عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   شخصيات عربية و شخصيات عالمية (https://www.3rbseyes.com/forum129/)
-   -   سلسلة تراجم بعض الصحابة و التابعين في مصر (https://www.3rbseyes.com/t226153.html)

أحمد السيد محمد حسن 01-30-2011 05:11 PM

مقبرة الصحابة و التابعين الـ 400 شهيد قرب تربة سلطان العلماء العز بن عبد السلام في الجهة الغربية منه بمقبرة القرافة بالمقطم - القاهرة - مصر

و قد أحصى الإمام السخاوي بكتابه أسامي لـ 48 شخص من بين 400صحابي و تابعي شهيد
قال الإمام علي السخاوي في كتابه (تحفة الأحباب و بغية الطلاب) _ طبعة مكتبة الكليات الأزهرية _ الطبعة الثانية 1986م : ((و مقابل هذه التربة ، مقبرة الشهداء الذين قتلوا في فتوح مصر ، و هذا المكان يسمى مجرى الحصا و بينه و بين الجبل نصف ميل . قتلوا في يوم الجمعة من شهر رمضان مع عمرو بن العاص و عدتهم أربعمائة رجل . قيل قُتِلوا حال كونهم ساجدين ، فمنهم :
حمزة بن سالم اليشكري
ربيعة بن طاهر اليشكري
مسلم بن خويلد اليشكري
حماد بن فادح اليشكري
مازن بن عوف اليشكري
هند بن غالب اليشكري
مرشد بن سعيد اليشكري
سابق بن مرثد البجلي
مروان بن عمرو البجلي
سراقة بن منذر البجلي
ياسين بن ماجد البجلي
عبد الله بن رواحة المخزومي
واجد مولى عياض بن عاصم
طلحة بن ثابت المخزومي
ميسرة بن مقدام المخزومي
مضر بن مندة التيمي ابن عم ابي بكر الصديق
كامل بن سعيد بن دارم
معن بن مرثد الحضرمي
رفاعة بن شريف البجلي
جعفر بن دانية و دانية امه ، و هو احد بني عامر بن صعصعة
عامر بن ناجي الحميري
ضمضم بن زرارة الثقفي
معمر بن صاعد الزبيدي
عروة بن عمرو الثقفي
نافع بن كنانة الغنوي
رافع بن سهل العامري
مالك بن لقيط العامري
مكرم بن غالب العامري
عبد الله بن طاهر الكلابي
معمر بن خليفة الدارمي
اوس بن فياض المرادي
جندب بن حارث المرادي
لبابة بن ظاعن العبسي
ماجد الخزرجي
نهمان البجلي
طارق بن الاشعث السلمي
فائز بن غالب اليشكري
هياج بن عمرو التميمي
عطاء بن بدر التميمي
هاشم بن فرج التميمي
الاحوص التميمي
ياسين بن مفرح
عبادة بن قنفذ
علقمة بن حازم
القداح بن مازن
هلال بن خويلد الغطفاني
طوق بن مضر الكلبي
و بحرى بن عطاء و كان يرى على مقبرتهم نور و الدعاء مجاب في تلك البقعة . و بحري هذا المكان تربة الصاحب فخر الدين قيل كان من اهل الخير و الصلاح و معه في التربة جماعة من التميميين و هذه التربة قريبة من رباط الامير مسعود))
ملاحظة : احب التنبيه على ذكر الإمام السخاوي لـ (عبد الله بن رواحة المخزومي) ، لأن هناك فرق بين عبد الله بن رواحة المخزومي دفين مصر هذا و عبد الله بن رواحة الانصاري الخزرجي المشهور دفين الأردن










