عيون العرب - ملتقى العالم العربي - ضَائِعَة ....... بَيْنَ السَّرَابے و الحَقيِقَة

البَارْتالأول: بِدَايَةَ حَيَاتِي الجَدِيدَة.........
اِسْتَيْقَضْتُ جَرَاء أَشِعَة الشَّمسِ التِي دَعَبتْ وَجْهِي ... غَيْرَ أَنَّ اليَوْمَ مُخْتَلِفً عَنْ بَاقِي الأَيَام لأنني قَدْ عَزَمتُ عَلَى الرَّحيل وَ السبب هو ما حدث بالأمس لا زلت أذكر ما قاله لي ذلك الفتى "أنت بلا أهل بلا أب أو أم أنت فتاة شارع لا تستحق الحياة" نفضت تلك الأفكار عن رأسي و قمت من السرير أخذت حمام ساخن تث ارتديت سروال جينز أزرق مع قميص بنفسجي فاتح اللون به رسومات بريئة ثم رفعت شعري الأسود الطويل كذل الحصان و ناظرت نفسي بالمرآة "غريب لماذا يقولون أني فائقة الجمال فأنا أبدو فتاة عادية لا يهم" نزلت الى الأسفل لأودع المنزل الذي حواني منذ صغري لكم سأفتقده.
سرت بالشوارع قاصدة محطة القطار .... كنت أتأمل كل ركن من هذه المدينة التي قضيت بها أسوء أيام حياتي ،حسنا لن أقول ان بعضا منها لم يكن جميلا لكن.....آآه لا يهم و ضلت الى المحطة و جلست بأحد المقاعد منتظرة أن يصل القطار .... حسنا فل أكن صريحة لولا الدراسة لما استطعت أن أغير المدينة فقد كنت أتلقى العديد من الطلبات للالتحاق بالمدارس المتقدمة و الغالية الا أنني كنت أرفض و الآن أنا ذاهبة الى أغلى و أرقى مدرسة بالبلاد تُرى كيف ستكون؟...قطع أفكاري صوت المضيفة التي تقول:يُرْجَى من الراغبين في الذهاب الى طوكيو الذهاب الى البوابة رقم 25 أُعيد يُرجى من الراغبين في الذهاب الى طوكيو الذهاب الى البوابة رقم25 .
حَمَلت نفسي و اتجهت الى البوابة أظهرت بطاقتي ثم تركت العمال يهتمون بحقائبي جلست أمام النافذة و بدأت أتأمل الطريق و أنا شاردت الذهن أفكر فيما يمكن أن يحدث و هل سأجد حقا عائلتي اذا كانت لي عائلة فأنا لا أعلم ما ان كانوا على قيد الحياة أو لا و حتى اِسمي الحقيقي لا أعرفه غريب ها الجميع يقول لي أني مجنونة لأنني سأقوم بهذه الرحلة ، لكنني بطبعي أحب المغامرات ماذا أفعل ..... لكن هل سأتمكن من تكوين صداقات؟ و ان كان والدي على قد الحياة ماذا ستكون ردت فِعْلي هل سأفرح لأنني وجدتهما أخيرا أم أنني سأغضب لأنها تركاني وحيدة ... تركاني صحيح يا ترى لماذا تركاني ؟؟ لكن ماذا لو كانا ميتتين.
هززت رأسي دلالة على النفي :أجل كل شيء سيظهر في وقته لذلك ما علي سوى الانتظار.
توقف القطار و توقفت معه تخيلاتي ، ترجلت منه و حملت حقائبي ..لا تفكروا أنها ثقيلة أو كثيرة فماذا سيكون من فتاة يتيمة غير الفقر؟
مشيت بين الشوارع و أنا أنظر الى تلك البنايات العظيمة و كأنها ناطحات سحاب ، وتلك المنازل و كأنها قصور من الحكايات و....لحظة يجب أن أسرع سوف يكون لي وقت آخر لتأمل ... بقيت أمشي قرابة ساعة و بعد أن تعبت جلست على الرصيف الذي أمامي ثم فجأة تذكرت أنني لا أعرف كان المدرسة يال غبائي كيف نسيت هذا سوف أنتظر سيارة أجرة.
لقد مرت قرابة 5 ساعات و الجوع قد فتك بي .....هاهي الساعة تشير الى الرابعة مساءا و لم تمر و لا سيارة واحدة هل هو حي مهجور بعد أن فقدت الأمل و باشرت بالسير و اذا بسيارة تقف بجانبي و تنزل زجاج النافذة :هل أوصلك آنستي؟؟
هذا ما نطق به السائق و لكم أن تتصوروا مقدار الفرحة التي غمرتني. ركبت دون الاجابة عن السؤال ... و بعد مدة من الصمت قطعها السائق بقوله:الى أين تريدين الذهاب أيتها الآنسة؟؟
أجبته دون أن أبعد نظري عن النافذة:الى ثانوية الحلم .
و بعد جملتي أحسست بالسيارة تتوقف دون سابق انذار أصبت بالهع و قلت:مـ...ما المشكلة ..؟ضحك السائق بخفة ثم أردف: لا شيء أبدا انما تفاجأت بالمكان فهو لأغنى الأغنياء و عذرا على وقاحتي الا أنني لا أظن أنك منهم لذلك ماذا ستفعلين هناك؟
أكملت السيارة المسير و أجبته بمرح:صحيح لكنني سوف أدرس هناك
لم يخفى علي تفاجأه حيث قال:لكن لا تملكين المال الكافي...
أجبته بسرعة:لقد حصلت على منحة للدراسة هناك.
لا حظت ملامح وجهه التي دلت على الفهم :آآ هكذا اذا أنا آسف
:لا عليك
و الآن فقد انتبهت الى وجهه انه رجل في الأربعين من العمر ذو شعر بني غزاه الشيب و نظرات حنون لا بد أنه أب لعدة أطفال ..أب لقد عدنا لنقطة الانطلاق.
بعد مدة ليست بالقصيرة يبدو أنني قد ابتعدت كثيرا و أنا أسير و صلنا الى ذلك المكان
نزلت و شكرت السائق و أردت أن أدفع الحساب الا أنه استوقفني:لا بأس يا ابنتي لن تدفعي شيئا هذه المرة
: لكن يا سيدي
:قلت لك لا بأس و ادرسي جيدا
:شكرا لك
و وقفت ملوحة الى أن اختفت السيارة من على مرمى النظر استدرت أنظر الى المكان الذي سيكون
بِدَايَةَ حَيَاتِي الجَدِيدَة.........

انْتَهَى.....