عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 05-15-2012, 01:35 PM
 
من أجلك
سمع يوسف طرق على باب غرفة المكتب فصاح:
- فتحية لا أريد أن أتناول الطعام.
فتحت الباب و دخلت:
- لم أجلب الطعام فقد سئمت من إعادته مرة أخرى و لم يمس.
جلست على الأريكة المقابله للمكتب:
- أريد أن أتحدث معك عن إلهام.
إلتفت لها و عينيه يتطاير منهما الشرر:
- لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع.
قالت بحدة:
- هذا الموضوع؟ هل هذا ما ستطلقه على الفتاة التي أحببت؟ إن فكرت للحظة أنها تشبه سوسن فأنت لا تستحقها.
تنهد و إستند إلى الكرسي بإعياء:
- فتحية حباً بالله لا أريد....
قاطعه:
- لا يهمني ما تريد و ما لا تريد يا ولد... إنني لست سها إن ظننت أنك سترهبني بكلامك و مناداتك لي بـ(فتحية) بهذه الصرامع فاسكت و أرحل فأنت واهم اصمت و إسمعني.
جلس يوسف يسمع ما تقوله توحه و هو يشعر بإحساس غريب هو مزيج عجيب من الراحة و الألم.... ما أن إقتربت توحه من إنهاء كلامها حتى تصاعد ألم حاد في صدره....لقد أخبرته ما أراد أن يصدقه في إلهام لكنه أدرك كم ظلمها و شك في أن بإمكانه إصلاح ما حدث.
وقفت:
- أظنك فهمت أن الفتاة لم تنوي أن تنشر المقال حتى قبل أن تعرفك و بعد أن عرفتك و أحبتك كانت مضغوطة بين فضح أختها و بين نشر أسرار حياتك و جرحك لكنها صمدت حتى النهاية ....و الآن بعد أن قلت ما عندي سوف أتركك وحدك لتفكر بما ستفعله.
خرجت و أغلقت الباب خلفها بهدوء... أخذ يحدق في الطاولة المجاورة لمكتبه... طاولة إلهام... تذكر كيف كانت تجلس متأهبة ... تنظر له بحماسة منتظرة أن يمليها الجملة التالية أغمض عينيه و هو يشعر بالحنين لها... يا إلهي لماذا دخلت تلك الفتاة إلى حياتي؟
***************************
إستفاق يوسف من غفوته عندما هزته يد نظر فوجد زوج اخته:
- هل ستقضي كل أيامك هنا؟ لقد أحضرت صينية لنتعشى معاً فأختك تقيأ كل ما تتناوله.
نظر يوسف لزوج اخته... إنه يحاول خداعه فهو يعلم أنه حتى لو تقيأت سها عليه لن يشمئز منها:
- محمد... إهب و تناول الطعام مع زوجتك.
- و هل ستستمر في تمثيل دور الرجل الخارق الذي سيعيش بدون طعام.
قال يوسف بحدة:
- أنا لا أمثل أي دور بل من حولي هم من يمثلون الأدوار.
نظر له زوج اخته بلوم:
- و أنت؟ ألم تمثل أكبر دور في هذه التمثيلية الرديئة؟ ما الذي فعلته هذا؟ عندما أخبرتني سها المشهد الأخير الذي حدث بينك و بين إلهام لم أصدق أنه أنت....
قاطعه يوسف:
- و هل أصبحت حياتي مشاعاً يتحدث فيه كل من ...
قاطعه محمد بإصرار:
- إننا عائلتك يا رجل و لن نقف نتفرج عليك و أنت تعود لقوقتك الكريهة كما حدث بعد زواجك من سوسن...لقد فعلت إلهام من أجلك ما لن تستطيع أخرى أن تفعله أو حتى أن تكون على استعداد لأن تفعله....
قبل أن يكمل زوج اخته كلامه تركه و خرج من الغرفة سمع صوته و هو يتنهد:
- يالك عنيد.
