عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree253Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #216  
قديم 05-23-2012, 08:45 AM
 
القصة مرررررررررررة حلوة
تسلمي
رد مع اقتباس
  #217  
قديم 06-07-2012, 04:21 AM
 
تسلممممي ..
حلوووو كتييير كملي ..
__________________
-


-
KyunAhh

^
قِصَةة عِشقٍ لآ تنتَهٍي ..:wardah:
رد مع اقتباس
  #218  
قديم 06-16-2012, 02:42 AM
 
ســــــلاااااااااااااام

امممممم ما راح أقول أي شي أخاف تضربوني ههههههه
آسـفـــه ع التــأخيـــــــــر ^__^
و مش هطول عليـكو تفضلـــوا البارت
و زي ما وعدتكم بـــارت طويييييييل

يــلا هاكم البــــارت ^___^
Ợ₦ and ṦηỈpéṜ like this.
__________________
رد مع اقتباس
  #219  
قديم 06-16-2012, 02:45 AM
 

الجزءالثالث عشر‘‘الحقيــــقـه!!‘‘



في وقت الإستراحه اتجهت إلى دورة المياه لأغسل يدي وقابلت أحد الشبان هنـاك


ابتسم لي فابتسمت له بدوري


"نيكولاس"


توقفت عن السير وأجبته "نـــعم"


مــد يده إليّ ليناولني تلك الورقه قائلاً "لقد أعطاني إياها أحدهم، وقال بأن أوصلها إليك"


تناولت الورقة منه وفتحتها فيما هو غادر المكان


((قابليني خارج المدرسه، الآن))


ارتبت حيال الأمر، وبدأت أتساءل


،،من يمكن أن يرسل إليّ هذه؟! بل من يريد مقابلتي؟!،،


اتسعت عيناي دهشه وهمست"هل يمكن أن يكون آرثــر!!"


ودون تردد أطلق ساقاي للريح وركضت بسرعه للخارج



.........


خرجت من البوابه، وبقيت أتلفت يميناً ويساراً


نظرت للورقة في يدي من جديد، ولكن لا إشارة تدلني على مكان المرسل!


مشيت عدة خطوات نحو اليمين وأنا أتلفت في محاوله لرؤية أحدهم


ودون سابق إنذار، أطبق أحدهم على فمي من الخلف، ثم حملني وهو يلف ذراعه الأخرى حولي


مشى باتجاه أحد الأزقة المظلمه ثم تركني


انطلقت لأبتعد عنه عدو خطوات، وبنفس الوقت


تذكرت أول لقاء لي بـــ آرثــــر، إن ما حدث سابقاً يعاد الآن!


التفت للخلف لأرى من ذلك الشخص لكن المكان كان مظلماً


وأشعة الشمس من خلفه، مما ساعد على إخفاء ملامحه تماماً


تكلم وهو يتقد نحوي بهدوء


"أنتِ حمقاء هوتارو، ماذا لو كان آســو هو الذي أرسل لك الورقه؟!"


عرفت صوته مباشرة، فيمــا ظهرت ملامحه عندما اقترب مني


أمسك بوجنتي بقوه وهو يشدها "هــااا؟! هل كنتِ ستلبين الدعوه بصدر رحب؟؟


أنتِ بالفعل غبيه يا فتاة"


أبعدت يد رايان عني بقوه بعد أن آلمــني وقلت بحده


"ماذا تريد مني، لاتقل بأنك تود الإنتقام لأني كنت سبباً في إصابة آرثــر؟!"


زفر بحده وهو يتمتم بكلام لم أفهمه، تكلم أخيراً


"آرثــر يود مقابلتك"


اتسعت عيناي دهشه وتمتمت "آرثـــــر؟!"


صاح بانزعاج "نعم آرثــر، هل ستأتين أم ستبقين تتمتمين بما لا أعرف كالبلهاء"


ثم تحرك ليغادر، طرفت بعيني لأستوعب بأنه قد اختفى عن ناظري


أسرعت وخرجت من الزقاق لأراه قد ابتعد قليلاً، لكني أسرعت لألحق به


................


ظننت في بداية الأمر بأنه سيأخذني لمكان مهجور، أو خارج المدينه شيء من هذا القبيل


ولكني تفاجأت عندما دخلنا إلى أحد المباني العاديه به الكثير من الشقق


اتجهنا إلى المصعد ليقلنا للطابق الرابع



فُتح باب المصعد ليخرج راي قبلي، تقدمت خطوه، ولكني بدوت متردده نوعاً ما!


،،ما أدراني بأنه على حق، وأن آرثر حقاً ينتظرني؟!


لا إنه كان قادراً على قتلي في أي وقت


ولكنه لم يفعل، ربما بسبب الناس، إذن بإمكانه قتلي إن ذهبت معه!


هل عليّ أن صدقه يا ترى؟!،،


بعد صراع مع عقلي، قررت أخيراً....


وقفنا أمام أحد الأبواب الكثيره في ذلك الممر الطويل، المفروش بسجاد أحمر


همست "أهذه هي الشقه؟!"


تجاهلني وفتح الباب ثم تقدم ليدخل، كنت وقتها قد اتخذت قراري ...


بعدم الدخول!


تراجعت خطوة للخلف فيما هو توقف، نظر إليّ باحتقار فقلت بسرعه وأنا أقطب حاجباي


"لا، أنا لن أدخل معك"


أجاب بنوع من السخريه "أأنتِ جاده؟!"


صرخت بغضب "و كيف لي أن أصدق بأنك لن تؤذيني، فعلى كل حال


أنتَ تنوي قتلي أليس كذلك!"


زفر بغضب ثم صاح بحده "كما تشائين"


دخل للداخل ليغلق الباب بعده بقوه، استغربت، ظننت بأنه سيجبرني على الدخول معه بما أني تبعته!


سمعت صوتاً صادراً من الداخل، شخص آخر غير رايان


كان يتحدث، ولكني لم أسمع سوى ،،أحمق،، !!


بعدها فُتح الباب مباشرة، و وقف أمامي تماماً


حملقت به قبل أن أدرك بأنه هو آرثـر حقـاً، ويقف أمامي!


شعره الأسود، عينيه الـخضراوان، قامته الطويله التي تشعرني وكأني لا أساوي شيئـاً أمامه


"أهـــــــلاً "


حسنــاً، أنا لا أستطيع وصف شعوري وقتها


متوتره، خجله، مرتبكه، و قلبي يخفق بسرعه باختصار كانت مشاعري مضطربه جداً


أردت أن أتكلم، وأقول أي شيء لكن لساني رفض النطق!


"أدخـلــــــي"


"مـــاذا؟!"


لم أستوعب ما طلبه، هل قال للتو بأن أدخل؟!


سابقاً فكرت لو أنه هنـا حقاً كنت سأدخل، ولكن الآن أنا متردده كثيراً، حتى بوجوده!


أشرت برأسي نفيــاً، و تراجعت للخلف خطوه خطوتان ثم تحركت لأركض


أمسك بذراعي بقوه ليمنعني من المغادره


"سأطلعك على كل شيء، فقط أدخلي"


بلعت رمقي ونظرت خلفه، للداخل حيث راي


كان يرمقني بنظرات حقوده وفيها شيء من البغض


يبدو بأن آرثـر قد لاحظ نظراتي نحو راي لذا قال وهو يسحبني معه للداخل


"لا عليكِ منه، لن يؤذيكِ"


تقدمت معه دون مقاومه، وأنا التي كنت قبل قليل عازمه على عدم الدخول


ولكن قلبي كان هو الذي يقودني!


..................


ما إن دخلت حتى أغلق آرثر الباب، ولكنه لم يتركني بل سار بي إلى الأرائك التي أمامنا


ذات اللون القرمزي، توسطتها طاوله زجاجيه


أجلسني على الأريكه المقابله لــ رايان الذي أشاح بوجهه عني، ثم جلس بجانبه


أطرقت برأسي وحلت لحظة صمت بيننا عندها قطعه آرثــر بقوله


"هارو، هل أنتِ بخير؟"


أومأت برأسي بــنعم فتابع "أنا لم أخبركِ بشيء سابقاً رغم إلحاحك ولكن الآن (تنهد بعمق وقال بخفوت)


لقد ظهر كل شيء، ولن أضطر لإخفائه عنكِ


هذا إذا لم تكوني قد عرفتي كل شيء!"


