عيون العرب - ملتقى العالم العربي - وحدتي سعادة غيري..فمن وحدته سعادتي؟

نوي ينظر لتلك الشقة بغضب: يا الهي , إنها شقة....شقة ذلك الطفل.
هينا : يجب أن نساعد من في الداخل.
نوي و هو يتوجه للداخل مسرعاً: لا أنصحك بالدخول.
هينا تذهب خلفه للداخل: ذلك ليس بيدك, هناك من يحتاج لمساعدتنا .
في الداخل الشقق متهدمة و الكثير جرحى ...بتلك اللحظات كانت هينا تساعد الناس بإخراجهم بسرعة و نوي كان منهمكاً في البحث عن الطفل الذي كان يعنيه....
هينا تلاحظ صبياً في السابعة من عمره يصرخ بجانب والدته يطلب المساعدة...
الصبي و دموعه تملأ عينيه: ساعدوني, أمي تحتاج المساعدة, أرجوكم...
تتوجه هينا مسرعةً نحو الصبي: أين هي والدتك؟
يأخذها الصبي إلى المكان الذي توجد به أمه...
هناك نوي واقف يحاول إخراج المرأة التي علقت تحت الصخور...
تساعده هينا في إخراج تلك المرأة حتى أخرجوها من العمارة....
هينا بعد انتهاء عملها لذلك الصبي: انتبه لأمك.
نوي و هو جلسٌ من التعب : من الجيد أنني مررت بشقتك, و إلا لما كانت أمك هنا الآن.
الصبي: شكراً لكما...(يكمل بخبث), من هذه الفتاة نوي؟ هل هي صديقتك؟
نوي ينزل رأسه قليلاً: أنا لا أصادق الفتيات.
الصبي: حسناً, إذاً هي مخطوبتك.
نوي يصرخ في وجه الصبي: كف عن هذا كايرو...(يهدأ قليلاً).. إنها لا تعني لي أي شيء , إنها إحدى زميلاتي في الجامعة.
كايرو: لا بأس لا داعي للغضب...المسكينة هي الفتاة التي ظننتها تقربك, فليس من العقلائي أن تقترب منك فتاة لطيفة كهذه.
هينا و قد انزعجت من كايرو: هلا كففت عن هذا, بدلاً ذلك يجب أن تفكرا أين ستذهبان بعد أن تهدم منزلكما.
كايرو و قد تغيرت ملامح وجهه لوجه جدي: حسناً , لا أظن لن تلك مشكلة سنذهب لأي مكان مادام والدي لديه النقود.
هينا تنظر لنوي: و ماذا عنك؟
نوي ينظر للعمارة المتهدمة و لا ينتبه لها...
هينا تردد ما قالته بصيغةٍ أخرى: ماذا ستفعل الآن ..أجبني؟
ينتبه نوي لها بوجهه الهادئ: أه..ذلك لا يهم سأتدبر أموري.
هينا تنظر إليه و قد لاحظت كذبه في لهجة كلامه: أ أنت متأكد؟ أين والديك , يجب أن تعلم إن كانوا هم على علم أم لا.
نوي: ليس مهماً أن يعلموا , فهم في قبورهم.
هينا تتأسف لما سمعته: أنا آسفة حقاً..لم أكن أقصد إزعاجك ...لكن ألا تلاحظ أن إخبارك لي هذا بهذا الشكل عجيباً.
نوي: هذا هو أسلوبي.
ينتهي كل شيء عند هذا الحد ظاهراً....
بعد أسبوع....
هينا في المطعم الذي تعلم به.....
الزبون جلس على إحدى الطاولات: أوي...أنتِ, اجلبي لي فنجاناً من القهوة.
هينا و اللطف بادٍ للزبون: حسناً سيدي, انتظر قليلاً.
في تلك اللحظة تلاحظ هينا دخول نوي لذلك المطعم فيتغير لونها و تحاول المغاورة لكن نوي يناديها دون أن يعرف أن من يكلمها هي زميلته...
نوي : أنتِ, أيتها النادلة.
هينا تلتقط نفساً و تدير رأسها نحوه: نعم سيدي, هل أستطيع خدمتك بشيء.