دار يوسف بالسيارة على غير هدى و عندما إنتصف الليل عاد للمنزل و توجه رأساً إلى غرفته... لم يستطع النوم و طيف إلهام يلاحقة إبتسامتها التي كان يشعر أنها تضئ أيامه.... ضحكتها الرقيقة الذي تلامس روحه...عذبه منظر الدموع في عينيها و هي تخلع الخاتم و تضعه على المكتب فكر بسخرية مريرة أن خطوبتهما أقصر خطوبة في التاريخ.
الساعة السادسة صباحاُ نزل إلى المطبخ و بينما كان يتناول قهوته دخلت توحه و حيته باقتضاب:
- صباح الخير.
قال لها:
- إن لم ترغبي في إلقاء التحية علي فلا داعي.
إلتفتت له متأهبة للرد لكنها صمتت عندما ظهرت سها و محمد على الباب... نظر لهما ثم قال بتذمر قبل أن يحمل فنجانه و يخرج:
- ما هذه العائلة النشيطة... مستيقظون و مستعدون للمشاجرة من السادسة صباحاً.
تنهاهى إلى سمعه صوت ضحكة محمد و قول سها بغضب:
- يوماً ما سأقتله و أريح العالم من تجهمه.
جلس يوسف محاولاً أن يبدأ رواية أخرى لكنه لم يستطع... لم تكن الأفكار تنقصه لكنه لم يستطع التركيز على شئ و كل ما يشغله هو إلهام و كيف تراها تكون الآن... هل تفتقده؟ هل تكرهه؟
رفع رأسه فرآى اخته التي إقتحمت غرفة المكتب و على وجهها تكشيرة لم يرها من قبل وقفت أمام المكتب و صاحت بسخط:
- ياإلهي ما أغباك يا أخي إن تلك المخلوقه التي طردتها و بكل قسوه من حياتك فعلت من أجلك.....
صرخ :
- يا إله العالمين...هلا تركتيني بحالي ...من أجلك ...من أجلك ....من أجلك ما الذي فعلته من أجلى؟.... كلما رآني أحد قالي لي (من أجلك)...
قاطعته أخت إلهام و هي تدخل:
نعم فعلت و فعلت الكثير من أجلك...لا تتأفف من الكلمه فأقل ما يوصف به حالها منذ أن عرفتك أنها عاشت من أجلك.
التفت لها و صاح:
- من أنت بحق الله؟
قالت له:
- أخت إلهام الصغرى.
وقفت سها بجوار نشوى و كأنها تريه أنها في صفها ...ابتسمت نشوى لما فعلته سها ثم عبست و هي تلتفت ليوسف:
- إنها الاخت التي طالما سخّرت إلهام نفسها لحمايتها لكنها لم تستطع مواصلة هذه الحمايه من أجلك....أتريد أن تعرف ماذا فعلت من أجلك أيضاً؟ سأبدأ بالقول أن عوني ....
قاطعها يوسف:
- مدير اختك.
صححت له:
- لا بل المدير السابق لاختي لأنها تركت العمل عنده و هذا أمر من الأمور التي تجهلها عنها...نعود لموضوعنا عوني كانت يبتز اختي لأنه كان يملك صور لي....
استمرت تخبره بكل شئ حتى إلتقت إلهام به.
- و هكذا بعد أن كتبت إلهام التقرير عنك قررت أنها لن تسلمه و لو مقابل حياتها و هذا ما أخبرتني به و أخبرتني أنها ستحاول أن تصل إلى حل مع عوني و كانت و بكل غباء تحتفظ بالتقرير في حقيبتها ...التقرير الذي عندما ذهبت لمقابلته رآه في حقيبتها و بعدها تبعها و سرقة من المنزل ... ونشر المقال و وضع إسمها عليه بالرغم من معرفته أنها لن تعطيه كلمة عنك و بعدها اتصل بها لتقابله ليرسل لك صوري و يوهمك أنها صورها قد يكون ذلك رغبة في أذية اختي و رداً على الصفعة التي سددتها له و على مرآى من الناس.
