنا ونمت فورا بدون مقدمات ..... واضح ان عمر نزل الشغل من غير ما يصحينى وتخلى عن فطاره المتين !! موضوع الحمل ده جه على حساب عمر وهو كمان حنين جدا وخايف على انى أتعب نفسى فى اى حاجة وانا طبعا ما صدقت !! سايقة الدلع على الآخر بأستغل الفرصة لآخر نقطة ....أف دى ريحتها مش حلوة شيلها بسرعة ..... لا مش قادرة أطبخ النهاردة هات أكل معاك ..... سوق بالراحة علشان البيبى .....مزاجى مش رايق عاوزة أخرج حالا ....نفسى فى أم الخلول دلوقتى !!


والغريبة انه مش متضايق ومحسسنى انى ح أخلف صلاح الدين الأيوبى ولا قطز !! وعاطفته ناحيتى أصبحت أعمق وأهدأ بيتكلم عنى وكأنى لست فرد واحد بل عائلته كلها .....اللهم اجمعنا سويا على حبك ولا تفرقنا أبدا .....


ساعة ما سارة سابت الشغل والمصاريف بقت نار ولسه المدير لم يعطى رأى نهائى فى موضوع وظيفة الرد على العملاء من خلال النت ولسه متخوف من الفكرة .....يارب يوافق علشان يحل أزمتنا دى يارب ....... .وخلاص تعبت من فكرة الاقتراض من والدى ....أمتى بقى أقدر أعتمد على نفسى وما أحتاجش لحد تانى ؟ يارب افتح لنا أبواب رزقك الحلال وأغننا من حلالك .......


رأيت فكرة مشروع ممتاز على النت ....يطلبون تصميم هندسى لمدينة ألعاب ترفيهية تعليمية للأطفال .....وصاحب أفضل تصميم سيأخذ مكافأة سخية وأيضا سيعين المستشار الهندسى للشركة وهى شركة مقاولات متعددة الجنسيات وراتبها أضعاف ما يتقاضاه عمر


......عرضت عليه الفكرة فعجبته جدا وأمضى ساعات على موقع الشركة وهو متحمس جدا لاقترابه من حلمه بالخروج من دوامة عمله الروتينى الى دائرة الابداع التى يتمناها وكان مميز جدا بها فى كليته ولا تتيحها له شركته .....وكان يقضى الساعات يشرح لى أفكار المشروع وأحلامه لو أخذوه هو فى هذه الوظيفة الرائعة وكيف ستتحول حياتنا الى شىء آخر ....
.


وفجأة وجدته فقد حماسه وانكسر ... ولا يتحدث فى الموضوع ولا يدخل الى موقع الشركة وعندما سألته عما حدث ...أجابنى باحباط :


- خلاص يا سارة واضح ان الموضوع ده مش لينا .....

- ليه يابنى التشاؤم ده ؟ ايه اللى حصل ده انت كنت متحمس جدا

لما حسبتها لقيت انهم عاوزين تأمين لدخول المشروع حوالى 5 آلاف جنية وكمان انا ح أحتاج معدات تصميم وأدوات ومراجع بمبلغ كبير حنجيب ده كله منين ؟

- ياسيدى ربنا يحلها من عنده بس بلاش الاحباط ده كله ......

- فرد بيأس واستسلام : وبعدين ياستى يعنى هم ح يسيبوا كل الناس اللى متقدمين وياخدونى انا ؟ يعنى أنا أزيد ايه عنهم ؟


- فرددت بحماس : انت تزيد عنهم انك عبقرى وحساس وبتشوف الاشياء بمنظور خاص بيك وانت بنفسك ياما قلت لى ان زمايلك ومديرك نفسك قالوا ان تصميماتك عبقرية بس محتاجة تمويل كبير .......وبعدين هو اى واحد من الناس الكبار ابتدأ حياته ازاى ؟ ماهو أكيد كان صغير زيك كده بس عنده ثقة فى موهبته فكبر بيها ...انت مش عارف قيمة نفسك يا باشمهندس ولا ايه ؟


- فانتقل الحماس اليه شيئا فشيئا ورد وقال :ياستى ربنا يكرمك بس انا حآجى ايه جنب كل الناس اللى حتقدم دى ؟ مش معقول ح ياخدونى انا !!

