عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه (https://www.3rbseyes.com/forum62/)
-   -   رواية (لن تعشقي غيري فانت فتاتي) (https://www.3rbseyes.com/t257911.html)

zainab12 07-24-2011 08:58 PM

:glb: :rose: :7b:

ما رح اطول كثير بس انزل التكملة

Ẵ.๓.ί.r.a 07-25-2011 08:38 AM

بانتظار التكملة بفارغ الصبر

zainab12 07-25-2011 08:44 AM

التكملة ورح تكون طويلة كتير بس البارت الجاي راح يكون اقصر من هاد


_ ما رأيكم ..؟
نظرن لها في البدايه بدون اهتمام ولكن عندما دققن قليلا صرخت ساره بينما خطفت فيفيان الصوره
_ ما هذا كلوديااااا
صرخت ساره بينما انتبه الصف كله واستدار ليرى ماذا يحدث لهن ..
_ هل هذي الصوره حقيقيه ؟
_ بالطبع ايتها الحمقاوات ..
_ متى .. اين .. اين وكيف ..؟
بدت فيفيان تسأل بسرعه بينما كانت ساره تحاول خطف الصوره منها
فاعطتها ايها وهي مصدومه واقترب الجميع ليرو ماذا يوجد في الصوره فبدأن الفتيات في الصراخ
عندما رأوها ..
قالت احدى الفتيات بغيره – يبدو انك لم تجديهم في الشارع
_ هذا صحيح
اجابت كلوديا بغرور وهي تنظر للفتاة فقالت فتاة اخرى بجنون – ارجوك كلوديا اريد ان اراهم .. هل تعرفينهم حقا
_ نعم بالطبع ..
بدأت تتحدث بغرور وهي ترى الجميع مهتم بها ويسألها عن الصوره ..
اصبح الفصل الان مجنون كليا .. كان الصراخ يتعالى في كل اتجاه والفتيات كن مجنونات بأيفان
بطريقه غريبه .. كن يبدون واقعات في عشقه حقا .. نظرت لهن كلوديا وهي مبتسمه وتحاول كتم ضحكتها
ضل الوضع على هذا الحال حتى جاء المعلم وانهى المسأله .. لقد غضب جدا من الفوضى اللتي كانت قد حدثت
فأجمع الجميع ان السبب في هذا الصوره اللتي احضرتها كلوديا ..
طلب منها الصوره وقال لها انها تستطيع ان تحصل عليها عندما ينتهي الدوام ..
لم تنزعج ولم تقل شيء ..
عندما انتهى الدرس اتجهت نحو المعلم لتأخذ الصوره وخرجت من الفصل ..
قالت ساره وهي تسير بقربها – حقا كلوديا قولي اين رأيتهم ..؟
_ لقد كان حفل تخرج ادوارد قبل يومين وهم كانو هناك ..
_ ماذا .. حقا ..؟ هل حضرتي الحفل ..؟
سألت فيفيان بفضول فأجابت كلوديا بدون ان تضهر شيء من الانزعاج
_ نعم حضرته .. لقد كان حفل تخرج وايضا ..
صمتت قليلا قبل ان تكمل – ايضا .. اعلن خطوبته على احدى الفتيات ..
_ اه
صمتت كلتا الفتاتان .. لم تعرفا ما تقولان لها ..
يبدو انها محطمه تماما ولكنها لم تكن هكذا قبل قليل ..
_ حسنا اذن .. لقد تحررتي اخيرا
نظرت كلوديا نحوها مستغربه وابتسمت بعد هذا بسخريه – اعتقد هذا
ركضت بعد هذا – اراكم غداً اذن ..
وذهبت للمكان اللذي ينتظرها فيه السائق .. كان السائق اللذي سوف يوصلها للبيت قد وصل ..
عندما عادت للقصر دخلت للملحلق مباشره .. كانت والدتها لم تعد بعد فدخلت للغرفه كي تقوم بتغيير ملابسها
وعندما انتهت خرجت لتذهب للمطبخ كي تأكل شيء .. كان الغداء جاهزا وهناك ورقه وضعت على الطاوله كتب فيها
( لدي مقابلة عمل .. سأعود حالما انتهي .. روزا ) .. ابتسمت وجهزت لها الطعام وبدأت بالاكل ..
بعد هذا توجهت لغرفتها كي تبدأ الدراسه .. باتت الان تدرس كثيرا لقد بدأت تفكر في مستقبلها اكثر الان
وبدأت تشعر بقيمة ما تقوم به .. لقد حصلت على العمل .. هذا ما قالته روزا عندما عادت للمنزل ..
كانت تبدو سعيده جدا فأفرح هذا كلوديا .. قالت انها ستبدأ العمل الاسبوع القادم اي عندما تبدأ الاجازه
كان هذا مزعج بعض الشيء خصوصا ان كلوديا لم تكن تريد ان تبقى وحيده في المنزل ..
وان كانت والدتها سوف تتأخر في العوده لن تستطيع البقاء بمفردها لأنها تخاف ..
لم تفكر الان بالموضوع بل تركته لوقته ..
مر اليومان التالياان على كلوديا وروزا طبيعيا .. كانت كلوديا تلازم الملحق طوال الوقت لم تخرج منه
ولم تذهب للقصر بتاتا .. كانت تتحجج دائما في الدراسه عندما تطلب منها والدتها مرافقتها للقصر ..
وكان الامر يسعد روزا جدا .. اتصالاتها بأيفان بدأت تتكاثر شيئا فشيئا .. اصبحا صديقان قريبان جدا ..
اصبحت تتحدث معه بحريه مطلقه ولم تعد هناك رسميه بينهم كما كانت سابقاً ..
لقد كانت تشعر بالارتياح بالتحدث مع ايفان فهو كان يحدثها عن سفراته وعن افلامه وحياته المليئه بالاحداث
اللتي كانت تبهر كلوديا .. كان يطلب منها دوما ان تتحدث عن نفسها فكانت تقول له انه ليس هناك شيء في حياتها
يدعو للحديث وتسأله مجددا عن حياته ..
من ناحية ايفان لم يكن الامر مهم جدا لقد كان يكفيه في الوقت الحاضر التحدث معها .. كان يشعر معها
براحه وتحرر كبير .. اذ انه معها يستطيع ان يكون على سجيته وليس عليه ان يمثل بشأن شيء ..
في اليوم اللذي كان مقرر ان ينتقلو فيه احضر السيد مايكل شاحنه كبيره كي يكون نقل اغراضهم سهل ..
لم يكن هناك حاجه لها فأغراضهم لم تكن كثيرا اصلا ولكن مع هذا كان الوضع اسهل ..
وضبو كل شيء في وقت قصير وحملت الشاحنه الحموله كلها ..
ضلت كلوديا وروزا في القصر فلقد طلبت منهم كاميليا ان يبقيا للعشاء في ذلك اليوم .. كانت
دعوه رسميه فلم ترد روزا الاعتذار عنها .. لم ترى كلوديا كلارا في ذلك اليوم واستغربت
ولكنها لم تسأل عن الموضوع .. لم يكن ادوارد ايضا موجود فخمنت انهم كانا سويا ..
كان السيد مايكل يجلس معهم في ذلك اليوم في قاعة الضيوف بينما كلوديا كانت تجلس على الارض مع جون اللذي
احضر جهازه المحمول ليعلمها عليه .. كان الوضع بينهم هادئ وهي كانت تحاول التقرب منه بدون ان تضهر له كم هي
فرحه لأنه اصبح يتحدث معها .. باتت تعرف شخصيته جيدا .. ان شعر ان هناك من يهتم به فهو يحاول الابتعاد واضهار
الحقد .. لم تعرف لما ولكنها لم تهتم كثيرا .. المهم ان معاملته لها تغير الان ..
بدأت شيا فشيا تضحك معه وهو ايضا اصبح شخص مختلف قليلا عندما تحدثو بعض الوقت ..
كانت تتعلم بصعوبه على التعامل مع الاجهزه الالكترونيه فهي لا تستعملها كثيراً وكان هو يضحك ويسخر منها


كلما قامت بشيء خاطئ .. امضت الامسيه بهدوء مع جون وكان السيد مايكل ووالدتها والسيده كاميليا يعلقان ويتدخلان في
الحوار الدائم بينهم ويضحكان عليهم عندما يتشاجران .. اسحت في ذلك اليوم بجو عائلي دافئ جدا ..
اشعرها بالحزن الشديد اذ انها كانت تتمنى ان يكون ادوارد ايضا موجود .. لقد كان مكانه فارغ ..
في وقت متأخر اعلنت روزا ان عليهما الذهاب الان للبيت الجديد .. رغم اصرار كاميليا على بقائهم لليله اخرى في الملحق
الا ان روزا اعتذرت منها بشده وقالت انها لا تستطيع .. خرجو جميعا للخارج بعد ان ارتدت كلوديا معطفها وكذلك روزا ..
كانت كاميليا تبدو حزينه الان وهي تمسك بيد صديقتها – سوف يضلم البيت الان .. لم يكن يجب عليك تركي هكذا ..
_ تتحدثين وكأنني مهاجره .. سوف تريني كثيرا ..
حاولت روزا ان تبتسم وتبدو طبيعيه ولكن كلوديا شعرت ان والدتها ايضا كانت حزينه جدا لترك هذا المكان ..
لقد كان الوقت قصير جدا ولكن هناك احداث كثيره حدثت هنا .. اشياء غيرت مجرى حيات كلوديا تماما ..
اقترب جون بعد هذا تاركا الكبار يتحدثون وامسك بيد كلوديا .. – هل ستعوديـن لزيارتنا ..؟
كان يتحدث بهمس وكأنه يخشى ان يسمعه احد فضغطت على يده وابتسمت – بالطبع .. سوف نرى بعضنا كثيرا ..
_ حقا ..؟
كان سؤاله مفاجأ وبدى سعيدا فضمته كلوديا لصدرها – انت طفل مشاغب .. لماذا لم تصبح لطيف الى الان ..
_ انتي هي المشاغبه .. من يرغب ان يكون لطيف معك
ضحكت عليه وربتت على رأسه .. طلب بعد هذا ان تعطيه رقم هاتفها فأبتسمت بخبث وبدأت تزعجه
ولكنها اعطته في الاخير . . كان هذا الوداع محموما جدا وشعرت فيه انها تودع اشخاص غاليين جدا على قلبها ..
قال مايكل انه سوف يقوم بيصالهم عندما فتحت بوابة المنزل ودخلت سيارة ادوارد للقصر ,.
ابتسم وأشار له ان لا يدخل السياره للمرآب فعرفت كلوديا انه سوف يطلب من ادوارد ان يوصلهم هو ..
نزل ادوارد من السياره واقترب منهم .. قال له والده ان يوصلهم فهز رأسه و القى التحيه على والدتي بينما اكتفى بالنظر لي
بطرف عينه .. كما فعلت انا ..
فيطريق الذهاب للمنزل اللذي لم يكن يعرف مكانه ادوارد كانت كلوديا تتابع الطريق وهي تحاول عدم النظر للأمام
حيث يجلس ادوارد .. لقد كانت والدتها تعطيه تعليمات للوصول للمنطقه ..
كلوديا كانت تشعر بالحزن لأنها لم تستطع ان تودعه حتى .. عندما تراه تعود مشاعرها كلها وكأنها تراه لأول مره
تريد ان تفعل اي شيء فقط ليلتفت لها .. لقد كانت تفقد سيطرتها كليا على نفسها بوجوده ..
الان في السياره لم تشح بوجهها عن الزجاج وهي تنظر للخارج للشوارع اللتي امتلأت بأوراق الشجر المتساقط
وللأماكن اللتي اعتادت سابقا على رؤيتها قبل انتقالها للقصر .. منزلهم يقع في حي متوسط بعض الشيء
فيه منازل ارضيه كثيره .. كانت المنطقه جميله ولديهم جيران قريبين من بيتهم جدا ..
كانت المنطقه جميله ودافئه .. احبتها كلوديا جدا وافضل شيء انها كانت قريبه من مدرستها جدا .. اي انها لم تعد تحتاج
لا لسياره ولا باص كي تذهب للمدرسه ..
_ اوقف السياره هنا .. لن تستطيع الدخول اكثر للمنطقه ..
اوقف السياره فعلا كما قالت له روزا وترجل منها عندما نزلت كلوديا ووالدتها .. سار معهم ليوصلهم للمنزل
فلقد كان الوقت ليل والضلام حالك .. عندما وصلو وقفت روزا امام باب المنزل وشكرت ادوارد بينما دخلت كلوديا
بدون ان تلتفت له حتى ..
_ هل هناك ما استطيع تقديمه لك سيدتي ..؟
_ ااه شكرا لك عزيزي .. تبدو متعبا جدا
_ ليس بالشيء الكبير ..
كانت تريد منه ان يحمل معهم الاثاث اللذي قامت بشرائه للمنزل .. لقد كان ثقيلا والحمالين وضعوه كله الي الصاله ..
لم يكن الاثاث ذا قيمه تذكر ومع انه كان مستعمل بعض الشيء الا انه اعجب كلوديا .. لقد كانت الوانه جميله وهائه جدا
وتتناسب مع بساطت المنزل بشكل كبير ..
ولكنها شعرت باليأس عندما رأت الفوضى داخل المنزل .. لقد كانت تشعر ببعض النعاس وتريد ان تنام
ولكن عندما رأت الكارثه في الصاله ضلت مستنده على الحائط وهي تحاول التفكير بكيفيه
نقل سريرها هي ووالدتها لغرفتهما .. لقد كانا كبيرين وكانا في وسط الاشياء .. نقلهم سوف يكون صعب
عليها وعلى والدتها .. التفتت كي تتحدث مع والدتها عندما دخلت ولكنها رأت ادوارد بصحبتها فصُدمت وضلت
جامده في مكانها .. ماذا يفعل هنا الان ..؟ الم يرحل بعد لا يعقل انه جاء ليحتسي بعض الشراب الان ..
الوقت متأخر على الدعوات ..
ولكنه اوضح لها الوضع عندما خلع سارته واعطاها لها .. يبدو انه سوف يساعدهم في توضيب المنزل
ونقل الاشياء لأماكنها .. ضلت واقفه مكانها وهو يمد لها سترته كي تأخذها .. هزت رأسها بعد هذا عندما حدثتها والدتها
وحملت الستره بسرعه معها ..
لم تعرف اين تضعها فأمسكتها ولفت يديها حولها .. انتبهت بعد هذا لنفسها انها كانت تحتضن الستره فافلتتها بسرعه
قبل ان ينتبه لها ادوارد وسارت بسرعه نحو الباب كي تعلقها عليه ..
عادت بعد هذا لتساعدهم ..
_ انا اعتذر لك بشده .. انت جئت الان فقط من العمل و ..
لم يتركها تكمل بر رد عليها بهدوء – لا عليك سيدتي ليس هناك مشكله ..
كان يتحدث مع امي برسميه كبيره رغم انها كانت تناديه دوما عزيزي او ولدي .. ولكنه دائما يناديها
بسيدتي فقط .. اقتربت من والدتها كي تساعدها في تحريك احدى الكراسي ولكن الكرسي كان صغير ولم يحتجج لشخصين كي يحملانه .. فقالت لها روزا – اذهبي لتساعدي ادوارد في حمل السرير .. ضعيه في الجهه اللتي تحبين ان تنامي فيها ..
رفعت نظرها له وتحركت نحو السرير .. كان هو يمكس الجهه الاخرى فحملت هي الجهه المقابله له بصعوبه ..
لقد كان خشبه ضخم و ثقيل جدا .. بدى عليه انه يحمله بسهوله عكسها هي اللتي شعرت بأن ضهرها انكسر ..
عندما ادخلوه للغرفه لم تعد يداها تتحمل حمله فأسقطته بدون قصد منها .. اخرج ذلك صوت كبير فهرعت روزا لهم
_ ماذا حدث ..؟
رأت انه لم يحدث شيء سوى سقوط السرير اللذي احدث ضجه كبيره ..- انتبهي جيدا كلوديا ..
قالت هذا وعادت كي تكمل عملها .. حرك السرير بعد هذا وحده ووضعه بقرب النافذه .. لم تقل له انها تريد
ان يضعه هناك ولكنه لم يسألها حتى .. – لماذا وضعته هنا ..؟
سألت بعد عناء طويل من محاولتها بأخراج صوتها طبيعي
_ المكان يعجبني هكذا ..
قال هذا وجلس على السرير يحرك عضلات جسده .. بدى متعبا فضلت تنظر له وهي تحني رأسها قليلا ..
لقد كانت النافذه خلفه تماما والجو خارجا يبدو مخيف مضلم .. بينما هو بدى وسيم جدا بدون سترته و عيناه مغمضتان
فتح عينيه بسرعه ونظر بعينيها .. اشاحت بوجهها بسرعه وتحركت نحو الباب كي تخرج ..
فناداها – كلوديا ..
استدارت له بهدوء وهي تحاول تجنب النظر له – ماذا هناك ..؟
_ حضري لي بعضا من القهوة ..
قال هذا ووقف ليجتازها نحو الصاله كي يكمل العمل مع روزا ..
سمعت نغمه هاتفها واعلن عن وصول رساله .. تحركت نحو باب المطبخ لتنظر ان كان هاتفها في الصاله فوجدته لدى والدتها
نظرت لها وهي تنتظر ان تقول لها من اين الرساله .. توقعتها من ساره اذ انها سألتها منذ فتره عن احدى الدروس
فقالت روزا – انه ايفـان .. يبدو انه يريد ان يطمأن عليك ..
مدت الهاتف لأبنتها اللتي تحركت بصعوبه نحوه وهي تحاول عدم الاتفات لأدوارد ..
كان قد رفع عينيه لها وهو ينظر بدون مبالاة .. ما معنى هذي النظره .. ان كان غير مهتم فليدعها وشأنها فقط ..
شعرت ان نظرته اللغير مباليه سمرتها .. كانت غير مباليه ولكنها رأت فيها حقدا غريباً .. لقد بدى غاضب جدا
اخذت الهاتف وعادت للمطبخ كي تهرب من هينيه الفضيتين اللتان تشبهان عينا الذئـب ..