إزداد شحوب يوسف أكثر من ذي قبل:
- هل هذه الصور لكِ انتِ؟
نظرت له بغضب:
- ياإلهي لا أعرف كيف شككت للحظة بأنها لها....أحياناً أفكر أنك لا تستحق حبها ...لابد أن ظنك الرفيع المستوى فيها هو ما يؤلمها حتى الآن ....لقد دمرتها يا سيد يوسف و مازال حبها لك يدمرها.
جلس يوسف بعد أن أحس أن ساقيه فقدتا القدرة على حمله...نظرت سها لاخيها الذي لم تره بهذا الضعف يوما، أكملت نشوى:
- لقد تركت عملها حتى بعد أبدى رغبته في أن تستمر في العمل لديه و ذهبت له و أخبرته رأيها فيه بكل صراحه....لقد كنت هناك لقد كادت تحشر الجريده في حلقه أو بالأحرى كادت تخنقه عندما وصلت و أخرجتها من مكتبه بالقوة .... يا إلهي عندما وصلت كانت تهدده بانها ستؤذيه لو مسّك بكلمة و أنت تجلس في هذه الغرفة تستمتع بدور الضحية.... و الآن لنعود لما كنا نحاول انا و اختك اخبارك به و هو ما الذي فعلته اختي من أجلك....من أجلك ضربت بعملها الذي هو مصدر دخلها الوحيد عرض الحائط و هذا إن دل على شئ فهو يدل على انها لم تكن لتنشر عنك ما كتبت....من أجلك خاطرت باحتمال افتضاح اختها و انت تعلم ما الذي كان ليحدث لو رآى أحد صوري و لم يكن أحد لينظر للأمر على أنه حركه ساذجة كانت نتيجه غباء طفله.
قال لها بفظاظه:
- لا يبدو لي أن هذا لسان طفله.
صاحت سها به:
- يوووووسف.
قالت نشوى:
- اتركيه يا سها....نعم معك حق... ما جرى لاختي بعد رحيلها من منزلك جعلني أكبر...الحالة التي رأيتها تعيشها منذ ذلك الوقت و التي أنا و انت السبب فيها جعلتني أفكر...لما عليها أن تعيش طوال عمرها ترعى من حولها و تحميهم و في النهايه لا يكون من نصيبها إلا الألم على ايديهم...استاذ يوسف اختي منذ أن خرجت...اقصد منذ أن اخرجتها من حياتك و هي تعيش كمن لا حياة فيه...إنها تقتل نفسها...انعزلت عن كل من حولها و لا تبرح المنزل...تختلق اي عمل لتلهي نفسها به أعتقد أنه آن الأوان أن يعتني بها أحد و يكفي....لقد جئت اليوم لأخبرك أننا سننتقل من الاسكندريه و لن أخفي عليك أنه اقتراحي فانا اريد لها أن تنتهي من فصل المعاناة الطويل هذا.
عندما حاول يوسف ان يتكلم قالت له:
- انت لن تعلم ما فعلته بها لقد انكرت عليها حتى حق ان تدافع عن نفسها و بذلك سحقتها....إنها تذوي كورده انتزعت من مستنبتها...اختي لم تعرف يوما معنى التخاذل لكنها اصبحت التخاذل بعينه...لقد فقدت حماستها للحياة و انت من سرقتها منها.
صاح بها:
- يكفي....يكفي أيتها الآنسه الصغيره....لقد صمت و استمعت لكل كلمه قلتيها و تركتك تهينيني و تتهجمين علي و الله وحده يعلم لما تركتك تفعلين هذا...قد يكون هذا ما استحقه لانني آلمت اختك لكن اعلمي أنه لن يوجد أحد على وجه الأرض يمكنه أن يحبها كما أحببتها و كما سأظل احبها....إنها تجري في دمي و تسكن قلبي و حياتي من بعد رحيلها لم تعد حياتي كما كانت.