أحمد السيد محمد حسن 01-30-2011 05:12 PM



جَعفَرُ بنُ رَبِيعَة بن شُرَحبيلُ بنُ حَسَنَة ، ابو شُرَحبيل المصري

قال ابن سعد : ((جعفر بن ربيعة بن عبد الله بن شرحبيل بن حسنة الأزدي حليف بني زهرة بن كلاب)) و لا أدري أ جعفر حفيد شرحبيل أم ابن حفيده
و يُختَلَف في نسبه بإختلاف نسب جده شرحبيل ، فقيل إنه تميمي و قيل كندي و قيل أزدي و قيل قُرشي و الله أعلم
و هو أحد تابعي التابعين من أهل مصر ، و ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من التابعين
و كان جده الصحابي المشهور شرحبيل بن حسنة أحد أمراء الأجناد على الجيوش لأبي بكر إلى الشام
قال السخاوي : ((رأى من الصحابة عبد الله بن جزء الزبيدي و روى عن ابي الخير مرثد بن عبد الله بن أبي سلمة و عراك بن مالك و الاعرج و جماعة ، وثقه النسائي))
توثيقه :
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ((كان شيخنا من أصحاب الحديث ثقة))
وقال أبو زرعة : ((صدوق))
وقال النسائي و ابن سعد : ((ثقة))
قال ابن حبان : ((من خيار أهل مصر ومتقنيهم)) و خرّج حديثه في صحيحه
كما وثقه أحمد بن صالح المصري و ابن شاهين و ابن حجر و الذهبي
روايته :
قال المزي : ((روى له الجماعة)) . و قال السخاوي بتحفة الأحباب : ((روى له الامام البخاري و ابو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة))
و روى جعفر عن : بكر بن سوادة الجذامي - وبكير بن عبد الله بن الاشج - وجميل بن أبي المضاء - وربيعة بن سيف المعافري - وربيعة بن يزيد الدمشقي - وأبي سلمة عبد الله بن رافع الحضرمي - وعبد الله بن عامر اليحصبي المقرئ - وعبد الرحمن بن هرمز الاعرج - وعبد الرحمن بن وعلة - وعراك ابن مالك - وعقبة بن مسلم التجيبي - وعكرمة مولى ابن عباس - وعمارة بن عبد الله بن طعمة المدني - وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود - وأبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني - ويحيى بن عبد الله بن الادرع - وأبي فراس يزيد بن رباح - ويعقوب بن عبد الله بن الاشج
و روى عن الزهري . قال الآجري عن أبي داوُد : ((لم يسمع من الزهري)) ، و قال المزي : ((و -اي روى جعفر عن- محمد بن مسلم بن شهاب الزهري كتابة))
و روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف . نقل الحافظان مغلطاي وابن حجر عن الطحاوي أنه قال : ((لا نعلم له من أبي سلمة بن عبد الرحمن سماعا))
قال المزي : ((روى عنه : بكر بن مضر - وحيوة بن شريح - وسعيد بن أبي أيوب - وعبد الله بن طيعة - وعمرو بن الحارث - والليث بن سعد - ونافع بن يزيد - ويحيى بن أيوب - ويزيد بن أبي حبيب"وهو من أقرانه" - وأبو مرزوق التجيبي ، المصريون))
قال المزي : ((أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي الخير سلامة بن إبراهيم بن سلامة ابن الحداد ، قال أنبأنا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء بن أبي الفتح الراراني ، وأبو الحسن مسعود بن أبي منصور الجمال كتابة من أصبهان قالا أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد ، قال أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، قال حدثنا الحسن بن سفيان ، قال حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال حدثنا الليث بن سعد ، عن جعفر بن ربيعة ، عن الاعرج ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "إذا سمعتم صياح الديكة ، فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكا ، وإذا سمعتم نهاق الحمار ، فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنها رأت شيطانا" . رواه الجماعة سوى ابن ماجة ، عن قتيبة فوافقناهم فيه بعلو ، وهو من أعز الاحاديث ، وأحسنها ولله الحمد)) . راجع (البخاري4/155) و (مسلم2729) و (أبو داوُد5102) و (الترمذي3459) و (النسائي في الكبرى) و (أحمد2/306،321،364)
وفاته و قبره :
و اما عن تاريخ وفاة جعفر ، فقد ذكر ابن حبّان وفاته سنة133هـ ، فقال : ((مات بعد سنة ثلاث وثلاثين ومائة عند دخول المسودة مصر)) . و أما السخاوي فيذكر أنه توفي سنة134هـ . فمن الظاهر أنه توفي في أواخر سنة133هـ و على بداية سنة134هـ
و أما الحافظ المزي فيقول : ((قال محمد بن سعد : مات سنة خمس أو ست وثلاثين ومئة)) . هكذا نقل المزي عن ابن سعد ، وهو وهم واضح ، فإن ابن سعد لم يذكر ذلك ، بل ذكر وفاته سنة132هـ ، فقال : ((مات جعفر بمصر سنة اثنتين وثلاثين ومائة)) كما هو مثبت بالمطبوع و نقله الذهبي و غيره عن ابن سعد . كما نقل أيضا المزي عن ابن يونس قوله : ((توفي سنة ست و ثلاثين و مائة)) . قال مغلطاي وهو التاريخ الذي صححه الذهبي وغيره ، وهو المعتمد وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أنه توفي سنة خمس وثلاثين ، وكذا قاله عبدا لباقي بن قانع
و الله أعلم
و كانت وفاة جعفر بمصر ، و قبره بقرافة المقطم بالقاهرة
و يوصف السخاوي مكان قبره فيقول بتحفة الاحباب ، ص185 : ((و في غربي قبة الإمام الشافعي قبر في وسط الطريق به السيدة فاطمة بنت عبد الله الواسطي و قبليه مسطبة بها قبر أحمد الصفدي . و قال قوم انه قبر شرحبيل بن حسنة و ليس بصحيح و الصحيح أنه قبر جعفر بن شرحبيل بن حسنة الكندي المصري)) ...إلى أن قال : ((و توفي سنة 134هـ)) . قلت : ذَكَرَ السخاوي ههنا جعفر منسوبا الى جده و كأنه ابنه ، و إنما هو حفيده كما تقدّم ، و عادة ما يُنسَب الحفيد لجده
و وصف مكانه مرة اخرى في ص196 : فيقول أن قبره الذي بالتربة المعروفة بشرحبيل بن حسنة موجودة بقرب قبر السهروردي و الغاسولي



مشاهير علماء الأمصار ، قسم تابعي التابعين من اهل مصر ، برقم(1495)
الطبقات الكبرى ، قسم الطبقة الثالثة من تابعي اهل مصر
تهذيب الكمال للمزي برقم(939)
تحفة الأحباب ، ص185،196


طبقات ابن سعد
: 7 / 514 ، وطبقات خليفة 295. وتاريخ يحيى برواية الدوري : 2 / 86 ، وتاريخ البخاري الكبير : 2 / الترجمة : 2155 ، وتاريخه الصغير : 2 / 40 ، وثقات العجلي ، الورقة : 8 ، والمعرفة والتاريخ ليعقوب : 1 / 242 ، 284 ، 353 ، 357 ، 385 ، 389 ، 471 ، 557 ، 622 ، 2 / 442 ، 509 ، والكنى للدولابي : 2 / 7 ، والجرح والتعديل : 2 / الترجمة : 1947 ، والولاة والقضاة للكندي : 314 ، 327 ، وثقات ابن حبان ، الورقة : 68 ، ومشاهير علماء الامصار ، رقم : 1495 ، وأسماء الدارقطني ، الترجمة : 165 ، وثقات ابن شاهين ، الورقة : 11 ، وتسمية من أخرجهم الإمامان للحاكم ، الورقة : 14 ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة : 28 ، ورجال البخاري للباجي ، الورقة : 37 ، والجمع لابن القيسراني : 1 / الترجمة 268 ، وتاريخ الاسلام للذهبي : 5 / 333 ، وسير أعلام النبلاء : 6 / 149 ، والعبر : 1 / 183 ، والتذهيب : 1 / الورقة 107 ، والكاشف : 1 / 184 ، وإكمال مغلطاي : 2 / الورقة 80 ، وبغية الاريب ، الورقة : 80 ، ونهاية السول ، الورقة : 51 ، وتهذيب ابن حجر : 2 / 90 ، وخلاصة الخزرجي : 1 / الترجمة 1036 ، وشذرات الذهب : 1 / 193.




أحمد السيد محمد حسن 01-30-2011 05:13 PM



بسم الله الرحمن الرحيم


كثير بن أبي كثير الأزدي


ذكره ابن حجر بدون ان ينسبه فقال : ((كثير غير منسوب)) و لم يحدد له قبيلة فذكر الإختلاف في أنه أزدي أو انصاري على قول ابن السكن
و قال ابن عبد البر : ((كثير الأزدي))
و قال ابن مندة و ابي نعيم : ((كثير بن أبي كثير))
و قال ابن أياس الحنفي و ابن الأثير : ((كثير بن أبي كثير الأزدي))
و هو رجل من الصحابة رضوان الله عليهم ، دخل مصر و سكنها و يُعد في المصريين و روى عنه أهلها ، قال بن الربيع الجيزي في الصحابة المصريين : ((كثير ، لهم عنه حديث واحد إن كان صحيحا)) ، قلت : و هو الذي ذكره ابن حجر بالاصابة ، فقال : ((اخرج الحسن بن سفيان والبغوي وابن قانع وابن منده عن طريق بن وهب : سمعت حيوة بن شريح : سألت عقبة بن مسلم التجيبي عن الوضوء مما مست النار ، فقال : ان كثيرا "وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم" يقول : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فوضع له طعام ، فأكلنا ثم أقيمت الصلاة فقمنا فصلينا ولم نتوضأ "رجاله ثقات" . وذكر ابن يونس انه معلول كأنه أشار الى الاختلاف فيه على عقبة بن مسلم التجيبي ، فإنه روى عنه من غير وجه عن عبد الله بن الحارث بن جزء بدلا من كثير ... إلى ان قال : والمشهور فيه عقبة بن مسلم التجيبي عن عبد الله بن الحارث))
و ذكر ابن اياس الحنفي رحمه الله في كتاب بدائع الزهور ، ج1 أنه من الصحابة الذين ماتوا بمصر و دفن بها