رفعت رأسي وأنا مستغربه "ما الذي ترمي إليه؟!


أنا لم أعرف شيئـاً حتى الآن"


سألت، فأجاب بابستامة صغيره "لا بأس سأخبرك


ألم تقولي سابقاً بأنكِ تودين معرفة ماضيك"


أومأت برأسي "نعم، أريد ذلك"


بدون سابق إنذار، وقف راي بسرعه وبانفعال وبدا غاضباً جداً عندما صرخ


"بحق الله آرثــر، مالذي يهمك في هذه الفتاة، إنها أغبى مما تبدو عليه


حمقاء، إنها مجرد ساذجه وعائق في طريقنـا


لمَ تفضلها عليّ؟! ألستُ صديقك المقرب، أخبرني؟!"


"راي، إهدأ ...."


"أتعلم لا أريد سماع شيء منك (نظر إلي وتكلم بغضب شديد) وأنتِ ستندمين


أحمقان"


ختم جملته الصارخه بركله للطاوله مما جعلها ترتد للخلف وتقع أرضاً بقرب قدماي


مشى بخطوات واسعه وهو يضرب الأرض بقدميه حتى خرج، ليصفع الباب بقوة كبيره


نظرت لــ آرثر، بدا هادئا جداً، شعرت بالخجل


فقد تسببت في مشكلة بين الصديقين، كم أنا لئيمه بحق


"أ أنـا آسفــه"


تكلمت بخفوت فأجاب هو الآخر "لا عليكِ، إنه غاضب وحسب"


رفعت بصري إليه ورأيته يضع يده على ذراعه، ربما بسبب الألم لذا سألته


"كيف هي إصابتك؟!"


"إنني بخير"


صمتنا، وطال الصمت هذه المره، أخذت أشبك أصابعي مع بعضها لأزيل توتري الشديد


لاحظت أخيراً بأن الوقت قد انتهى، أقصد وقت استراحة الغداء في المدرسه قد أنتهى


ويجب عليّ العوده


"إسمع/ــي"


تكلم كلانا في الوقت ذاته، فقال بسرعه "ماذا لديكِ؟!"


"أنتَ ماذا لديكِ؟!"


"ألم تأتِ إلى هنـا لأخبركِ بما تريدين!"


"بلى"


"إذن ماذا أردتِ أن تقولي"


وقفت وقلت بسرعه وأنا أحاول التهرب من نظراته "عليّ العودة إلى المدرسه


لقد انتهت استراحة الغداء منذ وقت"


أخفض رأسه وقال بخفوت "نعم، و أنا آسف لأني أخرتك"


اجتاحتني رغبة في البقاء لمتابعة ما جئت لأجله


فكرت في أنه ليس لدي شيء مهم اليوم في المدرسه ولا ضير في إن بقيت قليلاً فقط


سوف أعرف الحقيقة اليوم، لا في وقت آخر


"لا يهم"


عاودت الجلوس وقلت "سوف أبقى لتخبرني بكل شيء، لا أعتقد بأن هناك مرة أخرى لنتقابل


فأنت ستتهرب كالعاده من الإجابه، أليس كذلك"


لا أعلم من أين جاءت تلك الجرأه، وأين ذهب كل ذلك التوتر!!


"حسنــاً، كما تشائين


ولكن لماذا تعتقدين بأننا لن نلتقي مجدداً؟!"


أخذت نفسـاً عميقـاً وتجاهلت سؤاله وقلت بتردد "أخبرني أولاً، من هو آســو هذا، وماذا يريد منــا


أقصد منكَ أنتَ تحديداً(صمتُّ لأتابع بخفوت) ومني أيضـاَ"


أجاب بغموض شديد "لنقل بأني أخذت شيئـاً يخصـه"


"وما هو هذا الشيء؟!"


صمت قليلاً وكأنه مجبر على الإجابة أو ما شابه


"وهل هذا مهم لتعرفي!"


أجبت بعزم "تمــامـاً"


تردد في الإجابه، إلا أنه قال بعدها "لقد أخذت منه شيفرة تحتوي على معلومات مهمه بالنسبة له


هل اقتنعتي الآن"


زممت شفتاي وقلت بامتعاض "نعــم"


"إذن؟!"


رددت باستنكار"إذن ماذا؟!"


رفع حاجبيه وقال "هذا فقط، طوال ذلك الوقت كنتِ تريدين معرفة هذا وحسب"


"أمممم ليس تماماً"


"إذن قولي ما لديكِ"


صمتُ قليلاً وقلت بشرود "لا أعرف ما أريد تماماً، ولكن... أنا حقاً لا أعرف"


"عندما رأيتكِ أول مره..."


رفعت رأسي إليه مباشرة عندما تكلم لكنه كان يخفض رأسه و يقبض على هاتفه بيده بشده


تابع بخفوت وكأنه يحدث نفسه


"استغربت في بداية الأمر، لماذا قد يحضركِ آســو لعصابتنــا؟!"


سألت بفزع "عصابه!! هل كنتَ في عصابة من قبل؟!"


"نعم، وإلا لما رأيتني


لقد كنتُ المفضل لدى آســو بسبب مهاراتي، ضمني إليه عندما كنت في الثالثة عشر من عمري


كنت وقتها يتيماً هربت من الملجأ الذي كنتُ به، ثم انظممت إليه دون تردد


(صمت قليلاً ثم قال باباتسامه جانبيه وهو ينظر إلي)


أعتقد بأني لست محور الحديث هنــا، من المفترض أن تكوني أنتِ (أخفض رأسه مجدداً وتابع)


كان الوقت ليلاً عندما وصلني خبر وجود فتاة صغيره في المقر، لذا ذهبت فوراً لأرى ما يحدث


كنتِ مرتعبه بشده، وتبكين طوال الوقت، وما زاد الأمر سوءً هو أن آســو قام بحبسكِ في غرفة معزوله


ولم يسمح لأحد بالدخول، كنتِ في الثامنه من عمرك حينـهـا


وبطبعي خالفت الأوامر و تسللت إليكِ


كنتِ خائفه للغايه، و بالكاد تصورتي وجودي


بقيت آتــي إليك لمدة حتى اعتدت عليّ ولم تعودي تخشينني


حاولت إخراجكِ مراراً ولكن آســو لم يسمح لي(ابتسم بسخريه ثم قال) وذات مره أخرجتكِ دون إذن منه فعاقبني بشده


مما اضطرني للبقاء في الفراش لمدة أسبوع كامل"


توقف عن الكلام وكأنه يبحث عنه في كل أرجاء الغرفه ليصمت فجأه هكذا!


وقف واتجه للمطبخ "لن أتأخر"


،،تبـاً، هل يتهرب مني مجدداً؟!،،


تنهدت بعمق،،، لم أفكر يوماً أن أتصور ما حصل معي في الماضي وكيف وصل بي الأمر إلى معرفة آســو!


لربما كنت أكثر تقبلاً لما سمعته الآن من آرثــر


ولكن أنا متأكده بأنه يقول الصدق، لا أشعر بأنه يكذب فيما يقول


نظراته، صوته، ارتباكه، كلها تدل على ذلك


ولكن حقيقة، مالذي يريده آسو مني ليأخذني لست ذا فائدة على الإطلاق،،،


مـرّ بعض الوقت فيما أنـا هائمه في أفكاري لينتشلني صوته العذب من الدوامه التي كنت فيـها


"آسـف، هل تأخرت"


أشرت برأسي نفيـاً فيمــا ناولني هو كوبـا يتصاعد منه البخار ليتلاشى بعدها وكأنه لم يوجد أصلاً!


"ما هذا؟!"


"قهوه، أم أنكِ لم تعتادي عليها بعد؟!"


قلت بتعجب وأنا أتناول الكوب منه "لم أعتد عليها!!"


عاد ليجلس في مكانه ليقول بابتسامة صغيره "نعم، فأنتِ لم تكوني تطيقين شربها حتى"


"حقـــاً؟!"


"نعم"


صمتُ قليلاً وأنا أحدق بصورتي التي انعكست على القهوه، ثم قلت بنوع من التوتر و القلق


"مـ مــاذا عن، والــداي؟!"


