عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 05-13-2012, 02:18 AM
 
اخته تجول بي و هو يحملني بين ذراعيه
عندما خرج يوسف من غرفة إلهام وقف للحظة و سمع صوت ضحكة سها المجلجلة ثم نزل السلم و هو يحس بغضب شديد كاد يدفعه إلى الصعود مره أخرى ليسحب اخته من غرفة تلك الفتاة ....تساءل بحنق:
- ترى لماذا تتعامل سها مع هذه الفتاة بكل هذه التلقائية رغم أنه لم يمضي على وجودها هنا يومين؟ ربما تكون رغبتها المستميته في اخت و منذ الصغر.
أحس يوسف أن هذه الفتاة لن تجلب إلى حياته إلا المشاكل و اخته لن تنفعه في الإسراع بها خارج حياته قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه....وقف أسفل الدرج و حاول أن يتذكر إلى أين كان يتجه...نعم....إلى المخزن ليحضر عكازين لتلك "الإلهام"، بعد ربع ساعه من البحث وسط الأشياء القديمة و بعد أن أحس يوسف أن رئتيه امتلأتا بالغبار وجد العكازين القديمين الذي استخدمتهما سوسن عندما وقعت عن السلم و اصابت قدمها، أخذ العكازين و صعد لغرفة إلهام ....عندما وقف أمام الغرفة سمع صوت ضحكة عرف أنها ليست لأخته لابد أنها لإلهام ....عندما ساد الصمت طرق الباب.
********************
بعدما قالت سها تعليقها ابتسمت إلهام في حرج و قد احمرت خجلاً ....قبل أن تفكر في رد سمعا طرق على الباب فقالت سها:
- لابد أنه أخي عاد ليكمل الجولة الثانية في مشاجرتكما.
ضحكت سها و هي تقول :
- ادخل.
دخل و في يديه العكازين و نظر إلى اخته:
- أراكي تملئين وقتك بالضحك.
قالت اخته بنزق:
- بدلاً أن اقضي وقتي في العبوس أمام أوراق لم تُملأ.
نظر لها بتأنيب....لم تفهم إلهام ما يحدث بين سها و اخوها، التفت يوسف و رآى إلهام بوجهها المتوهج فقال:
- أرى أنك تتسلين على حساب ضيفتنا الكريمة....هل تتسببين بالإحراج لها لكي تمرحي؟
هبت إلهام للدفاع عن سها لا إرادياً:
- لا إنها لم تفعل ذلك مطلقاً؟.
رفع يوسف حاجباً في سخرية و نظر لاخته:
- يبدو لي أنك اكتسبت حليفاً لك ....
صمت ثم التفت لإلهام و سألها:
- بما أن اختي إلتزمت معك السلوك الحسن لماذا أحس من وجهك أن أحداً تلفظ امامك بلفظ نابي؟
صاحت سها في وجهه:
- يووووسف...توقف.
نظر لها ببراءة:
- أتوقف؟ عن ماذا؟
قالت:
- عن السخرية أنت تعلم انها لا تناسبك و تجعل منك إنسان بغيض ....كما انك الآن تسبب الحرج لإلهام...كل ما في الأمر أنني كنت أتحدث عن محمد و قالت لي أنه يبدو لها حبي له فقلت لها أن الأمر متبادل و هو يحبني بشدة و قلت لها يوماً ما ستجد شخص يحبها بجنو.....
قاطعتهاإلهام و قد شرقت بالكلمات:
- سها لا أعتقد أن الاستاذ يوسف يهتم بأحاديث الفتيات.
ابتسم يوسف من سذاجة اخته التي جعلت إلهام تغرق في الخجل حتى النخاع....اخذ العكازين و وضعهما بجوار السرير:
- لقد جلبتهما من المخزن لتستخدميهما يا آنسة بدلاً من أن تستندي على اختي فما لا تعلمينه أنك لو اعتمدت عليها فسيكون الأمر كمن يستند على حائط متصدع.
كانت إلهام تعرف أنه يمزح حتى أنها توقعت ما فعلته سها التي ركضت ولكزت اخيها:
- يكفيك ما قلت هيا إلى الخارج.
قال لها:
- بدون أن تطردينني فأمامي من العمل ما يبقيني بعيداً عن طريقكما أم أقول يبقيكما بعيدتان عن طريقي.
قالت سها:
- أفضل الأولى
قال و هو يبعثر شعرها كأنها طفل صغير:
- أعلم.....
التفت لإلهام و رفع يده إلى رأسه في تحيه مسرحية:
- إلى اللقاء، وخرج.
************************
تدربت إلهام بمساعدة سها على استخدام العكازين قبل أن تنزلا إلى غرفة الطعام .....بعد أن نزلا السلم صادفا إمرأه بدينه تلبس مريلة و تحمل في يدها منفضه فتقدمت منها سها و قبلتها بمحبة ثم قدمتها لإلهام
- هذه فتحية مربيتي و مربية يوسف و تحب أن تلعب دور مدبرة منزله.
لكزتها فتحية مؤنبة فابتسمت إلهام:
- تشرفت بمعرفتك يا....
قاطعتها المرأه و هي تبتسم:
- توحه ناديني توحه كما يناديني الكل يا صغيرتي....أخيراً رأيت الفتاة الفاتنة التي صدمها ذلك الأحمق.
عندما لمحت سها نظرة عدم التصديق على وجه إلهام قالت:
- لا أحد يتجرأ على نعت يوسف بالأحمق بهذه السهولة و التلقائيه سوى توحه.
أكملت توحه كلامها:
- إذن أنت يا عزيزتي من سلبت عقل سها....اتعلمين أنها لم تنفك تتحدث عنك حتى لم يعد لها إلا إلهام قالت...إلهام فعلت....إلهام تبدو متعبه....إلهام إلهام إلهام .
اعتذرت إلهام:
- أنا آسفه مؤكد أن وجودي قد تسبب لكم بالإزعاج.
لوحت بكفها في لا مبالاه لتصرف هذه الفكره:
- لا يا طفلتي أنا أوقن أنك ستضيفين على هذا المكان الكئيب روح جميله الآن اقول و بكل صدق أنني أحيي يوسف لأن ذوقه كان حسن حتى لو أتى ذلك صدفة.
انفجرت سها بالضحك بينما احمرت إلهام خجلاً، خرج شخص من غرفة الجلوس و احاط خصر سها بذراعه: - حبيبتي سوف يتشقق وجهك من كثرة الضحك فطوال اليوم لم يبارح إذناي صوت ضحتك الجميييييييل.
نظرت إلهام في الأرض فقالت توحه:
- توقف أيها الفتى العاشق فلقد سببت الحرج للفتاتين.
قدمت سها زوجها:
- هذا محمد زوجي....و هذه إلهام صديقتي الجديده أم أقول ضحية طيش اخي.
وبختها توحه بلطف:
- انت تعلمين ان اخيك بعمره لم يكن طائشاً إنتظري إلى ان يسمعك تقولين هذا عنه.
قاطع محمد كلامهما عندما قال لإلهام:
- تشرفت بمعرفتك يا آنسه إلهام.
دخل الجميع إلى غرفة الطعام و عندما حاولت إلهام لتساعدة توحه منعتها:
- لا يا صغيرتي استريحي و سوف اقوم بالعمل في لمح البصر.
و فعلا خلال خمس دقائق كانت الأطباق تتوالى، تساءلت سها :
- لما لم ينزل يوسف؟ ليس من عادته التأخر في النزول.