راجع الإصابة ، ترجمة(7388)
الإستيعاب ج3
أسد الغابة ج4
بدائع الزهور في وقائع الدهور ج1




أحمد السيد محمد حسن 01-30-2011 05:15 PM

بنو عامر




قال السخاوي : ((و بالتربة أيضا مقابر تعرف بمقابر أبي سابور و بالتربة أيضا حوش العامريين و هو الحوش الغربي من قبر أبي الشيخ الجوهري و أجلهم
بشير بن أبي أرطأة العامري شهد فتح مصر و اختط بها و خطته بها معروفة . قال القضاعي و إلى بابه كانت تهرع المساكين بمصر و كان كثير الصدقة و خطته بها معروفة و بالحوش المذكور رجل من التابعين أسمه عبد الرحمن ابن جبير العامري مولى نافع بن عبد الله بن عمرو القرشي العامري و كان بالتربة المذكورة ألواح رخام لكن فقدت و لم يبق لها أثر . و بالمقبرة أبو عبد الرحمن العامري كان من أكابر التابعين بمصر و كان كثير الزهد و روى الحديث))

تحفة الأحباب ، ص264



و سنذكر تراجمهم ، و اولهم :


عبد الرحمن بن جبير العامري

هو عبد الرحمن بن جبير القرشي العامري المصري المؤذن ، مولى نافع بن عمرو بن نضلة القرشي العامري

قال ابن يونس : ((كان فقيها عالما بالقراءة ، شهد فتح مصر))

توثيقه :
قال النسائي : ثقة
و ذكره ابن حبان في كتابه الثقات
وقال عبد الله بن لهيعة : ((كان عالما بالفرائض ، وكان عبد الله بن عمرو به معجبا ، وكان يقول إنه لم يكن المحببين))
وفاته و قبره :
مات عبد الرحمن سنة97هـ و قيل سنة98هـ ، و كانت وفاته بمصر و دفن بمقبرة المقطم بحوش العامريين بها
قال السخاوي : ((و بالتربة أيضا مقابر تعرف بمقابر أبي سابور و بالتربة أيضا حوش العامريين و هو الحوش الغربي من قبر أبي الشيخ الجوهري ...و بالحوش المذكور رجل من التابعين أسمه عبد الرحمن ابن جبير العامري مولى نافع بن عبد الله بن عمرو القرشي العامري))
روايته :
روى عن : خارجة بن حذافة - و عقبة بن عامر الجهني - و عبد الله بن عمرو بن العاص - و عن أبي قيس راويا عن مولاه عمرو بن العاص - و المستورد بن شدّاد الفهري - و أبي الدرداء - و عمارة بن عبد الله - و عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي - و محمد بن ثابت بن شرحبيل - و معمر بن عبد الله العدوي - قال المزي : ((و عن أبي ذر الغفاري و في سماعه منه نظر)) و قال : ((و عن من خدم النبي صل الله عليه و سلم ثماني سنين))
روى عنه : بكر بن سوادة - و الحارث بن يزيد - و الحارث بن يعقوب - ودراج أبو السمح - وزافر بن هبيرة السوائي - وسعد بن مسعود التجيبي - وعبد الله بن هبيرة السبئي - وعقبة بن مسلم - وعمران بن أبي أنس - وقيس بن رافع العبسي - وكعب بن علقمة - ويزيد بن أبي حبيب - ويزيد بن أبي يزيد مولى مسلمة بن مخلد - ويعقوب بن إبراهيم الأنصاري المصري
روى له مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي
و مما رواه :



حديث إذا سمعتم المؤذن ...قال المزي : ((أخبرنا أبو الحسن بن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، قالا اخبرنا أبو حفص بن طبرزذ ، قال أخبرنا أبو محمد بن الطراح ، قال حدثنا أبو الحسين ابن المهتدي بالله ، قال حدثنا عبيد الله بن حبابة ، قال حدثنا عبد الله بن سليمان ، قال حدثنا محمد ، يعني ابن سلمة ، قال حدثنا ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، وحيوة ، وسعيد بن أبي أيوب ، عن كعب بن علقمة ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا سمعتم المؤذمن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، فإنه من صلى على صلاة ، صلى الله عليه عشرا ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة ، لا تنبغي إلا لعبد من عبيد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة" . رواه مسلم2/4 ، و أبو داوُد(523) عن محمد بن سلمة المرادي ، فوافقناهما فيه بعلو ، إلا أن مسلما قال في روايته عن حيوة وسعيد وغيرهما ورواه الترمذي(3614) عن محمد بن إسماعيل عن المقرئ عن حيوة ، وقال صحيح ورواه النسائي(2/25) عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك ، عن حيوة ، فوقع لنا عاليا))




و حديث أمتي أمتي
...قال المزي : ((أخبرنا أبو العز الحراني ، قال أخبرنا الحافظ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال أخبرنا مسعود بن الحسن الثقفي بأصبهان ، قال أخبرنا إبراهيم بن محمد القفال ، قال أخبرنا أبو إسحاق بن خرشيد قولة قال حدثنا أبو بكر بن زياد الفقيه ، قال حدثنا يونس بن عبدالاعلى قال أخبرنا ابن وهب ، قال أخبرني عمرو بن الحارث ، أن بكر بن سوادة حدثه ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم ، تلا قول الله تعالى في إبراهيم رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ، فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم وقال عيسى إن تعذبهم فإنهم عبادك الآية ، فرفع يديه وقال اللهم أمتى أمتي وبكى فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك؟ فاتاه جبريل ، فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بما قال ، وهو أعلم فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ، ولا نسوؤك . رواه مسلم(1/132) و النسائي(8873) عن يونس بن عبدالاعلى ، فوافقناهما فيه بعلو))