الجزء الثانــي عشر



_ حضري لي بعضا من القهوة ..
قال هذا ووقف ليجتازها نحو الصاله كي يكمل العمل مع روزا ..
اما هي فذهبت نحو المطبخ كي ترا ان كانت ادوات القهوه جاهزه كي تحضر له بعض منها ..
سمعت نغمه هاتفها واعلن عن وصول رساله .. تحركت نحو باب المطبخ لتنظر ان كان هاتفها في الصاله فوجدته لدى والدتها
نظرت لها وهي تنتظر ان تقول لها من اين الرساله .. توقعتها من ساره اذ انها سألتها منذ فتره عن احدى الدروس
فقالت روزا – انه ايفـان .. يبدو انه يريد ان يطمأن عليك ..
مدت الهاتف لأبنتها اللتي تحركت بصعوبه نحوه وهي تحاول عدم الاتفات لأدوارد ..
كان قد رفع عينيه لها وهو ينظر بدون مبالاة .. ما معنى هذي النظره .. ان كان غير مهتم فليدعها وشأنها فقط ..
شعرت ان نظرته الغير مباليه سمرتها .. كانت غير مباليه ولكنها رأت فيها حقدا غريباً .. لقد بدى غاضب جدا
اخذت الهاتف وعادت للمطبخ كي تهرب من عينيه الفضيتين اللتان تشبهان عينا الذئـب ..
دخلت المطبخ بعد هذا وهي تتنفس بعمق .. فتحت الرساله وكانت من ايفان كما قالت والدتها ..
كان يطمئن فيها على ان كل شيء بخير وانهم قد نقلو كل شيء للبيت الجديد ..
ابتسمت وهي تفكر بكميه الاهتمام اللتي يعطيها اياها ايفان .. اجابت على رسالته مطمئنه ان كل شيء بخير
ووضعت الهاتف بعد هذا في جيبها .. اخرجت جهاز صنع القهوة واخذت بعض الوقت وهي تخرج القهوة والاكواب ..
صنعتها بعد هذا وهي ترتب قليلا من اغراض المطبخ وما يأتي في متناول يدها ..
وضعت القهوة بعد هذا في كوبين .. لوالدتها ولأدوارد اذ انها لم تكن تشتهي .. اخذتها للقاعه اللتي كانو فيها
فوجدتهم انتهو تقريبا من ترتيب الكراسي وكل شي لم يبقى سوى التنضيف والترتيب وهذا يبقى لهم ..
كان ادوارد وروزا قد جلسو فقدمت القهوة له ولم تنظر حتى لعينيه بل حاولت اشغال نفسها بأمساك الفنجان الاخر ..
عندما قدمته لوالدتها رفضت اخذه وقالت انها تريد ان تنام ثم انها لو شربته سوف يأرق نومها ..
ابتسمت كلوديا لوالدتها وتوجهت للمطبخ وهي لا تريد الجلوس مع ادوارد .. كانت تسمع اصواتهم بين الحين والاخر وهم
يتحدثون ولكنها لم تكن تسمع ما كانو يتحدثون به ..
رتبت بعض الاغراض في المطبخ وبعد هذا شعرت بالملل وجلست على الكرسي .. اغمضت عينيها قليلا وبدأت تفكر في
كيفية مساعدة والدتها الان .. هي تعرف ان العمل اللذي حصلت عليه امها ومهما كان الدخل فيه فهو لن يلبي احتياجاتهم كلها
فالعمل طاهيه في مطعم ليس فيه ذلك الدخل الذي يأمن معيشة شخصين .. وفوق هذا اجار هذا المنزل ..
دخل في مخيلتها ابوها فجأ .. لقد تذكرت مقابلتها الاولى معه وكيف كان يبدو متسول في الشوارع وهو يبحث عن ابنته
ولكن المره اللتي اخذها فيها ادوارد لمقابلته كان يبدو شخصا مختلفا .. كانت ملابسه انيقه آنذاك وكان يبدو مترفا في حياته ..
هل يعقل ان يكون ابوها رجل ثري .. او ربما ليس ثري تماما ولكنه يملك المال على الاقل .. هل ستكون حياتهم اسهل ان عاد للعيش معهم .. فكرت قليلا ثم سخرت من نفسها على جملتها .. يعود للعيش معهم متى
كان يعيش معهم اصلا كي يعود ..
كيف ستكون حياتهم ان قبلت والدتها ان تعود له .. هل ستكون قادره على العيش معه بدون اي حواجز ..؟
هل ستتعامل معه كما يتعاملون صديقاتها مع ابائهم ام انها سوف تكون
رسميه معه .. فكرت بعد هذا ان والدتها لن تقبل ان
تعود له مهما حدث .. لو كانت ما تزل تحبه لما قبلت بزواجها من دانيال .. فهي لم تكن لترتبط بشخص وهي تفكر بأخر ..
هذا ما كانت تفكر فيه وهي تغلق عينيها وتتنفس بهدوء .. شعرت ان وضعيتها على هذا الحال طالت ولكنها كانت مسترخيه ومرتاحه .. مع مرور هذي الافكار في رأسها لم تعد تسمع صوت ادوارد .. فكرت انها تأتي بأسمه دائما مهما كان الموضوع بعيدا عنه .. تنهدت وهزت رأسها
منزعجه من نفسها وعندما فتحت عينيها كادت ان تقع للخلف اذ وجدت ادوارد امامها ينظر لها وهو يقف امامها مباشرةً .. كانت تعلو وجهه ابتسامه خفيفه لم ترها من قبل على شفاهه . امسكت بالطاوله بسرعه واعادت كرسيها لتتوازن قليلا .. ثبتت بعد هذا ونظرت له بعصبيه ..
_ كنت تستطيع ان تقول شيء بدل التسلل هكذا ..
_ بماذا كنتِ تفكرين ..؟
سألها وهو يسحب الكرسي ليجلس امامها .. نظرت له وهي تفكر ان هذه اول مره يسألها عن ماذا تفكر .. لم يحدث من قبل انه ابدى اي
اهتمام بها من اي ناحيه .. ولكن مهما كان فهي لا تستطيع ان تخبره ان سبب جنونها هذا ليس سواه هو ..
ادارت بعيونها قليلا وقالت وهي تحاول عدم التركيز في عينيه كما يفعل هو ..
_ ليس بالشيء المهم ..
قالت هذا وصمتت وهي تضع هاتفها في جيبها من امام الطاوله .. كانت تبحث عن شيء يلهيها عن النظر له
والتفكير بسعادتها الان وهو يجلس امامها ويتحدث معها بهذي الطريقه ..
_ هل كنتِ تفكرين بي ..؟
قال هذا وهو يحاول احراجها فنظرت له مستغربه وقالت بسرعه وهي تحاول اخفاء توترها ..
_ كم انت واثق ..
قالتها وهي تحاول ان تسخر منه ولكنه لم يهتم بجملتها مما اثار غضبها .. لماذا يكون واثق جدا من اهتمامها به
مع انها حاولت جاهده ان تتجاهله في الأونه الاخيره ..
اخرج هاتفهه عندما اعرب عن وصول رساله .. فتحها وبدأ بقرائتها .. طال الوقت وهو يقرأها ولكن يبدو انه كان يقرأها وهو يفكر في شيء اخر .. لم يبد مركزا معها .. مع ان شوقها كان سيقتلها لتعرف من اين اتته رساله في هذا الوقت المتأخر ولكنها
قررت ان تذهب لتنام قبل ان تقوم بفعل اي حماقه تندم عليها فيما بعد .. وقفت واتجهت نحو الباب ويبدو انه لم يشعر بها ولكنه ناداها بسرعه عندما خرجت فعادت لتقف عند الباب تنتظر ان ترى ماذا يريد .. لم يكن قد استدار لها وهو يناديها فلم تعرف هل
خيل لها فقط انه ناداها ام انه ناداها حقاً .. بقيت قليلا واقفه عند الباب وهي تراقبه .. كان يكتب شيئا في هاتفهه .. لم يمض
وقت طويل عندما ارجع رأسه للخلف وقال لها وهو عاقد حاجبيه – لما لا تقتربين ..؟
_ اه .. هل ناديتني
ابتسم بسخريه – لماذا تقفين هناك اذن ..؟
تقدمت لتقف امامه ولكنها لم تجلس .. اضهرت بعض الانزعاج من سخريته ولكنه لم يهتم ..
_ هل ستجلسين لأبدء حديثي ..؟
نظرت له مستغربه .. السخريه زالت الان وبدت على وجهه ملامح الجديه .. ماذا هناك ..؟
جلست وهي صامته فبدء حديثه بسؤال احرجها ..
سألها وكأنه متأكد من الاجابه اللتي جائت – هل تعرفين استخدام الحاسوب ..؟
_ احم .. ليس كثيراً ..
اجابت وهي محرجه .. تعرف انه من الغريب لفتاة في عمرها عدم استخدام الحاسوب في هذا العصر ولكن
ماذا تفعل ان كانت لم تحضى بواحد من قبل ولم تتعلم استخدامه ..
_ ليس كثيرا .. اعتقد انها تعني لا ..
قال هذا وهو يفكر قليلا ففكرت انه بدى يسخر منها ولكنه لم يكن يقصد هذا بعد سماعها لما قاله ..
_ اعتقد انك لن تحتاجي ان تتعلمي اشياء كثيره عنه .. فأنتي لن تقومي سوى بالكتابه عليه ..
الان لم تعد تفهم شيء .. عن ماذا يتحدث ..؟ بقيت تنظر له وهي تنتظر
ان يشرح لها قليلا ولكنه كان يفكر
فلم تستطع انتظاره حتى ينتهي من التفكير .. بدئ الفضول يأكلها – ماذا هناك ..؟ لماذا يجب ان اتعلم استخدام الحاسوب ..؟
_ هل تريدين ان تعملي ..؟
كيف عرف بهذا ..؟ استغربت وبدت متفاجأه .. هل هي صدفه فقط ام انها اخبرت احدا عن الموضوع .. لا تذكر ان هناك
من تحدثت معه في موضوع عملها خصوصا من معارف ادوارد ..
_ من اخبرك انني اريد ان اعمل ..؟
سألت بهدوء فرد عليها – انا اسألك .. لم اكن اعرف ان لديك مثل هذي النيه ..
_ ااه ..
لماذا اذن فكر بهذا الامر ..؟ ماللذي دفعه لعرض عمل لها ..؟ هل يعقل ان يكون العمل في شركته
ان حدث هذا فهي لن تقبل ابدا بهذا .. بالطبع لن تقبل .. لن تصعب الموضوع على نفسها فأن قبلت بان تعمل في شركته
هذا يعني انها سوف تراه وبهذي الطريقه سوف تعذب نفسها اكثر .. لم
تجب عن سؤاله بل بادرته قائله ..
_ ماهو العمل ..؟
_ حسنا .. اعتبرها موافقه على ما قلته .. العمل هو كاتبه .. هل تدقنين اللغه ام انه لديك اخطاء كثيره ..؟
_ سوف اتخرج هذي السنه .. لست غبيه الى ذلك الحد ادوارد ..
_ ليس الان وقت الدموع .. كان سؤالا بريئا صدقيني ..
عندما قال هذه الجمله بدى عليه تعبير غريب .. تعبير مرح لم يمر على وجهه من قبل .. لقد قالها
وكأنه ليس ادوارد .. تاهت مع تعابيره اللتي بدأت تتعبها .. انبت نفسها بسرعه وهي تحتقر نسفها لتركيزها الكامل
عليه عندما تكون معه .. انها تضل مركزه معه وتتفاعل عاطفيا مع كل تغبير يطرا عليه .. انزلت رأسها وتنهدت
فدفعه هذا للأستغراب وقال متسائلا – هل تشعرين بالنعاس ..؟
_ اه .. لا ..
شعرت بالاحراج منه لذهابها لعالمها الخاص وحاولت تجميع شتات نفسها وهي تركز مع حديثه
وليس معه هو .. بينما اكمل هو بنبرته الجاده ..
_ اسمعي .. هناك كاتبه روائيه تحتاج الى كاتبه ..
عقدت حاجبيها امام جملته اللتي بدت مبهمه امامها .. فهم انها لم تستوعب ولكنه لم يسخر منها
بل بدأ بشرح الموضوع لها ..
_ انها امرأه كبيره في العمر بدأت الكتابه والجلوس امام الطاوله تتعبها ولكن عقلها مازال يعمل .. لذا هي تريد
فتاة شابه تعرف استعمال الحاسوب لتكتب لها ما تمليه عليها .. اي ستكونين انتي بمثابت يدها اللتي تكتب بها ..
نضرت له مستغربه من هذي المهنه اللتي تبدو سهله جدا .. تكتب فقط هذا يبدو جيدا جدا .. لا تبدو متعبه ابداً ..
_ كم هو الراتب ..؟
سألت بأحراج فهذا اول سؤال يخطر ببالها .. نظر لها – حسنا .. هذي الامور تتفقين معها عليها ..
هزت رأسها وهي تفكر – متى استطيع ان ابدأ ..؟
_ هذا الاسبوع هو الاسبوع الاخير لك وبعدها تبدء العطله اليس كذلك ..؟
هزت رأسها موافقه فأكمل – اذن الاسبوع المقبل سنذهب لتلتقين بها ..
_ كما تشاء ..
قالت هذا بهدوء وهي تشعر الان بالتعب ولكنها حاولت عدم اضهار هذا امامه ..
وقف بعد هذا ويبدو انه قرر الذهاب – احضري الستره ..
ضلت تنظر وهي لم تفهم لما يسألها عن الستره ولكنها تذكرت بسرعه انها هي من وضعتها في الباب ..
_ اه .. نعم الستره ..
وقفت بسرعه وسارت نحو الباب .. كان يستطيع ان يأتي هو ياخذها .. ولكن بالطبع هو فقط يريد ان يأمر ..
حملتها واستدارت لتعود فوجدته واقف امامها .. كادت تصطدم به ولكنها تراجعت بسرعه فأوقعت الستره ..
_ اه .. انا اسفه
اعتذرت بسرعه وحملت الستره من على الارض فسقط منها شيء .. اعطته الستره وهو واقف لم يتحرك ليساعدها حتى او
يقول لها شيء .. انزعجت منه وعادت لترى ماذا اسقطت فوجدت ميداليه فضيه على الارض تحمل الحرف ( كي ) ..
ابتسمت لم تنتبه من قبل انها وكلارا تبدأ اسمائهم بنفس الحرف .. اعتصرت قلبها وتنفست بهدوء كي لا تبدو حزينه امامه ..
مدت الميداليه له وحاولت التراجع كي يخرج .. كانت تريد ان تذهب للغرفه ولكنه تمهل في اخذ الميداليه وضل واقفا خلفها
فأزعجها جدا .. الان هي لا تريد منه المكوث اكثر ولا تريد ان تراه فلماذا يبقى ..
كان مازال يمسك الميداليه وهو ينظر لها .. قررت ان تعتذر له وتذهب
لتتركه يخرج ولكنه تحرك الان نحو الباب فأبتعدت
وهي تشعر بان يدها ترتعش .. قال لها وهو يقف ممسكا بمقبض الباب – لا داعي لان تنزعجي .. انها لوالدتي
وخرج ..
ماهذا بحق الله .. لماذا يتصرف هكذا .. هل يريد احراجها وايلامها .. هل يجب ان يحدث كل شي سيء في هذا العالم لها عندما يكون هو هنا..
ما شأنها هي ان كانت لكلارا او لوالدته او لأبليس حتى ..
غطت وجهها بيديها وهدئت من عصبيتها .. ابتسمت بعد هذا وكأنها مجنونه – ولكن هذا حقا مريح ..
فكرت بهذي الصدفه اللتي جمعت بين اسمها واسم والدة ادوارد وكلارا بالاحرف .. تنهدت وسارت لتعود للغرفه ..
كانت متعبه جدا لذا لم يتسنى لها التفكير كثيرا بما حدث .. نامت فور تمددها على السرير ..
مر الاسبوع الاخير في المدرسه على خير .. لقد احست بهدوء في حياتها في هذا الاسبوع اللذي ابتعدت فيه عن القصر
ولكن مع هذا فهي تشعر بالملل احيان كثيرا لانها تبقى وحيده عند ذهاب والدتها للعمل و تشعر بالشوق لساكنين القصر
بالاخص لميا وجون الصغير .. كان ايفان يتصل بها كثيرا وكانو يتحدثون مع بعضهم كثيرا .. هذا كان يخفف عليها وحدتها
قليلا ولكن مع هذا شوقها لأدوارد بدل ان يقل كان يزيد .. وبدل ان تنساه باتت تفكر فيه طوال الوقت .. كاد الوضع يجننها
ولاكنها كانت تمني النفس بان الوقت كفيل بمحي كل ذكرى له ..
لم تسمع عنه شيء منذ ذلك اليوم ولا عن والدها ايضا .. كان جورج يرسل لها رسائل يوميه ولكنها لم تكن ترد عليه
رغم انها كانت تريد ذلك . كانت تشعر انها ان فعلت سوف تخون والدتها فكانت دائما تنتهي بمسح رسائله كي لا تراها روزا ..
اتصل بها ايفان بعد ان انتهى حفل نهاية نصف السنه .. كان يريد ان يطمئن على ارقامها ..
هي كانت سعيده جدا اذ ان في ارقامها كان تطور ملحوض .. لم تكن قد وصلت لمستوى متقدم جدا ولكن على الاقل هي الان
لا تعتبر من الكسولين .. لقد شعرت بالفرح عندما رأت ارقامها ..
اتصلت بها والدتها وقالت لها انها لن تعود للغداء اليوم لان لديها عمل كثير والمطعم مزدحم جدا .. فقررت
الذهاب لطلب وجبه من المطعم القريب من منزلهم .. في الطريق اتصل بها ايفان



