عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > حوارات و نقاشات جاده

حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة

Like Tree19Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-19-2012, 12:24 AM
 
القـــــــرار

القـرار
ـــــــ



( لابد أن أصارحها بحقيقة مشاعرى )

هتف أحمد فى أعماقه بهذه العبارة وشعر بعدها بارتياح جارف يغشاه ..فتنفس فى هدوء وقد أدرك أنه قد توصل أخيراً إلى القرار الصواب والذى تردد كثيراً قبل اتخاذه ..
لم يبقى الآن سوى أن يخبرها بهذا القرار..لكن كيف ذلك ..وهو يعلم كم سيكون هذا القرار صادم لها ومؤلم.. نعم سيكون الأمر صعبا فى أوله ..لكن الزمان كفيل بأن يداوى جراحها ..هذا أفضل من الفشل فيما بعد ..
أمسك هاتفه المحمول وطلب رقم خطيبته أمل ..جاءه صوتها سعيداً يحمله شوقها وحبها الطاغى له ..
- صباح الخير يا أحمد..
- صباح النور يا أمل .. ثم تابع فى سرعة حتى لا يترك لها فرصة متابعة كلامها ..
أمل لابد أن نلتقى اليوم ..
- خير يا أحمد ..
تردد قبل أن يخبرها..خير أن شاء الله ..لكن لابد أن نلتقى وعلى وجه السرعة ..
- لقد أقلقتنى يا أحمد ..ماذا هناك
- عندما نلتقى سوف اخبرك بكل شيء ..
أغلق الهاتف بعدما أتفق معها على أن يلتقيا فى منزلها فى مساء اليوم
تنفس الصعداء .. فقد شعر أنه قطع الآن نصف الطريق إلى مبتغاه ..
لكنه حار كثيراً ..كيف سيخبرها .. بأنه أكتشف أنهما لا يصلحان لبعضهما البعض
وأنه حاول كثيراً أن يكمل معها رحلة الحياة ..لكنه ..أكتشف أن الحب وحده ليس كافياً لكى يصمد فى مواجهة أعاصير الحياة ..
فخلال فترة خطوبتهما حدثت الكثير من الخلافات والمشادات بينهما ..وظهر جلياً الاختلاف فى شخصيتهما ..نعم أحبها وهى تبادله نفس المشاعر ..لكن هل الحب وحده كافياً ..لجعل السفينة تصمد وسط أمواج البحر العاتية..شعر بغصة فى حلقه ..وأن قلبه يكاد أن يتوقف عن النبض..فلطالما أحبها ..لكن قلبه لم يستطع أن يصمد فى مواجهة جيوش عقله التى بسطت نفوذها على أرجاء نفسه ..فتوارى قلبه خجلاً وتوارى حبه ألماً
مضت ثلاث ساعات وأحمد لم يغادر مكانه ..وكأنه ينتظر تلك اللحظة التى سوف يبلغها بقراره المؤلم ..
وبينما هو مستغرق فى تفكيره ..رن جرس الموبايل لكى ينتزعه من تأملاته ..
رد على الهاتف ..جاءه صوت غريب .. الأستاذ أحمد
نعم أنا من أنت ..
لا يهم من أنا ..لكن الأستاذة أمل ..حدث لها حادث أثناء عبورها الطريق فقد صدمتها سيارة مسرعة ..فأسرعت إليها فوجدتها تهتف بأسمك وتشير إلى الموبايل ثم غابت عن الوعى ..وهى الان ترقد فى المستشفى ..
لم يكمل أحمد المكالمة ..وأنطلق يعدو فى جنون ..لم يفكر فى شيء سوى أن يصل إلى المستشفى بأقصى سرعة وأن يطمئن عليها .. فقد شعر بان قلبه يكاد يخرج من صدره
قلقا وخوفاً عليها ..
وصل أحمد إلى المستشفى وسأل عن غرفتها فأخبروه أنها الآن فى العناية المركزة .. فقد أُجريت لها جراحة عاجلة من أجل إنقاذها.. شعر أحمد بان الأرض تتحرك من تحت قدميه وأنه على وشك السقوط..قادته قدماه إلى غرفتها فى صعوبة بالغة ..
دخل وجلس بجوار أمل الراقدة فى هدوء ..نظر إليها بملامحها البريئة الطفولية ..وشعر بنبضات قلبه تتسارع وكأنها تتضرع إلى الله عزّوجل أن تفيق من غيبوبتها ولو لدقائق قليلة
وضع رأسه بين راحتيه فى حزن شديد ..ومضى الوقت ثقيلاً ..ولم يشعر سوى بصوتها الرقيق يأتى فى وهن وضعف هاتفاً بأسمه ..أحمد .. أحمد
لم يصدق نفسه ..كاد أن يطير قلبه بين ضلوعه فرحاً بها ..
- أمل ..أمل الحمد لله أنك بخير ..حفظك الله من كل سوء
- سامحنى يا أحمد ..فقد خرجت لكى أشترى لك هدية أقدمها لك الليلة ..لأننى أعلم أننى قد أغضبتك كثيراً فى الآونة الأخيرة ..وتمنيت أن أقدمها لك وأن تصفح عنى ..وأن نبدأ صفحة جديدة بيضاء ..يتنسم خلالها حبنا هواء جديداً وأملاً جديداً لكى يولد من جديد
همس أحمد بصوت حانى .. لا تجهدى نفسك يا أمل ..المهم أنك بخير وأن تستعيدى عافيتك
- الحمد لله يا احمد فكل شيء بقدر الله ..واستطردت بسرعة ...لكن أخبرنى يا احمد
ما هو الأمر الضرورى الذى طلبتنى من أجله ..
- نظر إليها شارداً ...وقال لا تشغلى بالك الآن ..فقط اهتمى بصحتك
- لا بل أخبرنى ماذا هناك ..
- نظر إليها باسماً ,, كم انتى عنيدة حتى فى تلك اللحظات ..لا تتخلى عن عنادك
أمل ..أردت أن نلتقى اليوم ..لكى ننهى كل شيء
جاءه صوتها حزيناً مصدوماً ماذا تقول يا أحمد ..ننهى كل شيء
- نعم يا أمل ننهى كل شيء بخصوص إجراءات إتمام الزفاف .. فلقد أدركت أننى لا أستطيع الحياة بدونك أكثر من هذا
خيم صمت جميل مغلف بثوب من السعادة والفرح على الغرفة
بينما ابتسم أحمد فى هدوء ..فقد أدرك الآن أن قلبه عندما كاد أن يخرج من صدره لم يكن بدافع الخوف أو القلق عليها فقط.. بل حباً لها

هذه صورة خيالية لقصة قصيرة خطها قلمى ..من أجل مناقشة ..هل المواقف الصعبة هى العنصر الجوهرى الذى يمكن من خلاله التيقن من حقيقة مشاعرنا ؟
هل من الممكن ألا ندرك قيمة وأهمية بعض الأشخاص فى حياتنا إلا إذا شعرنا بأننا على وشك أن نفقدهم ؟
وهل القرارات التى يتم اتخاذها فى ظل المواقف العصيبة دائماً صائبة أم لا ؟ أم إنها تكون نتاج رد فعل انفعالى لم تلبث أن تهدأ جذوته ؟
فى انتظار أرائكم القيمة
__________________
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ...
يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراكَ
فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ...

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:29 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011