لم يجب ولم يرفع رأسه حتى لينظر إلي فاستنتجت بأن ما أفكر به صحيح، قد مـاتــا


تنهد بعمق قبل أن يجيب " والدتك لقد قتلت على يد آسـو


أما والدك فأنا لا أعرف من هو حتـى ولم أره في حياتي، و أظن بأنه قد مات"


قال جملته الأخيره بنبرة غريبه و لكني تجاهلت الأمر لأسأل بسرعه


"أهذا يعني أنك تعرف أمـي؟؟"


ابتسم بتوتر وهو يجيب "لا، لا أنا لم أقل هذا


ما قصدته هو أني قد سمعت عن أمك أما والدك فــلا"


عضضت على شفتي السفلى حتى كادت تتمزق و شعرت بالغصة في حلقي


"أخبرني عما تعرفه عن أ أمـي"


تنهد بعمق وقال "صدقاً، كل ما أعرفه أنها امرأة لطيفه، وهذا كل شي"


"هــ هـل يمكنكَ أن تخبرني المزيد؟"


"أمممم هل تريدين معرفة كم كنتِ بكاءه، أم الساعات التي لا أنام فيها بسببك


أم عندما تزعجينني بصراخك المستمر في الليل"


،،فتحت فمي على آخره، هل حقـاً كنتُ كذلك؟!،،


على كلٍ هو يحاول فقط أن يبتعد عن الحديث بشأن والداي


انفجرت ضاحكه متناسية الأمر أنا الأخرى "أريد معرفتها كلها"


"لكِ ذلك"


..................


يبدو بأن الأمر قد راق آرثـر، فهو يتهرب من الإجابه على أي شيء يخص آســو وما إلى ذلك كما توقعت


ويكتفي بإخباري بلأشياء المسليه في الغالب


ولكني بقيت أسأل وأسأل حتى أدخلته في دوامة لن يخرج منها


.......


"إذن كان يجبرني على القيام بعمليات سطو!!"


"أجل، لهذا كان يسمح لي بتدريبك على أشياء كهذه، دون أن يبالي بالعواقب


أو النظر إلى صغر سنك"


"كم كان عمركَ وقتها آرثـر"


شعرت بالخجل من سؤالي، حتى أنا بنفسي لا أعرف كيف قلت ذلك!!


"كنتُ في الــ16 من عمري"


"أوه حقــاً؟!"


أخذت أعد على أصابعي دون شعور لكنه قاطعني بقوله


"ثمـاني سنـــوات"


نظرت إليه فقد عرف ما كنت أفكر به، إلا أنه اكتفى بابتسامة عذبه وتابع


"لقد كبرتِ كثيراً بعد آخر لقاء لنــا"


شعرت بالخجل، لكن في نفس الوقت تذكرت شيئـاً مهماً جداً


......


"أريد معرفتكَ أنتَ آرثر"


توقف دون أن يلتفت إلي بعد أن قلت ذلك من بين دموعي


ثم أغمضت عيناي بقوه وأنا أضم كفاي لصدري، ومستعدتاً لتلقي صرخاته الحاده


"الأفضل ألا تعرفي من أنا، لأني السبب في تدمير حياتك"


فتحت عيناي عندما تكلم بهدوء دون أن يلتفت إلي ثم تحرك ليغادر


........


عدت لرشدي وأنا أفكر، هل أسأله عما كان يقصده في ذلك أم لا


استجمعت شجاعتي وقررت سؤاله، فهذا هو الوقت المناسب، على ما أظن!


"آرثــر أتذكر، قبل عدة أيام قـلــ..... قلتَ (صمتُ قليلاً وأنا متردده لكني تابعت)


قلت بأنك السبب في تدمير حياتي


ماذا كنتَ تقصد بهذا؟!"


تنهد بألم وقال وهو يخفض رأسه "نعم لقد كنتُ السبب في ذلك"


لم أتوقع إجابته السريعه على الفور، فقد ظننته سيماطل قليلاً لكنه تابع بجديه


كان عليّ إخراجك من هنـاك، أقصد مقر العصابه


بعد أن أطلق آســـو سراحك من الحبس، كان بإمكاني أن أخرجك من هنــاك وآخذك إلى مكان أكثر أمانـاً دون أن يعرف أحـد"


صمتَ قليلاً وأنا أصغي إليه جيداً، لاحظت شدة قبضته على هاتفه عندما تكلم بخفوت


حتى أجزمت على أنه سيتحطم في يده!


"ولكن لا، لم أتصور أن تبتعدي عني، لقد اعتدت على بقائكِ بجانبي طوال الوقت


كنتِ بالنسبة لي، كمن وجد ملاذاً آمنــاً في حياته هــارو، لقد غيرتي فيّ الكثير


واستحوذت على كل اهتمامي وتفكيري وكل شيء بطريقة ما!


كم حين أنانيـاً، حين فكرت بنفسي فقط آنــذاك، ولم أفكر في أنكِ قد تصابين بأذى بسببي


أذكر الوقت الذي فقدتكِ فيه، تمنيت لو لم أقابلك حينـها، لأني تسببت بأذيتكِ


وقتها قام آســو بإرسالك إلى تلك الجزيرة التي كنتِ فيها مع رايان لتسرقي شيفرة كانت مهمة له جداً


لا أعلم لمذا لم يرسلني أنــا؟!"


قال جملته الأخيره صارخـاً بغضب، ليرمي بالهاتف أرضاً فتناثرت قطعه في أرجاء المكان


فزعت عندما صرخ فصوته كان عاليـاً ويبدو بأنه غاضب للغايه لذا فضلت الصمت على الحديث


كان يتنفس بطئ وهو يمرر أصابعه في شعره الأسود


"حاولت إقناعه بأنكِ لن تستطيعي ذلك


وقد كنتُ على حق، فأنتِ كنتِ في الــ11 من عمركِ لا أكثر


ذلك الوغد، قام بتخديري و أخذكِ مني بعد أن كنتُ عازماً على أخذكِ بعيدا عنه


خاصة وأنكِ كنتِ مصابة بجروح في أنحاء جسدك بعد مهمة أرسلك بها لتسرقي محل مجوهرات دون علمي


أرسلك مع اثنين من أتباعه إلى تلك الجزيرة النائيه، ولكن حينــها (صمت قليلاً ثم تابع بألم أكبر)


فقدتكِ، فقدت الإتصال بك وتوقعت ما حصل لكِ وقتهــا وهو أنكِ ،،مُــتِّ،،


استشط غضبــاً وقتها ولم أعي ما أفعله وجلّ تفكيري هو أن أنتقم من آســو لا أكثــر


لكنه كان قد هرب إلى مكان ما، ولم أراكما من وقتها


بعد اسبوعين تقريبـاً وبطريقة ما، حتى أنا نفسي لا أعرفها


اتهمت بجريمة سرقه واعتقلت لمدة سنــه كامله!


أثناءهـا عرفت بما حصل لكِ من أحد الرفاق، وأنكِ أصبحتِ في فرنســا حيث قامت عمتكِ بتبنيكِ


سعدت كثيراً لسماعي ذلك و تمنيت لو أخرج في الحال للبحث عنكِ


عندما خرجت من السجن، لم أخبر احداً وأصبحت في عداد المفقودين أو بالأحرى كمن أصبح ميتــاً


أردت السفر لــفرنســا لأبحث عنكِ ولكن آســو ظهر لي بشكل مفاجئ بعد أن ظننت بأنه قد مات فهذا ما سمعته


ولكن يبدو أن كلانا قد كذب وأدعى الموت!


لا أعرف كيف علم بأني لازلت حيـاً لأنه قبض عليّ وحاول إرغامي على العمل


ظننت بأنه يعرف مكانك حينها، فلم أجد مفراً من ذلك


قبل عدة شهور، تمكنت من الهرب منه بعدما سرقت شيفرة تتضمن معلومات حول شخص ما لا أعرف من هو


غير أنـه أحد سجناء سجن بيلمـارش و هو يحاول إخراجه على ما أظن لقد أصبح يتصرف بجنون أكبر من الذي عهدته، بقيت مطارداً من قِبَلِه حتى التقيتك


و بطريقة ما استطاع أن يُخرج تلك المرأة، شيمــا بايونز من السجن بعد أن قُبض عليها لتدله على مكانك


فقد انتشر خبر توريطها لكِ في كل مكان، ولابد من أنه علم بكِ لذا قام باختطافك


فهو يعلم بأني لن أتردد في مساعدتك، وسأُظهر نفسي عاجلاً أم آجلاً


و.... أظنكِ تعرفين البقيـــه


لا أعرف ما هدفه من كل ما يفعله، و ما هدفه من توريطك أنتِ بالذات"



كنت واضعه يديّ على فمي لأمنع شهقاتي من الخروج، والدموع تنهمر على خداي بلا هواده


ارتجف قلبي بحق عندما قال ذلك، لم أتصور أن كل هذا قد حدث


نظر إليّ ليبتسم بسخريه "أنا لم أقل ذلك لتبكي هــارو"


أشرت برأسي نفيــاً، لأغطي وجهي بكفاي


"أ أنــا آسفــه حقــاً، لقد تعرضت للكثير بسببي، ومع هذا لا زلت تحاول مساعدتي والبقاء بجانبي"


"ولكن أنتِ أيضـاً تعرضتِ للكثير، وبسببي أنـــا"


"أ أنــا.... أ لا لا أعرف..."