مرحبا ..
_ مرحبا .. كيف حالك ..؟
_ اه .. اهلا ايفان .انا بخير كيف حالك انت ..؟
_ بخير . هل انتهت مدرستك ..؟
_ نعم واسمع عندما اراك سوف اريك شهادتهي . انها حقا رائعه
سمعته يضحك عليها – حقا .. هذا رائع
_ لماذا تضحك ..؟
_ طريقتك جميله عندما تتحمسين
اخجلها فلم تعرف ما تقول لذا غيرت الموضوع – هل وقعت العقد ..؟
_ ليس بعد .. ربما غدا
_ هل ما زلت متردد في توقيعه ..؟ اعتقد انها فرصه رائعه ان تعيد تصوير دراما قديمه بهذه الشهره ..
_ ربما .. اسمعي الان دعكي من هذا .. ماذا لديك اليوم ..؟
_ اليوم ..؟ لا شيء لماذا ..؟
_ لم نلتقي منذ مده طويله .. اريد ان ادعوكِ للعشاء .. ما رأيك ..؟
_ ااه .. لا اعرف يجب ان اسأل امي اولا ..
_ كما تشائين .. المهم انني سوف اكون امام منزلكم في السادسه ..
_ سأرسل لك رساله بعد ان اسأل امي .. ولكن حتى لو وافقت امي فأنا كما تعلم لا استطيع التأخر بعد الثامنه
_ اعرف ايتها الطفله .. هيا الان يجب ان اغلق
_ حسنا .. وداعا
_ الى لقاءً قريب عزيزتي
اغلق بعد هذا .. تنهدت وهي تشعر بالتعب . هي تحب ان تتحدث مع ايفان وتحب ان تخرج معه ايضا فهو دائما
ما يأخذها الى اماكن جميله ويحاول اسعادها بكل الطرق ولكنه ايضا احيانن يتحدث ويتعامل معها بعاطفيه وهذا ما لا تحبه ..
تخجل ان تقول له شيء ولكن مع هذا فهي لا تحب ان يتصرف معها بتلك الطريقه ..
كلوديا تضن انها طريقته في التعامل مع الجميع .. لهذا هي لا تستطيع
تغير هذا الشئ ..
اتصلت بوالدتها ولكنها لم تجب .. يبدو انها مشغوله حقا ..
عندما وصلت للبيت وبعد ان غيرت ملابسها واكلت ذهبت قليلا لتستلقي امام التلفاز فرن هاتفها ..
كان المتصل روزا ..
_ ماذا هناك عزيزتي .. انا مشغوله اليوم هل تريدين شيء ..؟
_ لا لاشيء امي ولكن كنت اريد ان اقول لك انني سوف اخرج اليوم مع ايفان للعشاء .. ما رأيك ..؟
_ اه حقا .. هذا رائع .. اذهبي واستمتعي بوقتك عزيزتي ولكن لا تتأخري .. يجب ان اغلق الان وداعا .
واغلقت الهاتف .. اثار هذا استغراب كلوديا هل يعقل ان تكون مشغوله
لهذي الدرجه .. انها لم تسأل حتى عن شهادتي
او اين اكلت .. رمت رأسها للخلف ..
_ يبدو ان عملها متعب حقا ..
ارسلت لأيفان رساله كتبت فيها انها سوف تخرج معه للعشاء قبل ان تنسى ونامت بعد هذا ..
نامت نوما طويلا وعندما استيقضت وجدت الساعه تعدت الخامسه .. هبت واقفه .. جيد انها لم تتأخر اكثر في النوم
توجهت لغرفتها و فتحت الخزانه كي تختار شيء ترتديه .. لم تفكر كثيرا اخرجت ملابس تليق بلقاء عشاء مريحه ..
فكرت انها لو كانت ستخرج مع ادوارد لكانت وقفت ساعه امام الخزانه تختار الملابس فقط ..
نفضت عنها هذي الافكار وتوجهت لتضع بعض مساحيق التجميل على وجهها ..
لم تكثر بل وضعت القليل القليل جدا وانتهت .. مازال هناك وقت طويل متبقي ولكنها تشعر بالملل ..
لم يكن لديها شيء تفعله في المنزل حتى التلفاز ملته .. ليس لديها واجبات مدرسيه وليس لديها المزاج لفتح اي كتاب
مدرسي اصلا .. جلست على الكرسي في المطبخ جهزت لها كأس عصير .. لم تأكل جيدا وهي الان جائعه ولكن
ان قامت لتطبخ شيئا الان لن تستطيع ان تتعشى مع ايفان وهذا سوف يكون وقح جدا ..
سمعت هاتفها يرن فتمنت ان يكون ايفان يخبرها بأنه سوف يأتي لأخذها .. لقد ملت الجلوس ..
رفعته دون ان ترا من المتصل ..
_ الو ..
قالتها بسرعه قبل ان تسمع حتى صوت المتصل .. فرد عليها ادوارد ببرود
_ اين انتي ..؟
عند هذا الحد توقفت عن الحركه والكلام .. جمدت للحضه حتى استوعبت انه ادوارد فعادت تتحدث بصوت مرتفع
_ أه .. أنا في البيت ..
_ استطيع ان اسمع بقليل من هذا الصوت ايضا .. هل لديك شي ..؟
كما هي العاده يجب ان يقول شيئ يزعجها .. ردت ببرود هي ايضا – شيء
..؟ ماذا تقصد ؟؟
_ هل لديك شيء تفعلينه الان ام انك غير مشغوله ..؟
فكرت قليلا بانها ان قالت له انها مشغوله لن يخبرها بالشيء الذي يريده منها بل سوف يقوم باغلاق السماعه
وحسب ولكن ان لعبت معه قليلا في الحديث سوف يقول ..
_ حاليا لست مشغوله لماذا ..؟ هل هناك شيء ؟
_ حسنا جهزي نفسك اذن سوف اتي لأخذك لتلتقي بربة عملك ..
كاد ان يغلق السماعه كما تبين لها من صمته فصرخت بسرعه قبل ان يغلق – لا لا لا لحضه
_ ما بك ماذا هناك ..؟
اخذت نفسا عميقا وقالت بسرعه – قصدت انني الان لست مشغوله ولكني على موعدا مع ايفان للعشاء ..
اغلقت عينيها وهي جاهزه لسماع كلامه المزعج خصوصا بعد هذا الموقف والذي سوف يعتبره ادوارد موقف سخيف
طفولي غير مسؤل كما يفعل دائما عندما يحمل الامور اكبر من حجمها ..
ولكن خرجت منه كلمه واحده وبعدها اغلق السماعه قال فقط ( حسنا ) ..
ارتاحت انه لم يقل شيء وتعجبت ايضا .. يبدو انه لم يكن متحمس لأخذها ورفضها جاء في الوقت المناسب ..
هذا جيد جدا ..
في الخامسه والنصف اتصل ايفان بها ليرى ان كانت مستعده للخروج ..
_ نعم انا جاهزه .. لقد كنت انتظر منذ فتره جيد انك اتصلت لانني مللت الجلوس بمفردي في البيت ..
لم تمضي عشرون دقيقه حتى كان ايفان يقف في الباب ينتضرها .. لقد كان الطريق من الفندق اللذي يسكنه الى هنا طويل
يجب ان يكون قد اتصل عليها وهو في منتصف الطريق .. ارتدت معطفها وخرجت معه مباشرة لم تدعوه للدخول ليرتاح حتى ..
_ تبدين جميله ..
قال لها بلطف مع ابتسامته المميزه واللتي تسحر جميع من يراه .. لم تعرف ما تقول فهزت رأسها محرجه ودخلت
للسياره .. وصلو لأحدى المطاعم الجميله والفخمه للغايه .. هي لا تحب ان تذهب معه لأماكن غاليه كهذي ولكنه دائما
ما يقول لها انه اعتاد على الذهاب لهذي المطاعم وهي لن تؤثر عليه ان ذهبت معه ..
دخلو ووجههم النادل لطاوله يبدو ان ايفان حجزها مسبقا .. كانت في اخر المطعم بقرب نافذه كبيره تطل على البحر
المنظر كان جميلا جدا في ذلك الوقت ..
_ ان هذا حقا رائع
قالت هذا وهي مأخوذه بالمنظر اللذي تراه من النافذه بينما ضل هو يحدق بها مع ابتسامه هادئه ..
احضر النادل المقبلات واخذ طلباتهم .. كانت جائعه جدا فلم تكن تريد
ان تتحدث كثيرا قبل ان تأكل .. بينما ايفان
كان يسألها طوال الوقت عن اخبارها وماذا تخطط ان تفعل في العطله وماذا فعلت في الايام السابقه وكل شيئ يخصها ..
خيم بعد هذا الصمت عليهم .. رفعت عينيها له فرأته ينظر لها بتأمل .. عقدت حاجبيها
_ ماذا هناك ..؟
_ انتي مختلفه
تمتم قائلا فلم تفهم ..
_ ماذا ..؟
حرك رأسه وكأنه كان يحلم ولكن نظرته الحالمه لم تختفي واكمل – لم اشعر من قبل هكذا .. اشعر بعدم التوازن معك
استغربت طريقته في الحديث ولم تعجبها اصلا لم تعرف ماذا يقصد بحديثه .. رغم هذا لم يخطر لها شيء لتقوله ..
فأكمل هو بهدوء – لقد تعرفت على فتيات عديدات في ما مضى ولكني لم اشعر يوما انني اريد لقائهن هكذا .. هل تفهمين ..؟
انزلت رأسها وهزته علامة عدم الفهم .. ضحك هو وارجع رأسه للخلف
كان سيقول شيء ولكن الطعام وصل الان فتوقف قليلا عن الحديث حتى يضع النادل كل الطعام ..
عندما انتهى وذهب لم ترفع رأسها وهي تشعر بمغص في بطنها .. لم تعد
تريد اكمال السهره ماذا يحدث لأيفان ..
لما يتصرف بهذي الطريقه الغريبه .. قال لها – لما لا تأكلين ..؟
_ ... .. لا شيء .. سوف أكل ..
بدأت بالاكل وبدأ هو ايضا بدون ان يكمل حديثه .. لم تتحدث ولم يفتح
هو ايضا اي حديث ..
اعادت كلماته لعقلها وهي تريد ان تفهم ما قصده .. فكرت بعد هذا انه ربما كان يريد ان يقول فقط انه يرتاح
لها كما تشعر هي ولكن طريقته كانت غريبه بعض الشيء .. حسنا هذا لا يهم لم يكن هناك شيء على الاطلاق ..
رغم تفكيرها بهذي الطريقه لم يكن هناك شيء تتحدث به معها بعد حديثه لذا قررت ان تصمت الى ان يتحدث هو ان
شاء .. اكلو وبقو طوال فترة الاكل صامتين .. كان هذا غريبا لم تفهم
لما لم يتحدث ..
بعد الانتهاء من الطعام وضعت ادوات الطعام على الطاوله وشكرته بهدوء على الوجبه اللذيذه ..
_ جيد انها اعجبتك
قال مبتسماً فلم تعرف لما خجلت من هذا .. اعتذرت منه للذهاب للحمام
متحججه بغسل يديها فدلها عليه وعاد للطاوله ..
دخلت للحمام ووقفت امام المرأه تتنفس بقوه .. – يالهي ما به .. ماذا يحدث لي لما يتصرف هكذا ..
غسلت يديها ووجهها كي تهدئ .. انها تبالغ في ردت فعلها الرجل لم يفعل شيء سيء .. هدئت نفسها وعادت له ..
جلست بهدوء وحاولت ان تعود لمرحها السابق ولكن كما يبدو ايفان لا يريد لها ان تهدء ..
_ ماذا حدث ..؟
_ ااه ..؟
لم تفهم ماذا فقال – تبدين متوتره .. هل ازعجتك ؟؟
_ لا بدا .. ليس هناك شيء .. لست متوتره
صمتو للحضه اعاد بعدها ايفان التحدث بهدوء كما هي عادته – كلوديا ما رأيكِ في السفر ..؟
_ السفر ..؟ اعتقد انه شيء جميل جداً .. ولكن لماذا تسأل هكذا فجأ ..؟
_ لقد خطر ببالي فقط ان تسافري معي في المره القادمه
عقدت حاجبيها وهي تنظر له مستغربه – ماذا ..؟
_ مابك ِ ..؟ لماذا هذا الاستغراب ..؟
_ هل تتحدث جاداً .. اعتقد انك تشعر بالنعاس ام ماذا
_ كلوديا لما هذا كله ..
_ لان هذا مستحيل
_ لماذا ..؟
_ لانه مستحيل وحسب ..
_ ماهو اللذي يجعله مستحيلا
_ كل شيء
_ مثل ..؟
_ ايفان توقف عن هذا .. هل انت حقا جاد ام انك
_ نعم انا جاد مالعجيب في هذا
_ حسنا ابسط شيء .. بصفتي ماذا سأسافر معك ..؟
سألت وهي تريد ان تحرجه فتراجع بكرسيه للخلف ركز عينيه على كلوديا
وهو يفكر كيف يبدأ حديثه
ولكنه قرر اخيرا ان يقول ما يريد بدون مقدمات – بصفتك خطيبتي
ابتسمت في البدايه وهي تنوي ان تضحك ولكن عندما رأت ملامحه الجاده واللتي كانت تبين لها
انه لم يكن يمزح جمدت في مكانها وهي تنظر له .. لم تستطع قول شيء فأنزلت رأسها وهي تحاول التفكير بما قاله
ولكنه اكمل – هذي هي الحقيقه كلوديا هذا ما اريده منك .. ان تبقي معي بصفتك خطيبتي .. اعرف ان هذا مفاجئ
ولكني لا اطلب منك شيء الان .. لا اعرف ماهي مشاعرك تجاهي ولكن اريد منك ان تعرفي ان مشاعري لم تتحرك
قبل رؤيتي لكِ .. لم اشعر من قبل بأني اريد التحدث لشخص بأي شيء مهما كان المهم التحدث معه الا معك ..
كانت تنظر له وهي مصدومه من كلامه ولم تعرف ماذا تقول .. هذا كثير لماذا يقول هذا الكلام كله فجأ .. ليتوقف الان ..
لم تعد تستطيع النظر لوجهه وبدت متوتره ومنزعجه جدا .. وقف ايفان واخذ هاتفه من الطاوله فرفعت عينيها له مستغربه
_ هل نذهب ..؟
هزت رأسها بسرعه ووقفت .. كادت ان تسقط من سرعتها فأمسك بها كي لا تقع .. عندما توازنت ابتعدت عنه بسرعه قافزه للخلف .. – ارجوكِ كلوديا لا تتصرفي معي هكذا
احست بالخجل من طلبه .. يبدو انها تتصرف كالاطفال مره اخرى .. سار امامها فتحرك خلفه بسرعه وهي صامته ..
دخلت السياره ولم تقل شيئا .. لم يفعل هو ايضا ..
عندما رأت الساعه وجدتها السابعه .. لم تعد والدتها بعد والليل كان قد خيم .. اوقف السياره ببدايه المنطقه اللتي يسكنونها ونزل ليكمل الطريق معها سيرا .. عرفت انها حتى لو طلبت منه عدم فعل ذلك
سيقول انه سيوصلها حتى باب المنزل فقررت الصمت ..
وصلو للبيت فلم تعرف ماذا يجب عليها ان تقول .. ولكن جيد انه تكفل بالامر – سأراك لاحقا .. كان عشائا رائعا ..
استدار بعدها ليذهب .. وقفت تنظر له حتى اختفى فتحت بعد هذا الباب
ودخلت لترمي معطفها ارضا وتتوجه لغرفتها .
جلست على السرير واعادت كل ما حدث صرخت بعد هذا وهي ترفع رأسها – اللعنه عليك ادوارد
غطت بعد هذا وجهها بيديها وهي تصرخ – لماذا افكر به الان لمااذااا .. لقد جائتني الفرصه لأنساه فماهذي الحماقه اللتي
ارتكبها .. انساه ..؟
فكرت قليلا بهذي الكلمه الدخيله على مشاعرها .. كيف انساه وكل ما كنت افكر فيه هو ادوارد .. ماذا ستكون ردة فعله ان عرف
ماذا كنت سأفعل انا لو كان هو من قال ذلك الكلام وليس ايفان .. كم انا حمقاء
كيف استطيع ان افعل بفسي هذا .. انني حقا مثيره للشفقه ..
بدأت دموعها تتساقط فرمت بنفسها على الوساده وبدأت بالبكاء .. ماذا ستفعل الان
هل من الصواب ان تعيش هكذا .. لا تحب احدا سوى ادوارد اللذي يستطيع
ان يحب اي شخص عداها ..
نامت من دون ان تشعر بنفسها ..
عندما عادت روزا للمنزل كانت تعتقد انها ستجد كلوديا مستيقضه فنادتها فور دخولها ..
عندما لم تسمع جوابا منها توجهت لغرفة نومهما فوجدتها نائمه بطريقه عابثه جدا حيث انها ماتزل في الملابس
اللتي خرجت بها كما يبدو وحتى حذائها لم تكن قد نزعته .. ابتسمت وهي تراها في هذي الحال ولكن عندما اقتربت منها
وجدت اثار الدموع اللتي اصبحت سوداء من فعل اختلاطها بالكحل على وجنتيها وعلى الوساده ..
مسحتهم بحزن وهي لا تعرف ماللذي حدث لفتاتها الصغيره اللتي باتت في
الأونه الاخيره كثيره الشرود وقليلة المرح ..
لقد حزنت لانها تعرف انها لم تعد تجلس كثيرا مع كلوديا ولا تتحدث معها سوى في الامور الضروريه ..
عملها يأخذ منها وقتا طويلا لهذا هي لا تجد وقتا كافيا لأبنتها ..