قالت سها و نشوى في صوت واحد:
- إذن ماذا تنتظر؟....صمتتا وابتسمت كل منها للأخرى ثم قالت نشوى:
- إذهب و أخرجها من بؤسها و إلا سنقلب حياتك جحيما أنا و سها.
ضحكت سها:
- أنا موافقه لكن بدون أن نحرك اصبعا أخي حياته صارت جحيما بدون اختك.
خرج يوسف و ترك الفتاتان تتكلمان و توجه إلى بيت إلهام بعد أن اعطته نشوى العنوان.
***************************
بعد أن أنتهت إلهام من توضيب حقائبهم ليسافروا للقاهرة تذكر أنها بحاجة إلى الذهاب إلى البنك فهي تحتاج لبعض المال... نظرت إلى أرجاء المنزل بحسرة... ذلك المنزل الذي تربت و نشأت فيه إن فراقه يصعي عليها كما هو فراقها عن يوسف كلما تتصور انها لن تراه و لن ترى الشوارع التي يسلكها...أنها ستفقد فرصة أن تلتقيه صدفة لكن كما قالت سها إنه الحل الأمثل يجب ان تبتعد عن كل ما يذكرها بيوسف لكنها لم تستطع أن تقول لنشوى أنه بلقبها و لا يمكنها ان تمحيه ما دام هذا القلب ينبض بالحياة.
كانت على أول الشارع عندما تذكرت أنها نست أن الطعام على النار... أسرعت الخطى و هي تفكر أنه لن يحدث شئ قد تعود لتجد الطعام متفحم لكنها عندما رات التجمع الكبير حول بيتها ركضت... كان الدخان يخرج من كل مكان:
- آه... لا... ياإلهي إن المنزل يحترق.
وقفت جامدة للحظة ثم عادت و ركضت بكل قوتها إلى الداخل و قد إنتابها الذعر... يجب أن أجده... يجب أن أجده قبل أن يحترق.
وجد يوسف مكان ليركن سيارته على بعد عشرة أمتار من منزل إلهام صعق عندما رآى دخان يتصاعد من نوافذه و رآى إلهام تركض لداخل المنزل....لم يستطع أحد أن يوقفها أحس يوسف أنه سوف يصيبه الجنون ركض كالمجنون و تخطى كل من حاول منعه من دخول البيت و عندما اصبح بالداخل وجد النار في كل مكان فصرخ:
- إلهام....إلهام أين أنتِ؟
ركض للطابق الثاني:
- ياإلهي لما كل إمرأة تدخل حياتي ينتهي بها الأمر إلى الإنتحار مؤكد أن الخطأ مني...أنا الذي أدفعهم للإنتحار لكن هذه المره لن أسمح بذلك....لن أسمح.
سمع صوت سعال إلهام فتتبع الصوت و لدهشته وجدها تبحث بين الأغراض فركض نحوها يسحبها لكنها كانت تقاومه و تعبث بأغراضها سمعها تهمس:
- وجدته.
شد الغطاء من على السرير و لفها به ثم حملها و نزل الدرج راكضاً و النار تلفح ذراعيه ، عندما وصل بها للخارج أنزلها ثم أمسك بكتفيها بخشونة:
- ما الذي كنت ستفعلينه بنفسك؟
نظرت لذراعيه:
- ياإلهي انظر ما الذي حدث لذراعيك لقد احترقــ.... قاطعها هادراً:
- اللعنة على ذراعي...أخبريني أيتها المجنونة لما كنت على وشك الإنتحار لقد كنت أظنك أعقل من ذلك.