أهى هى دى محبطات الأعمال اللى الرسول عليه الصلاة والسلام استعاذ منها .....ياسيدى اعمل اللى عليك واجتهد والتوفيق على الله وليس عليك ....وبعدين نسيت سلاح ساحر اسمه الدعاء ؟ يخليك تهزم اى حد قدامك وتنتصر عليه كمان .


- فانتقل اليه الحماس والثقة بنفسه وتلون صوته بالأمل ولمعت عيناه وهو يقول يعنى انتى شايفة كده ؟
فرددت بثقة فى الله : ما تخافش ربنا ح يحلها من عنده !!-

-

وفى الصباح بعد ما ذهب عمر على عمله ذهبت فى مشوار سرى الى الجواهرجى وبعت كل شبكتى وذهبى قبل أن أتزوج ولم أترك الا دبلة زواجى لأن عليها اسم عمر ! يارب المبلغ ده يكفى المشروع أكيد عمر حيرفض فى البداية بس حاأحاول أقنعه بس يارب ما يعملهاش مشكلة !!

وفى طريق عودتى أخذت جزء بسيط من المبلغ واشتريت به لحم ودجاج وخضار وفاكهة يعوضنا عن حياة القحط التى نعيشها منذ تركت عملى ....سأعد لعمر وليمة اليوم !!


وعندما دخل عمر البيت وشم رائحة اللحم الشهى ظن انه أخطأ العنوان لأنه ترك البيت وليس به الا معلبات !! ثم عندما تأكد من العنوان صرخ مثل طرزان وقال: فى بيتنا لحمة يارجالة !!جبتى منين الممنوعات دى يا مدام ؟

فبلعت ريقى وانا اتمتم بالمعوذتين فى سرى وأخذته لغرفة النوم ليغير ملابسه أولا وهمست له : مش ح أقول لك الا لما تقول لى مبروك الأول ....


- فرد باستخفاف : مبروك يا ستى انتى حامل تانى ولا ايه ؟!

- يا غلاستك ! لا ياسيدى ح أدخل مشروع كبير اوى مكسبه مضمون جدا

فرد بغضب : عاوزة تشتغلى تانى ياسارة ؟

- فرددت بدلال : لا ياسيدى انت اللى حتشتغل عندى !!


فعقد جبينه وتململ : سارة انا تعبان ومش رايق للحواديت دى قولى فيه ايه !

- فبلعت ريقى بصعوبة :طيب أنا ح أقول لك بس اهدأ كده وفكر الأول قبل ما ترد.....بص ياحبيبى انا بعت كل دهبى علشان أوفرلك الفلوس اللى انت محتاجها للمشروع بتاعك.......

- فصرخ بعنف وقد تطايرت كلمات الغضب منه : اييييييييييه ؟!! عملتى ايه ؟ ازاى تعملى كده قبل ما تستأذنينى ؟ انتى بتهرجى ؟


فوضعت يدى على فمه واستحلفته ان يتركنى أشرح له : هو انا عمرى عملت حاجة من غير ما أستأذنك يا عمر ؟ بس دى ما كنتش حتوافق أبدا ! بس كان لازم واحد فينا يتحرك قبل ما الفرصة تضيع مننا .......وانا ياسيدى مش لازمنى الذهب ده فى حاجة دلوقتى وبكرة لما ربنا يفرجها عليك تجيب لى الماظ بداله يا سيدى .......


- فرد بعصبية : برضه كان لازم تستأذنينى الأول....

- حقك على .. أنا آسفة ...بس انا كمان عاوزة حياتنا تتغير وعاوزاك تكبر .......وياسيدى لو كنا جينا من برة مرة لقينا الشقة اتسرقت وفيها كل ذهبى كنا ح نعمل ايه يعنى ؟ مش ح نستعوض الله وخلاص ؟ اعتبره اتسرق ولا ضاع وخلاص.....


- فرد بعناد : بس انا كرامتى ما تسمحش انى آخد فلوس من واحدة ست !!

فحككت رأسى علامة التفكير : ياااااااربى انا شفت الفيلم ده فين قبل كده ؟؟!! فى أى سينما ؟! ست مين يا بنى ؟ ده أنا مراتك والخير اللى حييجى لك ح ييجى لى أنا كمان وبعدين ماهى السيدة خديجة كانت بتساند الرسول عليه الصلاة والسلام بمالها....انت يعنى أحسن منه ؟!