بعد مرور يومان لم تخرج كلوديا من المنزل ولم تتصل بأيفان بتاتا .. اتصل هو بها مره واحده فقط فلم تجب عليه
ولم يعاود بعدها الاتصال .. كان فكرها مشوشاً جدا .. سألتها والدتها
اكثر من مره عن سبب شرودها الدائم وضيقتها
فلم تكن تجب .. كان تفكيرها على الدوام بأدوارد .. لم يعاود الاتصال بها من اجل العمل .. لماذا ..؟
هل غير رأيه ام ان الكاتبه لم تعد بحاجه لي .. كان الوقت ليلا وامها كالعاده في العمل وهي امام التلفاز بتفكر بما قاله ايفان ..
سوف يعاود سؤالها عن رأيها في الاخير .. كيف يجب ان ترفض بدون ان تجرحه ..
ترفض ..؟ فكرت مجددا انها وضعت احتمالية الرفض مقدما لماذا ..؟ حتى ان كانت لا تحبه كما هي الحال مع ادوارد
فلماذا يجب ان ترفض ..؟ ماذا تنتظر ..؟ ان يعود ادوارد ليعترف لها انه يحبها وانه سوف يترك كلارا ..؟ ماهذا الحمق كله ياكلوديا .. يجب ان تفكر بتعقل .. ولكن الان هي ليست مستعده لأيفان بتاتا



كيف ستقول له انها تقبل به ولكنها لا تحبه بل تحب ادوارد .. حركت رأسها وهي تحاول طرد هذي الافكار
سوف تتركه وحسب .. تطلب منه فقط انها لا تريد ان تلتقي به .. اخذت نفسا عميقا .. فكرت بعد هذا انها هي من تريد العمل
وان لم يكن ادوارد مهتم بالمسأله فهي على الاقل يمكنها ان تسأله بشأن عملها .. ضلت تنظر لأسمه قليلا قبل ان تغمض عينيها وتضغط على زر الاتصال .. فكرت وهي تنتظر منه ان يرفع هاتفه كم ستضل على هذي الحال
حتى عندما تتصل به تشعر بالخوف منه ..
جائها صوته وكأنه من مكان بعيد .. كان يتحدث بتثاقل لم تعهده منه – من هناك
لم يقل الو .. او مرحبا او شيء من هذا .. كم هو بارد
ردت بهدوء – انا كلوديا ..
_ همم ..
قال بهدوء فعرفت حينها انه نائم .. ارتعشت وقالت له بسرعه قبل ان تغلق – انا اسفه لم اعرف انك نائم ..
اغلقت قبل ان تسمع حتى منه شيء .. – لماذا ادوارد نائم في مثل هذا الوقت ..؟ لم يسبق له ان جاء من الشركه قبل منتصف الليل على الاقل عندما كانت تسكن معهم والان بعد ان اصبحت لديه شركه جديده الا يجب ان يكون اكثر انشغالاً ..
اتمنى انه لم يشعر بشيء .. يجب ان يعود الان للنوم وكأنه شيئ لم يحصل .. اتمنى ان يحدث هذا ربااه ..
ولكن ما ان توقفت عن التحدث رن هاتفها مجدداً رأت اسمه فخافت ان يبدأ الان بالصراخ عليها
بالطبع هو ينزعج من كل شيء فكيف سيكون الامر عندما اوقضه من النوم .. تأخرت قليلا بالرد ولكنها في نهاية الامر
عرفت انها يجب ان ترد كي لا تزيد غضبه – الو ..
قالت قبل ان يتحدث حتى فرد عليها متسائلا ومازال صوته متعب – كلوديا ..؟
احست بدفئ في صوته جعل قلبها يخفق بشده – نعم ... انا اسفه لم اكـ..
_ حسنا حسنا فهمت .. ماذا هناك ..؟
لم يكن غاضب .. صحيح انه منزعج ولكنه غير غاضب كانت سعيده جدا بهذا .. ابتسمت وهي تشعر بالفرح بمحادثته
حتى لو كان الموضوع عن عملها .. اعاد لها هذا جملت ايفان.. انه يشعر بالسعاده بالحديث معها مهما كان الموضوع المهم انه
يكون معها ..هذا ما قاله لها احست بشيء من الضيق تجاه ايفان .. بدت متشابهه معه قليلا اخذتها هذي الفكره بعيدا حتى اعادها ادوارد
لعالمه – لا تقولي لي انك ايقضتني من نومي لانكِ مشتاقه ..
لم تدعه يكمل جملته بل قالت منزعجه – لم اعرف انك تنام قبل منتصف الليل من قبل
_ لم اعرف انك تعرفين مواعيد نومي كلها ..
انزعجت منه هو لا يستطيع ان يتحدث بطريقه طبيعيه يجب ان يزعجها بكل جمله يقولها ..
لم ترد عليه فقال بعد ان تنهد ويبدو انه استفاق – لقد كان لدي هذا الاسبوع عمل كثير لذا حالما اجد وقتا للنوم لا اتنازل عنه
بدت نبرته الان مختلفه عن نبرت ادوارد اللتي تعرفها .. كانت تريد ان تقول له ان لا يتعب نفسه في العمل وان يهتم بصحته ولكنها تعرف انه سوف يسخر منها ان فعلت فقررت عدم الدخول في هذي المسائل خصوصا انه موخرا بدى
بالحديث عن مشاعرها نحوه دائما وبالسخريه منها .. _ يجب ان تضع لك جدول عمل كي لا تنهي نفسك نهائيا جراء العمل
_ هل تخافين من ان اموت جراء عدم نومي
_ لم اسمع من قبل بأحدا مات من قلة النوم ..
– جواب جميل ..
_ اشكرك لأنك وجدت في حديثي شيأ جميلا
_ ان كل مافيكِ جميل
فاجأ كلوديا فلم تعرف ما تقول .. لم تعرف لما قال لها هذا .. ما به ادوارد هل هو مريض ..؟
لماذا يتحدث هكذا .. ( كل مافيك جميل ) هل قالها حقا ..؟ بدت تشعر بدقات قلبها وكأنه سينفجر
خافت ان يسمعها فوضعت يدها على صدرها تحاول اخفائها ولكنه قطع تلك اللحضه بعودته للحديث بصوته السابق اللذي
لا يحمل اي تعبير ولا تستطيع ان تميز منه ان كان ذلك الرجل غاضب ام هادء ام ان كان ينوي قتلك ..
_ هل هناك شيء ..؟ لماذا اتصلتي في هذا الوقت ..؟
لقد كانت مرتبكه جدا وهي تشعر بعدم توازن مشاعرها الان .. يجب ان تحدثه بشأن العمل ويجب ان يكون صوتها هادئا
_ لقد كنت اريد فقط ان اسأل بشأن العمل .. لقد بدأت العطله و ..
لم تعرف ماذا تقول بعد .. صوتها لم يعد يسعفها وهي تشعر بالارتعاش في اطرافها .. احست بصعوبه
في امساك الهاتف ..
_ العمل .. نعم العمل .. هذا صحيح بما انكِ كنتي مشغوله في ذلك اليوم الذي اتفقت به مع الكاتبه نستطيع ان نذهب غدا ان كنت غير مشغوله ..
كان يتحدث ببرود تام ولكن كان هناك بعض الانزعاج بصوته شعرت به وازعجها ..
هل هو منزعج منها الان هل هو مشغول وهي تزيد اعماله
_ ان كنت مشغولا وليس لديك الوقت فلا بأس ..
_ مشغول ..؟ لما تقولين هذا
_ لا لشيء .. فقط لانك مشغول في العمل
_ غدا في الساعه التاسعه صباحا سوف انتضرك
_ اعطني عنوان المكان وانا استطيع المجيء .. ليس عليك ان تأتي الى هنا
_ سأعود للنوم لا تبدئي بأزعاجي .. توجهي انتِ ايضا للنوم كي لا تتأخري
اغلق بعد هذا السماعه .. لم تستطع سوى الابتسام .. تشعر حقا بالراحه بعد التحدث معه
لماذا هو فقط يشعرها بهذا الشعور .. عندما تتحدث معه تنسى كل شيء حولها بينما ان كانت تتحدث او تفعل اي شيء اخر
ليس في بالها سواه ايضا .. ان هذا متعب للغايه .. كلما ابتعدت اكثر عنه اشتاقت له واحبته اكثر ..
كيف تستطيع ان تمحوه من ذاكرتها .. كيف لها ان تدع كلارا تأخذه .. توجهت لتخرج دفترها اللذي تدون فيه كل شيء يخص ادوار د .. لقد كتبت فيه كل شيء يحبه وكل شيء يكرهه .. تصرفاته في المواقف المختلفه وكل كلمه قالها وضلت في بالها كانت تكتبها فيه ..
فتحت صفحه جديده لتضع لها عنوانا ( كل ما فيك جميل ) تلك الجمله اللتي لا تعرف هل خرجت منه بالغلط
ام ماذا كان يقصد بها ولماذا قالها ..
كتبت تحتها _ انها اول كلمه احصل عليها من ادوارد اشعرتني ولو لجزء من الثانيه انني حبيبته ..
اغلقت الدفتر ودسته بين اغراضها كما تفعل دوما وتوجهت للنوم كما طلب منها .. اليوم لن يزور احلامها سواه كما يحدث
في كل مره تتصل به .. ولكنه يأتي في احلامها كما تريده هو .. ليس ادوارد اللذي لا يبتسم ولا يفرح بتاتا بل هو في حلمها
فارس رائع له ابتسامه رائعه يسير معها ويتحدث معها بلطف شديد .. انه رجل من خيالها فقط لا وجود له ..
عندما رن هاتفها صباحا معلنا ان الوقت الان الثامنه نهضت بسرعه وهي متحمسه لهذا اليوم الجديد ..
بعد ان اخذت حماما سريعا وخرجت لتأكل شيئا وجدت والدتها تتجهز للذهاب للعمل ..
حينها فقط تذكرت انها لم تخبر والدتها عن العمل .. لقد كانت مشغوله مؤخرا جدا بحيث لم ترها دوما وعندما تراها لا يتحدثن كثيرا ولم يخطر ببالها ان تخبرها لان ادوارد لم يعطها جوابا نهائيا الى حد الامس .. قررت ان تقول لها الان
فهذا هو الوقت المناسب قبل ان يصبح متأخر جدا ..
_ امي
قالت وهي تجلس لتأكل افطارها بينما كانت روزا تمشط شعرها ..
_ ماذا هناك كلوديا ..؟
_ وجدت عملا ..
قالتها وهي تنظر لروزا تنتظر ان ترا ردت فعلها
_ اعتقد اننا انتهينا من هذي المسأله كلوديا
قالت بهدوء وكأن شيئا لم يحدث ..
_ امي الموضوع ليس سئئ ارجوك .. فقط في العطله .. تجربه فقط
_ كلوديا
صرخت روزا فوقفت كلوديا بسرعه وهي تحاول افهام والدتها الوضع
_ ارجوك امي انه عمل سهل جدا وليس فيه تعب اسمعيني فقط
_ لن اسمع شيء .. قلت انك لن تعملي اذن لن تعملي
_ امي .. اسمعيني فقط
_ لقد سمعت ما يكفي لأفهم .. والان توقفي عن قول الحماقات
ارتدت معطفها وصفقت الباب خلفها وخرجت .. ضلت كلوديا مصدومه من ردت فعل والدتها المبالغ فيها
ماذا يحدث لها انها ليست طبيعيه .. لم تقم بهذا التصرف من قبل
الامر لا يستاهل هذا ..
مهما كان الامر ومهما كان رد والدتها هي يجب ان تعمل .. على الاقل لتأمين احتياجاتها ان كانت والدتها
تريد ان تأمن المعيشه كلها .. توجهت وهي منزعجه لتغير ملابسها .. وخرجت بعد هذا لتنتظر ادوارد ..
لقد كانت في انتضاره قبل موعدهم بعشر دقائق وكان الجو باردا في ذلك اليوم جدا .. وكانت الارض بيضاء تماما
من الثلج .. جائت سيارة ادوارد متأخره خمس دقائق عن موعدهم وتوقف بالقرب منها لتصعد وتجلس بالقرب منه ..
لم تقل شيء حتى انها لم تلقي التحيه فاستغرب هو منها واستدار لينظر لها والسياره مازالت لم تتحرك ..
_ ما بكِ ..؟
انتبهت له بعد ان ناداها اكثر من مره فقالت بسرعه – اسفه .. لم اسمع ماذا قلت
نظر لها قليلا وعاد ينظر للطريق وحرك السياره .. يبدو انه انزعج لانها لم تنتبه له
ما المشكله ان شرد الشخص قليلا .. هل يجب ان اكون دائما انتظر ما سيقوله والتقط كل كلمه تخرج منه ..
فكرت قليلا انها كانت كذلك حقا حتى البارحه .. فلماذا هي مستغربه هكذا .. تنهدت وانزلت رأسها وهي تشعر
انه سوف ينفجر ..
_ ماهذي الكارثه اللتي حلت عليك
استدارت تنظر له وقالت بعدها رغم انها احست ببعض السخريه في صوته ..
_ امي كادت ان تحطم المنزل فوقي عندما علمت انني ابحث عن عمل
هز رأسه بهدوء – اليوم فقط اخبرتها ..؟ ليست عادتك
_ لم تسنح لي الفرصه .. لا اعرف لماذا ولكن لم يأتي وقت اخر
_ وماللذي كان يشغلك هكذا
الان نبرته منزعجه .. لماذا ..؟ نظرت له مستغربه وقالت له
_ لماذا انت دائما منزعج مني
قال لها منزعجا بسخريه آذتها – لا تضعي لنفسك اهميه اكبر مما ينبغي
كانت هذي الكلمه قويه جدا عليها .. لقد اشعرتها كلمته بأنها مكروهه بالنسبه له وانها فتاة مثيره للشفقه حقاً ..
لم تقصد شيء عندما قالت له ذلك فلماذا يجرحها دائما هكذا .. ادارت وجهها للنافذه ولم تقل شيء ..
فكرت ان الحديث بينهم دائما ما ينتهي بكلام جارح وكأنهم اعداء .. تنفست بعمق كي لا تخرج دموعها ولا تبكي ..
اوقف السياره بعد طريق طويل امام منزل كبير فخم .. ولكنه لم ينزل بل بدأ بتحريك عضلات جسده وجلس بعدها يدخن ..
هي ايضا لم تستدر له بل كانت تنظر للخارج فقط وهي تنتظر ان يقوم بحركة البدايه ..
استدارت بعد هذا لتنظر له وهو يدخن فوجدته قد اغمض عينيه ولكنه لم يكن نائم ..
_ الن ننزل ..؟
قال لها بعد ان فتح عينيه ليركز نضره في عينيها .. لم ترى عينيه منذ زمن طويل
لقد اشتاقت جدا للونهما الرمادي .. قالت بهدوء وهي تفتح باب السياره – كما تشاء
نزلت ونزل هو بعدها ورمى السيجاره ليسحق عليها تحت قدمه ويسير نحو المنزل ..
كانت تسير بهدوء خلفه وهي تحاول التوازن في الثلج فلقد كان الطريق زلق جدا .. فزعت عندما سمعت صوت كلب ينبح بقوه فجأ فامسكت بكم ادوارد بسرعه وهي تصرخ ..
_ اهدئي .. ليس هناك شيء انه كلب فقط
ضلت ممسكه به وهي تنظر للكلب كبير الحجم اسود اللون وكان يبدو مخيفا جدا ..
بدت ترتعش من الخوف وهو يقترب منهم – انه مخيف
كانت الكلمات تخرج بصعوبه من فمها فأمسك ادوارد بيدها وقال بهدوء – توقفي انه لا يؤذي
وسار معها ممسكن بيدها حتى وصلو لباب المنزل فافلتها .. ضلت تنظر للخلف طوال الطريق خائفا ان يكون الكلب
قد لحق بهم .. عند الباب تنفست بأرتياح ووقفت خلفه منتظره من يفتح الباب .. فتحت الباب احدى خدم المنزل كما يبدو
واشارت لهم بالدخول .. سمعت صراخاَ حالما وصلت فصدمها انه كان من كلارا اللتي جائت تجري وتصرخ بأسم ادوارد
واحتضنته بقوه عند الباب ..
_ ادوارد حبيبي اخيراَ جأت ..
تحركت كلوديا قليلا للخلف لتفسح لهم المجال ولم تستطع ان تدير عينيها عنهم .. لقد كانت تلك اللحضه
كأنها سكين يغرز في قلبها .. كل شيء كان يصدم .. ولكن اكثر ما حطمها يداه ادوارد اللتان التفتا حول خصر كلارا
_ هيا توقفي الان ..
هذا ما قاله وهو يحاول ابعادها عنه ولكنه كان يحاول ابعادها بلطف .. انزلت بعد هذا رأسها وهي تحاول كتم صوتها كي لا
تخرج منها شهقه وتحاول كبت دموعها بصعوبه بالغه ..



الجزء الثــالث عشـر
_ ادوارد حبيبي اخيراَ جئت ..
تحركت كلوديا قليلا للخلف لتفسح لهم المجال ولم تستطع ان تدير عينيها عنهم .. لقد كانت تلك اللحضه
كأنها سكين يغرز في قلبها .. كل شيء كان يصدم .. ولكن اكثر ما حطمها يداه ادوارد اللتان التفتا حول خصر كلارا
_ هيا توقفي الان ..
هذا ما قاله وهو يحاول ابعادها عنه ولكنه كان يحاول ابعادها بلطف .. انزلت بعد هذا رأسها وهي تحاول كتم صوتها كي لا
تخرج منها شهقه وتحاول كبت دموعها بصعوبه بالغه .. كان هذا المنظر هو اخر ما توقعت حدوثه امامها اليوم ..
يجب ان لا تهتم هذا ما كانت تقوله لنفسها بقوه وهي تأنب قلبها على تصرفاته الحمقاء .. لماذا عساه يتحطم ..
رجل يحتضن خطيبته هل هناك ما تعترض عليه انت .. ولكنها تعرف ان هناك الكثير مما تعترض عليه ..
ابتعدت كلارا الان عن ادوارد بعد ان سمعا صوتاً يأتي من خلفها – الا تتمتعين بقليل من الاحترام لضيوفك حتى الا ترين كم هذي الطفله خجله من تصرفاتك ..
رفعت رأسي لأر امامي امرأ يبدو عليها انها تعدت الخمسين ولكنها كانت تبدو كسيده من سيدات العصور والسنين الماضيه
تبدو انيقه جدا وفيها ملامح تشعرك بالراحه .. كانت تقصدني بالطفله الخجله
جيد انها ترجمت ما يحصل على وجهي بكلمة خجل ولكن نظرت ادوارد لي كانت اخر ما كنت اتمناه ..
بالطبع هو يعرف لماذا توترت هكذا وبدوت منزعجه جدا .. يالهي متى ينتهي هذا العذاب
لماذا احضرني الى هنا ..
_ اه كلوديا انتي هنا ..؟
كانت جملتها خاليه من الفرح .. هل يخيل الي ام انني ارى غضبا في عينيها .. مامعنى معاملتها هذي لي
انها غريبه اليوم .. لم اهتم كثيرا فبالبطع لدى كلارا مشكله ما لتجعلها منزعجه هكذا .. اجبرت نفسي على الابتسام
وتحيتهم .. نادتنا العجوز للجلوس انا وادوارد فذهبنا خلفها الى غرفه جميله تشعرك وكأنك في قصر احد ملوك روما القدماء ..
كل شيء فيها كان تاريخي لم يكن هناك قطعة اثاث واحده من عصرنا هذا .. كان المكان يبدو كأنه متحف ..
كنت انظر حولي بأبتسامه فقالت لي العجوز – هل اعجبتك ..؟
قلت بحماس متأثره بغرابت وجمال الغرفه – انها حقا مبهره ..
ابتسمة العجوز بغرور و استدارت لتتحدث مع ادوارد الذي جلس بأريحيه وقد خلع سترته .. يبدو انع معتاد على هذا المنزل
هذا ما فكرت به كلوديا وما ازعجها جداَ .. ولكنها تحركت لتجلس بعيداَ عنه وقريبه بعض الشيء من العجوز
_ لا تقل لي ان هذي الطفله هي الكاتبه التي جلبتها لي ..؟
نظرت لها مستغربه طريقتها التي تغيرت فجأ .. كنت منزعجه من تصرفات ادوارد هذا الصباح وجائتني
كلارا التي حطمت ما تبقى من مزاجي الجيد والان هذي العجوز تقول عني طفله .. قررت في تلك الحضه
ان لا اسكت ولن اترك ادوارد ليجيب عني – انا لست طفله ..
نظرت لي العجوز مستغربه وبعدها تحرك فمها مضهرا ابتسامه غريبه لم اعرف معناها
ان كانت راضيه ام انها تسخر مني ولكني لم اهتم .. لم اقلل من ادبي ولم ارفع صوتي قلتها فقط احتجاجا على سؤالها ..
قالت وهي تضحك – حسنا اذن .. لنغير السؤال .. هل هذي المرأة الناضجه هي التي ستعمل لدي ..؟
كانت تبدو كأنها تسخر من كلوديا فلم تتحمل كلوديا نفسها .. وقفت وقالت وهي تدير برأسها علامه على مزاجها
الذي قلبوه لها كلهم اليوم – لا داعي للسخريه ان كانت المواصفات المطلوبه ليست موجوده عندي تستطيعين قول الامر مباشرتاً ..
نظرت العجوز في بادء الامر بأستغراب وادوارد ايضا كان مستغربا منها ولكن بعدها ابتسمت وضحكت بصوت عالي
وهي تبدو سعيده حقا .. اشعر هذا كلوديا بالقهر لانها مازالت تسخر منها ولكن العجوز وقفت لتتحدث
_ انتي رائعه حقا ولكنك تملكين لسانا سليطا قليلا
نظرت لها كلوديا بخجل ولكن الانزعاج لا يزل موجود على ملامحها .. جاء ادوارد اتصال في هذا الوقت
فأعتذر للعجوز وخرج يتحدث خارجاً ..
بقيت الان كلوديا مقابل العجوز وحدهما .. كانتا كلتاهما واقفتان بينما العجوز تنظر لكلوديا ..
_ هل تريدين حقا ان تعملي معي ..؟
نظرت كلوديا لها مستغربه سؤالها الان .. للتو اعربت عن عدم رغبتها بكلوديا والان تسألها ان كانت
ترغب بالعمل .. اجابتها بقليل من اللؤم – ان لم اكن اريد لما اتيت ..
_ انا صعبه في العمل
_ صعبه ..؟
_ حسنا ربما دقيقه تكون عباره افضل ..
_ الدقه ليست مشكله ولكن ان لم تكن لديك ثقه بقدرتي على انتاج شيء جيد لا يوجد مشكله
_ لا تعتقدي انني سوف اجعلك تعملين عندي من اجل ادوارد .. سوف تعملين لمدة شهر تكونين فيها تحت التجربه
وبعدها سوف اقرر ان كنت سأخذك ام لا ..
_ شهر ..؟ هل تقصدين بدون راتب ..؟
ابتسمت العجوز وقالت – بالطبع سوف يكون لكِ راتب ولكن بهذا الشهر يكون لدي الحق بأن اطردك متى شأت .. بالبطع ان فعلتي شيء خاطئ ..
كانت كلمت اطردك قويه بعض الشيء ولكن هذي ليست مشكله .. يجب ان تعرف الراتب اولا .. ان كان يستحق هذا العناء
فلن ترفض ولكن ان كان ليس بالكثير فهي لن تقبل حتى ان كان هذا العمل من ادوارد ..