نظرت له بدهشة لكنها عندما استوعبت ما يقول نفضت يديه من على كتفيها وصرخت به:
- أعقل من ذلك؟ لا... أظن أن فكرتك عني أسود من ظلام الليل...ثم أخبرني لو رغبت في الإنتحار ما همك أنت؟ ما همت إذا غرقت أو احترقت ؟ ما همك لو إختفيت من هذه الدنيا؟
أمسك ذراعيها و أخذ يهزها بعنف حتى أحست انها ستتكسر:
- ما همي؟ ما همي أيتها الغبية الحمقاء التي لا تملك ذرة عقل.
صاحت:
- توقف عن إهانتي سأخبرك أمراً فيبدو أنك لم تعد تعرفني و ما عرفتني يوماً أنا لم أكن بالداخل رغبة في الإنتحار بل كنت أريد أن انقذ وشاحي قبل ان تأكله النار.
نظر لها باستغراب:
- وشاح؟ أي وشاح لعين هذا الذي كان سيتسبب بأن تُشوي حية؟
كانت تمسك بشئ بشدة فانتزعه منها....صُعق عندما رآه و أخذ يضحك:
- إنه....صمت قليلاً ثم قال:
- ياإلهي كم أحبك يا فتاة....عزيزتي بدلاً من السعي وراء الوشاح اصفحي عن الرجل البائس الذي أهداه لك على قسوته و غباؤه و لسوف يأتيكي بكل أوشحة الدنيا.
نظرت له بعدم فهم فأمسك يديها و أخذ يتفحص وجهها برقة و قد إرتسمت على وجهه تلك النظرة الحانية التي افتقدتها كثيراً و قال:
- لقد جئت لأتوسل لك أن تغفري لي .... لأتوسل للإنسانه التي خلفت وراءها فوضى في حياتي لن يصلحها إلا عودتها.
قالت بعتاب و هي تنظر له بحزن:
- أنا لم أترك حياتك بل أنت الذي...قاطعها:
- أعلم و هذا ما سأظل نادماً عليه طوال عمري...ها؟ ماذا قلتي هل ستفكرين في العفو عن هذا المسكين؟ ابتسمت و انسابت دمعه على خدها، فنظر لها بحنان:
- لا...يكفينا دموعاً يا غاليتي من اليوم لن يكون لنا إلا الفرح.
لمست ظهره يد فالتفت ورآى رجل قال له:
- سيدي لقد أتينا للإسعاف.
التفت يوسف لإلهام و نظر لها بقلق فقالت تطمئنه:
- لا انا بخير لكن يديك...
هز رأسه :
- لا إنها...قاطعته إلهام و الرجل في وقت واحد:
- إن حالتها سيئه.
ذهب يوسف مع الرجل نحو سيارة الإسعاف بعد أن أصرت إلهام على ذلك و بعد أن ربطت ذراعيه بالضمادات إصطحب إلهام إلى سيارته متجاهلاً كل إحتجاجاتها:
- هناك أناس ينتظرونك منهم من إشتاق لك و منهم من هو قلق عليك إلى حد المرض لكنهم كلهم متفقين على إنهم سوف يقتلونني لو وصلت بدونك...لا بل سوف يعذبونني حتى أطلب الموت...كما أن بانتظارنا رواية لنكملها و إلاّ سيكون موتي على يد ياسر الذي يعرف أنني لن أكمل الرواية بدونك.
ضحكت إلهام فنظر لها بسرعة يتأملها، عندما أطال تفرسه فيها إحمرت خجلاً ثم صاحت :
- إنتبه للسيارات أمامك إننا على طريق ملئ بالسيارات...ركز على القيادة.
نظر أمامه و ابتسم:
- كيف لي أن أركز و أنا أسمع هذه الضحكة الطفولية الساحرة.
اختلس نظرة سريعه لها قبل أن ينظر أمامه و قال:
- مازلت تحمرين خجلاً عند أي كلمة بسيطة رغم أنها عادة قديمة لم تعد الفتيات تعرف للخجل معنى في قواميسهن.