- فهدأ ولان لمنطقى وقال بانكسار : لا طبعا ....بس دى تضحية كبيرة منك ياسارة وأخاف أخذلك .....

- ولا تضحية ولا حاجة هو احنا لما نبنى حياتنا نبقى بنضحى ؟ وبعدين أنا مؤمنة بموهبتك جدا جدا جدا وعندى يقين ان ربنا ح يكرمك بس انت يالا أبدأ وبلاش كسل.......


-فأشرق وجهه بالأمل والحب معا وهو يضمنى اليه ويقول : جميلك ده طوق فى رقبتى ..... ربنا يقدرنى ويوفقنى علشان خاطرك انتى يا حبيبتى .................


يتبع...........

مؤمن الرشيدي 11-27-2012 11:08 AM

أخيرا استلمت عملى الجديد .....

بعد طول الحاح من عمر على مديره وبعد ان وافق المدير مقابل تخفيض جزء من الراتب لأنى لن أحضر وسأعمل من البيت ..... لكن مش مهم ....عندما أحسب تكاليف المواصلات والشاى والقهوة الخ الخ التى كنت أصرفها فى عملى القديم أجد انى انا الكسبانة .......ولكن العمل ليس سهلا كما كنت أتخيل فهو يتطلب يقظة دائمة ولباقة كبيرة فى طريقة الكتابة والتعامل مع العملاء ....


وكنت أظن انى سأستيقظ كما يحلو لى وأعمل وقت ما أريد ...ولكنى أيميلى الذى صنعته خصيصا للعمل مفتوح دائما على ايميل مدير المشروع ليرسل لى الأوامر كل لحظة .....وكان فى البداية يكتب لى فى كلمات مختصرة ماذا أفعل ( أرسلى فاكس العمرانية ولا تنسى كذا وذكريهم بكذا وموعد كذا ) وبعد مرور شهر واحد فقط أصبح يخاطبنى بالكلمات فقط ( فاكس العمرانية ) ثم ينهى المحادثة !! خايفة بعد مرور شهر كمان يرسل لى رموز ( ظ ) يعنى عملاء السلام !! و (ق ) يعنى عملاء المريخ !!

لكنى سعيدة جدا بهذا العمل وقادرة على القيام بأعمال منزلى فى نفس الوقت فأكون بأسلق اللحمة وأنا بابعت الفاكسات وبأقشر البطاطس وأنا بأرسل بالعروض للعملاء !! وكمان خفف قليلا من ضغط المصروفات علينا .......وخصوصا أن عمر حالته النفسية والمزاجية صعبة جدا بسبب المشروع الذى يصممه !!


(أنا اللى جبت ده كله لنفسى !!) تدور هذه العبارة دائما فى بالى وأنا أعمل فى التصميم الخاص بالمسابقة ...لماذا أدخلت نفسى فى هذه المشكلة ؟ ماذا لو لم ينجح التصميم ؟ أكون ضيعت ذهب سارة وتحويشة العمربلا جدوى ؟

هذه الفكرة عندما أصل لها أكاد أصاب بالجنون وتجعلنى فى غاية العصبية والمسكينة سارة تقابل كل نوبات غضبى وعصبيتى الرهيبة بالهدوء والاحتمال ولا تكاد تمل من التشجيع ولا يتوقف أملها أبدا ......آه لو أرى الدنيا بنظرتها الطفولية المتفائلة سأفعل المستحيل ....ولكن علمى بظروف التعاملات التجارية تجعلنى أشك فى انهم سيختارونى أنا وسيأخذون أحد الأسماء اللامعة مسبقا .......

عندما أصل لهذه النقطة أكاد أبكى مثل الأطفال وأترك كل العمل وأنزوى وحدى .....ولكن ملاكى الحارس تأتينى لتمسح عنى كل الاكتئاب واليأس وتبث فى روح جديدة خلاقة تجعلنى أعمل من جديد ... علمت الآن لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عجز الرجال !! وكنت أتعجب من علاقتها ببقية الدعاء ...ان هذا العجز أصعب من كل شىء ....يارب لا تخذلنى ولا تكلنى الى نفسى طرفة عين .....أنت وكيلى يارب وأعلم انك لن تضيعنى ......

