عيون العرب - ملتقى العالم العربي - ~XxX~ لــيست صــدفـه ...بـل مــشيئــة القــــدر~XxX~

رائحة المـاضــــــــي

حين أذنت الممرضة لديني كي تخرج من المدرسة ,أذعنت لأمرها , و

توجهت بخطوات هادئة نحو باب الخروج , شـاهدت من بعيد شاب يقف

متكئ على سيارة حمراء اللون قالت محدثة نفسها بهمس :

أيعقل أن يكون توماس المزعج .؟ ولكن كانت لديه سيارة مختلفة

هذا الصباح , هل يلعب بسياراته هكذا دائما ..؟

قطع حديثها مع نفسها اقترابه لها وهو في قمة الغضب , توقف

أمامها مكتفا , وقال والشرر يتطاير من عينيه : حسنا أولا ..لماذا

أهملتِ نفسك ِ هكذا .؟ ثانيا أوتد ركين كيف قلقت عليكِ ..حين

حدثتني الممرضة عبر الهاتف أنكِ مصابة بوعكة صحية , بسبب

عدم انتظامك بتناول الطعام ...أتريدين أن أصاب بالجنون .؟

حسنا ,, لا أخفي عليكم أن ديني كانت شبه غير مصدقة أن

من أمامها هو توماس بعينه ,, لذلك قالت ببلاهة ..:

توماس صحيح ..؟

دُهش توم ..وقال وهو ينظر لرآسها .:

أصآبتك لم تؤثر على جمجمتك صحيح .؟..

حركت ديني رأسها نآفية ..وقالت وهي تبتسم :

على كل أنا الان بخير , لقد أعطتني الممرضة بعض الطعام

كي أتناوله ..وقالت يجب علي الذهاب الان للمنزل كي أنام قليلا ..

هذا ماامرتني به الممرضة .

مد توم يده ووضعها على رأسها وقال بشفقة وبصوت واهن .:

أنتـي بخير صحيح .؟

حركت ديني رأسها بنعم وقالت بلطف وصوت حنون :

لا تقلق أنني بخير تماما ..

أمسك يديها الاثنتان وقال بحزن :

أرجوكِ , صحيح أن ريتش سافر ولكنني موجود ..

لا أخفي دهشة ديني وهي تقول :

لالالا ..لا تفهم خطأ أنني مريضه من الصباح فقط .

توم أبعد يديه عنها ..وقال ببرود وخديه توهجتا احمرارا :

أعلم ..والآن أسرعي يجب علينـا الذهاب إلى المنزل ..

ركب سيارته الرياضية الحمراء , وركبت ديني بجانبه

وقالت وهي تجول بعينها داخل السيارة بدهشة : واو ..

أنها فعلا جميلة.. أيمكنني تجربتها .؟

نظر توماس لديني مستنكرا لما تقوله وقال بسخرية :

عفوا ..؟!

كادت أن تعيد ديني جملتها ..ولكن توم أنطلق بكامل سرعته .

جعلت كامل جسدها يرتد على المقعد الامامي مع رأسها , أدى

أرتطام رأسها بالمقعد , ألمـها , آنت بخفوت , خفي عن توماس ..

عضت شفتها السفلى ..بصف أسنانها العليا , وقالت ويكاد ,

صوتها يختفي :

توم أرجوك خفف السرعة أنا أرجوك ..

قال توماس بعد ان خففها قليلا :

لماذا ..أأنتي خائفة .؟

لم تتجاوب ديني معه ..