قالت له:
و هل هو .....قبل أن تكمل:
- لا يا غاليتي إنه من أجمل صفاتك....أحياناً كنت أتعمد أن أحرجك لكي أرى هذا اللون الأحمر الجميل و هو يغزو وجهك.

يتبعــــــــ.....


















قراءة ممتعة.



__________________
  #22  
قديم 05-15-2012, 01:52 PM
 
و أخيييييييييييييييييرا

الفصل السابع عشر و الأخيييييييييييير


سعادتي و بهجة أيامي
عندما وصلا للمنزل إستقبلتها توحه بعناق كبير و سيل من الدموع... تركتها بعد أن قالت لها:
- لن أسمح لكِ أن تغادري هذا المنزل مرة أخرى هل تفهمين؟
ضحكت إلهام و هي تغالب دموعها:
- موافقة يا توحه... لكن لا تقولي لي هذا الكلام... قوليه ليوسف.
أمسكت أذنه:
- لن يستطيع هذا الفتى أن يضايقك مرة أخرى سوف أراقبه.
إبتسم يوسف:
- إتركيني يا توحه سوف تنهار صورتي أمام أختي و زوجتي.... و لن أنسى سليطة اللسان نشوى.
ضحكت إلهام و سها على منظر نشوى التي وضعت يديها في خصرها في وقفة غاضبة، تركته توحه:
- سأتركك لتلاقي جزاءك على يدي نشوى.
قالت سها موجهة كلامها لإلهام:
- لو علمت ما قالته نشوى ليوسف و كيف واجهته لن تصدقي.... لقد وصفتيها لي كثيراً لكنك لم تقولي أنها الشجاعة بعينها.
ابتسمت إلهام و نظرت بمحبة لأختها التي قالت:
- و الآن أظن أن يوسف يحتاج إلى أن ينفرد بها فهناك الكثير من الإعترافات.
خرج الكل و وقفت إلهام صامتة تنتظر أن يتكلم يوسف الذي جلس بدوره ساهماً... قال بشرود:
- لقد كدت أجن عندما رأيتك تركضين لداخل المنزل و هو يشتعل بالحريق... لقد ظننتك .... صمت ثم مسح وجهه بإحباط، نظرت إلى وجهه المرهق وتقدمت و جلست بجواره:
- إنك تعرفني.... ما الذي دفعت إلى الإعتقاد إنني يمكن أن أفعل مثل هذا الأمر... إنتحار؟؟!!
- الكثير من الأمور... و صدقيني الأمر لا يتعلق بكِ... إنه بي... لقد أصبحت أشبه اللعنة فكل إمرأة دخلت حياتي و إقتربت مني إنتهى بها الأمر إلى الموت.
إعتصر قلبها... ما هذا الذي يفكر به؟... تابع كلامه:
- والدتي فعلتها و من بعدها سوسن و هذا ما حملني على الإعتقاد...
قاطعته:
- نسبة إلى رجل ذكي يعد ما تفكر به حماقة... حماقة كبيرة... هل تصدق ما تقوله حقاً؟
نظر لها بحنان أذاب قلبها:
- لا أعرف ما أصدق... أخبريني أنتِ بما تصدقينه عني و سوف أصدقه.
إبتسمت:
- سوف أقول لك و ليعينني الله إن تملكك الغرور بسبب ما سأقوله... لا يوجد شئ يتعلق بك قد يدفع المرأة لليأس... قد تدفعها لحبك لدرجة اليأس لكن أن تكون تعيسة... راغبة في الموت؟ لا أعتقد... عندما تعرفت عليك في المرة الأولى وجدك جلف عديم الإحساس لكن بعد ذلك تعرفت على أروع شخص قابلته أو قد أقابله في حياتي... كلما أنظر لك أنت و سها و أنتما تتبارزان بالكلام... كلما أراكما و أنتما تتمازحان كان قلبي يختلج... حنانك في التعامل معها... إحترامك لتوحه... تصادقك مع محمد زوج سها... محبتك لكل من يعمل لك كل هذه الأمور لا تدع لقلب المرأة مجالاً إلاً أن يقع في حبك.