كان يتحدث على الهاتف مع احد موضفي الشركه .. يقف امام النافذه ينظر للخارج للحديقه امام المنزل ..
تلك الحديقه اللتي اصبحت بيضاء لا يدخل فيها لون اخر .. انتهى من مكالمته التي طلب فيها ان يعود لأمراَ ضروري
وتنهد قبل ان يمسك بعمود النافذه بقوه كي لا يقع .. لقد رمت كلارا نفسها عليه وهي تحتضنه فأستدار لها ليبعدها عنه
وهو يقول بأنزعاج – كم مره قلت لكِ ان تدعي تصرفات الاطفال عنكِ ..
قالت وهي تتصنع الزعل – كم انت لئيم
لم يعرها اهتمام بل تجاوزها ليقول – نادي كلوديا .. يجب ان اعود للشركه
قالت بأنزعاج اثار استغرابه – لماذا اناديها .. ثم لما يجب ان تذهب انت لم تجلس معي حتى
قال بنفاد صبر – ليس لدي الوقت الان هيا ناديها
_ استطيع انا ان اوصلها
بقيت نظرته قليلا عليها وهو مستغرب من تصرفاتها ولكن بعد لحضه هز رأسه وخرج بدون ان يقول
كلمه اخرى .. كانت كلارا مغتاضه منه جداً .. لم يعرها اي اهتمام بل لم يتحدث معها بشيئ ولم تحصل منه سوى
على اجابات على اسأله تافهه ..
سارت عائده الى غرفة جدتها وهي تهدء من اعصابها ..

في المطعم كان لدى روزا الان وقت الغداء .. لديها نصف ساعه استراحه كانت تريد ان تعود بها للبيت ولكن
فاجئها جورج عند خروجها من المطعم وهو ينتظرها بسيارته في الخارج ولكنها لم تستدر له بل اكملت طريقها
مما اضطره للخروج من السياره والحاق بها ..
_ توقفي عن هذي التصرفات ..
وقفت وهي تبعد يده عنها وقالت بهدوء – ارجوك جورج كفى .. الا تمل من المجيء كل يوم
_ تعالي معي
قال بدون ان يرد عليها فقالت بانزعاج – الى اين ..؟
_ الى الجحيم .. الى اي مكان المهم ان نتحدث ..
_ ليس لدي شيء لأقوله لك ..
_ انا لدي .. الكثير
_ لا اريد سماع شيء
_ تعالي ..
عرفت انه لن يكف عن هذا حتى تذهب معه .. قررت منزعجه الذهاب معه .. عندما سألها عن المكان الذي
تريد ان تذهب اليه قالت له ان يبقيا في السياره لانها لا تريد
ان تطيل الجلسه معه .. كان منزعج من طريقتها معه ولكنه عرف ان ما فعله يجبره على تحملها ..
طال صمتهم بدون ان ينطقو بشيء فقالت منزعجه وهي متوتره من وجوده بقربها – كان لديك الكثير لتقوله ..؟
قال وهو يدخن سيجارته بتوتر – لا اعرف كيف ابدء
لم تقل شيء اذ انها بالكاد كانت مسيطره على دموعها من الانفجار امامه ومن ابداء اتهاماتها العاطفيه ..
_ هل تكرهيني ..؟
كان يتمتم بينما تجمدت هي من سؤاله .. لم تستدر له بل لم تعرف ماذا تفعل ..
استطاعت ان تسأله بدون ان تجيب – كيف استطعت ان تعتذر لي .. .... بعد هذا الغياب
_ لم اكن اعرف ماذا افعل .. كان الامر صعبا علي انا ايضا روزا ..
استدارت له وهي تضع يدها امامه لتوقفه – كفى .. لا تحاول ان تفتح هذا الموضوع اصلا .. مالذي كان صعب عليك ايضا .
هل انت ايضا عانيت ..؟ انت ايضا تحطمت ..؟ انت ايضا اصابك الذل من جميع الناس ..؟ انت ايضا كانت نضرات
العالم لك قاتله ..؟ متهمه ..؟ انت ايضا هُجرت ..؟ هل حدث هذا لك ..؟
لم يعرف بما يجيبها بعد ان اخرجت من قلبها تلك الكلمات .. كانت ترتجف وكأن الذكريات تمر من امامها
وترعبها ..
_ روزا
بدت دموعها الان تسقط لم تعد تستطيع الحديث ..
_ لم ابتعد عنك بأرادتي .. تعرفين هذا
صرخ بقوه وهو يحاول جاهدا ان يجعلها تسمع منه تبرير واحد لحماقاته فردت عليه بحده
_ لم تبتعد بأرادتك ..؟
_ لقد كان ذاك السجن .. ليس هناك شيء يقف امامه
بدت تنظر له بعصبيه بالغه وهي تحاول ان تسيطر على نفسها كي لا تنهار كليا – السجن .. لا تجعلني اضحك ..
لما تبدو نبرتك وكأنك كنت مضلوماً .. انت قاتل جورج .. قــاااااااتـــل ..
صرخت بوجهه وبدت تبكي فلم يستطع ان يتركها بدون ان يضمها بقوه ويحاول تهدئتها .. شعر انها انهارت كليا
الان .. كانت تحاول ان تضهر قوتها امامه منذ ان عاد ولكنها الان لم تعد تستطيع ..
بدت تهدء بعد مرور زمن وهو يعتصرها بين ذراعيه بقوه.. خرج صوتها بصعوبه من بين دموعها وهي لا تقاومه
ولا تحاول ان تبتعد عنه .. – اكرهك ..
امسكها من كتفيها وابعدها عنه لينظر لها وهي تبكي .. لقد توقفت الان عن البكاء ولكن من جراء
ما ذرفت من دموع كان وجهها يبدو شاحبا جدا .. حركت كتفيها بعنف وبدت تمسع دموعها ..
هدءت من نفسها وعرفت ان ماقامت به سوف يجعله يصر على ما يفعله ولن يتوقف عن الضهور امامها
في كل مكان .. قررت ان تتحدث وتوقفه الان .. الان سوف تنهي الموضوع وللأبد ..
بدء هو الحديث مجددا – لقد كان ذلك منذ ثمانية عشر سنه ..
قطعت عليه حديثه وهي مصدومه – لا يمكن ان تقصد انه كان علي ان انسى واعذرك .. لا يمكنك ان تكون بهذي
الانانيه ..
نظرتها الان طعنته لم يستطع ان يقول شيء اخر .. عرف انه كان طوال حياته اناني ورغم عشقه لها
فهو دائما يفكر بأشياء تافهه قبل ان يفكر بها .. يعرف انه عندما خرج من السجن و سافر كي يبدأ حياة جديده لا يعرفه فيها
احد سوى على انه رجل اعمال كان اكبر انانيه قام بها في حياته .. في وقتها كان يعطي نفسه اعذارا وهو يحاول
الاقتناع بان هذا من اجلهم .. ولكن هو يعرف ان هذا كان حماقه منه .. المال لم يكن يوما مركز اهتمام روزا وكما يبدو
فأن ابنتها تشبهها في كل شيء .. كل شيء داخلي ..
_ انت اناني
قطعت عليه الان روزا حبل افكاره فأستدار لها ..
اكملت بهدوء – لقد كنت عمرك كله اناني .. منذ ان تعرفنا على بعضنا .. منذ ان حطمتني عندما كنت صغيره
لم تفكر كيف ساعيش بعد ان تخلت عائلتي عني ولكن كل ما كان يهمك هو ان تتزوج بي .. ان تحصل علي
ولم اعد متأكده ان كان دافعك في ذلك الوقت الحب ام شيء اخر .. كنت داخل عالم المخدرات والمهربين
والمجرمين وهذا كله لم يمنعك من تعليق فتاة عرفته بأنها حمقاء واستمرارك في جعلها لا تستطيع العيش بدونك ..
اقحمتني في عالم لم اتخيل نفسي سأسمع عنه في حياتي .. جعلتني اعمل اكثر الاعمال ذله ومهانه فقط لكي لا تشعر
ابنتي بالنقص .. بعد كل هذا تخرج من السجن لتختفي لأربع سنوات كي تأمن حياتك .. يجب ان تعرف ان هذا فقط ما اذكره
خلال هذي السنوات .. تعود بعد كل هذا لتقول اسف .. وكأنك تسخر مني ..
قال بعد صمتٍ دام دقائق طويله احست به روزا بحقد نحو هذا الرجل الجالس بقربها بعد ان تذكرت كل المآسي التي قدمها
لها .. ومع جميع تلك المآسي كان حبه لم يفارقها ليزيد من عذابها .. ولكن هذا يجب ان يتوقف الان
يجب ان تعترف لنفسها ان كل ما حدث سابقا كان اخطاء يجب اصلاحها الان ..
سأل بتخوف وهو يشعل سيجاره جديده – هل تعرف كلوديا بهذا ..؟
قالت وهي تحاول ان تبدو ساخره – اهنئك .. هل بدأت تشعر بالخوف على مشاعر الطفله اللتي لم تسأل عنها طوال حياتك
_ لا تعذبيني اكثر
قال وهو يصرخ بوجهها فلم تقل شيء .. هي تعرف انه رغم كل ما يفعله فهو يحبها ..
انه شخص لا يستطيع ان يكون سوى هكذا .. يريد كل شيء ولكن هو ليس مستعد عن التنازل لأصغر الامور اهميه
في حياته .. وهذا ما لا يمكن لأحد ان يتحمله مهما كان حجم الحب الذي يحمله له ..
قالت بعد هذا وهي تفتح باب السياره – تعرف فقط بانك كنت في السجن .. هذا ما لم استطع اخفائه عنها ..
لم استطع ان اقول لها ان والدك كان مهرب مخدرات ومجرم
_ تعرفين انني تركت تهريب المخدرات بعد ان تعرف عليك
صرخ بوجهها فصرخت هي وهي ما تزل ممسكه بباب السياره – واعرف ايضا انك لم تترك شلة المجرمين تلك حتى بعد
تركك للتهريب .. اعرف ايضا انك قتلت احدهم فقط لانه هددك بان يبلغ عنك ..
لم يعد يستطيع ان يهاجمها .. لم تعد تلك الفتاة التي يذكرها بل اصبحت عنيده .. اصبحت امرأه ناضجه
تعرف كيف تدافع عن حقها .. نظر لها بأبتسامه معذبه وقال – لقد كبرتي .... صغيرتي
شعرت الان انها عادت ثمانيه عشر سنه للخلف .. انها نظرته تلك التي كانت تعشقها في السابق ..
عندما يناديها بصغيرتي .. لم تعد تستطيع تحمل هذا ..
_ ارجوك جورج .. اترك انانيتك ولو لمره واحده وفكر في غيرك .. دعني .. اتركنا انا وكلوديا وابتعد عنا ..
عرفت انها الان حطمته كليا ولكن لم يكن امامها الا هذا .. خرجت من السياره ولم يحاول ايقافها او ان يقول لها شيء ..
لم تستدر .. عادت لها تلك الليله التي تركها فيها وذهب .. لم تعرف هل يجب ان تكون الان قد
انتقمت لهجرها ام ان العذاب هذا هو نفسه الذي قاسته في ذلك اليوم ..
عادت للمطعم وعرفت انها تأخرت كثيرا ..