و حديث إن الله قد برأ أسماء بنت عميس
...قال المزي : ((وأخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال أنبأنا مسعود بن أبي منصور ، قال أخبرنا أبو علي الحداد ، قال أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال حدثنا عبد الله بن محمد ، ومحمد بن إبراهيم ، قالا حدثنا أحمد بن علي ، قال حدثنا هارون بن معروف ، قال حدثنا ابن وهب ، قال أخبرني عمرو بن الحارث ، أن بكر بن سوادة حدثه ، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه ، أن عبد الله بن عمرو حدثه أن نفرا من بني هاشم ، دخلوا على أسماء بنت عميس ، فدخل أبو بكر الصديق ، وهي تحته يومئذ ، فكره ذلك ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني وقال لم أر إلا خيرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على المنبر ، فقال لا يدخلن رجل على مغيبة ، بعد يومي هذا ، إلا ومعه رجل أو اثنان . رواه مسلم(7/7) عن هارون بن معروف ، فوافقناه فيه بعلو . ورواه النسائي(8872) عن يونس بن عبدالاعلى ، عن ابن وهب ، فوقع لنا بدلا عاليا . ورواه من وجه آخر عن جعفر بن ربيعة ، عن بكر بن سوادة))


قال : ((وروى له النسائي حديثا آخر في التسمية على الطعام))


و حديث صلاة عمرو بن العاص بدون وضوء في البرد القارس
قال المزي : ((وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال أنبأنا محمد بن معمر بن الفاخر ، وغير واحد ، قالوا أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، قال أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحسين ، وأبو طاهر بن محمود الثقفي ، قالا أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، قال حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، قال حدثنا حرملة بن يحيى ، قال حدثنا ابن وهب ، قال أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمران بن أبي أنس ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص أن عمرو بن العاص ، كان على سرية ، وأنه أصابهم برد شديد ، لم يروا مثله فخرج لصلاة الصبح فقال والله لقد احتلمت البارحة ، ولكني والله ما رأيت بردا مثل هذا هل مر على وجوهكم مثله ؟ قالوا لا فغسل مغابنه وتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم صلى بهم ، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ، قال كيف وجدتم عمرا وصحابته فأثنوا عليه خيرا ، ثم قالوا يا رسول الله ، صلى لنا وهو جنب فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو فسأله فأخبره بذلك وبالذي لقي من البرد ، فقال : "يا رسول الله ، إن الله عزوجل قال لا تقتلوا أنفسكم ، إن الله كان بكم رحيما ولو اغتسلت مت" ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى عمرو . رواه أبو داود(335) عن محمد بن سلمة ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث ، عن يزيد ، نحوه ، فوقع لنا بدلا عاليا . ورواه من وجه آخر(334) عن يزيد ، ولم يذكر فيه أبا قيس . وكذلك رواه أبو صالح الجراني(10750) عن ابن لهيعة))

قال المزي : ((وهذا جميع ما له عندهم ، والله أعلم))




تهذيب الكمال برقم(3783)

تحفة الأحباب ، ص264

(4) تاريخ البخاري الكبير : 5 / الترجمة 863 ، وثقات العجلي ، الورقة 33 ، والمعرفة ليعقوب : 2 / 515 ، وجامع الترمذي : 5 / 587 حديث (3614) ، والجرح والتعديل : 5 / الترجمة 1039 ، وثقات ابن حبان : 5 / 79 ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة 101 ، والجمع لابن القيسراني : 1 / 292 ، وأنساب القرشيين : 194 ، والكاشف : 2 / الترجمة 3203 ، وتذهيب التهذيب : 2 / الورقة 207 ، ومعرفة التابعين ، الورقة 26 ، وتاريخ الاسلام : 4 / 25 ، ونهاية السول ، الورقة 200 ، وتهذيب التهذيب : 6 / 154 - 155 ، والتقريب : 1 / 475 ، وخلاصة الخزرجي : 2 / الترجمة 4054.








بُسر بن أبي أرطأة ، أبي عبد الرحمن القُرَشِيّ الفَهريّ العَامِرِيّ


و يُقال أنه ابن ارطأة و أن أبي أرطأة هذا جده ، و مَن قال أنه بسر بن أبي أرطأة فقد نسبه الى جده ، و هذا الأصح . فأبي ارطأة بذلك ليس بأبيه . قال ابن حجر : ((قال بن حبان : مَن قال بن أبي أرطاة فقد وُهِمَ))
و أبي أرطأة هذه كنية جده و ليست أسمه ، و إنما يُختلف في أسمه فيُقال عمرو و قيل عمير و قيل عويمر ، و قيل انه عمرو او عمير و ابيه عويمر و الله اعلم
فيكون بذلك النسب الكامل لبسر : بُسر بن أرطأة بن أبي أرطأة"عمرو و قيل عمير و قيل عويمر" بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، أبي عبد الرحمن القُرَشِيّ الفَهريّ العَامِرِيّ
مُختَلَف في صُحبته
و هو عُدادة في أهل الشام . قاله ابن الأثير و ابن عبد البر
و له دار بالبصرة


قال ابن حجر : ((قال بن يونس : كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر واختط بها وكان من شيعة معاوية وكان معاوية وجهه إلى اليمن والحجاز في أول سنة أربعين وأمره أن ينظر من كان في طاعة على فيوقع بهم ففعل ذلك وقد ولي البحر لمعاوية ، و وُسوِسَ في آخر أيامه))
، و قال : ((قال ابن حبان : كان يلي لمعاوية الأعمال وكان إذا دعا ربما استجيب له وله أخبار شهيرة في الفتن لا ينبغي التشاغل بها))


شهوده فتح مصر و خطته بها :
قال ابن الأثير و ابن عبد البر : ((وهو أحد من بعثه عمر بن الخطاب مددا لعمرو بن العاص لفتح مصر على اختلاف فيه أيضا فيمن ذكره فيهم قال : "كانوا أربعة الزبير وعمير بن وهب وخارجة بن حذافة وبسر بن أرطاة" . والأكثر يقولون : "الزبير وعمير وخارجة و المقداد" وهو أولى بالصواب إن شاء الله تعالى ثم لم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر))