تجاهلها توماس ,,,وأستمر بالسواقة بهدوء ..عكس البركان

الذي بداخله , حين توقف توماس بعد عدة دقائق أمام ذلك القصر

الفاخر ..نزلت ديني بسرعة ..وهي تتوجه نحو الداخل بركض سريع ,

حاول توم أيقافها ولكنه تعثر بقدمه التي علقت في داخل السيارة ,

ماكان عليه ألا ضرب باب السيارة وزجره بقسوة,

أما ديني ف حين دخلت إلى الداخل توجهت مسرعة ,

إلى دورة المـياه .وتخرج كـل مـافي جوفها مـن عصارة الطعام , حين

فتحت عينيها وجدت ..بعض الدماء تقطر على ارضية الخلاء ..وملابسها

حين رفعت يدها لتلامس من أين ينزل الدماء ..شعرت بتوماس وبخطواته ..السريعة ..وندائه بإسمها مرارا وتكرارا ..أغلقت

الباب بسرعة ..وأخذت تشطف بالمياه على الارضيه ..وتمسك بأنفها

الذي تتساقط منه الدماء .. كانت خائفة للغاية ..أنهت كل ذلك ..

ووصل لمسامعها صوت توم وهو يطرق الباب ويقول بخفوت وقلق :

ديني أأنت بخير .؟

أجابت ديني بخوف وارتباك :

آم ..آه ...أقصد نعم ...آخ

قآلت كلمتها الاخيرة وأصتدمت بدلو المياه الكبير ..

وقالت بهمس :

سحقا ..

قال توماس وهو يحرك مقبض الباب :

هيا أفتحي بسرعة ..

ديني وهـي تحاول تدآرك توازنها من عدم السقوط :

أنتظر ..

توماس بغضب:

افتحي قبل ان أكسره ..

سمع صوت المفتاح وهو يدار ..وفتح الباب ..

نظر لوجهها بتفحص وقال بقلق :

هل تقيأتِ .؟

أومأت ديني رأسهـا بنـعم ..

أقترب توم منها وقال لها بهدوء :

اصعدي إلى غرفتك ..وحين أستدعيكِ أنزلي

حالا ..

أنصاعت ديني لامره وصعدت لغرفتها بخطوات أثقل

ماتكون عن سير عقارب الساعة في لحظة حاسمة ..

وصلت إلى عرفتها الوردية ..وجدت الخادمة بداخلها ,,

بمجرد أن رأتها الخادمة ..حتى أنحنت بإحترام وخرجت من

الغرفة ..أغلقت ديني بعدها الباب خلفها .ونظرت نحو

الملاءة النظيفة ..تذكرت ..حين وعدت توماس بتنظيف ملاءته .

أبتسمت لهذه الذكرى القريبة ..ونظرت نحو الساعة وجدتها تشير

إلى الساعة الحـادية عشرة ..وخمس دقائق ..

قالت في نفسها :

لقد بقي الكثير على عودة الفتيات ..

حركت قدميها ..لتقف امام النافذه ..وجدت شاب يبدو

مألوف لها يتحدث مع توماس ويبدو عليهما الانفعال , فتحت

النافذة واطلت برأسها ..يبدو أن الشاب قد لحظها ..وأخبر توماس

عنها ..حينها وفي لحظتها .أغلقت النافذة بسرعة ..وجلست

على الارض وقالت وهي تمسك بموضع قلبها :

يأللهي لقد كشفت ..الآن بالطبع سوف يأتي توما..

لم تكمل جملتها إلا وفتح الباب بقسوة ..ليطل منه

توماس وهو يقول بغضب :

والآن .؟

أزد رأت ريقها بصعوبة وقالت بكلمات متقاطعة :

إن ..

قآطعها توماس وتنهد وهو يقول بيأس ..:

غيري ملابسك وانزلي هناك أخبار سارة ستسمعينها الان ..

أغلق الباب وخرج من الغرفة ..وقالت ديني والابتسامة لم تفارق شفتيها :

أخيرا أخبارا سارة ..

نهضت من الارض ..وتوجهت نحو الخزانة ..أخرجت بنطال يتوسط الركبة ..أصفر

اللون ..وقميص أبيض مزركش بالاصفر عاري الاكمام ,

لممت شعرها عـلى جنبها الايمن ..وربطته بشريطة صفراء .