دخلت توحه بآخر الأطباق:
- لن ينزل فهو مشغول.
و قبل أن تعترض سها قالت توحه:
- إنه مشغول يا فتاه فاتركيه بحاله...لقد ذهبت له بصينية عليها عشاؤه فتوقفي عن هذه الشقاوة لأن موعد تسليم روايته الأخيره اقترب و يبدو عليه القلق فهو لم يسبق أن تأخر عن موعد تسليم أحد أعماله.
مر العشاء على خير ما يرام فلقد ساهم مرح سها في إجلاء جو التوتر كما حرص محمد على إشراك إلهام في الحديث و عندما لاحظ ارتباكها نتيجة اسئلته عن عائلتها و عملها توقف عن طرح أي أسئلة شخصية عندما انتهوا من تناول الطعام أصرت توحه أيضاً أن تقوم بعملها دون مساعدة و أمرتهم الثلاثة بالتوجه إلى غرفة الجلوس حيث ستوافيهم بالشاي، بعد أن قضت إلهام امسية جميلة مع سها و زوجها لا يشوبها ظهور ذلك الرجل العابس الذي يدعى يوسف صعدت إلى غرفتها بمساعدة كبيرة من فتحية و سها، استلقت على سريرها تحاول النوم لكنها لم تستطع أخذت تفكر في كيفية معرفة أية تفاصيل عن يوسف لكي تختصر إقامتها في هذا المكان فبرغم محبة سها لها و الحنان الذي ينضح من فتحية إلا أنها لا تشعر بالراحة لوجودها في هذا المنزل كما إن ضميرها لا ينفك يؤنبها على ما تفعله ....قررت أن تحاول اختصار فترة اقامتها في هذا المكان قدر ما تستطيع "عندما تتماثل ساقي و ذراعي للشفاء سوف أرحل من هنا حتى لو لم أجمع أي معلومات ترضي عوني....ذلك اللعين".
استيقظت إلهام عندما سطع نور الشمس في وجهها رفعت رأسها و هي تضع يدها على عينيها:
- ماذا...من...
تناهى إلى سمعها صوت ضحكة سها المألوفه:
- هااااي أيتها الكسولة إنها الثامنة صباحاً.
قالت إلهام بغضب:
- إنها الثامنة فقط يا سها من يسمعك يظنها الثانية ظهراً....أغلقي الستارة رجاءً.
قالت سها بمشاكسة:
- لا لا لا.
وضعت إلهام الوسادة على رأسها:
- أرجوكِ يا سها إن عيني تؤلمني جداً.
قالت:
- حسنا حسنا سوف أغلقها بشرط أن تستيقظي فأمامنا الكثيييييير لنفعله.
فكرت إلهام "ياألهي...يبدو أن يومي سيكون طويل و متعب بعد ليلة الأمس التي لم أذق فيها النوم ...فلتعينني ياالله"، شدت إلهام عنها الغطاء:
- هيااااااااااا هناك الكثير لأريك إياه لقد خرج يوسف و أخذ معه محمد و المكان أصبح لنا وحدنا.
أخذت سها إلهام و طافت بها في أرجاء المنزل ابتداءا من الطابق العلوي حتى الطابق السفلي بما فيه المطبخ و غرفة فتحية طبعاً باستثناء غرفة نوم يوسف و التي أطلقت عليه "محرابه الذي لا يجرؤ احد على الاقتراب منه" بعد أن انتهت الجولة الخاصة بالمنزل كانت إلهام تئن ألماً فلقد كانت تواجه صعوبة في استخدام العكازين بوجود ساق و ذراع مصابتان....عرفت إلهام أن قرارها بأن تختصر وقت بقائها في هذا المنزل ذهب أدراج الرياح لأنها بهذا الطريقة لن تتماثل إلى الشفاء إلا بعد دهر لكنها بالرغم من أوجاعها كانت تستمتع بالوقت الذي تقضيه من سها الدائمة الضحك و المرح، قالت سها لتقطع أفكاره إلهام:
- لقد شاهدنا ما يكفي من المنزل هيا بنا لنتجول في الحدائق، بعد نصف ساعة من محاولة مجاراة سها في المشي و الكلام بدأت إلهام تحس بألم في ذراعها بسبب العكاز كما أنها لم تكن تتقن استخدام قدمها السليمة لتضع ثقلها عليها فكان ينتهي بها الأمر للوقوف على قدمها المصابة فكرت بقنوط " ياإلهي كيف ظنت سها أنني سأستطيع السير و عندي ساق و ذراع مكسورتان" نظرت لها و هي تتكلم بسعادة وفخر وحاولت التركيز في ما تقوله:
- كما ترين يا إلهام هذه الحديقة مصدر سعادتي كنت أهتم بحوض الزهور هناك قبل أن أتزوج و كان يوسف يساعدني عندما يسمح له وقته.....كانت أيام جميلة.
ضحكت إلهام:
- ما هذه التنهيدة الحارقة و كأنك بلغت الثمانين يا ابنة العشرين!!، شاركتها سها الضحك.
***************************
أحس يوسف أن وجوده أمام الأوراق بدون أن يكتب كلمة هو أمر غير مجدي نهائياً فخرج مع محمد الذي كان على موعد مع أصحابه عندما وصلا للمطعم جلسا مع الكل إلى طاولة منعزلة لكي لا يتعرف أحد إلى يوسف و أحتدم النقاش في مختلف المواضيع لكن يوسف وجد نفسه في منأى عن كل من حوله و اتجه تفكيره إلى تلك الفتاة "إلهام" هناك أمر حولها لا يعرفه و لا ينفك يفكر فيه....فكر "لماذا لا يفارقني إحساس أن هذه الفتاة هي لغز و لغز خطير" ربت محمد على ذراعه:
- يوسف....يوسف أين ذهبت بأفكارك إن طارق كان يسألك عن رأيك في الأمر؟
التفت له:
- أمر؟....أي أمر؟
نظر الكل له باستغراب فوقف:
- عذراً يا شباب لقد تذكرت أن هناك أمر يجب أن انهيه فوراً.
سأله محمد:
- أي أمر هذا؟
و اعترض الشباب قال أحدهم: لم تكد تصل يا رجل....
ورد آخر: بالله عليك فلتبق قليلاً
قال لهم:
- أنا آسف...سوف يكون لنا جلسة أخرى و ستكون طويلة...هذا وعد مني
وقبل ان يعترض أحد لوح لهم:
- إلى اللقاء جميعاً.
ركب يوسف سيارته و أخذ يتجول في الشوارع بغير هدى و في النهاية قرر أن يعود للمنزل و حمد الله لقراره هذا لأنه عندما وصل رآى سها و قد صحبت إلهام على ما يبدو في جولة استكشافية و كما توقع لم تلاحظ اخته المجنونة كم من الصعب على إلهام أن تتحرك و هي بهذا الوضع الصعب أخذ يراقب اخته و هي تتكلم بسعادة و إلهام تحاول الإصغاء لها و قد ظهر عليها أنها متألمة و بعدها عبست اخته و قالت شئ ما فداعبتها إلهام مما مسح العبوس عن وجه سها و أخذت الاثنتين تضحكان رغم أنه أحس بالخساسة لوقوفه مختبئا يتفرج عليهما لكنه كان مستمتع بمراقبتهما أو بالأخص مراقبة تعابير وجه إلهام فرغم إحساسها بالالم و المعاناة إلا أنها تحاول أن تجاري سها في مزاجها المشرق.