شهوده صفّين :
ثم إن بسراً كان ممن شهد صفّين مع معاوية و كان شديداً على عليّ و أصحابه . قاله ابن الأثير
قال ابن عبد البر : ((وكان بسر بن ارطأة من الأبطال الطغاة وكان معاوية بصفين فأمره أن يلقى عليا في القتال و قال له سمعتك تتمنى لقاءه فلو أظفرك الله به وصرعته حصلت على دنيا وآخره ولم يزل به يشجعه ويمنيه حتى رآه فقصده فالتقيا فصرعه علي رضوان الله عليه وعرض له معه مثل ما عرض فيما ذكروا لعلي رضى الله عنه مع عمرو بن العاص ذكر ابن الكلبي في كتابه في أخبار صفين ان بسر بن ارطأة بارز عليا رضى الله عنه يوم صفين فطعنه علي رضى الله عنه فصرعه فانكشف له فكف عنه كما عرض له فيما ذكروا مع عمرو بن العاص ولهم فيها أشعار مذكورة في موضعها من ذلك الكتاب منها فيما ذكر ابن الكلبي والمدائني قول الحارث بن النضر السهمي :
أفي كل يوم فارس ليس ينتهي وعورته وسط العجاجة بادية
يكف لها عنه على سنانه ويضحك منه الخلاء معاوية
بدت أمس من عمرو فقنع راسه وعورة بسر مثلها حذو حاذية
فقولا لعمرو ثم بسر ألا انظرا سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية
ولا تحجمدا إلا الحيا وخصاكما هما كانتا والله للنفس واقيه
وللا هما لم ينجوا من سنانه وتلك بما فيها عن العود ناهية
من تلقيا الخيل المشيحة صبحة وفيها على فاتر كالخيل ناحية
وكونا بعيدا حيث لا تبلغ القنا نحوركما إن التجارب كافية
قال أبو عمر إنما كان انصراف على رضى الله عنهما وعن أمثالهما من مصروع ومنهزم لأنه كان يرى في قتال الباغين عليه من المسلمين ألا يتبع مدبر ولا يجهز على جريح ولا يقتل أسير وتلك كانت سيرته في حروبه في الإسلام رضى الله عنه وعلى ما روى عن علي رضى الله عنه في ذلك مذاهب فقهاء الأمصار في الحجاز والعراق إلا أبا حنيفة قال إن انهزم الباغي إلى فئة من المسلمين اتبع وإن انهزم إلى غير فئة لم يتبع))

ولادته و الخلاف في صُحبته :
قال الواقدي : ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين . قاله ابن حجر و ابن الأثير
وقال يحيى بن معين و أحمد بن حنبل و غيرهما : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صغير . قاله ابن حجر و ابن الأثير
فقيل بذلك أنه لم يَصحَب النبي صل الله عليه و سلم و لم يسمع منه لصغر سنّه . قال ابن عبد البر : ((يقال إنه لم يسمع من النبي لأن رسول الله قبض وهو صغير . هذا قول الواقدي وابن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم)) و قيل انه سمع منه و هو صغير كما سيأتي

مَن قال بصُحبته :
قال ابن يونس : ((كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . قاله ابن حجر
و قال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني : ((بسر بن ارطاة أبو عبدالرحمن له صحبة ولم تكن له استقامة بعد النبي)) . قاله ابن عبد البر و ابن الأثير
و قال أهل الشام أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو صغير . قاله ابن عبد البر و ابن الأثير و ابن حجر . قلت : و هذا الأرجح في رأيي و كذا أرجح ما قاله الدارقطني و سيأتي الكلام على روايته عن النبي صل الله عليه و سلم

