البــــ الرآبع ــــــــارت { 4 }

كانت قطرات المــآء تنســآب على وجهه الوسيم و هو ينظر إلى إنعكاس صورته في المرآة بعدما أخد حماما دافئا .. كان ينظر إليها و لمحة الغموض منحوتة على وجهه , لا يدري لما يشعر بكل هذا السوء و هذا الذنب .. ألم ينتقم ؟ ألم يشفي غليله ؟ ألم يفعل ما كان يجب فعله ؟ هو لم يفعل شيئا خاطئا بالنسبة لفتى عصابة .. لقد إنتقم لعائلته فقط .. إذا لمذا يحس كذلكـ ؟؟ لما يحس بنفسه مذنبـآ ؟؟ لمذا ذلكـ الإحساس يمزقه من الداخل لمذا ؟؟ قد يكون رالف على حق .. ربمــآ هي السبب .
أغمض عينيه بألم و هو يتذكر ضحكتها و إبتسامتها و طفوليتها و برآئتها ... كل شيئ فيها كان جميلا .. لكنه دمر كل ذلك في لحظة إنتقام كان ينتظرها مند زمن طويل .. دمرها و خسرها إلى الأبد .. في سبيل الإنتقام , هه أوليس سببا كــآفيا ؟؟
تنهد بعمق و قرر نسيان الموضوع برمته ..الزمن كفيل بجعله ينساها تماما ..
لف منشفة على خصره , و تمنى في سره أن لا تكون تلكـ الفتاة لا تزال في الخارج .. آهٍ كم يبغضها .. و هي لا تمل ملاحقته و الالتصاق به ..
تحاول دائما التقرب منه .. إلا أنها تفشل في كل مرة ..
فتح الباب و خرج , تنهد بارتياح عندما لم يجدها .. توجه إلى الخزانة البنية و أخرج منها بنطالا أسودا و قميصا أزرق .. إرتداهما على عجل , مشى قاصدا المرآة .. وضع لمســآت أخيرة على شعره .. بدى وسيما جدا بشعره
الأشقر و عينيه الخضرراوتين .. إبتسم بوهن .. ثم غادر الغرفة ..