وانزلت الخصل المتفاوتة الطول على وجهها , أبتسمت لرؤية

شكلها ..وخرجت من غرفتها ..أوقفت خآدمة كانت بإتجاهها إلى

المطبخ العلوي ..وهي تقول بتسأئل :

عذرا ,,أتعرفين أين توماس والضيف ..؟

الخادمة بإبتسامة واحترام :

نعم آنستي تجدينهما في غرفة الجلوس ..

وأنحنت وذهبت بطريقها ..

وضعت ديني يديها بدآخل جيبها ..وهزت كتفيها

لامبالاة ..وأخذت تمشي ..وهي تشعر بالحماس من الخبر

الذي ستسمعه ..وصلت إلى غرفة الجـلوس ..دخـلت

وجدت توماس يتحدث مع الشاب .أبتسمت

وقالت بنعومة شديدة في صوتها : مرحبا ..

ألتفت الشاب إليها وقد دهش ..ونظر إليها

من رأسهـا إلى أخمص قدميها ..وقال وعينيه لاتزالان تنظران

نحوها :

أهذه هي دينيس ريك ..؟ الفتاة المفقودة .؟

قالت ديني وهي تقطب حاجبيها :

أأنت ذلك الاستاذ الذي في الكـلية رأيته ..؟

نهض الشاب وقال وعينيه تكادان تفجران

سيلا من الدموع : ديني ..لقد أصبحت أجمل ..وأفضل ..

أستغربت ديني كثيرا ..وقالت بدهشة شديدة :

هذه أول مرة أراك فيـ....

أقترب منها ..وغرس جسدها النحيل في صدره ...واطلق

العنان لعينيه بالنحيب الشديد ..وكانت ديني تشتعل

حرجا ..وأستغرابا ودهشة ..ابتعدت عنه بصعوبة

وقالت له :

ولكن من أنت ..

تحولت أسارير وجهه إلى الحزن الشديد ..وقال وعينيه أبيضت من الحزن :

أيعقل أنكِ لم تتذكري أخيكٍ ..؟

صدمت ديني وقالت :

آخ ..؟ لا أخ لدي ..؟

أمسك الشاب بكتفيها وقال وهو ينظر نحو وجهها

بجدية :

بلى أنـا أخاكِ ..لقد ضعت منـي حين كنـآ صغاراَ ..أن أسمك

ليس دينيس ريك ..بل الحقيقي هـو دينيس

آيزآك .. ..

نظرت ديني نحوه ..وهـي مستغربة ..وفي صدمه شديدة

لم تقوي لسانها على الرد فقط اكتفت بالنظرات الحارقة ..

قال الشاب وهو يمسك بيدها :

أختي ..كم ستكون وآلدتي متشوقة لرؤيتك ..

نظرت دينيس بإستغراب وقآلت بدهشة :

لدي أم .؟

أمسك الشاب بيدها وقال بإبتسامة :

نعم ..أم .وأب ..وانـا أخ ..وأخ آخر ..وأيضا أخت ..

وجميعنا كنـا نبحث عنكِ منذ 14 عاما ..

كانت تتنفس الصعداء ..ولكنها حين سمعته ينطق

آخر جملة ..حتـى النفس أنقطع مـن الصدمة ..أقترب

الشاب منها ..وهـو يقول ..:

أخيرا ستعودين مـعـي الان ..أخيرا سأدخـل من المنـزل معي ..

صغيرتي ..أختـي ..وحبيبتي التي فعلا أشتقت لها ..وأذ كنتِ لا

تصدقيني ..فحين نعود المنزل ..سأريكِ كم كنـآ أخوة ..أسفل

سقف وآحد ..

لم تصدق دينيس البتة ..وقالت بشرود وعدم أستوعاب :

حسنا سأذهب معك ..ولكن توماس معـي ..