مَن نفى سماعه و صُحبته ، و الكلام عن حياته بعد صفّين :
قال ابن عبد البر : ((وكان يحيى بن معين يقول "لا تصح له صحبة" ، وكان يقول فيه "رجل سوء" . حدثنا عبدالرحمن بن يحيى قال : حدثنا أحمد بن سعيد قال : حدثنا ابن الأعرابي قال : حدثنا عباس الدوري قال : سمعت يحيى بن معين يقول : "كان بسر بن ارطاة رجل سوء" . وبهذا الأسناد عندنا تاريخ يحيى بن معين كله من رواية عباس عنه)) ، قال : ((وذلك لما ركبه في الإسلام من الأمور العظام فيما نقله أهل الأخبار و الحديث))
فقد وَرَدَ أن معاوية بن أبي سُفيان بعد أيام صفّين و تحكيم الحكمين أمر بسر بالسير إلى الحجاز و اليمن ليقتل شيعة عليّ بها و يأخذ البيعة له ، كما أن معاوية أمّره على ولاية اليمن
قال ابن عبد البر : ((قال أبو الشيباني : لما وجه معاوية بسر بن ارطاة الفهري لقتل شيعة علي رضى الله عنه قام إليه معن أو عمرو بن يزيد بن الأخنس السلمي وزياد بن الأشهب الجعدي فقالا يا أمير المؤمنين نسالك بالله والرحم ألا تجعل بسر على قيس سلطانا فيقتل قيسا بما قتلت بنو سليم من بني فهر وكنانة يوم دخل رسول الله مكة فقال معاوية يا بسر لا غمرة لك على قيس))
فأتجه بسر بن أرطأة من الشام إلى الحجاز فلما وصل المدينة فعل بها أفعالاً شنيعة ، قال ابن الأثير : ((و هرب من المدينة الكثير من أهلها منهم جابر بن عبد الله و أبو أيوب الأنصاري و غيرهما و قتل فيها كثيراً ..و هدم بالمدينة دوراً)) ، قال ابن عبد البر : ((وفرّ أهل المدينة ودخلوا الحرة حرة بني سليم))
قال ابن عبد البر : ((أخبرنا أبو محمد عبدالله بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو محمد إسمعيل ابن علي الخطبي ببغداد في تاريخه الكبير قال حدثنا محمد بن مؤمن بن حماد قال حدثنا سليمان بن ابي شيخ قال حدثنا محمد بن الحكم عن عوانة قال وذكره زياد أيضا عن عوانة قال : أرسل معاوية بعد تحكيم الحكمين بسر بن ارطاة في جيش فساروا من الشام حتى قدموا المدينة وعامل المدينة يومئذ لعلي بن أبي طالب رضى الله عنه أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله ففر أبو أيوب ولحق بعلي رضى الله عنه ودخل بسر المدينة فصعد منبرها فقال أين شيخي الذي عهدته هنا بالأمس يعني عثمان رضى الله عنه ثم قال يا أهل المدينة والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت فيها محتلما إلا قتلته ثم أمر أهل المدينة بالبيعة لمعاوية وارسل إلى بني سلمة فقال ما لكم عندي أمان ولا مبايعة حتى تأتوا بجابر بن عبدالله فأخبر جابر فانطلق حتى جاء إلى أم سلمة زوج النبي فقال لها ماذا ترين فإن خشيت أن أقتل وهذه بيعة ضلالة فقالت أرى أن تبايع وقد أمرت ابني عمر بن أبي سلمة أن يبايع فأتى جابر بسرا فبايعه لمعاوية وهدم بسر سورا بالمدينة))
ثم أتجه بسر إلى مكة ، ثم اتجه إلى اليمن و كان أميرها حين ذاك عبيد الله بن العبّاس والياً لعلي بن أبي طالب ، فلما علم عبيد الله بقدومه هرب ، فدخل بسر اليمن و أغار على همدان بها فسبى نسائها . قال ابن الأثير و ابن عبد البر : ((فكن أول مسلمات سبين في الإسلام)) ، و قتل بها عبد الرحمن و قثم ابني عبيد الله بن العبّاس ذبحاً و هُما طفلين صغيرين بين يدي أمهما ، و قيل أنه قتلهما بالمدينة ، و الأصح أنه قتلهما باليمن
قال ابن عبد البر في جملة الإسناد السابق : ((ثم انطلق حتى أتى مكة وبها أبو موسى الأشعري فخافه أبو موسى على نفسه أن يقتله فهرب فقيل ذلك لبسر فقال ما كنت لأقتله وقد خلع عليا ولم يطلبه وكتب أبو موسى إلى اليمن إن خيلا مبعوثة من عند معاوية تقتل الناس من أبي أن يقر بالحكومة ثم مضى بسر إلى اليمن وعامل اليمن لعلي رضى الله عنه عبيد الله بن العباس فلما بلغه أمر بسر فر إلى الكوفة حتى أتى عليا واستخلف على اليمن عبدالله بن عبد المدان الحارثي فأتى بسر فقتله وقتل ابنه ولقي ثقل عبيدالله بن العباس وفيه ابنان صغيران لعبيد الله بن العباس فقتلهما و رجع الى الشام))
قال ابن الأثير : ((ولما قتل ابني عبيد الله أصاب أمهما عائشة بنت عبد المدان من ذلك حزن عظيم))
قال ابن عبد البر : ((وذكر ابن الأنباري عن أبيه عن أحمد بن عبيد عن هشام بن محمد أبي مخنف قال : ..فنال أمهما عائشة بنت عبد المدان من ذلك أمر عظيم
فأنشأت تقول :
ها من أحسن بنى اللذين هما كالدرتين تشظى عنهما الصدف
ها من أحسن بنى اللذين هما سمعي وعقلي فقلبي اليوم مزدهيف
حدثب بسرا وما صدقت ما زعموا من قيلهم ومن الإثم الذي اقترفوا
أنحى على ودجي ابنى مرهفة مشحوذة وكذاك الاثم يقترف))
قال ابن الأثير : ((ثم وُسوِسَت فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشعر ثم تهيم على وجهها . ذكر هذا ابن الأنباري والمبرد والطبري وابن الكلبي وغيرهم))
قال ابن عبد البر : ((وذكر أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قال : قدم حرمى بن ضمرة النهشلي على معاوية فعاتبه في بسر بن أرطأة ، وقال في ابيات ذكرها : وإنك مسترعي وإنا رعية وكل سيلقى ربه فيحاسبه))
قال ابن عبد البر : ((حدثنا أحمد بن عبدالله بن محمد بن علي قال حدثنا ابي قال حدثنا عبدالله ابن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا موسى بن عبيدة قال حدثنا زيد بن عبدالرحمن بن أبي سلامة أبو سلامة عن ابي ارباب وصاحب له أنهما سمعا أبا ذر رضى الله عنه يدعو و يتعوذ في صلاة صلاها أطال قيامها وركوعها وسجودها ، قال : فسألناه مِمَّ تعوذت وفيم دعوت؟ فقال : تعوذت بالله من يوم البلاء ويوم العورة ، فقلنا : وما ذاك؟ ، قال : "أما يوم البلاء فتلتقي فتيان من المسلمين فيقتل بعضهم بعضا وأما يوم العورة فإن نساء من المسلمات ليسبين فيكشف عن سوقهن فأيتهن كانت أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها فدعوت الله ألا يدركني هذا الزمان ولعلكما تدركانه" ، قال : فقُتِلَ عثمان ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن فسبى نساء مسلمات فأقمن في السوق))
قال ابن عبد البر : ((وروى ثابت البناني عن أنس بن مالك عن المقداد بن الأسود أنه قال والله لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم ما يموت عليه فإني سمعت رسول الله يقول لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا))
قال ابن عبد البر : ((حدثنا عبدالله بن محمد بن أسد قال حدثنا سعيد بن عثمان بن السكت قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري قال حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثني محمد بن مطرف قال حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله : "إني فرطكم على الحوض من مر على شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا وليردن على أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم" . قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال : "هكذا سمعت من سهل؟" قلت : "نعم ، فإني أشهد على أبي سعيد الخدري سمعته وهو يزيد فيها : "فأقول إنهم منى فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول فسحقا سحقا لمن غير بعدي"" . والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا قد تقصيتها في ذكر الحوض في باب خبيب من كتاب التمهيد والحمد الله . وروى شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله : "إنكم محشورون إلى الله عز وجل عراة غرلا" ..فذكر الحديث ، وفيه : "فاقول : يا رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم" . ورواه سفيان الثوري عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي مثله))
و سيأتي الكلام عن وفاته


روايته :
قال ابن حجر : ((وروى بن حبان في صحيحه من طريق أيوب بن ميسرة بن حليس سمعت بسر بن أبي أرطاة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة")) و ذكر الحديث أيضا ابن عبد البر
قال ابن الأثير : ((أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي مناولة بإسناده إلى سليمان بن الأشعث قال حدثنا أحمد بن صالح أخبرنا ابن وهب أخبرني حيوة عن عياش بن عباس القتباني عن شييم بن بيتان ويزيد بن صبح الأصبحي عن جنادة بن أبي أمية قال كنا مع بسر بن أرطاة في البحر فأتى بسارق يقال له مصدر قد سرق فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقطع الأيدي في السفر)) . و أورد ابن حجر الرواية و لم يذكر السند إلا أنه قال عنها أنها : ((في سنن أبي داود بإسناد مصري قوي عن جنادة بن أبي أمية))


سنة و مكان وفاته :
قيل مات في أيام عبد الملك بن مروان . قاله خليفة و ابن حبان
و قيل في أيام معاوية بن أبي سُفيان . قاله ابن السكن
و قيل في أيام الوليد سنة86هـ . قاله المسعودي
و قيل مات بالمدينة و قيل مات بالشام
و ذكر السخاوي أن قبره بحوش بني عامر بقرافة المقطم بمصر . و الله أعلم
و ذُكِرَ أنه قد خرف و جُنّ قبل وفاته
فسبحان مَن يُمهِل و لا يُهمِل ، كما قتل قتلة عثمان عثمان قُتِلوا كما قتلوه ، كذا كما كان بسر سبباً في جنون ام الطفلين جُنّ في آخر عمره و مات على ذلك فهذا كان عذابه بالدنيا و أما بالآخرة فالله أدرى و أعلم بما خفى ، و ما خفى كان أعظم ، و الأعظم أن يتكلّم المرء فيما خفي عنه