|××××××××××××××××××××××××××××|

|××××××××××××××××××××××××××××|

- كيف حـآلهـآ الآن ؟ هل إستيقضت في غيـآبي ؟
- لا أدري سيد رتشـآرد .. فهي لا تزآل نـآئمة و لم تستيقظ .
- حسنـآ .. عودي إلى عملك .
- أمركـ سيدي .
إنحنت الخـآدمة بإحترآم .. و غـآدرت .. بينمـآ هو ظل وآقفـآ في مكـآنه ينظر بشرود للسمـآء عبر زجـآج النـآفدة الشفـآف .. لكنه سرعـآن مـآ تحرك ليبدأ مسيره في ذلك الروآق الطويل ..
كـآن يضع يديه في جيبه .. مغمض العينين .. مقطب الجبين .. لا يدري لمـذآ هو منزعج هكذآ .. لكنه كذلك .. أهو بسبب العمل الذي إنغمس فيه بقوة هذه الأيـآم .. أم بسبب أمه المزعجة .. أم هو بسبب تلك الفتـآة التي ظهرت من العدم ؟؟
- آآآه
تنهد بقوة .. توقف عن المسير ليرآقب قرص الشمس الأصفر الجميل الذي يزين السماء عبر تلك النـآفذة الطويلة المصممة على شكل بــآب ..
في الحقيقة .. الأروقة في ذلك القصر كـآنت كلها معبدة بالنوآفذ الزجـآجية و اللوحـآت الثمينة و الجميلة .. إضـآفة إلى التحف الفنية كالمزهريـآت و المنحوتـآت الرخـآمية الرفيعة ..
يتميز الروآق أيضـآ بلونه الأحمر الفخم و الأنيق .. مع بعض اللمسـآت البنية و الذهبية ..
كــــــآن غـآرقـآ في تأملآته الهـآدئة للشمس .. يحسدهـآ على بعدهـآ الكبير عن الأرض و مشـآكلهـآ .. فهي تأتي كل صبـآح تنير العـآلم بنورهــآ الآخـآذ ثم تغـآدر في المسـآء ليحل محلها القمر .. غير آبهة لأي أحد .. تؤدي عملهـآ و ترحل دون أي شيئ آخر ..
لا تفرح لفرح أحد و لا تحزن لحزن أحد ..آه كم يغبطهــآ ..
لم يقطع تأملاته إلا تلك الصرخة الضعيفة التي إخترقت طبلة أذنه , و هزت كيـآنه رغم ضعفهـآ .. لم تمر ثـآنية حتى صـآر يركض بسرعة هـآئلة قـآصدآ مصدرهـآ ..
ثـآنيثـآن ليجد نفسه أمـآم بـآب الغرفة الخشبي , فتحته بسرعة و إتجه نحوهـآ بخطـى سريعة و بطيئة في نفس الوقت .. صدم عندما رأى حـآلهـآ المؤلمة .. كـآنت جـآلسة تنظر للأمـآم بشرود و علامـآت الصدمة نحتت على وجهـآ الملائكي .. و دموعهـآ تنسـآب بصمت من محجريهـآ المتوسعتـآن ..
آلمه رؤيتهـ لهـآ هكذآ .. إقترب منهـآ و جلس على حـآفة السرير .. أمسك يدهـآ ليجدهـآ بـآردة و كأنهـآ قطعة ثلج إرتجف جسده عندمـآ لامسهـآ .. أمسك بيديهـآ الإثنين بيديه و ضغط عليهمـآ و كأنه يرغب في تدفئتهما ..
إلتفتت إليه و عينـآهـآ غـآرقـتآن في الدموع .. شعرهـآ الحريري الحـآلك نثر بطريقة عفوية على وجههـآ الأبيض .. و تلك النظرة لم تفـآرق وجههـآ نظرة إنكسـآر و ألم .. نظرة حرقة .. نظر عذآب ..
صدم من نظرآتهـآ تلك .. لم يستحمل رؤيتهـآ على ذلك الحـآل أبدآ .. أمسكهـآ من ذرآعهـآ و جذبهـآ لحضنه الدآفئ .. هي لم تقـآومه ربمـآ لأنهـآ خـآئرة القوى و لا تستطيع .. و ربمـآ لأنهـآ حقـآ تحتآج لحضن يحتويهـآ و يحسسهـآ بالدفئ و الأمـآن ..
كـآن تحتل حضنه و تشد عليه بـأنـآملهـآ بضعف .. أمـآ هو فقد إكتفى بتمرير يده بين خصلات شعرهـآ الحريرية محـآولا تهدئتهــآ .. رفعت رأسهـآ بضعف لتلتقي عينـآهمـآ .. في لحظة أحس كلاهمـآ بشحنة كهربـآئية جميلة تسري في جسدهمـآ .. ظلا يحدقـآن في بعضهمـآ إلى أحمر وجههـآ و أشـآحته بعيدآآ ..
إبتسم بعفوية على حركتهـآ تلك .. تركت يدآه خصرهـآ , و رفع وجههـآ بأصـآبعه لتتقـآبل نظرآتهـمـآ مجددآ .. كـآنت عينـآهـآ يكسوهمـآ غشـآء شفـآف من الدموع .. و حمرة الخجل قد أضفت جمـآلا طبيعيـآ على وجههـآ الثلجي ..
مسح بيديه تلك الدموع مـآنعـآ إيـآهـآ من الإنسيـآب على ذلك الخد النـآعم .. ليقول :
- ألم تكتفي من البكـآء ؟