شعرت كلوديا بان مزاج كلارا متغير .. انها تبدو منزعجه وتحاول ان تضهر مرحه بدون جدوى ..
لقد اتفقت مع جدت كلارا على راتب جيد جدا واوقات العمل ايضا .. افهمتها انها ليست ثابته ولكن في الوقت الحاضر
ما افقتها عليه سيسير .. وان تغير شيء ستعلمها قبل فتره .. كانت خائفه جدا من العوده للمنزل ومقابلة
والدتها بعد ان اتفقت مع العجوز على كل شيء ..
ولكنها كانت تحاول ان تترك تلك اللحضه لوقتها .. ذهبت السيده ماريا جدة كلارا فكما قالت حان وقت راحتها ..
بقيت كلوديا وكلارا في الغرفه وكان الصمت هو سيد المكان ..
لم يكن لدى كلوديا ما تقوله .. شعرت ان الجو مشحون قليلا .. وقفت بعد هذا كلارا محاوله الحديث بمرح
_ ما رأيك ان نخرج .. نذهب لمكان لنأكل اشعر بالجوع ماذا عنكِ ..
ابتسمت كلوديا – كما تشائين ..
تنهدت – الا يعجبك الامر ..؟
قالت بحزن فقالت كلوديا بسرعه – بالطبع يعجبني .. انا ايضا اشعر بالجوع لنخرج ..
انتظرت كلوديا في الرده بينما ذهبت كلارا لتغير ملابسها ..
خرجت بعد هذا بعد ان ارتدت معطفها اذ انها شعرت بالحر .. كان الجو في الخارج جميل جدا
ويشعر بالراحه .. بالاخص منظر الثلج الذي يصفي القلب تماما .. سمعت كلارا عندما فتحت الباب فأستدارت لها
ابتسمت كلارا لها وسارت امامها نحو السياره .. شعرت كلوديا ان هذي المره الوضع بينها وبين كلارا
غريب فهي لم تخجل يوما منها هكذا ولم ترتبك عند تعاملها معها ولكن كلارا تبدو اليوم طفله.. انها منزعجه من شيء
ولكن لا تريد ان يرى احد ذلك .. فكرت انه ربما حدث بينها وبين ادوارد مشكله .. ازاحتهم عن فكرها وركبت سيارت كلارا
اللتي ابهرتها .. لونها احمر قاني وكأنها خرجت للتو من الصيانه ..
اشعلت اغنيه عندما حركت السياره ففهمت كلوديا انها لا تريد ان تتحدث ..
سألت بخوف – هل يعرف ادوارد انني لن اذهب معه ..
يبدو ان هذا السؤال كان ما حطم كل شيء .. امتدت يد كلارا لتطفئ الاغنيه وقالت بتمتمه ..
_ نعم .. لقد قلت له انني سوف اوصلك ..
حاولت كلوديا ان تبتسم .. شعرت الان ان اسم ادوارد يسبب لها مزاج سيء .. هم بالتأكيد متشاجران ..
ولكن حصل ما لم تتوقع حدوثه كلوديا .. لم تكن مستعده لهذا ابدا ..
_ هل تحملين شيء تجاه ادوارد ..؟
سألت كلارا بينما تمثل دور اللامباليه وكأنها تسأل كلوديا عن اللون المفضل لديها .. بينما شعرت كلوديا
بصوتها يرتجف وهي تحاول ان تجعل نفسها طبيعي ..
يبدو ان المسأله سوف تكون صعبه ان كانتها كلتيهما متوترتين .. قررت كلوديا ان تحسم الامر الان
لن تعذب كلارا اكثر ولن تعذب نفسها .. سوف تكذب وتُخرج نفسها من هذي المسأله نهائيا ..
_ ربما لان امي مشغوله جدا في العمل وليس لدي احد فأدوارد يساعدني كثيرا في هذي الايام ...
انا اسفه ان كان هذا يزعجك لم اعرف هذا ..
_ هل يساعدك فقط لهذا
كانت كلوديا تشعر بالشفقه عليها .. هل ستبقى هكذا دائما .. غير واثقه من مشاعر ادوارد
انها حقا فتاة مسكينه ..
_ نعم لهذا فقط .. ربما امي او السيده كاميليا اصلا من طلب منه هذا ..
ولكن ليس هناك شيء .. لا تفسدي مزاجك لشيء لا يستحق فبوجود فتاة جميله مثلك معه
لا اعتقد ان ادوارد سوف يفكر بسواك ..
ابتسمت لها كلوديا مطمئنه وهي تشعر بانها تريد ان تبكي على حالها .. يبدو ان السنين هذي جعلتها
تكبر كثيرا حتى اصبحت تبدو عجوز تعطي نصائح للشابات وتطمئنهن بينما هي ليست قادره على حسم
مشاعرها التي تسبب لها كل هذي المشاكل والعذاب في حياتها ..
_ لقد ازعجته اليوم .. اريد ان اذهب لأعتذر منه
قالت هذا بصوت منخفض وصوتها بدى مختلف .. يبدو ان كلام كلوديا كان مقنعا جدا ..
_ اريد ان اعود للمنزل ..
قالت كلوديا هذا وهي تشعر انها اصبحت مزعجه لهذي العاشقه اللتي تريد ان تذهب لحبيبها ..
لو كانت هي كلوديا القديمه لكانت حاولت بشتى الطرق منع لقائهم ولكنها الان تريد ان تتعذب
وان تنهار ولكن في النهايه هي تريد ان تنسى .. متى تصل الى النهايه وتنساه ..
متى يخرج من حياتها وتصبح حره ..
حاولت كلارا ان تتأسف وتعدل رايها كي يذهبون اولا للغداء وبعدها هي تذهب للقاء ادوارد
ولكن هذا لم يكن مجدي ..
_ ارجوك ليس الامر هكذا .. ولكن لدي ما يجب ان اخبر امي عنه ..
_ اه ان كان الامر هكذا اذن لا بأس ..
اعادتها لمنزلها ..
_ ارجوك سامحيني لما قلته سابقا .. لقد كنت حمقاء ولكني كنت اغار
ابتسمت كلوديا لبرائت هذي الفتاة التي شعرت بانها تشبهها بصراحتها ..
_ لا عليك .. قولي لي ما تشائين .. لن اغضب منكِ ..
ابتسمت كلارا لها وحركت السياره ..
عادت كلوديا للمنزل وهي تبتسم بسخريه لأحداث اليوم التي بدت لها كوميديه جدا ..
لو ان ادوارد يسمع تلك الحماقات التي تفوهت بها للتو ..
ربما سيموت من الضحك .. هزت رأسها – ليس هناك شيء اخر افكر به سواك ..
قالت بصوت خفيض جدا لنفسها وهي تسير بأتجاه المنزل ..
فتحت الباب وخلعت معطفها وهي مكتئبه جدا .. لقد حصلت على مكان عمل جيد
معاملت ادوارد لها اصبحت جيده ووالدتها تعمل ويملكون منزل .. لماذا اذن هذا الاكتئاب كله ..
سوف تتفاهم مع والدتها هي متأكده من هذا ولكنها تعرف ما يجعل قلبها مقبوض هكذا ..
انه ادوارد الذي بدأ يضهر لها في كل مكان .. الذي تشعر به الان اكثر من اي وقت مضى
هي تشعر بتطور مشاعرها تجاهه بسرعه لا تصدق .. باتت لا تشعر كما كانت سابقا والالم الان مختلف ..
الامر الان اصعب بكثير مما كان عليه .. لا تذكر انها تذكرت ايفان في هذان اليومان كثيرا ..
بينما ادوارد لا تتذكر ان كانت قد نسيته للحضه ام لا .. رمت نفسها على السرير وهي تنظر لسقف الغرفه ..
_ هل سياتي يوم انساك فيه ..
رن هاتفها فأفزعها .. وقفت بسرعه وتحركت للصاله كي تحضره ..
رأت الرقم فشعرت بالاحراج .. كان ايفان المتصل كانت يدها في طريقها للضغط على الزر عندما فتحت والدتها
الباب .. لم تستطع ان تجيب الان .. اقفلت الهاتف كله واستدارت لتنظر لوالدتها ..
كانت روزا تبدو منزعجه جدا وحزينه فلم تعرف هل الوقت مناسب لعرض موضوعها ..
رمت روزا بنفسها على الاريكه ورما حقيبتها عنها لترتاح قليلا ..
نظرت بعد هذا لكلوديا التي كانت تنتظر منها اي شيء تقوله ..
_ ماذا ..؟
سألت وكأن الصباح لم يحدث بينهم شيء فجلست بقربها وتحدثت بهدوء
_ هل يمكن ان اتحدث ..؟
_ ان كان عن موضوع العمل .. لا
_ امي .. لماذا تفعلين هذا .. انها الاجازه ما المشكله ان جربت ان اعمل
استدارت لتنظر لها – هل ينقصك شيء ؟؟
_ اشعر باني عبء عليك ..
_ ماذا ..؟
صدم هذا روزا – ماهذي التفاهات ..
_ انه عمل لدى جدة كلارا .. كاتبه على الحاسوب
استدارت لتنظر لها كي تستوعب ما قالته ..
شعرت بالراحه بعد ان سمعت ان العمل لدى جدة كلارا خطيبة ادوارد ..
لم تعرف ما تقول ولكن ربما كان هذا سيجعل كلوديا تشعر بالتعب وتكف
عن الحاحها المتواصل عن العمل الجزئي
فقالت – افعلي ما تشائين ..
وسارت نحو الغرفه فصرخت كلوديا بفرح – حقا .. هل انتي موافقه ..؟
لم تجبها بل دخلت للحمام فتركتها كلوديا كي تهدئ ..
مرت الايام بهدوء .. كانت تمر على كلوديا بهدوء .. لقد كان ادوارد يأتي في بعض الاحيان عند انتهاء
عملها ليرى خطيبته ويأخذها معه للمنزل قبل ان يعود للشركه .. يبدو ان لديه في هذا الوقت
استراحه لذى هو ياتي ليرى كلارا .. عندما تشعر ان ادوارد يتعامل مع كلارا بعاطفيه
او يفعل شيء يبدي حبه لها تكرهه كلارا وتكرهه هذا المنزل الذي يلتقيان فيه .. تشعر بألم
شديد يجعلها تتمنى ان يختفي ادوارد عن الارض فقط كي لا تراه كلارا .. لقد اصبحت غيرتها من كلارا
لا تطاق وتتعبها جداً .. تمثيلها بأنها غير مباليه به اصبح يثقل عليها جداً ..
عندما كان يعيدها للبيت لم يكونا يتحدثان كثيرا .. كلمتان تكونان احيانا تحيه عند الدخول والوداع فقط ..
كانت تريد ان تطلب منه ان يكف عن توصيلها ولكنها لا تريد ان تكشف له كم يؤذيها رؤيته مع كلارا
وكم يجرحها بحضوره للقائها ..
بعد ان يوصلها اصبحت لديها عاده ان تبكي قبل مجيء والدتها .. الامر اشعرها بالراحه ..
والدها لم يعد يرسل لها منذ فتره .. هل تعب منها لانها لم تجبه .. لقد اشتاقت لرسائله التي تشعرها بان
هناك من يهتم بأمرها غير والدتها .. كانت رسائله تبعث بعض الفرح في نفسها ..
هي لم تشعر بيوم ببغض لوالدها بل كانت دائما تفكر لو كان معها كيف سيكون تعامله ..
وبعد ان عاد احست ببعض الفرح لو لا ان تصرفه مع والدتها ضهر لما كان لديها مشكله معه ..
اتصلت بأيفان بعد مده من بدأها العمل .. شعرت انها وقحه بتركه كل هذي المده وهو الذي
يحاول الاتصال بها يوميا وارسال الرسائل لها ليخبرها بانها تستطيع ان تجيب كما تشاء ولكن لا تقطعه ..
تشجعت واتصلت به .. لم يرن الهاتف سوى مره فأجاب بسرعه – كلوديا ..
كان صوته دافئ جدا كما عهدته عندما يتحدث معها ولكنها لم تستطع ان تتصور ان يكون ايفان هو شريكها المستقبلي ..
حتى ان كان ذلك بعد مده لانها مازالت صغيره الان ولكن كلما فكرت به كان ادوارد يحطم كل شيء ليقتحم مخيلتها
عنوه .. فيجبرها على ترك ايفان لتفكر به فقط ..
_ نعم .. انا اسفه ايفـ..
لم يتركها تكمل بل قال بهدوء – لا تعتذري .. قلت لك لديك الوقت لتفكري ولكني لم اقل ان تقطعي علاقتك بي حتى تصلي لجواب
_ انا اسفه .. لم اعرف ما اقول ولا اعرف الان ايضا ..
_ لا داعي لان تعرفي .. لقد قلت لك انني لست مستعجل ولكن لا تجعليني اشتاق لك هكذا ..
لا تريد هذا .. لا تستطيع ان تسمع هذا الكلام منه فهي تشعر بانه ليس في مكانه .. هي لا تشعر بشيء عندما يقول
هذا لها .. كم هي حقيره .. لم تستطع ان تقول له هذا ولم تستطع ان ترفضه الان ..
ربما لانها تحتاج ان يكون معها الان او ربما لانه اشعرها بانه يحتاجها فعلا ولم يشعرها احد من قبل بهذا ..
فهم انها خجلت فقال لها – هل نستطيع ان نخرج اليوم ..؟
_ لا اعتقد ذلك .. لدي عمل
_ عمل ..؟ اليس لديك الان عطله ..؟
_ بلا .. ولكني اعمل
_ تعملين ..؟ اين ومتى بدئتي .. لما لم تخبريني
_ حسنا اعمل لدى جدة كلارا .. هل تعرفها ..؟
_ ااه السيده ماريا .. بالبطع اعرفها .. لقد مثلت في السابق عمل من تأليفها .. هل تعملين لديها ككاتبه ..؟
_ نعم .. كيف عرفت
_ اعرف انها كانت تبحث منذ مده عن فتاة تعمل لديها .. كيف هو العمل ..؟
_ جيد .. ليس صعب ولكنه متعب اذ ان الجلسه طوال اليوم وراء الحاسوب تحطيم للضهر
ضحك – بالطبع هو كذلك .. متى يوم اجازتك ..
عرفت انه سوف يطلب منها الخروج وهي لن تستطيع سوى ان توافق .. ليس لديها سبب للرفض
_ يوم السبت
_ واليوم الاربعاء .. هل يناسبك اذن ..
ابتسمت لأنه تحدث وعرف انها خمنت ما يريد فقالت – نعم يناسبني ..
_ الى اين تريدين ان تذهبي ..؟
فكرت قليلا .. كانت تريد ان تقول له كما تشاء ولكن خطر ببالها فكره فقالت بسرعه – فلم
_ ماذا ..؟
قالت بسرعه – اقصد السينما .. اريد ان ارى فلم في السينما
_ لقد مللت الافلام .. اليس لديك مكان افضل
قالت بعناد – لا
ضحك عليها وقال – كما تشائين .. لانها اول مره تطلبين مني شيء لا استطيع سوى ان اوافق
تحدثا بعد هذا قليلا قبل ان تعتذر له بأنها يجب ان تذهب لتكمل عملها .. كان وقت استراحة السيده ماريا
وهي كانت تقف امام الشرفه تتحدث مع ايفان .. سمعت صوتا من خلفها فاستدارت بسرعه
_ مع من ستذهبين لليسنما ..؟
كانت كلارا .. لم تعرف ما تقول احرجها السؤال ولكنها قررت ان لا شيء بينها وبين ايفان حتى الان
اذن فخروجهم مع بعض بريئ للغايه .. – ايفان ..
_ ايفان ..؟ يبدو ان هذا الرجل معجب بك جدا ..
_ لماذا تقولين هذا ..؟
_ لقد سمعت انكم بدأتم مؤخرا بالخروج مع بعض اليس كذلك ..؟
ازعج هذا كلوديا فقالت بسرعه – خرجنا مع بعض ولكن ليس هناك شيء بيننا .. اننا اصدقاء فقط
_ هل تريدين ان تخفي عني .. انا صديقتك هل تضنين انني سوف انشر هذا
_ ان كنت على علاقه خاصه بأيفان لما كان سيمنعني الاعلام عن قولها
_ اذن فهي الشائعات فقط ..



ابتسمت لها كلوديا .. لقد عادت كلارا لأنزعاجها السابق من كلوديا .. كانت كلوديا
تشعر بهذا مع محاولت كلارا اخفائه الدائم .. لم تعرف السبب ولكن لم يكن لديها مزاج لتدخل
خلاف مع كلارا تعرف انها ستخسره ان طال ..
استأذنت منها بعد هذا لتعود للسيده ماريا التي نادتها ..
عندما دخلت الغرفه اخذت مقعدها المعتاد وانتظرت ان تملي عليها الكاتبه كي تكتب ..
كانت متحمسه الان لانها تريد ان تعرف ماذا سيحدث للبطل بعد ان ترك العصابه وقرر ان يعيش حياة
جيده من اجل من يحب .. لقد كانت تشعر بالتشويق من هذي القصه رغم طولها و التعب اللذي تشعر به وهي تكتبها
وتنتظر ان تتحرك الاحداث .. قالت السيده ماريا انها من مؤلفاتها اللتي ستصبح فلما سينمائيا ربما لذا
يجب ان يكون كل شيء فيها دقيق وكل حركه مفصله تماما ..
بدأت السيده ماريا بسرد الروايه – احضروه لرئيس العصايه وهو محمول من قبل اربع اشخاص اقوياء يرتدون ملابس سوداء
وكانو مسلحين بانواع كثيره من الاسلحه .. هناك كدمات واضحه على جسده ووجهه ويبدو انه تعرض لعذاب من قبل
هاؤلاء الرجال قبل ان يحضروه .. رفع بعد هذا زعيم العصابه مسدس ليطلق منه رصاصه اخترقت جسده الذي قد مزقوه
بسكاكينهم الحاده ..
توقفت كلوديا هنا عن الكتابه والتفتت للسيده ماريا مصدومه – هل سيموت برايان
كانت ملامحها توحي بالخوف عليه فأبتسمت العجوز لها وقالت – ان كنتي ستتأثرين هكذا فلن تكون مهمتك سهله معي
اخجل هذا الكلام كلوديا فقالت – لن اتوقف هكذا بعد الان .. انا اسفه .. ولكن هل سيموت ..؟
_ سنرى .. تابعي بصمت
قالت هذا فعرفت كلوديا انها تريد ان تكمل .. يبدو ان مخيلتها اليوم تجود بالكثير ..
اكملت وطال هذا الجزء هذي المره .. يبدو ان السيده ماريا اليوم لديها مزاج جيده للكتابه ولكن كلوديا بدأت تشعر بالتعب
عندما نظرت للساعه وجدت ان الوقت تأخر وسينتهي عملها بعد ساعه .. اذن ليس هناك استراحه ..
حركت عضلاتها قليلا واكملت الكتابه ..

