عيون العرب - ملتقى العالم العربي

أمام المرآة .... وقف يتأمل صورته ! اقترب منها خطوات ! التصق بها ! ماذا يرى ! ؟ أنها ليست صورته ...بل ^44^
.... بل هي لرجل آخر ! صورة رجل في خريف العمر !! .....
التجاعيد حفرت وجهه !! والشيب عمر شعر رأسه ولحيته وشاربه !! عيناه بلا بريق !!!! :cry:
ويهرب الرجل من المرآة ..... يهرب من الحقيقة المرعبة !!
يعز عليه أن يرى نفسه بهذه الصورة .... وأن يرى وسامته الشديدة وقد شوهتها يد العمر ! لقد اكتشف الان ......
لماذا النساء ما عدن يرغبن فيه !!!^4444^
اكتشف أن وسامته ... وسيلته الوحيدة الى قلوب النساء ... أمست عاطلة عن العمل !! لقد مضى به قطار العمر ...
دون أن يدرك !!^45^
في أحدى زواية الغرفة ..... يجلس مذهولا ...!!
لقد قضى سنوات الشباب .. والرجولة في لهو مستمر .... ينتقل من واحدة الى أخرى .... ومن متعة الى متعة .....
ومن أنس الى أنس ..... سافر الى كل الدنيا ...... وأصبح خبيرا في علوم أنسها ودور المتعة فيها ..... وها هو الان يقبل على الخريف ...... وحيدا .... الا من ذكريات الأمس !! ^بب^
أين سنوات الشباب والرجولة ؟!
اين الرفاق ؟!
الرجل ما زال مذهولا !!!!!!^44^
كان كمن فقد ذكرة العمر كله..... واستعادها الأن !!
ويشعر برهبة الوحدة ... الخوف يدفعه للنزول الى فناء المنزل ... الى الشمس ... صيحات اطفال الجيران تخترق الحاجز بين البيتين .
كلمة بابا .... يرددها الاطفال بصوت عالي منغم ..!!
قهقهات الزوجين السعيدين تطرق مسامعه بوضوح !
الحياة كلها تدب في بيت الجيران ... وهنا في بيته هو .... لا يرى أثر للحياة !!!!!
الصمت يغلق المكان ! والوحدة تزأر فيه ! وشبح الموت يكاد يراه بوضوح ... :(
ويخرج من البيت هاربا ......!!!
فوق أحد مقاعد الندم ... جلس يتجرع الحسرات !! ^205^
الناس تمر من أمامه .... ولكن .. لا أحد يسأله ... ماذا بك ؟
لا احد يعيره اهتماما !!! كل الناس مشغولون عنه بأنفسهم !
ويحاصره سوأل أثار الرعي في نفسه ! ^45^
هل يجد أحدا يبكي عليه لو مات ؟
هل يجد قلبا يحتفظ له بذكرى ؟؟
هل يجد لسانا يدعو له بالغفران ؟؟؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ويغوص الرجل في مقعد الندم ...... يتلاشى !!!!.........
فمقاعدالندم ..... تثير الاحزان .... ولكنها لا تعيد الذي كان !^75^