لم أستطع حتى أن أكمل كلامي، وأجهشت بالبكاء


فما عرفته للتو ليس بالأمر الهين على ما أظن!


رغم أن كل شيء قد صار من الماضي، إلا أني شعرت بالحزن والألم أشعر وكأن قلبي قد تمزق إلى أشلاء


هذا إن كنتُ مازلت أشعر به!


،،إنني حقـاً لا أشعر بنبضه!!،،


غطيت وجهي بكفياي و رحت أبكي وأبكي وأبكي


و كأن أحزان الدنيا قد ارتمت كلها فوق رأسي، بصراحه لم أستطع التوقف عن البكاء إطلاقاً


بل ازددت في ذلك، شعرت به يتحرك ويجلس بجانبي واضعاً يــده على كتفي لتهدئتي


حاولت التوقف عن البكاء ولكني لم أفلح أبداً


،،تبـاً لماذا لا أستطيع التوقف!!،،


هذه المره شعرت به يحيط كتفي بذراعه و جذبني إليه مباشرة!


صدمت من تصرفه وبقيت مذهوله و وجهي ملتصق بصدره، رغم أن دموعي لم تتوقف عن النزول!


ضمني إليه بقوه، وأخذ يمسح على شعري بلطف


أغمضت عيناي، وأصغيت إلى ضربات قلبه المضطربه، كانت سريعه كفايه لأشعر بها


أحسست بالراحه والأمان و تمنيت لو أبقى بين أحضانه إلى الأبد


لوهله أحسست بأني قد جربت هذا الشعور من قبل، وأني كنت بقربه هكذا في الماضي


ولكن أي ماضٍ و أنا لا أذكره!


.....


أبعدني عنه قليلاً وظل ممسكاً بكتفاي، تقابلت عيناي بعيناه ولكني أشحت بوجهي المحمر بسرعه


مسحت دموعي ونهضت لأغادر، لم أعد أريد معرفة أي شيء


لقد انهرت وهو أخبرني فقط بكل ما هو مختصر، فكيف بالتفاصيل؟! أوه يا إلهي!


ما إن وقفت حتى غامت الدنيا بعيناي، وشعرت بدوار فضيع


لأسقط على الأريكه بقوه!


"هـارو، ما بـك؟!"


بدا صوته قلقاً وهو يمسك بي، أخذت أضغط على رأسي بيدي لأخفف من الصداع الذي داهمني فجأه


أمسك بكتفاي و رفعني قليلاً لأعتدل بجلستي


"هل أنتِ بخير؟! هل أحضر لكِ مسكنـاً؟"


كان قلقاً جداً، فهذا واضح من نبرة صوته، أردت أن أطمئنه قليلاً لذا قلت بابتسامه وأنا ألتفت إليه


"لا بأس أنا بخير، مجرد صداع بسبب البكاء"


كان يحدق بعيناي مباشرة، نظرته كانت غامضه و عميقه جداً


لم أفهم ما مغزاها "أرجوك، لا تنظر إلي هكذا"


قلت ذلك لأخفض رأسي بعدهـا، لم أرد له أن يرى ضعفي أكثر مما رآه


"لماذا تفعلين كل هذا؟!"


لم أفهم ما قصده من سؤاله لذا قلت باستغراب "أفعل ماذا؟!"


عقد حاجبيه وقال بنوع من الإنزعاج


"أعلم بأني تسببت بأذيتك، ولكنكِ تزيدين الأمر سوءً بما تفعلين


أخبريني، لماذا أنهيت حياتكِ كفتاة، أنتِ تعيشين كما لو أنكِ فتـى


بربـكِ هارو إنكِ مهما فعلتِ فسوف تبقين فتاة وحسب


إذن لماذا فعلتِ هذا؟! لماذا تغيرين من طبيعتك؟! ما فائدتك من كل هذا"


بقيت أحملق به بغباء قبل أن أجيب


"مــاذا تقول؟!!"


أشاح بوجهه للجانب الآخر وهو يغطيه بكفه "هـارو ما خطبكِ"


مسح وجهه بكفه و نظر إليه ليتابع "لم تغيرتي كثيراً، لم تعودي كما عهدتك


إنك لست كما في الماضي، لم أعد أرى ابتسامتكِ


أعلم بأن ما أقوله سخيف، ولكني أعرف بأن الإبتسامة لا تفارقكِ حتى في أصعب اللحظات


إذن لماذا الآن؟؟!"


بقيت أخفض رأسي ولم أجب، فأنا بحق لا أعرف الإجابه!


"أهــذا بسببي؟!"


نظرت إليه سريعاً لأستفهم ما يقصد فتابع مجدداً و قد تحولت نظرته الجاده للتو إلى حزن عميق


"هل لأنني ظهرت في حياتكِ مجدداً، ألهذا السبب تكرهينني؟!"


،،،آآآآآه ما الذي يقوله هذا الأحمق؟!


إنني لا أريده أن يذهب ويتركني، فيقول بأني أكرهه!!


أما بالنسبة للمصائب التي حلت علي، فهو على حق، مـذ ظهر في حياتي تأزم كل شي


وتوالت المصائب على رأسي واحده تلـو الأخرى


و مع هذا فهو من أنقذني! هو من وقف إلى جانبي! هـو من قام بحمـايتـي!


و لكني لا أكرهه لا أكرهه،،،


شددت قبضتي على بنطالي وهمست "ليس الأمر كذلك"


أمسك بكتفي و قال بحزم "أذن مـاذا؟! قولي"


أغمضت عيناي أحبس الدموع التي اجتمعت على أطراف جفناي و أنا أعض شفتي بقوه


فتحت فمي لأتكلم و شفتاي ترتجفان فظهر صوتي خافتاً متحشرجاً


"إنـنــي خائــفه، أنا خائفه آرثـر لم أعد أحتمل ما يحصل لـي"


انحدرت دمعة من عيني اليمنى راسمة خطاً لا معاً على وجنتي المحمره بشده


أخذت أشهق بداخلي و أنا أكتم صوتي حتى لا يرتفع أكثر شدد من قبضته على كتفي و ضمني إليه مجدداً


تشبثت بقميصه بقوه أردت أن أشعر بالأمان الذي أحسسته قبل قليل بالحنان الذي فقدته منذ صغري


" لقد كدت أموت عدة مرات بعد أن فقدت ذاكرتـي


آرثــر أشخاص غريبون يلاحقونني و يحاولون التخلص منـي آخرهـم هو آسو


لم أتمكن من العيش بهدوء لذا غيرت من حقيقتي و سافرت مع العمة لورنـا إلى بريطانيـا و أكملت حياتي بهدوء


إلى أن ظهر ذلك الحقير المجرم و دمـر كلم ما سعيت لأجله"


كنت أتكلم بصوت خافت جداً، ومرتجف حتى ظننت بأنه لم يسمعني فهو لم يتكلم بل جذبني إلى صدره أكثـر


و كأنه حقاً يخشى أن أفلت من بين يديه!


........


لا أعرف كم من الوقت مضى و أنا بين ذراعيه، فقد شعرت بإحساس غريب لم أشعر به من قبل


كان هادئاً جداً، ولم يتكلم على الإطلاق فقط اكتفى بالمسح على شعري بلطف شديـد


شعرت لوهله بأني سأنام حقاً لذا ابتعدت عنه بهدوء


رفعت رأسي عن صدره الذي تبلل بكثرة دموعي، لأفاجئ به يمسك وجهي بين يديه الكبيرتين و مسح دموعي


كنت أحدق بعينيه مباشرة لذلك شعرت بالخجل الشديد فأشحت بوجهي عنه بسرعه


ابتسـم، هذا ما شعرت به، حقاً شعرت به يبتسم!