أحست إلهام أن جسدها بدأ ينضح بالعرق وعضلاتها تصرخ طالبه لحظة استرخاء فاقترحت إلهام:
- هيا بنا إلى الداخل يا سها.
قالت سها برجاء:
- أريدك فقط أن تري شئ واحد و بعدها.....
قاطعها صوت يوسف معاتباً:
- سها....سها...سها أتراكِ صرتِ عمياء فلم تنتبهي إلى أن إلهام تكاد تقع مغشياً عليها من التعب و انت تتكلمين و تتكلمين.
التفتت سها لإلهام تمعن النظر فيها لأول مرة:
- ياإلهي .... أنا آسفة حبيبتي لم انتبه.
قال يوسف مبتسماً لأخته بمحبه:
- طبعا لم تنتبهي فأنت عندما تتحدثين عن أمر لا تنتبهي لأي شئ آخر.
كان يتكلم و هو ينظر لإلهام التي احمر وجهها خجلاً و سارعت تقول:
- لا...إنني....إنني بخير.
قال يوسف:
- لا أنت لست بخير لو رأيتِ وجهك لعرفت.... كما أن قدميك ترسلان لي إشارات استغاثة.....
صمت قليلاً و كأنه يحاول سماع صوت و وضع يده على طرف اذنه:
- اها....و كأنني أسمعها تقول أرجوك انقذني لا استطيع الصمود اكثر من ذلك.
انفجرت سها بالضحك كما ان إلهام ابتسمت رغماً عنها، قال:
- هيا يا فتيات إلى الداخل.
مشوا ثلاثتهم باتجاه المنزل بعد ان رفضت مشيرة عروض يوسف و سها لمساعدتها في المشي، قالت سها و هم في طريق العودة:
- سوف نلغي كل النشاطات التي تتطلب الحركة على الأقل حتى تتماثل ساقك للشفاء...و بالتالي سوف افكر في ما قد نفعله و انت في غرفتك مممممممم نعم لقد وجدتها كأن أريك ألبوماتي....نعم ألبوم زفافي و أيضاً بامكاننا أن نلعب الورق و أشياء كثيرة كثيرة
ضحك يوسف:
- أنا اعرفك يا شقية لن تتعبي في إيجاد ألف شئ وشئ لتشغلي كتيبة كاملة و ليس فقط شخص واحد عاجز و يوجد تحت رحمتك.
كانت إلهام تسمعهم و تبتسم إن علاقتهما جميلة لطالما كانت تتمنى أن يكون لها أخ اكبر يحمل عنها قليل من العبء كما افتقدت أن يكون لها مثل هذه اللحظات التي بين سها و يوسف.
قالت سها مشاكسةً:
- نعم....كما أنه بإمكاني أن أري إلهام صورك و انت صغير....
ضحكت مهنئة نفسها على الفكرة:
- نعم إنها فكرة رائعة.
لاحظ يوسف تعبير اللهفة الذي كان على وجه إلهام و هو يتحدث مع اخته و يمازحها و أثار فضوله لمعرفة ما وراء هذه التعابير الرقيقة لكنه عندما سمع اقتراح اخته اعترض:
- لاااا.....
قطع كلامه صوت وقوع أحد العكازين من إلهام و كانت في طريقها لتهوي أرضاً فامسك ذراعها:
- على مهلك.
لم تستطع إلهام إلا أن تستند إليه و هي تئن رغماً عنها و نظرت له معتذرة:
- أنا آسفه إنني....
قاطعها و قد ظهر العبوس الشديد على وجهه:
- لا تعتذري إنه خطأ سها كما انه خطئي فها نحن نثرثر و نتركك تمشين و انت في هذه الحالة المزريه....هيا لأحملك.
و قبل أن تعترض كانت محمولة بين ذراعيه و كأنها ريشة، حملت سها العكازين و مشت وراءهما، كانت إلهام تحس بانها ستموت خجلاً بينما لم يبدو على يوسف أنه يلاحظ ما هو غريب في ما يحدث و استمر في ترديد تعليمات صارمة على مسامعها هي و سها و كأنه والد يوبخ طفلتيه....لا للنزول للحديقة....لن اعطيك العكازين لكي لا تمشي نهائياً....الطعام في غرفتك....و دخول الحمام بمساعدة و اثناء ذلك كانت سها تضحك و تردد حسناً حسناً، عندما وصلا للغرفة انزلها على الكرسي و اخذ العكازين من سها و قبل أن يخرج رفع اصبعه محذراً و هو ينقل نظره بينهما:
- حذار أن تحاولا حتى مخالفة كلامي مفهوم؟
عندما لم تردا كرر:
- مفهوم؟ لا نريد لهذه الفتاة الصغيرة أن تظل مقعدة لفترة طويلة.
أومأت إلهام برأسها إيجاباً فالتفت لسها فقالت:
- موافقة.
صفق الباب وراءه فجلست سها أرضاً و هي تضحك:
- ياإلهي يا إلهام لا تعرفين ما الذي خطر في بالي عندما رأيت أخي و هو يحملك.
زفرت إلهام:
- لقد كنت أحس انني سوف أموت خجلاً.
ضحكت سها:
- أما أنا فراودتني أفكار راااائعة عنـــ.....
قالت إلهام موبخة:
- سها...لااااااا....لا تبدئي.
هزت سها رأسها نفياً:
- اسمعيني فقط....لقد أحسست كم انتما تليقان لبعضكما حتى أنني فكرت للحظة....ٌ
قاطعتها إلهام:
- ارجوكي سها لا تفكري بأي شئ ثم أنني أرغب في كأس عصير لأشربه و أنا اشاهد تلك الألبومات التي وعدتني بها أم انك نسيتي؟
قفزت سها عن الأرض و قالت بحماس:
- لا طبعا لم أنس و أكيييييد لم أغير رأيي خمس دقائق و سوف أعود بالعصير و الألبومات كما أنني ساجلب ألواح شوكولا و فشار.
ركضت خارج الغرفة فضحكت إلهام و تنفست الصعداء ...الحمد لله أن سها من النوع السهل إلهاؤه عن موضوع بموضوع آخر.
دخل يوسف غرفته و صفق الباب بقوة لعل ذلك يفيده في تفريغ بعض من الغضب المكبوت بداخله....نظر للمرآه يخاطب نفسه:
- ما بالك يا يوسف هل عدت لسنوات المراهقة؟...حتى في تلك السنوات لم تكن تتصرف كالمراهقين بل كان عقلك من يسيرك.
صمت قليلاً ثم صاح في صورته:
- إذن ما بالك؟ اجبني لما لم تعد تستطيع التركيز على عملك منذ أن دخلت تلك المخلوقة الصغيرة حياتك؟ لما صرت تجد لذة في مراقبتها و متابعة حتى أقل حركاتها....تباً تباً تباً لكل النساء و أولهم تلك الإلها....
صمت عندما دخلت فتحية فجأة:
- ما بك أيها الولد هل تراك جننت؟ هل تكلم نفسك؟ لا و تصرخ أيضاً لقد قلقت كثيراً.
حاولت يوسف أن يرسم بسمة مشرقة على وجهه بصعوبة:
- لا يا عزيزتي لقد كنت أحاول أن أتقمص أحد الشخصيات التي أكتب عنها لكنني لم أستطع.
نظرت له مفكره ثم سألت:
- و هل في روايتك التي تعمل عليها شخص غاضب و ناقم على الحياة لأن الأقدار أقحمت فتاة في حياته.
رفع إحدى حاجبيه في غضب لكن قبل ان يجد ما يرد به عليها ضحكت و قالت:
- حاول أن تركز على عملك لتنتهي منه في الموعد.
ثم أغلقت الباب مدمدمة بلحن اعتاد سماعه منها.