نظر لها بصدمة ثم ما لبث أن تمالك نفسه و سألها و إبتسامة مشاكسة إرتسمت على وجهه:
- لا أريد قلب أي إمرأة إنها واحدة فقط التي أريد أن أعرف تأثيري عليه.
إحمرت خجلاً:
- ها أنت تعود لتتفوه بهذه الجمل المحرجة لتتسلى على حسابي... فأنت تعرف شعوري تجاهك.... بالنسبه لموضوع الإنتحار فوالدتك أقدمت على ذلك في لحظة يأس بعد أن إكتشفت أنها آذت نفسها قبل أن تؤذي والدك بخيانتها له أما سوسن فتوحه لا تظن أبداً أنها إنتحرت و بعد ما سمعته عنها إتفقت معها... نحن نعتقد أن ما حدث هو حادث أودى بحياتها مؤكد أنك تعرف أن زوجتك السابقة لم تكن تحب غير نفسها فكيف لها أن تقتل نفسها من أجل أحد.... فلا تدع هاتان الحادثتان تشكلان عقدة لك.
عبست:
- لا يمكنك أن تتخيل ما كنت أحس به و أنا أكتب ذلك المقال البائس عنك... لقد شعرت بالخسة... لقد شعرت....
قاطعها:
- لقد إنتهى الأمر... لا داعي...
- لا بل هناك داعي... فأنا أعرف كم جرحك الأمر... أعرف ما تعنيه لك حياتك الخاصة.
إحتوتها نظراته المحبة:
- لكنك لا تعرفين ما تعنينه لي... و ما تعنينه لي لا يضاهي ألف مقال ينشر فيه كل ما يتعلق بحياتي منذ ولدت... لن أخفي عليك الألم الذي شعرت به عندما قرأت المقال و قرأت إسمك أسفله لكنه لا يضاهي الألم الذي خلفته عندما خرجت من حياتي... و عندما أفكر بالموضوع الآن أجد أن أكثر ما أغضبني ليس ما نشر بل أنكِ أنتِ من كتبته.
- أريدك أن تعرف أنه ما أن حان موعد تسليم المقال لم أستطع لم تكن قوة في الأرض لتجبرني على....
قاطعها:
- أعلم... أعلم يا عزيزتي الصغيرة... لقد قالت لي نشوى كل ما حدث أريد أن أهنئك فلقد إعتنيت بها جيداً... إنك لكِ أخت مقاتلة بإمكانها تدبير أمورها على خير ما يرام.
مد يده في جيبه و أخرج خاتم الخطوبة:
- و الآن هل ستسمحين لهذا الرجل البائس أن يضع هذا الخاتم في يدك مرة أخرى على أن لا يخرج من مكانه.
ترقرقت عينيها بالدمع و مدت يدها له، بعد أن وضعه في إصبعها إنفتح الباب فجأة لتقع نشوى و سها أرضاً... إنفجرت إلهام ضاحكة بينما تدحرجت دمعتين على خديها، صاح بهما يوسف:
- أيتها الجاسوستان.
جلستا أرضاً و قالت نشوى:
- تصحيح سوف تخلع إلهام الخاتم.
نظر لها يوسف بإستفهام فقالت لها:
- عندما تتزوجان... أي عندما ينتقل من يدها اليمنى إلى يدها اليسرى.... لقد كنت تقول لها (على أن لا يخرج من مكانه).
ضحكت إلهام مرة أخرى بينما هز يوسف رأسه:
- لا أمل منكما... لا أمل.
سألها:
- ترى متى يحدث ذلك؟
نظر يوسف لإلهام:
- ما رأيك؟
أطرقت إلهام برأسها فتعالى ضحك سها و نشوى، رفعت إلهام رأسها و نظرت إلى عينيه:
- في الموعد الذي تراه مناسباً.
