عيون العرب - ملتقى العالم العربي - جدة القديمة تطلب مساعدة الأمم المتحدة للحفاظ على تراثها المهدد

في مجتمع يشهد حركة تحديث سريعة

http://www.arabseyes.com/vb/uploaded/5_1180438869.jpg
مشهد للمباني القديمة في مدينة جدة

جدة-رويترز
تأمل السعودية في تدخل الامم المتحدة لمساعدتها في انقاذ مدينة جدة التاريخية القديمة المطلة على البحر الاحمر ذات الطراز المعماري الفريد والمهدد بالاختفاء.

وقال سامي نوار الذي يقود جهود الحفاظ على تراث جدة ان المدينة القديمة في طريقها للانضمام هذا العام لقائمة التراث العالمي التي تضعها الامم المتحدة والتي تشمل بالفعل 830 موقعا من بينها ثمانية مواقع في اليمن وسلطنة عمان.

ويأمل نوار المدير العام للسياحة والثقافة بأمانة جدة ان ينجح اخيرا في تدويل المعركة التي بدأها منذ ما يزيد عن 20 عاما ليغرس احترام التاريخ والحضارة في مجتمع يشهد حركة تحديث سريعة ولا يدقق كثيرا في مثل هذه الامور.
إقبال على التراث
وقال في مقابلة "اعتدت فقط على استقبال السائحين الاجانب وربات البيوت اللائي يشعرن بالضجر. الان تأتي الاسر والمدارس والطلبة في السعودية لدراسة الفن المعماري والتراث. بدأ الجميع يفخر به."

وتابع "لدينا اتفاق الان مع المديرية التعليمية في جدة لالقاء محاضرات في المدارس عن التراث الثقافي للمدينة والقيام بجولات ومشاركة الطلبة والطالبات في تنظيف المباني القديمة والشواطيء والكورنيش."

طراز معماري فريد

http://www.arabseyes.com/vb/uploaded/5_1180438920.jpg
وسط مدينة جدة القديمة

في مدينة جدة القديمة شيدت المباني في شوارع ضيقة تربط بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب لاستغلال رياح البحر وهي مصممة لتلقي الظلال على بعضها البعض لتقلل من أثر درجة الحرارة والرطوبة الشديدة.

انها مبان مبنية من الحجارة الحمراء لها شبابيك خشبية زرقاء اللون تعرف باسم المشربيات تعطي طابعا مميزا للعمارة في المدن القديمة في مصر والسودان واليمن والسعودية في المناطق الواقعة على البحر الاحمر.

وقال نوار "انه طراز معماري فريد...ليس في السعودية فقط بل في العالم بأسره." ويضيف "أنظر كيف استغل الانسان المواد المتاحة لبناء مسكن يوفر مناخا طيبا وتبريدا طبيعيا للهواء ونوافذ طبيعية تتفق مع الثقافة والدين. انه افضل استخدام للمواد لتلبية احتياجات الانسان وثقافته."

وتستفيد جدة من حملة جديدة لترويج البلاد كمزار عالمي بصفة خاصة للمسلمين.
حملة سعودية للتسجيل ضمن المواقع الأثرية
ويساند العاهل السعودي الملك عبد الله الذي تقلد الحكم في عام 2005 الحملة السعودية لتسجيل مدينة جدة القديمة ومدينة الرياض الصحراوية القديمة ضمن المواقع التراثية. وقال نوار ان المدينة يمكن ان تستفيد من هذا الاهتمام.

ويتدفق مئات الالاف من الحجاج على جدة التي يقطنها مليونا نسمة وهم في طريقهم لاداء مناسك الحج في مكة ويحاول كثيرون من الحجاج الفقراء البقاء في المملكة على أمل ان تتاح لهم حياة أفضل.

وفي الثمانينات نزح عدد كبير من السكان عن الاحياء القديمة بعدما زادت ثرواتهم وحل محلهم مهاجرون اجانب فقراء اكتظت بهم المباني في اطار نظام عشوائي للصرف الصحي. وفقد نحو عشرة بالمئة من المباني القديمة وعددها 570 نتيجة الحرائق بسبب مد الاسلاك الكهربائية.

وأصبح الان عدد كبير من المباني مهجورة وفي حالة بائسة. وتمنع لوائح جديدة هدمها او تعليتها بما يزيد عن الحد الاقصى المسموح به وهو ستة طوابق ويمكن للبنوك اقراض اصحابها لترميمها.

وفي العام الماضي كشفت البلدية عن خطة لتطوير المركز التجاري بينما ارتفعت المباني الشاهقة على الكورنيش لتنبيء بأن تغدو جدة في يوم من الايام مثل المدن الجديدة في الطرف الاخر من شبه الجزيرة العربية.

وقال نوار "اعتقد انهم سيشيدون مدينة مثل دبي تضم مبان مرتفعة. ستصبح جدة مدينة مختلفة في غضون عشرة اعوام. تملك كل عناصر النجاح وليس هناك عناصر مزيفة كلها اصلية."

منقول : اخوكم ابوخالد