يتبعــ........



قراءة ممتعة
__________________
  #7  
قديم 05-13-2012, 02:00 PM
 
سوف تسعدي فلا تقلقي
قضت سها قرابة الساعتين و هي تُري إلهام الألبومات و كانت كلها قديمة ..... تمددت سها على الأرض:
- لا تعتقدي أنكِ شاهدتِ كل شئ فهناك المزيد و لا تتعجبي فلقد كان يوسف عاشق لالتقاط الصور و كان يقول ....قلدت أخيها قائلة " إن الصور وسيلة جميلة لتوثيق الذكريات".
ضحكت إلهام:
- لا إنك لا تعرفين كيف تقلدينه فله أسلوبه الخاص.
ضحكت سها:
- معك حق و مع ذلك لن أكف عن التجربة.
سألتها إلهام:
- لماذا قلت كان؟
نظرت لها سها باستفهام فقالت إلهام:
- لقد قلت لقد (كان) يحب الصور.
- نعم....كان فهو لم يعد يلتقط اي صور و لا يجرؤ أحد على التقاط صوره له حتى أنني توسلت له لكي يقف بقربي في لقطات زفافي هل يمكنك التخيل؟
نظرت لها إلهام بدهشه:
- و لماذا؟
قالت سها:
- لا أعلم....لقد أصبحت طباعه صعبه منذ ماتت سوسن أصلا لا يمكنك تخيل ما فعله بصور زفافه و كل صورها بل كل صوره ظهرت فيها سواء معي أو معه أو مع اي شخص.
نظرت لها إلهام بتساؤل فقالت سها:
- لقد احرقها كلها.
شهقت إلهام فتابعت سها:
- أعلم أنه تصرف يدعو للدهشه لكن هذا أقل ما تستحقه أنا أفضل أن ينسى أخي أنها دخلت حياته نهائيا لأن ذلك من شانه أن يريحه كثيرا فقد.....
صمتت فجأة و كأنها أحست أنها تحدثت أكثر مما يجب و لأول مره ترى إلهام ملامح سها و قد اكتستها جدية قاسية ....جدية يشوبها الكثير من الغضب و الألم ....قاومت فضولها الذي كان يلح عليها أن تطرح أسئله، دخلت فتحيه بعد أن طرقت الباب:
- هيا يا بنات لتجهزن فقد انتهيت من تحضير الغداء و أنا متأكدة أنكما لم تتناولا أي شئ صباحا فسها خرجت بك كالاعصار لتريك الحديقه و ذلك أجبرني على مواجهة إعصار آخر إنما أكبر بكثير من إعصار سها.
ضحكت سها كأنها سمعت نكته فنظرت لها إلهام بعدم فهم فقالت سها:
- يا مسكينه...ماذا قال لك؟
قالت فتحية موضحة:
- إنه يوسف يا إلهام لقد اقتحم المطبخ و كان منظره يوحي بانه سيضعني في قدر و يوقد تحتي النار.
ضحكت إلهام و سألت:
- لكن لما؟
قالت:
- بسبب جولتكما الاستكشافية المدمرة....لقد أعطاني قائمة بالممنوعات...و ظل يردد على مسامعي
قالت تقلده"لايجب أن...لا تسمحي بتاتا....لو تكرر هذا الأمر لسوف..." ضحكت سها:

- إنك أيضا فاشلة في تقليد ماردنا الكبير.
أطل يوسف من الباب:
- من هو ذلك المارد؟
امتقع وجه إلهام بينما لم تتغير تعابير فتحية و سها بل ظلتا على مرحهما، نظر يوسف إلى وجه إلهام الذي هرب منه الدم و قال:
- من نظرة واحده إلى وجه الآنسة إلهام المعبر أستطيع أن أجزم بأنكم تتحدثن عني.
تقدم من سها و أمسك بأذنها:
- ألن تتوقفي عن ثرثرتك المستمرة يا فتاة؟
تصنعت الألم:
- آآآآآي...أترك أذني أيها الظالم.
تركها و هو يقول متوعداً:
- إنني لم أشد عليها لكن المرة القادمة سأقتلعها لك.
نظرت لهما إلهام بحسد مرة أخرى ها هما يعودان إلى مزاحهما الذي يثير في نفسها الفرحة و الكآبة في نفس الوقت أغمضت عينيها و هي تتمنى لو كان لها أخ أكبر تلقي على عاتقه ما تحمل من أعباء ....لو كان لها هذا الأخ لما كانت هنا تحاول إنقاذ أختها من خطأ بإرتكاب خطأ آخر، لاحظ يوسف كيف تنظر إلهام لهما....ها هي هذه النظرة تعود إلى عينيها مرة أخرى و عندما رآها و هي تغلق عينيها بانهاك ....بطريقة توحي أنها تقول لقد اكتفيت من هذا العالم و كم أود أن استريح قال:
- هيا يا سها لتنزلي للأسفل لقد جهزت توحه الطعام و لسوف تصعد للآنسة إلهام بصينية.
عندما سمعت إلهام اسمها فتحت عينيها بقوة و رأت سها تحاول ان تعترض لكن اخيها أسكتها بإشارة من يده:
- يبدو عليها التعب يا سها هيا أمامي.
عندما وجدت إلهام صوتها أخيراً قالت:
- لا أعتقد أنها فكرة جميلة أن أتناول طعامي وحيدة.
حدثها كما يتحدث مع سها _كأنه يقنع فتاة صغيرة_:
- لليوم فقط....استمعي إلى كلامي حتى تستردي قليلاً من صحتك و بعدها افعلي كما يحلو لك يمكنك أن تبدئي بمحاربتي كما تفعل سها و لن اعترض....هل اتفقنا؟
نظرت له إلهام مشدوهة..."ياإلهي لما يكلمني بهذه الطريقة الساحرة!!"، كرر سؤاله:
- هل اتفقنا؟
تنحنحت:
- آه...نعم...نعم اتفقنا.
نظر لها قليلاً ثم انسحب بعد أن تمنى لها وجبة طيبة و تبعته فتحية بينما قامت سها بجمع الصور بسرعة و قالت لإلهام:
- سوف آتي لك بعد أن انتهي من تنفيذ أوامر المارد إلى اللقاء عزيزتي.
خرجت بعد أن غمزت كعادتها فضحكت إلهام :
- يالها من طفلة؟
إنها تبدو دائماً خالية البال....حاولت إلهام أن تتذكر متى كانت آخر مرة أحست فيها بهذا الشعور....السعادة المستمرة و الراحة و الأمان....لم تكن تتوقف عن الضحك حدثت نفسها بصوت عالي و قد تملكها القنوط:
- ياااه لقد مضى وقت طويل حتى أنني أخشى أن أنسى كيف للمرء أن يفرح من قلبه.....
- لا أظنك ستنسين ذلك مادمت تعيشين مع اختي... سوف تسعدي فلا تقلقي.
التفتت إلهام بحدة إلى الباب....ياإلهي هل سمعني و أنا أتكلم تنحنحت:
- ما....ماذا تقول؟
وضع الصينية التي كان يحملها و قال:
- قلت ما سمعت... لا تقلقي من هذه الناحية فاختي لن توفر وقت أو جهد لكي تشعرك بالسعادة أما الباقي رهن بك.
سألته:
- رهن بي؟ ماذا تعني؟
قال:
- أقصد هل ستسمحين لنفسك بأن تسعدي أم ستظلين متوترة على الدوام؟
هزت رأسها :
- لا...لا إنني لست متوترة.
كان يوسف يعلم أنه سيندم فيما بعد على ما يفعله لكنه تقدم منها و أمسك يديها التي كانت في حجرها و فصلهما عن بعضهما:
- انظري... لكن كنت تغرسين أظافرك في كف يدك.
نظر لوجهها برهة ثم قال:
- أوليس هذا دليل توتر؟
سحبت يديها من بين يديه:
- حسناً...إنني....
إجتاحت سها الغرفة:
- مهما كانت رغبتك فلن أوافق عليها فأنا من اليوم سوف أتناول طعامي مع إلهام حتى تسمح لها صحتها بالنزول و تناول الطعام معنا فانا أعلم أنها لا تحب أن تأكل وحدها فهذا من شأنه أن يفقدها شهيتها للطعام.
نظرت إلهام لسها بدهشة...كيف عرفت هذا؟ أتراها بصيرة آل عياش أم تراه كان استنتاج عشوائي؟ ابتسمت إلهام فنظر يوسف لها و رفع حاجبيه كانت نظرته تقول لها" ألم أقل لك أن سها ستتولى أمرك" و غمز لها فاحست أن قلبها فوّت خفقتين أو ثلاثة ....ياإلهي لماذا لم يكن يوسف عياش عجوز بكرسي متحرك ألم يكن هذا ليسهل علي مهمتي، سلخ يوسف نظراته عن وجه إلهام بالقوة قبل أن يستغرق في تحليل ملامحها فهي تبدو كلغز عندما تستسلم لأفكارها و نظر لاخته:

- ما دام الأمر كذلك سوف أطلب من توحه ان تحضرلك طعامك هنا أيتها الشقية.
قفزت اخته و قبلته بطريقتها المميزة، قال يوسف:
- سوف أذهب لانهي بعض الأعمال.
التفت لإلهام:
- أظن أنني سأراك غدا يا أنسة إلهام.
ازدردت لعابها بصعوبة و حاولت ان تتكلم بمرح:
- أظن ذلك فيبدو انني لن أذهب إلى أي مكان بقدم و ذراع مكسورتان.
نظر لقدمها و قال و هو شارد الذهب:
- نعم اظن ذلك...عمتن مساءاً يا فتيات.
بعدما خرج قالت لها سها:
- ألم أقل لك عندما أصمم على شئ لا يردعني أحد.
قالت إلهام:
- هذا ما لا أشك فيه أبداً...أشكرك يا عزيزتي على مبادرتك اللطيفة فأنا بالفعل لا أحب ان أتناول طعامي وحيدة. أشارت سها بيدها في علامة اعتادتها إلهام:
- لا داعي للشكر.



قراءةممتعة

__________________
  #8  
قديم 05-13-2012, 02:02 PM
 
شكرآآآآ

آبدآآع ...
  #9  
قديم 05-13-2012, 02:09 PM
 
المكالمة الصدمة
مع مرور الأيام تحسنت صحة إلهام و لم تعد تجد صعوبة في التنقل باستخدام العكازين.... كانت سها تمدها باستمرار بمعلومات عنها و عن أخيها و برغم محاولات إلهام إسكاتها إلاّ أن سها لم تكن تتوقف فيبدو أنها وجدت فيها الاخت التي طالما حلمت بها... كانت إلهام تجلس في الحديقة عندما أقبلت عليهم فتحية تحمل الهاتف:
- مكالمة لكِ يا صغيرة.
دهشت إلهام:
- لي انا؟
ناولتها السماعة:
- نعم لكِ.... إنه رجل يقول أنه مسؤول شؤون الموظفين في عملك السابق.
امسكت إلهام السماعة بيد مرتجفة:
- ألو؟!!
أحست بالذعر عندما سمعت صوت مديرها:
- أهلاً بصحافيتنا النجيبة أرى أنكِ بدأت بالعمل.
وقفت سها و تأبطت ذراع فتحية:
- سوف نتركك تتحدثين على راحتك.
عندما ابتعدتا سألته:
- كيف عرفت أنني هنا؟ و كيف عرفت هذا الرقم؟
قال لها:
- إنكِ تهينني ...و كأنك نسيتِ أننا نعمل في المجال ذاته على كل حال لقد اتصلت لأذكرك بسبب وجودك في بيت كاتبنا العزيز.
سأته بغضب:
- هل جننت لتتصل بي هنا؟ لقد اقتنعت مدبرة منزله بكذبتك التافهة تخيل لو أنه هو من أجاب على الهاتف.
قال بسماجة:
- لا تقلقي إن يوسف ليس موجود بالبيت إنه الآن مجتمع مع ناشره لقد رتبت أموري قبل أن اتصل بك و قمت بأبحاثي... أتمنى أن تهتمي أنتِ الأخرى بأبحاثك.
صرّت على أسنانها:
- طالما أنت بهذه المهارة لماذا تطلب مني أن أقوم بعملك القذر... أنت تعرف أنني لم أوافق على عرضك فلا تتصرف كأنني قلت لك سأنفذ ما طلبت و إعلم أنني....
قاطعها:
- إن لم تكوني موافقة فما عسالكِ تفعلين عندك؟
قالت له:
- كان حادث.... لقد صدمني بسيارته.
قهقه ضاحكاً:
- يالسخرية القدر... إذا كان حادث فاستغليه أنا لست بحاجة لأذكرك بصور اختك الصغيرة سوف أرسل لك حقيبتك التي تركتيها في المكتب على صندوق بريدك بها هاتفك الخليوي و محفظتك.
أغلقت الخط بوجهه بعد ان طلبت منه أن لا يتصل بها مرة أخرى.
اختفى يوسف لمدة يومين و كلما سألت سها عنه بتأفف أجابتها فتحية نفس الجواب:
- إنه يعمل بكل جهده على روايته الأخيرة لأن ناشره يلح عليه بأن ينهيها.
قالت سها:
- وهل قدمت له لاقضي معه الوقت أم ليتركني وحدي ... ألا يمكنه أخذ إجازة و لو لشهر؟
ربتت فتحية على يدها و خاطبتها كأنها ت**** طفل صغير:
- عندما ينتهي من روايته يا عزيزتي سوف يتفرغ لكِ.
كانت إلهام تتابع الموقف مبتسمة..... عندما كثرت شكوى سها اقترحت عليها إلهام أن تخرجا فتحمست سها للفكرة قفزت من على مقعدها و قبّلت إلهام:
- إنكِ رائعة سوف أطلب من السائق ان يحضر السيارة.
بعد جولة استغرقت ساعتين في المحلات اكتشفت إلهام أن التسوق مع سها أمر ممتع جداً و بعد أن إمتلأت السيارة بالأغراض قررتا أن تعودا للمنزل....طلبت إلهام من سها أن تمران على مكتب البريد:
- لقد أرسلوا لي متعلقاتي على البريد بعد أن صرفوني من العمل كما انني أريد أن أرى رسائلي فمن المحتمل أن تكون اختي نشوى قد ارسلت لي بطاقات بريدية أو أي خطابات.
عندما وصلتا للمنزل استقبلهما يوسف الذي خاطب اخته مبتسماً:
- هل هذه الشاكية الباكية التي حدثتني عنها فتحية.
ضحكت سها و تقدمت من اخيها و قبلته:
- لقد قضيت وقت ممتع مع إلهام لقد ابتعنا الكثير من الأشياء.
رفع حاجباه و سخر منها:
- لا توجد إمراة لا تتمتع بالتسوق و تبديد الاموال.
ضحكت سها:
- أخبر إلهام بهذا الأمر فلقد صرفت مجهود كبير لأقنعها بأن تشتري القليل.
التفت يوسف لتحط عيناه على وجه إلهام الذي احمر قالت:
- أستأذنكم لانني أريد أن أكتب لاختي خطاب.
لم تنتظر منهم رد و أسرعت الخطى على قدر ما تستطيع قدمها أن تساعدها، بعدما اختفت داخل المنزل سأل يوسف اخته:
- ما حكاية اختها؟
أجابته:
- لها أخت اسمها نشوى عمرها 18 عاماً سافرت لتقضي أجازتها الصيفية مع صديقتها عند أهلهم.
سألها:
- و ماذا بشأن أهل إلهام؟
نظرت سها لأخيها بدهشة لسؤاله:
- لقد توفي والديها منذ زمن في حادثة سيارة و كما اخبرتني إلهام هما كانا الاقرباء الوحيدين لهما.