سخرت منها نشوى:
- يا لها من زوجة مطيعة.
قالت سها:
- ما كل هذا الخضوع؟!!
فكر يوسف " لو كل نساء الكون إنقلبن جبانات خاضعات هذا ما لن تكون عليه إلهام أبداً" همست إلهام و هي ما تزال تنظر إلى عينيه:
- لو قلت غداً فليكن... اليوم فليكن... فمن أجلك أكون على إستعداد لأي شئ في هذا الكون.
صمتت سها و إلهام مذهولتان تنتظران رد يوسف و الذي لم يُخيّب أملهما عندما قال و نظراته غارقة في عمق عيني إلهام:
- من أجلي فعلتِ الكثير والآن... حان دوري.
***************************
دهش الجميع عندما حرص يوسف أن تحضر الصحافة في حفل الزفاف الكبير الذي أقامه بعد ثلاثة أشهر من عودة نشوى قائلاً أنه لم ينتظر إلا من أجل نشوى... بعد إمتحاناتها مباشرة بدأ في تحضيرات الزفاف تحت تغطية إعلامية كبيرة.
أقيم الزفاف في حديقة منزل يوسف الكبيرة .... كان الزفاف في أوجه عندما نظرت إلهام إلى زوجها الجالس بجانبها بكل أناقته و إعتزازه بنفسه الذي يظهر حتى في نظراته.... عندما أحس بنظراتها إلتفت لها و إبتسم إبتسامة جميلة حعدت أطراف عينيه فنسيت للحظة ما كانت مقدمة على قوله... هزت رأسها بخفة و سألته عن سبب هذه الضجة الكبيرة قال لها بذلك الحنان الذي صارت تعهده فيه:
- كنت أتجنب الصحافة لأنني كنت أعيش في ظلام الماضي لكن فتاة ساحرة دخلت حياتي كالجنّية ذات العصاة السحرية و أخذت بيدي للنور... نور المستقبل الذي أريد أن أشارك العالم كله فيه... أريدهم أن يشهدوا على سعادتي و بهجتي.
كانت تنظر له بسعادة و هي مبتسمة إبتسامة أنارت عينيها العسليتان اللتان خطفتا قلب زوجها (كما قالت سها)
- لا يمكنني أن أصف لك سعادتي بكلماتك هذه.... كنت أخشى أن يكون ما فعلته على كره منك فأنا أعلم أنك تكره الصحافة و كل ما يمت لها بصلة.
كانت تقصد كونها صحافية سابقة... ابتسم:
- حبي لكِ محى كل كراهية كانت في قلبي.... إنني الآن أرى العالم من خلالك.... يا سعادتي و يا بهجة أيامي.



__________________
  #23  
قديم 05-15-2012, 07:03 PM
 
حلو كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرررررر رررررر
  #24  
قديم 05-16-2012, 02:14 PM
 
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااا
اااااااااااااااااااااااااااااعية المرروووووووووووووووووو
ررررررررررررررررر
__________________
  #25  
قديم 05-20-2012, 09:03 PM
 
Thanks alot for that beautiful story
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، مكتملة Wu Yi Fan روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 05-06-2016 02:24 PM
رواية قطرة وراء قطرة تكوّن بركة من الدماء "مكتملة " ورديــہ ♥ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 43 06-22-2015 01:00 AM
خطوات عمل ميلك شيك الكريز2013 , ميلك شيك الكريز روعه بالصور 2013 ملاك الرومنسيه أطباق شهية 1 09-02-2012 01:39 AM
خطوات عمل ميلك شيك بالفراولة والموز2013 , طريقة اعداد ميلك شيك بالفراولة 2013 ملاك الرومنسيه أطباق شهية 1 09-02-2012 01:36 AM
من أجلك يا فلسطين..من أجلك يا بلدي عاشقة فلسطين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 04-23-2007 09:37 PM


الساعة الآن 10:15 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011