الإصابة ، برقم(642)
أسد الغابة ، ج1 ص268،269،270
الإستيعاب ، باب بسر ، ج1 من ص157 إلى ص166
تحفة الأحباب ، ص264





أحمد السيد محمد حسن 01-30-2011 05:17 PM



سارية بن زنيم ، المعروف بــ (سارية الجبل)

صحابي لم يُذكر و يثبت دخلوه مصر و لا شهد فتحها .. و حتى و إن لم يدخل هذا الصحابي مصر فإنه يُقال أن جثمانه نُقل فدفن بمصر حيث مشهده و ضريحه بقلعة الجبل بالمقطم حاليا ..و الله اعلم بحقيقة ذلك هل كان صدقا أم لا .. فعموما لو كان صدقا حقا ان جثمانه نقل فدفن بالمقطم فهو فعلا قبره فالله اعلم بحقيقة ذلك



جاء بكتاب مشاهد الصفا في المدفونين بمصر من آل المصطفى - لمصطفى بن محمد بن يوسف الصفوي القلعاوي - طبعة مكتبة الثقافة الدينية - ص 56 إلى 58 :
و اما سيدي سارية الجبل بن زنيم المدفون في القلعة الكبيرة فقد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني : إنه نقل بعض بدنه و دفن بقلعة الجبل بمصر اي حين استولى الفرنج على ساحل الشام ، فقيل المنقول رأسه ، و قيل باقي جثته ، قال : و لم يذكره السيوطي في (حسن المحاضرة) فيمن دخل مصر من الصحابة لأنه لم يكن دخلها و هو حي و كذلك غيره بإعتبار ان المنقول بعض بدنه ، و قد ذكر خلافا في صحبته و رجح انه صحابي .
و قال في الإصابة : في الصحابة ساريتان فقط : سارية بن اوفى و سارية ابن زنيم بن عبد الله بن جابر ، و كان لصا كثير الغزاة ، و كان يسبق الفرس عدوا على رجليه ثم اسلم و امّره سيدنا عمر بن الخطاب على جيش ، و سيّره الى فارس سنة 23هــ و لاقى الجيش العدو و هم في بطن الوادي و همّوا بالهزيمة و بقربهم جبل ، فكُشِف لسيدنا عمر بن الخطاب ، و هو يخطب بالمدينة ، فقال اثناء خطبته : يا سارية الجبل ... فحملت الريح صوته مسافة شهر و سمعه سيدنا سارية فأسند ظهره الى الجبل و قاتلوا العدو فهزموهم .
قال المرزباني : كان سارية مخضرما ، اي : آمن بالكتاب الأول و كتاب نبينا .
و قال ابن عساكر : له صحبة
و قال ابن أبي خيثمة : أنشد سارية بن زنيم معتذرا الى النبي صل الله عليه و سلم و كان بلغه أنه هجاه فتوعده ، فكان مما قال :
فما حملت من ناقة فوق رحلها *** أبرّ و أوفى ذمة من محمدِ
قال المرزباني : و هذا اصدق بيت قالته العرب .
و اما قول العسكري : انه روى عن المصطفى و لم يلقه ، و قول ابن حبان : إنه من التابعين ، و قول المرزباني : كان سارية بن زنيم مخضرما ، فلا يقاوم ما ذكر لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ .
قال ابن حجر : و كيف صح هذا؟ مع ان عمر بن الخطاب أمّره على جيشه و أرسله إلى فارس ، و كان الخلفاء الأأربعة لا يؤمرون إلا صحابيا .
و المخضرم : بضم الميم و فتح الخاء المعجمة و سكون الضاد معجمة و فتح الراء بعدها ميم ، قال ابن خلكان : و سمع فيه بدل الخاء حاء مهملة مع كسر الراء .
و هو من آمن بالكتاب الأول في الجاهلية و ادرك النبي صل الله عليه و سلم و آمن به و ليست له صحبة ، و لم يشترط بعض أهل اللغة نفي الصحبة .
و قال سيدي عبد الوهاب الشعراني في الطبقات ج2 ص185 في ترجمة سيدي محمد الكعكي : هو المدفون بالقلعة بجوار سيدي سارية الصحابي .
و قد بني على قبره قبة عظيمة و مسجدا متسعا الوزير المغفور له سليمان باشا سنة 935هــ .
و على ضريحه من الجلالة و المهابة ما يدهش الناظرين و على مسجده من الانوار و الجمالة ما يبهر الناظرين .
و قد جرب لقضاء الحوائج و اجابة الدعاء و الله تعالى اعلم .