فكر يوسف " إذن فإلهام هي التي تقوم برعاية أمورها و أمور اختها التي تعد في سن حرجة" بدأ يعرف سبب قلق إلهام الدائم فهي دوماً مشغولة البال و تذكر ما قالته لنفسها عندما كانت تتساءل عن آخر مرة كانت تحس فيها بالراحة لابد انها كانت عندما كان والدها و والدتها على قيد الحياة، هزت سها أخيها من ذراعه: - هااااي أين ذهبت بأفكارك لقد كنت اقول لك هيا بنا للداخل.
التفت لها:
- نعم؟ ...حسنا... حسنا.
قالت له و هما في طريقهما للمنزل:
- أريد ان استعير منك مجموعتك القصصية.
- لماذا؟
- سأعطيها لإلهام لتقرأها مؤكد أنها تشعر بالملل عندما لا تجد شئ تفعله.
*****************************
وصلت إلهام لغرفتها تلهث....وضعت هاتفها و محفظتها في درج الطاولة الموجودة بجوار السرير و جلست على سريرها تفتح الخطابات و جدت رسالة من عوني يكرر فيها نفس الكلام المقيت عن العمل و يطالبها بالإسراع في كتابة التقرير ....مزقت الخطاب و فتحت خطابين من اختها نشوى مليآن بالكلام السعيد بالإضافة إلى صور فوتغرافيه لها و لصديقتها و بطاقة بريدية جميلة ردت على خطاباتها ثم وضعت كل الأوراق داخل الدرج ثم تمددت على السرير ....آه لو عرفت نشوى ما ينتظرها لو فشلت في كتابة التقرير لاختفت كل السعادة التي تظهر في خطاباتها و ذهبت بلا عودة.
بعد ساعة دخلت سها و هي تحمل بين يديها العديد من الكتب و المجلات ضحكت مشيرة:
- ما كل هذه الكتب؟
وضعت سها حملها على السرير و أخذت ترتبهم:
- هذه قصص أخي و هذه بعض المجلات التي قد ترغبين في تصفحها.
ربتت إلهام على يدها:
- أشكرك يا سها إنك تشغلين نفسك بأموري بصورة أكثر من اللازم لابد ان زوجك بدأ يمل من وجودي. ابتسمت سها:
- لا أبداً.... لا تقولي مثل هذا الكلام مرة أخرى إن وجودك مصدر فرح لنا جميعاً يكفي أنك سبب توقف أخي عن العمل المستمر.... لقد صار يشاركنا في الكثير من جلساتنا.
لم تفهم إلهام ما تعنيه سها فما علاقتها بتوقف يوسف عن العمل أمسكت لسانها قبل ان تسألها و كعادته سها كانت ستتبرع في توضيح مقصدها لكن قطع كلامها دخول فتحية:
- هيا يا فتيات إلى الغداء كما أن الطبيب حضر ليفحص ذراعك و قدمك.
بعد أن انتهى الطبيب من فحصه أخبرهم ان بإمكان إلهام أن تنزع الجبيرة من على قدمها و تستبدلها برباط أخف بشرط ان تخفف الضغط عليها لمدة أسبوع لكنه أخبرهم أن يدها لم تتعافى بعد، قررت سها أن تحتفل بهذه المناسبة فضحك الكل عليها.... على العشاء أفسدت إلهام الاحتفال بأن أعربت عن ضرورة رحيلها بعد أن تعافت قدمها و لدهشتها كان يوسف من رفض قبل حتى أن تفتح سها فمها:
- سوف تبقين هنا يا آنسة إلهام حتى تخرجي على قدميك كما كنت قبل أن أصدمك بسيارتي و بيد سليمة تماماً.
لم تناقشه إلهام و لم تذكر مرة أخرى أمر الرحيل و خاصة أن عوني أصبح يتصل بها في اليوم مرتين حتى انفجرت فيه:
- حسناً...حسناً سأقوم بما تقول لكن أقسم بالله لو اتصلت مرة اخرى فلسوف ارحل و اذهب للجحيم أنت و ما معك من الصور.
صمت عوني بدهشة أمام انفجارها ثم أغلق الخط.
كانت أيام إلهام رتيبة لكنها كانت تجد المتعة في قراءة قصص يوسف... إنه حقاً مبدع لكنها لاحظت أن هناك سمة مشتركة بين قصصه فالبطل قاسي لا يهاب الموت ليس لديه شئ يخسره.... ليس لديه أحد حتى أنها استغربت أنه لم يكن و لا في أي قصه من قصصه وجود لبطلة يحبها البطل أو حتى يكون معجب بها....دوما البطل وحيد يقاتل و يكافح و أحياناً يُجرح و ينزف حتى الموت لكنه ما يلبث أن يتجاوز الأزمات و كل هذا وحيداً.... كانت قصصه رائعة لكنها تفتقد للمسة الأنثى التي لو اضيفت لأصبحت القصص لا مثيل لها.
لأن إلهام لا تجرؤ على مناقشة أمور قصص يوسف معه ناقشت سها التي أعجبت بكلامها كل الإعجاب:
- معك حق يا إلهام لقد كان هذا رأيي أيضاً لكن يوسف يرفض ان يناقشه أحد في عمله و كلما حدثته عن هذا الأمر صدني بشكل قوي.
صمتت قليلاً مفكرة ثم قالت:
- يمكنك أنت أن تقولي له رايك... إنني لم أتمكن أن أصوغ له الأمر بطريقتك الرائعة أبداً قد يقتنع إذا أخبرته ما قلته لي.
هزت إلهام رأسها بقوة:
- أنا؟ محاااال.
كما توقعت إلهام أتت سها على ذكر هذا الأمر على الغداء في أحد الأيام فكان من نصيبها نظرة نارية لأول مرة تراها إلهام من يوسف و خاصة أنها كانت موجهة لاخته ثم التفت لها:
- لم أكن أعرف أنكِ قرأت قصصي ظننتكِ احتفظتي بها في غرفتك لكي لا تجرحي اختي.
استفزتها طريقته بالكلام فردت عليه:
- و لماذا فكرت هذا التفكير لابد انك تعرف أن قصصك مشوقة.
ظهرت الدهشة للحظة في عينيه ثم اختفت:
- لكنها ليست من القصص التي تناسب الفتيات.
زاد غضبها منه فسألته بحدة:
- و برأيك ما نوع القصص التي تناسبنا؟ قصص وردية اللون بقلوب على الغلاف؟
فاجأته حدة ردها فهي المرة الأولى التي يراها فيها غاضبة:
- لا لم أقل هذا لكن من خبرتي عرفت أن قصصي لا تلاقي رواجاً لدى النساء.
هدأ غضبها:
- هذا يعتمد على عقلية من تقرأ القصة لكن لي اعتراض وحيد على قصصك إن سمحت لي بأن أقوله.
أومأ برأسه:
- تفضلي.
أخبرته برأيها في إيجاز و كانت ردة الفعل الوحيدة التي أبداها هي هزة بسيطة من رأسه و مر الموضوع بلا تعقيب.




