وقفت قائله و أنا أهم بالمغادره "يجب أن أعـود"


"إلى المدرسـه؟!"


شعرت في نبرته نوع من السخريه رغم هدوئه فقلت بحده و أنا أحك عيني بقبضة يدي اليمنى


"لا، بل إلى المنزل"


"إذن سأرافقك، لن تعودي وحدك"


نظرت إليه بنوع من الغضب وقلت "لست صغيرة حتى ترافقني في النهار، و أستطيع الإعتماد على نفسي"


تحرك قبلي إلى الباب و هو يتحدث "نعم أنتِ على حق، فأنتِ لست صغيره


و بإمكانك الإعتماد على نفسك"


زممت شفتاي وقلت بصوت عالٍ نسبياً بعد أن خرج من إلى الرواق الذي يفصل بين الباب و الغرفة التي كنا فيها


"أتسخر منـي يا هـذا!!"


تفاجأت به عندما أطل برأسه من خلف الجدار وقال بهدوء "و هل يبدو الأمر وكأني أسخر منكِ؟!"


شعرت بالحرج، فهو حتى و إن كان يسخر يضل على حق، فأنا مجرد غبيه و خرقاء لا أجيـد شيئـاً


أشحت بوجهي عنه و سرت متقدمة إياه للخارج


..


..


..


..


..


..


..


،،،السماء يكسوها اللون الرمادي الداكن بسبب تلك الغيوم المتلبده تنذر بهطول المطر


هذه هي أجواء بريطانيا التي أعشقها من أعماقي دائمة الأمطار


بعضهم يحملون مظلاتهم بين أيديهم، وآخرون يغذون السير قبل أن تبدأ العاصفه


تلفتت حولي، إلى كل هؤلاء الناس


هل يعانون كما أعاني أنـا، هل هم غير مرتاحين في حياتهم مثلي مشردي الأبوين


إذا كانوا كذلك فلماذا هذه الإبتسامات العريضه تشق وجوههم المشرقه،،،


ابتسمت بسخريه على تفكيري الغبي، فهذه هي حالي أنا الأخرى، رغم ما يحدث لي إلا أني أواصل الإبتسام في وجه أصدقائي مخفية خوفي و آلامي خلف قناعي البشوش


أدخلت يداي جيداً في جيب المعطف الأسود، لألقي بنظرة من طرف عيناي للخلف حيث يسير بهدوء


،،،أستغرب حقـاً، ألا يشعر بالبرد!


فقد أعطاني معطفه لأرتديه لأني لم آخذ معطفي من المدرسه،،،


تنهدت و أنا أتابع طريقي طاردة هذه الأفكار الغبيه من رأسي، وكأني بحاجة لشيء آخر أفكر به


"هـارو، مهــلاً"


توقفت والتفت إليـه، أخرج هاتفه من جيبه، ولكن مهلاً ألم يحطمه على الأرض قبل دقائق


بـدا لي بـأنه هاتف آخر فقد كان لونه مختلفـاً، ابتسمت في داخلي ،، كم أتمنى أن يكون ذاك هاتف رايان،،


"ما الأمر؟!"


سألته فأجاب "لما لا أحصل على رقم هاتفكِ"


"لماذا؟!"


لم يجب بل صمت قليلاً قبل أن يقول "لا بأس إنت لم تريدي"


"لالالا أنا لم أقصد، فقط كنت أتسـاءل"


قلت جملتي الأخيـره بخفوت وقد توردت وجنتاي من الخجل


،،لما يعتقد بأني لا أريد إعطاءه،،


.........


ما إن وصلت إلى بناية شقتي حتى نزعت المعطف واستدرت للخلف لأعطيه إياه فقد كان طوال الوقت يسير خلفي.


توقف هو الآخـر عندما رآني أدنو منه، مددت يدي إليه ليأخذ المعطف و لكني توقفت


"لماذا لا تدخل معي، فالمطر سيهطل قريبـاً"


ما إن أنهيت جملتي حتى رفع كلانا رأسه للسماء التي أخذت تنثر علينا لآلئها


......


كان المطر قوياً بحق تبللنا ونحن لم نقف تحته طويـلاً، خرجت من المطبخ وبيدي كوبين من القهوه الساخنـه


اتجهت للأريكه المقابله للمدفأه حيث يجلس آرثـر المدثر بالغطاء و أعطيته إياه


فقد تبلل قميصه من المطر، ومعطفه كذلك، لهذا أعطيته الغطاء لحين تجف ملابسه على الأقل


جلست على الأريكة المقابله و أنا أحدق به، متأكده بأنه شعر بنظراتي المصوبه نحوه ولكنه لم يلتفت إلي


أخفضت بصري وأنا أتنهد بيأس، تذكرت شيئـاً لذا ناديته بسرعه "آرثـــر..."


التفت إلي و لكن سرعان ما التفتنا بفزع ناحية الباب حيث سمعت تلك الجلبه من الخارج


هدأ كلانـا و توقفت عن الكلام


عندها سمعت تلك الجلبة مجدداً خارج الباب


وقف آرثـر بسرعه ورمى بالمنشفة جانبـاً، وضع كوب القهوه على الطاوله بهدوء و أخذ يتقدم باتجاه الباب


طُرق الباب فجـأه فتجمدت في مكاني من شدة الخوف


،،من قد يأتي الآن وفي هذا الجو العاصف؟!،،


تقدم آرثر من الباب و نظر من الثقب الصغير فيه ولكنه التفت إلي و أشأر نفيـاً


هذا يعني بأنه لا يوجد أحـد


طُرق الباب ثانيـة، وما إن هم آرثـر بفتـح الباب حتى صرخت بفزع


"لا..."


انتهى الأمر وفتح الباب، ولكنه ظل واقفاً في مكانه قبل أنا يعود أدراجه ويترك الباب مفتوحـاً !!


ما إن تجاوز الباب و استطعت أن أرى


صدمت حين رأيت تلك الإبتسامة تشق وجهه الطفولي المرح


صرخت بأعلى صوتي "جــاكـســـــــي(تقدمت منه و أنا أتمتم بغضب ناوية قتلـه بحق)


جاكسي أيها الغبي، أقسم بأني سأقتلك أيها الشاب"


رفعت يدي و هممت بضربه لكنه أسرع بقوله " أنا آسف، ولكن أرجوك لا تغضبي"


توقفت ونظرت خارج الباب إلى الدرج لأرى بيتر وهو يجلس على الأرض ويحمل بعض الأشياء المتناثره


،، أظن بأن هذا هو سبب الجلبـه التي سمعتهـا،،


نظر إلي هو الآخر وابتسم لي بمرح!!


،، بحق الله ما الذي يحدث هنـا؟!،،


.............


أغلقت الباب خلفهما بعد أنا دخلا ولكني صرخت قبل أن يتقدما أكثر


"أيها الأحمقان إنزعا حذائيكما ومعطفيكما، أنتما تسببان الفوضى"


وفعلا ما طلب منهما، فقد كانا مبتلين بالكامل و اتسخ المدخل بسببهما!


عندما دخلت إلى غرفة المعيشه حيث آرثـر شعرت بأحدهم يسحبني للخلف، شعرت بالغضب من تصرف بيتر الغبي


لذا فكرت بإعطائه صفعة لينتبه، ولكنه فاجئني وهو يشير إلى بأن أصمت وكذلك جاكـس


أشرت له إيجاباً فترك ذراعي وسأل بهمس


"من ذلك الشـاب معـكِ"


قطبت حاجباي وقلت بغضب بنفس همسه " وما شأنك أنت؟!"