كلارا كانت تقف امام النافذه تنظر للخارج .. الجو كان هادء ولقد بدأ الضلام في هذي الايام يأتي مبكرا
جدا لذى اصبحت السماء الان مضلمه .. كانت انوار حديقتهم تنير الثلج فتجعل من المنظر رائع .. لمحت سياره
ادوارد تدخل من البوابه الكبيره .. جرت نحو الباب وارتدت معطفها مسرعه وخرجت بسرعه كي تستقبله ..
عندما خرجت كان هو قد اصبح في الحديقه .. اقتربت منه لترحب به وهي مبتسمه – لقد اشتقت لك
_ الم اكن هنا بالأمس ..
قال هذا ببرود وكأنه لا يريد منها ان تشتاق له فقالت – حتى ان غبت عني ثواني فسأموت من الشوق ..
همست له يائسه – ادوارد انا احبك .. الا تستطيع ان تشعر بهذا
قال بهدوء وهو يسير نحو المنزل – اعرف هذا .. ولكن هل استطيع ان ادخل لان الجو بارد
لفت يدها على كتفه والتسقت به .. بعد ان دخلو للمنزل خلع ادوارد معطفه و دخل ليجلس في غرفة الضيوف ..
جلست بقربه وقالت – ادوارد اريد ان اخرج معك
استدار لها وقال – معي ..؟ الى اين
_ الى اي مكان .. نحن لم نخرج منذ وقت طويل ..
_ لدي عمل ولا استطي..
لم يكمل جملته كانت كلارا قد انتفضت وهبت واقفه من مكانها امامه لتصرخ
_ لماذا تأتي لها كل يوم اذن ان كنت مشغولا .. لماذا هي فقط تترك عملك لأجلها
لماذا تفعل هذا ادوارد ..؟
نظر لها وقال بدون مبالاه – ماهذا الحمق ..
_ انه ليس حمق
صرخت بوجهه فقال بسرعه – توقفي عن الصراخ في وجهي كلارا ..
_ لماذا تفعل هذا
جلست امامه على الارض وبدت تبكي فجلس على ركبته امامها وامسكها من كتفيها
_ ما بك ..؟
_ انت لا تشعر بي .. انك لا تراني ادوارد .. لماذا
_ ماهذي التفاهات الان .. انتي عاطفيه اكثر من اللازم
_ لماذا هي فقط من تهمك .. انا ايضا جميله .. انا احبك ادوارد وهي لا تحبك .. انها تحب ايفان فلما
كانت ستكمل لولا صوته الذي بدى قد حطم كل شيء حولها – توقفي
خفف نبرته الان بعد ان شعر بها ترتعش – توقفي .. كل هذي تفاهات .. ولكن ان كنتِ تريدين ان ننفصل فليس
لدي مشكله بهذا .. اعتقد انك تعرفين هذا
نظرت له بخوف عندما سمعت ما قاله وقالت بسرعه – لا .. لا ادوارد انا لا استطيع العيش بدونك ارجوك
_ اذن لماذا قمتي بهذي الدراما كلها ..
_ لأنني احبك .. واريد منك ان تشعر بي .. قليلا سيفي بالغرض ارجوك
قال بعد ان رفع وجهها لتنظر له وهو يمسح دموعها – تعرفين ان هذا مستحيل ..
كان يتحدث بهدوء وكأنه لا يشعر بما يقول .. وكأنه لا يشعر بالسكين اللتي غرزها بقلبها ببطئ
بأعترافه القاسي هذا .. لم تعد تقوى على الحراك وهي تنظر له ..
فُتح باب الغرفه بهدوء ودخلت كلوديا بابتسامه مشرقه ونادت – كلارا ..
اختفت ابتسامتها تلقائيا
رأت منظرهم امامها .. كان ادوارد يضع يده على وجهها ولاكن ملامح كلارا مخفيه عنها لانها
كانت تعطيها ضهرها .. لم تعرف انها تبكي ولم تهتم لتعرف المزيد .
كان هذا يكفي ليحطمها .. نظرت لادوارد الذي لم يبعد عينيه عنها فيما صرخت وهي تحاول السيطره على يدها
اللتي تمسك المقبض – انا اسفه لم اعرف انك هنا ..
قالت هذا بسرعه وفي نفس واحد لتصفق بعد هذا الباب وتستند عليه كي لا تقع .. بدت دموعها تتساقط عنوه من عينيها
ومحاولاتها في منعها من النزول لم تفلح فتوجهت بسرعه نحو الباب لترتدي معطفها وحذائها وتخرج ..
لقد انتهى وقت عملها ولا حاجه بان تقول لكلارا وداعاَ .. خرجت بسرعه بعد هذا وبدأت تركض حتى خرجت من بوابه المنزل ...
بدت الان تخفف سرعتها بعد ان احست بتنفسها يصبح صعبا من جراء البروده اللتي لفحت وجهها ..
توقفت قليلا وهي تتنفس واكملت السير .. قلبها ما زال يخفق بقوه شديده .. احست بحزن والم لم يمر عليها من قبل عند
رؤيتها لهم معا .. ان هذي الغيره التي تشعر بها ليست في محلها .. فكرت انه كان خطئها كليا عندما وافقت ان تعمل في
منزل كلارا .. عرفت انها لن تستطيع ان تستمر بهذا .. لن تستطيع ان تبقى في المكان الذي تلتقي فيه بادوارد يوميا ..
ادوارد وحبيبته .. عنما عاد المشهد لها شعرت ان ارتجافها اصبح يمنعها من السير جيدا .. جلست على احدى الكراسي الموضوعه في طرف الشارع لترتاح قليلا .. عندما نظرت للأمام عرفت انها لم تسر في طريقها الصحيح ..
لقد كانت مشوشه جدا .. بعد ان عاد تنفسها ليصبح طبيعيا وكفت عن الارتعاش وقفت لتكمل طريقها فرن هاتفها ..
اخذته واجابت وهي تشعر بوهن شديد في جسدها .. لم تنظر لأسم المتصل فردت بفتور – نعم
_ كلوديا اين انتي ..؟
كان هذا صوته .. لماذا يتصل ادوارد الان .. الا يكفيه انها تركته وحده مع حبيبته لماذا يتصل بها اذن ..
لم تجبه فعاد ليصرخ عليها – اين انتي ايتها الحمقاء .. تكلمي
_ لا شأن لك ..
لم تعرف لما قالت هذا ولكنها شعرت بانها تريد ان تجرحه .. ليست هذي الكلمه قويه ولكن مهما يكن
هي تريد ان تؤذي ادوارد .. تريد منه يشعر بالألم بان يشعر بما تشعر به هي بسببه ..
_ كلوديا توقفي عن الحماقات انتي لا تعرفين طريق العوده سيرا على الاقدام .. هيا تكلمي الى اين ذهبتي
عرفت من كلماته انه تبعها ولكنه لم يجدها في الطريق الصحيح .. قالت بعد هذا
_ دعني وشأني .. لا اريد ان اراك .. اتركني
قال قبل ان يغلق الهاتف – كما تشائين
تنفست بعد هذا واكملت طريقها .. هل من الجيد ان تصرخ بوجهه هكذا ..
انه الان يعرف تماما ما فعله بها .. يعرف ان الغيره تكاد تقتلها من تلك الفتاة ..
_ لقد كانت ردة فعلك مبالغ فيها .. هل تعرفين هذا كلوديا كنتي حمقاء بكل المقاييس .. الم تريهم مع بعض
من قبل .. الم تحتضنه من قبل .. لماذا فعلتي هذا ..؟
كانت تحدث نفسها بهدوء فردت بعد هذا بحده – لانني لم اعد اتحمل ان اراه معها .. لانه اصبح قريبا مني جدا
وبت اشعر انه ليس من حقها .. لانني بت احبه اكثر من ذي قبل بمئه مره .. لانه تغير
وكنت اشعر ..
بدات تبكي بعد هذا وهي تحدث نفسها – بماذا كنتي تشعرين .. بأنه تغير وسيتركها ليأتي لك .. هل ستكونين سعيده
بتحطيم تلك الفتاة ..
لم تعد تعرف بماذا تفكر وكيف تفكر .. لم تعد تعرف كيف اصبحت شخصيتها .. هل هي حقيره الى هذي الدرجه
هل كانت تريد ان تخطف ادوارد من فتاته .. هل يمكن ان تفكر بشيء حقير كهذا ..
اخرجت هاتفها بسرعه وهي تريد ان تبعد هذي الافكار عنها .. لم يخطر ببالها سوى والدها .. لم تعرف
لماذا جاء فجأ ليدخل عقلها .. بدون تفكير اخرجت رقمه واتصلت به ..
لم تكن تعرف ماذا ستقول له ولكنها تريد ان تتحدث مع شخص بعيد عنها .. شخص لا تعرفه جيدا ولكن
يكون مهتم بها .. هي متأكده ان والدها مهتم بها ..
رد عليها بصوت بدى كأنه غير مصدق – كلوديا .. هل هذي انتي
قالت بهمس – نعم ..
رد عليها – لا تستطيعين تصور صدمتي عندما رأيت اسمك .. لا اكاد اصدق انك اتصلتي
_ اريد ان اراك ابي ..
قالت هذا وبدأ صوتها يرتجف فخاف جورج عليها وصرخ بسرعه – ماذا هناك عزيزتي .. تكلمي
_ ابي ارجوك تعال خذني من هنا ..
_ حسنا اين انتي .. ساتي حالا
لم تعرف ما تقول له فهي لا تعرف اين هي اصلا .. – لا اعرف اين انا
صدمت هذي الكلمه الان جورج .. بدى الرعب يتسرب لقلبه وهو يفكر بما قد حصل لأبنته
احست كلوديا ان صمت والدها هو خوفه عليها .. لقد تحدثت وكأن مكوره حصل لها انها حقا حمقاء
قالت له بسرعه – ليس هناك شيء ابي .. لست تائهه ولكني
_ ماذا هناك كلوديا .. تحدثي سأفقد صوابي
رأت اسم الشارع الذي تقف فيه بسرعه فقالت له – ابي اسم هذا الشارع هو ....
احس الان بهدوء قليلا وقال لها بسرعه – حسنا لقد عرفته .. انتضريني بمكانك لا تتحركي
كان الجو بارد جدا والليل كان يشعرها بالخوف ..
عادت لتجلس على الكرسي وهي تشاهد المارين امامها .. جيد ان الوقت هو وقت انتهاء دوامات معضم الناس
لذا فلم تكن وحدها في ذلك الشارع .. وصلت سياره جورج بعد فتره لينزل منها كالمجنون يبحث عن ابنته
عندما رأته كلوديا نادته وجرت نحو ليحتضنها ..
ابعدها عنه قليلا لينظر لها .. – ما بكِ .. لقد ارعبتني
_ انا اسفه
قالت هذا وهي تشعر بالحرج منه .. كانت تشعر انه قريب منها ولكن مع هذا لا تستطيع
ان تتعامل معه وكأنهم من عائله واحده ..
_ لا عليك صغيرتي .. المهم انك بخير ..
بمجرد النظر لوجهها عرف انها كانت تبكي وان هناك مشكله حدثت في حياتها ..
امسك بيدها وسارا معا ليركبا السياره .. جلست بهدوء ولم تقل شيء ..
لم يسألها هو ايضا عن شيء .. عندما اصبحا في وسط المدينه قالت له – البيت ليس من هذا الاتجاه
قال وهو يبتسم لها – اعرف .. لا اريد ان اخذك للمنزل



الى اين اذن ..؟
_ سنذهب الى مكان تحبينه كثيرا ..
فكرت قليلا وقالت له – يجب ان اخبر امي اولا
عندما قالت امي ابتسم وقال لها .. – هذا مؤكد
اتصلت بروزا ويبدو انها كانت عائده للمنزل في ذلك الوقت – اهلا حبيبتي انا في الطريق سأصل قريبا ..
_ انا لست في المنزل امي
_ لستي في المنزل .. هل ما زلتي في العمل
_ اه .. لا .. انا
_ ماذا ..؟ مابك حبيبتي هل هناك شيء ..؟
لم تعرف ماذا تقول .. قررت ان تكذب عليها لانها لم تكن مستعده لزعل والدتها عليها
ولكن كلمة جورج حطمت كل شيء قال لها – تكلمي ..
ويبدو ان روزا سمعت صوته فقالت لكلوديا بسرعه – من معك ..؟
لم تقل كلوديا شيء فقالت لها – انه جورج اليس كذلك ..
_ نعم امي
قالت تهمس وكأنها شعرت بالذنب قبل ان تقول والدتها شيء
صدمتها ردت فعل والدتها التي لن تتوقعها – حسنا
_ امي
_ استمتعي بوقتك معه اذن ..
قالت هذا واغلقت .. كانت كلمتها حاده جدا وتخلو من المشاعر .. لم يكن فيها اي دليل
على انها تريد من كلوديا ان تستمتع بوقتها مع والدها ..
_ سترضى عندما تعودين لها ..
قال والدها فاستدارت له لتقول – ان الحق معها ان غضبت مني
ابتسم – اعتقد هذا .. يبدو ان قدرها هو ان تنجب فتاة تشبه ابيها في تصرفاتها
قالت له وهي تنظر له بانزعاج – ماذا تقصد
_ اقصد انكِ تقومين باشياء لا تفكرين بها وتندمين بعدها ..
_ هل حدث هذا لك
قال بمراره – كثيرا
بعد فترة صمت دامت قالت له – الى اين سنذهب
_ سنصل بعد قليل .. انتظري
عندما استدارت لترى الشارع عرفت الى اين هم ذاهبون
_ سنذهب للملاهي ..؟
قالت بفرح فقال لها – احسنتِ صغيرتي
_ ولكن كيف عرفت انني احبها
_ انا اعرف كل شيء عنك ..
_ هل انت ساحر ابي
قالت هذا وهي تتصنع الخوف منه فضحك عليها لتنظر له بسعاده
وهي تفكر ان والدها رائع حقا .. تتمنى الان لو كانت والدتها معهم ليصبحو عائله كامله من كل الجهات
ولكن هذا كما اوضحت روزا للجميع مستحيل تماما ..
وصلو اخيرا للملاهي .. كانت تشعر انها تخون والدتها الان ولكنها كانت تشعر بالسعاده لاهتمام
ابيها بها .. مشاعرها متخبطه اليوم كليا فحاولت ان تنسى كل شيء لتحصل على اكبر قدر من المتعه ..
بعد ان لعبو كثيرا وكانت لا تقبل ان تركب اي آله الى ان يركب والدها معها
فلم يستطط ان يرفض .. تمتعت كثيرا معه .. جلسو بعد هذا ليرتاحو .. كان الجو بارد جدا ولكنها لم تشعر
ابدا بهذا . كان الدفء اللذي تشعر به من ابيها يكفيها لتدفء وتكون سعيده ..
احضر لها وجبه سريعه .. كانت تشعر بالجوع الشديد لذا بدأت تاكل بسرعه وهي تتجدث مع ججورج ..
قال لها فجأ – اذن ماذا يحدث معك صغيرتي
رفعت رأسها بسرعه تنظر له لتفهم ما يقصده حتى تذكرت الحاله اللتي كانت بها عندما اتصلت به ..
وضعت الفطيره من يدها وبدت تشعر بالالم من ذكر ادوارد .. لم تعرف ماذا تقول له
هي لن تخبره بقصة حبها الفاشله والمثيره للشفقه بتاتا .. قالت وهي تشعر انها تريد رايه بالموضوع
_ لقد تقدم احدهم لخطبتي
نظر لها مستغربا وكأنه غير مصدق وقال بعدها .. – الستي في الثامنه عشر الان
_ سأكمل التاسعه عشر الشهر المقبل .. هل تقصد اني ما زلت صغيره
_ نعم ..
تنهد بعد هذا وقال – انتي ما زلتي صغيره جدا كلوديا
قالت بدون شعور – هل تخاف ان يحدث لي ما حدث لوالدتي
نظر لها مستغربا كلامها وقال بالم – لا اعتقد انك ستقعين بنفس اختيار والدتك ..
شعرت انها كانت قاسيه .. – انا اسفه
_ لا عليك .. دعيكي الان مني وروزا .. قولي من هو الذي تقدم لخطبتك
_ الامر اولا ليس وكأني سأتزوج الان .. حتى ان حصلت موافقه فلن يحدث شيء الان ..
_ هذا جيد ..
لم تقل شيء فقال لها – اليس مسموح لأبيك ان يعرف من هو المحضوض الذي سيحصل على ابنته
قالت وهي تنظر له تنتظر ردة فعله – انه ايفان ستيف
_ ايفان ستيف ..
فكر قليلا وهو يردد اسمه وقال بعدها – هل هو ذاك الشاب الذي كان يقف معك في الحفل ..؟
هزت رأسها له فقال – اليس هو ذاك الممثل ..؟
_ نعم هو
عرفت ان والدها لا يعرفه شخصيه ويبدو انه لا يعرفه حتى كونه ممثل .. كان يسألها وهو غير متأكد
فقال بعد هذا – هل تحبينه
احرجها سؤاله فلم تعرف ما تقول .. ولكنها قالت لنفسها بسرعه لا .. لقد عرفت انها لا تكن لايفان اي
مشاعر حب .. هذا ما هي متأكده منه .. لم تعد تريد ان تتحدث مع والدها عن الموضوع
هي لا تريد ان تتذكره لانه يجعلها تفكر بأدوارد فورا ..
_ دعنا من هذا ابي .. هل نعود
_ هل مملتي مني
_ لا .. الامر ان امي ..
لم تكمل فابتسم لها – حسنا هيا بنا ..
اعادها للمنزل وسار معها حتى يصلون للباب .. وقفت امام الباب لتشكره على هذا اليوم فرد
عليها – هل ستستمرين معي هكذا
استغربة فقال – انا ابوك كلوديا .. ارجو ان تفهمي هذا ..
ابتسم بعد هذا وودعا ليذهب .. فكرت انه يقصد بالطبع انها تتصرف معه احيان برسميه
وكأنه يقوم بشيء غريب عندما يهتم بها وليس كأنه ابوها ..
تنهدت وفتحت الباب لتدخل .. بعد ان علقت معطفها دخلت لترى والدتها تتابع التلفاز ..
امسكت رأسها من الخلف و قبلتها عليه .. – هل انتي غاضبه مني
استدارت لها وهي تبتسم – لا لست غاضبه ..
كانت تجبر نفسها على الابتسام كي لا تبين حزنها لكلوديا .. لم تكن تريد ان
تعكر مزاجها بعد ان رأتها سعيده هكذا بعد عودتها من ابيها ..
شعرت بالحزن فهي تشعر ان هذا انتصار لجورج عندما يكسب محبة كلوديا ..
كانت تريد ان تبعده عن ابنتها ولكنها تعرف انه ليس لها الحق بهذا ان لم تكن كلوديا تريد ..
_ لقد كنت اليوم عند كاميليا .. جون يسأل عنك وهو حزين لانك لم تذهبي لرؤيته
قالت والدتها هذا فشعرت كلوديا انها اخلفت بوعدها له عندما قالت له انها ستزوره مجددا ..
_ لقد نسيت كليا .. انا حقا محرجه منه انني لم اتصل به حتى
_ يجب اذن ان تفعلي .. كانت كاميليا سعيده جدا لانه بدى في التقرب منك
نظرت لوالدتها قليلا وقالت بعد هذا – لماذا اولاد السيده كاميليا هكذا ..؟
استغربت سؤالها روزا – ماذا تقصدين هكذا ..؟
_ امم ... اقصد والدتهم طيبه جدا والسيد مايكل ايضا .. لماذا هم باردين و لا يقتربون من احد بسهوله
نظرت لها رزا وقالت بعد هذا – كاميليا كانت صغيره عندما تزوجت .. لم تكن تعي المسؤليه بعد لذا عند انجابها لأدوارد
لم تكن معه كأم .. كانت حياتها بالنسبه لها اهم منه .. هو كان بين يدين الخدم وكل شيء يحتاجه متوفر له سوى امه اللتي
كانت ترافق مايكل الى كل مكان يذهب اليه .. اعتقد انها عاشت حياة رائعه ولكنها فقدت اجمل شيء وهو العلاقه بينها وبين اولادها .. عندما كبر ادوارد واصبح يحتاج لوالدته ووالدته لم يجدهم بقربه .. كان الخدم هم دائما من يلبون طلباته
لذى لم يستطع ان يكون سوى هكذا .. لم يحصل على الحنان بحياته ومهما اهتمو به الخدم فهم يفعلون هذا
لانه عملهم وليس لانهم يحبون ادوارد .. ربما السيد رالف هو الوحيد اللذي كان اب لأادوارد .. لذا هو الوحيد
اللذي يحصل على التعامل الجيد منه .. او بالاحرى الشخص الوحيد الذي يعتبره ادوارد من عائلته ..
لقد رمى نفسه في الدراسه وحاول ان يجعل من نفسه الافضل دوما كي يلتفتون ابويه له ولكنهم كانو دائما ينشغلون
عنه .. لم يكن الامر وكأنهم لا يحبونه ولكن مايكل كان يريد تثبيت قدمه في ذلك الوقت في عالم التجاره لذا
كان مشغول طواله الوقت اما كاميليا فكانت فتاة مختلفه تماما عن الان .. كانت تحب الحفلات والاصدقاء
تسافر دوما ولم تكن تأخذ ادوارد معها كي لا يتعبها .. كانت مطمئنه انه مع الخدم ولكنها لم تفكر يوما ان هذا
سيجعل ادوارد ينساها كليا ..
كانت الان تشعر بالحزن الشديد على ادوارد .. هل يعقل ان يكون بروده هذا كله بسبب والدته ..
السيده كاميليا اللتي تبدو اطيب انسانه في الدنيا .. في التفكير بالامر فهي لم تره ادوارد يوما يتحدث مع والدته او والده
وكانهم عائله .. كان يتحدث معهم دائما بالامور الضروريه فقط ..
عندما خلدت ذلك اليوم للنوم كان تفكيرها كله حول ادوارد .. لقد قربته هذي القصه لها اكثر
وباتت تشعر به اكثر من ذي قبل .. يجب ان تفكر في لقائها بكلارا غدا بدل ان تفكر بادوارد ..
نامت وصورة ادوارد هي الوحيده التي تحتل مخيلتها ..