قراءة ممتعة
__________________
  #10  
قديم 05-13-2012, 02:21 PM
 
حادثة القطة و الشجرة الشيطانية
اصطحب يوسف إلهام في سيارته إلى عيادة الطبيب لإزالة الجبس عن قدمها لكنه لم ينزل معها تركها مع سها على باب العيادة:
- سوف أنتظركما في السيارة.
غضبت سها من تصرف اخيها لكن إلهام تفهمته فلابد أنه لا يريد أن يراه أحد معها فتنتشر الأقاويل و الشائعات.
بعد ان أوصلهما يوسف للمنزل خرج.... توجهت سها للمطبخ:
- اذهبي لترتاحي بينما احضر لك كوب كاكاو.
تأخرت سها في القدوم فحملت إلهام القصص و نزلت المكتبة لتضعها في مكانها كانت سعيدة بقدرتها على المشي بدون عكازين ، بعد أن وضعت القصص في مكانها خرجت لتتمشى في الحديقة رأت قطيطة صغيرة الحجم لونها أبيض تلعب بين الأزهار اقتربت منها:
- كيف حالك يا صغيرة؟.
ذعرت القطة و قفزت مبتعدة ثم تسلقت شجرة.... شهقت إلهام لمنظر الشجرة و تسائلت من أي نوع هذه الشجرة الغريبة إنها تحتوي على أشواك كثيرة من المؤكد أن القطة المسكينة سوف تجرح نفسها بالمكوث داخل هذه الشجرة حاولت ان تناديها بمختلف الأصوات لكنها أبت أن تنزل بل اختفت أكثر داخل الشجرة.... تلفتت إلهام حولها ثم خطرت لها فكرة....رأت السلم الذي تركه البستاني بجانب البيت استغرقت حوالي الربع ساعة و هي تجره إلى الشجرة و تسنده عليها مسحت جبهتها إنه ثقيل الوزن بعد أن التقطت انفاسها بدأت في صعود السلم و هي تقاوم الدوار الذي أصابها كلما ابتعدت عن الأرض.
ركن يوسف سيارته في المرآب و دخل الحديقة على مهل لكن ما أن وقع نظرة على إلهام حتى ركض بسرعة... ماذا تفعل هذه المخلوقة المجنونة كانت تتسلق سلم لتصل إلى تلك الشجرة اللعينة التي طلب من البستاني أن يقطعها من زمن إنها شجرة شيطانية كمن أمرت بزراعتها و كل هذا لأنها أعجبت بمنظرها نحّى ذكرى سوسن من رأسه بسرعه، وصل لأسفل السلم ناداها:
- آنسة إلهام إنزلي قبل ان تقعي فتؤذي نفسك.
فاجأها صوت يوسف فالتفتت له بسرعة و زلقت يدها فتمسكت بالسلم بقوة و هي تتنفس بصعوبة:
- لن أستطيع ان أنزل الآن.
شتم من بين أسنانه و قال لها:
- لا الأن و لا فيما بعد تمسكي بمكانك و سأصعد لكِ.
هزت رأسها:
- لا حاجة لك بالصعود.
أكد لها بغضب:
- بل هناك كل الحاجة هذا إن لم أكن أريدك أن تكسري عنقك.
صعد السلم و عندما وصل لها قالت له:
- لن أنزل دون القطة.
رفع حاجبيه بتساؤل:
- أي قطة؟!!
أشارت بيدها لشئ أبيض صغير بين الأغصان:
- إنها قطة فاجأتها و هي تلعب بين الأزهار و عندما اقتربت منها ذعرت و قفزت للشجرة قد تؤذي نفسها.
أخذ يوسف شهيق حبسه في صدره ثم أطلقه ببطء لكي يهئ نفسه فقد ينفجر فيها:
- حسنا تمسكي بالسلم جيداً.
بعد ان فعلت ما أمرها به تجاوزها بخطوة و مد يده ممسكاً بالقطة ثم نزل مرة أخرى إلى مكانه أصدرت القطة صوت اعتراض و خدشته في يده صرخت إلهام بذعر و قد اختل توازنها....تأرجح السلم فعرف يوسف انه سيسقط بهما فترك القطة و لف ذراعه حول خصر إلهام قبل أن يهوي السلم بهما، أغمضت إلهام عينيها في ذعر.... أحست بقوة اصطدام يوسف على الأرض و خاصة أنها وقعت فوقه إزداد ذعرها عندما سمعت صيحة الألم الرهيبة التي صدرت منه، تدحرجت من فوقه ثم جلست تتحسس كتفيه:
- هل... هل انت بخير؟
لم يفتح عينيه فهزته بذعر:
- اســ.... استاذ يوسف أجبني هل انت بخير؟
فتح عينيه:
- لا ترجِّيني بهذه الطريقة يا فتاة إنني بخير كل ما في الأمر أنك وقعت على ذراعي هل أنتِ بخير؟
تنفست الصعداء و هي تراه يجلس:
- نعم أنا بخير لقد كان أنت من تلقى الصدمة أعتذر منك.
قفزت القطة في حضنها فحملتها بين ذراعيها بحنان و أخذت تمسح على رأسها متمتمه:
- أرأيتِ أيتها الشقية ماذا فعلت؟
نظر يوسف لها بدهشة و هي تداعب القطة بينما استكانت تلك الشرسة بين يديها سعيدة بما تتلقاه من حنان، خرجت سها تركض و في أعقابها زوجها و من بعدهم فتحية عندما رأت اخيها يجلس أرضاً هو و إلهام و بجوارهما السلم صرخت:
- ماذا حدث؟ لقد سمعنا صيحتك المزلزلة.
ضحك يوسف و أخبرهم بما حدث و عندما انتهى أشار إلى إلهام:
- و هذه نهاية قصتي مع القطة ها أنا أنزف كما أنني أحس أن عظامي كلها طحنت بينما تتلقى تلك الهرة الشرسة كل العناية.
تركت إلهام القطة من يدها و نظرت له:
- لقد نسيت أنها خدشتك...آآآه ماذا عساي أفعل أنا آسفة لما سببته من عناء.
أخذت فتحية يوسف إلى المطبخ و طهرت الجرح الموجود بذراعه ، نظرت إلهام إلى يده الأخرى:
- يجب أن يعاين الطبيب يدك الأخرى التي سقطت عليها فلا تنس أننا سقطنا من مكان مرتفع.
رفض:
- لا إنها كدمة بسيطة.
أمر يوسف البستاني بغضب أن يقطع الشجرة ... كانت إلهام تجلس مع سها و فتحية في المطبخ عندما تناهى لهما صوته و هو يصيح بغضب:
- لا أريد أن أرى تلك الشجرة الشيطانية مرة أخرى.... إقتلع تلك اللعينة من جذورها.
تبادلت سها و فتحية نظرات ذات معنى.... نظرت لهما إلهام و لم تتكلم مؤكد أن تلك الشجرة البائسة لها قصة ما فيبدو أن حياة يوسف مليئة بالغموض وصولاً لأشجاره.
على العشاء أشارت إلهام إلى يده بإصرار:
- لقد تحول لونها إلى اللون الأزرق يجب أن ترى الطبيب فقد تكون مكسورة.
استمر على رفضه:
- إنها كدمة بسيطة كما سبق و قلت سوف أضع عليها بعض الثلج.
أصرت إلهام عليه:
- لكنها لا تبدو كدمة بسيطة.
استمرت في الكلام بإصرار فنظر لها بتمعن كم من الجميل أن يشعر بإهتمامها لكنه عاد و نهر نفسه إنه لا يحتاج لإهتمام من أي أحد خاصة لو أتى من أنثى قاطعها:
- لن أذهب للطبيب و انتهى النقاش... أتمنى أن تهتمي بشؤونك و لا تقلقي بشأني.
خرج كلامه بحدة أكثر مما يجب فصمتت إلهام و ظلت صامتة لما تبقى من الوقت و انسحبت في منتصف السهرة إلى غرفتها.
بعدما خرجت إلهام نهرته اخته:
- لماذا صحت بالفتاة بهذه الطريقة.
مسح وجهه بإحباط:
- لم أقصد.... لم أقصد يا سها أتمنى أن تتركيني الآن لأنني متعب.