فقال جاكـس وبنفس الهمس أيضـاً "أهذا جزاؤنا يا غبيه لأننا قلقون عليكِ


فأنت وحدكِ هنـا وهذا الشخص الغريب معكِ"


صرخت بغضب "آرثـر ليس شخصـاً غريبـاَ"


بدا عليهما الإستغراب عندما صرخت و تطلعا لبعضيهما


"ولكن كيف عرفتـه"


سأل جاكسي لكن بيتر قال بسرعه "أظن بأني أعرف من يكون آرثـر"


نظرت إليه بسرعه وبشك،،كيف عرفه؟!،،


تابع مجدداً "أقصد الحادث في ذلك اليوم، أتذكرين هو من أنقذك


أذكر بأن اسمه كان آرثـر"


صمت فأنا أعرف بيتر جيداً، إنه الأذكى بيننا كما أنه يمتاز بسرعة بديهته


أشرت برأسي إيجاباً فقال "لم أكن أعتقد بأنك تعفينه لهذا الحد"


"بلى، فأنا أعرفه منذ زمن"


رأيت الدهشة قد اتضحت على ملامحهما وقالا بذات الوقت "تعرفينه منذ زمن؟!!"


"أجل، وهو يعلم بحقيقتي على كل حـال"


أظن بأن الأمر قد صعقهما فصرخ جاكس بأعلى صوته "مــاذا تقوليـن؟!"


تركتهما و اتجهت للداخل "مللت من هذا التهامس إن أردتما الوقوف عندكما فلا بأس"


دخلت وتركتهما فلحقا بي اتجهت للمطبخ لإعداد بعض القهوة لهما


آه كم أتمنى أن يصابا بالزكام و أرتاح منهما لعدة أيام على الأقل


ابتسمت بسخريه على أفكاري هذه، مالذي دهاني إنهما رفيقاي بل أعز رفيقاي


خرجت من المطبخ و كذت أجن بسبب النظرات التي كانا يوجهانها لآرثـر!!


ولكنه بدا هادئا جداً، أوه لو كان الأمر بيدي لطلبت منه قتلهما دون أي شفقه


تقدمت منهما دون أن يشعرا بي


و وضعت كوبا القهوة على الطاولة بقوه ففزعـا، انحنيت قليلاً لأصل لمستواهما وهمست بغضب


"مالذي تفكران فيه يا أحمقان، إن حاولتما فعل شي فسوف أقتلكما أتفهمان"


أسند جاكس رأسه على الأريكه وقال باللا مبالاة " لا يهم فأنا لا أعرفه"


جلست على الأريكة المنفصله على يمينهما وقلت "ما الذي جاء بكما"


تكلم بيتر بهدوئه الذي اعتدت عليه "لقد أقلقتنا عليكِ باختفائك المفاجئ ذاك، وكلما اتصلت بهاتفك وجدته مقفل"


قلت و أنا أحاول التذكر "لا أعرف، ربما نفذت بطاريته"


"لا يا غبيـه" نظرت إلى جاكسي بشرز و أنا أتمنى قتله فتابع "بل لأنه كان في حقيبتك بعد أن أقفلته"


"هكذا إذن، حسنـاً شكراً لكما"


وقف آرثـر فالتنا إليه جميعاً اتجه إلى الباب دون قول شيء، لحقت به قبل أن يخرج


"إلى أين أنت ذاهب؟!"


"إلى أين برأيك، سوف أعود إلى المنزل"


تقدمت أكثر و أنا أقف بجانبه "ولكنها لازالت تمطر"


"و إن يكن"


أغاضني كلامه لذا وقفت أمام الباب وقلت "لن تذهب قبل أن يتوقف المطر"


"صديقاك معك لذا لا دعي للقلق"


"أنا لست خائفه، ولكن ..." لم أعرف ما أقول لذا تجاهلته


"إفعل ما تشاء لا يهمني"


أمسك بذراعي قبل أنا أتجاوزه "سأبقى، ولكن لا تغضبي"


أفلت ذراعي فتابعت طريقي حيث صديقاي


...........


ارتميت على سريري بتعب بعد أن بدلت ملابسي بأخرى مريحه و أنا أحدق بالسقف المظلم


وكل ما أستطيع سماعه هو زخات المطر على النافذه


وجهت بصري إلى الباب ،،فـ رثـر لا زال هنـا


لقد أجبرني على النوم بما أن الوقت متأخر، وقد عاد بيتر وجاكسي إلى منزليهما منذ وقت


لا أعلم لما يريد البقاء رغم أنه كان سيغادر سابقـاً


هل قلق علي أم أنه يشعر بالخطر إن خرج في هذا الوقت،،


عطيت وجهي بكفاي وأنا أحرك رأسي لأطرد هذه الأفكار ،، لا أبداً، آرثـر ليس جباناً ليخاف


أبعدت كفي عن وجهي وعدت أحدق بالسقف


ولكن هل هو حقـاً قلق علـي، ابتسمت دون أن أشعر


إن بالتأكيد قلق علي وخائف من أن أصاب بأذى، منذ اليوم علي أن لا أقلق أو أخاف وهو بجانبي


و لكن هذا لا عني أني سأعتمد عليه في كل شي، بل سأكون عونـاً له ولن أوقعه في المتاعب


أنا أعـدك بهذا آرثـر


..


..


..


..


..


..


كنت أركض في ذلك الممر المظلم بكل قوتي و أنا بملابس نومي نفسها


الناس يحدقون إلي بنظرات مخيفه و مرعبـه


كان المكان أشبـه بمشفى أو بالأحرى مصحـه، فهناك الكثير الكثيــر من الأشخاص الذي بدو مريضين نفسيـاً وعقليـا


والأطبـاء كذلك والممرضات و الناس


لما كلهم ينظرون إلي، كلهم يريدون قتلي أشعر بأنهم سيلتهمونني حيـاً


أسرعت في الركض و اتهت إلى احد الممرات الفارغه و دخلت إلى إحدى الغرف


كانت فارغة تماماً ما عدا ذلك السرير الخاص بالمرضى و الذي أصبح بنيـاً بسبب الغبار و الأتربه التي تراكمت عليه


حدقت في الماكن قليلاً وما إن خطوت ول خطوه، حتى سمعت صرير الأرضية الخشبيه من تحت قدماي وهذا دليل على الزمن الذي أخذها


رن الهاتف، فنظرت إليه بفزع، كان على الطاوله التي بجانب السرير


كان يرن ويرن ويرن وفي كل لحظة يرتفع صوته أكثر و أكثر حتى أطبقت على أذناي من الإزعاج


.............


فتحت عيناي بفزع أكبر و أنا لا أرى سوى سقف الغرفة المظلم و الهاتف الأرضي بجانبي على الطاولة يرن بإزعاج


نهضت بسرعه بعد أن أدركت بأنه كان مجرد كابوس مزعج


ولكن من يتصل بي في هذا الوقت المتأخر، الساعه هي الثالثة فجـراً


رفعت السماعه إلى أذني دون أن أنظر للرقم أو من المتصل


"نـعــم، من يتكـلم؟"


"أهـلاً"


أجاب الطرف الآخر بصوت غريب و أجش مما جعل قلبي يتراقص رعبـاً


"أ أهـلا، من يتكـلم مـ معي؟!"


"أوه لا داعي للقلق يا، صغيـره"


خفت بشده، من هذا الرجل، إنه يعرف من أنا يعرف بأني فتاة، وهذا يعني بأنه من ....


"قلت لا داعي للإرتعاب فقط أردت أن أخبـرك بمر"


قاطعني من تساؤلاتي بكلامه ذاك لذا قلت بصوت مرتجف


"مـ من أنتَ؟! ومـا هو هـ هذا الأمر؟!"


"إن كنت تريدين صديقك الصغير على قيد الحياة، فأسرعي بتنفيذ طلبي"


جن جنوني، شعرت بالدنيـا قد أسودت أمام عيناي، دون أن أشعر سقط رأسي على الوساده


أدركت للتو، لا أظن بأنه يقصد آرثـر بـل أحد رفيقاي


يا إلهي بيتـر جاكس، أحدهما في خطر بسببي


استجمعت قواي وسألت و أنا أرتعش "من أنتَ؟! ماذا تـريد منـي؟!"


"أريـدك أن تحضري آرثـر إلي بأسرع وقت، و إلا فانسي أمر صديقك"


"ولكن من تقصد، من هو صديقي"


"نيكي، أرجوكِ ماذا يحدث؟!"


رن صوته في أذني وهو يسألني يفزع، صرخت لا إراديـاً


"بيتـر إهـدأ، سيكون كل شي على ما يرام أعدك..."


"أحضري آرثـر إلي، وسأطلق سراح صديقك"


وضعت يدي على فمـي و أنا أحبس شهقاتي التي على وشك الخروج


"غـداً الساعة التاسعه مساءً، في المينـاء القديم، أريدك أن تحضـريه


و إن تأخرت دقيقة واحده سوف أقضي على صديقك


وليكن في علمك بأني لن أتردد في قتله إن أخبرت آرثـر أو الشرطـة بالأمر


لأني سأعرف ذلك بطريقتي"


"............."