نوي ينظر لها بوجهه الهادئ مظهراً الدهشة بعض الشيء: أوه, الكاذبة جالبة الحظ السيئ هنا, إن اللطف هكذا لا يناسبك, لكن العمل بلى.
هينا تحاول أن تكون لطيفة مع الزبون: سيدي, في ماذا أخدمك؟
نوي: في ابتعادك عن طريقي.
هينا و الغضب يتسلل لها: ماذا تقصد أيها السيد؟
نوي: ألا تلاحظين أنك واقفة في مكانٍ يسد الطريق؟
في تلك اللحظة تنظر هينا لمكانها لترى أنها واقفة بين طاولتين قريبتين و لا مكان لنوي أن يعبر.
تبتعد هينا بسرعة مقدمةً اعتذارها: آسفة حقاً.
يخرج نوي بعد فترة و تخرج هينا بعد انتهاء دوامها, لكنها تلاحظ نوي الذي كان جالساً في إحدى الزوايا نائم على الأرض .....تفكر هينا في ايقاضه لكنها تذكر ما حدث لمنزله فتفضل تركه نائماً....
في اليوم التالي...
سينكا وراء الحائط يراقب هيلين التي وصلت للتو مع أخيها ريك إلى الجامعة...
سينكا يحدث نفسه(يجب أن أتشجع...يجب أن أعتذر..لكن كيف أقول لها ذلك؟...أنا آسف بالفعل...لا ..لا ليس لهذا الحد....أنا أردت أن أعتذر مما بدر...لا...أنا لم أفعل أي شيء خاطئ)
هينا تقاطعه من الخلف: مرحباً سينكا, ماذا هناك؟....
ترى هينا صديقتها هيلين واقفة تتحدث مع أخيها ....: أها ..أظن أنني فهمت, ألا تستطيع أن تتشجع و تعتذر منها.
سينكا: لا, ذلك ليس بهذه البساطة.
هينا تمشي و تتركه مع أفكاره: لا يبدو أنك ستتغير في النهاية سينكا.
في الصف نوي جالس شارد الذهن...
هينا تتقدم نحوه بعد دخولها مباشرة : مرحباً.
نوي ينتبه لها بطرف عينه و يدير رأسه بعدها: أه, مرحباً.
هينا: ما ذاك اللقب السخيف الذي قلته لي في المطعم؟
نوي و التعجب بادٍ عليه: ماذا تقصين؟! لم أفهمكِ؟
هينا تضرب على الطاولة مغمضةً عينيها : أنا فتاةٌ كاذبة جالبة الحظ السيئ!
نوي: ذلك ليس غريباً, انظري لابتسامتك ستعرفين كذبك...و بعد رؤيتك بيوم فقدت مسكني.
هينا تتغير ملامحها لتسأله: عن ذلك الموضوع,هل علمتَ ما هو سبب ذلك الانفجار؟
نوي: أجل.
هينا بشوق: ما هو؟
نوي: الجواب سهل, أنتِ.
هينا: بجدية.
نوي ينظر نظرةً حادة و يجلس متكتفا: لقد كان هناك رجلٌ يحمل معلوماتٍ مهمة عن إحدى العصابات المتورطة في المخدرات فأرادوا أن يمحوه من الوجود.
هينا: هل شاهدت قصة بوليسية تحكيها لي؟!!
نوي: لا, تلك الحقيقة.
في طريق العودة....
نوي يمشي مبتعداً عن هينا قليلاً كالعادة...
لكنه يبدأ الكلام: ما بك؟لماذا تحاولين الكذب على نفسك؟
هينا : كيف علمتَ ذلك؟
نوي: ماذا؟
هينا: أنني أبتسم كذباً...أو أني أحاول الكذب على نفسي...ذلك ليس طبيعياً أن تلاحظ .
نوي: لا أعلم, لكن ذلك واضح بالنسبة لي, ربما لأني....
يسكت نوي دون أن يكمل حديثه....
هينا لا تعرف كيف تبدأ الحديث معه: لقد رأيتك البارحة...
نوي يدقق عليها بعينيه الحادتين و هي تكمل كلامها..
هينا..: لا بأس أن تأتي لمنزلي مؤقتاً فهو واسع نسبياً...

يتبع...
هل أعجبكم البارت؟
ما أجمل ما قرأتموه؟
أحب رؤية آرائكم؟