عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree3Likes
  • 1 Post By ابراهيموس
  • 1 Post By الامير سام
  • 1 Post By *دودو العسل*
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-23-2010, 02:18 PM
 
قصة قصيرة : نهر غابة قوس قزح

نهر غابة قوس قزح
كان الضجيج يملا المنزل والسيارات تزعق بأصوات مختلفة وإطاراتها تحدث دخانا كثيفا باعثة في الهواء رائحة الحريق ...دخلت مع بعض النسوة تجر خلفها أطفالها ...ياله من يوم هذا اليوم!!
اليوم ستعبق رائحة الحناء في أفنية هذا المنزل بعد طول غياب لأية رائحة جلست ولم تجلس اندفع احد أطفالها إلى خارج البيت وسط هذا الهرج العظيم ثم رجعت إلى مكانها وقد أمسكت بقميصه وجلست اخيرا ولم تسكت كانت قد بدأت لتوها قصة امرأة قد لبست فستانا قديما كانت تتبجح بأنها اشترته من محل كبير بالعاصمة وهي تظن انها لم تذهب الى ابعد من فناء بيتها
بدأ مكبر الصوت يطرقع إيقاعات متسارعة قوية غير ذات معنى أو قد تعني أي شيء إلا أن يكون غناء هو مسخ خليط من ألفاظ سيئة ركيكة أحيانا بذيئة يمجها الذوق السليم ....زبد أن يغنين في جوقة نشاز...كانت ابنته ذات السادسة عشر ريعا قد جلست قبالتها تصيح مع الصائحات وترقص مع الراقصات وهي هائمة مع الهائمات ...معلمات ...تلميذات...فتيات ... أطفال يتقافزون هنا وهناك وقد اخذوا نصيبهم من اللامبالاة والقذارة ومن خلف الستار المهلهل بعض الفتيان يبثون بعضهن لواعج وجد كاذب يجد وقعا خاصا عند معظمهن فتتوتر أحاسيسهن وقد يخرجن عن المألوف خلال الظلام والادخنه ورائحة الغبار العطن ......
السماء تبدو كقماشه رمادية مشدودة فوق الرؤوس....الجو حار والغبار يصعد ثم ينزل على الوجوه الملطخة بأنواع شتى من ألوان وضعت بشكل فوضوي وبدأت هذه الألوان تسيل ورائحة العرق وروائح البخور وغيرها تنتشر في الجو مع صراخ الأطفال والفتيات اللائي خرجن عن جداولهن (حسب تعبير إحدى العجائز) ....استمر هذا الهراء الى وقت متأخر من الليل كن يزعمن إنهن يؤدين واجب العون لهذه العروس التي قد بدأت البكاء منذ بداية هذا المهرجان! كلهن يعرفن أنها تبكي لفراق أمها التي كانت تعيش معها طوال السنين الماضية بحلاوتها ومرارتها والتي ستنتهي في الغد ..... إلا أن الفتاه كانت تبكي بسبب آخر !!!
كن بعض النسوة ينظرن لها بعين الشك والريبة ثم يلوين شفاههن الى اليمين ثم الى اليسار ويطر قعن بشفاههن بصوت يدل على الاستنكار !! غدا صباحا ستصبح واحدة منا سواء أرادت ذلك أم لم ترد تجر ورائها أيامها المتساقطة لن تستطيع الانطلاق والتخلص من ثوبها ستلقى خلف سبورة باهتة لا تمحى أمام أطفال لا يكبرون ابدا!! وتبقى على هذه الرابية القاحلة حتى الخريف الأخير كادت إحداهن أن تفكر بصوت عال لولا ان احد الصبية لكزها فعادت أدراجها الى ضجيج الفرح كانت الفتاة الموعودة بالفرح الذي قد يأتي وقد لا يأتي تبكي دخل أخوها الأكبر أخذن النسوة يخفتن من أصواتهن ببطء الى أن اعتلى المنصة التي تجلس عليها الفتاة مدت إليه إحدى النسوة المتوسطات العمر مقصا وجز ناصيتها المضمخة بالطيب بينما انطلقت الزغاريد تملأ الأفق .....
بينما الفتيات الصغيرات يغنين أغاني (لاهي من البر ولاهي من البحر) علقت عجوز كانت بها بقية من نزق!!!
كانت لا تزال العبرة تخضها فاختلطت دموعها بالطيب واختل التناسق العجيب من الألوان الرائعة...... تحول إلى لوحة متداخلة من الألوان والمعاني التي لا معنى لها !!
كانت بعض النسوة ينظرن لها بعين الريبة وبعض صويحباتها كذلك إلا أن واحدة فقط تزعم أنها تعرف السبب إلا أن أحدا لا يعيرها أي اهتمام لأنها كانت دائمة الشرود.... مضى اليوم الأخير من العرس ببهرجته كاليومين السابقين !! كانت في صباح هذا اليوم تدس رأسها الصغير في لحاف العرس الأبيض وقد كد وجهها البريء التعب من الجلوس الطويل والهم الثقيل والحزن ......