ذهبت للعمل في اليوم التالي وهي محرجه لا تعرف كيف ستتصرف امام كلارا ولكن ما حدث صدمها
اذ ان كلارا لم تتحدث بالامر بتاتا وكأن ليس هناك شيء حدث .. لم تفهم
كلوديا ان كانت تتصنع عدم معرفتها بشيء ام ان ادوارد خرج بشكل طبيعي ..
اراحها هذا جدا .. في غرفة السيده وبعد انتهاء العمل قالت لها السيده ماريا – انتي متبعه ..؟
_ اه لا .. ابدا سيدتي
_ تستطيعين ان تأخذي غدا اجازه .. انا ايضا اريد ان ارتاح قليلا ..
_ انا بخير سيده ماريا حقا ..
_ حتى ان قلتي هذا .. انا لا احب المخاطره
عرفت ان السيده تخاف ان تخربط كلوديا بالقصه ..
شكرتها بعد هذا وفرحت ان لديها يومان اجازه الان .. عندما خرجت كانت كلارا تنتظرها في الخارج
_ هل انتهيتي ..؟
سألتها فردت عليها كلوديا – نعم لقد انتهينا .
يبدو ان مزاج كلارا اليوم جيد .. لقد عادت لسابق عهدها ..
_ هل تريدين ان تشربي شيئا معي ..؟
_ انا اسفه حقا ولكن مستعجله ..
لم يكن لديها شيء ولكنها لا تريد البقاء اكثر خوفا ان يأتي ادوارد .. لم تكن
تريد ان تلتقي به مجددا لذى اعتذرت بشده ..
خرجت بعد هذا لتنتظر الباص لتعود به للبيت .. عندما وصلت للبيت ودخلت سمعت اصواتا
فعرفت ان لديهم ضيوف ..
دخلت فوجدت كاميليا وجون مع والدتها .. عندما رأت جون فرحت كثيرا وسارت بسرعه نحو تريد ان تحتضنه
ولكنه ابعدها عنه وهو غاضب ..
_ انتي كاذبه
_ ااه .. انا اسفه حقا .. الا تعرف انني اعمل
_ هذا لا يغير كونك كاذبه
قالت وهي تتصنع الحزن – هذا صحيح .. هل اخرج اذن
تحركت لتخرج فوقف بسرعه – لا .. اعتذري وسوف اقبل
ضحكت عليه وفعلت ما طلبه منها .. القت بعد هذا التحيه على السيده كاميليا
جلست معهم بعد ان غيرت ملابسها وكانت احاديثهم لا تنتهي .. لقد كان لدى الجميع
اخبار عن هذي الاجازه ..
قامت بعد هذا كلوديا لتجهز العشا فرافها جون ..
قامو هي وجون بصنع الطعام ..
دخلن بعد هذا كاميليا وروزا للمطبخ فقالت روزا – اعتقد اننا سوف نتسمم اليوم
ضحكت كاميليا عليها لتقول كلوديا – هناك مطعم بالقرب منا .. يمكنكم ان تطلبو منه فليس لديكم شيء هنا
_ هل هذي ضيافتك كلوديا .. هذا محبط حقا
ضحكت بعد هذا على السيده كاميليا وجلسو حول المائده للبدأ في الاكل ..
شعرت ان جون تغير جدا .. يبدو ان والدته تريد تعويض كل شيء لم يحصل عليه ادوارد ..
فكرت الان ان كل الاشياء في حياتها يجب ان يكون لأدوارد دور فيها لتذكره بذكرها ..
بعد ان انتهو من الطعام قالت السيده كاميليا – هل ستحضرون الاربعاء اذن ..؟ هل تستطيعين اخذ اجازه
كانت تتحدث مع والدتي فنظرت لهم مستغربه
قال امي بعد هذا – اعتقد ذلك .. لست متأكده ولكني سأخبرك غدا بعد ان اسأل
_ سيكون هذا رائع .. يجب ان تحصلي على هذي الاجازه ..
_ ماذا هناك ..؟
قال جون لها فرحا- سوف نذهب الاسبوع المقبل للتزلج على الجبال .. سيكون ذلك رائعا
قالت كاميليا بعد هذا – سوف نذهب للجبال .. لدينا كوخ هناك .. سنقضي وقتا ممتعا
هل يقصدون انها ستذهب مع والدتها معهم ..
قالت روزا لها – هذا سيكون مسليا جدا كلوديا .. يجب ان تجربي التزلج هناك انه رائع
قالت بسرعه – كنت اتمنى ولكن لدي عمل
قالت كاميليا بسرعه – الا تعملين لدى السيده ماريا جدة كلارا .. هي ايضا سوف تأتي لذا ليس هناك مشكله
_ ستذهب ..؟ لماذا
ضحكت كاميليا عليها وقالت – رغم انها كبيره في السن جدا ولكنها تعشق التزلج
قالت متفاجأ – هل تستطيع
اضحك هذا جون ايضا الذي قال – سوف ترين بأم عينك انها ستسبق الجميع
ضحكو جميعا .. غير ان كلوديا كانت خائفا جدا .. هل يعقل ان يذهب ادوارد .. ابعدت هذي الفكره كليا
فهذا مستحيل .. ادوارد لن يذهب لأجازه ليقضي وقته مع اهله ابدا ..
ربما فكرة الاجازه ليست جيدا خصوصا ان كان ادوارد ليس فيها .. ربما ستذهب كلارا ولكن هذا ليس سيئا
ابتسمت لجون وبدأ يحكي لها عن الجبال تلك والكوخ الذي يملكونه .. كان حديثه لطيفا جدا
واستمتعت به جدا .. بينما الصوره التي بناها لها عن تلك الجبال حمستها جدا للذهاب الى هناك




الجزء الثــالث عشـر


ادوارد حبيبي اخيراَ جئت ..
تحركت كلوديا قليلا للخلف لتفسح لهم المجال ولم تستطع ان تدير عينيها عنهم .. لقد كانت تلك اللحضه
كأنها سكين يغرز في قلبها .. كل شيء كان يصدم .. ولكن اكثر ما حطمها يداه ادوارد اللتان التفتا حول خصر كلارا
_ هيا توقفي الان ..
هذا ما قاله وهو يحاول ابعادها عنه ولكنه كان يحاول ابعادها بلطف .. انزلت بعد هذا رأسها وهي تحاول كتم صوتها كي لا
تخرج منها شهقه وتحاول كبت دموعها بصعوبه بالغه .. كان هذا المنظر هو اخر ما توقعت حدوثه امامها اليوم ..
يجب ان لا تهتم هذا ما كانت تقوله لنفسها بقوه وهي تأنب قلبها على تصرفاته الحمقاء .. لماذا عساه يتحطم ..
رجل يحتضن خطيبته هل هناك ما تعترض عليه انت .. ولكنها تعرف ان هناك الكثير مما تعترض عليه ..
ابتعدت كلارا الان عن ادوارد بعد ان سمعا صوتاً يأتي من خلفها – الا تتمتعين بقليل من الاحترام لضيوفك حتى الا ترين كم هذي الطفله خجله من تصرفاتك ..
رفعت رأسي لأر امامي امرأ يبدو عليها انها تعدت الخمسين ولكنها كانت تبدو كسيده من سيدات العصور والسنين الماضيه
تبدو انيقه جدا وفيها ملامح تشعرك بالراحه .. كانت تقصدني بالطفله الخجله
جيد انها ترجمت ما يحصل على وجهي بكلمة خجل ولكن نظرت ادوارد لي كانت اخر ما كنت اتمناه ..
بالطبع هو يعرف لماذا توترت هكذا وبدوت منزعجه جدا .. يالهي متى ينتهي هذا العذاب
لماذا احضرني الى هنا ..
_ اه كلوديا انتي هنا ..؟
كانت جملتها خاليه من الفرح .. هل يخيل الي ام انني ارى غضبا في عينيها .. مامعنى معاملتها هذي لي
انها غريبه اليوم .. لم اهتم كثيرا فبالبطع لدى كلارا مشكله ما لتجعلها منزعجه هكذا .. اجبرت نفسي على الابتسام
وتحيتهم .. نادتنا العجوز للجلوس انا وادوارد فذهبنا خلفها الى غرفه جميله تشعرك وكأنك في قصر احد ملوك روما القدماء ..
كل شيء فيها كان تاريخي لم يكن هناك قطعة اثاث واحده من عصرنا هذا .. كان المكان يبدو كأنه متحف ..
كنت انظر حولي بأبتسامه فقالت لي العجوز – هل اعجبتك ..؟
قلت بحماس متأثره بغرابت وجمال الغرفه – انها حقا مبهره ..
ابتسمة العجوز بغرور و استدارت لتتحدث مع ادوارد الذي جلس بأريحيه وقد خلع سترته .. يبدو انع معتاد على هذا المنزل
هذا ما فكرت به كلوديا وما ازعجها جداَ .. ولكنها تحركت لتجلس بعيداَ عنه وقريبه بعض الشيء من العجوز
_ لا تقل لي ان هذي الطفله هي الكاتبه التي جلبتها لي ..؟
نظرت لها مستغربه طريقتها التي تغيرت فجأ .. كنت منزعجه من تصرفات ادوارد هذا الصباح وجائتني
كلارا التي حطمت ما تبقى من مزاجي الجيد والان هذي العجوز تقول عني طفله .. قررت في تلك الحضه
ان لا اسكت ولن اترك ادوارد ليجيب عني – انا لست طفله ..
نظرت لي العجوز مستغربه وبعدها تحرك فمها مضهرا ابتسامه غريبه لم اعرف معناها
ان كانت راضيه ام انها تسخر مني ولكني لم اهتم .. لم اقلل من ادبي ولم ارفع صوتي قلتها فقط احتجاجا على سؤالها ..
قالت وهي تضحك – حسنا اذن .. لنغير السؤال .. هل هذي المرأة الناضجه هي التي ستعمل لدي ..؟
كانت تبدو كأنها تسخر من كلوديا فلم تتحمل كلوديا نفسها .. وقفت وقالت وهي تدير برأسها علامه على مزاجها
الذي قلبوه لها كلهم اليوم – لا داعي للسخريه ان كانت المواصفات المطلوبه ليست موجوده عندي تستطيعين قول الامر مباشرتاً ..
نظرت العجوز في بادء الامر بأستغراب وادوارد ايضا كان مستغربا منها ولكن بعدها ابتسمت وضحكت بصوت عالي
وهي تبدو سعيده حقا .. اشعر هذا كلوديا بالقهر لانها مازالت تسخر منها ولكن العجوز وقفت لتتحدث
_ انتي رائعه حقا ولكنك تملكين لسانا سليطا قليلا
نظرت لها كلوديا بخجل ولكن الانزعاج لا يزل موجود على ملامحها .. جاء ادوارد اتصال في هذا الوقت
فأعتذر للعجوز وخرج يتحدث خارجاً ..
بقيت الان كلوديا مقابل العجوز وحدهما .. كانتا كلتاهما واقفتان بينما العجوز تنظر لكلوديا ..
_ هل تريدين حقا ان تعملي معي ..؟
نظرت كلوديا لها مستغربه سؤالها الان .. للتو اعربت عن عدم رغبتها بكلوديا والان تسألها ان كانت
ترغب بالعمل .. اجابتها بقليل من اللؤم – ان لم اكن اريد لما اتيت ..
_ انا صعبه في العمل
_ صعبه ..؟
_ حسنا ربما دقيقه تكون عباره افضل ..
_ الدقه ليست مشكله ولكن ان لم تكن لديك ثقه بقدرتي على انتاج شيء جيد لا يوجد مشكله
_ لا تعتقدي انني سوف اجعلك تعملين عندي من اجل ادوارد .. سوف تعملين لمدة شهر تكونين فيها تحت التجربه
وبعدها سوف اقرر ان كنت سأخذك ام لا ..
_ شهر ..؟ هل تقصدين بدون راتب ..؟
ابتسمت العجوز وقالت – بالطبع سوف يكون لكِ راتب ولكن بهذا الشهر يكون لدي الحق بأن اطردك متى شأت .. بالبطع ان فعلتي شيء خاطئ ..
كانت كلمت اطردك قويه بعض الشيء ولكن هذي ليست مشكله .. يجب ان تعرف الراتب اولا .. ان كان يستحق هذا العناء
فلن ترفض ولكن ان كان ليس بالكثير فهي لن تقبل حتى ان كان هذا العمل من ادوارد ..

كان يتحدث على الهاتف مع احد موضفي الشركه .. يقف امام النافذه ينظر للخارج للحديقه امام المنزل ..
تلك الحديقه اللتي اصبحت بيضاء لا يدخل فيها لون اخر .. انتهى من مكالمته التي طلب فيها ان يعود لأمراَ ضروري
وتنهد قبل ان يمسك بعمود النافذه بقوه كي لا يقع .. لقد رمت كلارا نفسها عليه وهي تحتضنه فأستدار لها ليبعدها عنه
وهو يقول بأنزعاج – كم مره قلت لكِ ان تدعي تصرفات الاطفال عنكِ ..
قالت وهي تتصنع الزعل – كم انت لئيم
لم يعرها اهتمام بل تجاوزها ليقول – نادي كلوديا .. يجب ان اعود للشركه
قالت بأنزعاج اثار استغرابه – لماذا اناديها .. ثم لما يجب ان تذهب انت لم تجلس معي حتى
قال بنفاد صبر – ليس لدي الوقت الان هيا ناديها
_ استطيع انا ان اوصلها
بقيت نظرته قليلا عليها وهو مستغرب من تصرفاتها ولكن بعد لحضه هز رأسه وخرج بدون ان يقول
كلمه اخرى .. كانت كلارا مغتاضه منه جداً .. لم يعرها اي اهتمام بل لم يتحدث معها بشيئ ولم تحصل منه سوى
على اجابات على اسأله تافهه ..
سارت عائده الى غرفة جدتها وهي تهدء من اعصابها ..

في المطعم كان لدى روزا الان وقت الغداء .. لديها نصف ساعه استراحه كانت تريد ان تعود بها للبيت ولكن
فاجئها جورج عند خروجها من المطعم وهو ينتظرها بسيارته في الخارج ولكنها لم تستدر له بل اكملت طريقها
مما اضطره للخروج من السياره والحاق بها ..
_ توقفي عن هذي التصرفات ..
وقفت وهي تبعد يده عنها وقالت بهدوء – ارجوك جورج كفى .. الا تمل من المجيء كل يوم
_ تعالي معي
قال بدون ان يرد عليها فقالت بانزعاج – الى اين ..؟
_ الى الجحيم .. الى اي مكان المهم ان نتحدث ..
_ ليس لدي شيء لأقوله لك ..
_ انا لدي .. الكثير
_ لا اريد سماع شيء
_ تعالي ..
عرفت انه لن يكف عن هذا حتى تذهب معه .. قررت منزعجه الذهاب معه .. عندما سألها عن المكان الذي
تريد ان تذهب اليه قالت له ان يبقيا في السياره لانها لا تريد
ان تطيل الجلسه معه .. كان منزعج من طريقتها معه ولكنه عرف ان ما فعله يجبره على تحملها ..
طال صمتهم بدون ان ينطقو بشيء فقالت منزعجه وهي متوتره من وجوده بقربها – كان لديك الكثير لتقوله ..؟
قال وهو يدخن سيجارته بتوتر – لا اعرف كيف ابدء
لم تقل شيء اذ انها بالكاد كانت مسيطره على دموعها من الانفجار امامه ومن ابداء اتهاماتها العاطفيه ..
_ هل تكرهيني ..؟
كان يتمتم بينما تجمدت هي من سؤاله .. لم تستدر له بل لم تعرف ماذا تفعل ..
استطاعت ان تسأله بدون ان تجيب – كيف استطعت ان تعتذر لي .. .... بعد هذا الغياب
_ لم اكن اعرف ماذا افعل .. كان الامر صعبا علي انا ايضا روزا ..
استدارت له وهي تضع يدها امامه لتوقفه – كفى .. لا تحاول ان تفتح هذا الموضوع اصلا .. مالذي كان صعب عليك ايضا .
هل انت ايضا عانيت ..؟ انت ايضا تحطمت ..؟ انت ايضا اصابك الذل من جميع الناس ..؟ انت ايضا كانت نضرات
العالم لك قاتله ..؟ متهمه ..؟ انت ايضا هُجرت ..؟ هل حدث هذا لك ..؟
لم يعرف بما يجيبها بعد ان اخرجت من قلبها تلك الكلمات .. كانت ترتجف وكأن الذكريات تمر من امامها
وترعبها ..
_ روزا
بدت دموعها الان تسقط لم تعد تستطيع الحديث ..
_ لم ابتعد عنك بأرادتي .. تعرفين هذا
صرخ بقوه وهو يحاول جاهدا ان يجعلها تسمع منه تبرير واحد لحماقاته فردت عليه بحده
_ لم تبتعد بأرادتك ..؟
_ لقد كان ذاك السجن .. ليس هناك شيء يقف امامه
بدت تنظر له بعصبيه بالغه وهي تحاول ان تسيطر على نفسها كي لا تنهار كليا – السجن .. لا تجعلني اضحك ..
لما تبدو نبرتك وكأنك كنت مضلوماً .. انت قاتل جورج .. قــاااااااتـــل ..
صرخت بوجهه وبدت تبكي فلم يستطع ان يتركها بدون ان يضمها بقوه ويحاول تهدئتها .. شعر انها انهارت كليا
الان .. كانت تحاول ان تضهر قوتها امامه منذ ان عاد ولكنها الان لم تعد تستطيع ..
بدت تهدء بعد مرور زمن وهو يعتصرها بين ذراعيه بقوه.. خرج صوتها بصعوبه من بين دموعها وهي لا تقاومه
ولا تحاول ان تبتعد عنه .. – اكرهك ..
امسكها من كتفيها وابعدها عنه لينظر لها وهي تبكي .. لقد توقفت الان عن البكاء ولكن من جراء
ما ذرفت من دموع كان وجهها يبدو شاحبا جدا .. حركت كتفيها بعنف وبدت تمسع دموعها ..
هدءت من نفسها وعرفت ان ماقامت به سوف يجعله يصر على ما يفعله ولن يتوقف عن الضهور امامها
في كل مكان .. قررت ان تتحدث وتوقفه الان .. الان سوف تنهي الموضوع وللأبد ..

zainab12 07-25-2011 08:50 AM

بانتظار ردودكم

Ẵ.๓.ί.r.a 07-25-2011 01:54 PM

البارت رووووووووووووعة

بانتظار جديدك


الساعة الآن 04:38 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011