لم أسمع شيئـاً بعدها غير صوت انقطاع الخط


،،يا إلهي ما هذ المصيبه التي حلت علي الآن، ماذا سأفعل هل أخبـر الشرطه


لا قال بأنه سيعلم بالأمر بطريقته، يا إلهي ماذا سأفعل الآن،،


تذكرت بأن آرثـر لايزال هنـا، أسرعت بالخروج من غرفتي، كان المنزل شبه مظلم


كل ما خطر ببالي أنه نائم لذا أشعلت الأضواء بسرعه ولكن ...


لا أحد لم يكن موجوداً، انهرت جاثية على ركبتاي و أنا أبكـي بخوف وفزع


أريـد أن أتصل بالشرطه و أخبرهم، ولكن ماذا عساي أن أفعل


أخشى أن يكون محقـاً ويعرف بذلك بطريقته عنـدهـا ....


لم أستطع حتى التفكير في ذلك، أنا خائفـه، خائفـه بشده بل أكود أموت من الخوف


لماذا أنا بالذات بين الجميع؟! أنا فقط من يحصل معه هذا؟!


أين أنت يا آرثـر لتخلصنـي الآن أين أنت؟!،،


صرخت بأعلى صوتــي وبكل ما في العالم من خوف و فزع


" أيـــن أنــــــت؟!"


..


..


..


..


..


..


..


..


لم أنم طيلة الليل بل لم أتحرك من سريري وبقيت شارده، أفكر فيمـا أفعل


بحق الله، كيف لي أن أقوم بخيانة آرثـر بعد كل ما فعلـه من أجلـي، إن سلمتـه إلهم فسوف يقتلـونه أنا متأكده من هذا


ولكن إن لم أفعل فـبيـتــر عندها سيكون في خـطر


ماذا علي أن أفعـل، ماذا؟!


"آآآآه"


فزعت عندما رن الهاتف وبدأ قلبي يخفق بعنف، مددت يدي للسماعه و ببطئ رفعتهـا إلي


"أرجـو أنـكِ نمتِ جيداً عزيزتي فأنا لا أريدك أن تتأخري عـلـي"


انهمرت الدموع وقلت برجـاء " أرجوك مالذي تريده مني، لماذا أنـا


ما ذنب صديقي فيما يحصـل؟!"


"قلت لكِ أريـد آرثـر وهذا ليس من شـأنـك، إن لم أره في المينـاء القديم تمام التاسعه


لن يكون كل شيء على مايرام"


مالذي يقوله هذا الأحمق حتى و إن سلمته آرثـر فلن يكون كل شي على ما يرام


"تمام التاسعه في المينـاء إن لم أجـده هنـاك فانسي أمر صديقك..."


أغلق الخـط و أنا أفلت السماعة من يدي دون أن أشعر و انخرطت في بكـاء مريـر و أنا أدفن رأسي في الوساده


"أنــــــا أسفــه، أرجــــــوك سامحـنـــي، أرجـــــــــوك"


................



في تمام الساعة التاسعه إلا ربعـاً مساء اتجهت مباشرة إلى المينـاء القديم


لا تسألوا عما أفكر بـه، فـأنا لم أجـد حلاً آخـر، ولا تلوموني لأنكم ستفعلون ما أفعله إن كنتم في موقفي هـذا!


وقفت على الشارع الآخر على بعد مبنيين عن الميناء تقريبـاً


أطللت برأسي من خلف ذلك الجدار المكان معتم هنا وبالكاد أرى شيئـاً من تلك الخرداوات


فالمكان أشبـه مرماً للنفايات، وهذا متوقع من مينـاء قديم


أخرجت هاتفي من الحقيبـه، و اتصلت بـ آرثـر


،،من الجيد بأنه قد طلب أخذ رقمي بالأمس فها أنا أستفيد من ذلك الآن،،


أخفضت يدي وشعرت بالخزي مما أفعل ،، أجل أستفيد من رقمه في خيانته


إنني أخونه، أخون أقرب شخص إلى قلبي،،


دمعت عيني ولكني مسحتها تلك المتمرده بسرعه بطرف كم السترة القطنيه التي أرتديها


رفعت الهاتف من جديد واتصلت به


كان قلبي يخفق بشده من الخوف، و من الشعور بالألم


"مـرحبـاً"


لم يمضِ الكثير من الوقت حتى سمعت صوتـه، لم أستطع أن أتمالك نفسي وبكيت


يبدو أنه قد شعر بي فتكلم بقلق "هـارو ما الأمر؟! هل أنت بخير تكلمي


أين أنتِ الآن، أرجـوكِ"


شعرت بالذل، إني لا أستحق ذرة من خوفه وقلقه علي


تلكمت بخفوت وبنبرة منكسـره "آرثــر، أرجـوك، أنا بحاجة إليك


تعال إلى المينــاء القديـم، أرجــوك أسـرع"


"سآتـي حالاً، فقط لا تتحركـي"


أغلق الخط دون أن يضيف كلمـة أخـرى، أما أنا فقد تقدمت بخطوات مترنحـه إلى داخل المينـاء بين تلك المستودعـات المبنيـه على الرصيف المطل على البحـر


كنت أسيـر و أنا أشعر بحق أني سأقع عن الرصيف في الماء، السماء مظلمه، والماكن مظلم أيضاً


ولكني أشعر بالبرد بسبب قطرات مياه البحر التي تتناثر علي عند ارتطام أمواجه بالرصيف بقوه


توقفت أمام بوابة كبيره محطمه ولكن الصدأ قد أخذ منها مأخذه


لم أعلم كم من الوقت مر و انا أقف هناك بـلا حراك


و أخيـراً رفعت ساعة يدي لأرى أنها تشيـر للــ 8:57 دقيقه اتسعت عيناي صدمه


ماذا لو تأخر، سوف ينتهي أمر بيتر سوف يقتـل، سأفقده للأبـد


سمعت صوت خطوات من خلفـي فالتفت بسرعه، رأيت ظل أحدهم متجهـاً نحوي كان يركض


عندما اقترب بانت ملامحه، وعرفتـه جيداً، لكني شعرت وكأنها المرة الأولى التي أراه فيهـا


دون أي سابق إنذار اجه إلى مباشرة و عانقنـي بقوه و أنفاسه الحاره تلفح رقبتـي


لم أتمالك نفسـي وبكيت، إنها المرة الأخيـره التي سأراه فيها أنا متأكده


رفعت يداي أنا الأخرى أردت معانقته للمرة الأخيـره على الأقل، لكنه ابتعد قبل أن أرفع ذراعاي حتـى


كان يتكلم لكني لم أكن أسمعه، فقط أرى شفتاه تتحركان، أخذ يهزنـي بقوه


حتى أدركت، كل ما سمعته حينهـا هو صوت قطرات المطر ترتطم بالأرض بقوه وقد تبلل شعري و ملابس، وكذلك هـو، أنا حتى لم أشعر بها عندما أمطرت!


"هـارو، هل أنتِ بخيـر؟!"


سأل بهدوء وهو يمسك بكتفاي، تمتمت وانا أبكي


"أنــا آسفـه آرثـر، أرجـوك سامحنـي"


"لماذا تعتذرين، أنت لم تفعلي شيئـاً"


قال جملته تلك بصوت أقرب للهمس، مما جعلني أرتجف في مكاني


يا إلهي إنه لا يعلم بما ارتكبت، وإلا فإنه لن يقبل حتى باعتذاري الغبي هذا


تشبثت بقميصه بقوه، أشعر بالندم على فعلت ولكن الأوان قد فات الآن


فهاهم أولائك الرجال قد أحاطوا بنا على حين غره، مصوبين أسلحتهم صوبنـا، كانوا خمسة على ما أظن


تقدم ذلك الرجل مرتدياً الأسود منـا فيما وقف آرثـر أمامي على بعد خطوات


لكن ما أثار استغرابي هو هدوءه الغريب، حتى حين اقترب الرجل منـا لم يتحـرك


توقفت سيارة سوداء طويلـه على الجانب الآخر من المستودع الذي كنا أمامه ونزل منها ثلاثة أشخـاص


صرخت بأعلى صوتـي "بيـــتــــــر..."