تركها مع زوجها و توجه لغرفته، وجد إلهام في منتصف الطريق للمطبخ و هي تحمل صينية عليها كؤوس عندما رأته ارتبكت:
- لقد كانت في غرفتي منذ الأمس....سوف أضعها في المطبخ لأوفر على فتحية صعود السلم فقدميها تؤلمانها.
أدركت انها تثرثر فصمتت، حمل عنها الصينية:
- دعيني أحملها عنك فيدك مازالت مجبرة.
لاحظت تقطيبة الألم التي ظهرت على وجهه عندما حمل الصينية و نظرت ليده فحملتها منه:
- لا سوف اذهب بها أنا.
و هي تمر بجواره أوقفها:
- بالنسبة لكلامي على العشاء أنا....
قاطعته:
- لا عليك لقد تدخلت في ما لا يعنيني.
قال لها:
- لا لقد كنت تنصحيني لمصلحتي و أشكرك على ذلك.
***********************
استيقظ يوسف و هو يحس بيده تنبض بالألم فقرر أن يتبع نصيحة إلهام و يذهب للطبيب و تمنى أنه لم يذهب عندما خرج من العيادة و يده ملفوفة بطبقة سميكة من الجبس، عندما رأته اخته قالت ما توقعه:
- ألم تقل لك إلهام أنها قد تكون مكسورة لكنك غليظ الرأس كم أتمنى أن أكسر لك رأسك.
نظر لها نظرة جليدية:
- هل أنت سعيدة لأن وجهة نظر صديقتك كانت صحيحة لكن يجب أن تعرفي أنه في المقابل لن أستطيع أن أنهي روايتي الأخيرة في موعدها.
كانت إلهام تراقب الموقف بصمت و تتبادل النظرات مع زوج سها المبتسم، إلتمعت عينها سها فجأة:
- بالطبع لن تستطيع أن تؤجر أحداً ليكتب لك الرواية كسكرتير أو سكرتيرة.
عنفها:
- إنك حادة الذكاء كما أعهدك.
قالت بسرعة:
- أنت تريد شخص موثوق به و أنا عندي هذا الشخص... ما رأيك أن تعمل معك مشيرة.
إلتفتت لها إلهام بذعر و تذكرت أنها أخبرتهما أنها سكرتيرة... ما هذا التي تقوله سها هل جنت؟ من تعمل لدى من؟، نظر يوسف إلى اخته ثم إلى إلهام و كأنه يسألها رأيها و عندما لم تتكلم قال لاخته:
- ألم تلاحظي أن الآنسة إلهام تعاني من نفس مشكلتي فيدها مكسورة هي الأخرى.
ظهرت خيبة الأمل على جه سها ، لا شعورياً وجدت إلهام نفسها توضح ليوسف:
- لكنني استطيع أن أكتب وراءك ما تمليه لي يا أستاذ يوسف.
رفع حاجبيه باستفهام فقالت:
- إن يدي اليمنى مكسورة لكنني أكتب بيدي اليسرى.
فكر يوسف " إن كل ما يخص هذه الفتاة غريب " ضحكت سها فتبدد التوتر الذي كان يملأ الغرفة لم تعرف إلهام ما حدث فلقد توالت الأحداث سريعاً كل ما فهمته أنها و رسمياً صارت تعمل ليوسف.
في يوم عملها الأول توجهت لغرفة المكتب و طرقت الباب فدعاها يوسف للدخول بعدما أغلقت الباب وراءها أشار لها بأن تجلس فجلست على كرسي مقابل لمكتبه لم يرفع عينيه من على الأوراق التي بين يديه:
- لقد جهزت لكِ طاولة في طرف الغرفة كل ما هو مطلوب منك أن تكتبي ما سأمليه لكِ.
تنحنحت:
- إنه أمر سهل.
نظر لها:
- ليس كما تظنين فسوف أمليك بسرعة و يجب أن تكتبي كل ما تسمعينه دون إغفال أي كلمة هل أنت مستعدة لذلك؟ أم أنني سأكتشف بعد أن ننتهي أن نصف روايتي سقط....
قاطعته:
- لا تقلق إنني سريعة في الكتابة كما أنني أجيد فن الإختزال إعتمد علي.
توجهت إلى طاولتها و هي تشكر الله على تعلمها لتلك المهارات التي تعلمتها برغم بعدها عن مهنتها ، جلست على طاولتها و بدأ العمل ..... لم يتوقف يوسف عن الإملاء إلا بعدما دخلت اخته معلنة:
- حان وقت الغداء.
صمت و كشر:
- أنتِ تعرفين أنني لا أحب أن يقاطعني أحد أثناء عملي يا سها ...ما بك؟
قالت له:
- هذا ممكن عندما تكون وحدك لكن في وجود تلك المسكينة معك يجب أن أقاطعك فقد تنسى أنها بحاجة للطعام لا أريدك أن تقتلها جوعاً.
إلتفت لإلهام:
- معذرة لقد نسيت هذا الأمر لابد أنكِ جائعة.
هزت إلهام رأسها:
- لا لا... إنني لست....
صمتت عندما أصدرت معدتها أصوات غريبة فابتسم يوسف و قد تبدد غضبه:
- حسناً لقد أتاني الرد من مكان آخر هيا يا آنستيّ الصغيرتان أمامي لنتناول ما يسكت بطوننا.
مرت الأيام و إلهام تعمل مع يوسف بكل استغراق و استمتاع.... لقد كانت روايته رائعة كلما بدأت في الكتابة وراءه حتى استغرقت في الأحداث كأنها تعيش مع الشخصيات كما أنها لاحظت أن هذه الرواية تختلف عن باقي رواياته فالبطل له سمات إنسانية على عكس أبطال الروايات السابقة ، مع مرور الوقت أصبحت إلهام كيوسف لا تمل أبداً من الجلوس في غرفة المكتب لتعمل و خاصة عندما رأت مدى إلحاح الناشر فلقد كان يتصل أكثر من مرة في اليوم.
في أحد المرات كانت إلهام تجلس مع يوسف يعملان فجأة صمت يوسف فحثته إلهام على المتابعة:
- هيا أكمل ماذا حدث؟
إلتفت لها:
- ماذا؟
قالت بنفاذ صبر:
- بعد أن إصدمت سيارة "طارق" بالشاحنة ماذا حدث؟
سألها:
- هل تظنين أنني سأنهيها في الوقت المحدد؟
سألته:
- تنهي ماذا؟ الرواية؟ بالطبع لكن أتمنى أن نناقش هذا الموضوع في وقت آخر فلا أريد أن ندع طارق في السيارة حتى تنفجر يجب أن نخرجه منها بسرعة.
ابتسم يوسف... يا إلهى كم من الممتع العمل مع هذه الفتاة:
- حسناً لن أدعه يموت في السيارة فالجماهير سوف تقتلني إن فعلت.
قالت:
- كما أن "منى" في انتظاره ليتزوجا.
رفع رأسه و نظر في عينيها مكرراً قولها بشرود:
- نعم منى في انتظاره ليتزوجا.

يتبعــــــــ....
















































يتبع
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، مكتملة Wu Yi Fan روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 05-06-2016 02:24 PM
رواية قطرة وراء قطرة تكوّن بركة من الدماء "مكتملة " ورديــہ ♥ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 43 06-22-2015 01:00 AM
خطوات عمل ميلك شيك الكريز2013 , ميلك شيك الكريز روعه بالصور 2013 ملاك الرومنسيه أطباق شهية 1 09-02-2012 01:39 AM
خطوات عمل ميلك شيك بالفراولة والموز2013 , طريقة اعداد ميلك شيك بالفراولة 2013 ملاك الرومنسيه أطباق شهية 1 09-02-2012 01:36 AM
من أجلك يا فلسطين..من أجلك يا بلدي عاشقة فلسطين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 04-23-2007 09:37 PM


الساعة الآن 01:50 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011