أنا اللى جبت ده كله لنفسى !!) أتذكر هذه العبارة كلما هم عمر بالقاء كوب شاى فى وجهى اذا دخلت عليه وهو يعمل ! أو وصوته يهدر كالرعد عندما يجد الملح ناقص فى الطعام بعض الشىء !!
فأغلى من داخلى ولكنى لا استطيع أن أظهر غضبى منه بل بالعكس أهدئه وأضحك معه بأن المرة القادمة ينبهنى قبل أن تنفجر القنابل فى صوته كى أغلق الشبابيك أولا !! فيهدأ ويعتذر عن توتره الرهيب ....ولكنى أخشى عليه من كل هذا ..... وأعلم ان الرجال لا يستطيعون التركيز فى أكثر من شىء عكس النساء .......ولكنى أحيانا أستسلم لليأس أنا الأخرى ولكنى لا أشعره به أبدا بل أشعره انه أفضل مهندس فى العالم وتصميمه ح يكسر الدنيا ......


والمشكلة انى أحمل كل هذا الجبل من المسئولية وحدى فلم نخبر أى من الأسرتين بهذا الموضوع كى لا يضغطون على أعصاب عمر ويتهمونه بتبديد مدخراتى !! وحتى أمى لاحظت انى لا أرتدى سوى دبلة زواجى فسألتنى عدة مرات عن ذهبى فكنت أرد بمزاح ( هو لسه فيه حد ياماما بيلبس دهب ؟! ده بقى مش ستايل خالص !!) وكانت تبتلع اجاباتى مضطرة وتنظر لى نظرة ذات مغزى وكأنها تعلم كل شىء ........يارب كن معنا نحن ضعاف وانت قوتنا ...نحن خائفون وانت ملاذنا ........نحن صغار وانت وكيلنا ....... --


- سارة .. سارة... سارة الحقى يا سارة تعالى بسرعة !!

- قمت من مكانى منتفضة على صوت عمر المدوى والذى يرقص من الفرح وأنا أتساءل : خير خير ....فيه ايه يا حبيبى؟


- كلمت سكرتير الشركة الجديدة لأطمئن على الأحوال فبشرنى انهم نظرا لضخامة المشروع سيأخذون أفضل ثلاثة تصاميم وليس تصميم واحد !!

فرقصت من الفرحة وانا أصرخ : بجد ؟!! الحمد لله .....الحمد لله كده فرصتك بقت كبيرة أوى ياعمر .... يالا شد حيلك وبلاش كسل

فقال بصوت ينفجر حماسة :أيوة فعلا مفيش وقت خلاص .....والله ياسارة مش عارف من غيرك كنت ح أكمل ازاى .....لو كنت لوحدى كان زمانى يئست وسبت الموضوع كله .....ربنا يخليكى لى .....انتى استحملتينى كتير اوى

فرددت بفخر : بس خليك فاكرها !! يابنى انت مستهين بناس ربنا وكيلهم ؟ ازاى يعنى ؟ وبعدين انت بجد عبقرى وبكرة تقول سارة قالت ........

- فهمس لى بنظرة ذات معنى : بجد ؟ يعنى انتى شايفة كده ؟

ففهمت ماذا يقصد وقلت له بلهجة آمرة : يالا يا سيدى مفيش وقت للدلع عاوزاك تشتغل زى النار ...يالا انت لسه قاعد ؟ ايه الرجالة اللى ما بتسمعش الكلام دى ؟ ولا عاوزنى أزعق لك قدام ابنك ؟
- فوضع يدى على بطنى المنتفخة وكأنه يشرك ابننا فى الحديث معه :والله انتوا الاتنين وش الخير على وانا حأعمل المستحيل علشان أسعدكم ...

وتركنى وانصرف لعمله وتلمست بطنى كأنى ألمس صغيرى وأعتذر له أنى أنشغلت عنه....وأخذت أناجيه وأحكى له عن كل ما يشغلنى و كل ماأشعر به تجاهه كما أفعل دائما وكيف لا وهو يشاركنى نبضى ؟ ....ترى يا صغيرى ماذا سيكتب لنا الله ؟ هل سنحقق نجاحا كأسرة ونحقق احلامنا ؟ أم..................... ؟


يتبع.............

Shade human 11-29-2012 09:22 PM

Hallo my big brother I feel you so kind and you will ask me how do you know I respond facility from during your wonderful stories

Shade human 11-29-2012 09:26 PM

I wish to you a lot of success and advanced


الساعة الآن 07:14 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011