التفتت إليه ... كان مطأطئ الرأس كيف يخرج إلى الناس ترى ماذا يقول لهم ؟؟ كان أصدقائه بين الفينة والفينة يقرعون الباب على غير استحياء يطالبونه بالخروج ...طوال الليل !! في حين كان ممددا على فراشه يعتصره الألم انه لم يتوقع أن تطول هذه الليلة وتصبح دهرا من الضعف والغم بلا نهر ولا قارب .... انه لم يعانق نهرا في حياته قاربه كان يتعطل بين الحين والحين لا يعرف لهذا سببا مما كان يزعجه كثيرا عندما يخلو الى نفسه أو عندما يعرف أن احد أقرانه قد ولج لجة النهر صوب الغابة ......
أن الذي حدث لم يكن ليتوقعه على الإطلاق بالذات في هذه الليلة كان إحساسه بالفرح قبل هذه الليلة أروع فجأة خارت قواه أراد أن يستنهضها لكنها اندلقت أمامه كبرميل نفط!!
كانت محولات غير مجدية ... تداخل الفرح والخوف مع الحزن كان مزيجا من كل هذه الأحاسيس انتفض غير مصدق لما يرى وقد لملم لحافه يستر جسده المنهك......
دلفت عجوز عنوة إلى حجرته سحبت الفتاة من يدها بقوة وولجت معها احدي الحجرات لطمتها متسائلة :ما الذي يجري ؟؟؟ كانت في رأسها أسئلة شتى وأجوبة قليلة ...لكنها لم تجد أي جواب!!
صفقت الباب خلفها .... تلعن في داخلها كل الرجال وأنصاف الرجال والذين هم اقل من أرباع الرجال وكل النساء الغبيات اللائي لم يختلجهن إبليس بعد ..... ذهبت العجوز تخطط للقاء احد اعتي العرافين العارفين طقوس الصيد بالأجواء الغائمة حول نهر الأمازون أو الأدغال الإفريقية حيث كان يتنكر بأقنعة الزولو أو يراقص فوق إحدى الزقورات الشاهقة على مذبح الشمس احد كهنة الانكا عندما يغيب القمر في منتصف الشهر بساق واحدة!!!!
اخبرها أن عروس الشمس لن يكتنفها الضباب إلى الأبد وسيأتي فارس على حصان مجنح يصهل من أغوار الفرات حوله خيوله المطهمة لكنه سينتزعها ويلقي بها الى هوة الوادي السحيقة حيث يولد قوس قزح هناك تتلقفها الملائكة وتقوم هناك بالفرح الكبير حيث يولد القمر بدرا صغيرا وردي اللون !!! انطلت الأكذوبة على الجميع الا تلك الفتاة الشاردة الذهن والتي كانت تعرف حق المعرفة ما كان يدور في رأس الفتاه وما كان يدور بينها وبين الفتى!!
ما أن رجعت العجوز وأبلغتهم باتصالها بذلك الشيخ حتى أضافت الى حديثه قصة عن ما رأى وهو في أوج توهجه لقد رأى العجوز فيما تروي أنها أردفت على جواد واحد مع حبيب لها كان قد مات في الربع الأول من القرن الماضي وطارت إلى حيث القمر....
انفجرت الفتاه الشاردة بالضحك ثم نام الجميع وكل يحلم بأحلامه بعد أسبوع خلا الشارع من المارة .... لم تكن في البيت حجرة مضاءة غير حجرة العرس ....
خرج إلى ساحة البيت والعرق ينصبب من جبهته استنشق هواء نقيا لأول مرة منذ أسبوع عادت الألوان إلى كل الأشجار والأضواء إلى الأعمدة المنتصبة على طول الشارع ....
في تلك اللحظة لم يكن ليحتاج الى أكثر من هذا الهواء العليل وهذه السعادة الغامرة .......أضيئت تلك الليلة كل غرفة في القرية .....
قفز الى قاربه اطمأن الى قوته ...اخذ يجدف خلال النهر تظلله أشجار الصنوبر التي ينث عبيرها الرائع بينما توقفت هي عن البكـــــــــــــــــــــــاء!
إبراهيمو س
# سُكر likes this.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-23-2010, 02:30 PM
 
يسلمو
# سُكر likes this.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-27-2010, 03:49 PM
 
مشكووووووووووووور
# سُكر likes this.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-27-2014, 05:16 PM
 
شكرا لك على هذه
القصة الرائعه والجميله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-28-2014, 05:14 PM
 
شكرا على القصه الرائعه يا رائعه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شمسك غابت أيها........... 2ana أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 14 05-31-2010 02:41 AM
أشرقت شمسي ثم غابت زمردة الربيع شعر و قصائد 21 10-29-2009 03:28 PM
غابة تحت الأرض حسين نور الدين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 19 12-29-2007 12:43 PM
غابت الشاعر مجهول محروم الحب قصائد منقوله من هنا وهناك 3 04-20-2007 11:30 PM


الساعة الآن 12:05 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011