تمكن من سماع صوتي ولكنه لا يعلم أين تحديداً بسبب الرباط الذي حول عينيه ولكنه ظل يتلفت


وجهت بصري إلى آرثـر الواقف بهدوء دون أي حركـه و طأطأت برأسي لأهمسـ بأسى


"سـامحنـي، آرثــــر"


وانطلقت راكضة بعدها إلى حيث بيـتـر مارة من جانبـه، لم أتمكن من رؤية ملامحه فقد كان يخفض رأسه


لم أستطع حتى التوقف و النظر إليـه، بل أغمضت عيناي لتنهمر دموعي م تتناثر بسبب الركض


،، أنا آسفـه، أسفـه بحق آرثـر، أرجــوك تفهـم موقفـي، أرجوك لا تكرهنـي


رغم أنك الإنسان الوحيد الذي أحببت و تعلقت بـه، ولكني أيضـاً لن أورط صديقي في أمر لم يكن له ذنب فيـه على الإطلاق، سـامحنـــي ،،


أسـرعت إلى بيتر وعانقته بقوه، وفككت الرباط الذي حول عينه


"بيتـر هل أنت بخير، أجبني هل آذوك هل فعلوا لك شيئـاً؟!"


لم يجبني بل كان يحدق بالمكان الذي هو فيـه و بأولائك الأشخاص لم أستطع النظر للخلف


لكني كتأكده بأنهم قد أخذوه معهـم، تكلم هو بخفوت


"من ذلك الشاب؟!"


لم أجبـه بل بادلته بسؤال آخـر "هل قبضـوا عليـه؟!"


أمسك بذراعي وهو يتمتم "أجل لقد فعـلـوا، وعلينـا الخروج من هنـا الآن"


أنصعت لأوامره وخرجنـا ركضـاً من المكان


ركضنـا لأبعد مكان يمكن الوصول إليـه، لنتوقف أمام ذلك المقهى الصغيـر نلتقط أنفاسنـا التي ما كدت أن أسترجعهـا، و أشعر بألم كبير في أنفي المحمر بسبب البروده


استندت على ركبتاي و أنا ألهث بتعب كما الحال مع بيتر، ولكني وقتها لم أستطع السيطرة على نفسي


بكيت، بكيت بشده وكنت غاضبـه للغايه مما فعلتـه


"ألن أعرف بما يحصـل نيكـي!!"


لم أجبه بل صرخت بغضب و أنا أضرب جدار المقهى الذي أمامي و الناس تنظر إلي كما لو كنت مجنونه!!


،،أنا السبب في كل هذا، نعم أنا السبب


ليتني لم أتنكر لأبعد تلك العصابة عنـي، ليتني مت على يديهم قبل أن أعرفه


قبل أن أشعر بأنه كل ما لدي في هذه الحيـاة


لقد تخليت عنه بكل سهوله، بكل مافي العالم من برود، تخليت عنه وبكل بساطه


لماذا أنا غبيـه لهذا الحد لماذا أنا لماذا أنــا


لماذا أنــا من يحصـل معه كل شيء سيء، كل المصائب علي أنـا،،


"تـوقـفــــي"


انتبهت لتوي لـبيتـر الذي أمسك بيدي بقوه و أنا أضرب الجدار حتى أدمت قبضتـي


"أريـد العودة للمنزل"


"هل سنكون بخيــر؟!"


لن ألومه إن كان خائفـاً، فهو ليس له ذنب في كل ما يحصل


أشرت برأسي إيجـابـاً فتنهد بارتيـاح "أريد أن أعرف بما يحصل، وما سبب كل هذا"


أومأت إيجاباً أيضـاً لكني أردفت "ولكن ليس الآن، في وقت آخر فأنا متعبـة جـداً وأريـد العودة للمنزل


أنتَ كذلك عليك أن تعود، لابد أن أسرتك قلقة عليك الآن"


"أجل، ولكن لن أترككِ تعودين وحـدك"


"لا لا بأس سأتـدبر الأمر، لا تقلق"


أفلتُ قبضتيّ من يديه وعدت أدراجي إلى المنزل بصمت


..............


دخلت إلى الشقـه ومباشرة اتجهت لغرفتـي و كأني شبح


صامتـه، شاحبـة الوجـه، شاردة الذهـن، و بشعري المبعثر المبلول ذاك


،،أشك أن من سيراني بمنتصف الليل سيجن تاماماً!!،،


ارتميت على السرير، لن أذهب للمدرسة غداً، كما أني لم أذهب اليوم أيضـاً


و لا أعلم ما سيحصل لي الآن


،،آرثــر ترى مالذي يحدث معه الآن، هـ هـل انتهى أمره؟!


هل قتلوه وانتهى الأمر، وبكل بساطه تركته يذهب من بين يداي؟!!،،


لم أشعر إلا بدموعي تنهمر على وجنتاي بشده، جلست و مسحتها بسرعه


عليّ نسيان الأمر، نعم سأنسى تماماً وكأن آرثــر لم يوجـد في حيـاتـي أصلاً!


،،ما كدت أكذب على نفسي بأمر النسيان حتى ظهرت صورته الأخيره في مخيلتـي


كان يخفض رأسه و غطى شعره ملامحه، كان هادئاً جداً جـداً ولم يبدي حتى صدمة من الأمر!!


هل كان يعلم بأني سأفعل ذلك، هل يعلم بأمر اختطاف بيتر؟!


هل علِم بذاك الرجل الذي اتصل بـي؟! وهل وهل وهل .....


أسألة كثيره عصفت برأسي، حتى شعرت بالصداع الذي سبب لي الدوار


نهضت من الفراش واتجهت للمطبخ، ثم للثلاجه نظرت إلى داخلها


إنها مليئه بالمأكولات والمشروبات المفضله لدي، والفضل يعود لعمتي التي ملأتها لي قبل أن تسافر ما يكفيني لشهر كامل!


تناولت ذلك القرص و أخذت كوب الماء الذي ملأته و شربت الحبوب، علّ الصداع يخف قليلاً!


عدت إلى السرير، و استلقيت بتعب، لم أكن أريد أن أفكر في شيء


أريد أن أرتاح ولو لدقيقة واحده، واحده فقـط


و آرثـــر، سـوف أنسـاه!.


...............


الجزء القادم ....


وقفت في ذلك الممر وأنا أسترق النظر لتلك السيده ذات الشعر البني، إنها والـدة بيتـر!


لوهله يظن من يراها أنها في العشرين من عمرها! ولكنها في الحقيقه هي أكبر من ذلك!


تنهدت بعمق و التفت إلى جاكسي كان على بعد خطوات مني يتحدث بالهاتف، ربما يكلم والدته


فأنا لم أكن أميـز ما يتحأدث بـه!


........


لمحت شيئـاً في المطبخ لذا توقفت بسرعه و أنا أمعن النـظـر إلى الباب


لست مخطأة، لقد شعرت بشيء تحرك في المطبخ


انتابني الفضول لأتأكد دخلت المطبخ بهدوء، وضعت يدي على كابس الإناره و ضغطت الزر لتشتعل الأضواء


شعرت عندها بأحدهم قد أمسك برأسي من الخلف و دفعني بقوه لأرتطم بالطاوله وهو مازال يلصق رأسي بها


صرخت بفزع، من قد يهاجمني في منزلي !!


...........


الجـزء الرابـع عشـر بعنـوان ‘‘مخاطره كبيـره، واندفاع غبـي!!‘‘
__________________
رد مع اقتباس
  #220  
قديم 06-16-2012, 04:27 AM
 
لا تنســوا
تقيــيـــم+ لايـــك ^__^

تحيــاتـــــي لكم
و إن شاء الله البارت الجاي ما راح أطول في تنزيلـه
دعواتكـم حبــايـب قلبــي ^__^
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية أنمي من تأليفي..أحبك ملاك بعيون الناس روايات و قصص الانمي 35 11-25-2016 05:27 PM
الفراق ذكريات بوليانا قصص قصيرة 6 11-20-2016 06:15 PM
رواية(حياتي انا وصديقاتي)من تأليفي мια.αηgєℓ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 24 11-21-2013 11:31 PM
رواية أنمي من تأليفي Ŝŧερћαŋεч أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 107 04-12-2012 08:31 PM


الساعة الآن 12:16 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011