نظرت إليه للحظة .. ثم أنزلت بصرهـآ لتقول بخفوت و يديه يمسـآكـآن وجههـآ :
- آسـفة .. أعلم أني أزعجتك كثير .
رفع رأسهـآ بلطف .. ليحثهـآ على النظر إليه .. ثم قـآل :
- لا تقولي شيئـآ ..
و إبتسم .. لا تدري لمـآ أرتـآحت لكلامه .. أومأت له بالإيجـآب .. مسح على رأسهـآ ثم أمسكهـآ من ذرآعيهـآ و جذبهـآ إليه كي تقف على قدميهـآ .. أمسك بيدهـآ اليمنى و قآل :
- تعـآلي معي .
سـآر , و سحبهـآ معه إلى خـآرج الغرفة .. ليتوجهـآ إلى بـآب كـآن لا يبعد عن السـآبق إلى عشرة أقدآم .. دخلاه .. إنهـآ غرفة تشبه من تصميمهـآ الغرفة السـآبقة إلا في اللون.. فقد تميزت هذه بتدرجــآت اللون الأزرق و اللمسـآت الفضية .. إلتفت إليهـآ و قـآل :
- هذه ستكون غرفتك .
نظرت إليه بدهشة .. كـآنت ستقول شيئـآ أو تعترض .. إلا أنه سحبهـآ معه إلى بـآب جـآنبي كـآن في الزآوية .. فتحه بيده الأخرى ليتبين أنه حمـآم .. و أي حمـآم هذآ ؟؟ كـآن بحجم الغرفة ذآتهــآ .. أجبرهــآ على الدخول معه إليه و هي تشتعل خجلا ..{ مـآ الذي يريده مني الأن .. و في الحمـآآم ؟؟ يـآ إلاهـي } و عندمـآ توسطـآ الحمـآم نظر إليهـآ بجدية و قـآل :
- إذهبي و خذي حمـآمـآ سـآخنـآ .. ستجدين هنـآ كل مـآ تحتـآجينه ..
أشـآر إلى الغرفة و قـآل :
- و في الخـآرج ستجدين في الخزآنة مـآ تحتـآجينه من ملابس ..
قـآلت بسرعة :
- لكن ...
قـآطعهـآو هو ينظر إلى القميص القصير الذي ترتديه :
- لا يجود " لكن " إفعلي مـآ أقول لكـ فقط ..
أكمل بسخرية :
- أم أنك مرتـآحة بقميصي ..؟
نظرت إلى نفسهــآ و هي شبه عـآرية .. إشتعل وجههـآ من الخجل و قـآلت و هي تحـآول إخفـآء سـآقيهـآ :
- حسنـآ حسنـآ .. إخرج الآن .
كتم ضحكته بإصبعه التي وضعهـآ على فمه .. ثم إتجه إلى البـآب و قـآل :
- كوني عـآقلة هكذآ دآئمـآ ..
نظرت إليه بقلة حيلة .. كـآنت تتوجه لبـآب الحمـآم لتغلقه عليهـآ .. إلا أنه وقف معترضـآ طريقهـآ بسرعة جعلت شعره الأسود يتنـآثر بشكل جذآب على وجهه الأبيض .. نظرت له بشرود للحظـآت .. لم تفق منه إلا على صوته و هو يقول سـآخرآ :
- هل وقعت في حبي أم مذآ ؟
تلون وجههـآ و صرخت بسرعة :
- فلتخرج حــــــــآلا .
ضحك عليهـآ هذه المرة .. لكنه توقف بسرعة ليقول و هي تحـآول إغلاق البـآب في وجهه :
- إنتظري إنتظري ..
توقفت عن محـآولاتهـآ و نظرت إليه بعبوس و كأنهـآ تقول له { مذآ ؟؟ }
إبتسم لهـآ و مد يده نحوها و قـآل :
- أنـآ ريتشـآد ..و أنت ؟
{ آخ منه الآن فقط تذكر أن يعرف بنفسه .. و في الحمـآآم ؟؟ .. آآآه} مدت يدهـآ أيضـآ لتصـآفحه و قـآلت بسرعة :
- و أنـآ كـآتآلينـآ ..سعدت بلقـآئك .
نظر إليهـآ لفترة مبتسمـآ .. ثم قـآل و هو يخرج .. مشيـرآ بيده بمعنى إلى اللقـآء :
- حسنـآ إذآ .. إلى اللقـآء قطتي .
{ هـــــــــآآه .. مذآ مذآ .. أنـآ قطة ؟؟ } كـآنت ستقول شيئآ .. إلأ أنه كـآن قد خرج وأغلق بـآب الغرفة ورآئه .. تنهدت بتعب .. ثم نظرت من حولهـآ { يـآله من حمـآم فخم} إبتسمت بلطف و أغلقت بـآب الحمـآم ..

|××××××××××××××××××××××××××××|

مرحبـآ بنـآت .. و هـآ قد إنتهى البــآرت الرآبع بسلام ..
البـآرت كــآن طويلا .. و إذآ قـآلت لي إحدآكن أن أطوله أكثر .. فسأخرج من حــــآآسوبهـآ و أقتلهــآ .. فليكن في فعلمكم .. في كل مرة تطلبون مني أن أطيل البـآرت سأتأخر أكثر ... لذلك كونوأ قنوعين .. هههههه إتفقنـــآ ..
و الآن :
- مـآ رأيكم بالبـآرت ؟
2 - مـآ توقعــــــآتكم ؟ { سؤآل ضروري }
3 - أي إقترآح أو إنتقــآد ؟

و لا تنسوآ أن :
- الأيك
- التقييم

و إلا سأحبط و لن أكمل الروآيــــــــة أبدآ ابدآ .. }