و جاء بكتاب مساجد مصر و أولياءها الصالحون لسعاد ماهر محمد - طبعة المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية - ج2 - من ص136 إلى ص139:
جامع سارية الجبل داخل قلعة صلاح الدين
ينسب هذا الجامع الى سارية الصحابي ، و بالرجوع الى اسد الغابة في معرفة الصحابة عثرنا على صحابيين عرفا بأسم سارية ، الأول هو سارية بن أوفى ، الذي وفد على الرسول صل الله عليه و سلم ، فعقد له النبي ، فسار إلى بني مرة فعرض عليهم الإسلام فأبطأوا عليه ، فعرض عليهم السيف ، فلما أسرف في القتل أسلموا . و أسلم من حولهم من قيس فسار إلى النبي في ألف .
و الثاني هو سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي ابن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، كان من أشد الناس حضرا ، و هو الذي ناداه عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا سارية الجبل . أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي على الزرزاري عن ابن عمر عن ابيه قال : انه كان يخطب على منبر رسول الله صل الله عليه و سلم يوم الجمعة فعرض له في خطبته ان قال : يا سارية الجبل الجبل من استرعى الذئب ظلم ، فالتفت الناس بعضهم الى بعض ، فقال علي : ليخرجن مما قال ، فلما فرغ من صلاته قال له علي : ما شئ سنح لك في خطبتك؟ قال : و ما هو؟ قال : قولك يا سارية الجبل الجبل من استرعى الذئب ظلم ؟قال : و هل كان ذلك مني؟ قال : نعم . قال : وقع في خلدي ان المشركين هزموا اخواننا فركبوا اكتافهم ، و انهم يمرون بجبل ، فإن عدلوا اليه قاتلوا من وجدوا و قد ظفروا ، و إن جاوزوا هلكوا فخرج مني ما تزعم انك سمعته .
قال ابن عمر : فجاء البشير بالفتح بعد شهر ، فذكر سارية انه سمع في ذلك اليوم في تلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر : يا سارية الجبل الجبل . قال : فعدلنا اليه ففتح الله علينا .
و بالرجوع الى كتب التاريخ و التراجم لم نجد ذكرا لأحد منهم ان سارية الجبل الصحابي المشهور قد وفد على مصر و استقر و مات و دفن بها . إلا اننا نجد ابن جبير يذكر في رحلته عند حديثه عن مشاهير الصحابة بمصر ، سيدنا سارية الجبل و يحدد قبره فيقول : أنه يوجد بسفح جبل المقطم .
وصف الجامع
يقول المقريزي في خططه ج3 ص329-330 ، عند ذكر قلعة الجبل : أنه كان يوجد على الجبل قبل بناء القلعة عدة مساجد ، منها مسجد قسطة أنشأه أبو منصور قسطة و كان غلاما أرمينيا من غلمان المظفر ابن امير الجيوش . و يضيف الحافظ أبو الطاهر السلفي فيقول : سمعت أبا منصور قسطة الأارميني والى الإسكندرية يقول : كان عبد الرحمن خطيب ثغر عسقلان يخطب بظاهر البلد (لعله يعني مسجده الذي يقع بظاهر القاهرة) في عيد من الاعياد فقيل له قد قرب منا العدو . فنزل عن المنبر و قطع الخطبة ... إلخ
و الذي يعنينا من القصة التي جاءت على لسان ابي المنصور قسطة ان مسجده كان جامعا تقام به الجمعة و الجماعة حيث ان له خطيب و منبر . و يمكل ابن عبد الظاهر الحديث عن جامع ابي المنصور قسطة فيقول : و بالقلعة مسجد الرديني و هو ابو الحسن علي بن مرزوق الحوفي و كان ينكر على اصحابه البطالة و الكسل و كانت كلمته مقبولة عند الملوك و كان يأوي بمسجد سعد الدولة ثم تحول منه الى مسجد عرف بالرديني و هو الموجود الىن بداخل قلعة الجبل ، و عليه وقف بالاسكندرية . و في هذا المسجد يزعمون انه قبره (اي الرديني) . و جاء في كتب المزارات بالقرافة ان الرديني توفي و دفن بها في سنة 540هــ بخط سارية الجبل .
و يقول أحمد رمزي في تعليقه على مسجد الرديني : هذا المسجد لا يزال قائما الى اليوم داخل قلعة الجبل في الجهة الشمالية الشرقية منها و يعرف بأسم جامع سيدي سارية بالقرب من قصر الحرم الذي جدده محمد علي (سنة 1243هــ 1827م) و يضيف أحمد رمزي فيقول : و قد دلني البحث على أن الذي أنشأ هذا المسجد هو أبو منصور قسطة الارمني الذي كان واليا على الاسكندرية و ذلك سنة 535هــ (أي في العصر الفاطمي) و يؤيد ذلك ما هو منقوش بالحفر على لوح من الرخام ، كان مثبتا على باب المسجد و مذكور فيه اسم منشئه و تاريخ إنشائه . و الظاهر أنه جد بناء هذا المسجد في سنة 935هــ نقل اللوح المذكور من المسجد و وضع على قبر أبي منصور قسطة الذي قال عنه المقريزي ج3 ص329 : انه مات مسموما من اكلة هريسة . ثم وضع المجدد لوحا آخر بدلا عن السابق أثبت فيه اسمه و تاريخ بناء المسجد و تعميره .
و ينتهى أحمد رمزي ، اعتمادا على ما جاء في المقريزي و على اللوحة التي عثر عليها و المحفور عليها اسم ابي المنصور قسطة الى النتيجة التالية : من هنا يُعلم انه لما أنشأ أبو المنصور قسطة هذا المسجد سنة 535هــ انتقل اليه أبو الحسن الرديني و استمر في التدريس الى ان مات سنة 540هــ .
و يكمل علي مبارك في خططه التوفيقية ج5 ص14 : تاريخ المسجد فيقول : و في سنة 935هــ جدد هذا الجامع سليمان باشا الخادم الذي كان واليا على مصر من قبل السلطان سليمان بن سليم خان العثماني كما هو ثابت على اللوحة التأسيسية المثبتة بأعلى الباب الغربي . و يحتوي الجامع على منبر خشبي و دكة و له منارة و مطهرة و اخلية "ميضأة و دورة مياه" و له أوقاف دائرة و شعائره الإسلامية مقامة بنظر الشيخ سليم عمر القلعاوي أحد مدرسي السادة الحنفية بالأزهر و كان أحد قضاة المحكمة الكبرى بالقاهرة .
و قد كان هذا الجامع منذ انشائه في العصر الفاطمي على اقل تقدير موضع العناية و الرعاية و الاجلال لإنتسابه الى الصحابي الجليل سيدي سارية الجبل ، فقد كان الملوك و الخلفاء و السلاطين يذهبون اليه للتبرك و لحل قضاياهم الهامة التي يرجون لها البركة و التوفيق ، فنذكر على سبيل المثال لا الحصر ، ما حدثنا به ابن تغري بردي بالنسبة للسلطان الملك الظاهر برقوق في أحداث سنة 784هــ ، إذ قال : و في شهر ربيع الأول جلس السلطان بمسجد الرديني (سارية الجبل) داخل القلعة بالحريم السلطاني و استدعى الخليفة المتوكل على الله من مكانه بالقلعة ، فلما دخل عليه الخليفة قام الملك الظاهر له و تلقاه و اخذ في ملاطفته و الاعتذار اليه و اصطلحا و تحالفا و مضى الخليفة الى موضعه بالقلعة ، فبعث السلطان اليه عشرة آلاف درهم و عدة بقج فيها أثواب صوف و قماش سكندري .
و جاء في طبقات الشعراني ص95 : أن الشيخ محمد الكعكي مدفون بزاويته بالقرب من سيدي سارية صاحب رسول الله صل الله عليه و سلم . كما توجد مقابر اخرى لبعض المماليك و على شاهد كل قبر نوع لباس الرأس الذي كان يلبسه المملوك للمدفون فيه ، و هي عدة عمامات للرأس تكون في مجموعها فكرة متكاملة عن الأشكال و الأحجام و ترشدنا الى نماذج لباس الرأس عند المماليك في العصرين المملوكي و العثماني .

صورة جامع و ضريح سيدي سارية الجبل بالقلعة - القاهرة - مصر :

http://farm3.static.flickr.com/2364/...d97861.jpg?v=0




http://www.al3ankaboot.com/upload/download.php?img=982




الساعة الآن 12:28 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011